القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية للمجلة »
موقع الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني »
المحاضرات والدروس العلمية »
الخطب المنبرية الأسبوعية »
القناة العلمية »
فهرس المقالات »
فتاوى الشيخ الجديدة »
برنامج الدروس اليومية للشيخ »
كيف أستمع لدروس الشيخ المباشرة ؟ »
خارطة الوصول للمسجد »
تزكيات أهل العلم للشيخ ماهر القحطاني »
اجعلنا صفحتك الرئيسية »
اتصل بنا »
ابحث في مجلة معرفة السنن والآثار »
ابحث في المواقع السلفية الموثوقة »
لوحة المفاتيح العربية
البث المباشر للمحاضرات العلمية
دروس الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله والتي تنقل عبر إذاعة معرفة السنن والآثار العلمية حسب توقيت مكة المكرمة حرسها الله :: الجمعة|13:00 ظهراً| كلمة منهجية ثم شرح كتاب الضمان من الملخص الفقهي للعلامة الفوزان حفظه الله وشرح السنة للبربهاري رحمه الله :: السبت|19:00| شرح كشف الشبهات للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :: الأحد|19:00 مساءً| شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي رحمه الله :: الاثنين|19:00 مساءً| شرح سنن أبي داود السجستاني:: الثلاثاء|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج وسنن أبي عيسى الترمذي رحمهما الله :: الأربعاء|19:00 مساءً| شرح الموطأ للإمام مالك بن أنس رحمه الله :: الخميس|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام البخاري رحمه الله
 
جديد فريق تفريغ المجلة


العودة   مجلة معرفة السنن والآثار العلمية > السـاحة الإســلاميـــة > منـبر السنة النبوية والآثار السلفية > الأحاديث الصحيحة فقهها وشرحها
مشاركات اليوم English
نود التنبيه على أن مواعيد الاتصال الهاتفي بفضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله، ستكون بمشيئة الله تعالى من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، وفي جميع أيام الأسبوع عدا الخميس و الجمعة، آملين من الإخوة الكرام مراعاة هذا التوقيت، والله يحفظكم ويرعاكم «رقم جوال الشيخ: السعودية - جدة 00966506707220».

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #106  
قديم 02-06-2016, 03:21AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



[134] الثامن عشر : عن جَابرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسولُ الله ﷺ : « كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ » رواه . البخاري ،ورواه مسلم مِنْ رواية حُذَيفة t .

في هذا الحديث : أن كل ما يفعل الإنسان من أعمال البرَّ والخير فهوصدقة يُثاب عليها .



[135] التاسع عشر : عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله ﷺ : « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلا كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً ، وَمَا سُرِقَ مِنهُ لَهُ صَدَقَةً ، وَلا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إلا كَانَ لَهُ صَدَقَةً » . رواه مسلم .
وفي رواية لَهُ : « فَلا يَغْرِسُ المُسْلِمُ غَرْساً فَيَأْكُلَ مِنْهُ إنْسَانٌ وَلا دَابَّةٌ وَلا طَيْرٌ إلا كَانَ لَهُ صَدَقة إِلَى يَومِ القِيَامةِ » .


وفي رواية لَهُ : « لا يَغرِسُ مُسْلِمٌ غَرساً ، وَلا يَزرَعُ زَرعاً ، فَيَأكُلَ مِنهُ إنْسَانٌ وَلا دَابَةٌ وَلا شَيءٌ ، إلاكَانَتْ لَهُ صَدَقَةً » .
وروياه جميعاً من رواية أنس رضي الله عنه .
قوله : « يَرْزَؤُهُ » أي ينقصه .

في هذا الحديث : سعة كرم الله تعالى ، وأنَّه يثيب على ما بعد الحياة ، كما يثيب عليه في الحياة ، وأنَّ ما أخذ من الإنسان بغير عمله فهو صدقة له.






رد مع اقتباس
  #107  
قديم 03-06-2016, 02:19AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ


[136] العشرون : عَنْهُ ، قَالَ : أراد بنو سَلِمَةَ أَن يَنتقِلوا قرب المسجِدِ فبلغ ذلِكَ رسولَ الله ﷺ ، فَقَالَ لهم : « إنَّهُ قَدْ بَلَغَني أنَّكُمْ تُرِيدُونَ أنْ تَنتَقِلُوا قُربَ المَسجِد ؟ » فقالُوا : نَعَمْ ، يَا رَسُول اللهِ قَدْ أَرَدْنَا ذلِكَ . فَقَالَ : « بَنِي سَلِمَةَ ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ ، ديَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ » . رواه مسلم .


وفي روايةٍ : « إنَّ بِكُلِّ خَطوَةٍ دَرَجَةً » . رواه مسلم .
ورواه البخاري أيضاً بِمَعناه مِنْ رواية أنس ﷺ .
وَ« بَنُو سَلِمَةَ » بكسر اللام : قبيلة معروفة مِنَ الأنصار ، وَ« آثَارُهُمْ » : خطاهُم .

في هذا الحديث : أنَّ المشي إلى المسجد من الحسنات التي تُكتب لصاحبها . ويشهد له قوله تعالى : ﴿ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ﴾ [ يس (12) ] .


[137] الحادي والعشرون : عن أبي المنذِر أُبيِّ بنِ كَعْب t ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ لا أعْلَمُ رَجلاً أبْعَدَ مِنَ المَسْجِدِ مِنْهُ ، وَكَانَ لا تُخْطِئُهُ صَلاةٌ ، فَقيلَ لَهُ أَوْ فَقُلْتُ لَهُ : لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَاراً تَرْكَبُهُ في الظَلْمَاء وفي الرَّمْضَاء ؟ فَقَالَ : مَا يَسُرُّنِي أنَّ مَنْزِلي إِلَى جَنْبِ المَسْجِدِ إنِّي أريدُ أنْ يُكْتَبَ لِي مَمشَايَ إِلَى المَسْجِدِ وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أهْلِي فَقَالَ رَسُول الله ﷺ : « قَدْ جَمَعَ اللهُ لَكَ ذلِكَ كُلَّهُ » . رواه مسلم .
وفي رواية : « إنَّ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ » .
« الرَّمْضَاءُ » : الأرْضُ التي أصابها الحر الشديد .

في هذا الحديث : دليل على فضل تكثير الخطا إلى الذهاب إلى المسجد ، وأنه يكتب له أجر ذهابه إلى المسجد ورجوعه إلى أهله .








رد مع اقتباس
  #108  
قديم 03-06-2016, 02:25AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ


[138] الثاني والعشرون : عن أبي محمد عبدِ اللهِ بنِ عمرو بن العاصِ رَضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله ﷺ : «أرْبَعُونَ خَصْلَةً : أعْلاَهَا مَنيحَةُ العَنْزِ ، مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَة مِنْهَا ؛ رَجَاءَ ثَوَابِهَا وتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا ، إلا أدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الجَنَّةَ » . رواه البخاري .


« المَنيحَةُ » : أنْ يُعْطِيَهُ إِيَّاهَا لِيَأكُلَ لَبَنَهَا ثُمَّ يَرُدَّهَا إِلَيْهِ .

قوله : « أربعون خصلة » . أي : من البِرّ دون منيحة العنز ، كالسلام ، وتشميت العاطس ، وإماطة الأذى عن الطريق ، ونحوذلك من أعمال الخير ، قال الله تعالى : ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ﴾ [ الزلزلة (7)] .


[139] الثالث والعشرون : عن عَدِي بنِ حَاتمٍ رضي الله عنه قَالَ : سمعت النَّبيّ ﷺ يقول : « اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشقِّ تَمْرَةٍ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .


وفي رواية لهما عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله ﷺ : « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَينَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلا يَرَى إلا مَا قَدَّمَ ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلا يَرى إلا مَا قَدَّمَ ، وَيَنظُرُ بَيْنَ يَدَيهِ فَلا يَرَى إلا النَّار تِلقَاءَ وَجْهِهِ ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ » .

في هذا الحديث : الحضُّ على الزيادة من صالح العمل ، والتقليل من سيء العمل ، وأنَّ الصدقة حجاب عن النار ، ولو قَلَّت بمال ، أو كلام .







رد مع اقتباس
  #109  
قديم 03-06-2016, 02:32AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ


[140] الرابع والعشرون : عن أنس رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُول الله ﷺ : « إنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أنْ يَأكُلَ الأَكْلَةَ ، فَيَحمَدَهُ عَلَيْهَا ، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ ، فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا » . رواه مسلم .


وَ« الأَكْلَةُ » بفتح الهمزة : وَهيَ الغَدْوَةُ أَو العَشْوَةُ .

في هذا الحديث : بيان فضل الحمد عند الطعام والشراب ، وهذا من كرم الله تعالى ، فإنه الذي تفضَّل عليك بالرزق ، ورضي عنك بالحمد .


