|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الْعَامُ الدِّرَاسِيّ عَلَىَ الأبوَابِ فَتَعَلَّمُوا العِلْمَ وأعْمَلُوا بِمَا علمتم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْعَامُ الدِّرَاسِيّ عَلَىَ الأبــوَابِ ... فَتَعَلَّمُوا العِلْمَ وأعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُم* الحمد لله الذي عَلَّم بالقلم، عَلَّم الإنسان ما لم يعلم، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الْخَلَّاق الكريم الأكرم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ... أيها الناس اتقوا الله تعالى ... عباد الله إنكم في هذه الأيام تستقبلون عامًا دراسيًا جديدًا وإن الإنسان لا يكون إنسان ولا يرتقي إلى الإنسانية الحقة إلا إذا كان لديه علم نافع يهتدي به في عباداته ومعاملاته: في معاملته مع ربه، ومعاملته مع خلقه. أيُّها الناس ... احرصوا على العلم من أول دراستكم حتى لا تنفرط عليكم الأيام، وحتى لا تجتمع عليكم العلوم في آخر العام، وحينئذٍ تمرون بها من أجل الاختبار فقط مرًا سريعًا لا يرسخ في قلوبكم. تَعَلَّموا العلم فإن الله تعالى يرفع بالعلم أقوامًا ويضع به آخرين، مَنْ تَعلَّم العِلم فعَمِلَ بما عَلِم: وَرَّثَه الله تعالى عِلْم ما لم يَعْلَم، ورفعه الله تعالى درجات ... ومَنْ تَعلَّم العلم الشرعي فنبذه وراء ظهره: فإن الله تعالى ينكص عليه أمره، ويكون علمه عليه وبالا؛ ولهذا قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ)(1) فجعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن دائرًا بين أمرين لا ثالث لهما: إما أن يكون لك، وإما أن يكون عليك فمتى يكون لك؟! ومتى يكون عليك؟!! ... يكون لك إذا أنت قمت بأوامره واجتنبت نواهيه وصَدَّقْتَ بأخباره وتلوته ترجو بذلك ثواب الله عز وجل فإن في كل حرف من القرآن حسنة بل في كل حسنة عشر حسنات، ويكون حجة عليك إذا أنت وليته ظهرك ولم تمتثل أمره ولم تجتنب نهيه ولم تصدق بخبره وتركته ورائك ظهريا. أيُّها المسلمون ... تعلموا العِلْم وأعملوا بما علمتم فإن ذلك نور تهتدون به في الدنيا والآخرة وأعلموا أن الإنسان إذا استقبل العلم بجد ونشاط مع إخلاص النية لله عز وجل وتعليم الناس ما جهلوه من العلم والدعوة إلى الله تعالى بعلمه على بصيرة أعلموا أنه يكون بذلك وارثًا للأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام؛ لأن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا؛ ولذلك فإن الأنبياء لا يورثون ما تركوا من المال بل ما تركوه يكون صدقة في سبيل الله عز وجل فيما يقرب إلى الله تعالى؛ ولكنهم ورثوا ما هو أهم من المال وأعم نفعًا وأكثر شمولًا ألا وهو العلم الذي جاءوا به من عند الله إما في كلام الله عز وجل أو فيما أوحاه الله إليهم من السُّنَّة النبوية. أيها المسلمون تعلموا العلم وأعملوا به وادعوا الناس به وكونوا من الذين قال الله فيهم: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(2). عباد الله أعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكُلّ بِدعة ضلالة وكُلّ ضلالة في النَّار ... 27/شعبان/1428 للهجرة النبويــة ==================================
(*) مقطع من خطبة بعنوان (الاعتبار بآيات الله واستقبال العام الدراسي والعمل بالعلم)، للعلَّامة الأصولي الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى. الرابط للخطبة مقروءة من موقع الشيخ رحمه الله تعالى:: http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_34.shtml والرابط الصوتي للخطبة:: http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0180/a0180-29.rm (1) صحيح مسلم: كِتَاب (الطَّهَارَةِ)، بَاب (وُجُوبِ الطَّهَارَةِ لِلصَّلَاةِ)، رقم الحديث (223). (2) سورة فصلت: (33). |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|