|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أسد السنة في لاهور’الشيخ إحسان إلهي ظهير‘-بقلم الشيخ عبد الحميد الجهني
بسم الله الرحمن الرحيم
أسد السنة في لاهور- الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله وأسكنه وجميع الصالحين المؤمنين في الفردوس الأعلى ورزقنا وإياه رؤية وجهه الكريم __________________ وكتبه الشيخ أبو مالك عبد الحميد الجهني حُرِّر في يوم الأحد 17 شوال 1428 هـ المصدر ___________________ في مدينة ( سيالكوت) شمال منطقة البنجاب بباكستان ولد الشيخ العلامة المجاهد إحسان إلهي ظهير في حدود سنة ( 1360,هـ) في أسرة تميزت بالتدين الشديد والعلم والثراء لكونهم يعملون في التجارة من قديم ، ولهذا طلب إليه أبوه أن يكرس وقته كله للعلم ولا يفكر في كسب قوته ومعاشه ، بل حثه أن يقف نفسه على طلب العلم والدعوة إلي الله , وكان والده بل الأسرة كلها منتمية إلي أهل الحديث ، وهي الجماعة المعروفة في شبه القارة الهندية , حفظ الشيخ إحسان القرآن في سن مبكرة حيث أكمل حفظه وهو في سن التاسعة من عمره , واشتهر من صغره بالذكاء والفطنة وحب العلم والدعوة إلي الله ومقارعة الخصوم, وهذا موقف يحكيه لنا حينما سئل : ألم يحدث أن دخلت مع الفرق في جدل ؟ فقال : بلى ، ناقشتهم ونازلتهم كثيراً منذ صغرى ، وتسببت في إغلاق محفل بهائي كبير ، كنت في طريقي إلي مدرسة دار الحديث في المرحلة المتوسطة فمررت من أمام محفل فوجدت القوم يتكلمون عن موضوع عقدي ، ولم تكن لدي فكرة عن البهائية , وأخذت أتردد على هذا المحفل ثمانية أيام ، والحمد لله خلا ل هذه المدة أدركت عقائد القوم وأدركت مخازيها ومعائبها فأخذت هذه الأشياء , واحتفظت بها ورددت بها عليهم، فانتبه الناس إلي خطر هذا المحفل وأغلق مباشرة , ومن أبرز الصفات التي تميز بها الشيخ إحسان إلهي ظهير وعرف واشتهر بها : الشجاعة والصدع بالحق ، لا يبالي في هذا السبيل بأحد كائناً من كان , حتى قال أحد أشقائه عن شجاعته : إنها شجاعة أكثر من اللازم, ويقول عنه أحد أساتذته الذين درسوه بالجامعة الإسلامية : لا أعرف أحداً من الشباب كان أكثر اندفاعاً منه في إظهار الحق وإعلان الدعوة إلي الله ، ولا يعبأ بمن يعارض سواء كان من المسؤلين أو غيرهم ، شجاعته ليست في محل شك , ومن مواقفه رحمه الله التي تدل على شجاعته وثباته أن أميراً شيوعياً ظالماً من أمراء البنجاب جمع العلماء في مجلسه فجعل يوبخهم ويسبهم وينال منهم ، والشيوعيون لا يكرهون أحداً كما يكرهون علماء المسلمين ، فقام إليه الشيخ إحسان إلهي ظهير وكان حاضراً وأنكر عليه بل وبخه أمام الناس ولم يبال به فشكر الحضور له هذا الموقف الشجاع, ومع شجاعته رحمه الله كان جواداً كريماً منفقاً ، وهاتان صفتا المؤمن الشجاعة والكرم ، في يوم من الأيام دعي الناس إلي التبرع لمركز أهل الحديث فقام الشيخ إحسان إلهي ظهير أول الناس ودفع " خمسمائة ألف روبية " تبرعاً للمركز ، فلما رآه الناس ، تأسوا به وتبرعوا بأموال كثيرة بلغت في ذلك اليوم سبعة