[141] الخامس والعشرون : عن أَبي موسى رضي الله عنه عن النَّبيّ ﷺ ، قَالَ :
« عَلَى كلّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ » قَالَ : أرأيتَ إنْ لَمْ يَجِدْ ؟
قَالَ : « يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ »
قَالَ : أرأيتَ إن لَمْ يَسْتَطِعْ ؟
قَالَ : « يُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوفَ »
قَالَ : أرأيتَ إنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ،
قَالَ : « يَأمُرُ بِالمعْرُوفِ أوِ الخَيْرِ »
قَالَ : أرَأيْتَ إنْ لَمْ يَفْعَلْ ؟
قَالَ : « يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .


في هذا الحديث : الحثُّ على اكتساب ما تدعوإليه حاجة الإنسان من طعام ، وشراب ، وملبس ، ليصون به وجهه عن الناس ، واكتساب ما يتصدق به ليحصل له الثواب الجزيل .

وفيه : فضل إعانة المحتاج والمضطر ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .

وفيه : فضل الأمر بالمعروف والخير .
وفيه : أنَّ الإمساك عن الشرّ صدقةٌ .








رد مع اقتباس
  #110  
قديم 03-06-2016, 02:37AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ


14- باب الاقتصاد في الطَّاعَة

قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾ [ طـه (1 ، 2) ] .

أي : لتتعب
الاقتصادُ : التوسُّط في العبادة إبقاء للنفس ، ودفعًا للملل ؛ لأنَّ النفس كالدابة إذا رَفق بها صاحبها حصل مراده ، وإن أتعبها انقطعت .


قال الضحاك : لما أنزل الله القرآن على رسوله ﷺ قام به هو وأصحابه فقال المشركون من قريش : ما أُنزل هذا القرآن على محمد إلا ليشقى .
فأنزل الله تعالى : ﴿ طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى ﴾ [ طـه (1 : 3) ] .


قال قتادة : لا والله ما جعله شقاء ، ولكن جعله رحمة ونورًا ودليلاً إلى الجنة .


قال مجاهد : هي كقوله : ﴿ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ﴾ [ المزمل (20) ] . وكانوا يعلقون الحبال بصدورهم في الصلاة .
وَقالَ تَعَالَى : ﴿ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [ البقرة (185) ] .

نزلت هذا الآية في جواز الفطر في السفر ، وهي عامة في جميع أمور الدين كما قال تعالى : ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [ الحج (78) ] .






رد مع اقتباس
  #111  
قديم 03-06-2016, 02:40AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ


[142] وعن عائشة رضي الله عنها : أنَّ النَّبيّ ﷺ دخل عَلَيْهَا وعِندها امرأةٌ ، قَالَ : «مَنْ هذِهِ ؟ » قَالَتْ : هذِهِ فُلاَنَةٌ تَذْكُرُ مِنْ صَلاتِهَا . قَالَ : « مهْ ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ ، فَواللهِ لا يَمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا » وكَانَ أَحَبُّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ صَاحِبُهُ عَلَيهِ . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .


وَ« مهْ » : كَلِمَةُ نَهْي وَزَجْر . ومَعْنَى « لا يَمَلُّ اللهُ » : لا يَقْطَعُ ثَوَابَهُ عَنْكُمْ وَجَزَاء أَعْمَالِكُمْ ويُعَامِلُكُمْ مُعَامَلةَ المَالِّ حَتَّى تَمَلُّوا فَتَتْرُكُوا ، فَيَنْبَغِي لَكُمْ أنْ تَأخُذُوا مَا تُطِيقُونَ الدَّوَامَ عَلَيهِ لَيدُومَ ثَوابُهُ لَكُمْ وَفَضْلُهُ عَلَيْكُمْ .


قال ابن الجوزي : إنما أحَبَّ العمل الدائمَ ؛ لأنَّ مداوم الخير ملازم للخدمة .


وقال المصنف : بدوام القليل تستمر الطاعة ، بالذكر ، والمراقبة والإخلاص ، والإقبال على الله .








رد مع اقتباس
  #112  
قديم 04-06-2016, 11:06PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



[143] وعن أنس رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أزْوَاجِ النَّبيّ ﷺ ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبيّ ﷺ ، فَلَمَّا أُخْبِروا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا
وَقَالُوا : أَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبيِّ ﷺ قدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأخَّرَ .
قَالَ أحدُهُم : أمَّا أنا فَأُصَلِّي اللَّيلَ أبداً .
وَقالَ الآخَرُ : وَأَنَا أصُومُ الدَّهْرَ وَلا أُفْطِرُ .
وَقالَ الآخر : وَأَنا أعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلا أتَزَوَّجُ أبَداً .
فجاء رسولُ الله ﷺ إليهم ،
فَقَالَ : « أنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ؟ أَمَا واللهِ إنِّي لأخْشَاكُمْ للهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أصُومُ وَأُفْطِرُ ، وأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّساءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

الخشية : خوفٌ مقرون بمعرفة . قال الله تعالى : ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [ فاطر (28) ] .


وكان النبي ﷺ يفطر ليتقوَّى على الصوم ، وينام ليتقوَّى على القيام ، ويتزوَّج لكسر الشهوة وإعفاف النفس .


وفي الحديث : النهي عن التعمُّق في الدين والتشبه بالمبتدعين .






رد مع اقتباس
  #113  
قديم 04-06-2016, 11:10PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ


[144] وعن ابن مسعود رضي الله عنه : أنّ النَّبيّ ﷺ ، قَالَ : «هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ » . قالها ثَلاثاً . رواه مسلم .


« المُتَنَطِّعونَ » : المتعمقون المتشددون في غير موضِعِ التشديدِ .

المتنطَّع : المتكلَّف في العبادة بما يشق فعله ولا يلزمه ، والخائضُ فيما لا يعنيه وفيما لا يبلغه عقله .



[145] عن أَبي هريرةَ رضي الله عنه عن النَّبيّ ﷺ قَالَ : « إنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّيْنُ إلا غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ » . رواه البخاري .


وفي رواية لَهُ : « سَدِّدُوا وَقَارِبُوا ، وَاغْدُوا وَرُوحُوا ، وَشَيءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ ، القَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا » .


قوله : « الدِّينُ » : هُوَ مرفوع عَلَى مَا لَمْ يسم فاعله . وروي منصوباً وروي « لن يشادَّ الدينَ أحدٌ » .


وقوله ﷺ : « إلا غَلَبَهُ » : أي غَلَبَهُ الدِّينُ وَعَجَزَ ذلِكَ المُشَادُّ عَنْ مُقَاوَمَةِ الدِّينِ لِكَثْرَةِ طُرُقِهِ . وَ« الغَدْوَةُ » : سير أولِ النهارِ . وَ« الرَّوْحَةُ » : آخِرُ النهارِ . وَ« الدُّلْجَةُ » : آخِرُ اللَّيلِ .


وهذا استعارة وتمثيل ، ومعناه : اسْتَعِينُوا عَلَى طَاعَةِ اللهِ عزوجل بِالأَعْمَالِ في وَقْتِ نَشَاطِكُمْ وَفَرَاغِ قُلُوبِكُمْ بِحَيثُ تَسْتَلِذُّونَ العِبَادَةَ ولا تَسْأَمُونَ وتبلُغُونَ مَقْصُودَكُمْ ، كَمَا أنَّ المُسَافِرَ الحَاذِقَ يَسيرُ في هذِهِ الأوْقَاتِ ويستريح هُوَ وَدَابَّتُهُ في غَيرِهَا فَيَصِلُ المَقْصُودَ بِغَيْرِ تَعَب ، واللهُ أعلم .

معنى الحديث : لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ، ويترك الرفق إلا عجز وانقطع عن عمله كله أو بعضه ،فتوسطوا من غير إفراط ، ولا تفريط ، وقاربوا إن لم تستطيعوا العمل بالأكمل ، فاعملوا ما يقرب منه ، وأبشروا بالثواب على العمل الدائم وإنْ قل ، واستعينوا على تحصيل العبادات بفراغكم ونشاطكم ، قال الله تعالى : ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [ الشرح (7 ، 8) ] .








رد مع اقتباس
  #114  
قديم 04-06-2016, 11:13PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



[146] وعن أنس رضي الله عنه قَالَ : دَخَلَ النَّبيُّ ﷺ المَسْجِدَ فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ ، فَقَالَ : « مَا هَذَا الحَبْلُ ؟ » قالُوا : هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ ، فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ بِهِ . فَقَالَ النَّبيُّ ﷺ : « حُلُّوهُ ، لِيُصلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَرْقُدْ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

في هذ الحديث : الحث على الاقْتِصاد في العبادة ، والنهي عن التعمُّق فيها ، والأمر بالإقبال عليها بنشاط ، وجواز تنفُّل النساء في المسجد إذا أمنت الفتنة .


[147] وعن عائشة رضي الله عنها : أنَّ رَسُول الله ﷺ قَالَ : « إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّومُ ، فإِنَّ أحدكم إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

في هذا الحديث : أمر الناعس في الصلاة أنْ ينصرف منها ، يعني : بعدما يتمها خفيفة .








رد مع اقتباس
  #115  
قديم 04-06-2016, 11:20PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



[148] وعن أَبي عبد الله جابر بن سمرة رضي الله عنهما ، قَالَ : كُنْتُ أصَلِّي مَعَ النَّبيِّ ﷺ الصَّلَوَاتِ ، فَكَانتْ صَلاتُهُ قَصْداً وَخُطْبَتُهُ قَصْداً . رواه مسلم .
قوله : « قَصْداً » : أي بين الطولِ والقِصرِ .

في هذا الحديث : استحباب القصد في الصلاة ، والخطبة وجميع الأمور .


[149] وعن أبي جُحَيْفَة وَهْب بنِ عبد اللهِ رضي الله عنه قَالَ : آخَى النَّبيُّ ﷺ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبي الدَّرْداءِ ، فَزارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرداءِ فَرَأى أُمَّ الدَّرداءِ مُتَبَذِّلَةً ، فَقَالَ : مَا شَأنُكِ ؟ قَالَتْ : أخُوكَ أَبُو الدَّردَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ في الدُّنْيَا ، فَجاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَاماً ، فَقَالَ لَهُ : كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ ، قَالَ : مَا أنا بِآكِلٍ حَتَّى تَأكُلَ فأكل ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّردَاءِ يَقُومُ فَقَالَ لَهُ : نَمْ ، فنام ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ لَهُ : نَمْ . فَلَمَّا كَانَ من آخِر اللَّيلِ قَالَ سَلْمَانُ : قُم الآن ، فَصَلَّيَا جَمِيعاً فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقّاً ، وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيكَ حَقّاً ، وَلأَهْلِكَ عَلَيكَ حَقّاً ، فَأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ، فَأَتَى النَّبيَّ ﷺ فَذَكَرَ ذلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبيُّ ﷺ : « صَدَقَ سَلْمَانُ » . رواه البخاري .

في هذا الحديث : مشروعية المؤاخاة في الله ، وزيارة الإخوان ، والمبيت عندهم ، وجواز مخاطبة الأجنبية للحاجة ، والنصح للمسلم ، وتنبيه من غفل ، وفضل قيام آخر الليل ، وجواز النهي عن المستحبات إذا خشي أنَّ ذلك يفضي إلى السآمة والملل ، وتفويت الحقوق المطلوبة ، وكراهية الحمل على النفس في العبادة ، وجواز الفطر من صوم التطوع للحاجة والمصلحة .








رد مع اقتباس
  #116  
قديم 04-06-2016, 11:23PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



[150] وعن أَبي محمد عبدِ اللهِ بنِ عَمْرو بن العاصِ رضي الله عنهما ، قَالَ : أُخْبرَ النَّبيُّ ﷺ أنِّي أقُولُ : وَاللهِ لأَصُومَنَّ النَّهَارَ ، وَلأَقُومَنَّ اللَّيلَ مَا عِشْتُ . فَقَالَ رسولُ الله ﷺ : « أنتَ الَّذِي تَقُولُ ذلِكَ ؟ » فَقُلْتُ لَهُ : قَدْ قُلْتُهُ بأبي أنْتَ وأمِّي يَا رسولَ الله . قَالَ : « فَإِنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ ذلِكَ فَصُمْ وَأَفْطِرْ ، وَنَمْ وَقُمْ ، وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثةَ أيَّامٍ ، فإنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا وَذَلكَ مِثلُ صِيامِ الدَّهْرِ » قُلْتُ : فَإِنِّي أُطيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ ، قَالَ : « فَصُمْ يَوماً وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ » قُلْتُ : فَإنِّي أُطِيقُ أفضَلَ مِنْ ذلِكَ ، قَالَ : « فَصُمْ يَوماً وَأفْطِرْ يَوماً فَذلِكَ صِيَامُ دَاوُد ﷺ ، وَهُوَ أعْدَلُ الصيامِ » .


