القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية للمجلة »
موقع الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني »
المحاضرات والدروس العلمية »
الخطب المنبرية الأسبوعية »
القناة العلمية »
فهرس المقالات »
فتاوى الشيخ الجديدة »
برنامج الدروس اليومية للشيخ »
كيف أستمع لدروس الشيخ المباشرة ؟ »
خارطة الوصول للمسجد »
تزكيات أهل العلم للشيخ ماهر القحطاني »
اجعلنا صفحتك الرئيسية »
اتصل بنا »
ابحث في مجلة معرفة السنن والآثار »
ابحث في المواقع السلفية الموثوقة »
لوحة المفاتيح العربية
البث المباشر للمحاضرات العلمية
دروس الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله والتي تنقل عبر إذاعة معرفة السنن والآثار العلمية حسب توقيت مكة المكرمة حرسها الله :: الجمعة|13:00 ظهراً| كلمة منهجية ثم شرح كتاب الضمان من الملخص الفقهي للعلامة الفوزان حفظه الله وشرح السنة للبربهاري رحمه الله :: السبت|19:00| شرح كشف الشبهات للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :: الأحد|19:00 مساءً| شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي رحمه الله :: الاثنين|19:00 مساءً| شرح سنن أبي داود السجستاني:: الثلاثاء|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج وسنن أبي عيسى الترمذي رحمهما الله :: الأربعاء|19:00 مساءً| شرح الموطأ للإمام مالك بن أنس رحمه الله :: الخميس|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام البخاري رحمه الله
 
جديد فريق تفريغ المجلة


العودة   مجلة معرفة السنن والآثار العلمية > السـاحة الإســلاميـــة > منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك
مشاركات اليوم English
نود التنبيه على أن مواعيد الاتصال الهاتفي بفضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله، ستكون بمشيئة الله تعالى من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، وفي جميع أيام الأسبوع عدا الخميس و الجمعة، آملين من الإخوة الكرام مراعاة هذا التوقيت، والله يحفظكم ويرعاكم «رقم جوال الشيخ: السعودية - جدة 00966506707220».

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #76  
قديم 27-05-2015, 03:29AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 66 )



تفصيل مراتب القدر
الدرجة الأولى وما تتضمنه

فالدرجة الأولى‏:‏ الإيمان بأن الله تعالى عليم بما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلًا وأبدًا‏.‏
وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال‏.‏
ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق‏.‏ فأول ما خلق الله القلم، قال له‏:‏ اكتب‏.‏ قال‏:‏ ما أكتب‏ ؟‏
قال‏:‏ اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة‏.‏ فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه‏.‏ وما أخطأه لم يكن ليصيبه‏.‏
جفت الأقلام وطويت الصحف‏.‏



كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ‏}‏
وقال‏:‏ ‏{‏مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى
اللَّهِ يَسِيرٌ‏}‏ وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة وتفصيلًا‏.‏ فقد كتب في اللوح
المحفوظ ما شاء‏.‏


وإذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث إليه ملكًا فيؤمر بأربع كلمات فيقال له‏:‏ اكتب رزقه وأجله وعمله
وشقي أو سعيد‏.‏ ونحو ذلك‏.‏ فهذا التقدير قد كان ينكره غلاة القدرية قديما ومنكروه اليوم قليل‏.‏



[ الشرح ]:

قوله‏:‏ ‏(‏أزلًا‏)‏ الأزل‏:‏ القدم الذي لا بداية له‏.‏
وقوله‏:‏ ‏(‏أبدًا‏)‏ الأبد‏:‏ هو الدوام في المستقبل الذي لا نهاية له‏.‏
و ‏(‏الطاعات‏)‏‏:‏ جمع طاعة وهي موافقة الأمر‏.
‏ و ‏(‏المعاصي‏)‏‏:‏ جمع معصية وهي مخالفة الأمر، و ‏(‏الأرزاق‏)‏‏:‏ جمع رزق وهو ما ينفع‏.
‏ ‏(‏والآجال‏)‏‏:‏ جمع أجل وهو مدة الشيء‏.‏
وأجل الإنسان نهاية وقته في الدنيا بالموت‏.‏
و ‏(‏اللوح المحفوظ‏)‏ وهو أم الكتاب ‏(‏محفوظ‏)‏ من الزيادة والنقصان فيه‏.‏
ذكر الشيخ هنا ما تتضمنه الدرجة
الأولى من درجتي الإيمان بالقدر وأنها تتضمن شيئين أي مرتبتين‏.‏


المرتبة الأولى‏:‏ الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء من الموجودات والمعدومات، هذا العلم الذي
هو صفة من صفاته تعالى الذاتية التي لا يزال متصفا بها أزلًا وأبدًا‏.‏ ومن ذلك علمه بأعمال الخلق من الطاعات
والمعاصي وعلمه بأحوالهم من الأرزاق والآجال وغيرها‏.‏


المرتبة الثانية‏:‏ مرتبة الكتابة‏.‏ هي أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق فما يتحدث شيء في الكون
إلا وقد علمه الله وكتبه قبل حدوثه‏.‏

ثم استدل الشيخ ـ رحمه الله ـ على ذلك بأدلة من الكتاب والسنة‏.‏ فمن أدلة السنة على ذلك الحديث الذي
ذكر الشيخ معناه‏.‏

ولفظه كما رواه أبو داود في سننه عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ سمعت رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏أول ما خلق الله القلم‏.‏ فقال له‏:‏ اكتب‏.‏ قال‏:‏ وما أكتب‏؟‏ قال‏:‏ اكتب مقادير
كل شيء حتى تقوم الساعة‏)‏ فهذا الحديث يدل على مرتبة الكتابة وأن المقادير كلها مكتوبة‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏أول ما خلق الله القلم قال له اكتب‏)‏ روي بنصب ‏(‏أول‏)‏ و ‏(‏القلم‏)‏ على أن الكلام جملة واحدة
ومعناه‏:‏ أنه عند أول خلقه القلم قال له‏:‏ اكتب‏.‏ وروي برفع ‏(‏أول‏)‏ و ‏(‏القلم‏)‏ على أن الكلام جملتان‏:‏ الأولى
‏(‏أول ما خلق الله القلم‏)‏، و ‏(‏قال له اكتب‏)‏ جملة ثانية‏.‏ فيكون المعنى‏:‏ أن أول المخلوقات من هذا العالم القلم‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه‏.‏‏.‏ إلخ‏)‏ من كلام عبادة بن الصامت راوي الحديث‏.‏ أي‏:‏
ما يصيب الإنسان مما ينفعه أو يضره فهو مقدر عليه لابد أن يقع به ولا يقع به خلافه‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏جفت الأقلام
وطويت الصحف‏)‏ كناية عن سبق كتابة المقادير والفراغ منها‏.‏ وهو معنى ما جاء في حديث ابن عباس‏:‏
‏(‏رفعت الأقلام وجفت الصحف‏)‏ رواه الترمذي‏.‏


ثم ذكر الشيخ من أدلة القرآن قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي
كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ‏}‏ ‏{‏أَلَمْ تَعْلَمْ‏}‏‏:‏ الاستفهام للتقرير‏.‏ أي‏:‏ قد علمت يا محمد وتيقنت ‏{‏أَنَّ
اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ‏}‏ فيه إحاطة علمه بالعالم العلوي والعالم السفلي وهذه مرتبة العلم ‏
{‏إِنَّ ذَلِكَ‏}‏ أي‏:‏ الذي في السماء والأرض من معلوماته ‏{‏فِي كِتَابٍ‏}‏ أي‏:‏ أن إحاطة علمه بما في السماء
والأرض وكتابته يسير عليه‏.‏



والشاهد من الآية الكريمة‏:‏ أن فيها إثبات علم الله بالأشياء وكتابتها في اللوح المحفوظ، وهذا هو ما تتضمنه
الدرجة الأولى

واستدل الشيخ أيضًا بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ
أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ‏}‏ ‏{‏مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ‏}‏ من قحط مطر وضعف نبات ونقص
ثمار ‏{‏وَلا فِي أَنفُسِكُمْ‏}‏ بالآلام والأسقام وضيق العيش ‏{‏إِلاَّ فِي كِتَابٍ‏}‏ أي‏:‏ إلا وهي مكتوبة في اللوح المحفوظ
‏{‏مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا‏}‏ أي‏:‏ قبل أن نخلقها ونوجدها ‏{‏إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ‏}‏ أي‏:‏ أن لإثباتها في الكتاب على
كثرتها يسير على الله سبحانه‏.‏

والشاهد من الآية الكريمة‏:‏ أن فيها دليلًا على كتابة الحوادث في اللوح المحفوظ قبل وقوعها‏.‏ ويتضمن
ذلك علمه بها قبل الكتابة فهي دليل على مرتبتي العلم والكتابة‏.‏


ثم بعد ذلك أشار الشيخ ـ رحمه الله ـ إلى أن التقدير نوعان‏:‏ تقدير عام شامل لكل كائن، وهو الذي تقدم
الكلام عليه بأدلته وهو المكتوب في اللوح المحفوظ، وتقدير خاص، وهو تفصيل للقدر العام،
وهو ثلاثة أنواع‏:‏ تقدير عمري، وتقدير حولي، وتقدير يومي‏.‏
هذا معنى قول الشيخ‏.‏ ‏(‏وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه يكون في مواضع جملة‏)‏ أي‏:‏ تقديرًا عامًا
وهو المكتوب في اللوح المحفوظ يعم جميع المخلوقات ‏(‏وتفصيلًا‏)‏ أي‏:‏ تقديرًا خاصًا مفصلًا للتقدير
العام وهو‏:‏

1 ـ التقدير العمري، كما في حديث ابن مسعود في شأن ما يكتب على الجنين في بطن أمه من
أربع الكلمات‏:‏ رزقه وأجله وعمله وشقاوته أو سعادته‏.‏


2 ـ تقدير حولي، وهو ما يقدر في ليلة القدر من وقائع العام كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ
حَكِيمٍ‏}‏ الآية ‏(‏4‏)‏ من سورة الدخان‏.‏

3 ـ تقدير يومي وهو ما يقدر من حوادث اليوم من حياة وموت وعزل وذل إلى غير ذلك‏.‏ كما في قوله تعالى‏:‏
‏{‏كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ‏}‏ الآية ‏(‏29‏)‏ من سورة الرحمن‏.‏ وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ ‏(‏إن الله خلق لوحًا
محفوظًا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابته نور وعرضه ما بين السماء والأرض، ينظر في
كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة، يحيى ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء‏.‏ فكذلك قوله سبحانه‏:‏ ‏{‏كُلَّ
يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ‏}‏‏)‏ رواه عبد الرزاق وابن المنذر والطبراني والحاكم ‏[‏رواه الحاكم ‏(‏2/474‏)‏ و ‏(‏519‏)‏
ـ وصححه‏!‏ ـ وابن جرير الطبري ‏(‏27/135‏)‏ وأبو الشيخ في ‏(‏العظمة‏)‏ ‏(‏2/492‏)‏ والبيهقي في
‏(‏الأسماء والصفات‏)‏ ‏(‏828‏)‏‏]‏‏.‏

وقوله‏:‏ ‏(‏فهذا القدر‏)‏ أي‏:‏ الذي سبق بيانه بنوعيه العام والخاص ‏(‏قد كان ينكره غلاة القدرية‏)‏ أي‏:‏ المبالغون
في نفي القدر فنكرون علم الله بالأشياء قبل وجودها وكتابته لها في اللوح المحفوظ وغيره، ويقولون‏:‏ إن الله
أمر ونهى وهو لا يعلم من يطيعه ممن يعصيه فالأمر أنف‏.‏ أي‏:‏ مستأنف لم يسبق في علم الله وتقديره‏.‏
وهؤلاء كفرهم الأئمة لكنهم انقرضوا، ولهذا قال الشيخ‏:‏ ‏(‏ومنكروه اليوم قليل‏)‏ وبقيت الفرقة التي تقر
بالعلم، ولكن تنفي دخول أفعال العباد في القدر وتزعم أنها مخلوقة لهم استقلالًا لم يخلقها الله ولم
يردها‏.‏ كما يأتي بيانه‏.‏




------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf







رد مع اقتباس
  #77  
قديم 27-05-2015, 03:44AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 67 )

[ المتن ] :

الدرجة الثانية وما تتضمنه


وأما الدرجة الثانية‏:‏ فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن‏.‏
وأنه ما في السموات وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله سبحانه‏.‏ لا يكون في ملكه
ما لا يريد‏.‏ وأنه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات‏.‏ فما من مخلوق في الأرض ولا
في السماء إلا الله خالقه سبحانه، لا خالق غيره ولا رب سواه‏.‏



[ الشرح ]:

هذا بيان للمرتبة الثالثة ‏[‏اعتبرها المصنف ـ رحمه الله ـ ‏(‏الثانية‏)‏ لأنه جعل العلم والكتابة درجة واحدة‏.
‏ والمرتبة الرابعة من مراتب القدر‏]‏‏.‏
أشار إلى الثالثة بقوله‏:‏ ‏(‏فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة‏)‏
والنافذة‏:‏ هي الماضية التي لا راد لها، والشاملة هي العامة لكل شيء من الموجودات والمعدومات‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏وهو الإيمان‏)‏ أي‏:‏ ومعنى الإيمان بهذه المرتبة اعتقاد‏:‏ ‏(‏أن ما شاء الله كان‏)‏ أي‏:‏ وجد ‏(‏وما لم يشأ لم
يكن‏)‏ أي‏:‏ لم يوجد ‏(‏وأنه ما في السموات من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله‏)‏ أي‏:‏ لا يحصل شيء من
ذلك إلا وقد شاءه الله سبحانه ‏(‏لا يكون في ملكه ما لا يريد‏)‏ وقوعه كونًا وقدرًا ‏(‏وأنه سبحانه على كل شيء
قدير من الموجودات والمعدومات‏)‏ لدخولها تحت عموم ‏(‏كل شيء‏)‏ فالله قد أخبر في آيات كثيرة أنه على
كل شيء قدير‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه‏)‏ هذا فيه إشارة إلى المرتبة الرابعة
وهي مرتبة الخلق والإيجاد، فكل ما سوى الله فهو مخلوق وكل الأفعال خيرها وشرها صادرة عن خلقه
وإحداثه لها ‏(‏لا خالق غيره ولا رب سواه‏)‏‏.‏

ولما فرغ الشيخ من ذكر مراتب القدر نبه على مسائل تتعلق بهذا الموضوع‏.‏


المسألة الأولى‏:‏ أنه لا تعارض بين القدر والشرع‏.‏
المسألة الثانية‏:‏ لا تعارض بين تقدير الله وقوع المعاصي وبغضه لها‏.‏
المسألة الثالثة‏:‏ لا تعارض بين تقدير الله لأفعال العباد وكونهم يفعلونها باختيارهم‏.‏


------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf








رد مع اقتباس
  #78  
قديم 27-05-2015, 03:51AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 68 )

[ المتن ] :

لا تعارض بين القدر والشرع، ولا بين تقديره للمعاصي وبغضه لها

ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته‏.‏ وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين‏.‏
ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين‏.‏ ولا يرضى عن القوم الفاسقين‏.‏ ولا يأمر بالفحشاء‏.‏
ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد‏.‏




[ الشرح ]:


لما قرر الشيخ ـ رحمه الله ـ القدر بمراتبه الأربع‏:‏ العلم، والكتابه، والمشيئة والإرادة، والخلق والإيجاد‏.‏
وأنه ما من شيء يحدث إلا وقد علمه الله وكتبه وشاءه وأراده وأوجده، بين هنا أنه لا تعارض بين ذلك وبين
كونه أمر العباد بطاعته ونهاهم عن معصيته، ولا بين تقديره وقوع المعصية وبغضه لها‏.‏ فقوله‏:‏ ‏(‏ومع ذلك‏)‏
أي‏:‏ مع كونه سبحانه هو الذي علم الأشياء وقدرها وكتبها وأرادها وأوجدها ‏(‏فقد أمر العباد بطاعته وطاعة
رسوله ونهاهم عن معصيته‏)‏ كما دلت على ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة، أمر فيها بالطاعة ونهى عن المعصية،
ولا تعارض في ذلك بين شرعه وقدره كما يظنه بعض الضلال الذين يعارضون بين الشرع والقدر‏.‏



