بيان الصور التي تبيح الأكل التصرف بمال الغير بدون إذن ؟
الأصل احترام مال الناس فلا يحل لأحد مالُ غيره إلا بطيب نَفْسِهِ و طيب النفس نوعان :
إذن لفظي : وهذا ظاهر وليس هو المسؤول عنه .
2 إذن عُرفي : وهو الذي وقع السؤال عليه .
وقد دل على هذا الأصل قوله تعالى: ﴿ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْبُيُوتِآبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ﴾ سورة النور إلى آخر الأية. فهذا الأكل من دون إذن صريح ، لأن هؤلاء المذكورين قد جرى العُرف و العادة برضاهم ولذلك قال الأصحاب : ولزوجته وكل متصرف فى بيت أن يتصدق منه بما لا يضر كرغيف الخبز ونحوه .
و من هذا التقاطُ ما سقط من الحصاد للزرع وما سقط من النخيل حيث جرت به العادة .
و من هذا الباب : الأكل من الأشجار التي لا حافظ عليها و لا حائط ومن غير صعود شجرة ولا رميها بحجر ، ومن الزرع الذي يمر به و شرب لبن الماشية ، وكل هذا مقيد بالعرف فحيث جرى العرف بعدم المسامحة في شيء من ذلك ، لعدم وجود السبب المبيح .
ومن هذا : ذوق الطعام عند الشراء تجربة له أو الأكل منه إذا جرت العادة بالمسامحة ، كمن يكتال تمرًا فيأكل منه قبل أن يدخل ملكه فقد جرت عادة الناس في المسامحة به . انتهى أجاب عنه فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله.