حكم التحاف المحرم بكيس النوم

[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد

إعلم أن الدين هو السنة والسنة هي الدين ولايقوم الدين إلا على السنة وليس على السنة من لم يسلم دينه لله وحده لاشريك الله
وأن الدين يسر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه
ولكن هذا التيسير توقيفي وليس على مرادات الناس ومشتهياتهم وأهواءهم
فليس من اليسر في الدين مصافحة ابنة العمة لتجتمع الكلمة ولا تعاطي الربا من البنوك قرضا لحاجة شراء مسكن
وإنما يسرا كما يسره الله تعالى كقوله فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر
وكقوله فمن اضطر غير باغ ولاعاد فلاإثم عليه
فيمن جاع وخشي الهلاك يأكل من الميتة مايدفع الضرر عنه
والإحرام ومحظوراته شرعت ابتلاءا وعبادة ليرى الله أينا أحسن عملا أخلصه وأصوبه وهو الموافق للسنة
فليس من تغطية الأس حمل الحقيبة للمحرم على رأسه بقصد تخفيف الحمل لاالترفه
وليس من لبس المخيط كما نقل ابن علية إجماعا عليه كما في الإستذكار لبس المنطقة للحاج ومثلها الحزام يشد إزارة فلاتنكشف عورته ويحفظ نقوده ولالبس الخاتم ولاالساعة ولاالنظارة من المحظورات

والتلحف عند النوم بكيس النوم كما قال شيخنا صالح الفوزان لأن هذا كمن دخل حفرة ضيقة يستتر بها من اللصوص وهو محرم
ولكن لايغطي به رأسه
وأقول بل إذا برد ليلة النحر والبيات بمزدلفة وليس عنده إلا جاكيت يدخل فيه أكمامه شق عليه البرد فلم يجد إلا ذلك يفعل ولاحرج بل ويغطي رأسه ويستدفيء
ولكن يفعل واحد من ثلاثة ذبح شاة ثني من المعز أو جذعة من الضأن
أو صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين كل مسكين نصف صاع
كما في حديث مسلم لما مر النبي صلى الله عليه وسلم على كعب بن عجرة والقمل يتناثر من رأسه
فأمره أن يحلق رأسه وينسك شاة أو يصوم ثلاثة أيام أو يطعم ستة مساكين كل مسكين نصف صاع
وإذا ذبح فقال شيخنا عبدالعزيز بن باز لايشترط أن تكون في فعل المحظور بمكة لأن كعب بن عجرة كان خارج الحرم ولم يؤمر بالذبح داخل الحرم والله أعلم0