ملايين روبية لبناء المركز , فكان رحمه الله يقول ويفعل ويتعلم ويعمل , أما ثباته على دينه وعقيدته ومنهجه فالحديث عنه عجيب ، فالشيخ إحسان إلهي ظهير عرف بأنه قاصم ظهور الفرق المخالفة للإسلام والسنة كثير التنديد والردود عليها والتحذير منها وكشف أستارها وإظهار ما عندها من الضلالات والمخازي ولا سيما الروافض فقد كتب فيهم مجموعة من الكتب التي لازالت إلى اليوم من أفضل ما كتب في الرد عليهم , وكانت الروافض تطلب إليه أن يكف عنهم وأن يصادر الكتب التي ألفها فيهم فكان يقول لهم : أفعل ذلك إذا أحرقتم كتبكم ! ومن المواقف الظريفة التي وقعت له مع الرافضة أن أحد ملالى إيران ممن يلقب بآية كان أرسله الخميني إلي الشيخ إحسان إلهي ظهير لينقل له إعجاب الخميني بكتابي الشيخ إحسان " البابية " و " البهائية " ثم دعاه إلي زيارة إيران فقال له الشيخ إحسان : ومن يضمن حياتي؟ فقال له : أنا أضمن حياتك وسأبقى هنا عند أتباعك إلي أن تعود إلي باكستان ، فرد عليه الشيخ إحسان : وما يدريك لعلك من المغضوب عليهم عند الخميني!! أما الإسماعلية فقد حاولوا معه فلم تفلح محاولتهم حيث قام زعيمهم " كريم الآغا خان" بدعوة الشيخ إحسان إلي بريطانيا للتفاهم معه وإقناعه بعدم الكتابة في الإسماعلية ، ولو بإغرائه بالمال ! وأرسل الأغا طائرة خاصة إلي كراتشي لتحمل على متنها الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله ، فما كان من الشيخ إلا أن رفض هذا العرض فأرسل إليه الأغا رسالة يقول له : يجب أن تكتب لتوحيد صفوف المسلمين(!) لا لتفرق كلمتهم, فرد عليه الشيخ إحسان إلهي ظهير : نعم لتوحيد صفوف المسلمين المؤمنين بالله وحده وبرسوله وتعاليمهما ، لا لتوحيد صفوف المسلمين مع الكفار المنكرين لختم نبوة محمد صلي الله عليه وسلم ، والمعتقدين برسالة محمد بن إسماعيل !! ولم يزل الشيخ إحسان إلهي ظهير ماضياً في جهاده لهذه الفرق ما جعل حياته مهددة بالخطر ولم تزل هذه الفرق ترسل له بالتهديدات كتابياً وهاتفياً ، وهو لا يلوي على شيء رحمه الله ولقد كاد أن يقتل في أمريكا وأهدر دمه الخميني وقال : من يأتي برأس إحسان فله مئتا ألف دولار , وحاولوا قتله مرات وأطلقوا عليه الرصاص ! يقول احد أساتذته من مشايخ الجامعة الإسلامية : زرته في باكستان مرة وهو مصاب وقد هدد مرات ومرات من قبل أهل الأهواء ، فهم ما رأوا أحداً من المعاصرين بعد محب الدين الخطيب أشد منه ,اهـ ولم تزل تهديدات القوم تترى عليه ، وحياته في خطر دائم يزداد يوماً بعد يوم حتى وقع الحادث الأليم والخطب الجلل الذي اهتزت له باكستان بل اهتزت له الدنيا . ففي اليوم الثالث والعشرين من شهر رجب سنة 1407هـ كان الشيخ إحسان إلهي ظهير جالساً في ندوة العلماء التي تعقدها جمعية أهل الحديث وكان الحاضرون قريباً من ألفين وفي أثناء الليل وقد قرب الوقت من الساعة الحادية عشرة ليلاً كان الشيخ إحسان يتكلم وقد أرسلت مزهرية إلي المنصة قدمها أحد الأشخاص مكتوب عليها " إحسان إلهي ظهير الذي لا يخاف في الله لومة لائم " وتناقلتها الأيدي إلي أن وصلت إلي المنصة ، وبعد نحو من عشرين دقيقة انفجرت المزهرية انفجاراً هائلاً مدوياً فحصدت في الحال تسعة أشخاص وأصيب العشرات ورمت بالشيخ إحسان إلي مسافة عشرين أو ثلاثين متراً وقد ذهب ثلث جسده عينه اليسرى وجنبه ورجله وأذنه غير أنه لم يفقد وعيه ، وهرع الناس إلي الشيخ وكانوا في حالة لا يعلم بها إلا الله ! فكان يقول لهم وهو في جراحه: اتركوني واذهبوا إلي الناس الآخرين ، ورأى أحد الحاضرين يبكي عليه ، فزجره وقال له: إذا كنت تبكي فكيف تعزي غيرك ، لله تلك النفوس الأبية ، وتلك القلوب الشجاعة القوية ! ونقل الشيخ إلي المستشفي المركزي في مدينة لاهور ، وبلغ الخبر إلي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الذي كلم خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز بضرورة نقل الشيخ إلي المملكة لتلقي العلاج فتحركت الحكومة ممثلة في قنصلها بباكستان الذي بادر بزيارة الشيخ إحسان ومن ثم نقله إلي المملكة ، وفي الرياض استقبل الشيخ إحسان استقبالاً كبيراً من قبل المسؤلين والعلماء والوجهاء , وتم تحويله إلي المستشفي العسكري بالرياض ، وكان أمر الله قدراً مقدوراً، ففي صباح يوم الاثنين الموافق الأول من شعبان سنة 14,7هـ في تمام الساعة الرابعة فاضت روح الشيخ إحسان إلهي ظهير إلي باريها , بعد حياة حافلة بالعلم والدعوة والجهاد والدفاع عن الإسلام والسنة ، ومقارعة أعداء الدين والملة وحينما انتشر خبر وفاته رحمه الله في الرياض حزن عليه الناس حزناً شديداً ، وأغلقت المعاهد العلمية في الرياض وأغلقت المحلات التجارية القريبة من الجامع الكبير واحتشد الناس للصلاة عليه يتقدمهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في جمع غفير من العلماء والدعاة وطلبة العلم وعامة الناس وسمع البكاء والنشيج ورؤي التأسف على وجوه الناس ثم نقل جثمانه إلي المدينة النبوية في طائرتين عسكريتين بصحبة أقاربه وأحبابه ، طائرة لنعش الشيخ ومعه ستة أشخاص فقط وطائرة لأسرته ومن كان في رفقته , وفي المدينة استقبل استقبالاً رسمياً من قبل المسؤلين والعلماء وصُلي عليه في المسجد النبوي وقد تقدمت للصلاة عليه جموع غفيرة حتى تسآل بعض أهل المدينة : من هذا الذي صلي عليه اليوم ؟ من كثرة من رأوا من المصلين ، وبعد الصلاة عليه شيع إلي بقيع الغرقد فدفن هناك , وكان الانفجار قد أودى بحياة ثمان عشرة نفساً منهم عشرة من العلماء ّ فإنا لله وإنا إليه راجعون! نعم ! قتلوا الشيخ إحسان إلهي ظهير وباؤوا بإثمه لكنهم لم يقتلوا الدعوة التي قام بها وعاش لها إحسان إلهي ظهير ، ولله دره حينما يقول وهو مثخن بالجراح في مطار لاهور قبل سفره إلي السعودية سأستمر في خدمة الإسلام بعد العلاج في السعودية, إنها رسالة يوجهها إلى أولئك الحاقدين المتربصين أن لا تفرحوا ولا تظنوا أنكم أسكتم إحسان إلهي ظهير بل سيعود ريثما يتماثل للشفاء ، ولكن الله قدر أن لا يعود واختاره إلى جواره غير أن دعوته ورسائله وجهاده باق إلى أن يشاء الله ، شاهدة على أعداء الإسلام وأعداء السنة بالخزي والضلال ، ألا ما أجملك وأعظمك يا أسد السنة في لاهور في جهادك ودعوتك وفي رسائلك وخطبك, لقد كنت درساً لهم في حياتك وبعد مماتك . وهم قد أعيتهم الحيلة فيك فما رأوا طريقاً للتخلص من قذائفك المزلزلة وشهبك الحارقة إلا بهذه الوسيلة القذرة التي لا يفكر فيها ولا يقدم عليها إلا من عدم إنسانيته ، ولم تبق عنده ذرة من رحمة أو رأفة أو إيمان, رحم الله الشيخ إحسان إلهي ظهير وألحقه بالشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون ! إحسان سافرت عن دنيا مدنسة **** إلى عوالم خير كلها نعم سافرت والأرض حبلى بالخطوب وكم **** قد أنجبت سقماً في ذيله سقم سافرت عن كل خداع ومحــترف **** للغدر ، ليس له دين ولا ذمم كم بدعة نشرتها بيننا فرق **** تضاءلت في مدى أوهامها القيم رفعت في وجهها صدق العقيدة في **** قوم بآذنهم من جهلهم صمم ناديتهم ـ يا أخا الإسلام ـ ترشدهم **** إلى كتاب هو النبراس والحكم لكنهم جهلوا ما كنت تعلمه **** وبعضهم علموا لكنهم كتموا وهربوا غدرهم في باقة حملت **** وردا وفي وردها الجرم الذي اجترموا يا باقة الورد يا رمز المحبة قد **** أصبحت رمزا الأسى في كف من ظلموا ما أنت للغدر لكن الذين ظلموا **** غطوا بأوهامهم عينيك وانتقموا يا باقة الورد لو أن الضمير صحا **** لما تخبأ فيك الموت والألم إحسان إن أحكم الطغيان قبضته **** وسل خنجره فالله منتقم قوافل الشر تمضي في تآمرها **** والخير منتصر والشر منهزم معظم المعلومات الواردة في المقال مستفادة من رسالة علمية " دكتوراة" عن حياة الشيخ إحسان إلهي ظهير تأليف الدكتور علي بن موسى الزهراني, جامعة أم القرى ـ مكة المكرمة __________________ مقالات أخرى عن الشيخ إحسان إلهي ظهير : الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله- ترجمته وكتبه موقف بين الشيخ إحسان إلهي ظهير وعلماء الشيعة في موسم الحج
__________________
قال بديع الزمان الهمذاني في وصف العلم: « العلم شيء بعيد المرام، لا يُصاد بالسهام، ولا يُقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللجام، ولا يُكتب للثام، ولا يورث عن الآباء والأعمام وزرع لا يزكو إلا متى صادف من الحزم ثرى طيبا، ومن التوفيق مطرا صيبا، ومن الطبع جوا صافيا، ومن الجهد روحا دائما، ومن الصبر سقيا نافعا وغرض لا يصاب إلا بافتراش المدر، واستناد الحجر، وردّ الضجر، وركوب الخطر، وإدمان السهر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفكر» [«جواهر الأدب» للهاشمي (194)] التعديل الأخير تم بواسطة أم الحميراء السلفية ; 13-03-2011 الساعة 01:49PM |
#2
|
|||
|
|||
رحمه الله ورفع منزلته
وماكان لهم أن ينقلوه ويدفنوه في غير محل موته نقلا للمدينة بالطائرة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول اسرعوا بالجنازة وماأظنه كان يرضى بمخالفة السنة
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
إحسان،ظهير،الشيعة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|