وفي رواية : « هُوَ أفْضَلُ الصِّيامِ » فَقُلْتُ : فَإِنِّي أُطيقُ أفْضَلَ مِنْ ذلِكَ ، فَقَالَ رسولُ الله ﷺ : « لا أفضَلَ مِنْ ذلِكَ » ، قال : وَلأنْ أكُونَ قَبِلْتُ الثَّلاثَةَ الأَيّامِ الَّتي قَالَ رَسُول الله ﷺ أحَبُّ إليَّ مِنْ أهْلي وَمَالي .


وفي رواية : « أَلَمْ أُخْبَرْ أنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وتَقُومُ اللَّيلَ ؟ » قُلْتُ : بَلَى ، يَا رَسُول الله ، قَالَ : « فَلا تَفْعَلْ : صُمْ وَأَفْطِرْ ، وَنَمْ وَقُمْ ؛ فإنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقّاً ، وَإِنَّ لِعَيْنَيكَ عَلَيْكَ حَقّاً ، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقّاً ، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقّاً ، وَإنَّ بِحَسْبِكَ أنْ تَصُومَ في كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أيَّامٍ ، فإنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أمْثَالِهَا ، فَإِنَّ ذلِكَ صِيَامُ الدَّهْر »فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ ، قُلْتُ : يَا رَسُول الله ، إنِّي أجِدُ قُوَّةً ، قَالَ : « صُمْ صِيَامَ نَبيِّ الله دَاوُد وَلا تَزد عَلَيهِ » قُلْتُ : وَمَا كَانَ صِيَامُ دَاوُد ؟ قَالَ : «نِصْفُ الدَّهْرِ » فَكَانَ عَبدُ الله يقول بَعدَمَا كَبِرَ : يَا لَيتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَة رَسُول الله ﷺ .


وفي رواية : « أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ الدَّهرَ ، وَتَقْرَأُ القُرآنَ كُلَّ لَيْلَة ؟ » فقلت : بَلَى ، يَا رَسُول الله ، وَلَمْ أُرِدْ بذلِكَ إلا الخَيرَ ، قَالَ : « فَصُمْ صَومَ نَبيِّ اللهِ دَاوُد ، فَإنَّهُ كَانَ أعْبَدَ النَّاسِ ، وَاقْرَأ القُرْآنَ في كُلِّ شَهْر » قُلْتُ : يَا نَبيَّ اللهِ ، إنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ ؟ قَالَ : « فاقرأه في كل عشرين »قُلْتُ : يَا نبي الله ، إني أطيق أفضل من ذلِكَ ؟ قَالَ : « فَاقْرَأهُ في كُلِّ عَشْر » قُلْتُ : يَا نبي اللهِ ، إنِّي أُطيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ ؟ قَالَ : « فاقْرَأهُ في كُلِّ سَبْعٍ وَلا تَزِدْ عَلَى ذلِكَ » فشدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ وَقالَ لي النَّبيّ ﷺ : « إنَّكَ لا تَدرِي لَعَلَّكَ يَطُولُ بِكَ عُمُرٌ » قَالَ : فَصِرْتُ إِلَى الَّذِي قَالَ لي النَّبيُّ ﷺ . فَلَمَّا كَبِرْتُ وَدِدْتُ أنِّي كُنْتُ قَبِلتُ رُخْصَةَ نَبيِّ الله ﷺ .
وفي رواية : « وَإِنَّ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقّاً » .
وفي رواية : « لا صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ » ثلاثاً .
وفي رواية : « أَحَبُّ الصِيَامِ إِلَى اللهِ تَعَالَى صِيَامُ دَاوُد ، وَأَحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى صَلاةُ دَاوُدَ : كَانَ ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه ، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وَلا يَفِرُّ إِذَا لاقَى » .
وفي رواية قال : « أنْكَحَني أَبي امرَأةً ذَاتَ حَسَبٍ وَكَانَ يَتَعَاهَدُ كنَّتَهُ ﷺ - أي : امْرَأَةَ وَلَدِهِ - فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا . فَتقُولُ لَهُ : نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشاً ، وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفاً مُنْذُ أتَيْنَاهُ . فَلَمَّا طَالَ ذلِكَ عَلَيهِ ذَكَرَ ذلك للنَّبيِّ ﷺ ، فَقَالَ : « القِنِي بِهِ » فَلَقيتُهُ بَعد ذلك ، فَقَالَ : «كَيْفَ تَصُومُ ؟ » قُلْتُ : كُلَّ يَومٍ ، قَالَ : « وَكَيْفَ تَخْتِمُ ؟ » قُلْتُ : كُلَّ لَيْلَةٍ ، وَذَكَرَ نَحْوَ مَا سَبَقَ ، وَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى بَعْضِ أهْلِهِ السُّبُعَ الَّذِي يَقْرَؤُهُ ، يَعْرِضُهُ مِنَ النَّهَارِ ليَكُونَ أخفّ عَلَيهِ باللَّيلِ ، وَإِذَا أَرَادَ أنْ يَتَقَوَّى أفْطَرَ أيَّاماً وَأحْصَى وَصَامَ مِثْلَهُنَّ كرَاهِيَةَ أنْ يَترُكَ شَيئاً فَارَقَ عَلَيهِ النَّبيَّ ﷺ .
كل هذِهِ الرواياتِ صحيحةٌ ، مُعظمُها في الصحيحين ، وقليل مِنْهَا في أحدِهِما .