يقول الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا الموضوع في رسالته التدميرية‏:‏ وأهل الضلال انقسموا إلى ثلاث فرق‏:
‏ مجوسية ومشركية وإبليسية‏.‏



فالمجوسية‏:‏ الذين كذبوا بقدر الله وإن آمنوا بأمره ونهيه فغلاتهم أنكروا العلم والكتاب، ومقتصدوهم أنكروا
عموم مشيئته وخلقه وقدرته، وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم‏.‏

والفرقة الثانية‏:‏ المشركية الذين أقروا بالقضاء والقدر، وأنكروا الأمر والنهي، قال تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ
لَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ‏}‏ الآية ‏(‏148‏)‏ الأنعام‏.‏ فمن احتج على تعطيل الأمر
والنهي فهو من هؤلاء‏.‏



والفرقة الثالثة‏:‏ وهم الإبليسية الذين أقروا بالأمرين لكن جعلوا هذا تناقضًا من الرب سبحانه وتعالى وطعنوا
في حكمته وعدله‏.‏ كما يذكر ذلك عن إبليس مقدمهم‏.‏



والمقصود أن هذا مما تقوله أهل الضلال‏.‏ وأما أهل الهدى والفلاح فيؤمنون بهذا وهذا‏.‏ ويؤمنون بأن الله
خالق كل شيء وربه ومليكه، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وهو على كل شيء قدير‏.‏ وأحاط بكل شيء
علمًا‏.‏ وكل شيء أحصاه في إمام مبين‏.‏ ا ه ـ‏.‏



وقوله‏:‏ ‏(‏وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين‏)‏ أي‏:‏ يحب من اتصف بالصفات الحميدة
كالتقوى والإحسان والقسط ‏(‏ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات‏)‏ كما أخبر بذلك في آيات كثيرة
لما اتصفوا به من الإيمان والعمل الصالح ‏(‏ولا يحب الكافرين‏.‏ ولا يرضى عن القوم الفاسقين‏)‏ أي‏:‏ لا يرضى
عمن اتصف بالصفات التي يبغضها كالكفر والفسوق وسائر الصفات الذميمة ‏(‏ولا يأمر بالفحشاء‏)‏ وهي ما تناهى
قبحه من الأقوال والأفعال ‏(‏ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد‏)‏ لقبحهما ولما فيهما من المضرة
على العباد والبلاد‏.‏



ويريد الشيخ ـ رحمه الله ـ بهذا الكلام الرد على من زعم أن الإرادة والمحبة بينهما تلازم، فإذا أراد الله شيئًا فقد
أحبه وإذا شاء شيئًا فقد أحبه‏.‏ وهذا قول باطل والقول الحق أنه لا تلازم بين الإرادة والمحبة أو بين المشيئة
والمحبة‏.


‏ أعني الإرادة الكونية والمشيئة، فقد يشاء الله ما لا يحبه‏.‏ وقد يحب ما لا يشاء وجوده‏.‏ مثال الأول
مشيئة وجود إبليس وجنوده ومشيئته العامة لما في الكون مع بغضه لبعضه‏.‏ ومثال الثاني محبته لإيمان الكفار
وطاعات الكفار ولم يشأ وجود ذلك منهم ولو شاءه لوجد‏.‏




------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf







رد مع اقتباس
  #79  
قديم 27-05-2015, 03:57AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم







【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 69 )


[ المتن ] :


ـ لا تنافي بين إثبات القدر وإسناد أفعال العباد إليهم حقيقة وأنهم يفعلونها باختيارهم
والعباد فاعلون حقيقة والله خالق أفعالهم، والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد
قدرة على أعمالهم ولهم إرادة، والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم‏.‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ
وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏(الآيتان ‏(‏28، 29‏)‏ من سورة التكوير‏.‏


وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مجوس هذه الأمة‏.‏
ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره، ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها
ومصالحها‏.‏



[ الشرح ]:

أراد الشيخ ـ رحمه الله ـ بهذا الكلام أن يبين أنه لا تنافي بين إثبات القدر بجميع مراتبه السابقة وبين
كون العباد يفعلون باختيارهم ويعملون بإرادتهم، وقصده بهذا الرد على من زعم أن إثبات ذلك يلزم منه التناقض،
ومن ثم ذهبت طائفة منهم إلى الغلو في إثبات القدر حتى سلبوا العبد قدرته واختياره‏.‏

وذهبت الطائفة الثانية إلى الغلو في إثبات أفعال العباد واختيارهم حتى جعلوهم هم الخالقين لها ولا تعلق
لها بمشيئة الله ولا تدخل تحت قدرته‏.‏


ويقال للطائفة الأولى‏:‏ الجبرية لأنهم يقولون‏:‏ إن العبد مجبر على ما يصدر منه لا اختيار له فيه‏.‏


ويقال للطائفة الثانية‏:‏ القدرية النفاة لأنهم ينفون القدر‏.‏
فقول الشيخ ـ رحمه الله ـ‏:‏ ‏(‏والعباد فاعلون حقيقة‏)‏ رد على الطائفة الأولى وهم الجبرية لأنهم يقولون إن العباد
ليسوا فاعلين حقيقة وإسناد الأفعال إليهم من باب المجاز‏.‏

وقوله‏:‏ ‏(‏والله خالقهم وخالق أفعالهم‏)‏ رد على الطائفة الثانية القدرية النفاة لأنهم يقولون‏:‏ إن الله لم يخلق أفعال
العباد وإنما هم خلقوها استقلالًا دون مشيئة الله وتقديره لها‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة‏)
‏ رد على الجبرية، أي‏:‏ ليس العباد بمجبرين على تلك الأعمال لأنه لو كان كذلك لما صح وصفهم بها،
لأن فعل المجبر لا ينسب إليه ولا يوصف به ولا يستحق عليه الثواب أو العقاب‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏والله خالقهم وخالق قدرتهم‏)‏ رد على القدرية النفاة حيث زعموا أن العباد يخلقون أفعالهم بدون
إرادة الله ومشيئته كما سبق‏.‏ ثم استدل الشيخ في الرد على الطائفتين بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن
يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏}‏ فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ‏}‏ فيه الرد على
الجبرية لأنه أثبت للعباد مشيئة وهم يقولون لا مشيئة لهم‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ
الْعَالَمِينَ‏}‏ فيه الرد على القدرية القائلين بأن مشيئة العبد مستقلة بإيجاد الفعل من غير توقف على مشيئة الله،
وهذا باطل لأن الله علق مشيئة العباد على مشيئته سبحانه وربطها بها‏.‏


قوله‏:‏ ‏(‏وهذه الدرجة من القدر‏)‏ وهي عموم مشيئته وإرادته لكل شيء، وعموم خلقه لكل شيء، وأن العباد
فاعلون حقيقة والله خالقهم وخالق أفعالهم ‏(‏يكذب بها عامة القدرية‏)‏ النفاة حيث يزعمون أن العبد يخلق فعل
نفسه بدون مشيئة الله وإرادته ‏(‏الذين سماهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مجوس هذه الأمة‏)‏ ‏[‏رواه أبو
داود ‏(‏4691‏)‏ واللالكائي ‏(‏2/641‏)‏ وابن أبي عاصم ‏(‏145‏)‏ عن حذيفة‏.‏ ورواه أحمد ‏(‏2/86‏)‏ عن ابن عمر‏.
‏ وحسنه الحافظ ابن حجر في ‏(‏أجوبة المصابيح‏)‏ ‏(‏رقم 2‏)‏‏]‏‏.‏ لمشابهتهم المجوس الذين يثبتون خالقين هما‏:‏
النور والظلمة، فيقولون‏:‏ إن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة، فصاروا ثنويه‏.‏ وكذلك هؤلاء القدرية
جعلوا خالقًا مع الله حيث زعموا أن العباد يخلقون أفعالهم بدون إرادة الله ومشيئته، بل يستقلون بخلقها،
ولم يثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سماهم مجوس هذه الأمة لتأخر ظهورهم عن وقت النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ فأكثر ما يجيء من ذمهم إنما هو موقوف على الصحابة‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏ويغلو فيها‏)‏ أي‏:‏ هذه الدرجة من القدر‏.‏ والغلو هو الزيادة في الشيء عن الحد المطلوب ‏(‏قوم من
أهل الإثبات‏)‏‏:‏ فاعل يغلو، والمراد بهم الجبرية الذين قالوا‏:‏ إن العبد مجبر على فعله ‏(‏حتى سلبوا العبد
قدرته واختياره‏)‏‏.‏

