#1
|
|||
|
|||
أيتها السلفية إنك على الحق فلا تحزني
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتهــــا السلفية إنك على الحق فلا تحزني نعم إنك على الحق ، كيف لا ؟ وربنا عز وجل يقول : (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) [ النساء :115] فأنتي لم تشاققي النبي صلى الله عليه وسلم ، واتبعت سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين . والنبي صلى الله عليه وسلم جعلك من الفرقة الناجية المنصورة فعن معاوية –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمَّة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلاّ واحدة وهي الجماعة ). [ أخرجه أبو داود برقم : 4597 وابن ماجة من حديث عوف بن مالك برقم :3993 وغيرهما وقد اجمعت الأمة على صحته ) وفي لفظ: من هي يا رسول الله؟قال: ( ما أنا عليه وأصحابي ) [ أخرجه الترمذي (2641) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.] و عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون). [ البحاري برقم : 6881] وعن عن ثوبان. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق. لا يضرهم من خذلهم. حتى يأتي أمر الله وهم كذلك). [ مسلم : 1920] فلا تحزني ...وأبشري . أيتها السلفية إنكي غريبة فلا تحزني نعم إنك غريبة في زمن قل فيه المحق وكثر المبطل ، زمن عصفت فيه الفتن المدلهمات وقصفت الشبه والشهوات ، زمن قل الصادع بالحق وكثر المثبط من الخلق . فلا تحزني فأنتي غريبة وطوبى للغرباء . فعن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا. فطوبى للغرباء) [ أخرجه مسلم برقم : 145 وغيره] وسئل عنهم فقال صلى الله عليه وسلم : (ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم) [ رواه أحمد في المسند وصححه العلامة الألباني في الصحيحة برقم : 1619]. وهذا كلام لعل الله ينفعك به فيزول عنك الحزن . قال العلامة ابن القيم –رحمه الله- في نونيته (ص : 304-305) أهل اليمن فثلة مع مثلها*** والسابقون أقل في الحسـبان ما ذاك إلا أن تابعهم هم *** الغرباء ليست غربة الأوطان لكنها والله غربة قائـم *** بالدين بين عساكر الشيطان فلذاك شبههم به متبوعهم*** في الغربتين وذاك ذو تبيان لم بشبهوهم في جميع أمور***هم من كل وجه ليس يستويان فانظر إلى تفسيره الغرباء*** بالمحيين سنته بكل زمــان طوبى لهم والشوق يحدوهم إلى*** أخذ الحديث ومحكم القرآن طوبى لهم لم يعبأوا بنحاتة الأ *** فكار أو بزبالة الأذهــان طوبى لهم ركبوا على متن العزا*** ئم قاصدين لمطلع الإيمـان طوبى لهم لم يعبأوا شيئا بذي*** الآراء إذ أغناهم الوحيـان طوبى لهم وإمامهم دون الورى *** من جاء بالإيمان والفرقان والله ما ائتموا بشخص دونه *** إلا إذا ما دلهم ببيــان وقال أيضا ( ص: 218): لا توحشنك غربة بين الورى *** فالناس كالأموات في الحسبان أو ما علمت بأن أهل السـنة *** الغرباء حقا عند كل زمــان فلا تحزني ...وأبشري. أيتها السلفية إن أهل الحق في قلة فلا تحزني نعم إن أهل الحق في قلة ، كيف لا وربنا عز وجل يقول : (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) [ الأنعام : 116] وقال تعالى : (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) [ يوسف : 103] وقال تبارك وتعالى : (المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ) [ الرعد : 1] فما أكثر ما ذم الله عز وجل الكثرة في كنابه ، ومدح القلة فقال : (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) [ سبأ:13] وقال عز وجل : ( ... وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ...) [ ص:24] وقال أيضا تبارك وتعالى : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ) [ هود : 40] والنبي صلى الله عليه وسلم جعل أهل الحق فرقة واحدة ، وأهل الصلال اثنتي وسبعين فرقة ( أنظر حديث الإفتراق ) وعن الفضيل بن عياض: ' اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين واياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين'. قال العلامة ابن القيم في نونيته ( ص:16-17): واصدع بما قال الرسول ولا تخف ***من قلة الأنصار و الأعوان فالله ناصر دينه وكتابــــــه*** والله كاف عبده بأمـــان إلى أن قال : لاتخش كثرتهم فهم همج الورى *** وذبابه أتخاف من ذبـــان . فلا تحزني ...وأبشري . أيتها السلفية إن الله هو الهادي والمضل فلا تحزني فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، قال عز وجل : (...أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ) [ النساء : 88] وقال تعالى : (وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) [ الرعد : 33] و قال عز وجل : (وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ ) [ الإسراء :97] وقال : (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ) [ الكهف :17] وقال تعالى : (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) [ الزمر :23] وقال ربنا على لسان موسى عليه السلام : (قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) [الشعراء : 62] وقال على لسان خليله ابراهيم عليه السلام : (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ) [ الشغراء : 78] وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) [ البقرة :272] وقال له أيضا : (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) [ القصص :56] وقال له : (إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) [النحل :37] وقال له : (فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) [ فاطر : 8] وقال له عز وجل أيضا : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ...) [ آل عمران : 128] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبة الحاجة التي كان يعلمها لأصحابه : ( من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ...) فلن تستطيع أن تهدي أحدا , وما عليك إلا الدعوة إلى الله (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) [العنكبوت : 18] فلا تحزني ...وأبشري. أيتها السلفية إنهم يقولون ما يريدون به إحزانك فلا تحزني نعم ، وهذا هو صنيع المشركين مع النبي صلى الله عليه وسلم . فقالوا كذاب وشاعر ومجنون وكاهن، أنه افترى القرآن ...مريدين بذلك إحزانه فقال عز وجل : (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ...) [ الحجر:88] وقال تعالى : (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ) [ النحل:127] وقال : (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ) [ النمل : 70] وقال عز وجل : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ...) [ الأنعام :33] وقال تعالى : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ) [ الحجر: 97] ويقولون عنك ايتها السلفية: وهابية جامية ، مدخلية مرجئية إرهابية ... إقرئي ماقاله العلامة السعدي –رحمه الله- ( تيسير الكريم الرحمن ص : ) : " فإن مكرهم عائد إليهم ، وأنتي من المتقين المحسنين . والله مع المتقين المحسنين ، بعونه ، وتوفيقه ، وتسديده ، وهم الذين اتقوا الكفر والمعاصي ، وأحسنوا في عبادة الله ، بأن عبدوا الله ، كأنهم يرونه ، فإن لم يكونوا يرونه ، فإنه يراهم . والإحسان إلى الخلق ببذل النفع لهم من كل وجه . نسأل الله أن يجعلنا من المتقين المحسنين ."اهـ. فلا تحزني ...وأبشري . أيها السلفية إن الفتن كثرت فلا تحزني عن أنس رضي الله عنه قال: "إنكم لتعملون أعمالاً، هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات. قال أبو عبد الله: يعني بذلك المهلكات ". [ البخاري برقم : 6127] قالها للتابعين ( وهم من خير القرون ) فماذا لو رأى زماننا –رضي الله عنه- ؟ ماذا يقول ؟ نعم الفتن كثرت شبهات وشهوات ، فلا تحزني فأنتي في اختبار أتصدقين أم تكونين كادبة تصبرين أم تكفري تثبتين أو تنتكسين . قال عز وحل : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [ العنكبوت :2-3] فهذا زمن الفتن ولك البشارة من النبي صلى الله عليه وسلم فعن أنس –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم . قالوا يا نبي الله أو منهم قال بل منكم ) [صحيح : الصحيحة برقم :494] وفي رواية : (فإن من ورائكم أيام الصبر فيهن مثل القبض على الجمر...) [ صحيح الترغيب والترهيب برقم : 3172] وعن معقل بن يسار –رضي الله عنه- قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( العبادة في الهرج، كهجرة إليّ).[ رواه مسلم برقم : 2948] ولك هذه البشارة العظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم تزيل عنك الحزن . عن أبي عبيدة بن الجراح قال: ' يا رسول الله . أحد خير منا ؟ أسلمنا وجاهدنا معك' . قال : ( نعم قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني ) [ صححه العلامة الألباني في المشكاة برقم : 6282] فلا تحزني ...وأبشري والله الموفق |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|