في هذا الحديث : دليل على أنَّ أفضل الصيام صوم يوم وإفطار يوم وكراهة الزيادة على ذلك .
قال الخطابي : محصل قصة عبد الله بن عمرو : أنَّ الله تعالى لم يتعبد عبده بالصوم خاصة ، بل تعبّده بأنواعٍ من العبادات ، فلو استفرغ جهده لقصَّر في غيره ، فالأَوْلى الاقتصاد فيه ليتبقى بعض القوة لغيره .
قال الحافظ : وفي قصة عبد الله بن عمرو من الفوائد : بيان رفق رسول الله ﷺ بأمته ، وشفقته عليهم ، وإرشاده إياهم إلى ما يصلحهم ، وحثّه إياهم على ما يطيقون الدوام عليه ، ونهيهم عن التعمُّق في العبادة لما يخشى من إفضائه إلى الملل أو ترك البعض ، وقد ذم الله تعالى قومًا لا زموا العبادة ثم فرطوا فيها .
وفيه : جواز الإخبار عن الأعمال الصالحة ، والأوراد ، ومحاسن الأعمال ، ولا يخفى أنَّ محل ذلك عند أمن الرياء . انتهى ملخصًا .







رد مع اقتباس
  #117  
قديم 11-06-2016, 12:09AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



[151] وعن أبي رِبعِي حنظلة بنِ الربيعِ الأُسَيِّدِيِّ الكاتب أحدِ كتّاب
رَسُول الله ﷺ ، قَالَ : لَقِيَنِي أَبُو بَكر رضي الله عنه فَقَالَ : كَيْفَ أنْتَ يَا حنْظَلَةُ ؟ قُلْتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ ! قَالَ : سُبْحَانَ الله مَا تَقُولُ ؟! قُلْتُ : نَكُونُ عِنْدَ رَسُول الله ﷺ يُذَكِّرُنَا بالجَنَّةِ وَالنَّارِ كأنَّا رَأيَ عَيْنٍ فإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُول الله ﷺ عَافَسْنَا الأَزْواجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ نَسينَا كَثِيراً ، قَالَ أَبُو بكر رضي الله عنه : فَوَالله إنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا ، فانْطَلَقْتُ أَنَا وأبُو بَكْر حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُول الله ﷺ . فقُلْتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُول اللهِ ! فَقَالَ رَسُول الله ﷺ : « وَمَا ذَاكَ ؟ » قُلْتُ : يَا رَسُول اللهِ ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ والجَنَّةِ كأنَّا رَأيَ العَيْن فإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْواجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ نَسينَا كَثِيراً . فَقَالَ رَسُول الله ﷺ : « وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ ، لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونونَ عِنْدِي ، وَفي الذِّكْر ، لصَافَحَتْكُمُ الملائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفي طُرُقِكُمْ ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وسَاعَةً » ثَلاَثَ مَرَات . رواه مسلم .

قولُهُ : « رِبْعِيٌّ » بِكسر الراء . وَ« الأُسَيِّدِي »بضم الهمزة وفتح السين وبعدها ياء مكسورة مشددة .

وقوله : « عَافَسْنَا » هُوَ بِالعينِ والسينِ المهملتين أي : عالجنا ولاعبنا . وَ« الضَّيْعاتُ »: المعايش .

قوله ﷺ : « ساعة وساعة » ، أي : ساعة لأداء العبودية ، وساعة للقيام بما يحتاجه الإنسان .

قال بعض العارفين : الحال التي يجدونها عند النبي ﷺ وفي الذكر مواجيد ، والمواجيد تجيء وتذهب ، وأما المعرفة ، فهي ثابتة لا تزول .

وفي حديث أبي ذر المشهور : « وعلى العاقل أنْ يكون له ساعات ، ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يفكَّر فيها في سمع الله إليه ، وساعة يخلو فيها لحاجته من مطعم ومشرب » . وبالله التوفيق .

رد مع اقتباس
  #118  
قديم 11-06-2016, 12:27AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)


للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



15- باب المحافظة عَلَى الأعمال

قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ ﴾ [ الحديد (16) ] .

قوله تعالى : ﴿ أَلَمْ يَأْنِ ﴾ ، يعني ألم يحن .

قيل : نزلت في شأن الصحابة لما أكثروا المزاح .

وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الأِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾ [ الحديد (27) ] .

الرهبانية التي ابتدعوها : رفض النساء : واتخاذ الصوامع .

وفيه : تنبيه على أنَّ مَن أوجب على نفسه شيئًا لزمه .

وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً ﴾ [ النحل (92) ] .

وهي امرأة حمقاء من أهل مكة ، كانت تغزل طول يومها ثم تنقضه .

قال الخازن : والمعنى : أن هذه المرأة لم تكف عن العمل ، ولا حين عملت كفت عن النقض ، فكذلك من نقص عهده لا تركه ، ولا حين عاهد وفَى به . انتهى .
والآية عامة في كل من أبطل عمله .

وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [ الحجر (99) ] .

أي : دُمْ على عبادة ربك حتى يأيتك الموت .






رد مع اقتباس
  #119  
قديم 11-06-2016, 12:49AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)


للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



[152] وعنِ ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ : بينما النَّبيُّ ﷺ يخطب إِذَا هُوَ برجلٍ قائم فسأل عَنْهُ ، فقالوا : أَبُو إسْرَائيلَ نَذَرَ أنْ يَقُومَ في الشَّمْسِ وَلا يَقْعُدَ ، وَلا يَسْتَظِل ، وَلا يَتَكَلَّمَ ، وَيَصُومَ ، فَقَالَ النَّبيّ ﷺ : « مُرُوهُ ، فَلْيَتَكَلَّمْ ، وَلْيَسْتَظِلَّ ، وَلْيَقْعُدْ ، وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ » . رواه البخاري .

في هذا الحديث : دليل على أنَّ من تقرَّب إلى الله تعالى بعمل لم يتعبده الله به ، أنه لا يلزمه فعله ، وإنْ نذره .
ومن نذر عبادة مشروعة لزمه فعلها .

وفي الحديث الآخر : « من نذر أنْ يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه » .




رد مع اقتباس
  #120  
قديم 11-06-2016, 02:02AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



16- باب في الأمر بالمحافظة عَلَى السنة وآدابها

قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [ الحشر (7) ] .

في هذا الآية دليل على وجوب امتثال أوامره ونواهيه ﷺ


وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [ النجم ( 3 ، 4) ] .

أي : لا يقول الرسول ﷺ إلا حقًّا ، وليس عن هوى ولا غرض ؛ لأنَّ ما يقوله وحيٌ من الله عز وجلّ .


وَقالَ تَعَالَى : ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [ آل عمران (31)] .

نزلت هذه الآية حين ادَّعى أهل الكتاب محبَّة الله فمن ادَّعى محبة الله وهو على غير الطريقة المحمدية فهو كاذب في نفس الأمر .

قال بعض العلماء : ليس الشأن أن تحِب إِنما الشأن أن تُحَبَّ .

قال الحسن البصري : زعم قوم أنهم يحبُّون الله فابتلاهم الله بهذه الآية .


وَقالَ تَعَالَى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِر ﴾ [ الأحزاب (21) ] .

الأُسوة : الاقتداء به ﷺ في أقواله ، وأفعاله ، وأحواله .







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله- ام عادل السلفية منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك 70 22-01-2015 03:24AM
مشكلة الطلاق والزواج بنية الطلاق والاختلاع عند بعض الصالحين والصالحات ماهر بن ظافر القحطاني منبر أصول الفقه وقواعده 1 09-09-2011 07:14AM
مجاهدة النفس §من كتاب رياض الصالحين § أم العبدين الجزائرية منبر الأسرة والمجتمع السلفي 1 09-04-2010 05:44AM
شرح مسائل الجاهلية أبو عبد الرحمن السلفي1 منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك 8 25-10-2007 06:33PM




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd