|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الإخوان المسلمون الوجه الآخر للشيخ الفاضل علي الحذيفي حفظه الله ( الحلقة الأولى )
الإخوان المسلمون
الوجه الآخر الحلقة الأولى كتبه: أبو عمار علي الحذيفي مقدمـــــــــــــــة: الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وبعد: فهذه حلقة مأخوذة من بحث خاص بي حول: (الفرق والمذاهب) أسأل الله أن ييسر إتمامه ونشره، وهذه الحلقة مخصوصة بفرقة عصرية وهي فرقة "الإخوان المسلمين"، وسميته (الإخوان المسلمون الوجه الآخر)، ذلك لأن هذه الجماعة تظهر لأتباعها الشيء الجميل الذي ينخدع بها ضعاف العلم من مثل زعمها أنها تنادي بالدعوة إلى عودة الناس إلى تحكيم الشريعة والدعوة إلى جمع الكلمة ونحو ذلك، ولو تأمل المسلم في حقيقتها وطريقة ما تدعو إليه لوجد أن شعاراتها في جهة وطريقتها في جهة أخرى، وهذا أمر لا يعرفه إلا من عرف الجماعة على حقيقتها، فهذه الحقائق تعتبر وجهاً آخر لا يراه الكثير من المغترين بهم. وتتكون هذه من تمهيد وعدة فصول: الفصل الأول: تعريف بجماعة الإخوان المسلمين. الفصل الثاني: نشأة الجماعة. الفصل الثالث: أثر الظروف وتأثير المؤسس على الجماعة. الفصل الرابع: أهداف الجماعة. الفصل الخامس: تنظيم الجماعة. الفصل السادس: أفكار الجماعة ومعتقداتها. الفصل السابع: وسائل الدعوة عند الجماعة. الفصل الثامن: صور التربية عندهم. الفصل التاسع: قادة الجماعة وكبار شخصياتها. الفصل العاشر: الانحرافات. الفصل الحادي عشر: آثار هذه الجماعة على واقع المجتمع الإسلامي. الفصل الثاني عشر: دعاية هذه الجماعة لنفسها. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه كتبه: أبو عمار علي الحذيفي وكان الانتهاء من أصله في 1427هـ ثم أعدته في تاسوعاء من عام 1431 هـ تمهيد: فرقة "الإخوان المسلمين"، صنع لها كبارها صيتاً كبيراً يغطي على حقائقها وفضائحها، وروجوا لها على أنها هي الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، جاهلين أو متجاهلين أن منهجها مخالف تماماً ومصادم كل المصادمة بل يسير بالاتجاه المعاكس للطائفة الناجية والفرقة المنصورة، ومع هذا فــ"الإخوان المسلمون" يصنعون لأنفسهم زخماً إعلامياً كبيراً، وهالة عجيبة وكأنهم هم الذين في الساحة وحدهم وهم الذين حفظ الله بهم دينه وشريعته، وقد دفعتني هذه التغطية الإعلامية لهذه الفرقة إلى كتابة شيء مختصر عن حقيقتها وفضائحها كما فعل العلماء من قبلي ولهم في ذلك قصب السبق، وإنما فعلوا ذلك ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة. وسيجد القارئ في هذه الرسالة المختصرة صراحة ووضوحاً، وهما أعظم ما يحتاجه "الإخوان المسلمون " اليوم ولاسيما مع كثرة المجاملين والمغترين بهذه الجماعة وهم كثير هداهم، مثل: "الموسوعة الميسرة " التي سوت دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب بدعوة حسن البنا وجعلتهما من حركات الإصلاح وهذا والله من تغرير الشباب وخداعهم. وعلى "الموسوعة الميسرة" ملاحظات أخرى نتمنى من يتفرغ لها وينقدها بإنصاف ودقة. لماذا الأخطاء فقط ؟ وسيجد القارئ أننا نتعرض لأخطائهم فقط دون ذكر لمحاسنهم وذلك لأمور: أولاً: أن هذا لا يلزمني شرعاً عند النصيحة ولاسيما عند نقد طائفة مثل هذه الطائفة التي روج لها أتباعها على حساب الحق والدين. ثانياً: أن هذه المحاسن إن وجدت فهي مغمورة في انحرافاتها وضلالاتها كما سيرى القارئ الكريم. ثالثاً: أن مهمة الناصح تحديد موضع الداء لأنه موضع البحث، وكأن السائل يسأل عن هذه الطائفة هل تصلح لأن يلزمها الشخص أو لا تصلح؟! فيجيب المسئول عما يحتاجه السائل ويضع له من النقاط ما يثبت له أن المسئول عنه ليس في المستوى المطلوب، وقد أخرج مسلم في "صحيحه" عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: (ليس لك عليه نفقة )، فأمرها أن تعتد فى بيت أم شريك ثم قال : (تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني). قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبى سفيان وأبا جهم خطباني. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ( أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له أنكحي أسامة بن زيد)، فكرهته ثم قال: ( أنكحي أسامة). فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به). وتأمل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد) فهذا تحديد لموضع البحث الذي يسأل عنه فلم ينظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك، ولم يلتفت إليه. وإنك ترى الطبيب إذا طلب منه المريض تشخيص الداء حدد له موضع الداء دون التعرض للمواضع السليمة التي لا حاجة لذكرها لأن الموضع المبحوث فيه هو أين الداء ؟! الفصل الأول: تعريف بجماعة الإخوان المسلمين: المبحث الأول: جماعة واحدة لا جماعات: إننا حينما نسمي "الإخوان المسلمين" بجماعة، فإنما هو من باب ما تعارف عليه الناس واشتهر بينهم، وإلا ففي الحقيقة ليس هناك شيء في الإسلام اسمه الجماعات الإسلامية بل هي جماعة واحدة، وكما أنه لا تشرع أكثر من جماعة في المسجد في وقت واحد، فكذلك لا تشرع الجماعات في الساحة الدعوية، لأن المسلمين ينبغي عليهم أن يكونوا جماعة واحد، والنصوص تدل على ذلك وتأمر بلزوم هذا الأصل العظيم. قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وقال تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) وقال تعالى: (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) وقال تعالى: (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) وقال تعالى: (ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون) إلى غير ذلك من الآيات العظيمات التي تنهى عن الفرقة وتأمر المؤمنين بلزوم الجماعة. وجاء في "الصحيحين" عن حذيفة قال: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله: إنا كنا في الجاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال ( نعم). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: ( نعم وفيه دخن ). قلت وما دخنه ؟ قال (قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ). قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: ( نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت يا رسول الله صفهم لنا ؟ فقال: (هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك). المبحث الثاني: تعريف بهذه الجماعة: هي إحدى الجماعات العصرية التي ظهرت على الساحة الدعوية بعد الربع الأول من القرن الماضي القرن العشرين من التاريخ الميلادي، فقد أسسها حسن البنا عفى الله عنا وعنه عام 1928م في مصر ثم انتشرت على مستوى العالم. ولها أهداف ووسائل يمكن للقارئ أن يحدد هوية الجماعة وأن يتبصر بحقيقتها بعد معرفة حقيقة هذه الأهداف والوسائل التي تسعى بها لتحقيق هذه الأهداف: 1- تزعم أن هدفها هو المطالبة بتحكيم شريعة الإسلام والسعي لإقامتها في المجتمعات. 2- تسعى لجمع كلمة طوائف المسلمين جميعاً، وبعبارة أدق: ولو بالاجتماع مع من ينتسب إلى الإسلام في ظاهر الأمر، ليستطيعوا الوصول إلى هذه الغاية عندهم وهي تحكيم الشريعة. 3- استخدمت للوصول لهذا التجميع كل وسيلة من الوسائل المرغبة للناس في الجماعة كإظهار أنها هي الجماعة الأم، وأنها هي الأصل وأن غيرها منشق منها وعنها، وأدخلت في مناهجها من وسائل الترفيه والتخفيف على الأتباع ما ترى أنها من الزينة التي تتزين بها الجماعة لترغب الشباب فيها، أضف إلى ذلك أنها استخدمت وسيلة التمشي مع المجتمعات التي تعيشها، والتأقلم بواقعها حتى يقتنع الجميع أنها جماعة مرنة ليس فيها تنطع ولا تشدد، وبناء على هذا فقد أصدرت الكثير من الفتاوى التي تقنع الآخرين بأنها جماعة سهلة لا ينبغي أن يخاف منها. وسترى بإذن الله أن كل غاية من غاياتها وكل وسيلة من وسائلها قد ناقضتها جماعة "الإخوان المسلمين" بنفسها، وأبطلتها بأعمالها وطريقتها. الفصل الثاني: نشأة الجماعة: المبحث الأول: ظروف تأسيس الجماعة: نشأت هذه الفرقة بعد سقوط الخلافة العثمانية التي كان سقوطها عام 1924ميلادية، حيث نشأت الجماعة عام 1928ميلادية، أي: بعد سقوط الخلافة بأربع سنوات، وقد كان هناك في الساحة بعض الدعوات التي تأسست قبل هذه الجماعة كـ"أنصار السنة المحمدية" والتي تأسست قبل "الإخوان المسلمين" بسنتين تقر يباً، أي: عام 1926ميلادية، و"جمعية الشبان المسلمين" وغيرهما، وقد قامت جماعة "الإخوان المسلمين" بتهميش هذه الطوائف كلها، وأظهرت للعالم أنها هي الأصل وأن كل هذه الطوائف منشق منها وعنها. المبحث الثاني: حال المؤسس: ولد حسن البنا في شهر أكتوبر عام 1906ميلادية أي: ما يوافق نهاية العشرينات من العام الهجري، في قرية "المحمودية" قرية من قرى محافظة البحيرة، نشأ وتعلم على تعليم المدارس النظامية، أي: لم يتلق تعليمه على يد واحد من أهل العلم، بل نشأ على أحدى الطرق الصوفية، وهي الطريقة الحصافية كما اعترف هو نفسه بذلك، وشهد عليه طلبته المقربون إليه وأصحابه الذين عاشروه ردحاً من الزمن، وبقي هو على هذه الطريقة واستمر يزور أهلها ويذهب إليهم حتى آخر أيام حياته. قال حسن البنا في "مذكرات الدعوة والداعية" (ص27): (وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة كل ليلة). ثم قال: (وحضر السيد عبد الوهاب وتلقيت الحصافية الشاذلية عنه، وآذنني بأدوارها ووظائفها). وقال جابر رزق في "حسن البنا بقلم تلامذته ومعاصريه"(ص8): (وفي دمنهور توثقت صلته بالإخوان الحصافية، وواظب على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة مع الإخوان الحصافية، ورغب في أخذ الطريقة، حتى انتقل من مرتبة "المحب" إلى مرتبة "التابع المبايع"). وقال الندوي في "التفسير السياسي للإسلام": (ص138-139): (الشيخ حسن البنا ونصيب التربية الروحية في تكوينه، وفي تكوين حركته الكبرى: إنه كان في أول مرة – كما صرح بنفسه – في الطريقة الحصافية الشاذلية). وقال سعيد حوّى في "جولات بين الفقهين الكبير والأكبر" الجولة الثامنة (ص154): (ثم إن حركة "الإخوان" نفسها أنشأها صوفي، وأخذت التصوف دون سلبياته). قلت: سنرى بعد ذلك هل للتصوف إيجابيات وسلبيات، وإن كان كذلك فماذا أخذ البنا ؟ وهذا يدلنا على أمور: 1- أن الرجل لم يتعلم العلم النافع على يد واحد من أهل العلم المعروفين، ولا في أي جامعة كالأزهر أو غيرها، وهذا شيء يؤثر في سيرة الرجل وأفكاره، ومن ثم يؤثر على جماعته التي أنشأها. 2- أن الرجل ليس من المجددين كما يزعم أتباعه ومريدوه، لأن من شرط المجدد أن يكون على رأس مائة عام، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبعث لأمتي من يجدد لها دينها على كل رأس مائة عام) رواه أبو داود وغيره وسنده صحيح، وهذا ما لم يكن موجوداً فيه لأن الرجل ولد قرابة عام 1327هـ، وكون جماعته عام 1928ميلادية، أي: عام 1349هجرية فعلم أنه لم يأت على رأس القرن الهجري وإنما خرج على الناس بعد مرور أكثر من ربع قرن وخرجت دعوته بعد مرور نصف قرن. والعجيب أن أتباعه يقولون عنه: إنه مجدد القرن العشرين، وليت شعري من أين أتت العشرون قرناً، وبيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشر قرناً وبعض القرن ؟! أضف إلى أن من شرط المجدد أن يرد الناس إلى ما كان عليه سلفنا الصالح، لا أن يخرج بهم عن طريقهم، وهذا مع الأسف لم يتوفر في حسن البنا. الفصل الثالث: أثر الظروف وتأثير المؤسس على الجماعة: المبحث الأول: تأثير الظروف: لما كانت هذه هي ظروف النشأة تأثرت الجماعة بهذه الظروف وظهر أثرها عليها في كثير من الأمور، ولا أبالغ إذا قلت: إن هذه الظروف أثرت على هذه الجماعة حتى في أهدافها ومقاصدها، ومن ذلك: 1- أنها تنادي بالحكم فقط، ولذلك سعت إلى هذه الغاية بكل الطرق والتي منها أنها نافست الحكام وزاحمتهم على كراسيهم. 2- وتنازلت الجماعة التنازلات تلو التنازلات حتى خرجت عن حدود الشريعة في كثير من الأحيان واعترفت بكثير من صور الباطل، وغضت الطرف عن كثير من الضلالات التي عند الطوائف الأخرى. 3- وأدى اعتقادهم أن الخلافة قد سقطت إلى اعتبار أنه ليس هناك دولة إسلامية بعد الدولة العثمانية، وأن هذه الدول القائمة طواغيت جاثمة على صدور المسلمين تتمسح بالإسلام فقط، وفات المساكين أن في عصرنا من الدول من هي بالجملة خير من الخلافة العثمانية، حيث نصرت دعوة التوحيد وأيدتها وأمرت بالمعروف ونهت عن المنكر. المبحث الثاني: تأثير المؤسس: كانت لنشأة حسن البنا أثرها البالغ على جماعة "الإخوان المسلمين" وعلى أفرادها، فقد تسرب إلى الجماعة كثير من معالم التصوف وآثاره بواسطة حسن البنا دون أن يتفطن لها كثير من أتباعها، ومن ذلك: 1- البيعة للمشائخ والكبار للجماعة. 2- السرية والتكتيم. 3- حصر الدين بجزئية من جزئياته، وشيء من شعائره، والغلو في هذه الجزئية. 4- تقسيم الدين إلى قشور ولباب. 5- تقسيم الدعاة إلى فقهاء واقع وغيرهم. 6- وجود المرشد والذي لا تصدر الجماعة إلا عن رأيه. 7- حصر ولاء أفراد الجماعة على طريقتهم فقط، وزعمهم أن هذا من عدم الازدواجية في الولاء. 8- الأناشيد. الفصل الرابع: أهداف الجماعة: المبحث الأول: استخدام الإخوان كل الوسائل لتحقيق غايتهم: هذه الجماعة عندها أهداف تسعى إلى تحقيقها ليلاً ونهاراً، وسراً وجهاراً، وقد استعملت الجماعة لأجل هذه الغايات جميع الوسائل دون التدقيق في هذه الوسائل، ولا عرضها على الكتاب والسنة أو وزنها بميزان الكتاب والسنة. ولكي يعلم القارئ شيئاً من هذه التنازلات نذكر على الأقل بعضا منها: 1- الخروج على ولاة أمور المسلمين، ومنافستهم على كراسيهم. 2- الاغتيالات، والمصادمات المسلحة أحياناً. 3- التحالفات المشبوهة مع العلمانيين ومن جرى مجراهم. 4- وضعوا أياديهم بأيدي أهل البدع والزيع والانحراف، كالرافضة وغيرهم، بل في أيدي غلاة الرافضة نسأل الله السلامة والعافية، معرضين عن نصح أهل العلم. 5- والتنازل عن كثير من الأمور التي لا ينبغي أن يتنازل عنها المؤمن لأنها من الثوابت العظيمة في دين الإسلام كأمور العقيدة وما تفرع منها. المبحث الثاني: بيان أهدافهم: الأول: السعي للوصول إلى الحكم: كنا نظن في بداية الأمور أن جماعة "الإخوان المسلمين" تسعى للإصلاح السياسي كما يقولون، وإن كانت وسائلهم وطرقهم في ذلك منحرفة، ثم تبين لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن هدف الجماعة قلب الحكم على الحكام في الدول العربية قبل الدول الأخرى، وقد حصل هذا في عدة دول منها دولة مصر أيام الملك فارق ووضعه كان أهون بكثير من وضع الذي انقلبوا عليه مثل جمال عبد الناصر الذي نحى الشريعة جانباً وبكل صراحة، ثم صدرت ثورتها إلى دول عربية أخرى، حتى قال بعضهم: (أطحنا بالحاكم الفلاني، ونحن في طريقنا إلى سائر الحكام) أو بنحو هذه العبارة. الثاني: توسيع رقعة الجماعة، وتكثير عدد أتباعها: وهذا الأمر في الأصل يعد من الوسائل، لكنه صار عند الجماعة من الغايات، وما أكثر ما تصير الوسائل من الغايات، فهذه الجماعة ترى أن تغييرها للأوضاع متوقف على جمع أكبر عدد ممكن من الناس الذين ينتسبون إلى الإسلام، فغضت الطرف عن أهل الزيغ والانحراف من مثل الروافض والصوفية وغيرهم، بل دعت إلى التقارب معهم، ولا شك أن التقارب مبني على بعض التنازلات من الطرفين، وفوق هذا لم تدع أحداً إلى التنازل عن عقيدته كما طلبت من أهل التوحيد والسنة أن يتنازلوا عن دعوتهم، وذلك بالعرض عليهم والترغيب لهم تارة، وبالتنفير عن التوحيد والسنة تارة أخرى. الفصل الخامس: تنظيم الجماعة: تنظيم جماعة "الإخوان المسلمين" قائم على التعقيد وإلزام الأتباع بالطاعة العمياء، ولا شك أن سماحة الإسلام وسهولة تنظيماته الشرعية تخلو من هذا كله، ولا أبالغ لو قلت: إن كثيراً من "الإخوان المسلمين" قد لا يفهمون تنظيم جماعتهم كيف يسير. وصورة تنظيمهم كما يلي: أولاً: المرشد: وهي مرتبة كبير الجماعة، وهي على قسمين أحدهما: المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والثاني: المرشد الخاص بدولة من الدول. 1- المرشد العام: وهي رتبة كبير الجماعة على مستوى الأرض، ومن شرطه أن يكون مصرياً من المصريين ولو كان هناك من هو أعلم منه من غير المصريين، وهذا يشبه تنظيم جماعة التبليغ تماماً والذين يشترطون أن يكون الأمير العام فيهم هندياً، ولا يشك عاقل أن هذا شرط باطل لأنه لا دليل عليه، ولا يشك عاقل أنه هذا من صور الحزبية المقيتة. وقد تولى هذا المنصب في جماعة "الإخوان المسلمين" عدد من الناس، وهم إلى يومنا هذا على حسب هذا الترتيب: المرشد الأول: حسن البنا. المرشد الثاني: حسن الهضيبي. المرشد الثالث: عمر التلمساني. المرشد الرابع: محمد حامد أبو النصر المرشد الخامس: مصطفى مشهور. المرشد السادس: مأمون حسن الهضيبي. المرشد السابع: مهدي عاكف: وهو المرشد العام إلى يومنا هذا، والعجيب أنني أطلعت قبل دقائق على خبر تناقلته بعض المواقع أن من المتوقع تولي الدكتور محمد عبد البديع مرشداً عاماً ثامنا لًلإخوان المسلمين لأن مهدي عاكف تنتهي ولايته في 13 يناير من عام 2010 ميلادية، وهذا شيء عجيب، ولعل القارئ تفطن لهذا. 2- المرشد الخاص بدولة من الدول: كمرشد "الإخوان المسلمين" في اليمن أو الكويت أو سوريا أو غيرها من الدول العربية، وهو كبير الجماعة في تلك البلد، وينطوي تحت لواءه الكثير من علماء جماعة "الإخوان المسلمين" وهم أعلم بكثير من المرشد. ولهم في كل بلد أمير على الجماعة، وكل هؤلاء الأمراء يندرجون تحت مرشد البلاد، ومرشدو هذه البلدان كلهم يندرجون تحت المرشد العام. دور المرشد العام: دوره يتمثل بما يلي: 1- رجوع الجماعة إليه وصدورها عن رأيه ولاسيما في الأمور العامة التي تمس بالجماعة. 2- التواصل مع كبار الجماعة خارج البلد، ومراسلتهم ومراسلته من جهتهم. 3- تبليغهم الجديد من أخبار الجماعة قراراتها وتعديلاتها ونحو ذلك. 4- يعتبر المرشد العام هو الناطق الرسمي باسم الجماعة أو من يوكله هذا المرشد، فهو الذي يعلن البراءة من عمل فلان أو يعلن مسئوليته عن العمل الفلاني ونحو ذلك. 5- القيام بفصل من ترغب عن الجماعة لشيء صدر منه مما يخالف قوانين الجماعة، أو غير ذلك. الفصل السادس: أفكار الجماعة ومعتقداتها: تمهيد: الخطوط العريضة عندهم: جماعة "الإخوان المسلمين" خليط من الآراء المتباينة، والعقائد المختلفة، والفرق المتنوعة، لأنهم يسمحون في صفوفهم لجميع الفرق التي خرجت على أهل السنة والجماعة وبرزت إلى الساحة، ولكن مع ذلك لهم أفكار يجتمعون عليها تكاد أن تكون قاسماً مشتركاً فيما بينهم، وهي: الأول: لا يرون شرعية أي جماعة غير جماعتهم فقط: 1- قال جمعة أمين في "منهج البنا": (وأصبح واضحاً أن للجماعة ثوابت هي بمثابة العقائد لا يجوز الاقتراب منها مداهنة أو مساومة، فضلاً عن تبديلها وتغييرها). 2- قال سعيد حوى في رسالته: "في آفاق التعليم" (ص16): (مما مر ندرك أن السير مع الإخوان شيء لا بد منه للمسلم المعاصر). 3- وقال في "جولات في الفقهين" (ص79): (ونعتقد أنه لا جماعة كاملة للمسلمين إلا بفكر الأستاذ البنا ونظرياته وتوجيهاته). 4- وقال في "المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين" (ص29-30): (وبسبب ما ذكرنا نقول: إن جماعة الإخوان لا غيرها هي التي يضع المسلم يده في يدها). 5- وقال في "من أجل خطوة إلى الأمام" (ص40): (وإذا كانت هذه الجماعة هذه شأنها فلا يجوز الخروج عليها، قال عليه السلام: "من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه"). الثاني: أنهم جعلوا دعوتهم هي الميزان التي يمتحنون بها الموافق من المخالف: 1- قال حسن البنا كما في "مجموع رسائله" (ص17): (وموقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب وبلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا فماوافقها فمرحباً به، ومن خالفها فنحن برءاء منه. ونحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة لا تغادر جزء صالحاً من أية دعوة إلا ألمت به، أو أشارت إليه). 2- وقال في "مذكرات الدعوة والداعية" (ص222): (فدعوتكم اليوم أحق أن يأتيها الناس ولا تأتي هي أحداً وتستغني غيرها إذ هي جماع كل خير وما عداها لا يسلم من النقص). ولا يشك عاقل أن هذا من صور التحزب المقيت. قال شيخ الإسلام رحمه الله – كما في "مجموع الفتاوى" (11/512): (وليس لأحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته ويعادي على ذلك بل عليه أن يوالي كل من كان من أهل الإيمان، ومن عرف منه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم ولا يخص أحدا بمزيد موالاة إلا إذا ظهر له مزيد إيمانه وتقواه فيقدم من قدم الله تعالى ورسوله عليه ويفضل من فضله الله ورسوله) أ.هـ وقال رحمه الله – كما في "مجموع الفتاوى" ( 3/347 ): (فمن جعل شخصا من الأشخاص - غير رسول الله - من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة، ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة كما يوجد ذلك في الطوائف من أتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك كان من أهل البدع والضلال والتفرق). وقال شيخ الإسلام- كما في "مجموع الفتاوى" (20/8): (ومن نصب شخصا كائناً من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً) أ.هـ قال شيخ الإسلام – كما في "مجموع الفتاوى" (20/164): (وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي ولا ينصب لهم كلاما يوالي عليه يعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون) أ.هـ الثالث: يردون على من انتقدهم نصحه وانتقاده فلا يقبلون من أحد: قال جاسم المهلهل في رسالته: "للدعاة فقط" (ص122): (بل دعوة "الإخوان" ترفض أن يكون في صفوفها أي شخص ينفر من التقيد بخططهم ونظامهم، ولو كان من أروع الدعاة فهماً للإسلام وعقيدته وأنظمته وأكثرهم قراءة للكتب، ومن أشد المسلمين حماسة وأخشعهم في الصلاة، فالإخوان لا يبالون بهم وهم بهذه المزايا إلا أن يتقيدوا بخطط الجماعة والسعي لإقامة أهدافها وهي إقامة دولة الإسلام) أ.هـ الرابع: يكفرون الحكام لأنهم لا يحكمون بغير ما أنزل الله: ولهم على هذه الأفكار سنين طويلة وليس لهم سلف في هذا الإطلاق إلا الخوارج، في الوقت الذي نسيوا أنهم اعترفوا بكثير من هذه القوانين الوضعية، وإليك شيء من عجائب "الإخوان المسلمين" في هذا الباب: 1- فهذا حسن البنا رشح نفسه للانتخابات مرتين كما ذكر ذلك جابر رزق في "حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه" (ص23-24). 2- بل كان كبراؤهم من رؤوس القوانين الوضعية، مثل المستشار القانوني حسن الهضيبي وهو المرشد الأول، والمحامي عمر التلمساني وهو المرشد الثالث، والذي نصحه حسن البنا بأن ينخرط في سلك القضاء، فاعتذر التلمساني بأنه يريد أن يتفرغ كما في "مذكرات التلمساني" (ص261). 3- ولقد تنازلوا عن أشياء كثيرة وهي من صلب الشريعة، فهذا جابر رزق وهو من أوائل "الإخوان المسلمين" يقول في كتابه "حسن الهضيبي الإمام الممتحن" عن قطع يد السارق: (فلما نسي حكام المسلمين أن يهيئوا للناس تلك الحياة الاجتماعية النظيفة الراقية، وجدوا أن عقوبة القطع لا تتفق مع أحوال المسلمين فمنعوها وهم على حق في منعها). 4- ولم يكتفوا بالتنازل بل دعوا إلى الحكم بغير ما أنزل الله، كدعوتهم إلى الديمقراطية الغربية وهي أقبح ما يمكن أن يحكم به الحكام، فهذا الصحفي الإخواني المشهور محمد عبد القدوس سئل: لماذا تسمحون في جريدتكم الناطقة بلسان "الإخوان المسلمين" للنصارى يكتبون فيها ؟ فقال: ليعلم الناس أن الإخوان أصحاب ديمقراطية، ثم إن النصارى عاقبتهم في الآخرة إلى الله إن شاء أدخلهم الجنة وإن شاء أدخلهم النار). وهذا يوسف القرضاوي يقول في كتابه "أولويات العمل الإسلامي": (إن الفكرة الإسلامية والحركة الإسلامية والصحوة الإسلامية لا تتفتح أزهارها ولا تنبت بذورها ولا تتعمق جذورها أو تمتد فروعها إلا في جو الحرية ومناخ الديمقراطية). وقد قال قبل ذلك: (والواجب على الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة أن تقف أبداً في وجه الحاكم الفردي الديكتاتوري، والاستبداد السياسي والطغيان على حقوق الشعوب، وأن تكون دائماً في صف الحرية السياسية المتمثلة في الديمقراطية الصحيحة غير الزائفة، وأن تقول بملء فيها للطغاة: لا ثم لا ولا تسير في ركاب ديكتاتور متسلط، وإن أظهر وده لها لمصلحة موقوتة، ولمرحلة لا تطول عادة كما هو المجرب والمعروف). ومعنى كلام القرضاوي أن الرجل المنفرد بالحكم ينبغي أن يسعى الجميع للإطاحة به لأنه دكتاتوري ولو كان يحكم بالشريعة ويقيم الحدود ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يطاح به لأنه ديكتاتوري لم يفتح الحكم للشعب ليحكموا فيه بحريتهم واختيارهم ! فإذا كنا سنكفر من يحكم بغير ما أنزل الله على الإطلاق بدون تفصيل فماذا سنقول في مثل هذا الرجل، والذي يعتبر كلامه أسوأ بكثير من حكم الحاكم بغير ما أنزل الله ؟ ولا نقبل من "الإخوان المسلمين" أن يقولوا إن هذا كلام رجل فينا وليس محسوباً على الجماعة كلها، لأننا نقول: إن رجلاً لها مكانته عند "الإخوان المسلمين" له كلام يطبع في كتاب مرات وكرات، ثم يتلقاه أفراد الجماعة من غير نكير ولا تعقيب فإنه محسوب على الجماعة كلها وعلى منهجها، وإن لم نحسب كلامه على الجماعة جميعاً فلن نحسب كلام أحد على طائفته كرؤوس المتصوفة والرافضة وغيرهما. وهذا شيء يسير من انحرافات القرضاوي فقط، فماذا عسانا أن نقول فيه لو عرضنا كثيراً من انحرافاته مثل: قوله: يشرع لولي الأمر أن يلغي رجم الزانيين المحصنين. وقوله: إن الردة نوعان: ردة مغلظة وهي المصاحبة للعنف فهذه يقتل صاحبها، وردة مخففة وهذه يترك صاحبها ولا يقام على صاحبها الحد. وقوله: (إن للمرأة أن تتولى على الولاية العامة). وقوله: (ختان الإناث عمل شيطاني). ويقول:( إن المرأة إن اشتركت في البيع والشراء وسائر المعاملات فشهادتها كالرجل). وقوله:( إن الربا اليسير مثل 1% و2% ونحوها مشروع لأنه من باب الخدمات الإدارية). وهل يشك عاقل أن هذا من أسوا الحكم بغير ما أنزل الله ؟ ولا ندري أين ذهب (القطبيون) الذين قض مضجعهم الحكم بغير ما أنزل الله فاشتغلوا به وتفرغوا له، فألفوا فيه المؤلفات واتهموا من خالفهم في غلوهم بالمرجئة، أين أنتم يا معشر الغيورين من مثل كلام القرضاوي، لا ندري لماذا تكونون عندنا من غلاة التكفيريين، وعند أمثال هذا التالف القرضاوي تصيرون من غلاة المرجئة ؟! الخامس: وتسعي للإطاحة بهم لأنهم يرون أن أوضاع المسلمين لن تتغير إلا بتغيير هؤلاء الحكام: وهذه من المفارقات العجيبة عند "الإخوان المسلمين"، فهم في الوقت الذي يتنازلون للحكام عن أشياء لا يتوقع منهم المسلم صدورها عنهم، تجدهم ذوي نفس تكفيري على حكام المسلمين. وأريد أن أنبه إلى أن الدعوة إلى الله لها عقود من السنين بل قرون طويلة لا تعرف مصادمة الحكام والولاة إلا من جهة الخوارج ومن خلفهم في عصرنا وهم"الإخوان المسلمين" الذين حولوا المجتمعات إلى سيل من الجرائم والاشتباكات والاغتيالات وما جرى مجراها من مظاهر العنف. قال أحمد شاكر في كتاب صدر مؤخراً لأول مرة يطبع وقد كان تقريراً سرياً عن شئون التعليم والقضاء في مصر رفعه نصيحة للملك عبد العزيز رحمة الله عليهما (ص48): (حركة الشيخ حسن البنا وإخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدامة ينفق عليها الشيوعيون واليهود كما نعلم ذلك علم اليقين) أ.هـ وهذه فائدة استفدناها من أخينا الفاضل فؤاد العمري بواسطة شبكة سحاب الخير عبر أحد الإخوة. وحدثنا أخونا الشيخ هانئ بن بريك قال حدثنا شيخنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا قال:(كان شيخنا محمد حامد الفقي - مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية - يسمي "الإخوان المسلمين" خوّان المسلمين) أي: خونة المسلمين. وإلى الحلقة القادمة نسأل الله أن ييسر بمنه وكرمه كتبه: أبو عمار علي الحذيفي في تاسوعاء من عام 1431 للهجرة المصدر
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|