|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
[الحلقة الأولى] يا من غره الأمل استيقظ من الغفلة فالموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الناس اتقوا الله ربكم واحذروا الغفلة عن أمر عظيم مهيب رهيب كلكم مقبل عليه و هو قريب ليس عنكم ببعيد لن ينجو منه غني ولافقير ولاكبير ولاصغير ولاملك أو وزير كلكم قادمون عليه فمهما حذرتموه لتجتنبوه فإنه ملاقيكم وإنما تفرون إليه وهو قدامكم وليس من وراءكم ولوكان أحد ناجي منه لنجى رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل البشر وأحبهم إلى الله ثم لنجى منه أبوبكر وعمر وسائر من تقدم أو تأخر من البشر فإذا نزل بكم فلن يدفعه مال ولاجاه ولاسلطان ولاطبيب ولو كان حاذقا لبيب يتفرق على إثره الأحباب والأصحاب ويتوسد المرء من بعد وثير الفراش به التراب و يلف بالأكفان وتحمله أعناق الرجال فأصبح وقد كان فلان بن فلان ذوالجاه الذي كان يشار إليه بالبنان جثمان تأكل منه الديدان واضمحل عنه الجمال وأنتنت عليه الجوارح والأركان فجازاه عما تقدم في أيام الدنيا الفانية الرحمن من بعد فإما عذاب أليم أو رحمة من رب العالمين إنه الموت هاذم اللذات ومفرق الجماعات فإن له سكرات وآه00 ثم آه 00من سكرات فمن تاب قبل الغراغرات ولله أناب فقد نجا من عذاب رب الأرض والسموات أو كان تحت مشيئته إن كان موحدا ولكنه عاصيا وعن بعض ماأوجبه الله عليه معرضا وقد كثر موت الفجأة فأفيقوا عباد الله فهو ياتي فجأة والقبر صندوق العمل روى الطبراني في الأوسط عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال : لليلتين و أن تتخذ المساجد طرقا و أن يظهر موت الفجأة . ثم إن للموت لفزعا ورهبة فروى ابن خزيمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن للموت لفزعا0 قال تعالى : وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وقال كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور وقال : قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبأكم بما كنتم تعملون وقال : إينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة فكم عاش النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعظم المقربين عند رب العالمين عدد سنين فسأل العادين فإنه مات ابن ثلاثة وستين فلم يكن من المعمرين فيابن آدم عش ماشئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واجمع ماشئت فإنك تاركه روى البخاري عن عائشة قالت : إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته دخل علي عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده سواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت : آخذه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه وقلت : ألينه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم فلينته فأمره وبين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول : " لا إله إلا الله إن للموت سكرات " . ثم نصب يده فجعل يقول : " في الرفيق الأعلى " . حتى قبض ومالت يده . فمن ذا الذي هو ناجي بعدر سول الله صلى الله عليه وسلم الذي آثر الحياة الأخرى على الحياة الدنيا ثم أعمار أمته من بعده بين الستين إلى السبعين فقلما يجوز ذلك فاقرأ دواوين الوفيات فلن تجد أكثرهم قبل السبعين إلا قدمات روى الترمذي في جامعه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ فسارعوا عباد الله بالتوبة النصوح و بالعمل الدؤوب وإرجاع الحقوق إلى أهلها قبل أن تفتلت النفس فتبلغ الروح الحلقوم فتكون الغرغرة فلاتقبل توبة فيسارع بالجنازة محمولة على أكتاف الرجال إلى القبر فيكون الندم ولاة ساعة مندم فالموت ياصاحبي 000 لايعرف صحيحا ولامريضا ولاصغيرا أو كبيرا فكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر وكم من فتى أصبح وأمسى ضاحكا وأكفانه تنسج في الغيب وهو لايدري فقد خرج الترمذي في جامعه عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ فيامن بدنياه اشتغل وغره طول الأمل الموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل كل ابن انثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول روى الإمام أحمد في مسنده عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا وُضِعَ الْعَبْدُ أَوْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي وَإِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ السَّوْءُ قَالَ وَيْلَكُمْ أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي فليبذل العاقل قبل وفاته وانتها ء قصة حياته ثم حسابه كل وسيلة للإستقامة على التوحيد والعمل بسنة سيد العبيد فمن ذلك أخذ العلم عن أهله من أهل الحديث والتوحيد ثم العمل به فذلك وسيلة الثبات حتى الممات قال تعالى ولو أنهم فعلوا مايوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا قال بن سيرين إن هذا العلم دين فلينظر عمن يأخذ دينه فمن أخذ دينه عن مبتدع فتدين ببدعته فقد أخطأ طريق الجنة والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل كما جاء في الحديث فإن الرجل يقول عن قرين السوء يوم القيامة ومن دله على الضلالة بدل الهدى ياليت بينه وبين بعدالْمَشْرِقَيْنِ وبعد المغربين فَبِئْسَ الْقَرِينُ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مشتركون وادعوا الله رغبا ورهبا قائلين كما كان يقول رسول رب العالمين يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ويقول اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري واصلح لي دناي التي فيها معاشي واصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر فياعباد الله أياكم والظلم فإن الله حرمه على نفسه وجعله بينكم محرما كما أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاتحاسدوا ولاتباغضوا ولاتتدابروا وكونوا كما أمركم المشفق عليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد الله إخوانا وإياكم والكبر وهو رد الحق بعد ماتبين فمثاقيل الذر منه في القلب يمنع الجنة كما أخبر رسول الأمة فقال لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر وكونوا عباد الله في صلاتكم خاشعين ولسنة نبيكم متبعين ولفروجكم حافظين وللآمانة راعين واذكروا الله رب العالمين ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ولاتكونوا من الغافلين فقد قال معاذ لاشيء أنجى من عذاب الله مثل ذكر الله وصوموا نهاركم وقوموا لله ليلكم وسلوا السخيمة والبغضاء من قلوبكم واستعدوا ليوم الرحيل إلى ربكم فالدنيا دار ممر والآخرة دار المستقر فتزودوا من ممركم إلى مستقركم وتأهلوا ليوم العرض على ربكم فاليوم عمل ولاحساب وغدا حساب ولاعمل أدبرت الدنيا وأقبلت الآخرة ولكل بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولاتكونوا من أبناء الدنيا وإياكم والأمل فإنه يصدكم عن التوبة وإياكم والهوى فإنه يصدكم عن الحق وارضوا بأقدار رب العالمين واصبروا على العلم طلبه وتبليغه واتقوا الله الذي تساءلون به واتقوا الله في الأرحام فلاتقطعوها وأعظم الرحم الأم فاعدوا للحساب جوابا فلن يسألكم إلا الله بنفسه بلاترجمان ولو من الملائكة الكرام فيشهد عليكم جلودكم فتنطق وأرجلكم وأيديكم فتشهد بما كنتم تكسبون ولتكن أعمالكم في كل ذلك مقرونة بعد التوحيد وافراد الله بالعبادة وتحقيق لمعنى لاإله إلا الله بإخلاص وخوف ورجاء وتعظيم ومحبة لرب العالمين0
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد زياد الأردني ; 10-03-2010 الساعة 11:42AM سبب آخر: تكبير الخط فقط |
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً شيخنا على هذه الموعظة الجليلة وبارك الله في علمكم ونفع بكم ... اللهم آمين
|
#3
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ورفع قدركم في الدارين وأسكنكم الفردوس الاعلى من الجنة اللهم آمين
التعديل الأخير تم بواسطة أم البراء ; 13-07-2009 الساعة 02:07PM |
#4
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذه الموعظة الجليلة وأسكنكم الفردوس الاعلى من الجنة شيخنا الفاضل ...اللهم آمين
|
#5
|
|||
|
|||
جرت بعض التعديلات وحذفت رواية أعني على سكرات00 لضعفها فاقرأها بعد بزيادات مشكورا
بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه للقراء الكرام: جرت بعض التعديلات وحذفت رواية إن اللهم أعني على سكرات لضعفها فاقرأها بعد بزيادات مشكورا فقد خرجها الترمذي فقال حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسَ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْمَوْتِ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ وَهُوَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ أَوْ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ أي ضعيف عنده رحمه الله ففيه موسى بن سرجس مستور ثم تكون سلسلة من الرقائق ان شاء الله، تتلوا هذه الموعظة بعنوان ((ماذا ينبغي أن يكون المؤمن عليه غدا إذا نزلت به سكرات الموت وكذا من حوله)).
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد زياد الأردني ; 10-03-2010 الساعة 11:41AM سبب آخر: تكبير الخط فقط |
#6
|
||||
|
||||
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ، كما كنت أظن أن الحديث صحيح لكثرة انتشارة ، فالحمد لله أولا وآخرا وجزاك عنا خير الجزاء على هذه الموعظة وفي انتظار التالي وفقك الله وسدد خطاك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
#7
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على هذه التذكرة والنصيحة الطيبة.
|
#8
|
||||
|
||||
للرفع
أرجو مواصلة الموضوع بارك الله فيك شيخنا الفاضل. |
#9
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل أبا عبد الله
على هذه التوعية وهذا التحذير الذي كنا نعقتد انه صحيحا كما تفضلت الاخت ام العبدين لانه منتشر الحمد لله الذي يبين لنا الحق بطريق شيوخنا الافاضل ويزودونا بالعلم نسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك شيخي الكريم |
#10
|
|||
|
|||
بارك الله فيك شيخنا الحبيب
|
#11
|
|||
|
|||
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بارك الله فيك شيخنا وجزاك الله خيرا وجعل الله ما تخطه بيمينك نافعاً ومباركاً وجعله الله في موازين حسناتك , وبارك الله في علمِك وعمرِك وعملِك , وزادك الله علماً وفضلاً, وجعل الله الفردوس الأعلى دارك ومثواك ورزقك رؤية وجهه الكريم منتهى وغاية مبتغاك , كم نحن محتاجون لكلمات توقظنا من الغفلة والسبات فالدنيا ممر لا دار مستقر تمر في لحظات , والموت آت آت , وإن له لسكرات , ويا لها من سكرات ,[فمن تاب قبل الغراغرات ولله أناب فقد نجا من عذاب رب الأرض والسموات أو كان تحت مشيئته إن كان موحدا ولكنه عاصيا وعن بعض ما أوجبه الله عليه معرضا] فالله أسأله الثبات ومنه وحده تطلب المغفرة العفو والرحمات ووأن يظلنا الله بظله يوم لا ظل إلا ظله يوم القيامة ويرزقنا الحسنى وزيادة في الفردوس الأعلى من الجنات . اللهم آميـــن يا رب العالمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله السلفية ; 27-01-2010 الساعة 01:45AM |
#12
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثانية (سلسلة لمن غره طول الأمل ) الحمدلله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وأصلي وأسلم على من بعثه الله رحمة مهداة فهدى به قوبا عن الحق غلفا وآذنا صما وأعينا عميا فأخرج الله به العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد قال الله تعالى ((وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )) وقال : ((قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )) فإذا أيقنت ياعبد الله أنك مهما عشت فإنك ميت ومهما أحببت وتمنيت وجمعت فانك مفارقه كما روى الطبراني في الأوسط عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس فاعددت للنجاة من عذاب القبر والنار وحذر الآخرة القيام بأمر الله الواحد القهار وقيام الليل منجاة لله وصيام النهار وكثرة ذكر للواحد الغفار وقد أيقنت أن الساعة آتية لاريب فيها كما أخبر الله وقد ظهرت أماراتها والتي نلمس بعضها لمس اليد فنرى أن رؤوس البناء بمكة قد على رؤوس الجبال كما روى ابن أبي شيبة في مصنفه بسند حسن من طريق يعلى بن عطاء عن أبيه قال : كنت آخذا بلجام دابة عبد الله بن عمرو فقال : كيف أنتم إذا هدمتم البيت ، فلم تدعوا حجرا على حجر ، قالوا : ونحن على الاسلام ؟ قال : وأنتم على الاسلام ، قال : ثم ماذا ؟ قال : ثم يبنى أحسن ما كان ، فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الامر قد أظلك. ( كظائم قنوات ) وأن موت الفجأة الذي كثر في آخر الزمن كما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حصل وأنه يمكن أن يفجأك فحضر قلبك لهذا وكنت مستعدا بحمل زاد العلم والاخلاص والعمل والذي هو خير زاد لمعاد الآخرة والبعث ليوم الدين يوم ينزل الرب لفصل الحساب بين العالمين كما أخبر سبحانه فقال هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور ويقول لمن المك اليوم فيجيب نفسه كما في القرآن (لله الواحد القهار ) فينزل ويحاسب عبادة بنفسه بلاترجمان شهوده أعضاؤه وأركانه ويختم على فيه وتنطق الأرض التي حصل فيها عصيانه والملائكة الكرام الكاتبين وكتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة الا أحصاها وفوقهم رب العالمين يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فنزلت بك سكرات الموت وأحسست بحرارة الموت ونزع الروح وكنت في إقبال على الآخرة وادبار عن الدنيا فاصبر على قدر الله وتجلد وجاهد نفسك على ذلك مهما خوفك الشيطان في تلك اللحظات لتيئسك من رحمة الله والاعتراض على قدره فتذكر وصية رسول الله قبل موته بثلاثة أيام يوصي ألا يموت مسلم إلا وهو بحسن الظن بالله ورجاءه في جنته ورحمته مع الخوف من عقابه كما خرج مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِثَلَاثٍ يَقُولُ لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ وروى الامام أحمد بسند صحيح عن حَيَّانُ أَبُو النَّضْرِ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ عَلَى أَبِي الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَجَلَسَ قَالَ فَأَخَذَ أَبُو الْأَسْوَدِ يَمِينَ وَاثِلَةَ فَمَسَحَ بِهَا عَلَى عَيْنَيْهِ وَوَجْهِهِ لِبَيْعَتِهِ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ وَاثِلَةُ وَاحِدَةٌ أَسْأَلُكَ عَنْهَا قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ كَيْفَ ظَنُّكَ بِرَبِّكَ قَالَ فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ وَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَيْ حَسَنٌ قَالَ وَاثِلَةُ أَبْشِرْ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ فغلب جانب الرجاء وظن بالله خيرا وأنه أرحم بعبده من الأم فقدت طفلها فوجدته وإلى صدرها ضمته وأن الله يغفر لهذا العبد المقبل عليه ويرحمه كما روى البخاري عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ قُلْنَا لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ فَقَالَ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ولاتنسى مع ذلك الخوف ليكونا في القلب مجتمعان واغلب رجاؤك وحسن ظنك بربك فانه قال فليظن بي ماشاء فأنا عند ظنه بي كما روى الترمذي في جامعه عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ كَيْفَ تَجِدُكَ قَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَرْجُو اللَّهَ وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ ولاتشتغل عن التكلم بالشهادة بشيء وتضطرب فإنه قد مات من هو خير منك فتعز بمصبتك بموته فإنه لم يعمر في الأرض إلا من العمر ثلاثة وسستين ولو خلد أحد لكان هو صلى الله عليه وسلم من الخالدين ولكن قد قال رب العالمين وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد روى ابن ماجة في سننه عن عائشة قالت فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بابا بينه وبين الناس أو كشف سترا فإذا الناس يصلون وراء أبي بكر فحمد الله على ما رأى من حسن حالهم رجاء أن يخلفه الله فيهم بالذي رآهم فقال يا أيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي . ولاتنسى وأنت في سكرات الموت أن تتوكل على الله بأن يعينك على حسن الظن به ورجاءه والتوبة النصوح قبل الغرغرة والنطق بالشهادة قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه فمن تاب قبل أن تبلغ الروح الغرغرة تاب الله عليه كما روى الترمذي في جا معه عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ فجاهد لتقول لاإله الا الله والله في هذه اللحظات الصعبة فالله يثبت الذين آمنوا فإنه من كان آخر كلامه من الدنيا لاإله إلا الله دخل الجنة وتبشرهم الملائكة ألا خوف عليكم ولاأنتم تحزنون ولكن إذا عرف معناها وقالها موقنا بها منقادا بصدق فانطق بها واجعلها آخر كلامك من الدنيا ولاتجيب بعد أحد بشيء حتى تكون من أهل الجنة كما روى الامام أحمد في مسنده وابوداود في سننه حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمِسْمَعِيُّ حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ فمعناها لامعبود حق الا الله وليس معناها لاخالق لارازق لامدبر إلا الله فانه لوكان معناها كذلك لما أنكرت كفار قريش على النبي صلى الله عليه وسلم دعوتهم إليها فانهم يعترفون ان الله خلق السموات والأرض فيلزمهم الاقرار بتوحيد الهية وهو افراد الله بالعبادة ولابأس بان يقرأ عنده سورة (ي س) لطلب بعض الصحابة قراءتها عند حضور وفاته
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#13
|
|||
|
|||
الآية من سورة ق ردا على موضوع الحلقة الأولى-يا من غره الأمل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك شيخنا على الموعظة و جعله الله في موازين حسناتك..لما كنت بصدد القرأة لفت إنتباهي التالي: "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معا [معها]سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" إني لأعلم أنه مجرد خطأ كتابي غير مقصود و لكن لو تم إصلاح الآية لكان أفضل رحمكم الله .. و بارك الله في علمك و عملك و عمرك يا شيخ و جازاكم الله كل خير و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته |
#14
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم شيخنا
وجزاكم الله خيرا
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
#15
|
|||
|
|||
كلمات نافعات بفضل الله،،
تقبل الله منكم شيخنا الفاضل ولا حرمكم الأجر،، وللفائدة سأقوم بإذن الله بوضع الحلقات كسلسلة في منبر الأسرة والمجتمع،، ننتظر المزيد،، فتح الله عليكم. التعديل الأخير تم بواسطة مشاركة سابقة ; 13-03-2010 الساعة 06:43PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|