فالأولون غلوا في إثبات أفعال العباد حتى أخرجوها عن مشيئة الله، وهؤلاء غلوا في نفي أفعال العباد حتى سلبوهم
القدرة والاختيار‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها ومصالحها‏)‏ جمع حكمة ومصلحة،
أي‏:‏ أن الجبرية في مذهبهم هذا حينما نفوا أفعال العباد وسلبوهم القدرة والاختيار نفوا حكمة الله في أمره
ونهيه وثوابه وعقابه، فقالوا‏:‏ إنه يثيب أو يعاقب العباد على ما ليس من فعلهم ويأمرهم بما لا يقدرون عليه،
فاتهموا الله بالظلم والعبث، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا‏.‏




------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf









رد مع اقتباس
  #80  
قديم 28-05-2015, 02:48AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 70 )



حقيقة الإيمان وحكم مرتكب الكبيرة
فصل


[ المتن ] :

ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان
والجوارح‏.‏ وأن الإيمان بزيد بالطاعة وينقص بالمعصية‏.‏ وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي
والكبائر كما يفعله الخوارج، بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي‏.‏ كما قال سبحانه في آية القصاص‏:‏ ‏{‏فَمَنْ
عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ‏}‏ ‏[‏الآية ‏(‏178‏)‏ من سورة البقرة‏]‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏{‏وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ
فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ‏}‏ الآيتان
‏(‏9، 10‏)‏ من سورة الحجرات‏.‏ ولا يسلبون الفاسق الملي الإسلام بالكلية‏.‏ ولا يخلدونه في النار كما تقوله
المعتزلة‏.‏ بل الفاسق يدخل في اسم الإيمان المطلق كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ‏}‏ الآية ‏(‏92‏)‏
من سورة النساء‏.‏ وقد لا دخل في اسم الإيمان المطلق كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ
اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا‏)‏ الآية ‏(‏2‏)‏ من سورة الأنفال‏.‏ وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏
:‏ ‏(‏لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها
وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن‏)‏ ‏[‏رواه البخاري
‏(‏2475‏)‏ ومسلم ‏(‏57‏)‏ عن أبي هريرة‏]‏‏.‏ ونقول هو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، فلا يعطى
الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم‏.‏



[ الشرح ]:

قوله‏:‏ ‏(‏ومن أصول أهل السنة والجماعة‏)‏ أي‏:‏ القواعد التي بنيت عليها عقيدتهم ‏(‏أن الدين‏)‏ هو لغة‏:‏ الذل والانقياد‏.‏
وشرعًا‏:‏ هو ما أمر الله به ‏(‏والإيمان‏)‏ لغة‏:‏ التصديق (1)‏، وشرعًا‏:‏ هو ما ذكره الشيخ بقوله‏:‏ ‏(‏قول وعمل‏:‏
قول القلب واللسان‏.‏ وعمل القلب واللسان والجوارح‏)‏ هذا هو تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة‏:‏ أنه
قول وعمل‏.‏ فالقول قسمان‏:‏ قول القلب وهو الاعتقاد، وقول اللسان هو التكلم بكلمة الإسلام‏.‏ والعمل
قسان‏:‏ عمل القلب وهو نية وإخلاص‏.‏ وعمل الجوارح ـ أي‏:‏ الأعضاء ـ كالصلاة والحج والجهاد‏.‏


والفرق بين أقوال القلب وأعماله‏:‏ أن أقواله هي العقائد التي يعتبر فها ويعتقدها، وأما أعمال القلب فهي حركته
التي يحبها الله ورسوله، وهي محبة الخير وإرادته الجازمة وكراهية الشر والعزم على تركه‏.‏ وأعمال القلب تنشأ
عنها أعمال الجوارح وأقوال اللسان‏.‏ ومن ثم صارت أقوال اللسان وأعمال الجوارح من الإيمان‏.‏


أقوال الناس في تعريف الإيمان‏:‏
1 ـ عند أهل السنة والجماعة‏:‏ أنه اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان‏.‏
2 ـ عند المرجئة‏:‏ أنه اعتقاد بالقلب ونطق باللسان فقط‏.‏
3 ـ عند الكرامية‏:‏ أنه نطق باللسان فقط‏.‏
4 ـ عند الجبرية‏:‏ أنه الاعتراف بالقلب أو مجرد المعرفة في القلب‏.‏
5 ـ عند المعتزلة‏:‏ أنه اعتقاد القلب ونطق اللسان وعمل الجوارح‏.‏


والفرق بينهم، أي‏:‏ المعتزلة وبين أهل السنة أن مرتكب الكبيرة يسلب اسم الإيمان بالكلية ويخلد في النار
عندهم، وعند أهل السنة لا يسلب الإيمان بالكلية بل هو مؤمن ناقص الإيمان ولا يخلد في النار إذا دخلها‏.‏
والحق ما قاله أهل السنة والجماعة لأدلة كثيرة‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏وإن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية‏)‏ أي‏:‏ ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الإيمان يتفاضل
بالزيادة والنقصان فتزيده الطاعة وينقص بالمعصية‏.‏ ويدل على ذلك أدلة كثيرة منها قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا‏}‏ الآية ‏(‏2‏)‏ الأنفال، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لِيَزْدَادُوا
إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ‏}‏ الآية ‏(‏4‏)‏ الفتح وغير ذلك من الأدلة‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاضي والكبائر كما يفعله الخوارج‏)‏ أي‏:‏ وأهل السنة
والجماعة مع أنهم يرون أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية،
هم مع ذلك لا يحكمون بالكفر على من يدعي الإسلام ويستقبل الكعبة بمطلق ارتكابه المعاصي التي هي
دون الشرك والكفر ‏(‏كما يفعله الخوارج‏)‏ حيث قالوا‏:‏ من فعل كبيرة فهو في الدنيا كافر وفي الآخرة مخلد
في النار لا يخرج منها‏.‏


فأهل السنة يرون ‏(‏أن الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي‏)‏ فالعاصي أخ لنا في الإيمان، واستدل الشيخ على
ذلك بقوله تعالى في آية القصاص‏:‏ ‏{‏فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ‏}‏ المعنى‏:‏ أن الجاني إذا
عفا عنه المجني عليه أو وليه عن القصاص ورضي بأخذ المال في الدية فعلى مستحق المال أن يطلبه بالمعروف
من غير عنف، وعلى من عليه المال أن يؤديه إليه من غير مماطله‏.‏ ووجه الاستدلال من الآية‏:‏ أنه سمى القاتل
أخًا للمقتول مع أن القتل كبيرة من كبائر الذنوب ومع هذا لم تزل معه الأخوة الإيمانية‏.‏


واستدل الشيخ أيضًا بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا‏}‏ الآيتين، ووجه الاستدلال
من الآيتين الكريمتين أنه سماهم مؤمنين مع وجود الاقتتال والبغي بينهم، وسماهم إخوة للمؤمنين بقوله‏:‏ ‏{‏فَأَصْلِحُوا
بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ‏}‏‏.‏



ومعنى الآية إجمالًا‏:‏ أنه إذا تقاتل فريقان من المسلمين فعلى المسلمين أن يسعوا في الصلح بينهم ويدعوهم
إلى حكم الله، فإن حصل بعد ذلك التعدي من إحدى الطائفتين على الأخرى ولم تقبل الصلح، كان على المسلمين
أن يقاتلوا هذه الطائفة الباغية حتى ترجع إلى أمر الله وحكمه، فإن رجعت تلك الطائفة عن بغيها وأجابت
الدعوة إلى كتاب الله وحكمه، فعلى المسلمين أن يعدلوا بين الطائفتين في الحكم، ويتحرروا الصواب المطابق
لحكم الله، ويأخذوا على يد الطائفة الظالمة حتى تخرج من الظلم وتؤدي ما يجب عليها للأخرى‏.‏


ثم أمر الله سبحانه المسلمين أن يعدلوا في كل أمورهم بعد أمرهم بهذا العدل الخاص بالطائفتين المقتتلتين،
فقال‏:‏ ‏{‏وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ‏}‏ أي‏:‏ اعدلوا إن الله يحب العادلين‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ‏}‏‏:‏ جملة مستأنفة مقررة لما قبلها من الأمر بالإصلاح‏.‏


والمعنى‏:‏ إنهم يرجعون إلى أمر واحد هو الإيمان فهم إخوة في الدين ‏{‏فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ‏}‏ يعني‏:‏
كل مسلمين تخاصمًا وتقاتلًا، وتخصيص الاثنين بالذكر لإثبات وجوب الإصلاح فيما فوقهما بطريق الأولى‏.
‏ ‏(‏واتقوا الله‏)‏ في كل أموركم ‏(‏لعلكم ترحمون‏)‏ بسبب التقوى‏.‏



وقوله‏:‏ ‏(‏ولا يسلبون الفاسق الملي الإسلام بالكلية، ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة‏)‏ أي‏:‏ ومن أصول
أهل السنة والجماعة أنهم ‏(‏لا يسلبون‏)‏ أي‏:‏ لا ينفون عن ‏(‏الفاسق‏)‏ الفسق‏:‏ هو الخروج عن طاعة الله، والمراد بالفاسق
هنا‏:‏ الذي يرتكب بعض الكبائر كشرب الخمر والزنا والسرقة مع اعتقاد حرمة ذلك‏.‏ ‏(‏الملي‏)‏ أي‏:‏ الذي على
ملة الإسلام، ولم يرتكب من الذنوب ما يوجب كفره‏.‏ فأهل السنة والجماعة لا يسلبونه الإسلام بالكلية فيحكمون
عليه بالكفر كما تقوله الخوارج في الدنيا ‏(‏ولا يخلدونه في النار‏)‏ أي‏:‏ يحكمون عليه بالكفر كما تقوله
الخوارج في الدنيا ‏(‏ولا يخلدونه في النار‏)‏ أي‏:‏ يحكمون عليه بإلخلود في النار في الآخرة وعدم خروجه
منها إذا دخلها ‏(‏كما تقوله المعتزلة‏)‏ والخوارج، فالمعتزلة يرون أن الفاسق لا يسمى مسلمًا ولا كافرًا، بل هو
عندهم بالمنزلة بين المنزلتين، هذا حكمه عندهم في الدنيا‏.‏ وأما حكمه عندهم في الآخرة فهو مخلد في النار‏.‏
والأدلة على بطلان هذا المذهب كثيرة، وقد مر بعضها، وسيأتي ذكر بقيتها‏.‏

ثم بين الشيخ ـ رحمه الله ـ الحكم
الصحيح الذي ينطبق على الفاسق الملي مؤيدًا بأدلته من الكتاب والسنة فقال‏:‏ ‏(‏بل الفاسق يدخل في اسم
الإيمان المطلق‏)‏ أي‏:‏ مطلق الإيمان الذي يدخل فيه الإيمان الكامل والإيمان الناقص كما في قوله‏:‏ ‏{‏فَتَحْرِيرُ
رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ‏}‏ فإن من أعتق رقبة مؤمنة وإن كان المعتق فاسقًا فيما يشترط فيه إيمان الرقبة المعتقة، ككفارة الظهار
والقتل، أجزأه ذلك العتق باتفاق العلماء لأن ذلك يدخل في عموم الآية وإن لم يكن المعتق من أهل الإيمان الكامل‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏وقد لا يدخل‏)‏ أي‏:‏ الفاسق الملي ‏(‏في اسم الإيمان المطلق‏)‏ أي‏:‏ إذا أريد بالإيمان الكامل كما في قوله
تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ‏}‏ الآية لأن المراد بالإيمان المذكور في الآية الكريمة
الإيمان الكامل، فلا يدخل فيه الفاسق لأن إيمانه ناقص‏.‏ ولنرجع إلى تفسير الآية الكريمة‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا‏}‏‏:‏ أداة حصر
تثبت الحكم للمذكور وتنفيه عما سواه ‏{‏الْمُؤْمِنُونَ‏}‏ أي‏:‏ الإيمان الكامل ‏{‏إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ‏}‏ أي‏:‏ ذكرت عظمته وقدرته
وما خوف به من عصاه ‏{‏وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ‏}‏ أي‏:‏ خافت‏.‏ ‏{‏وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ‏}‏ أي‏:‏ قرئت آياته المنزلة أو
ذكرت آياته الكونية ‏{‏زَادَتْهُمْ إِيمَانًا‏}‏ أي‏:‏ زاد إيمانهم بسبب ذلك ‏{‏وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ‏}‏ أي‏:‏ يفوضون جميع أمورهم
إليه لا إلى غيره‏.‏


ثم ذكر الشيخ دليلًا من السنة على أن الفاسق الملي لا يدخل في اسم الإيمان الكامل وهو قوله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ‏:‏ ‏(‏لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن‏.‏‏.‏ إلخ‏)‏ أي‏:‏ كامل الإيمان فالمنفي هنا عن الزاني والسارق والشارب
هو كمال الإيمان لا جميع الإيمان، بدليل الإجماع على توريث الزاني والسارق وشارب الخمر‏.‏ فقد دل الحديث
على أن هؤلاء حين فعلهم المعصية قد انتفى الإيمان الكامل عنهم، وقد دلت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة
على أنهم غير مرتدين بذلك، فعلم أن الإيمان المنفي في هذا الحديث إنما هو كمال الإيمان الواجب‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏ولا ينتهب نهبة ذات شرف‏.‏‏.‏ إلخ‏)‏ النهبة بضم النون‏:‏ هي الشيء المنهوب، والنهب‏:‏ أخذ المال بالغلبة
والقهر ‏(‏ذات شرف‏)‏ أي‏:‏ قدر‏.‏ وقيل‏:‏ ذات استشراف يستشرف الناس إليها ناظرين إليها رافعين أبصارهم‏.‏


ثم إن الشيخ ـ رحمه الله ـ ذكر النتيجة للبحث السابق واستخلص الحكم بقوله في حق الفاسق الملي‏:‏ ‏(‏ونقول‏:‏ هو مؤمن
ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته‏)‏ وهذا هو الحكم العادل جمعًا بين النصوص التي نفت الإيمان عنه
كحديث‏:‏ ‏(‏لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن‏)‏ والنصوص التي أثبتت الإيمان له، كآية القصاص وآية حكم البغاة
السابقتين وبناء على ذلك ‏(‏فلا يعطى الاسم المطلق‏)‏ أي‏:‏ اسم الإيمان الكامل ‏(‏ولا يسلب مطلق الاسم‏)‏ أي‏:‏
الإيمان الناقص‏.‏ فيحكم عليه بالخروج من الإيمان كما تقوله المعتزلة والخوارج‏.‏ والله أعلم فالإيمان المطلق
هو الإيمان الكامل‏.‏ ومطلق الإيمان هو الإيمان الناقص‏.‏



------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf







رد مع اقتباس
  #81  
قديم 03-06-2015, 02:04AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 71 )



[ المتن ] :

الواجب نحو أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذكر فضائلهم
ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة
قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما وصفهم الله به في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ جَاؤُو مِن
بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ
رَّحِيمٌ‏}‏ الآية ‏(‏10‏)‏ من سورة الحشر‏.‏ وطاعة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله‏:‏ ‏(‏لا تسبوا أصحابي، فوالذي
نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه‏)‏ ‏[‏رواه البخاري ‏(‏3673‏)‏ ومسلم
‏(‏2541‏)‏ عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة‏]‏‏.‏



[ الشرح ]:

أي من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة ‏(‏سلامة قلوبهم‏)‏ من الغل والحقد والبغض وسلامة ‏(‏ألسنتهم‏)‏ من الطعن
واللعن والسب ‏(‏لأصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏)‏ لفضلهم وسبقهم واختصاصهم بصحبة النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ ولما لهم من الفضل على جميع الأمة لأنهم الذين تحملوا الشريعة عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبلغوها لمن
بعدهم ولجهادهم مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومناصرتهم له‏.‏



وغرض الشيخ من عقد هذا الفصل الرد على الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة ويبغضونهم ويجحدون فضائلهم‏.‏
وبيان براءة أهل السنة والجماعة من هذا المذهب إلخبيث‏.‏ وأنهم مع صحابة نبيهم كما وصفهم الله في قوله‏:‏
‏{‏وَالَّذِينَ جَاؤُو مِن بَعْدِهِمْ‏}‏ أي‏:‏ بعد المهاجرين والأنصار وهم التابعون لهم بإحسان إلى يوم القيامة من عموم
المسلمين ‏{‏يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ‏}‏ المراد بالأخوة هنا أخوة الدين‏.‏ فهم يستغفرون
لأنفسهم ولمن تقدمهم من المهاجرين والأنصار ‏{‏وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًا‏}‏ أي‏:‏ غشًا وبغضًا وحسدًا ‏{‏لِّلَّذِينَ آمَنُوا‏}
‏ أي‏:‏ لأهل الإيمان، ويدخل في ذلك الصحابة دخولًا أوليًا لكونهم أشرف المؤمنين ولكون السياق فيهم‏.‏


قال الإمام الشوكاني‏:‏ فمن لم يستغفر للصحابة على العموم ويطلب رضوان الله لهم فقد خالف ما أمر الله به في هذه
الآية‏.‏ فإن وجد في قلبه غلًا لهم فقد أصابه نزغ من الشيطان وحل به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه
وخير أمة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانفتح له باب من إلخذلان ما يفد به على نار جهنم إن لم يتدارك نفسه
باللجوء إلى الله سبحانه والاستغاثة به بأن ينزغ عن قلبه ما طرقه من الغل لخير القرون وأشرف هذه الأمة‏.‏ فإن جاوز
ما يجده من الغل إلى شتم أحد منهم فقد انقاد للشيطان بزمام، ووقع في غضب الله وسخطه‏.‏ وهذا الداء العضال
إنما يصاب به من ابتلي بمعلم من الرافضة أو صاحب من أعداء خير الأمة الذين تلاعب بهم الشيطان وزين لهم
الأكاذيب المختلفة والأقاصيص المفتراة وإلخرافات الموضوعة، وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه‏.‏ ا‏.‏ ه ـ‏.‏


والشاهد من الآية الكريمة‏:‏ أن فيها فضل الصحابة لسبقهم بالإيمان، وفضل أهل السنة الذين يتولونهم وذم الذين
يعادونهم‏.‏ وفيها مشروعية الاستغفار للصحابة والترضي عنهم‏.‏ وفيها سلامة قلوب أهل السنة وألسنتهم لأصحاب
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ففي قولهم‏:‏ ‏{‏ربنا اغفر لنا‏}‏ إلخ سلامة الألسنة‏.‏ وفي قولهم‏:‏ ‏{‏وَلا تَجْعَلْ فِي
قُلُوبِنَا غِلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا‏}‏ سلامة القلوب‏.‏


وفي الآية تحريم سبهم وبغضهم وأنه ليس من فعل المسلمين‏.‏ وأن من فعل ذلك لا يستحق من الفيء شيئًا‏.‏
وقوله‏:‏ ‏(‏وطاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قوله‏)‏ أي‏:‏ أن أهل السنة يطيعون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
في سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحابه، والكف عن سبهم وتنقصهم حيث نهاهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
عن ذلك بقوله‏:‏ ‏(‏لا تسبوا أصحابي‏)‏ أي‏:‏ لا تنتقصوا ولا تشتموا ‏(‏أصحابي‏)‏‏:‏ جمع صاحب‏.‏ ويقال لمن صاحب النبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ صحابي‏.‏ وهو من لقي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مؤمنًا به ومات على ذلك‏.‏


‏(‏فوالذي نفسي بيده‏)‏ هذا قسم من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريد به تأكيد ما بعده‏:‏ ‏(‏لو أن أحدكم أنفق مثل
أحد ذهبًا‏)‏ جواب الشرط، وأحد جبل معروف في المدينة سمي بذلك لتوحده عن الجبال، وذهبًا‏:‏ منصوب على
التمييز ‏(‏ما بلغ مد أحدهم‏)‏ المد مكيال وهو ربع الصاع النبوي ‏(‏ولا نصيفه‏)‏ لغة في النصف كما يقال‏:‏ ثمين
بمعنى الثمن‏.‏


والمعنى أن الإنفاق الكثير في سبيل الله من غير الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ لا يعادل الإنفاق القليل من الصحابة،
وذلك أن الإيمان الذي كان في قلوبهم حين الإنفاق في أول الإسلام وقلة أهله وكثرة الصوارف عنه وضعف الدواعي
إلي لا يمكن أن يحصل لأحد مثله ممن بعدهم‏.‏


والشاهد من الحديث‏:‏ أن فيه تحريم سب الصحابة‏.‏ وبيان فضلهم على غيرهم‏.‏ وأن العمل يتفاضل بحسب نية
صاحبه وبحسب الوقت الذي أدي فيه‏.‏ والله أعلم‏.‏ وفي الحديث أن من أحب الصحابة وأثنى عليهم فقد أطاع
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن سبهم وأبغضهم فقد عصى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏



------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf









رد مع اقتباس
  #82  
قديم 03-06-2015, 02:16AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 72 )



فضل الصحابة وموقف أهل السنة والجماعة منه وبيان تفاضلهم
ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة
والإجماع من فضائلهم ومراتبهم‏.‏ ويفضلون من أنفق من قبل الفتح ـ وهو صلح الحديبية ـ وقاتل على من أنفق من
بعد وقاتل‏.‏ ويفضلون المهاجرين على الأنصار‏.‏ ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر‏:‏ ‏(‏اعملوا
ما شئتم فقد غفرت لكم‏)‏ ‏[‏رواه البخاري ‏(‏3007‏)‏ ومسلم ‏(‏2494‏)‏ عن أنس‏]‏‏.‏ وبأنه لا يدخل النار أحد بايع
تحت الشجرة كما أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (2) وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة (3) ويشهدون بالجنة
لمن شهد له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كالعشرة وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم من الصحابة (4) ويقرون
بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر
ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي ـ رضي الله عنهم ـ (5) كما دلت عليه الآثار وكما أجمع الصحابة على
تقديم عثمان في البيعة مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي ـ رضي الله عنهما ـ بعد اتفاقهم
على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل، فقدم قوم عثمان وسكتوا، وربعوا بعلي، وقدم قوم عليًا وقوم توقفوا، لكن
استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي‏.‏



[ الشرح ]:

بين الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا المقطع من كلامه تفاضل الصحابة بعد أن بين فيما سبق فضلهم عمومًا وموقف
أهل السنة والجماعة من ذلك‏.‏ فقوله‏:‏ ‏(‏ويقبلون‏)‏ أي‏:‏ أهل السنة والجماعة ‏(‏ما جاء في الكتاب والسنة والإجماع‏)‏
أي‏:‏ إجماع المسلمين ‏(‏من فضائلهم ومراتبهم‏)‏ وكفى بهذه المصادر الثلاثة شاهدًا على فضلهم‏.‏


ثم إنهم ليسوا على درجة واحدة في الفضل بل بحسب سبقهم إلى الإسلام والجهاد والهجرة، وبحسب ما قاموا به
من أعمال تجاه نبيهم ودينهم ورضي الله عنهم ولذلك قال الشيخ ـ رحمه الله ـ‏:‏ ‏(‏ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وهو
صلح الحديبية‏)‏ لأن الله سماه فتحًا بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا‏}‏ الآية ‏(‏1‏)‏ الفتح، وذلك هو المشهور
أن المراد بالفتح صلح الحديبية لأن سورة الفتح نزلت عقيبه‏.‏

والحديبية‏:‏ بئر قرب مكة وقعت عنده البيعة تحت شجرة كانت هناك حينما صد المشركون رسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ وأصحابه عن دخول مكة فبايعوه على الموت‏.‏ وسميت هذه البيعة فتحًا لما حصل بسببها من
الخير والنصر للمسلمين‏.‏ والدليل على تفضيل هؤلاء قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ
أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا‏}‏ الآية ‏(‏10‏)‏ الحديد‏.‏ وهؤلاء هم السابقون الأولون
من المهاجرين والأنصار قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ‏}‏ الآية ‏(‏100‏)‏ من سورة التوبة‏.‏


قال‏:‏ ‏(‏ويقدمون المهاجرين على الأنصار‏)‏ المهاجرون جمع مهاجر والمراد بهم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة،
والهجرة لغة‏:‏ الترك، وشرعًا‏:‏ الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام‏.‏ والأنصار‏:‏ أي الذين ناصروا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهم الأوس وإلخزرج سماهم النبي ـ صلى الله
عليه وسلم ـ بهذا الاسم‏.‏


والدليل على تفضيل المهاجرين على الأنصار أن الله قدمهم في الذكر كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لَقَد تَّابَ الله
عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ‏}‏ الآية ‏(‏117‏)‏ التوبة‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ
تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ‏}‏ الآية‏.‏ الآيتان ‏(‏8 ـ 9‏)‏ الحشر‏.‏ فدلت هذه الآيات
الكريمة على فضل المهاجرين والأنصار وعلى تقديم المهاجرين على الأنصار في الفضل لتقديمهم في الذكر ولما
قاموا به من ترك بلادهم وأموالهم وأولادهم طلبًا للأجر ونصرة لله ولرسوله وصدقهم في ذلك ـ رضي الله عنهم ـ‏.‏


قال‏:‏ ‏(‏ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر‏:‏ اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم‏)‏ كما جاء
في الصحيحين في قصة حاطب بن أبي بلتعة‏.‏ وبدر‏:‏ قرية مشهورة على نحو أربع مراحل من المدينة حصلت عندها
الوقعة التي أعز الله بها الإسلام وسمي يوم بدر يوم الفرقان‏.‏

وقوله‏:‏ ‏(‏وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر‏)‏ هكذا ورد عددهم في صحيح البخاري‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏اعملوا ما شئتم فقد غفرت
لكم‏)‏ قال ابن القيم في الفوائد‏:‏ أشكل على كثير من الناس معناه، ثم ذكر الأقوال في ذلك‏.‏ ثم قال‏:‏ فالذي
نظن في ذلك ـ والله أعلم ـ أن هذا خطاب لقوم قد علم الله سبحانه أنهم لا يفارقون دينهم بل يموتون على
الإسلام وأنهم قد يقارفون ما يقارفه غيرهم من الذنوب ولكن لا يتركهم سبحانه مصرين عليها بل يوقفهم
لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحو أثر ذلك‏.‏ ويكون تخصيصهم بهذا دون غيرهم لأنه قد تحقق ذلك فيهم وأنهم
مغفور لهم، ولا يمنع ذلك كون المغفرة حصلت بأسباب تقوم بهم، كما لا يقتضي أن يعطلوا الفرائض وثوقًا بالمغفرة‏.‏


فلو كانت قد حصلت بدون الاستمرار على القيام بالأوامر لما احتاجوا بعد ذلك إلى صلاة ولا حج ولا زكاة
ولا جهاد وهذا محال‏.‏ انتهى‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏ بل لقد ـ رضي الله
عنهم ـ ورضوا عنه وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة‏)‏ هذا الكلام في شأن أهل بيعة الرضوان، وهي البيعة التي حصلت
في الحديبية حين صد المشركون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن دخول مكة كما سبق بيانه قريبًا‏.‏


وقد ذكر لهم الشيخ مزيتين‏:‏

الأولى‏:‏ أنه لا يدخل النار أحد منهم‏.‏ ودليل ذلك ما في صحيح مسلم من حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ ‏(‏لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة‏)‏‏.‏



الثانية‏:‏ أن الله قد رضي عنهم‏.‏ وهذا صريح القرآن كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ
تَحْتَ الشَّجَرَةِ‏}‏ الآية ‏(‏18‏)‏ الفتح‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة‏)‏ هذا بناء على الصحيح في عددهم‏.‏
والله أعلم‏.‏

وقوله‏:‏ ‏(‏ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كالعشرة وثابت بن قيس بن شماس
وغيرهم من الصحابة‏)‏ أي‏:‏ يشهد أهل السنة والجماعة بالجنة لمن شهد له الرسول بذلك، أما من لم يشهد له
الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالجنة فلا يشهدون له لأن في هذا تقولًا على الله‏.‏ لكن يرجون للمحسنين ويخافون
على المسيئين‏.‏ وهذا أصل من أصول العقيدة‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏كالعشرة‏)‏ هم‏:‏ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص
وسعيد بن زيد وأبو عبيدة بن الجراح وطلحة بن عبيد الله ـ رضي الله عنهم ـ‏.‏ وقد صحت الأحاديث بالشهادة
لهؤلاء بالجنة وقوله‏:‏ ‏(‏وثابت بن قيس بن شماس‏)‏ هو خطيب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبشارته بالجنة ثابتة
في صحيح البخاري (6) عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏وغيرهم من الصحابة‏)‏ أي‏:‏ غير من ذكر ممن
أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهم في الجنة كعكاشة بن محصن وعبد الله بن سلام وغيرهما‏.‏


قوله‏:‏ ‏(‏ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وغيره‏)‏ أي‏:‏ يعترف أهل السنة
والجماعة ويعتقدون ‏(‏ما تواتر به النقل‏)‏ أي‏:‏ ما ثبت بطريق التواتر، ‏(‏والتواتر هو أقوى الأسانيد‏)‏، ‏(‏عن أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ وغيره‏)‏ من الصحابة ‏(‏أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر،
ويثلثون بعثمان‏)‏ أي‏:‏ يجعلونه الثالث في الترتيب ‏(‏ويربعون بعلي‏)‏ أي‏:‏ يجعلونه الرابع ‏(‏ ـ رضي الله عنهم ـ‏)‏ وفي هذه
الرواية المتواترة عن علي رد على الرافضة الذين يفضلون عليًا على أبي بكر وعمر ويقدمونه عليهما في الخلافة،
فيطعنون في خلافة الشيخين‏.‏


وهذا البحث يتضمن مسألتين‏:‏

الأولى‏:‏ مسألة الخلافة، الثانية‏:‏ مسألة التفضيل‏.‏ فأما مسألة الخلافة‏:‏ فقد أجمع أهل السنة والجماعة بما فيهم
الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ على أن إلخليفة بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبو بكر ثم عمر ثم عثمان
ثم علي‏.‏ وأما مسألة التفضيل‏:‏ فقد أجمعوا على أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، كما تواتر به النقل
عن علي‏.‏

واختلفوا في عثمان وعلي ـ رضي الله عنهما ـ أيهما أفضل‏.‏ وقد ذكر الشيخ هنا في المسألة ثلاثة أقوال حيث يقول‏:‏
‏(‏فقدم قوم عثمان وسكتوا، وربعوا بعلي‏.‏ وقدم قوم عليًا وقوم توقفوا‏)‏ هذا حاصل الخلاف في المسألة‏:‏ تقديم
عثمان‏.‏ تقديم علي، التوقف عن تقديم أحدهما على الآخر‏.‏ وأشار الشيخ إلى ترجيح الرأي الأول وهو تقديم
عثمان لأمور‏:‏ الأمر الأول‏:‏ أن هذا هو الذي دلت عليه الآثار الواردة في مناقب عثمان ـ رضي الله عنه ـ


الثاني‏:‏ إجماع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة وما ذاك إلا أنه أفضل فترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة‏.‏

الثالث‏:‏ أنه استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي، كما سبق أنهم قدموه في البيعة‏.‏ قال عبد الرحمن بن
عوف لعلي ـ رضي الله عنه ـ‏:‏ إني نظرت أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان‏.‏ قال أبو أيوب‏:‏ من لم يقدم عثمان
على علي فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار‏.‏ فهذا دليل على أن عثمان أفضل لأنهم قدموه باختيارهم بعد تشاورهم
وكان علي ـ رضي الله عنهم ـ من جملة من بايعه وكان يقيم الحدود بين يديه‏.‏



------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf








رد مع اقتباس
  #83  
قديم 04-06-2015, 01:31AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 73 )



[ المتن ] :


حكم تقديم علي ـ رضي الله عنه ـ على غيره من الخلفاء الأربعة في الخلافة
وإن كانت هذه المسألة ـ مسألة
عثمان وعلي ـ ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة، لكن التي يضلل فيها مسألة
الخلافة‏.‏ وذلك لأنهم يؤمنون أن إلخليفة بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي‏.‏
ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله‏.‏




[ الشرح ]:


أبدى الشيخ ـ رحمه الله ـ موازنة بين المسألتين‏:‏ مسألة تقديم علي على عثمان في الفضل، ومسألة تقديم علي على
غيره في الخلافة من حيث ما يترتب على ذلك التقديم من خطورة‏.‏ فبين أن مسألة تفضيل علي على عثمان لا
يضلل، أي لا يحكم بضلال من قال بها، نظرًا لوجود الخلاف فيها بين أهل السنة‏.‏ وإن كان الراجح تفضيل عثمان
ـ رضي الله عنه ـ‏.‏



‏(‏لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة‏)‏ أي‏:‏ يحكم بضلال من خالف فيها فرأى تقديم علي في الخلافة على
عثمان أو غيره من الخلفاء الذين سبقوه‏.‏ أو قدم عليًا على أبي بكر وعمر في الفضيلة‏.‏



فأهل السنة والجماعة يؤمنون بأن إلخليفة بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ
لفضله وسابقته، وتقديم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ له على جميع الصحابة وإجماع الصحابة على بيعته‏.‏

ثم إلخليفة من بعد أبي بكر عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ لفضله وسابقته وعهد أبي بكر إليه واتفاق الأمة
عليه بعد أبي بكر‏.‏

ثم إلخليفة بعد عمر عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ لتقديم أهل الشورى له واتفاق الأمة عليه‏.‏



ثم بعد عثمان إلخليفة علي ـ رضي الله عنه ـ لفضله وإجماع أهل عصره عليه‏.‏ فهؤلاء هم الخلفاء الأربعة المشار
إليهم في حديث العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏عليكم بسنتي وسنة الخلفاء
الراشدين المهديين من بعدي‏)‏‏.‏

ولهذا قال الشيخ‏:‏ ‏(‏ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء‏)‏ يعني‏:‏ الأربعة المذكورين
‏(‏فهو أضل من حمار أهله‏)‏ لمخالفته النص والإجماع من غير حجة ولا برهان، وذلك كالرافضة الذين يزعمون أن
الخلافة بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعلي بن أبي طالب‏.‏ والحاصل في مسألة تقديم علي ـ رضي الله عنه ـ
على غيره من الخلفاء الثلاثة‏:‏



1 ـ من قدمه في الخلافة فهو ضال بالاتفاق‏.‏


2 ـ من قدمه في الفضيلة على أبي بكر وعمر فهو ضال أيضًا‏.‏ ومن قدمه على عثمان في الفضيلة فلا يضلل وإن
كان هذا خلاف الراجح‏.‏






------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf






رد مع اقتباس
  #84  
قديم 05-06-2015, 01:57AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 74 )



[ المتن ] :

مكانة أهل بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند أهل السنة والجماعة
ويحبون أهل بيت رسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال يوم غدير خم‏:‏
‏(‏أذكركم الله في أهل بيتي‏)‏ ‏[‏رواه مسلم ‏(‏2408‏)‏ عن زيد بن أرقم‏]‏‏.‏ وقال أيضًا للعباس عمه وقد اشتكى إليه
أن بعض قريش يجفو بني هاشم‏:‏ فاقل‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي‏)‏ ‏[‏رواه طرد الزيني
في ‏(‏أماليه‏)‏ ‏(‏ق 88/ب‏)‏ عن العباس، بسند صحيح‏]‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني
إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم‏)‏ ‏[‏رواه
مسلم ‏(‏2276‏)‏ عن واثلة بن الأسقع‏]‏‏.‏



[ الشرح ]:

بين الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا مكانة أهل البيت عند أهل السنة والجماعة وأنهم ‏(‏يحبون أهل بيت رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏)‏ وأهل البيت هم آل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذين حرمت عليهم الصدقة، وهم‏:‏
آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وبنو الحارث بن عبد المطلب، وأزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وبناته من أهل بيته، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ‏}‏ الآية ‏(‏33‏)‏ الأحزاب‏.‏


فأهل السنة يحبونهم ويحترمونهم ويكرمونهم لأن ذلك من احترام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإكرامه، ولأن الله
ورسوله قد أمرا بذلك قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى‏}‏ الآية ‏(‏23‏)‏ الشورى وجاءت
نصوص من السنة بذلك منها ما ذكره الشيخ، وذلك إذا كانوا متبعين للسنة مستقيمين على الملة كما كان عليه
سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وبنيه، أما من خالف السنة ولم يستقم على الدين، فإنه لا تجوز محبته ولو كان
من أهل البيت‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏ويتولونهم‏)‏ أي‏:‏ يحبونهم من الولاية بفتح الواو، وهي المحبة‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏ويحفظون فيهم وصية رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏)‏ أي‏:‏ يعملون بها ويطبقونها ‏(‏حيث قال يوم غدير خم‏)‏ الغدير هنا‏:‏ هو مجمع السيل، ‏(‏وخم‏)‏
قيل‏:‏ اسم رجل نسب الغدير إليه‏.‏ وقيل‏:‏ هو الغيضة أي‏:‏ الشجر الملتف، نسب هذا الغدير إليها لأنه واقع فيها‏.
‏ وهذا الغدير كان في طريق المدينة مر به ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عودته من حجة الوداع وخطب فيه فكان
من خطبته ما ذكره الشيخ‏:‏ ‏(‏أذكركم الله في أهل بيتي‏)‏ أي‏:‏ أذكركم ما أمر الله به في حق أهل بيتي من احترامهم
وإكرامهم والقيام بحقهم‏.‏


وقال أيضًا‏:‏ ‏(‏للعباس عمه‏)‏ هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ‏(‏وقد اشتكى إليه‏)‏ أي‏:‏ أخبره بما
يكره ‏(‏أن بعض قريش يجفو‏)‏ الجفاء ترك البر والصلة ‏(‏فقال‏)‏ أي‏:‏ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده‏)‏
هذا قسم منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏(‏لا يؤمنون‏)‏ أي‏:‏ الإيمان الكامل الواجب ‏(‏حتى يحبوكم لله ولقرابتي‏)‏


أي لأمرين‏:‏

الأول‏:‏ التقرب إلى الله بذلك لأنهم من أوليائه‏.‏

الثاني‏:‏ لكونهم قرابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي ذلك إرضاء له وإكرام له‏.‏ ‏(‏وقال‏)‏ النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ مبينًا فضل بني هاشم الذين هم قرابته‏:‏ ‏(‏إن الله اصطفى‏)‏ أي‏:‏ اختار‏.‏ والصفوة‏:‏ إلخيار ‏(‏بني إسماعيل‏)‏
بن إبراهيم إلخليل عليهما السلام ‏(‏واصطفى من بني إسماعيل كنانة‏)‏ اسم قبيلة أبوهم كنانة بن خزيمة ‏(‏واصطفى
من كنانة قريشًا‏)‏ وهم أولاد مضر بن كنانة ‏(‏واصطفى من قريش بني هاشم‏)‏ وهم بنو هاشم بن عبد مناف
‏(‏واصطفاني من بني هاشم‏)‏ فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة
بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد
بن عدنان‏.‏


والشاهد من الحديث‏:‏ أن فيه دليلًا على فضل العرب، وأن قريشًا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش،
وأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسًا وأفضلهم نسبًا‏.‏ وفيه فضل بني هاشم
الذين هم قرابة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏




------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf









رد مع اقتباس
  #85  
قديم 06-06-2015, 09:42AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 75 )



[ المتن ] :

مكانة أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند أهل السنة والجماعة
ويتولون أزواج النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ أمهات المؤمنين‏.‏ ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصًا خديجة ـ رضي الله عنها ـ
أم أكثر أولاده، وأول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العالية‏.‏ والصديقة بنت الصديق ـ رضي
الله عنها ـ التي قال فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر
الطعام‏)‏ ‏[‏رواه البخاري ‏(‏3770‏)‏ ومسلم ‏(‏2446‏)‏ عن أنس‏]‏‏.‏



[ الشرح ]:

ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ تعالى في هذه الجملة عقيدة أهل السنة والجماعة في أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فقال‏:‏ ