|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#76
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (76 ) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( والدليل قوله تعالى : ( يا أيها المدثر ( قم فأنذر ( وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر ))[ المدثر : 1 ـ 7 ] ، ومعنى ( قم فأنذر ( يُنذر عن الشرك ، ويدعو إلى التوحيد (وربك فكبر ) أي عظمه بالتوحيد ، ( وثيابك فطهر ) أي طهر أعمالك عن الشرك )) الشرح : والدليل قوله تعالى : ( يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر ) قال الشيخ رحمه الله : في شرح هذه الآية فقال : ( قم فأنذر ) ينذر أي أنذر عن الشرك أي بنوعيه الشرك الأكبر والشرك الأصغر ، ويدعو إلى التوحيد لأن الدعوة إلى التوحيد تشتمل على الإيمان والكفر معاً ، الإيمان بالله سبحانه وتعالى رباً معبوداً ، والكفر بمن سواه من المعبودات هذا هو معنى الدعوة إلى التوحيد أي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . وقوله تعالى : ( وربك كبر ) أي عظمة بالتوحيد ومن وحد الله فقد عظمه ومن صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله تعالى فقد شبه ذلك المعبود بالله وفي تشبيه المخلوق بالخالق عدم تعظيم الله تعالى ، ومن دعا غير الله واستغاث بغير الله وذبح لغير الله جعل ذلك الذي يعبده أي شبه ذلك الذي يعبده شبهه بالله حيث فخمه سمعاً كسمع الله وعلماً كعلم الله وقدرة كقدرة الله هذا من أقبح أنواع التشبيه ، التشبيه الثاني : تشبيه الخالق بالمخلوق ، والتشبيه الأول تشبيه المخلوق بالخالق ، والتشبيه الثاني هو تشبيه الخالق بالمخلوق هذا الذي أبتلى به علماء الكلام ، ولكن هذا النوع وهو المنتشر كما قال العلامة أبن القيم بل ما كان يعرف سابقاً إلا هذا النوع قبل نشأة علم الكلام ، التشيبه المذموم الذي ندد به القرآن هو تشبيه المخلوق بالخالق . و( وثيابك فطهر ) أي طهر أعمالك عن الشرك ، تفسير الثياب بالأعمال ليس بتأويل بل تفسير لغوي فيقال إذا أرادوا أن يصفوا إنسان بالنزاهة يقال فلان ثيابه طاهرة ، وإذا أرادوا أن يعيبوه في خلقه يقال ثيابه دنسه أي ليست بطاهرة ، إذاً تخصيص الثياب بالأعمال تفسير لغوي وليس بتأويل وهذا التنبيه لأن كثيراً من الناس لا يفرقون بين التفسير وبين التأويل فإذا راءوك تفسر مثل هذا التفسير يقولون أنتم تقولون لا نأول ولكن تؤولون ، التأويل المذموم التحريف ، تحريف الكلمة وأن تحمل الكلمة ملا تتحمل لا لغة ولا شرعاً ، أما التفسير اللغوي تفسير المفردات باللغة ليس بتأويل ولكنه تفسير وبيان والتأويل في لغة المفسرين كما نعلم بمعنى التفسير والبيان إنما التأويل عند المتأخرين بمعنى التحريف . متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#77
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (77) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : ((( والرجز فاهجر ) الرجز : الأصنام وهجرها تركها والبراءة منها )) الشرح : ( الرجز فاهجر ) يقول الشيخ الرجز الأصنام والأوثان وكل ما عبد من دون الله تعالى وهجرها تركها وترك أهلها والبراءة منها ومن أهلها أي والكفر بها والإيمان بتوحيد الله تعالى . قوله : (( أخذ على هذه عشر سنين يدعو إلى التوحيد )) الشرح : أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد وإلى إفراد الله تعالى ، لأن القوم تمكنت منهم الوثنية والشرك وبعد العشر عرج به السماء حكمة منه سبحانه وتعالى قبل الهجرة إلى المدينة . الأصول الثلاثة للعلامة /محمد أمان الجامي المواد الصوتيه : http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162 الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#78
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (78) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( وبعد العشر عُرج به إلى السماء ، وفرضت عليه الصلوات الخمس )) الشرح : عرج به إلى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس هذا العروج وإيجاب الصلوات عليه وهو فوق السماوات السبع بعد سدرة المنتهى إلى أن وصل إلى حيث يسمع صر يف الأقلام ، أقلام الملائكة وهم يكتبون المقادير وصل إلى هناك وحده بعد أن تأخر جبرائيل عند سدرة المنتهى لم يتجاوزها وأنفرد وحده عليه الصلاة والسلام بهذا المقام فخاطبه ربه مباشرة دون واسطة جبرائيل فكلمه وأسمعه كلامه ، رسولنا عليه الصلاة والسلام سمع كلام الله مباشرة في تلك الليلة في تلك اللحظة عندما أوجب عليه الصلوات وهذا مما يستدل به على أن الله سبحانه وتعالى يتكلم بكلام يسمع له صوت ( صوت يسمع ) فرسول الله ﷺ سمع كلام الله بصوت الله في ليلة الإسراء والمعراج بدون واسطة مباشرة ، وكل من خاطبهم ربهم من الأنبياء إنما سمعوا كلام الله بصوت ، واكرر هذا في كل مناسبة راداً على الأشاعرة الزاعمين بأن كلام الله الحقيقي ليس بحرف ولا صوت وإنما هو معنىً واحد قائمٌ بذات الله هو الذي يترجم إلى العربية فيقال له قرآن ، وإلى السريانية والعبرية فيقال لها توراة يا ليت شعري من الذي ترجم كلام الله الذي في نفس الله ؟ من الذي ترجمه إلى هذه اللغات ؟ من هو جبرائيل أم محمد ، وهل علم أحدٌ بما في نفس الله حتى يترجم هذه الترجمة إن القوم لم يفكروا أدنى تفكير عندما قالوا هذا الكلام ولكن عقيدة تقليدية ، التلميذ يقلد الشيخ والشيخ يقلد الشيخ الأول وهكذا تقليدٌ مسلسل وليس هناك دليلٌ أو مستند الذي ينفي أن يكون كلام الله بحرفٍ وصوت بل القرآن يصرح بأن هذا القرآن نفسه بحروفه كلام الله (وإن أحد من المشركين أستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ). كلام الله الذي قراءه رسول الله ﷺ على المشركين فسمعوه هو هذا القرآن بألفاظه أما الصوت الذي سمعوه [ فهو ] صوت رسول الله ﷺ والأصوات الذين نسمعها الآن أصوات القراء مثل صوت الحصري وصوت فلان … الخ ولكن الكلام المقروء المسموع كلام الله المتلو كلام الباري والمسموع صوت القارئ وإذا قلنا كلام الله بحرف وصوت لا نعني الأصوات التي نسمعها الآن من القراء والأئمة عندما يقرءون القرآن أنها صوت الله لا هذه الأصوات أصوات القراء ولكن الكلام المتلو كلام الباري سبحانه ( يا أيها المدثر ) هذا كلام الله ، والصوت الذي تسمع عندما يقرأ القارئ صوت ذلك القارئ لذلك جعل بعض أهل العلم من السلف هذا الكلام كقاعدة ( الصوت صوت القارئ والكلام كلام الباري ) وفي هذا الحديث أيضاً بيان مكانة الصلاة ، جميع الفرائض الإسلامية والواجبات إنما أوجبها الله ورسول الله ﷺ في الأرض بين أصحابه إما في مكة وأما في المدينة ولكن الصلاة ما أراد الله أن يفرض الصلوات رفع نبيه عليه الصلاة والسلام إليه وقربه إليه فخاطبه فأوجب عليه خمسين صلاة فجعل النبي ﷺ بإشارة من أخيه موسى عليه السلام يشفع لنا فشفع لنا عند الله فتردد بين موسى وبين المكان الذي سمع فيه كلام الله عدة مرات لطلب التخفيف فخفف الله عنا الصلوات بعد أن كانت خمسين صلاة إلى خمس صلوات من حيث العدد والأجر باقي إن شاء الله وهذا دليل على مكانة الصلاة في الإسلام . الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي المواد الصوتيه : http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162 الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#79
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (79) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( وصلى في مكة ثلاث سنسن وبعدها أُمر بالهجرة إلى المدينة )) الشرح : وصلى رسول الله ﷺ بعد أن فرضت عليه الصلوات صلى في مكة ثلاث سنين ، وبعدها أُمر بالهجرة إلى المدينة بعد أن مهد للهجرة إلى المدينة لأصحابه المستضعفين بالهجرة إلى الحبشة كما سيأتي . قوله : (( والهجرة : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام )) الشرح : والهجرة الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ، الهجرة في الاصطلاح : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام . س / وكيف سميت هجرة الصحابة من مكة إلى الحبشة هجرة إذ والحبشة ليست دار إسلام ، دار كفرٍ وإن كان الكفر يتفاوت كانوا نصارى من أهل الكتاب ؟ جـ / هاجر الصحابة من أذى المشركين إلى الحبشة بإشارة من رسول الله عليه الصلاة والسلام وأرض الحبشة ليست دار إسلام . س / إذاً كيف تطلق الرحلة على تلك الرحلة وذلك السفر هجرة الصحابة إلى الحبشة ؟ جـ / يطلق عليها من الناحية اللغوية الهجرة في اللغة الانتقال من مكان إلى مكان ودائماً تلاحظون المعنى اللغوي أوسع من المعنى الشرعي الاصطلاحي ، مجرد الانتقال من بلد إلى بلد يسمى هجرة لغةً ، وشرعاً لا يسمى هجرة إلا إذا كان الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام ثم هجرة الصحابة عند التحقيق ليست الهجرة المعروفة ولكنها رحلة دعوى وتبليغ ونشر الدعوة وليشرحوا الدعوة الجديدة في القارة الإفريقية هذا الذي أزعج أهل مكة قالوا دعوة الرجل خرجت إلى أفريقيا إلى النجاشي وكان معروفا لديهم لذلك تضايقوا إلى أن اختاروا وفدا يرأسه أدهى رجالات العرب عمرو بن العاص وزوده بكل المعلومات والهدايا المحبوبة إلى ملوك الحبشة فتقدم واتصل بالملك وبرجال البلاط ورش الأرض كما يقولون بالهدايا ليقبل طلبه ما هو الطلب ؟ أن يسلم لهم هؤلاء الوفد وصفهم بأنهم سفهاء هكذا دائماً أهل الباطل يصفون أهل الحق بالسفاهة والجنون وقلة الفهم . سفهاء خرجوا من دين آبائهم ولم يدخلوا في دينك كأنه يريد لا يوجد هنا غير ديننا ودينك أيها النجاشي وهؤلاء لاهم في دينك ولا في دين آبائك بدليل أنهم إذا دخلوا عليك لا يسجدوا لك تحية ملوك الحبشة لأنهم سفهاء هكذا دعاهم وجاءوا يتقدمهم جعفر بن أبي طالب فوقف بالباب ورفع صوته يستأذن عليك حزب الله بأعلى صوته ، صوت غريب من رجل غريب قال فليعد فأعاد يستأذن عليك حزب الله وقع في نفس النجاشي بأن القوم ليسوا بعاديين قال فليدخلوا فدخل جعفرٌ يتقدمهم ، دخل عليه أنفاً غير منحني واقف فعند ذلك سأله النجاشي لماذا لم تسجد لي ؟ أي لم تحيني بتحية قومي ، قال إنما نسجد للذي ملكك ، لا نسجد لك نسجد للذي ملكك أي للذي جعلك ملكاً ، الله هو الذي يأتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء الذي ملكك هو الذي يستحق العبادة والسجود ، تأثر الرجل فجعل يسألهم عن الدين الجديد ، وعن الرسول الجديد وما جاء به وما نزل عليه ، باختصار عرف الحقيقة ورد الهدايا لوفد قريش فطردهم فرجعوا خاسرين لم ينجحوا ، ولما أكرم أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام وفيهم آل البيت بل بعض بنات النبي عليه الصلاة والسلام أكرمه الله بالإسلام فصار أول ملك من الملوك المعاصرين آمن بالرسول ( وأعلن إيمانه ، هكذا معنى هجرة الصحابة إلى الحبشة ليست الهجرة المعروفة المعهودة وإنما هي دعوة إلى الله وتبليغ لرسالة الله وشرح لدين الله الجديد ليعرف القدم هناك وتنتشر الدعوة وتخرج من الجزيرة وهذا هو هدف الهجرة . الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#80
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (80) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام )) الشرح : والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وهي باقية حتى تقوم الساعة في هذا الوقت توجد أنواع من الهجرة أ ـ هجرة غريبة ، يهاجر بعض المسلمون بعد أن يتضايقوا في أرض ولم يتمكنوا من إظهار دينهم وتعبوا من المتابعة والاستفهامات ، يهاجرون إلى بعض دول أوروبا هجرة ويتمكنون من إقامة شعائر الدين هناك يبنون المساجد والمدارس وفي فرنسا بلغني تحولت مدينة كأنها مدينة عربية إسلامية من كثرة المساجد والمدارس قام بذلك بعض المهاجرين من العرب الذين يحملون المعلومات من الحرمين بواسطة التسجيل وينشرون الدعوة هناك من الأشرطة فانتشرت الدعوة على المنهج السلفي بحمد الله تعالى ، نحن نعمل في بلد إسلامي آمنين على أنفسنا وأموالنا وكل شيء ، أولئك يعملون في دار الكفر حولوا بجهودهم بتوفيق الله تعالى مدناً أصبحت دار إسلام أفتى لهم بعض المشايخ أن تلك المدينة أصبحت دار إسلام لهم أن يعيشوا فيها ولا يتضايقوا ولا يقولون نحن هاجرنا من دار الإسلام إلى دار الكفر لأنهم تمكنوا من تحويل مدينتهم إلى دار إسلام ولله الحمدوالمنة ، وهكذا توجد بعض أنواع الهجرة في هذا الوقت ، مسلمون ومن العرب في الكثير يتضايقون في أرضهم فيصبحون غرباء فيهاجرون فيفتح الله عليهم هناك ويعيشون مرفوعي الرأس يدعون إلى دين الله تعالى بالحرية ، ومثل هذا جائز استدلالا بهجرة الصحابة إلى الحبشة وأنهم عاشوا هناك يعبدون الله تعالى بحريتهم بعد أن تضايقوا في مكة . ب ـ وأما هجرة أفرادٍ من المسلمين إلى أوربا إلى أمريكا إلى الدول الشرقية ليعيش وحيداً بين الكفار لا يستطيع أن يظهر شعائر دينه وربما كُلف كما بلغنا أن يترك صلاة الظهر والعصر ويجمع كل يوم صلاة النهار إلى الليل ، يصلي في الليل وفي النهار لا يمكن ويتطور الأمر إلى أنه يترك الجمعة مطلقاً لأن الإجازة عندهم يوم الأحد ويوم الجمعة يوم عمل يضطر إلى أن يطيع جورج مدير الشركة ، عبد الرحمن يطيع جورج ، وجورج يقول له عندنا إجازة يوم الأحد ، الجمعة لا ، إن شئت عملت عندنا وإن شئت تركت ، يعيش هناك حياة الحيوان للأكل والشرب والنكاح ليس عنده غير هذا ، يترك دينه ، مثل هذه الحياة غير جائزة ، من أبتلي بمثل هذه الهجرة أي كي أن يهاجر وحده ليعيش هناك بين الكفار ذليلاً ناسياً عز الإسلام ، ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ناسياً هذا المعنى يعيش تحت إدارة جورج متذللاً مطأطأ رأسه ، أمامه يا سيدي يا سيدي يطلب الإجازة ، وجورج لا يجيز ، ومثل هذه الحياة حرام ، وحرام أن يعيش مسلم كهذه الحيلة في بلاد غير بلاد الإسلام . جـ ـ إذا أذي مسلم في بلده وهناك بلدٌ إسلامي يستطيع أن يعيش فيه ويعبد الله بحريته يأمن على نفسه وماله ودينه وجب عليه أن يهاجر اللهم إلا إذا كان بقاءه هناك تحت الإيذاء فيه مصلحة للدعوة الإسلامية ، قد يؤذى في نفسه وفي ماله لكنه يؤثر ببقائه هناك كأن كان طالب علمٍ ومن العلماء ينشر العلم والدعوة سراً في بيته وفي كل مناسبة صابراً على الأذى مثل هذا لا ينبغي أن يهاجر ، ينبغي أن يبقى هناك صابراً على الأذى ما لم يؤمر بكفر بواح ومالم يُنهى عن الصلوات أما إذا كان مجرد الإذاء في نفسه وماله عليه أن يصبر فيبلغ دعوة الله هناك . وسبق أن قلنا الهجرة في اللغة : الانتقال من كان إلى مكان. وفي الاصطلاح : الانتقال من دار الشرك إلى دار الإيمان ، أو الانتقال من دار الخوف إلى دار الأمن ، وهذا التعريف الثاني زاده الإمام النووي وبه يصح إطلاق الهجرة على هجرة أصحاب رسول الله ﷺ إلى الحبشة ، وإلا على التعريف الأول لم يكن انتقالهم من دار الكفر إلى دار الإسلام ، ولكن كان انتقالهم من دار الخوف والقلق والخوف على الدين وعلى النفس إلى دار الأمن والأمان ، من مكانٍ كانوا يخافون فيه على أنفسهم ودينهم ويخافون على عبادة الله تعالى بحريتهم انتقلوا إلى مكان يأمنون فيه على أنفسهم ودينهم وعبادتهم بهذا المعنى يصح اصطلاحا إطلاق الهجرة على سفر أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى الحبشة ، وإلا فتكون هجرتهم هجرة لغوية ويكون الهدف كما قلنا نشر الدعوة وتبليغ الناس في إفريقيا الدين الجديد وما جاء به خاتم النبيين محمد ﷺ . متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#81
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (81) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : ((وهي باقية إلى أن تقوم الساعة والدليل قوله تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً * فأولئك عسى الله أن يعفوا عنهم وكان الله غفواً غفوراً ( ([النساء : 97 ـ 99] )) الشرح : والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وهي باقية حتى تقوم الساعة ، حتى قال بعض الأئمة كالإمام مالك : ( إذا كان الإنسان يوجد في بلد يُسب فيه السلف الصالح ولا يستطيع منعهم وجب عليه الهجرة من ذلك المكان ، أي لو أبتلي فردٌ مسلم يعيش بين أعداء أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام والتابعين ويسبونهم علناً وهو لا يستطيع معارضتهم ومنعهم لا يجوز البقاء بينهم بل يجب عليه أن يغادر ويهاجر من ذلك المكان إلى مكان آخر نص على هذا الإمام مالك رحمه الله ، والدليل على وجوب الهجرة قوله تعالى : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض ……. الآية ( هذه الآية كما قال الإمام البغوي وغيره من أهل العلم نزلت في قوم نطقوا بالإسلام ولم يهاجروا ، نطقوا بكلمة الإسلام أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ولكنهم لم يهاجروا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى رسول الله بل بقوا بين المشركين بمكة وكانت الهجرة في ذلك الوقت شرطٌ لقبول الإسلام ، من اعتنق الإسلام يجب عليه أن يلحق برسول الله عليه الصلاة والسلام ولا يجوز له البقاء بمكة ، هؤلاء لم يخرجوا ولما خرج المشركون إلى بدر خرجوا معهم ليقاتلوا المسلمين معهم فقتلوا وفيهم نزلت هذه الآية ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض …..الآية ( ، وظالمي أنفسهم حال أي حال كونهم ظالمين أنفسهم وظالمي أنفسهم في البقاء بين المشركين بعد أن نطقوا بكلمة الإسلام أو ظالمي أنفسهم بالشرك حيث لم يقبل منهم إسلامهم ونطقهم بكلمة الإسلام واعتبروا من المشركين فالملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ويقولون لهم فيما كنتم في أي فريق كنتم هل كنتم مع المسلمين أو كنتم مع المشركين فيما كنتم في أي شيء كنتم في الإسلام أو في الشرك ؟ استفهام تقريعي وتوبيخ وتعيير ، قالوا وهم يعتذرون : ( كنا مستضعفين في الأرض ) علم الله بأن هذا العذر باطل لم يقبل منهم هذا العذر ( قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) يدخل في أرض الله دخولاً أولياً المدينة أرض الله الواسعة وفي مقدمتها المدينة النبوية لماذا لم تهاجروا إليها ؟ ( فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً ) وهذا دليل أن الله لم يقبل عذرهم وأن عذرهم باطل وتعليلٌ غير مقبول ولذلك عذر الله من علم صحة عذرهم فقال الرب سبحانه : ( إلا المستضعفين من الرجال والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً ) هؤلاء عذرهم الله من كان من الرجال والنساء والأطفال العاجزين عن الهجرة وهم باقون بين المشركين عذرهم الله سبحانه وتعالى فقال : ( فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً ) يقول عبد الله بن عباس هو وأمه من هؤلاء المعذورين من المستضعفين الذين قبل الله عذرهم هكذا إذا كان الإنسان صادقاً مع الله وعلم الله عذره وعجزه وأنه لاحيلة له ، يقبل الله عذره ويعفو عنه ، هذه قاعدة في كل شيء ، الله سبحانه وتعالى لا تنطلي عليه الأمور لاكما يفعله بعض الناس الآن يلوذون باسم الإسلام وينادون باسم الإسلام ويتشدقون باسم الإسلام إذا اشتدت بهم الأمور وهم دعاة ضد الإسلام ومعادون للإسلام وعلمانيون لا إسلام لهم ، ولكن إثارة للنفوس قد يعتذرون بالإسلام فالله سبحانه وتعالى لا تنطلي عليه الأمور ، يجب أن يصدق العبد مع الله من كان صادقاً في عذره وفي إسلامه وفي تمسكه بدين الله قبل الله عذره ومن لا فلا ، هؤلاء الأولون منهم اعتذروا ( قالوا كنا مستضعفين في الأرض ) لم يقبل الله عذرهم لأنهم غير صادقين ولكن عذر العاجزين فقال في حقهم ( فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم ) وعسى من الله واجب ليس للرجاء ( وكان الله عفواً غفوراً ) . كذلك مما يذكر هنا إذا أوجب الله شيئاً أو حرم شيئاً لابد حكمة منه ورحمة للعباد أن يستثني ، أوجب الله الهجرة على كل من آمن بحيث لا يقبل عذره ولا يقبل إسلامه حتى يهاجر ذلك قبل فتح مكة ، وانقطعت هذه الهجرة وهذا الوجوب بفتح مكة ، وقبل ذلك لا يقبل من أحدٍ إسلام حتى يهاجر هذه كانت كقاعدة ومع ذلك استثنى الله المستضعفين والمضطرين إلى البقاء الذين لا يجدون حيلة في السفر ، لما حرم الله الميتة والدم ولحم الخنزير استثنى المضطرين إلى أكل الميتة وأكل لحم الخنزير وأكل الدم رحمة منه سبحانه وتعالى ، لاتجد لو تتبعت واستقرأت الكتاب والسنة قاعدة كهذه إلا وتجد الاستثناء وذلك الاستثناء قاعدة قعد منها الأصوليون ، قالوا الضرورات تبيح المحظورات ، بهذه المناسبة كان يوم بدر تبع رسول الله رجلٌ مشرك فقال : يا رسول الله أريد أن أتبعك فأصيب معك ما تصيب فقال له : { هل تؤمن بالله ورسوله ؟ } فقال : لا قال ارجع لن نستعين بالمشركين أنا لا أستعين بمشرك أرجع فرده فتبعه مرة ثانية قال له أريد أن أتبعك لأنال مما تنال قال له : { هل تؤمن بالله ورسوله } قال : لا قال : { ارجع لن أستعين بمشرك } ولحقه مرة ثالثة فقال : ما قال في المرة الأولى والثانية فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : { هل تؤمن بالله ورسوله ؟ } قال : نعم قال : { أنطلق }فجاهد معه ، هذا الحديث اختلف أهل العلم في توجيهه ، فمنهم من قال : إنما فعل رسول الله ذلك لأنه علم بأن هذا الرجل سوف يسلم إذا رده مرة أو مرتين يدخل في الإسلام علم ذلك بالوحي لذلك رده في المرة الأولى والثانية حتى أسلم وأكرمه الله بالإسلام نتبع رسول الله وجاهد معه ، ومن يذهب هذا المذهب منهم الإمام أبو حنيفة وأصحابه وكثيرٌ من أهل العلم يرون جواز الاستعانة بالمشرك على المشرك لأن هذا الحديث لم يكن الغرض منه التحريم ، ولكن الغرض منه ترغيب الرجل بالإسلام بدليل أن رسول الله استعان بصفوان بن أمية في غزوة حنين وهو مشرك وأقر الرجل الذي علم بوحي من الله بأنه كافر ومن أهل النار في بعض الوقائع ( في واقعة أحد ) كان يقاتل قتالاً مريراً وقتل كثيراً فأعجب به الصحابة فكان رسول الله يقول إنه من أهل النار اندهش الصحابة من هذا الخبر رجلٌ يبلي بلاً حسناً كهذا بين يدي رسول الله فيقول فيه الرسول عليه الصلاة والسلام إنه من أهل النار اتبعه أحد الصحابة ليعرف مصيره وفي النهاية جرح الرجل جرحاً شديداً فلم يصبر اتكأ على سيفه فقتل نفسه ، فأُخبر النبي عليه الصلاة والسلام بما جرى فقال : { أشهد أني رسول الله } ،ثم قال : { إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر } ومع ذلك لم يمنعه الرسول ( من المشاركة في الجهاد في القتال من ذهب هذا المذهب يرون جواز الاستعانة بالكافر على الكافر ، ومن ذهبون مذهباً آخر يأخذون ظاهر حديث عائشة عند مسلم في قصة بدر التي ذكرنا الآن ، الذي يتابع الرسول عليه الصلاة والسلام مرتين من يأخذونه على ظاهره بدون نظر إلى هذا الفقه الدقيق يقولون لا يجوز الاستعانة بالكافر إلا عند الحاجة ، نص الإمام الشافعي رحمه الله كراهة الاستعانة بهم إلا عند الحاجة ، وبعد هل [ يفرق ] بين الحاجة والاضطرار ؟ ما الفرق بين الحاجة وبين الضرورة ؟ الضرورة التي هي الاضطرار وبينهما فرق كبير إذا كان يكره الاستعانة بهم عند بعضهم عند الحاجة ، وأما عند الضرورة والاضطرار يكون الاستعانة بهم إما جائز أو واجباً كأكل الميتة ، فأكل الميتة قد يكون جائزاً وقد يكون واجباً ، إذا كنت محتاجاً إلى أكل الميتة فجائز وإذا كنت مضطراً فواجب ، الفرق بين الحاجة وبين الضرورة إذا كنت ظمأن ترغب في شرب الماء ولكن لو لم تشرب لا يلحقك ضرر هذه تسمى حاجة ، وأما إذا كنت مضطراً إلى شرب الماء بحيث لو لم تشرب يلحقك الضرر والهلاك يجب إن تشرب وكذلك في أكل الميتة وفي مسألة الاستعانة بالكفار كذلك ، إن كانت المسألة مسالة اضطرار كأن خفت على نفسك ودينك ومقدساتك وبلدك وامتك مالم تستعن بعد الله بالكافر وتطلب منه المساعدة في مثل هذا الاضطرار ، الاستعانة بهم واجبة وفي دون الاضطرار عند الحاجة العادية الاستعانة بهم جائزة ، هذا على رأي الطائفة التي ترى عدم الجواز في الأصل ، أما الذين ذهبوا المذهب الأول يرون أن ذلك جائز مطلقاً وانما منع النبي ( الرجل أن يتبعه لما ذكرنا مما كان لعلمه انه سوف يسلم ، ويذهب الحافظ ابن حجر مذهباً آخر وهو أن الاستعانة كانت ممنوعة بدليل ذلك الحديث ثم أبيحت بدليل قصة صفوان وعلى كلٍ القاعدة الفقهية التي ينبغي أن يفقهها طلاب العلم ( إذا حرم الله شيئاً وأكد في تحريمه نجد أنه يستثني حالات الاضطرار ) منها ما نحن بصدده الآن . الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي المواد الصوتيه : http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162 الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#82
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (82) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( وقوله تعالى : ( ياعبادي الذين ءامنوا إن أرضي واسعة فأيى فا عبدون ) [ العنكبوت : 65 ] )) الشرح : ومن أدلة الهجرة أي وجوب الهجرة قوله تعالى : ( قل يا عبادي الذين ءامنوا إن أرضي واسعة فإيي فاعبدون ) لستم مضطرين لأن تبقوا تحت الاضطرار والإضتهاد ، أخرجوا من أرض الكفر إلى دار الإسلام فاعبدوا الله هناك ، أو من دار الخوف والقلق إلى دار الأمن والاستقرار فاعبدوا الله تعالى هناك ، الهجرة هكذا تكون واجبةٌ بهذه الآيات إلى أن فتحت مكة ، ولكن بقي وجوب الهجرة من محل الشرك والإضتهاد والإساءة إلى المسلمين وإلى الإسلام إلى محل لاتسمع فيه كل ذلك . الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي المواد الصوتيه : http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162 الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#83
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (83) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- الشرح : قال البغوي رحمه الله : ( سبب نزول هذه الآية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الإيمان ) يعني المؤلف بهذه الآية من سورة العنكبوت لا آية النساء ، أما آية النساء تقدم سبب نزولها وإنقسام الناس فيها إلى قسمين : إلى قسم عذر وقسم لم يعذر فالآية التي يشير إليها المؤلف الآية الأخيرة آية سورة العنكبوت . قوله : (( والدليل على الهجرة من السنة قوله ( : { لا تنقطع الهجرة حتى ينقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها } )) الشرح : والدليل على الهجرة من السنة قوله ( : { لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ـ أي يغلق باب التوبة ـ ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها } وهذه الهجرة التي لا تنقطع ليست تلك الهجرة التي كانت واجبة من مكة إلى المدينة ، تلك إنقطعت بفتح مكة ، ولكن الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام كما تقدم الشرح . الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي المواد الصوتيه : http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162 الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#84
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (84) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( فلما استقر بالمدينة أمر ببقية شرائع الإسلام مثل الزكاة ، والصوم ، والحج ، والأذان ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وغير ذلك من شرائع الإسلام )) الشرح : فلما استقر النبي ﷺ بالمدينة أمر ببقية شرائع الإسلام ، وكان التركيز في مكة على العقيدة ،على تصحيح العقيدة وبناء العقيدة وتصحيحها ، ولما استقر هاجر إلى المدينة واستقر في المدينة أقر بشرائع الإسلام مثل الزكاة والصوم والحج والجهاد والأذان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من واجبات الإسلام التي إستهان بها كثيرٌ من الناس ، جهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير موجود في أكثر أرض الله اليوم باسم الحرية قضي على الجهاد فنسأل الله تعالى أن يقويه وغير ذلك من شرائع الإسلام ، وأما الجهاد فعند كثير من الناس شعارٌ أجوف يرفعون الشعار فإذا جد الجد للجهاد اعتذروا أو جهاد مقلوب بمعنى معكوس غير الجهاد الإسلامي ، أما الجهاد الإسلامي لإعلاء كلمة الله قليل جداً من يجاهدون هذا الجهاد دون جعجعة ، ولكن في صمت وإخلاص لله تعالى ، وقد كشف الجهاد الأفغاني كثيراً من الجهات التي كانت تنادي وتتخذ الجهاد شعاراً أجوف كشفهم ففضحهم ، ولما قام الجهاد اعتذروا ، وأما الذين ينادون الآن بالجهاد الجهاد وهم ممن يجاهدُ فيهم ليسوا ممن يجاهدون في سبيل الله والقضية معكوسة فليفهم شباب الإسلام وطلاب العلم معنى قوله ( : { أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً } وقد استشكل الصحابة قوله : { أنصر أخاك ظالماً } كون تنصره مظلوماً واضح ولكن كيف تنصر أخاك ظالماً ؟ لهذا الحديث مفهومان ، مفهومٌ إسلامي ، ومفهومٌ جاهلي ، المفهوم الإسلامي هو الذي بينه النبي عليه الصلاة والسلام وهو أن تكف أخاك الظالم من الظلم وتمنعه من الظلم وتحول بينه وبين الظلم تكون بذلك قد نصرته ، أما المفهوم الجاهلي أن تنظم إليه في ظلمه فتظلم معه وتؤيده وتصفق له حتى يتمادى في الظلم بسبب تشجيعك وتصفيقك وهذا ما يجري الآن للأسف بين الغوغائيين المنتسبين إلى الإسلام الذين لا يفهمون من الإسلام إلا هذه الكلمة الجوفاء والله المستعان . الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي المواد الصوتيه : http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162 الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc التصفية والتربية TarbiaTasfia@ |
#85
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (85) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : ((أخذ على هذا عشر سنين )) الشرح : أخذ على هذا رسول الله ﷺ يدعو إلى هذا التشريع السماوي في المدينة عشر سنين . قوله : (( وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باقٍ ، لا خير إلا دل الأمة عليه ، ولا شر إلا حذرها منه ، والخير الذي دل عليه : التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه ، والشر الذي حذر عنه : الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه )) الشرح : توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه باقٍ ، لم يمت دينه معه ، بل بقي لأن الدين دين الله الذي أنزله هو رب العالمين الحي الذي لا يموت فرسول الله ﷺ بلغ دين الله ونشر العقيدة والتوحيد والشرائع بعد أن ثبت الله الإسلام والمسلمين وفهموا ما جاء به النبي ﷺ قبضه إليه ، ولكن لم يقبضه إليه إلا بعد أن بلغ البلاغ النهائي فأكمل الله له دينه إشارة إلى قرب أجله عليه الصلاة والسلام كأن الله أعلمه في حجة الوداع في خطبة يوم عرفة وفي خطبة يوم النحر خاطب الصحابة فقال لهم أنتم مسؤولون عني ماذا أنتم قائلون بعد أن خطب فيهم وبين لهم كل شيء قالوا نشهد بأنك بلغت ونصحت ونحن نشهد معه أنه عليه الصلاة والسلام بلغ ونصح فرفع الرسول ﷺ إصبعه كان يرفعها وينفثها عليهم ويقول:{ اللهم أشهد اللهم أشهد }وسميت تلك الحجة حجه الوداع التي جرى فيها هذا الكلام لأنه بعد أن رجع من الحج لم يمكث في هذه الدنيا وفي هذه المدينة إلا ثمانين يوماً وألتحق بالرفيق الأعلى ﷺ بعد أن بلغ ونصح لأمته عليه الصلاة والسلام وقال عليه الصلاة والسلام للصحابة : { ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم } كل هذا دليل على أنه بلغ البلاغ المبين فبقي دينه إلى هذا يشير الشيخ بقوله رحمه الله لا خير إلادل الأمة عليه ولا شر إلا وحذرها عنه ، فأكمل الله له الدين وفي مقدمة ذلك التوحيد ، أي إفراد الله تعالى بالعبادة فإذا أطلق التوحيد المراد به توحيد العبادة وجميع ما يحبه الله ويرضاه ، لأن الطاعات بريد التوحيد وتثبت التوحيد وتصدق التوحيد ، والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه المعاصي بريد الشرك وتدعوا إلى الشرك وتزين الشرك للناس . الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#86
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (86) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( بعثه الله إلى الناس كافة وأفترض الله طاعته على جميع الثقلين الجن والأنس )) الشرح : بعثه الله إلى الناس كافة لا إلى العرب فقط ولا إلى الأنس فقط بل إلى الثقلين وافترض الله طاعته على جميع الثقلين الجن والأنس الطاعة المطلقة فقد فرض الله طاعته الطاعة المطلقة التي لا مراجعة فيها التي لاتتةقف على وجود مثلها على ودود مثل المأمور به والمنهي عنه بالكتاب ، هذا معنى الطاعة المطلقة لرسول الله عليه الصلاة والسلام الطاعة المطلقة ولا يوجد في المخلوق أحد من له الطاعة المطلقة ألا رسول الله ( . قوله : (( والدليل قوله تعالى : ( قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ([ الأعراف : 158 ] )) الشرح : والدليل قوله تعالى : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ) هذا بالنسبة للإنس والجن داخلون أيضاً . الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#87
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (87) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله - قوله : ((وأكمل الله به الدين ، والدليل قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ( [ المائدة : 2 ] )) الشرح : وكمل الله به الدين الشيء الكامل لا يقبل الزيادة ، الدين كامل حيث قال الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) أي في هذا اليوم الحاضر في حجة الوداع ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) هكذا كمل الله لنا ديننا سبحانه وتعالى ، والدين الكامل والشيء الكامل لا يقبل الزيادة لذلك كل من أحدث في هذا الدين فمحدثة يعتبر بدعة مردودة { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } لأن الدين تم وكمل وعلى المرء الإتباع فقط . قوله : (( والدليل قوله تعالى : ( ليجزي الذين أساءوا والدليل على موته ( قوله تعالى : ( إنك ميتٌ وإنهم ميتون ( ثم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ( [ الزمر : 30 ـ 31 ] )) الشرح : قال المؤلف رحمه الله : والدليل على موته ( قوله تعالى : ( إنك ميتٌ وإنهم ميتون * ثم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ) كثيرٌ من الغلاة الذين يدّعون تعظيم رسول الله ﷺ وتبجيله إذا قلت إن النبي ﷺ ميت يغضب انظروا إلى الجهل يصل المرء إلى أي درجة ، يغضب من قولك أن النبي ﷺ مات أو ميت ، كيف تقول ميت ؟ الله هو الذي قال ، لا يدري ماذا قال الله ، ولكن يحتكم إلى العاطفة ، لا يجوز عنده أن تطلق لفظة ميت أو مات على رسول الله ﷺ ، بينما أثبت الله ذلك وأقره بدون تردد أحب الناس إليه آبو بكر الصديق عندما قال له عند وفاته: ( طبت حياً وميتاً يا رسول الله ) ولا ينبغي للمسلم أن يكون عاطفياً إلى هذه الدرجة حتى توقعه العاطفة في تكذيب خبر الله وخبر رسول الله ﷺ . الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc التصفية والتربية TarbiaTasfia@ |
#88
