[مقال] حكم إفراد يوم الجمعة بصيام إذا وافق عرفة. للشيخ ماهر بن ظافر القحطاني

[غسان بن أحمد بن عفي]

بسم الله الرحمن الرحيم

حكم إفراد يوم الجمعة بصيام إذا وافق عرفة

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعد
أما بعد

فمن نعم الله على عباده أن
جعل لهم في هذه الامة مواسم خير تضاعف فيها الحسنات وتكفر فيها السيئات ويذكر فيها باحسان رب الارض والسموات فتزيد محبتهم له وشوقهم إليه فيعتادون بعدها الصبر الطاعة ويألفون على إثرها
العبادة
ويهجرون المعصية فتزكو نفوسهم وتصلح من بعدها اعمالهم
ويزدادون بها في الجنة ارتفاعا
ولكن شرط ذلك بعد التوحيد والاخلاق فيها
موافقة العلم
فان كثيرا من الناس تكون معاصيته شؤما عليه فلا يوفق
لصحيح الطاعة ولا اتقان العبادة
فتكون تلكم المواسم وبال عليه لانه لم يقم فيها بالطاعة على علم وبصيرة


فمن تلكم الايام يوم عرفة خير ايام السنة يدحر فيه الشيطان
صيامه يكفر سنة قبل وسنة بعد
.
كما روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر سنة قبلة وسنة بعده

ولكن في عامنا هذا سيوافق عرفة يوم الجمعة

فهل جائز إفراده أم لابد أن يصوم قبله يوم
أو بعده يوم
كما جاء في الحديث

كروه فراجع كتابه ( المغني ) ( 3 / 167 ) . 959 - ( حديث أبي هريرة مرفوعا : ( لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده )
والذي

أخرجه البخاري ( 4 / 203 فتح الباري ) ومسلم ( 3 / 154 ) وأبو داود ( 2420 )

ولكن ليس هذا على إطلاقه
فقد جاء مايدل على جواز افراده ان وافق صوما يصومه

كم ثبت عند مسلم او غيره
الا صوما يصومه

فاذا وافق الجمعة عرفة فصام عرفة لعرفة
لا يقصد الجمعة ولا ان يصوم نافلة مطلقة فيه
فلايجب أن يصوم قبله أو بعده

ولكن صيام عرفة هل يكفر الصغائر والكبائر
كلا فلاتكن ايها المتفقه في هذا المسألة حائر
وكن من اهل التفقه
وذوي البصائر

ذلكم ان من صلى الفريضة باقبال وخشوع واتباع
لم تكفر له الكبائر
مع ان الصلاة
كما في الحديث
خير موضوع
وحديث استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة
وليس هنا قربة افضل من الفريضة

لحديث وماتقرب لي عبدي بمثل ماافترضته عليه

ومع ذلك لم تكفر الا الصغائر ولو اداى فريضته كما ينبغي
لحديث مسلم

مامن مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وركوعها وخشوعها إلا كانت كفارة له مالم تغش كبيرة

فلايغتر مصر على صغيرة كحلق اللحى وسماع الاغاني
وكاختلاط
فانه كما جاء عن ابن عباس
لاصغيرة مع اصرار ولاكبيرة مع استغفار
قال ابن مفلح سنده جيد

فليكن صوم عرفة توبة نصوح ورجعة مابعدها الااستقامة
فتحلو حينئذ في القبر الرقدة وان طالت
فلن تطول على المؤمن
فستكون لمثل هذا العمل بالصالحات
كما جاء في صحيح مسلم
كمابين الظهر والعصر
ثم يكرم بدخول الجنة يسمع فيها كلام الله يبشره برضوانه
ويرى كما كان يرى القمر ذاته
فتكمل لذاته
بسماعه لله يقول
مرحبا
كما عند الترمذي مرفوعا
يااهل الجنة
هل رضيتم فيقولون ومالنا لانرض وقد اعطيتنا مالم تعط احدا من خلقك
قال احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم ابدا

اللهم اجعلنا منهم واجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين
واعذنا سبحانك اجمعين من قطاع الطرق اليها يارب العالمين

كتبه ابوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني