|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أمور ينبغي التنبه لها تعصم من الفتن بإذن الله تعالى للشيخ أسامة بن عطايا العتيبي
أمور ينبغي التنبه لها تعصم من الفتن بإذن الله تعالى الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فمن المعلوم لدى كثير من الناس ما حصل بين كثير من السلفيين من الخلاف والشقاق، وفتنة وخلاف واختلاف، وتراشق بالاتهامات والرمي بالبليات.. وهو بسبب ذنوبنا، وما وقع ممن ينتسب إلى السلفيين من المخالفة لمنهج السلف الذي ننتسب إليه.. فمنهج السلف منهج العدل والوسط كما "قال تعالى: { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الوسط العدل)) وقال: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} وقد تواترت الأدلة من السنة في الحث على العدل و الأمر به وذكر فضله والنهي عن ضده وهو الظلم فمن الأحاديث : قوله صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :إمام عادل)) الحديث وقوله : ((إن المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وُلّوا)) فمن تلك المعاصي والذنوب التي وقع فيها كثير ممن ينتسب إلى منهج السلف: أولاً: الغلو بالتنطع والتمييع. فمنهج السلف ينهى عن الغلو والتنطع فمما ورد في ذلك : قال تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق}وقال سبحانه: { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير} وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((إياكم و الغلو في الدين؛ فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو)) وقال عليه الصلاة والسلام: ((هلك المتنطعون))قالها ثلاثاً. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :هذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات و الأعمال". والغلو يشمل الغلو في الفعل، والغلو في الترك، فيشمل التنطع والتمييع والتضييع.. فالغلو مذموم في الشرع وكذلك التساهل وعدم الأخذ بقوة منافٍ لما ورد في الشرع لأن الله جل وعلا يقول لنبي الله موسى وكذلك لبني إسرائيل وهذا أمر لأمتنا: "خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" . وقال سبحانه وتعالى: "وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ". والله جل وعلا قال: "يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا". فأخذ الكتاب بقوة: أخذ الشريعة بقوة بالحزم، والحزم ينافي التساهل والتميع الذي عليه أهل الانحراف. والغلو بالتنطع والتمييع له صور عديدة وأشكال غريبة. ثانياً: العجلة وعدم التروي في بحث بعض مسائل العلم، وفي الحكم فيها أو في الحكم على بعض الأعيان إما بالتبديع أو عدم التبديع. والله جل وعلا يقول: { خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: { ألتأني من الله والعجلة من الشيطان}[الصحيحة:1795]. قال ابن حبان في روضة العقلاء(ص/216) : [الرافق لا يكاد يسبق، كما أن العَجِلَ لا يكاد يلحق، وكما أن من سكت لا يكاد يندم، كذلك من نطق لا يكاد يسلم. والعجل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يجرب، ويذم بعد ما يحمد، يعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم. والعجل تصحبه الندامة، وتعتزله السلامة. وكانت العرب تكني العجله أم الندامات] فالعجلة داء قاتل، وقد تكون سبباً للعناد والإصرار على الباطل، فقد يستعجل في جرحِ أو تعديلِ مَن لا يستحق هذا أو ذاك فيتبين خطؤه فيحمله العجب والغرور على تعني أسباب تصحيح قوله وحكمه المبني على العجلة والتسرع، فيظن أنه قال حقاً، وهو باطل وظلم، وربما أصبح يوالي ويعادي على قوله الناتج عن عجلة وتسرع، ومنعته نفسه الأمارة بالسوء عن التروي والرجوع إلى الحق والهدى. فحذار من العجلة حذار حذار .. ومن استعجل فأخطأ يجب عليه أن يجاهد نفسه للرجوع إلى الحق، وليحذر من العجب والغرور والإصرار على الباطل. ثالثاً: عدم احترام العلماء وتبجيلهم وتوقيرهم، والتشغيب على ما أمر الله به من طاعة العلماء بالحق والهدى بأمور عديدة كرمي من يطيعهم بتلقي الأوامر العسكرية، أو التستر خلف نبذ التقليد لحجب الشباب عن العلماء، أو تربية الأغمار والناشئة والطلبة على الرد على كلام أهل العلم في مسائل الخلاف غير الاجتهادية بعبارة(هذا لا يلزمني)، أو جمع زلات العلماء وأخطائهم ويبرر عمله بأنه يريد أن يبين أن العالم ليس معصوماً وأنه يخطئ!! مع أن قضية وقوع العالم في الخطأ من البديهيات عند أهل السنة التي يعرفها العامة فضلاً عن طلبة العلم. ومما يتعلق بالغلط في جناب العلماء: الزعم بأن العلماء لا يفقهون الواقع، أو لمز من يُخَطِّئ العالم بأدب وعلم، ويلتمس له العذر بأنه قد يكون خفي عليه شيء بأنه يصف العالم بعدم فقه الواقع! وقد قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} الآية. قال الحافظ ابن كثير -رحمَهُ اللهُ- : "والظاهر -والله أعلم- أنَّها عامَّة في كلِّ أولي الأمر من الأمراء والعلماء" . قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقَّه)) [صحيح الترغيب(101)]. وكثير ممن ينتسبون إلى السلفية –هذا -للأسف- في إخوة لنا انتسبوا إلى هذه النسبة الشريفة فكيف بغيرهم من تكفيريين وعقلانيين ومحاربي العلماء؟! فأولئك أبعد الناس عند تقدير العلماء السلفيين واحترامهم- ممن لم يجلسوا بين يدي العلماء، ولا تأدبوا بأدبهم، فتجدهم يناقشون العالم ويسألونه ويجادلونه كأنه زميلهم في الطلب! بل يعارضونه بعبارات فظة، ولسان ذَلِقٍ، ونفسية متكبرة، ولهجة حادةٍ، ويرون صبر العالم عليهم، وحلمه عليهم، ورفقه بهم فيظنون أنهم أحسنوا الأدب!! فالحق الذي لا مرية فيه أن سوء الأدب أصبح ظاهرة عند بعض من يظن نفسه من طلبة العلم أو من المتمشيخين، وهؤلاء يجدون مغبة سوء أدبهم في حالهم ومستقبلهم من طلابهم ومقربيهم إلا ما شاء الله ، وهذا من شؤم الذنوب والمعاصي، وما هذه الفتنة إلا أثر من آثار تلك المعصية ونحوها من المعاصي.. رابعاً: تقديم نصرة النفس، والانتقام ممن يرى أنه ظلمه على حساب منهج السلف، فيتساهل بالسكوت عن مقالات تدك منهج السلف، وتنسف أصوله وقواعده، أو بمدح مقالات تشتمل على نقض ما أَبْرَمَ ذلك المادح لتلك المقالات من منهجه، ونقض العقيدة السلفية، فإذا حصل النكير عليه هون من شأن تلك المقالات بأنها ردود أفعال، أو لأنه مظلوم، أو أن عند خصمه أضعاف ما عنده من الخطأ!! ودون ذلك –فيما يظهر لي- مما هو داخل في ذلك الذنب-بلا شك- من يسكت عن مقالات فيها ظلم بسب وشتم مخالف لأدب الإسلام الواجب والمستحب، ومحاولة الانتصار للنفس دون مراعاة لحال القراء والسامعين الذين لا يعرفون دخائل الفتنة وملابساتها .. وكل ما سبق من أفعال مخالفة للشرع سببتها نصرة النفس والانتقام مما يجب أن يبتعد عنه السلفيون، وما هكذا ربانا عليه العلماء الربانيون .. وقد خرج البخاري ومسلم عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت:( ما خُيِّرَ النبي صلى الله عليه وسلم بين أَمْرَيْنِ إلا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا ما لم يَأْثَمْ فإذا كان الْإِثْمُ كان أَبْعَدَهُمَا منه والله ما انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ في شَيْءٍ يُؤْتَى إليه قَطُّ حتى تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ.) ولمسلم عنها رضي الله عنها:( ما ضَرَبَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شيئا قَطُّ بيده ولا امْرَأَةً ولا خَادِمًا إلا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبِيلِ اللَّهِ وما نِيلَ منه شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ من صَاحِبِهِ إلا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ من مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عز وجل ) والانتقام للنفس مشروع إذا كان بالحق دون تعدٍ وظلم وجهلٍ، وكذلك الانتقام لدين الله إنما يكون بما شرع الله لا بما يوسوس به الشيطان والنفس الأمارة بالسوء. خامساً: سوء الظن بمن يتكلم بأمر فيه احتمال وإجمال، مع عدم وجود قرينة تدل على ترجيح احتمال على آخر، لا سيما إذا كان الاحتمال المرجوح مما قد ينتج عنه طعن في مسلم بغير حق. فإذا كانت القرينة يقينية أو مرجحة لأحد الاحتمالات فيبين ذلك، ويبين ما يترتب على ذلك اللفظ أو القول من لوازم مخالفة لمنهج السلف أو مضادة له، وإن كانت محتملة ولكنها ليست يقينية ولا مرجحة فلا يجوز التشهير بالقائل، واتخاذها ذريعة للطعن والسب والتشهير، بل الواجب الحكم بالعدل، والبعد عن سوء الظن والغلو والشطط.. وكذلك إذا ألزمنا شخصاً بكلامه الذي تلفظ به صريحاً كان أو محتملاً مع وجود القرائن الرجيحة الصحيحة لا يجوز أن نُرمى بالغلو، أو نهون من شأن خطر تلك الألفاظ أو لوازمها، فإن رمي من يحذر من خطر تلك الألفاظ ولوازمها الصحيحة بأنه من الغلاة هو تنكب للصراط المستقيم، بل هو من الغلو المذموم، والغلو لا يعالج بالغلو بل بالعدل والقسط .. فلا إفراط ولا تفريط.. وكذلك إذا صدرت من السلفي ألفاظ صريحة في الخطأ والباطل كمن يطلق على الصحابة رضي الله عنهم أنهم غثاء أو فيهم غثائية، وجب عليه التوبة إلى الله، وترك إطلاق ذلك اللفظ الفاسد، فإذا تاب ورجع ظهر لنا سلامة صدره تجاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، وأما إذا أصر واستكبر، وعاند الحق، وأبى إلا الطعن في الصحابة رضي الله عنهم بأنهم غثائية أو فيهم غثاء فهذا يدل على ضلاله وانحرافه، ووجوب الحذر والتحذير منه ومن مسلكه الذي يشبه مسلك الروافض الطاعنين في الصحابة رضي الله عنهم. وإذا كان لا يقول بتلك العبارة، ولكنه يصحح إطلاقها أو يعتذر لقائلها بأنه قال حقاً ولم يقل باطلاً فهو شريكه في الإثم والوزر، ودليل على غبائه وضلاله.. ويكفي للعاقل أن يعتذر عن سلفي تراجع عن تلك العبارة أن يقول أخطأ في فهم حديث أو زل لسانه ودليل ذلك عدم تكراره لكلامه، وعدم إصراره على باطله، فمن تلفظ بذلك وبيَّن أنها زلة لسان وأنه تاب ورجع فلا يثرب عليه، ولا يعير بما تاب وتراجع عنه حقاً وصدقاً لا تلاعباً وعبثاً بحيث إنه يزعم التوبة ثم يزعم أنه ما أخطأ ثم يزعم أنه تاب ، ثم يزعم أنه ما أخطأ!! في سلسلة من التلاعب والأكاذيب لا ينخدع بها السلفي .. فهذه جملة من التنبيهات وثمة غيرها لعلي ألحقها بهذا المقال فيما يأتي من الزمان أسأل الله أن ينفعني وإخواني السلفيين بها .. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه: أسامة بن عطايا العتيبي http://otiby.net/makalat/articles.php?id=267 |
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة أم العبدين على هذا النقل القيَّم
أسأل الله عزوجل أن يكون في ميزان حسناتك ويبارك لكِ في علمك ونفعك الله كما نفعتي به غيركِ |
#3
|
||||
|
||||
وفيك بارك الرحمن أختي أم الطارق ..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|