#1
|
|||
|
|||
خطبة وظائف رجب
وظائف شهرُرجب إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون}[آل عمران:102]،{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)}[الأحزاب].لفضيلة الشيخ / ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله ألقيت هذه الخطبة بمسجد: بلال بن رباح رضي الله عنه بجدة 1 من رجب 1440هـ الموافق: 8-3-2019م
أما بعد: إن خير الحديث كتاب الله، وأفضل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار. أيها الناس: اتقوا الله وتذكروا بأن الله سبحانه وتعالى إنما خلقكم وآبائكم وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة والتي لا تعد ولا تحصى، ولا تحد ولا تستقصى، لشكره بأعظم مراتب العبودية لرب البرية أولا وهو التوحيد؛ إفراده سبحانه بالعبادة ثم المحافظة على ذلكم الإسلام والتوحيد بالقيام بحقوقه في حق الله وحق الخلق، فما خلقنا سبحانه وتعالى إلا للقيام بالعبودية فمن أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية لرب البرية سبحانه وتعالى. أنعم علينا بالإسلام، والعافية من الأسقام، والشبع من الجوع، والري من العطش، أنعم علينا بالسمع والأبصار، والنعمة بالرخاء والأمن في الأوطان، فمن واجبه علينا لا إله إلا هو أن نكثر من حمده وشكره سبحانه وتعالى، { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُور}[سبأ:13]، فإنه بالشكر تدوم النعم، وبالكفر تضمحل وربما تزول. وإن العبد الكنود ليكرهه الواحد المعبود، من هو العبد الكنود؟. هو الذي جاء ذكره في كلام الواحد المعبود إذ قال: {إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود}[العاديات]. قال المفسرون: هو ذلكم العبد الذي ما تسمع منه، إذا لقيته إلا يعدد الشر ويترك الخير، يعدد النقم وينسى النعم، ولذلك كان أكثر أهل النار النساء، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، كما في صحيح البخاري من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: « أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ»، قِيلَ أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ: «يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ». يحسن الرجل إليهم طوال الدهر من كسوة ولباس ونزهٍ، وغير ذلك من الإحسان ثم ترى إحداهن ما منه يوصف بالتقصير فتقول ما رأيت منك خيرا قط. فإذا كان الجحود مع المخلوق المُنعم كالزوج أوجب النار، أو استحقت تلك المرأة به النار فكيف بمن يجحد نعم الواحد المعبود لا إله إلا هو؟. وإن من نعم الله علينا التي تنسى في خضم شغل الحياة وقبل الممات في كثير من أهل الإسلام، والتي ينبغي شكرها تذكر أنك عبدٌ قد خلقت في هذا الزمان بعد بعثة النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم مما جعلك مخلوق تعيش من بني الإنسان من أهل الإسلام في أفضل الأمم ولو شاء الله لجعلك من أمة موسى وعيسى ونوح، ولكنَّ الله أنعم عليك بأن جعلك في خير أمة أخرجت للناس، أمة مرحومة، ألا تذكرون هذا عباد الله فتشكرون الله عليه؟, فاشكروا الله عليه لا إله إلا هو. وقد خرج الترمذي من طريق بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِى قَوْلِهِ {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ظ،ظ،ظ*] قَالَ: «إِنَّكُمْ تُتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ». سبعين أمة ومع ذلك جاء في حديث مسلم: « إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ». لا إله إلا الله مع أن الأمم قبلنا كثير، كثيرٌ جدًا من عهد آدم إلى نبينا محمد كم رجل وكم امرأة من الأمم؟. سبعون، ومع ذلك نحن من السبعين أو بعد السبعين نصف الجنة منا من هذه الأمة مما يدلك أنها أمة مرحومة فاحمدوا الله أنكم من هذه الأمة. أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والذي كان يدعوا لهم النبي في سجوده كما عند ابن حبان في صحيحه من حديث عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طِيبَ نَفْسٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ لِي، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ، مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ»، فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيَسُرُّكِ دُعَائِي؟ »، فَقَالَتْ: وَمَا لِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدُعَائِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ». فمن نعم الله على هذه الأمة المرحومة أن رحمها لا إله إلا هوواختصها بمواسم خير وبركة يؤدب فيها أهل الإسلام للقيام بالطاعات وترك الفواحش والمنكرات، تعظم فيها الحرمات وتكون فيها الطاعات أفضل من غيرها مما أوجبه رب الأرض والسموات، ألا وهي الأشهر الحرم، وقد دخلتم صبيحة هذا اليوم بل بعد غروب شمس الأمس في أول يوم من شهر رجب وهو شهر محرم فأروا الله فيه من أنفسكم خيرا احفظوا جوارحكم فيه أسماعكم وأبصاركم واعتقادكم الذي تعتقدونه في قلوبكم. فإن المعصية في رجب وهو من الأشهر الحرم عقوبتها أشد من المعصية في غيره كجمادى وربيع، فليس من رفع بصره في سوق إلى امرأة ينظر إلى عورتها ويتشهاها، أو يسمع الموسيقى والأغاني، أو يشرب الخمر، أو يعق والديه، أو يكذب، أو يغش في تجارته، أو يتخلف عن الصلوات التي أوجبها الله عليه في جماعة كالفجر، ليس المعصية بهذا في رجب كغيره، فعذاب القبر لمن فعل ذلك إن استحقه إذا عصى الله في رجب أشد عليه مما لو عصاه في ربيع وجمادى، كذا عذاب جهنم. ولذلك ينبغي للقضاة إذا رفع إليهم حادثة تستحق التعذير لا الحد، من خلوة رجل بأجنبية فقضى فيها القاضي بالتعذير بعد ثبتوت الحق الشرعي المدان به أن يكون مما يراعي هذا القاضي أن المعصية مما وقعت في شهر مثل رجب فيشدد عليه من عقوبة التعذير مالا يشدد على غيره من دون الأشهر الحرم جلدًا وسجنًا وغير ذلك. قال الله تعالى في كتابه:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ } [التوبة:36]، قال ابن عباس كما في شعب الإيمان للبيهقي: « لا تظلموا أنفسكم في كلهن، ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرما، وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح بالأجر أعظم ». وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ما هي الأشهر الحرم كما في صحيح مسلم من حديث أَبِى بَكْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ». فهو إذًا تفسير منه صلى الله عليه وسلم للأشهر الحرم الذي جاء في كلام الواحد الأحد سبحانه وتعالى. عباد الله: اصنعوا الأسباب التي تقيكم الشر في شهر رجب، منها ترك المخالطة لصديق السوء ولو كان قريبا فله حق الرحم ولكن ليس يجب عليك أن تصاحبه وتأخذ منه أخلاقه فإن المرء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم على دين خليله ولم يستثنى رحم ولا غيره، قال فلينظر أحدكم من يخالل. عباد الله تذكروا فضل الله عليكم بتحريم رجب، وذلك لتتأدب النفوس فتستقيم على المنهج القويم والأخلاق الطيبة الخيره، بتعظيم الحرمة فيه ليكون ذلك استعدادا لرمضان شهر القران، شهر الرحمة، شهر الصدقة، شهر القرآن، فإنه كما قال ابن رجب أو غيره:رجب الحرث، فإنك تتدرب على ترك المحرمات فيه والقيام بالواجبات آكد من غيره، وشعبان البذر فإنك تكثر من الصيام في شعبان، ثم يأتي رمضان بعد شهرين من الآن، يكون فيه الحصاد فتسهل عليك الطاعات، من أول يوم في رمضان فهل يستوي عباد الله رجل على علم وتقى فهم ذلك فأدى حق رجب وعظم فيه الحرمة، ثم توج ذلك بكثرة الصيام في شعبان، ثم أقبل على رمضان، بشخص غافل لا يحسب حساب الشهور ولا يدري ما أنزل الواحد الغفور ثم يهجم على رمضان من غير استعداد، فهل يكونان متساويان في دين الرحيم الرحمن. الحمد لله رب العالمين. الخطبة الثانية عباد الله اتقوا الله وتفقهوا في دينكم، فإن من علامات إرادة الخير بالعبد أن يدله الله على الفقه في الدين وأخذه العلم عن أهله والعمل به بعد الإخلاص. فقد خرج البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ». فإذا قصر العبد في دينه، فربما يعاقب بأن يصرف عن التفقه في الدين عياذًا بالله. قال الزهري: ما عبد الله بمثل الفقه في الدين. فتفقهوا في أحكام رجب عباد الله، واعلموا أنه ليس معناه أنه شهر حرام، وأن الله اختصه بفضل وحرمة دون غيره أن يدخل الرجل برأيه فيه من العبادات ما لم يشرعه رب الأرض والسموات، فإن الله حرم البدع فقال: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}[الشورى:21]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة» ولم يقل هناك بدعة حسنة، قال كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار صلى الله عليه وسلم، فلم يختص شهر رجب بأي عبادة إلا ما شرعه الله ونعرفه بالدليل الشرعي المنقول عن السلف الثابت الصحيح، فلم يخص بما دل عليه الدليل إلا بالتعبد لله الرحمن الرحيم بحفظ الجوارح وترك المحارم والقيام بالفرائض، وقد قالت عائشة رضي الله عنها التقرب إلى الله بترك المحارم أفضل من فعل الطاعات. الثاني: العمرة في رجب فقد جاء عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه كما جاء في مصنف ابن أبي شيبة قال اعتمر عمر بن الخطاب وعثمان رضي الله تعالى عنهم في رجب وكذا نقل بسند صحيح في مصنف ابن أبي شيبه عن عائشة أنها اعتمرت في رجب وقال ابن سيرين: كانوا يعني السلف يعتمرون في رجب، وهو اختيار شيخنا الإمام العلامة عبد العزيز ابن باز أنه يستحب تخصيص رجب بعمره، والمسألة خلافية. لكن إذا اختلف العلماء فلا تتحير، لا تجعل قول عالم حجه على عالم إلا بدليل شرعي، فالذين نفوا وقالوا ليس يخصص رجب بعمره، ما ظفروا بمثل هذه النصوص وما علموا حقها، أو ما علموا حقها الصحيح، بمعنى أنهم تركوا الاحتجاج بالصحابة، والنبي بين أنه يحتج بالصحابة لأنهم أخذوا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي ما كان مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي، وليس خلاف بين الصحابة ذكر في أنهم كانوا يعتمرون في رجب ولم ينكر بعضهم على بعض ممن اعتمر كعمر في هذا. ولكن لا يشرع تخصيص رجب بصيامإلا أن يصام بعض الأيام ويترك، وأما أن يفرد فمكروه إلا أن يُضَمِّنَ شعبان أو يصوم الأشهر الحرم كلها رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، أمَّا أن يفرد رجب فقط فمكروه، لا بد أن يضم له شهر كشعبان. والعتيرة منسوخة وهي ذبيحة في رجب، وليس هناك احتفال لا ليلة سبع وعشرين ولا غيره بليلة الإسراء والمعراج فيه فذلك بدعة، وليس فيه صلاة خاصة كالرغائب، وهي أول جمعة تصلى اثني عشر ركعة فذلك بدعة. قال ابن القيم: كل حديث جاء بتخصيص بعض الليالي بصلوات أو صيام في رجب فهو مكذوب فلا أصل لما يفعل في رجب من شرائع لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الناس. عباد الله: مما يجب علينا التخلص فيه في رجب التخلص من البدع، ومن ذلك بدعة الإنتماء