سؤال من الجزائر
***كيف نطبق حديث *لا يدخل بيتنا إلا مؤمن؟***
جواب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
لا *لا تصاحب إلا مؤمن و لا يأكل طعامك إلا تقي* طبق هذا الحديث وقد حسنه العلامة الألباني لا تصاحب إلا مؤمن أي صالح لأنك إذا صاحبت فاسق أغراك حتى صرت مثله و لا يأكل طعامك إلا تقي لأنك تقويه بإطعامك له على الفسق فانه لوـــــ ماذا ؟ لو قعد جيعان برد أول ما يأكل ينشط يفتح القنوات و يقلب فيها و يمشي في الأسواق و يغازل النساء يعني أنت بإطعامك له أعطيته الوقود للعمل بماذا؟ بالمعصية إلا إذا كان فيه مرجح مثل ما روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه و سلم أضاف كافر جلس عند النبي فأعطاه اليوم الأول قدح حلب شاة فشرب إلى أن بلغ سبعة كأن بطنه بطن بعير سبحان الله و هو في حال الكفر سبع حلاب لما اسلم هنا أصبح صحابي نعم, فلما اسلم أخذ الحلاب الأول فشرب الثاني لم يستثمه , فقال النبي *إن المؤمن يأكل في معي واحد و أن الكافر يأكل في سبعة أمعاء* صحيح لأنه في الأمس لما كان كافر مثل البعير قدر سبع حلاب و يشرب يشرب ما يشبع أول ما اسلم و دخل الإيمان قلبه حلاوة الإيمان استغنى بها عن ماذا؟ عن كثرة الطعام , ذلك خاف مما يراه مفجوع من هول العصاة الغفل يأكل يأكل عشر أو خمس ساندويتشات يخاف انه عنده فيه شيء لأنه إذا كمل الإيمان يستغني بحلاوة الإيمان في قلبه عن التلذذ بكثرة الطعام .فإذن هذا الحديث قد يكون خرج مخرج النهي عن التشبه بالكفار فقد يوجد من أهل الإيمان من يأكل كثيرا لكن ينهاه عن ماذا؟ أن يتشبه بالكفار لأنهم هم مضنة كثرة الأكل فالمؤمن يجعل ثلث للطعام و ثلث للشراب و ثلث للنفس ما يأكل كأنه بعير يقعد على الطعام , فيقوم حتى يشبع فقد قال بعض السلف كالحسن ماذا؟ و غيره قال تعال تأكل معي قال شبعان كعادة كثير من الناس قال سبحان الله يأكل المؤمن حتى يشبع , لا بد يكون فيه شيء في نفس في مكان النفس و الماء المقصود أن الرسول صلى الله عليه و سلم أضافه لي معنا و هو لتأليف القلب فان رجوت من هذا العاصي يحب يسمع منك و يتغير و كلما أمرته بدأ يتغير على يديك فأكله أكلة و أنت بصدد تغييره هذا لا بأس به لان النبي أضاف كافر كيف الفاسق.إما أن يجعل لك منهج مخلط تعزم الفاسق و المؤمن و تؤكلهم من طعامك فالنبي قال *لا يأكل طعامك إلا مؤمن* صلى الله عليه و سلم نعم إلا إذا أخدت مصلحة , فالمصالح مثلا فلوكان لك أقرباء فيهم فسق فرحت تعزم هذا و هذا و هذا انقطعت رحمك بحيث يقول ليش ما عزمنا؟ فحينئذ لا تستطيع أن تدعوهم أصلا فيكون مصلحتهم دعوتهم معهم مع أن النبي قال , فإذا وجدت مصلحة راجحة دينية خاصة في هؤلاء العصاة الذين ما كفروا بعد , فالنبي أضاف كافر لمصلحة دينية لجلب قلبه أو تأليف قلبه فدون الكافر من باب أولى