تفسير السعدي رحمه الله تعالى لقول الله عزّ وجل
(( وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ )) في سورة البقرة في الآية الثالثة من سورة البقرة
((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ))
[...] ثم قال : ((
وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ )) , لم يقل : يفعلون الصلاة . أو يأتون بالصلاة , لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة , فإقامة الصلاة , إقامتها ظاهرًا بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها , وإقامتها باطنًا بإقامة روحها , وهو حضور القلب فيها , وتدبر ما يقوله ويفعله منها , فهذه الصلاة التي قال الله فيها ((
إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)) وهي التي يترتب عليها الثواب , فلا ثواب للإنسان من صلاته إلا ما عقل منها , ويدخل في الصلاة فرائضها ونوافلها .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان , تأليف العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي , قدّم له فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل حفظه الله والشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - طبعة دار ابن حزم .