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (88) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : ((والناس إذا ماتوا يُبعثون والدليل قوله تعالى : ( منها خلقناقم وفها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى ( [ طه : 55 ] )) الشرح : والناس إذا ماتوا يبعثون ، أي من الأصول التي يجب الإيمان بها البعث بعد الموت ، والدليل قوله تعالى : (منها خلقنا قم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى ) أي من الأرض ، والشاهد ( ومنها نخرجكم تارةً أخرى ) هذا هو دليل البعث . قوله : ((وقوله تعالى : ( والله أنبتكم من الأرض نباتاً * ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً ) [ نوح : 17 ـ 18 ] )) الشرح : وقوله تعالى : ( والله أنبتكم من الأرض نباتاً ) أي إنباتاً، نباتاً اسم مصدر ، والمصدر انبات والله أنبتكم من الأرض إنباتاً هذا هو المصدر ، ونباتاً اسم مصدر كتوضأ وضوءاً أي توضأ ( ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً ) ، ومحل الشاهد من الآية قوله : ( ويخرجكم إخراجاً ) . قوله : ((وبعد البعث محاسبون ، ومجزيون بأعمالهم )) الشرح : وبعد البعث الناس محاسبون ومجزيون بأعمالهم ، بعد البعث هناك ورود الحوض ، وهناك الميزان ، وهناك الحساب ، وعرض الأعمال ، اختلف أهل العلم في الترتيب بين هذه الأشياء ، ولكن بعضهم يميل على أن أول شيء ورود الحوض لأن المقام يقتضي ذلك لأن الناس يبعثون من قبورهم وهم عطاش بحاجةٍ إلى الماء لذلك منّ الله على أمة محمد ﷺ بالحوض المورود ، الحوض العظيم الذي يشرب منه أهل الجنة ، يرد المؤمنون هذا الحوض العظيم ورسول الله ﷺ ينتظرهم هناك وهم فرط أمته إلى الحوض ومنبره على حوضه وهذا الحوض العظيم الذي الناس بحاجةٍ ماسةٍ 'إلى الشرب منه وهم بعثوا من قبورهم من شدة العطش ، ولكن بعض الناس يردون ويطردون من الحوض ورسول الله ﷺ لا يدري عن سبب طردهم لذلك طردهم لذلك يقول يا رب أمتي أمتي أو أصحابي أصحابي ، فيقال لهم : لا تدري ما أحدثوا بعدك أن هؤلاء غيروا بدلوا بعدك فيقول النبي ﷺ ( سحقاً لمن بدل وغي) ، استدل أهل العلم بهذا الحديث بأن رسول الله ﷺ لا يدري ما يحدث بعده من التغيير والتبديل والردة والإبتداع في هذا الدين ، لا يدري عن ذلك لأن علم الغيب العام لله وحده ، والأنبياء لا يعلمون في حياتهم إلا بإعلام الله إياهم بعض الأمور ، يتعارض هذا الحديث مع حديث ورد أن الأعمال تعرض على رسول الله ﷺ أعمال أمته ورد في ذلك الحديث إن رأى خيراً حمد الله ، وإن راى غير ذلك استغفر الله لأمته ، قال أهل العلم في التوفيق بين الحديثين : أن حديث عرض الأعمال غير صحيح ، وعلى فرض صحته ، يعلم بالجملة لا بالتفصيل ، أما بالتفصيل أن فلان هو الذي غير وهو الذي بدل وهو الذي ارتد لا يعلم ذلك للتوفيق بين هذا الحديث وبين حديث العرض على الحوض ، وطرد بعض الناس من الحوض ، وعلى كلٍ ، يقال أن أول ما يحصل بعد البعث ورود الحوض ثم الميزان ثم الحساب والعرض ، والمراد بالحساب المناقشة { من نوقش الحساب عذب } ، والعرض عرض الأعمال وعرض الكتب وبعد ذلك الناس مجزيون بأعمالهم ، وعند الجزاء من الناس من يكون جزاءهم لكثرة أعمالهم الحسنة والشدة وإخلاصهم وتحقيقهم التوحيد من يثابون بعدم دخول النار بل ليس عليهم حساب ولا عقاب ويدخلون الجنة من أول وهلة ، أولئك الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون) ، بعد ذلك من الناس من تتساوى سيئاتهم وحسناتهم فيشفع فيهم رسول الله ﷺ أو غيره لأن هذه من الشفاعة العامة فيدخلون الجنة قبل أن يدخلوا النار ومن الناس من يؤمرون بدخول النار لكثرة أعمالهم السيئة وقلة أعمالهم الحسنة وبعد الأمر بهم إلى النار يشفع فيهم رسول الله ﷺ بإذن ربه فيحولون إلى الجنة ومن الناس من لا تسعفهم الشفاعات قبل دخول النار فيدخلون النار فيشفع فيهم رسول الله عليه الصلاة والسلام وغيره من الشافعين وقد يكونون من أصحاب الكبائر فيخرجون من النار بشفاعة الشافعين إلى هذا يشير رسول الله ﷺ بقوله : { شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي })وفي النهاية ينظر من في قلبه أدنى أدنى مثقال ذرةٍ من إيمان يخرجون من النار ويطرحون في نهر الحياة) وينبتون كما ينبت البقل أي بعد التطهير والنظافة يدخلون الجنة ، لأن الجنة دار الطيبين لا يدخلها إلا الطيبون ، الخلاصة من عقيدة أهل السنة والجماعة : اعتقاد أنه لا يخلد في النار من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان ، وفي لفظ من خير المراد الإيمان سواءً كان ذلك بشفاعة الشافعين أو برحمة رب العالمين سبحانه وتعالى هكذا الناس مجزيون بأعمالهم وقد يسعفهم الله سبحانه وتعالى كما [ سبق ] بشفاعة الشافعين من غيرعمل أي بعد أن عجزت أعمالهم . الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#89
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (89) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : ((والدليل قوله تعالى ( ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ( [ النجم : 31 ] والدليل قوله تعالى ( ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ( [ النجم : 31 ] )) والدليل قوله تعالى : ( ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا (دون زيادة وهذا من فضل الله وكرمه ( ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) بل كثرٌ منهم يجزون بالحسنى وزيادة ، الحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الله تعالى بالنسبة إلى المؤمنين الذين يؤمنون بصفة الوجه ، أما الذين ينكرون وجه الله الكريم فهؤلاء جديرون وقمنون بأن يحرموا النظر إلى وجه الله تعالى لأنهم لم يؤمنوا به . قوله : ((ومن كذب بالبعث فقد كفر ، والدليل قوله تعالى : ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئن بما عملتم وذلك على الله يسير ( [ التغابن : 7 ] )) الشرح : ومن كذب بالبعث كفر ، التكذيب بالبعث كفرٌ بالله لأنه تكذيب بخبر الله وخبر رسول الله??(، ومن كذب خبر الله سواء كان في البعث ، أو في بعض صفاته أو في الأحكام والعبادات أو أي خبر ، ومن كذب خبر الله وخبر رسوله عليه الصلاة والسلام يرتد وذلك من نواقض الإسلام والدليل قوله تعالى : ( زعم الذي كفروا أن لن يبعثوا (?وصفهم بأنهم كفروا ( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبئون بما عملتم وذلك على الله يسير ) الذين أوجدكم من لاشيء لا يعجز من أن يبعثكم بعد الموت لأن من الناحية النظرية العقلية الإبتداء أصعب من الإعادة ليس على الله شيء صعب . قوله : (( وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين والدليل قوله تعالى : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ( [ النساء : 165 ] )) الشرح : وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين ، هذا فيه بيان لوظائف الرسل ، وظيفتهم التبشير للمؤمنين والإنذار للعصاة والدليل قوله تعالى : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الناس حجة بعد الرسل ) لايقولوا ما بعثت إلينا رسلاً ولا أنزلت إلينا كتباً ، أما بعد إرسال الرسل وإنزال الكتب والبيان من الرسل ومن اتباع الرسل لا حجة للناس على الله ، هنا لنا وقفة ، وهل إرسال الرسل وإنزال الكتب إن لم يكن هناك بيان أو حال بين بعض الناس وبين هذه الحجة ، حجة الله في الأرض كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام إن وجدت شبه حالت بينهم وبين فهم كتاب الله أو بعبارة أخرى بينهم وبين فهم ما جاء به رسول الله ( هل يعذرون أم لا ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) لتبين لابد من البيان إذا بين الرسول ﷺ وقد بين بالفعل بياناً شافياً لكن حصل أحياناً شبه وضلالات حالت بين الناس وبين فهم ذلك البيان كالذي حصل بعد أن نشأ علم الكلام بين المسلمين من عهد العباسيين إلى عهدنا هذا ، التبس الأمر عند كثير من الناس في باب الأسماء والصفات ، ثم دخلت التصوف ووحدة الوجود بين المسلمين ، وألتبس الأمر على كثير من الناس في باب العبادة ، حصل خلطٌ وعدم التفريق بين حق الله تعالى وحق رسوله عليه الصلاة والسلام وحقوق الصالحين ، وأنحرف كثيرٌ من الناس في باب العقيدة ، وفي باب العبادة ، وفي باب الأحكام ، عن الجادة بسبب كثرة الشبهات حتى جهلوا ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام هل هؤلاء يعذرون حتى يتبين لهم الحق ؟ أم أنه يكفي مجرد إرسال الرسل وإنزال الكتب وإن حصل ما حصل من الشبه التي حالت بين كثير من الناس وبين فهم ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يليق بعدل الله تعالى والذي فهمه أهل التحقيق من علماء المسلمين ، أن من حصل له شيء من ذلك يعذر ، أما من تبين له الحق ، وتبين له الهدى ، وأبى إلا أن يتبع غير سبيل المؤمنين بعد تبين الحق عناداً أو تعصباً لمألوفاته وتقاليده هؤلاء لا يعذرون ، وأما قبل أن يتبين لهم الهدى ، ويحسبون أن ما هم عليه هو الهدى من الشرك والضلال ونفي الصفات ، فهولاء يعذرون لمعرفة هذه النقطة المهمة عليكم أن ترجعوا إلى كتب شيخ الإسلام أو كتاب الشيخ أبن عثيمين ( القواعد المثلى ) ، بعد هذه المسألة ، وذكر المراجع من كتب شيخ الإسلام لتتأكدوا من صحة هذا المذهب وأنه المذهب الحق إن شاء الله ، وإن الناس يعذرون في أصول الدين وفروع الدين على حدٍ سواء مالم يتبين لهم الهدى ويتبعوا بعد ذلك غير سبيل المؤمنين والله أعلم ، ولقد لخصت كذلك هذا المعنى في كتاب الصفات الألهية في الباب الخامس لتنقلوا منه إلى المراجع المذكورة هناك . الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#90
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (90) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : ((وأولهم نوح عليه السلام )) الشرح : وأولهم نوح عليه السلام ،أول الرسل وهي مسألة خلافية أولهم نوح أو آدم الذي عليه أكثر أهل العلم أولهم نوح لأنه إنما وقع الشرك في قومه ، ولم يقع الشرك قبل ذلك ولكن نؤكد على ذلك بعض الأثار التي تشير إلى آدم نبيٌ رسول ، وعلى كلٍ الآثار التي جاءت في هذه المسألة تحتاج إلى مراجعة وإلى تحقيق . قوله : (( وأخرهم محمد )) الشرح : وأولهم نوح عليه السلام وآخرها محمد عليه الصلاة والسلام ، وهو خاتم النبيين من أنكر كونه خاتم النبيين وادعى النبوة بعده سواءٌ لنفيه أو لغيره فهو مرتد ، والدليل على أن أولهم نوح عليه السلام قوله تعالى : ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) هذه الآية التي استدل بها المؤلف وقبله غير واحدٍ من أهل العلم يعترض بعضهم على دلا لتها على المراد وأنها ليست نصاً في أن أول الرسل نوح ولكنها ظاهر وفرق بين النص وبين الظاهر ، الظاهر ما يحتمل معنيين ، والنص مالا يحتمل إلا معنى واحداً والآية ظاهرة ليست بنص في المسألة . والله أعلم الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أقوال العلماء السلفيين في حكم من حكَّم القوانين | أبو حمزة مأمون | منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب | 0 | 10-06-2010 01:51AM |
(الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء) | أبوعبيدة الهواري الشرقاوي | منبر الجرح والتعديل | 0 | 21-12-2008 12:07AM |
شرح كتاب ثلاثة الأصول | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 3 | 13-10-2007 08:38PM |
أصول في التفسير (للشيخ/محمد بن صالح العثيمين رحمه الله) | طارق بن حسن | منبر القرآن العظيم وعلومه | 1 | 13-12-2006 12:12AM |
صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر البدع المشتهرة | 0 | 12-09-2004 12:02PM |