الرد على من استدل بحديث (يجيء القرآن) على القول بخلق القرآن.
قال الإمام أبي سعيد الدارمي رحمه اله تعالى في رده على المريسي (5/571) :
وأما قوله جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا يقول تستنير به القلوب وتنشرح له لا أنه نور مخلوق له ضوء قائم يرى بالأعين مثل ضوء الشمس والقمر والكواكب فافهمه ولا أراك تفهمه
واحتج المعارض أيضا لتحقيق قوله أنه مخلوق بحديث النبي يجيء القرآن يوم القيامة شفيعا لصاحبه
فقال لأهل السنة إن قلتم بهذا الحديث كان نقضا لما ادعيتم أن القرآن غير مخلوق لأنه لا يتراءى شيء في صورة إلا وذلك المترائي والمتكلم في قياس مذهبه مخلوق فقد فسرنا هذا لهذا المعجب بجهالته في كتابنا هذا أن القرآن كلام الله ليس له صورة ولا جسم ولا يتحول صورة أبدا له فم ولسان ينطق به ويشفع قد عقل ذلك جميع المسلمين فلما كان المعقول ذلك عندهم علموا أن ذلك ثواب يصوره الله في أعين المؤمنين جزاء لهم عن القرآن الذي قرأوه واتبعوا ما فيه ليبشر به المؤمنين ونفس القرآن كلام غير مجسم في كل أحواله إنما يحس به إذا قرئ فإذا زالت عنه القراءة لم يوقف له على جسم ولا صورة إلا أن يرسم بكتاب هذا معقول لا يجهله إلا كل جهول قد علمتم ذلك إن شاء الله ولكنكم تغالطون والعلماء بمغالطتكم عالمون ولضلالتكم مبطلون ويكفي العاقل أقل مما بينا وشرحنا عن مذاهبكم غير أن في تكرير البيان شفاء لما في الصدور.اهــــــــ
رحم الله أئمة أهل السنة
|