#1
|
|||
|
|||
توبة إخواني إلى منهج السلف الصالح
رِسَالة أخويَّة
لماذَا تركتُ دعْوَة الْإخوَان المُسْلِمينَ وَاتبعْت المنهَج السَّلفِيّ بقلم فيصَل بن عبدة قائِد الحاشِديّ تقْدِيم أبي عَبد الرحمَن مقبِل بنْ هَادِي الوَادِعي ر تقديم الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي : الحمد لله الذي هيَّأ من عباده من يدافع عن دينه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله...أما بعد: فقد اطلعتُ على رسالة أخينا الفاضل فيصل بن عبدة قائد الحاشدي, "رسالة أخوية" فوجدتها مفيدةً عظيمة الفوائد أمثالها قليل في موضوعها, فعرضتها على أخينا الفاضل سعيد بن عمر حبيشان وطلبت منه طبعها ليعم النفع بها فاستجاب حفظه الله. فعسى الله أن يوفِّق أخانا فيصلاً لمواصلة السير للذب عن الدين, وإن الردَّ على أصحاب البدع لأعظم جهاد ومن خير القُرَب التي يُتَقَرَّب بهِا إلى الله. ولا يهولنك يا أخانا فيصل إرجاف المرجفين الذين يتألمون من الدعوة إلى السنة ومحاربة البدعة فإنها ستتضح الحقيقة اليوم أو غداً أو بعد غدٍ. والحمد لله رب العالمين. مقبل بن هادي الوادعي 2/3/1421 هـ ر تقديم الشيخ عبد العزيز البرعي حفظه الله الحمد لله رب العالمين, وبعد فقد اطلعت على رسالة أخينا في الله فيصل بن عبدة بن قائد وقرأتها فألفيتها رسالةً نافعةً قد ذكر فيها بعض عيوب الإخوان المسلمين, وينبغي أن يعلم أن ما ذكره ليس حصرا لأخطائهم, وإنما ذكر ما كان سببا في انفصاله عنهم, وجماعة الإخوان المسلمين جماعة أخذت دورها وقضت طورها وانتشرت في أطراف الأرض منذ سبعين عاما, ولكل جديدٍ لذة, والآن فقد آن لها أن ترحل فقد بان الزيف وعُرِف ما تحت الطّْلاء وقد أحسن من قال: كُلُّ امرئٍ صائرٌ يوماً لشيمتِهِ وإن تخلَّق أخلاقاً إلى حينِ وقال آخر: ومهما تكن عندَ امرئٍ من خليقةٍ وإن خالها تخفى على الناس تُعلَمِ وهذا أخونا فيصل الذي هو واحد من مئات, بل آلاف, بل أكثر من ذلك, ممن كانوا من الإخوان المسلمين ثم تركوهم يوم أن ظهر لهم زيف باطلهم وإنَّما اتَّبعوهم يوم أن ظنُّوا أن ما هم عليه هو الحق, ولو يعلم الإخوان المسلمون أنَّ أخانا فيصلاً ممن يُشترى بالمال لاشتروه كما هي عادتُهم في شراء أصحاب النفوس الضعيفة الذين حرَّجوا بأنفسهم في سوق النحاسين, لكن أخانا فيصلاً وقفٌ لله تعالى لا يحل تملُّكه إلا لله قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) . وإذا أردت أن تتأكد أنه قد آن للإخوان المسلمين أن يشدوا رحلهم – وقد فعلوا – فأنا أتحدّى أن يقوم شخص من الإخوان المسلمين خطيباً في الناس ويقول لهم: (أيها الناس إنه يجب عليكم أن تكونوا من الإخوان المسلمين). أتحدّى من يفعل ذلك ولو تجرّأ أحد وفعل ذلك لصاح به الناس ولكن الرجل من أهل السنة يستطيع وبكل طلاقة – وقد فعلنا ونفعل – أن يقول في خطبته: (أيها الناس إنه يجب عليكم أن تكونوا من أهل السنة)؛ لأنه دعا الناس إلى سنة رسول الله ث. إنه دعا إلى حق والحق أحق أن يتبع. وفنُّ المراسلة وسيلة في الدعوة إلى الله أساسية, بل لم نعرف الله إلا بالرسل والرسالات, ورسائل النبي ث إلى الملوك والقبائل الخطية وغيرها كثيرة معلومة, وكذلك رسائل العلماء من بعضهم لبعض بالأحاديث والعلم يعتبر نوعا من أنواع التَّحمُّل يسمى (المكاتبة) وهكذا الرسائل من العلماء إلى الملوك, ومن بعض الصالحين إلى بعض أصدقائهم ممن ابتُلوا بشيءٍ من المعاصي وغير ذلك رسائل علمية نافعة لا كما يفعله هواة المراسلة الذين ترى كلامهم مليئاً بالهراء, أو الغزل, أو غير ذلك, وتراه غير متمشٍّ مع مبادئ الدين, ولا مبادئ اللغة وإنَّه ليصدق عليهم قول القائل: فدعْ عَنْكَ الكتابةَ لستَ منها ولو سوَّدت وجهَكَ بالمدادِ فمن راسل فليكن ملازماً للصدق والأخلاق الفاضلة والنصائح الطيبة, فمن مجانبة كثير من الناس للصدق: - قول بعضهم لرسالته لصديقه (ولا نسأل إلا عنكم وعن صحتكم التي هي لنا غاية القصد والمراد) وهو كاذب فربّما ما سأل عنه ولا تذكره, ولا كانت صحته غاية القصد والمراد, بل لعلَّه يرى أن أدنى مصلحة له أحب إليه من صحةِ فلان. - وكذلك قول بعضهم (ولا ينقصنا إلا مشاهدتكم) وهذا إضافة إلى أن أكثر من يقول ذلك يعلم أنَّه غير صادق, فإنَّه ينقصنا أن يرضى الله عنا وأن يحبنا, وأن يرحمنا. وهكذا سلك كثيرٌ من الناس مسلك المجاملة في الرسائل وأدخلوا فيها الكذب. ختاماً أقول للقارئ الكريم إنك ستعجب بالرسالة ولكنك ستتعجب لو علمت أن المؤلف يفقد حاسة السمع فلا يسمع قليلاً ولا كثيراً ويفقد حاسة النطق فلا ينطق إلا بِما لا يكاد يُفهم ولذا فنحن نسلك في مخاطبته أسلوب الكتابة بِها نفهمه ويفهمنا ولكن الله عز وجل يعطي فضله من يشاء, فكم من أناس أعطاهم الله أسماعاً وأبصاراً وفصاحةً ولم يبارك لهم, فنسأل الله أن يبارك في سمعنا وبصرنا وأن يُستعمل ذلك في طاعته إنه وليُّ ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين. كتيه عبد العزيز بن يحيى البرعي حرر في 1/4/1421 هـ اليمن إب – مفرق حبيش ص.ب 94 – 009674433245 ر تقديم الشيخ علي بن محمد الأعروقي حفظه الله الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد... لقد تصفحتُ رسالة أخينا فيصل بن عبدة قايد الحاشدي فألفيتها رسالة منبثقةً من أخٍ مشفقٍ ناصحٍ للأمةِ حريصٍ على إخوانه من أن تجرفهم عاصفة البدع والأهواء فلقد نقل نقولات من مصادر القوم التي تحكي فساد عقيدة ومنهج الإخوان المسلمين, ولا شك أن صاحب البيت أدرى بما فيه من غيره, وهكذا أخونا أبو عبد الله مؤلف الرسالة وباعثها إلى أبناء الأمة؛ فلقد قطع شوطاً مع هذه الجماعة الحزبية المبتدعة وعاش وقتاً من عمره فلما بَانَ له الحق رجع إليه, وهذا والله الدين قال الإمام الشافعي :: (أجمع المسلمون أن من استبانت له سنة رسول الله ث لا يحل له أن يدعها لقول أحد من الناس) ونحن لا ننكر أن يوجد الرجل المخلص في قافلة الإخوان لكن الأصل المنهج الذي سلكه القوم منهج ضال يجب التخلص منه ونبذه وتحكيم الكتاب والسنة, قال تعالى: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) , ويضاف إلى هذا أن يكون على فهم السلف الصالح لقوله تعالى: (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ) . وأخيراً...جزى الله...أبا عبد الله...خيراً على حسن اختيار الموضوع وعلى نصحه للأمة, ونقول له أحسنت فزد من هذه الدرر الثمينة والتوجيهات الرشيدة. والله يرعاكم... أخوكم/ أبو الحسن علي بن محمد المطري الأعروقي القائم على مركز السنة بالقاعدة 29 محرم 1421 هـ ر ظ إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله...أما بعد: طلب مِّني أحد الأخوة الذين أحبهم أن أكتب له رسالة مبيناً له فيها الأسباب التي دعتني لترك العمل من جماعة الإخوان, فأَجَبْتُهُ إلى طلبه ولسان حالي (مكرهٌ أخاك لا بطل), وقبل أن أرسل له بالرسالة صوَّرتها ووضعتُ الصورة عند عامل التَّصوير وذهبتُ إلى القرية وبعد رجوعي تبيَّن لي أنَّ الرسالةَ قد طارت كل مطار وهبت هبوب الريح في الأقطار, وسارت بها الفلك في البحار وحملتها الركبان في السهل والأوعار. فسار مَسِيرَ الشمس في كلِّ بلدةٍ وهبَّ هبوب الرّيح في البرِّ والبَحرِ فأحببت أن أحذف الاسم وأجعلها عامة فيراها الجميع وتكون ملكاً لهم. ولعل فائلاً يقول: إن الرسالة إذا كانت عامة تمكن العدو من معرفة عيوبنا. فالجواب عليه: إن الأعداء أعرَفُ منا بعيوبنا, والذي لا يعرفها – أو لا يحبُّ أن يعترف بها – هو نحن – فقط – لأننا مصرون عليها, ولله در الشاعر حيث قال: فلستُ براءٍ عيبَ ذي الودِّ كلَّهُ ولا بعض ما فيه إذا كنتُ راضيا فعينُ الرِّضا عن كل عيبٍ كليلةٌ ولكنَّ عينَ السخطِ تبدي المساويا على أنني قد عرضتُ آراء وأفكار جماعة الإخوان على كل الوجوه المحتملة ملتمساً لها مخرجاً, فأبَتْ إلًّا أن تلقي بجرانها على صدري, وحسبي أني لم آلُ جهداً, ولم أدّخر وسعاً في إنصاف جماعة كان لها الفضل - بعد الله – في إنقاذي وإنقاذ غيري من براثن الفساد, وتربيتنا على منهجٍ إسلاميٍّ فيه دخنٌ كثيرٌ, وإن كان هذا هو جُهدُ المُقِلِّ وغاية المستطاع, (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ) والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السَّبيل. نص الرسالة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين وأصلِّي وأسلِّم على رسوله الأمين...ثم أمَّا بعد: من أبي عبد الله فيصل بن عبدة بن قائد الحاشدي إلى جناب الأخ الحبيب..............حفظه الله تعالى بطاعته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أي أخي, لا أدري كيف أبدأ رسالتي هذه إلى شخصك الحبيب إلى قلبي, فلا تستطع الحروف, ولا الكلمات أن تعبِّر عمَّا يخالج النفس من مشاعر وأحاسيس وعما يعتري القلب من انفعالات, وعمَّا يجري على الخاطر من ذكرياتٍ محفورةٍ فيه, لا تمحوها الأيَّامُ, ولا تعود عليها عوادي الزمان, فسقى الله أياماً سُعِدنا فيها بالقرب منكم, ونَهلنا من معين محبَّتكم الصافي, ووردنا نبع جماعة (الإخوان المسلمين) عطاشاً, فما صدرنا عنها إلا عن شبع, وريٍّ وامتلاءٍ على كدرٍ ودخنٍ كثير. أي أخي, يا صنوَ رُوحِي, وشقيق فؤادي – يا رعاك الله, ويا حفظك الله – كم أنت – دائماً – كعهدي بك لم تنسَ أخوَّتي, وحفظ ودادي, كم أنت كعهدي بك فياض الأحاسيس حلو المعشر ودوداً. أي أخي تسألني عن سرِّ تركي العمل مع جماعة (الإخوان المسلمين) تلك الجماعة التي أحببتها حباً عظيماً وأعطيتها خلاصة شبابي وعصارةَ جهدي.؟! أي أخي, بسبب هذا السؤال تأخر جوابك, فغاب الغيث ومال عن المورد يميناً وشمالاً, ولكن بعد أن استخرتُ الله - سبحانه وتعالى – انشرح صدري لجوابك وقد رأيتُ لِزاماً عليَّ التخلق بخلق الإنصاف ولا سيما مع جماعة لها عليَّ فضلٌ عظيمٌ, ولا زلت أحبها وأحب أهلها كلٌ على قدر الخير الذي فيه. أي أخي, لقد كان من أسباب تركي العمل مع جماعة الإخوان على جادة المثال لا الحصر ما يأتي: أ) عدم وجود قاعدة عقائدية أجمعوا أمرهم على تبنِّيها والدعوة إليها. ب) عدم التركيز على الدعوة إلى التوحيد وتصفية العقيدة. ت) افتقارها إلى الدعائم التي تقوم عليها الدعوة الصحيحة ومنه البداءة بالأهم فالأهم. بأن يدعو الداعية أولا إلى إصلاح العقيدة كما هي طريقة الرسل جميعاً, قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) , وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) . أي أخي هذه الخلاصة أما الأدلة فأكثر من تحصر وإليك طرفاً منها: 1) نفي الصفات: عقيدة الإخوان في توحيد الأسماء والصفات مضطربة؛ لذلك لم يقرّ لهم في هذه المسألة قرار, فالشيخ حسن البنا : يرى أن آيات الأسماء والصِّفات وأحاديثها من المتشابه قال : : (ومعرفة الله – تبارك وتعالى – وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام, وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة وما لحق بذلك من المتشابه نؤمن به كما جاء من غير تأويل ولا تعطيل). والجواب أن ما ذهب إليه الشيخ : ليس من عقيدة أهل السنة والجماعة في شيء, والدليل: قال شيخ الإسلام : (من قال إن هذا من المتشابه وأنه لا يفهم معناه, فنقول: أما الدليل على بطلان ذلك فإني ما أعلم أحد من سلف الأمة ولا الأئمة, لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنَّه جعل ذلك مِن المتشابه الداخل في الآية ونفى أن يعلم أحد معناه, وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يُفْهَم, ولا قالوا: إن الله يُنَزِّل كلاماً لا يَفْهَمُ أحدٌ معناه, إنما قالوا: كلمات لها معانٍ صحيحةٌ, قالوا في أحاديث الصفات تمر كما جاءت, ثم قال: و– أيضاً – فالسّلف من الصحابة والتابعين وسائر الأئمة, قد تكلَّموا في جميع نصوص الصفات وغيرها وفسّروها بما يوافق دلالتها, ورووا عن النبي ث أحاديث كثيرة توافق القرأن, ولو كان معاني هذه الآيات منفيَّاً أو مسكوتاً عنه لم يكن ربَّانيُّو الصحابة – أهل العلم بالكتاب والسُّنَّة – أكثر كلاماً فيه. ثم إن الصحابة نقلوا عن النبي ث أنَّهم كانوا يتعلمون منه التفسير مع التِّلاوة, ولم يذكر أحدٌ منهم أنه امتنع عن تفسير آية". اهـ مختصراً. 2) القول بالتفويض: والدليل قول الشيخ حسن البنا : بعد أن حاول التَّهوين والتَّقريب بين مذهبي السلف والخلف في العقيدة: "وإن البحث في مثل هذا الشأن مهما طال فيه القول لا يؤدي في النهاية إلا إلى نتيجة واحدة هي التفويض لله تبارك وتعالى" . وقال :: "ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله – تبارك وتعالى- أسلم وأولى بالاتباع حسما لمادة التاويل والتعطيل" والجواب عليه: لعلك قد فهمت -أخي- من خلال كلام الشيخ : أنه يعتقد أن رأي السلف السكوت وتفويض علم هذه المعاني الى الله, وهذا يعني مجرد الإيمان بألفاظ آيات الصفات وأحاديثها من غير فقه لمعانيها وهو من التقول على السلف بلا علم ولا برهان, وقد فند شيخ الإسلام ابن تيمية : أقوال أهل التفويض وبيَّن بطلانه وأنه من شر الأقوال, قال :: "غاية ما ينتهي إليه هؤلاءِ المعارضون لكلام الله وكلام رسوله بآرائهم من المشهورين بالإسلام هو التأويل أو التفويض. ثم قال: ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء, إذا كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدى وبياناً للناس, وأمر الرسول أن يُبلِّغ البلاغ المبين, وأن يبيِّن للناس ما نزِّل إليهم, وأمر بتدبر القرآن وعقله, ومع هذا فأشرف ما فيه هو ما أخبر به الربُّ عن صفاته, وعن كونه خالقاً لكل شيء وهو بكل شيء عليم". ثم قال: "فتبَّين أنَّ قول أهل التفويض الذين يزعمون أنَّهم متَّبعون للسُّنَّة والسلف مِنْ شرِّ أقوال أهل البدع والإلحاد" اهـ مختصرا . 3) إنكار المهدي: والدليل قول الشيخ حسن البنا :: "فمن حُسنِ الحظِّ لم نرَ في السنُّة الصحيحة ما يثبت دعوى المهديِّ, وإنما أحاديثه تدور على الضعف والوضع". اهـ . والجواب عليه: أن أحاديث المهدي وخروجه آخر الزمان بلغت الخمسين حديثاً, منها الصحيح والحسن وما دون ذلك. قال الإمام السفاريني : في عقيدته: "فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرَّر عند أهل العلم ومدوَّن في عقائد أهل السنة والجماعة". وقال الإمام محمد ناصر الدين الألباني :: "لقد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتِها عن المصطفى ث بمجيءِ المهديِّ, وأنه من أهل بيته وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام فيساعده على قتل الدجَّال وأنه يؤمُّ هذه الأمة وعيسى يصلِّي خلفَهُ" اهـ . 4) عدم وضوح عقيدة الولاء والبراء: أي أخي, لا شك أن القلة القليلة من الناس هم الذين يعرفون عقيدة الولاء والبراء لهذا رأيتُ أن أعطيك خلاصة هذه العقيدة قبل الدخول معك في صلب الموضوع؛ لتكون على بينة من أمرك والله يحفظك ويرعاك. أخي, اعلم – علمني الله وإياك – أن عقيدة الولاء والبراء أصل من أصول الدين ومعرفة هذا الأصل الأصيل أمرٌ ضروريٌّ لكلِّ مسلم ليكون ولاؤه وبراؤه بحسبها, إذ أن من المحال أن تكون هناك عقيدةٌ سليمةٌ بدون تحقيق الموالاة والمعاداة الشرعية, وإن كان هذا المفهوم العقديُّ الهامُّ قد غاب من واقع حياة الناس فإن ذلك لا يغير من الحقيقة الناصعةِ شيئاً. ويقسِّم أهل السنة والجماعة الناس بحسبِ الولاء والبراء إلى ثلاثة أصناف: الأول: من يُحبُّ جملةً: وهو من آمن بالله ورسوله, وقام بوظائف الإسلام ومبانيه العظام علماً وعملاً واعتقاداًَ. الثاني: من يُحبُّ من وجه ويُبغضُ من وجه آخر: وهو المسلم الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فيحب ويوالي على قدر ما معه من الخير, ويبغض ويعادي على قدر ما معه من الشر. الثالث: من يبغض جملةً: وهو من كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وأهل السنة يَتبرَّءون ممن حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريبٍ قال الله – سبحانه وتعالى -: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) . والمؤمن الحق يجعل حُبَّه لله وبُغضَهُ لله فإن ذلك أوثقُ عرى الإيمان, فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله ث قال: "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله" . وبعد هذا التعريف الموجز لقضية من أخطر قضايا العقيدة, أقول: إن هذه القضية غير واضحةٍ في دعوة الإخوان وإليك البيان: نقل محمود عبد الحليم – وهو من أعمدتهم – ما سمعه بنفسه من محاضرة الشيخ حسن البنا : قوله: "فأقرر إن خصومتنا لليهود ليست دينية؛ لأن القرآن حضَّ على مصافاتهم ومصادقتهم, والإسلامُ شريعةٌ إنسانيةٌ قبل أن يكون شريعةً قوميةً, وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) , وحينما أراد القرآن الكريم أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهةِ الاقتصادية! والقانونية!!" . والجواب عليه: سئل الإمام عبد العزيز بن باز : فيمن يقول: "إن خصومتنا مع اليهود ليست دينية وقد حث القرآن على مصافاتهم ومصادقتهم". فقال :: "هذه مقالة خبيثة, اليهود من أعدى الناس للمؤمنين هم أشد الناس عداوة للمؤمنين من الكفار كما قال الله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ) , فاليهود والوثنيون هم أشد الناس عداوة للمؤمنين وهذه المقالة مقالة خاطئة ظالمة قبيحة منكرة" . وسُئل العلامة صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله: ما تقول فيمن يقول: "إن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم؟". فقال – حفظه الله -: "هذا الكلام فيه خلط وتضليل, اليهود كفار وقد كفرهم الله – تعالى – ولعنهم قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ) . وقال عليه الصلاة والسلام: "لعنة الله على اليهود والنصارى" . فعداوتنا لهم دينية, ولا يجوز لنا مصادقتهم, ولا محابتهم لأن القرآن الكريم نهانا عن ذلك . وفي تاريخ 5/9/1948 م بمدينة الإسماعيلية احتفل الإخوان المسلمون بمرور عشرين عاماً على إنشاء الجماعة, وفي هذا الحفل خطب الشيخ البنا : خطبةً قال فيها: "وليست حركة الإخوان موجَّهة ضد عقيدة من العقائد أو دين أو طائفة من الطوائف, إذ أن الشعور الذي يهيمن على القائمين بِها أن القواعد الأساسيَّة للرسالات جميعاً قد أصبحت مهددة الآن بالإلحادية وعلى الرجال المؤمنين بِهذه الأديان أن يتكاتفوا ويوجِّهوا جهودهم إلى إنقاذ الإنسانية من هذا الخطر, ولا يكره الإخوان المسلمون الأجانب النُّزلاء في البلاد الإسلامية ولا يضمرون لهم سوءاً, حتى اليهود المواطنين لم يكن بيننا وبينهم إلا العلائق الطيبة" . فانظر أخي إلى قوله :: "إن الإخوان لا يكرهون أحداً وحتى اليهود" فأين البغض في الله الذي يجب ألَّا يخلو منه قلب مسلم؟ وإذا لم نبغض اليهود فمن نبغض إذاً؟! أما الزنداني – حفظه الله – فقد حضر مؤتمر حوار الأديان وألقى فيه كلمةً دعى فيها إلى الحوار ونبْذ الكراهية, كما قال علي الواسعي في "الصحوة" (العدد 437) الخميس 16 جماد الأولى 1415هـ: (أمَّا الأخ عبد المجيد الزنداني فقد ألقى كلمةً دعا فيها إلى الحوار ونبذ الكراهية). وقال الإخوان المسلمون في بيان لهم مؤرخ في 30 ذي القعدة 1415هـ "وموقفنا من إخواننا المسيحيين في مصر والعالم العربي موقف واضح وقديم ومعروف لهم ما لنا وعليهم ما علينا وهم شركاء في الوطن, وأخوةٌ في الكفاح الوطني الطويل لهم كل حقوق المواطن المادي منها والمعنوي, المدني منها والسياسي, ومن قال غير ذلك فنحن براء منه ومما يقول ويفعل" . والحاصل – أخي – أن الولاء والبراء صار واضحاً عند أفراد هذه الجماعة, وكذلك ترك الغيرة على العقيدة والتحمس صار واضحاً لا شك فيه, بحيث يتم تقريب من كان في صفِّ الجماعة ولو كان فاسد العقيدة, ويتم إبعاد من كان خارج صفوفهم, ولو كان من أشدِّ أنصار عقيدة السلف, والدليل قول جاسم بن مهلل الياسين وهو من شيوخ جماعة الإخوان: "بل دعوة الإخوان ترفض أن يكون في صفوفها أي شخص ينفر من التقيّد بخططهم ونظامهم, ولو كان أروع الدعاة فهماً للإسلام وعقيدته, وأكثرهم قراءة للكتب ومن أشد المسلمين حماسة وأخشعهم للصلاة" . قلتُ: رحم الله شيخ الإسلام حيثُ قال عن العلماء المربين: "وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهداً بموافقته في كل ما يريده, وموالاة من يواليه ومعاداة من يعاديه, بل هذا من جنس فعل جنكيز خان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقاً والياً, ومن خالفهم عدوّا بغيضاً". وقال أيضاً: "والواجب عليهم أن يكونوا يداً واحدة مع المحق على المبطل, فيكون المعظَّمُ عندهم من عظَّمه الله ورسوله والمقدم عندهم من قدَّمه الله ورسوله" . 5) شد الرحال إلى القبور: والدليل: قول الشيخ حسن البنا :: "كنا في كثير من أيام الجمع التي نقضيها في دمنهور نقترح رحلة لزيارة الأولياء القريبين من دمنهور, فكنا أحياناً نَزور دسوقي, فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة, بحيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً, فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهي نحو عشرين كيلومتراً, ونزور, ونصلي الجمعة, ونستريح بعد الغداء ونصلِّي العصر, ونعود أدراجنا إلى دمنهور, حيثُ نصل إليها بعد المغرب تقريباً" . وقال في الصفحة نفسها: "وكنا أحياناً نزور عزبة النوام, حيثُ دفن في مقبرتها الشيخ سيد سنجر من خواص رجال الطريقة الحصافية والمعروفين بصلاحهم وتقواهم, ونقضي هناك يوماً كاملاً ثم نعود". 6) تمجيد التصوف والدليل قول الشيخ حسن البنا :: "نظام الدعوة في هذا الطور صوفيٌّ بحت من الناحية الروحية" . ولعل قائلاً يقول: "إن المقصود بالتصوف طهارة النفس" وهذا ليس بسديد فالواقع يقول عكس ذلك والدليل قول حسن البنا :: "والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقه فرعيٌّ فيه كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة" . اهـ وما ذهب إليه ليس بصواب لأن الرسول ث قال: "الدعاء هو العبادة" حديث صحيح أخرجه أصحاب السنن. والعبادة يجب أن تكون خالصة لله, وإلا لم يقبلها الله فالأمر إذاً من جوهر العقيدة. ويزول عجبك أخي الحبيب إن علمت أن الشيخ حسن البنا : كان صوفيّاً على الطريقة الحصافية! وهذه هي الحقيقة المُرَّة يا عزيزي وإليك الأدلة: قال الشيخ حسن البنا : "وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور, وواظبتُ على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة" ثم قال: "وحضر السيد عبد الوهاب (المجيز في الطريقة الحصافية) وتلقيتُ الحصافية الشاذلية عنه, وآذنني بأدوارها ووظائفها" . وقال جابر رزق: "وفي دمنهور توثقت صلته (يعني حسن البنا) بالإخوان الحصافية, وواظب على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة مع الإخوان الحصافية, ورغب في أخذ الطريقة, حتى انتقل من مرتبة (المحب) إلى مرتبة (التابع المبايع)" . وقال حسن البنا : : "وفي هذه الأثناء بدا لنا أن نؤسس في المحمودية جمعية إصلاحية هي (الجمعية الحصافية الخيرية)...وانتخبتُ سكرتيراً لها...وخلفتها في الكفاح جمعية (الإخوان المسلمون) بعد ذلك". وقال : : "كانت أيام دمنهور ومدرسة المعلمين أيام الاستغراق في عاطفة التصوف والعبادة...فكانت فترة استغراق في التعبد والتصوف" ثم قال :: "ونزلت دمنهور مشبعاً بالفكرة الحصافية, ودمنهور مقر ضريح الشيخ السيد حسنين الحصافي شيخ الطريقة الأولى". ونقل جابر رزق حديث عبد الرحمن البنا عن أخيه حسن البنا قال فيه: "وعقب صلاة العشاء يجلس أخي (حسن البنا) إلى الذاكرين في جماعة الإخوان الحصافية, وقد أشرق قلبه بنور الله, فأجلس إلى جواره نذكر الله مع الذاكرين, وقد خلا المسجد إلا من أهل الذكر وخبا الضوء إلا ذبالة من سراج, وسكن الليل إلا همسات من دعاء, أو ومضات من ضياء, وشمل المكان كله نور سماوي, ولفَّه جلال ربَّاني وذابت الأجسام وهامت الأرواح وتلاشى كل شيء في الوجود وانمحى, وانساب صوت المنشد في حلاوة وتطريب: الله قُلْ وذَرِ الوُجودَ وما حوى إن كُنتَ مُرتاداً بُلوغ كمال فالكلُّ دونَ اللهِ إن حَقَّـقـتَهُ عَدَمٌ على التفصيلِ والإِجمْال"ِ وهذا البيت إن لم يقصد به وحدة الوجود فلا أدري ماذا يقصد؟ فهي والله واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار, وتعني أن الله هو كل شيءٍ تعالى الله عمَّا يقولون وهي عقيدة وحدة الوجود. وقال الشيخ حسن البنا : : "وأذكر أنه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول ث بالموكب بعد الحضرة كل ليلة من أول ربيع الأول إلى الثاني عشر منه ونخرج بالموكب ونحن ننشد القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تام". اهـ. ونقل جابر رزق عن عبد الرحمن البنا وصفاً أكثر دقة عن الموالد التي كان يحضرها أخوه حسن البنا : قال عبد الرحمن البنا: "فسار في الموكب (حسن البنا) ينشد مدح الرسول ث, وذلك أنه حين يهلُّ هلال ربيع الأول كنا نسير في موكب مسائي في كل ليلةٍ حتى ليلة الثاني عشر, ننشد القصائد في مدح الرسول ث, وكان من قصائدنا المشهورة في هذه المناسبة المباركة: صلَّى الإله على النُّور الَّذي ظَهرَا للعالمينَ ففاقَ الشَّمسَ والقمرا كان هذا البيت الكريم تردده المجموعة, بينما ينشد أخي وأنشد معه: هذا الحبيبُ مَعَ الأحبابِ قد حَضَرا وسامح الكُلَّ فيما قد مضى وجَرى لقد أدار على العُشـاق خمْـرتهُ صرفاً يكادُ سناها يُذهبُ البصرا يا سعدُ كرِّر لنا ذكر الحبيب لقدْ بـلْبَلْت أسماعَنا يا مُطربَ الفقرا وما لركبِ الحمىَ مالت مـعاطفُِهُ لا شكَّ أنَّ حبيبَ القومِ قد حَضَرا فانظر – أخي حفظك الله – إلى تلك الأبيات فهي لا تحتمل التأويل: - فقوله: "هذا الحبيب مع الأحباب قد حَضرا" أي رسول الله ث حضر معهم المولد. - وقوله: "وسامح الكلَّ فيما قد مضى جرى" أي أن رسول الله ث سامحهم على معاصيهم وغفر لهم ذنوبهم. - وقوله: "لقد أدار العشاق خمرته" هو وصف لحالهم في ليلة المولد كحال السكارى في خماراتِهم والله المستعان. - وأما قوله: "لا شك أن حبيب القوم قد حضرا" ففيه تأكيدٌ في حضور النبي ث معهم كما يزعمون! ولعل قائلاً يقول أن هذا كان في أول حياة حسن البنا :, وهذا محال لأن أغلب من كتبوا عن حسن البنا من تلامذته ومعاصريه لم يذكروا هذا وأثبتوا خلاف ذلك وما نقل عن عبد الرحمن البنا – سابقاً كان بعد موت أخيه. انظر ما كتبه سعيد حوى في كتابه "جولات في الفقيهين" : "ثم إن حركة الإخوان المسلمين تفسها أنشأها صوفي, وأخذت حقيقة التصوف دون سلبياته" وقال الندوي : : "الشيخ حسن البنَّا ونصيب التربية الروحية في تكوينه وفي تكوين حركته الكبرى: أنه كان في أول أمره – كما صرح بنفسه – في الطريقة الحصافية الشاذلية , وكان قد مارس أشغالها وأذكارها وداوم عليها مدة وقد حدثني كبار رجاله وخواص أصحابه أنه بقي متمسكاً بهذه الأشغال والأوراد إلى آخر عهده وفي زحمة أعماله". وقال سعيد حوَّى :: "إن الصوفية عندهم اصطلاح المرشد الكامل, ولقد كان الأستاذ البنَّا مرشداً كاملاً بشهادة كبار الصوفية أنفسهم, وكان كذلك مجدداً والإخوة النواب هم خلفاؤه الحقيقيون, وهي قضية يجب أن تأخذ مضمونها الكامل في الدعوة" . وقال – أيضاً -: "والحركة الإسلامية المعاصرة اعتمدت التربية الصوفية فكراً وسلوكاً بشكل مجمل, فقد ذكر الأستاذ البنَّا في "رسالة التعاليم" كيف أن مرحلةً من مراحل طابعها صوفي من جانب وسلفي من جانب آخر, وذكر في رسالة المؤتمر الخامس أن من خصائص دعوتنا أنها حقيقة صوفية" . وقال – أيضاً –: "وبنفس الوقت أريدُ أن يتعرف المسلم على معنى الحقيقة الصوفية التي هي سمات دعوة الأستاذ البنَّا" . عقيدة الشيخ حسن البنا : وانعكاسها على أتباعه: لقد انعكس هذه العقيدة على أتباع حسن البنا بل على قادتهم والمنظرين في منهجهم كسيد قطب ومصطفى السباعي وسعيد حوى وعمر التلمساني ويوسف القرضاوي وأمثالهم وإليك البيان: 1) سيد قطب لقد تبنى سيد قطب : رأي الخلف في آيات الصّفات عموماً وفي آيات الاستواء خصوصاً والدليل ما يأتي: (أ) سيد قطب يؤول الاستواء: قال سيد قطب : عند قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) : "ولا مجال للخوض في معنى الاستواء إلا بأنه رمز السيطرة والقصد بإرادة الخلق والتكوين". وهذا تفسير المعتزلة أثبته الزمخشري في "الكشاف" عند تفسير آية البقرة: 29 فقال: "(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء) أي قصد إليه بإرادته ومشيئته بعد خلق ما في الأرض". وهذا القول الباطل لا دليل عليه, لأن الله – تبارك وتعالى – أخبر أن العرش كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض وثبت ذلك في "صحيح البخاري" كتاب بدء الخلق عن عمران بن الحصين عن رسول الله ث قال: "كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض". فإذا كان العرش مخلوقاً قبل السماوات والأرض فكيف يكون استواءه قصده إلى خلقه له؟! وقال سيد : عند قوله تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى): والاستواء على العرش كناية عن السيطرة والاستعلاء. وهذا التفسير هو رأي الجهمية والمعتزلة أما تفاسير السلف رحمهم الله فمدارها على أربعة أقوال كلها تعني العلو. أخرجها البخاري في "صحيحه", قال مجاهد: (اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِج): (علا), وقال ابن راهوية: سمعتُ غير واحد من المفسرين يقول: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) أي ارتفع. وجمعها ابن القيم : في نونيته فقال: ولهم عـبرات عليها أربــع قـد حصلت للفارس الطعانِ وهي استقر وقد علا كذلك إرْ تـفع الذي ما فيه من نكرانِ وكذلك قد صعد الذي هو رابع وأبـو عبيدة صاحب الشيبانِي واعلم – أخي في الله – أنه يلزم من فسر الاستواء بالاستيلاء في هذا المقام نِسبَةُ الشريك لله في خلقه يضاده في أمره, لأن الاستيلاء لغة لا يكون إلا بعد المغالبة فإن وقع الظفر قيل استولى على كذا . فمن يكون المضاد لله حتى تمكن الله من التغلب عليه والاستيلاء على ملكه منه, إنه لا مناص من هذا التأويل الفاسد إلا بالرجوع إلى تفسير السلف فعن نفطوية: حدثنا داود بن علي: كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما معنى قوله تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)؟ قال: هو على عرشه كما أخبر, قال: يا أبا عبد الله إنما معناه استولى. فقال: اسكت, لا يقال استولى على الشيء حتى يكون له مضاد؛ إذا غلب أحدهما قيل استولى كما قال النابغة: إلا لمثلك أو من أنت سابقه سبق الجواد إذا استولى على الأحد (ب) قول سيد قطب : بخلق القرآن أخي قد يستفزك هذا العنوان ولكن تمهل ولا تعجل بلومك صاحباً فلعل له دليلاً وأنت تلوم وها هي الأدلة بين يديك: قال سيد قطب – : – بعد أن تكلم في الحروف المتقطعة: (لكنهم لا يملكون أن يؤلفوا مثل هذا الكتاب, لأنه من صنع الله لا من صنع الإنسان) . ويقول : في تقرير أن القرآن مصنوع (أي مخلوق): (وكما أن الروح من الأسرار التي اختص الله بها, فالقرآن من صنع الله الذي لا يملك الخلق محاكاته) . قلتُ: غفر الله لسيد كيف خفي عليه أخبار الفتنة التي دارت رحاها على أهل السنة أيام المأمون والمعتصم والواثق وما جرى للإمام أحمد على أيدي الجهمية والمعتزلة. وقد أحمع السلف على أن القرآن كلام الله غير مخلوق وكلامه – تبارك وتعالى – صفة من صفاته واشتد نكيرهم على من قال بخلق القرآن, قال البخاري – : -: (وقال ابن عيينة ومعاذ والحجاج بن محمد ويزيد بن هارون وهاشم بن القاسم والربيع بن نافع الحلبي ومحمد بن يوسف وعاصم بن علي ويحيى بن يحيى وأهل العلم من قال: القرآن مخلوق. فهو كافر) . (ج) سيد قطب لا يقبل أحاديث الآحاد في العقدة والدليل: قول سيد قطب – : – (وردت روايات بعضها صحيح ولكنه غير متواتر, وأحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في أمر العقيدة والمرجع هو القرآن, والتواتر شرط للأخذ بالأحاديث في أصول الاعتقاد) . والجواب على هذا: إن هذا الشرط اشترطه الجهمية والمعتزلة كي ينصروا مذهبهم الباطل ولا دليل عندهم, وقد جاراهم سيد – : – وخالف جماهير العلماء من السلف والخلف, حيثُ ذهبوا إلى أن خبر الآحاد إذا تلقته الأمة بالقبول تصديقاً له وعملاً بموجبه أفاد العلم وعلى هذا أهل الحديث قاطبة وأحاديث الصحيحين من هذا النوع . 2) مصطفى السباعي – : – المرشد العام للإخوان المسلمين في سوريا سابقاً. قال – : – في قصيدة نظَمها في الروضة الندية وتلاها أمام الحجرة قبل الحج وبعده, وعنوانُها "مناجاة بين يدي الحبيب الأعظم " ومن ضمن ما قال فيها: يا سـائق الظعن نحو البيت والحرم ونحو طــيبة تـبغي سيِّد الأمم إن كان سعيك للمختار نــافلةً فسعي مثلي فرض عند ذي الهمم يـا سـيدي يا رسول الله جئتُ إلى أعتاب بابك أشكو البرح من سقمي يا سيدي قد تمادى السقم في جسدي مـن شـدة السقم لم أغفل ولم أنمِ والجواب من وجوهين: أولا: أنه جعل سعيه إلى قبر الرسول ث فرضاً وهذا لا دليل عليه لأن شد الرحال لا يجوز إلا للمسجد لقول رسول الله – ث - : "لا تشد الرحال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا, والمسجد الأقصى" ثانياً: أنه استغاث بالنبي ث وناداه شاكياً والله – تبارك وتعالى – يقول لنبيه (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ) والرسول ث يقول: "الدعاء هو العبادة" فالدعاء عبادة كالصلاة لا يجوز لغير الله ولو كان رسولاً نبياً وهو من الشرك الأكبر الذي يحبط العمل ويخلد صاحبه في النار. 3) سعيد حوى – : -: وسعيد حوى – : - هو أحد كبار قادة ومنظري جماعة الإخوان كان له دور بارز في انتشار حركة الإخوان ولا سيما في سوريا وبعض بلاد الشام, وهو صاحب المؤلفات التي يتداولها الإخوان فيما بينهم "كالمدخل إلى دعوة الإخوان" ومنها ما يدرس في جامعة الإيمان "كالمستخلص في تزكية الأنفس". وهو – : – لا يختلف عن سابقيه من حيث الخوض في أمور العقيدة إليك الأدلة: قال – : - : (إن للمسلمين خِلال العصور أئمتهم في الاعتقاد, فأئمتهم في الاعتقاد كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي) . وقال – أيضا -: (وسلمت الأمة في قضايا العقائد لإثنين: أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي). والجواب عليه: إن عقيدة الأشاعرة والماتريدية غير عقيدة السلف, فعقيدة السلف تمنع صرف النصوص عن ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته مع نفي ما يجب نفيه عن الله – سبحانه وتعالى – من التمثيل, أو التكييف, وعقيدة الأشاعرة والماتريدية توجب صرف النصوص عن ظواهرها في أسماء الله وصفاته, يقول صاحب كتاب "جوهرة التوحيد" – وهو من الكتب المعتمدة لديهم-: وكل نصٍ أوهم التشبيها أوله أو فَوَّض ورُمْ تنزيهاً يقول صاحب كتاب "إتحاف المريد بشرح جوهرة التوحيد" (131-132) في معنى كلمة "أوّله" أي (وجوباً بأن تحمله على خلاف ظاهره).اهـ وقال في (ص55), من هذا الكتاب: (إنّ الله – عز وجل – لا داخل العالم, ولا خارجه, ولا يمين ولا شمال, ولا فوق, ولا تحت, ولا أمام ولا خلف, ولا متصل بالعالم, ولا منفصل عنه) فهكذا ضيعت الأشعرية ربهَّا فلم تدرِ أين هو, فأي أشعرية وأي ماتريدية سلَّمت لها الأمة في قضايا العقائد خلال العصور؟! وهل أمة لم تسلم في الفروع لأحد سوى الوحيين هل تسلم في قضايا الأصول لرجلين؟! وقال سعيد حوى – : -: (ومن أجل الضوابط الدقيقة لعلم العقائد, وجِد علم المنطق الإسلامي, بعد تطويره عن المنطق اليوناني) وقال – أيضاً - : (إنه يَعصمُ العقل (أي علم المنطق) من الخطأ في باب العقائد).اهـ والجواب عليه: إن أئمة السلف رحمهم الله تعالى نَهوا عن علم الكلام, وحذروا منه واتفقوا على ذمه. قال أبو يوسف – تلميذ أبي حنيفة رحمهم الله -: (من طلب الدين بالكلام فقد تزندق) . وقال الشافعي – : -: (حكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجريد والنِّعال ويُطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام) . ويصفهم الإمام أحمد – :-: (إنَّهم أهل بدع. وهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب, متفقون على مفارقة الكتاب, يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جُهّال الناس بما يلبسون عليهم) . ثم اعلم- أخي – إن علم الكلام والمنطق يشوِّه العقيدة ويفسد القلوب ويعصم العقول عن الهدى, وهذه اعترافات بعض أقطاب علم الكلام وإنَّها لخير دليل يشهد بالحق وفصل الخطاب, قال العلامة لبن دقيق العيد – : -: تجاوزت حد الأكثرين إلى العلا وسـافرتُ واستبقتهم في المفاوز وخضتُ بحاراً ليس يُدرك قعرها وسـيرتُ نفسي في قسيم المفاوز ولججتُ في الأفكار ثم تراجع اخ تياري إلى استحسان دين العجائزِ وقال الشرهستاني – وقد كان منهم ثم تاب-: لعمري لقد طفتُ المعاهد كلها وسيَّرتُ طرفي بين تلك المعالم فلم أرَ إلا واضعاً كف حـائرٍ على ذقنٍ أو قارعاً سن نادمِ فرد عليه الإمام محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني – : -: لعلك أهملتَ الطواف بمعهد الر سول ومن والاه من كل عالمِ فما حار من يهدي بهدي محمدٍ ولـستَ تراهُ قارعاً سن نادمِ وقال الإمام عبد الله الرازي – : – كما نقل عنه ابن خلكان – : – في "وفيات الأعيان": نهـاية إقـدام العـقول عـِقال وأكـثرُ سعي العـالمين ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا وغـاية دنـيانـا أذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عـمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا فكم قـد رأينا من رجالٍ ودولـة فبادوا جميـعاً مسرعين وزالوا وكم من جبالٍ قد علمت شرفاتها رجال فزالـوا والجبال جبالُ وفخر الدين الرازي – : – من أكابر القوم الذين اشتغلوا بعلم الكلام إلا أنه لم يستقر على هذا الضلال, ويعترف في آخر أيامه بخطئه فيقول: (لقد تأمَّلتُ الطرق الكلامية, المناهج الفلسفية ورأيتُ أقرب الطرق طريقة القرآن, ومن جرّب تجربتي عرف معرفتي) . هل كان سعيد حوَّى-:- صوفيَّاً؟ أي أخي, إن ما يكتبه المرء شاهد عدل له أو عليه وسوف أنقل لك كلام سعيد حوى – : – صوفيا بأمانة ودقة من أوثق كتبه وأترك لك الحكم. قال سعيد حوى – : –: (لقد تتلمذت في باب التصوف على من أظنهم أكبر علماء التصوف في عصرنا, وأكثر الناس تحقيقا به وأذن لي بعض شيوخ الصوفية بالتربية, وتسليك المريدين) . وأضاف قائلا: (وإني بفضل الله مع أني مأذون على طريقة الصوفية بتلقين الأوراد عامة بتلقين الاسم المفرد). اهـ والجواب عليه: إن الذكر بالاسم المفرد (الله, الله) أو (هو, هو) مبتدع لم يرد في أذكار السنة الثابتة التي تولت شرح كيفية الذكر وقال شيخ الإسلام – : -: (إن المشروع في ذكر الله هو ذكره بجملة تامة وهو المسمى بالكلام, والواحد منه بالكلمة وهو الذي ينفع القلوب ويحصل به الثواب والأجر, ويجذب القلوب إلى الله ومعرفته, ومحبته وخشيته, وغير ذلك من المطالب العالية, والمقاصد السامية. وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً فلا أصل له فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين. بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات, وذريعة إلى تصورات وأحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد) . اهـ قال سعيد حوى – : - : (والرواية الصحيحة التي مرت معنا تدل على أن فكرة التوسل إلى الله برسوله عليه السلام, كانت موجودة في جيل الصحابة بعد وفاة رسول الله ث) . قلتُ: هذه الرواية التي زعم أنها صحيحة هي حادثة سهل بن حنيف في زمن خلافة عثمان حيثُ علَّم إنساناً إن يتوجه إلى الله برسول الله, وذلك بعد وفاته – ث – قال بعد أن أورد هذه الحادثة: (وقد رأينا قول الطبراني أن الحديث صحيح, وهو حُجة في باب جواز التوسل إلى الله برسله بعد وفاتهم) . والجواب عليه أن هذه القصة ضعيفة بل منكرة قال العلامة الألباني – : – بعد كلام له سبق, وخلاصة القول: أن هذه القصة ضعيفة منكرة لأمور ثلاثة: 1) ضعف حفظ المتفرد بها. 2) الاختلاف عليه فيها. 3) ومخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث. وأمرٌ واحد من هذه الأمور كافٍ لإسقاط هذه القصة فكيف بِها مجتمعة؟ . 4) عمر التلمساني – : -: التلمساني – : – هو المرشد العام الثالث للإخوان المسلمين وهو لا يختلف عن سابقيه فله طوام في العقيدة واحتهادات شاذَّة وإليك الأدلة: قال – : -: (قال البعض: إن رسول الله ث يستغفر لهم إذا جاءوه حيَّاً فقط ولم أتبيَّن سبب هذا التقييد في الآية عند الاستغفار بحياة النبي ث وليس في الآية ما يدل على هذا التقييد) . وقال - أيضاً -: (لذا أراني أميل إلى الأخذ بالرأي القائل: إن رسول الله ث يستغفر حيّاً وميِّتاً لمن جاءه قاصداً رحابه الكريم) . وقال – أيضا -: (فما لنا وللحملة على أولياء الله وزوَّارهم والداعين عند قبورهم) . فانظر – أخي – هل بقي شرك من شرك القبور لم يبحه المرشد العام – : – وغفر له في هذه العبارة. ولكن هكذا حال الإخوان – غفر الله لهم – اسبعاد العناصر المعروفة بالعلم من قيادة الحركة وإن وجد في صفوفهم رجل معروف بالعلم فهو بين حالين إما أن يلبسوا عليه ويغرقوه بالدنيا فيسكت عن أخطائهم, بل ويلتمس المعاذير والمبررات لأغلاطهم أو أن يعترض فيطرد لذا فأنا أتحدى من يثبت إن في صفوف الإخوان عالماً يملك الشجاعة الأدبية فيذكر ما لهم وما عليهم. وأعود لما سبق قال التلمساني – : -: (تعلمت الرقص الإفرنجي في صالات عماد الدين وكان تعليم الرقصة الواحدة في مقابل ثلاث جنيهات, فتعلمت الدن سيت, والفوكس تروت, والشارلستون, والتانجو, وتعلمت العزف على العود) . وقد تظن – أخي – أن هذا كان في أول حياته ثم تاب منه ولكن التلمساني يجيب عليك قائلاً: (إن في حياتي بعض ما لا يرضي المتشددين من الإخوان أو غيرهم كالرقص الإفرنجي, والموسيقى, وحبي للانطلاق في حياتي بعيدا عن قيود التزمُّت, الذي لم يأمر به دين من الأديان, خاصة إسلامنا الذي وصفنا نبينا بما معناه: أنه سمحٌ لن يشاده أحد إلا غليه) . وقال – أيضاً – في ذكر محادثه له مع أحد أصدقائه في المستشفى قال فيها: (وجرى بيني وبينه عن أم كلثوم, وكان يأنس إلي, فعلم أن أغنيةً من أغانيها في مدح الرسول ث تروقني, وأحب سمعها, وأويت إلى فراشي في مستشفى السجن, وكان هو في المستشفى, وبينما كنت مستغرقاً في نومي, خُيِّل إلىَّ أنني أسمع هذه القصيدة من أم كلثوم, وأخذت أتبين شيئاً فشيئاً فإذا بي أرى راديو ترانزستور على المخدة إلى جانبي, وأم كلثوم تشدو بهذه الأغنية) . وقال – أيضاً -: تحت عنوان صليت في السِّينما: (إنني لما كنت أباشر عملي كمحامٍ, وأنزل يوم الجمعة لأحضر بعض الأفلام السينمائية, وكنت انتهز فرصة الاستراحة (الإنتراكيت) لأصلي الظهر والعصر مجموعتين مقصورتين في أحد أركان السينما التي أكون فيها) . وأخيراً قال التلمساني – : – عن نفسه: (ولئن سألوني عن الهوى؛ فأنا الهوى وابن الهوى وأبو الهوى وأخوه) . قلت: روى اللالكائي في "شرح السنة" عن ابن طاووس عن أبيه؛ قال: قال رجل لابن عباس: الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم. فقال ابن عباس: (كل هوى ضلالة). 5) يوسف القرضاوي: القرضاوي كما هو معلوم أحد أعمدة جماعة الإخوان درس العقيدة على معتقد الأشعري كما أخبر عن نفسه وقد تركتْ تلك العقيدة أثرها على نفسه, فها هو ينكر رؤية الله عز وجل في الآخره على طريقة أهل السنة ويثبتها على طريقة الأشاعرة المبتدعة والله عز وجل يقول (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ 22 إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) تأثر بالمدرسة العقلانية فتركت بصماتِها, من أجل ذلك فهو يرد بعض الأحاديث الصحيحة بحجة مخالفتها لظاهر القرآن أو عقل الإنسان والله – تبارك وتعالى – يقول: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) . (أ) الولاء والبراء عند القرضاوي: لقد أمات القرضاوي – غفر الله له – عقيدة الولاء والبراء مع الكفار وإليك الأدلة: قال القرضاوي : (أنا أقول إخواننا المسيحيين, البعض ينكر عليَّ هذا، كيف اقول (إخواننا)؟! (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) نعم نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجهٍ آخر) . ويقول: ( إن بعض ما نراه من التَّعصُّب لدى بعض المسلمين قد يكون ردَّ فعلٍ لتعصُّب آخر من إخوانهم ومواطنيهم من غير المسلمين) . والجواب عليه: سئل العلامة ابن عثيمين- :-: عن قول (يا أخي) لغير المسلم، قال –:-: ( أما قول (يا أخي) لغير المسلم فهذا حرام ولايجوز، إلا أخوة الدين والكافر ليس أخاً للمسلم في دينه) . (ب) القرضاوي يدعو الغرب للاعتراف بلإسلام: وقال القرضاوي: (أولاً: نريد من الغرب قبل كل شيءٍ أن يعترف بحق الإسلام في الوجود وبحق المسلمين أن يعيشوا بإسلامهم) . وهذا خطأ منه – غفر الله له - فدين تكفل الله بحفظه، ورضيه لعباده، نرضى به، ونعتز به فلا يجوز لنا أن نعرض ديننا وأنفسنا للذل فإن عدم الرضا لن يزول إلا باتباع ملتهم قال الله تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) . (ت) القرضاوي يُحيِّي إسرائيل!: قال القرضاوي في خطبة جمعة حول التدخين وفي الخطبة الثانية: (أيها الإخوة قبل أن أدع مقامي هذا أقول كلمة عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية: العرب كانوا معلقين كل آمالهم على نجاح (بيريز) وقد سقط (بيريز) وهذا مما نحمد لإسرائيل، نتمنى أن تكون بلادنا مثل هذه البلاد من أجل مجموعة قليلة يسقط واحد والشعب هو الذي يحكم، ليس هناك التسعات الأربع أو التسعات الخمس النسب التي تعرفها في بلادنا 99,99% ما هذا؟! إنَّها الكذب، والغش والخداع، لو أن الله عَرَضَ نفسَه على الناس ما أخذ هذه النسبة!! نحيي إسرائيل على ما فعلت)! . والجواب عليه: سئل فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين – : - عن قول القرضاوي: لو أن الله عرض نفسه على الناس...ألخ. فأجاب في شريط له مسجل بقوله: (نعوذ بالله، هذا يجب عليه أن يتوب، وإلا فهو مرتد، لأنه جعل المخلوق أعلى من الخالق، فعليه أن يتوب إلى الله فإن تاب فالله يقبل عنه ذلك وإلا وجب على حكام المسلمين أن يضربوا عنقه). اهـ (ث) القرضاوي – هداه الله – يرى أن حربنا مع اليهود ليست من أجل العقيدة! قال- غفر الله له -: (جهادنا مع اليهود ليس لأنَّهم يهود، ولا نرى هذا نحن لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة؛ إنما نقاتلهم من أجل الأرض، ولا نقاتل الكفار لأنهم كفار؛ وإنما لأنهم اغتصبوا أرضنا وديارنا، وأخذوها بغير حق) . فهو – غفر الله له – يرى أم قتال اليهود هو لأجل قطعة أرض إذا خرجوا منها فقد كفى الله المؤمنين القتال، والله ربنا يقول لنا (قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) . (ج) منهج القرضاوي في الفتاوى: ومنهج القرضاوي في الفتاوى فيلخصه بقوله: (إننا أحوج ما نكون إلى التوسعة على الناس وهذا ما اخترته لنفسي) . وسوف أذكر لك – أخي – طرفاً من هذه التوسعة لتعلم أن القرضاوي – هداه الله – ممن لا يعتد بفتواهم أو الأخذ بأقوالهم فعلى جادة المثال لا الحصر: (1) الدفاع عن الديمقراطية: وإليك الأدلة: قال هداه الله: (أنا من المطالبين بالديمقراطية بوصفها الوسيلة الميسورة والمنضبطة، لتحقيق هدفنا في الحياة الكريمة) . وقال - أيضا -: (إن جوهر الديمقراطية أن يختار للناس من يحكمهم ويسوس أمرهم، وألا يفرض عليهم رأي يكرهونه) . ثم يضيف قائلاً: (الواقع إن الذي يتأمل جوهر الديمقراطية يجد أنه من صميم الإسلام) . وهذا القول بمنأى عن الصواب فما ذكره الشيخ هو مظهر من مظاهر الديمقراطية، وإنما الديمقراطية هي – في جوهرها – رفض (الثيوقراطية) أي سلطة الدين والحكم باسم الله في الأرض. فهي الوجه الآخر للعلمانية) . وما دام الشيخ يؤمن بالديمقراطية فهو لا شك يؤمن بملحقاتها وهي قيام الأحزاب. (2) الشيخ القرضاوي يؤمن بقيام الأحزاب: يقول – هداه الله -: (رأيي الذي أعلنه من سنين في محاضرات عامة، ولقاءات خاصة: أنه لا يوجد مانع شرعي من وجود أكثر من حزب سياسي داخل الدولة إذ المنع الشرعي يحتاج إلى نص ولا نص) . قلت: هذه الأحزاب التي يطالب بها الشيخ بقيامها عامل مهم في تفريق الأمة والله تبارك وتعالى يقول: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ) ويقول: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) . (3) الشيخ القرضاوي يؤيد الاختلاط: قال – غفر الله له -: (دخلت معجمنا الحديث كلمات أصبح لها دلالات لم تكن لها من قبل، من ذلك كلمة "الاختلاط" بين الرجل والمرأة) . ثم قال: (والخلاصة: أن اللقاء بين بالرجال والنساء في ذاته إذن ليس محرماً، بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصد منه المشاركة في هدف نبيل، من عمل صالح، أو مشروع خير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك) . وقال أيضاً -: (أود أن أقول هنا بصراحة: إن العمل الإسلامي قد تسربت إليه أفكار متشددة غدت هي التي تحكم العلاقة بين الرجال والنساء، وتأخذ بأشد الأقوال تضييقاً في هذه المسألة) . (4) القرضاوي يجوز تمثيل المرأة المسلمة: قال – هداه الله -: (إن اشتراك المرأة المسلمة في التمثيل أمرٌ ضروري لابد منه) ثم ذكر شروطاً لهذا التمثيل تثير الضحك من العامة فضلاً عن أهل العلم يقول القرضاوي: ولاشتراك المرأة في التمثيل عدد من الضوابط أهمها: 1) أن يكون أشتراكها ضرورياً. 2) أن تظهر بلباس الإسلام ولا تظهر المساحيق. 3) أن يراعي المخرج والمصور عدم إبراز مفاتنها، والتركيز عليها في التصوير. 4) أن تتفوه بالكلام الحسن وتبتعد عن الفاحش. (5) القرضاوي يقول بجواز سماع الأغاني: قال القرضاوي – هداه الله -: (من اللهو الذي تستريح إليه النفوس وتطرب له القلوب، وتنعم به الأذان: الغناء وقد أباحه الإسلام ما لم يشمل على فحش أو خناء أو تحريض على إثم ولا بأس أن تصاحبه الموسيقى الغير المثيرة) . والجواب عليه: والصواب هو تحريم الأغاني ويكفي طالب الحق حديثاً واحداً قال رسول الله ث: "ليكونن من أمتي اقوام يستلحون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف" . 6) غلو الإخوان في الشيخ حسن البنا :: قال عمر التلمساني – : -: [في وصف مقتل حسن البنا]: (وكف القلب المعلق بالعرش عن النبض في هذه الحياة لينبض في مقعد صدق عند مليك مقتدر) . وقال سيد قطب – :-: (في بعض الأحيان تبدو المصادفة العابرة كأنها قدر مقدور وحكمة مدبرة في كتاب مسطور حسن البنا) . وقال أحمد أنس الحجاج: (إذا ذكرتم حسن البنا فاذكروا رجلا عاش مُعجزاً في كل شيء حتى أتعب خصومه وصرعهم جميعاً وبقي حياٍ مع الزمن خالداً مع التاريخ معجزاً فوق قمة المعجزات!) . وقال كامل شافعي- وهو أحد الرعيل الأول للإخوان -: (لقد كنت أُقبل يديه وأشعر حين تقبيلها أنني أعبد الله!) . وقال صالح عشماوي: (قد كنت أوثرُ أن تقول رثائي يا منصف الموتَي من الأحياءِ) ثم قال: (رحم الله حسن البنا فقد كان فلتةً من فلتات الطبيعة قلما يجود الزمان بمثله وهو لم يمت بل حيٌ عند ربه يرزق) . وفي هذين السطرين عدة أخطاء: 1- قوله (يا منصف الموتى من الأحياء) وهذا خطأ، لأن إنصاف الموتى من الأحياء من خصائص الله عز وجلَّ. 2- قوله (فقد كان فلتة من فلتات الطبيعة) وهذا خطأ؛ لأن الفلتة هو الشيء الذي يأتي مصادفة من غير سابق تقدير ونظرٍ، وهذه عقيدة الملحدين الذين يزعمون أن الطبيعة هي الموجدة لهذا الكون. 3- قوله (قلما يجود الزمانُ بمثله) وهذا خطأ؛ لأن فيه إسناد الخلق إلى الزمان لا إلى الله. 4- قوله عن البنا: (وهو لم يمت، بل حيٌ عند ربه يرزقُ) وهذا خطأ؛ والصواب أن يقول: أرجو له الخير، وأرجو له الجنَّة، وأرجو أنه شهيدٌ لقول النبي ث: "إني والله وأنا رسول الله ما أدري ما يفعل بي ولا بكم" . وقال سعيد حوى – : –: (فهل راى أحدٌ في هذه الآية رجلاً كحسن البنا؟ وهل رأى الجيل الحاضر رجلاً أصلب من حسن الهضيبي، وإن لخليفة الاثنين في أعناقنا لبيعة) . وقال أيضاً-: (إن الانطلاقة على غير فكر الأستاذ البنا في عصرنا قاصرة أو مستحيلة أو عمياء إذا ما أردنا عملاً متكاملاً في خدمة الإسلام والمسلمين) . وقال أيضاً -: (إن المسلمين ليس أمامهم إلا فكر الأستاذ حسن البنا إذا ما أرادوا الانطلاق الصحيح) . وقال مصطفى السباعي – : – [في وصف حسن البنا]: (فما هو إلا النور المرسل من السماء؛ ليكشف عن أهل الخلود ظلماتهم، ثم يظل في السماء دائماً وأبداً، ولن يختلط بتراب الأرض؛ إلا كما تقع أشعة الشمس على أعلى القصور وأدناها) . وأما عمر بهاء الدين الأمير- وهو من أعلام الإخوان المسلمين في الخمسينات - فقد أعطى حسن البنا بعض صفات الله – عز وجل -! وتأمل هذين البيتين في وصف البنا: أو تَّأملــتَ عـلى أهـل خطـبٍ عطفتـه مـن كـريمٍ عاثـرٍ جدَّ يمحو عــــثرته و قال في بيتٍ آخر: زاخـر الأعمـاق بالإي مان في دعوتــــــه مــنكر الذات حـك ــــيم السير في وجهته طـبُّ أرواحٍ فـــلا تخفى عــــليه خافيـه فتاوى أهل العلم في جماعة الإخوان 1) فتاوى الإمام عبد العزيز بن عبدالله بن باز – : - : قال - :- : (حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم لأنه ليس عندهم نشاط في الدعوة إلى توحيد الله وإنكار الشرك وإنكار البدع، لهم أساليب خاصة ينقصها عدم النشاط في الدعوة إلى الله وعدم التوجيه إلى العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة. فينبغي للإخوان المسلمين أن تكون عنايتهم بالدعوة السلفية الدعوة إلى توحيد الله وإنكار عبادة القبور والتعلق بالأموات والاستغاثة بأهل القبور كالحسين والحسن أو البدوي أو ما أشبة ذلك) . وسُئل سؤالاً هذا نصه: حديث النبي ث في افتراق الأمم، قوله: "ستفترق أُمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة"، فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع وجماعة الإخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة، هل هاتين من ضمن الأثنتين والسبعين؟ فأجاب: (من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الأثنتين والسبعين، (أُمتي): هي أمة الإجابه الذين إستجابوا له وأظهروا الاتباع عنهم له، فثلاثة وسبعين فرقة ناجية سليمة التي اتبعته واستقامت على دينه واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام). ثم قال السائل: (فهل هاتين الفرقتين من ضمن الأثنتين والسبعين؟) فقال الشيخ ابن باز: (إيه – أي نعم - من الاثنتين والسبعين، بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار لكن هم داخلون في عموم الاثنتين والسبعين؟.) . 2) فتاوى محدث العصر الإمام محمد ناصر الدين الألباني – : -: سُئل – : -: هل منهج الإخوان المسلمون على السنة؟ فأجاب – : – قائلاً: (من المعروف أن من قواعد الإخوان المسلمين (نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه), وهذا الإطلاق غير صحيح وبالذات القسم الأخير (ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه!)، والخلاصة بارك الله فيك: الإخوان المسلمون ينطلقون من هذه القاعدة التي وضعها لهم رئيسهم الأول وعلى إطلاقها، ولذلك لا تجد فيهم التناصح المستقي من نصوص كتاب الله وسنة رسول الله ث لقوله تعالى: (وَالْعَصْرِ 1 إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ 2 إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) ، الحق كما تعلم ضد الباطل، والباطل أصولي وفروعي، وكل ما خالف الصواب فهو باطل، وهذه العبارة هي سبب بقاء الإخوان المسلمين نحو 70 سنة عملياً بعيدين عن فهم الإسلام فهماً صحيحاً وبالتالي بعيدين عن تطبيق الإسلام عملياً لأن فاقد الشيء لا يعطيه ). وقال أيضاً - : – كما في شريطه "لقاء مع سروري" الجزء الأول الوجه الثاني ما نصه: (ليس صواباً أن يقال إن الإخوان المسلمين من أهل السنة لأنَّهم يحاربون السنة). وسُئل – : - عن حكم الدخول في حزب التجمع اليمني للإصلاح؟ فأجاب الإمام الألباني – :- : (إن الأحزاب في بلاد الإسلام حقاً لا تجوز لأن الله يقول: (أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ، فليس هناك إلا حزب واحد وتستطيع أن تفهم من كلمتي السابقة حول (الدعوة السلفية) ولماذا نحن نقول الكتاب والسنة ومنهج السلف الواحد (السلف الصالح) حتى يكون المسلمون حزباً واحداً وعلى منهج واحد، ولذلك فلا حزبية في الإسلام، وبخاصة ورب الأنام يقول في القرآن: (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ 31 مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) ، وأنا صحيح لست يمانيّاً ولا جئت اليمن ولكن أنا أعرف أن مرض الأمة الإسلامية في كل بلاد الإسلام هو واحد وهو بعدُهُم – كما سمعت آنفاً – من جهة من حيث الأسلوب العلمي؛ كيف يعرفون الخطأ من الصواب! كيف يعرفون العقيدة الصحيحة من العقيدة الباطلة هو على منهج السلف الصالح وهم بعيدون عنها، ثم كثيرون منهم يقومون بأعمال صالحة ولكن لا يبتغون وجه الله كما كنت أشرع في الكلمة الثانية، الآن الداء في البلاد الإسلامية واحد لا فرق بين هنا - الأردن - وبين سوريا وبين الجزائر وبين تونس وبين ليبيا والمغرب ثم ارجع إلى الشرق كله، العلة واحدة وهي بعدهم عن الاهتداء بكتاب الله وسنة رسول الله ث وعلى ما كان عليه السلف الصالح. الآن أقول: هذا التجمع – أي التجمع اليمني للإصلاح - يقيناً لم يقم على أساس الكتاب والسنة أولاً، ثم يقيناً لم يقم على أساس الكتاب والسنة ومنهج السلف....أنا لست يمانياً ولكن هذا الواقع في اليمن . 3) فتاوى العلامة محمد بن صالح العثيمين – : – عضو هيئة كبار العلماء سُئل – :-: هل هناك نصوص في كتاب الله وسنة رسول الله ث فيهما إباحة تعدد الجماعات أو الإخوان؟ فأجاب قائلاً: (نعم أقول ليس في الكتاب ولا في السنة ما يبيح تعدد الأحزاب والجماعات، بل إن في الكتاب والسنة ما يذم ذلك، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) ، وقال تعالى: (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) . ولا شك أن هذه الأحزاب تتنافى ما أمر الله به بل ما حث عليه في قوله: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) . وقول بعضهم: إنه لا يمكن للدعوة أن تقوى إلا إذا كانت تحت حزب!؟ نقول هذا ليس صحيحاً بل إن الدعوة تقوى كُلما كان الإنسان منطوياً تحت كتاب الله وسنة رسول الله ث متبعاً لآثار النبي ث وخلفائه الراشدين . 4) فتاوى محدث الديار اليمنية مقبل بن هادي الوداعي – : - سُئل - :-: هل جماعة الإخوان المسلمين والتبليغ والقطبيين من أهل السنة والجماعة أو لا؟. فأجاب – :- قائلاً: (أما جماعة الإخوان والتبليغ والقطبيين فالأولى أن يحكم على مناهجهم، فمناهجهم ليست بمناهج أهل السنة والجماعة أما الأفراد فأنتم تعرفون أن بعض الناس ملبَّسٌ عليه، ويكون سلفياً ويأتونه من باب نصر دين الله ويمشي معهم لا يدري ماهم عليه، فهم خليط، الأفراد خليط لا يستطاع الحكم عليهم بحكم عام لكن المناهج ليست بمناهج أهل السنة والجماعة ). 5) فتاوى العلامة صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله – عضو هيئة كبار العلماء قال – حفظه الله -: (فقد حاول أعداء هذه الدعوة أن يقضوا عليها بالقوة فلم ينجحوا، وحاولوا أن يقاوموها بالتشكيك والتخليل والشبهات ووصفها بالأوصاف المنفرة فما زادها إلا تألقاً ووضوحاً وقبولاً وإقبالاً. ومن آخر ذلك ما نعايشه الآن من وفود أفكار غريبة مشبوهة إلى بلادنا باسم الدعوة على أيدي جماعات تتسمى بأسماء مختلفة مثل الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ وجماعة كذا، وكذا، وهدفها واحد وهو أن تزيح دعوة التوحيد وتحل محلها ). كلمة حق الحق أقول لك – أخي في الله – إن الشيح حسن البنا – :- حاول جمع المسلمين على حساب العقيدة، فظن أن هذا الخلاف القائم في العقيدة لا حاجة للناس فيه فيتنازل كل منهما عن بعض الشيء، ويلتقوا في منتصف الطريق، وخاصة إبان هذه الظروف العصبية التي يشهدها العالم الإسلامي من أقصاه إلى أدناه والدليل قول حسن البنا – :-: (وأهم ما يجب أن تتوجه إليه هم المسلمين الآن توحيد الصفوف وجمع الكلمة ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، والله حسبنا ونعم الوكيل) . وقال أيضاً-: (والهدف هو تجميع الناس على إعادة أحكام الإسلام، لا تفريقهم باتباع مذهب من المذاهب وإلزام الناس به فيرضى من يرضى ويغضب من يغضب، وتبدد الجهود) . وقال الهضيبي [وهو من كبار قادة الإخوان في مصر]: (إذا قبل واحد من الأقباط مبدأنا نرشحه فوراً على قوائمنا ونحن لا نطلب منه بطبيعة الحال أن يكون مسلماً....إلخ) . وقال – أيضاً-: (ليس لدينا مانع أن يكون القبطي عضواً في جماعة الإخوان) . فانظر – أخي في الله - أن التجمع على مبادئ عامة وأفكار غامضة ليس هو الطريق الصحيح. بل من الواجب أن يسبق التجمع الصحيح اتفاق على العقيدة فهي الركيزة الأساسية التي تنطوي تحت لوائها صفوف المسلمين، منها يستهلون طريق وحدتهم وعلى ضوئها يشقون طريقهم إلى أعلى قمم المجد والعلى، فإن أساس كل عمل في الإسلام إنما ينطلق من العقيدة ويرتكز عليها، كما يرتكز البناء على أركانه. والبيت لا يبنى إلا له عمدٌ و لا عماد إذا لم ترس أوتادا وإذا عرفنا ذلك فإن أية دعوة إلى الله، إذا لم ينطلق أصحابها من هذا المبدأ الأساسي، ولم تؤسس على هذا البناء الراسخ، ولم تقم على تحقيق التوحيد، وتخليصه من شوائب الشرك، والبدع، والمعاصي، فإنها دعوة سيكتب لها الفشل لا محالة، عاجلاً أم آجلاً؛ لأن البناء، لا يقوم في هذا الهواء، ولا يمكن تشييده إلا على أرض صلبة حتى لا يتعرض للانهيار يوماً من الأيام، قال تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) . وعندما ندعو إلى الانطلاق من هذا المبدأ, فإن ذلك لا يعني إهمال الجوانب الأخرى وإنما نعني بأن نبدأ أعمالنا كلها من هذا المنطلق. فعلى ضوئه تكون السياسة، وعلى منهجه نبني الآداب والأخلاق وفي حدوده ندعو إلى الترغيب والترهيب وعلى مبادئه يوجد بإذن الله المجتمع الإسلامي المنشود وتوجد السعادة البشرية في الدنيا والآخرة) . لماذا اتبعت المنهج السلفي؟! أي أخي: بعد، هذا التطوّف معك أحُب أن أقول لك: إن الإخوان أحبُّ إليَّ، والحق أحبُّ لي منهم بل أحب لي من نفسي التي بين الضُلوع، أحب أن أقول لك ولكل أخ أحببته لله أني تركت العمل مع جماعة الإخوان مع شدة حبِّي لهم واتبعت منهج السلف فمنهج السلف لا عيب فيه غير أنه منهج معصوم، نعم معصوم، معصوم من الخطإ!!! معصوم لأنه المنهج الذي مات عليه رسول الله ث، وأي خطإِ صدر عن مجتهد في المنهج السلفي فهو محسوب على قائله، ومردود عليه مهما كان، ولا يحسب عل المنهج السلفي البتَّة فالسلفية ليس لها مؤسس غير رسول الله، ولسنا مقلدين ولو كنا مقلَّدين لقلدنا أحمد بن حنبل بل لقلَّدنا عمر بن الخطاب، فكيف يدَّعي بعضهم أننا نقلد الشيخ مقبل بن هادي :. وهذا المنهج السّلفيُ له ضابطٌ مهمٌ في النظر والإستدلال، وضابطه: (التمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة)، وهل تعني السلفية إلا التمسك بالكتاب والسنة بفهم السلف، والسلف هم الصحابة، وفهمهم أقوى الفهم وإنما قُدَّم فهمهم على غيرهم لأمرين اثنين: الأمر الأوَّل: أ- لأنهم عاصروا التشريع، وعايشوه، فعلموا مواقع التنزيل وورود الأدلة على الوقائع والأحوال. ب- ولأن خطاب الشارع متوجَّةٌ إليهم في الأصل، وهم المرادون به قبل غيرهم. ت- ولأنهم أهل الفصاحة والبيان، والوحي جاء بلسانهم، والرسول ث بين أظهرهم يوضِّح لهم ما أشكل عليهم. ث- إن النصوص من الكتاب والسنة الدالة على فضلهم وعلوِّ قدرهم قد تواترت. ج- ولأن الله – سبحانه وتعالى- قد جعل لهم الإمامة في الدين لمن بعدهم، وأثنى عليهم وعلى من تبعهم وسلك سبيلهم، وإنما نال التابع الفضل لفضل المتبوع . ح- ولأنهم ناجون من الضلال، بعيدون عن مواطن الزَّلل والتهلكة، فقد شهد ربُّ البرية بعدالتهم ووثَّقهم الله من فوق سبع سماوات (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) . خ- ولأنَّهم خيرُ القرون لقوله ث: "خير الناس قرني" . الأمر الثاني: أن أغلب الطوائف والفرق الجماعات متمسَّكةٌ بالكتاب والسنة، لكن بفهم مَنْ؟ أليس بفهم من أنشأها وأسَّسها؟ الجهمية تدعي التمسك بالكتاب والسنة بفهم الجعد بن درهم، وجهم بن صفوان ، والأشعرية متمسكة بالكتاب والسنة بفهم أئمتهم المنتسبين لأبي الحسن الأشعري، والشيعة متمسكة بالكتاب والسنة بفهم أئمتهم الاثنى عشر، والتبليغ متمسكة بالكتاب والسنة بفهم محمد إلياس، وقس على ذلك بعض الجماعات، وهل تُعرف الجماعات إلا بمؤسسيها وكبارها ومنظرها؟!. شبهة والرد عليها وبعد هذا التعريف الموجز يحق لك – أخي الحبيب – أن تسأل لماذا لم أذكر حسنات الإخوان جارياً على القاعدة المشهورة (الموازنة بين الحسنات والسيئات)؟! فأقول لك هذا أمر لم يكن عليه سلف الأمة وعلماؤها الذين وقفوا أمام أهل البدع والأهواء وبينوا حالهم للمسلمين، فكم من الرجال قال فيهم علماء السلف: فلان حديثه ليس بشيء، وفلان لا نأخذ عنه وفلان ضعيف؛ لأن الغرض هو التحذير. وهذه القاعدة التي قعَّدها الحزبيون لتكون بديلاً للقاعدة التي كشف عوراها أهل العلم وهي: (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه) وقد أنكرها جمع من أهل العلم في عصرنا كالشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين والشيخ الوادعي – رحمهم الله – وغيرهم. وقد سُئل العلامة ابن باز – :- : عن أناس يوجبون الموازنة أنك إذا انتقدت مبتدعاً ببدعة ليحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه؟ فأجاب – :-: قائلاً: (لا، ما هو بلازم ما هو بلازم، وهذا إذا قرأت كتب أهل السنة وجدت المراد التحذير، اقرأ في كتب البخاري "خلق أفعال العباد" في كتاب الأدب في الصحيح كتاب السنة لعبدالله بن أحمد، كتاب التوحيد لابن خزيمة، رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع إلى غير ذلك يوردونه للتحذير من باطلهم ما هو المقصود تعديد محاسنهم، المقصود التحذير من باطلهم ومحاسنهم لا قيمة لها بالنسبة لمن كفر، إن كانت بدعته تكفره بطلت حسناته وإن كانت لا تكفره؛ فهو على خطر؛ فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها) . وقال الشيخ الألباني –:- في رده على هذه القاعدة: (هذه طريقة المبتدعة حينما يتكلم العالم بالحديث في رجل صالح وعالم فقيه فيقول عنه سيء الحفظ هل يقول إنه مسلم وإنه صالح وإنه فقيه وإنه يرجع إليه استناط الأحكام الشرعية- إلى ذلك- من أين لهم أن الإنسان إذا جاءت مناسبة لبيان خطأ فيهم إن كان داعية أو غير داعية لازم ما يعمل محاضرة ويذكر محاسنه من أولها إلى آخرها الله أكبر شيء عجيب – وضحك الشيخ هنا تعجباً-) . وسُئل فضلية الشيخ ابن عثيمين – :- عن هذه القاعدة فقال: (إذا كان يريد أن يردَّ بدعته فلا وجه لكونه يذكر المحاسن في مقام الرد، يعني أن الرد يكون ضعيفاً وغير مقبول) . وسئل العلامة النجمي – حفظه الله - متى نعمل بمبدأ الموازنة بين الحسنات والسيئات؟ أم أنه مبدأ خاطيء؟ وضّحوا لنا ذلك بما ترونه مناسباً جزاكم الله خيراً. فأجاب: الموازنة بين الحسنات والسيئات ليست بمشروعة في النقد وقد قال ث: "أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فضَّرابُ للنساء" . وقال: (وما ينقم ابن جميل إلا أن كان فقيراً فأغناه الله) ولم يذكر حسناتهم؛ إذاً فيؤخذ من هذا عدم لزوم مبدأ الموازنة بين الحسنات والسيئات؛ بل إنه من الأمر المحدث المبتدع وبالله التوفيق) . كلمة أخيرة أي أخي في الله، علينا أن نعرف الحق (الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة) ونترك العوج، ولِمَ!؟ وكيف؟ فإن الأهواء مالت بأهلها. فإذا عرفنا الحقَّ سَهٌلَ علينا معرفة أهله، فالرجال يعرفون بالحقَّ بميزان الحقَّ، ولا يعرف الحق بالرجال، ولا يكون ذلك إلا بطلب العلم الشرعيَّ، على أيد أهله، وقراءة كتب السلف، وحفظها، وفهمها، وإلا فِمن أين لنا معرفة الحق؟! وخاصَّة في هذا الزَّمان الذي أصبح المسلم يقلَّبُ وجهه في السَّماء باحثاً عن نجم يضيءُ له الطريق، ويعين له الهدف، ويحدِّدُ له الإتجاه، لأن الجو قد تلبَّد بغيوم الأوهام التي أمطرت وابلها على الأرض المجدبة، فأنبتت لفيفاً من الأقوام المتصارعة والأحزاب المتناحرة، الدعوات المتفرقة ذات المناهج المختلفة التي تدعي لنفسها السير على المنهج الصحيح. وكل يدعي وصلاً لليلى وليلى لا تقر لهم بذاك وأخيراً: أخي في الله, هذا غيضٌ من فيضٍ، ونقطةٌ من بحرٍ، ونماذجُ قد تغني عن أيِّ تعليقٍ، ولعل غيرك إن اطلع عليها، فإن كان غير منصفٍ فحسبه قوله فيها حق ولكن! ولكن ماذا ؟ فهذا حسبه، ولا تثريب عليه، وإن كان – منصفاً - حقاً فليحرر لي رسالة خطيَّةً ردَّا علمياً موثقاً بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وأنا أعاهد الله إن وجدتُ حقاَّ أبلجَ لن أتزحزحَ عنه قيد شعرة، فالحقُ أحق أن يُتَّبع مهما كان قائله، وإن وجدتَ باطلاً لجلجاً فحسبي قول الله تبارك وتعالى: (مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) وأخيراً ليس آخراً: (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) . وأستودعك أخي في الله ودموعي تكاد تسبق قلمي جري القلم بما تقدم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد صلاة الفجر 28 من ذي القعدة سنة 1420 هـ. اليمن القاعدة (ص.ب 73059)
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رسالة من فلسطين المحتلة عبر شبكة (الأنترنت) | ماهر بن ظافر القحطاني | السنن الصحيحة المهجورة | 1 | 21-07-2011 11:23AM |
التَّعْلِيقُ عَلَى بَابٍ مِنْ كِتَابِ الشَّرِيعَةِ للإِمَامِ الآجُرِّيّ | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب | 0 | 15-09-2007 01:28PM |
مشروعية الرد على أهل الأهواء وإن اقتضى الأمر تعيينهم بأسمائهم وأن ذلك من منهج السلف ا | ابو رقية عاصم السلفي | منبر الجرح والتعديل | 0 | 27-03-2007 10:24PM |
صيحة نذير مذهب السلف يذبح بسكين الهوى والشبهات | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر الملل والنحل | 0 | 01-01-2004 05:21PM |