إلى الأحزاب التكتلية التي بعضها تصاعد بها الأمر إلى سفك الدم، فينبغي لكل من دخل في رجب أن يتبرأ من كل جماعة في هذا العصر، سواء الرافضة سواء الجهمية، الأشاعرة، الحلولية الذين يقولون الله في كل مكان، (يتبرأ) من الشرك الأكبر ودعاء غير الله ودعاء الأضرحة والذبح لها، (يتبرأ من) جماعة الإخوان، جماعة التبليغ، إلا جماعة واحدة يجب الإنتماء إليها ليس مستحب وهي السلف النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة أبو بكر وعمر، فمن تدين بغير دينهم في رجب فمات من غير توبة فعقوبته في القبر وجهنم أشد، لأنه جاءه رجب ولم يستغفر من الانتحال والانتماء لجماعة لم يرد فضلها في الشرع، ولم يعرف السلف الإنتماء إليها. فأبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي ما كانوا رافضة، ولا كانوا دواعش ولا كانوا خوارج ولا كانوا من جماعة الإخوان ولا التبليغ ولا غير ذلك من الفرق التي أحدثت في الإسلام، وقد قال النبي عنها ثلاث وسبعين فرقة تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة من كان مثل أنا عليه وأصحابي. وتعرف أنك منهم أم لا بالفتن التي تميز الرجال فإذا قامت فتنة كالإثارة على ولي الأمر والخروج عليه بالسيف أو اللسان تراك متبع السلف، تقول إيش كان السلف يتصرفون في ولاة ظلمة كانوا في عصرهم، هل كانوا يخرجون في الشوارع يسوون مظاهرات وثورات، فإذا علمت أن الحجاج الذي سفك الدم وقتل العلماء في عصره، كان السلف يذكرون الدهماء ويقولون لهم اصبروا كأنس نعم ولا يخرجون عليهم فكيف بمن دون الحجاج في هذا العصر؟. أسأله سبحانه أن يجمع كلمتنا على السنة، وأن يرزقنا الأدب في رجب ويؤهلنا بالاحترام فيه وله لصيام رمضان الشهر الذي أنزل فيه القران نسأل الله أن يبلغنا رمضان ويرحمنا ويغفر لنا. وبالمناسبة حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان لا يصح عن النبي، ولكن مع ذلك لا مانع من نسأل اللهم أن يبلغنا رمضان وأن يوفقنا لحسن الصيام فيه والقيام، وأن يجعلنا فيه من المقبولين. ومما يعينك على الاستعداد لرمضان القيام بحق رجب من الإتيان بالفرائض في جماعة، والصلاة وترك التهاون في دين الله. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم أصلح ولي أمر المسلمين، ونائبه، وأصلح له البطانة التي تدلهم على الخير وتنهاهم عن الشر، اللهم اجمع لنا الكلمة على السنة وما وُرِثَ من الدين عن سلف الأمة، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا،واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير،واجعل الوفاة راحة لنا من كل شر. والحمد لله رب العالمين تفريغ أخونا عبدالرحمن شعبان بارك الله فيه
التعديل الأخير تم بواسطة عمرو التهامى ; 14-03-2019 الساعة 05:18PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[صوتي] وظائف شهر محرم | عمرو التهامى | منبر الأشهر الحرم والحج والعمرة | 0 | 13-09-2018 04:31PM |
[صوتي] مقدمه فى الحث على طلب العلم و ترك ما يثبطك و وظائف شهر الله المحرم | عمرو التهامى | محاضرات منهجية | 0 | 13-09-2018 03:17PM |
[محاضرة] وظائف العشر من ذى الحجة مع مقدمة عن التحذير من محقرات الذنوب | عمرو التهامى | منبر الأشهر الحرم والحج والعمرة | 0 | 11-08-2018 08:48PM |
[صوتي] وظائف وأحكام شهر رجب مع درس الجمعة (لفضيلة الشيخ/ماهر القحطاني حفظه الله) | أحمد بارعية | محاضرات منهجية | 1 | 01-04-2017 08:44AM |
[شرح] صوتيات: شرح وظائف رمضان للشيخ بن باز رحمه الله | أم عبد الرحمان السلفية | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 1 | 23-07-2011 02:22PM |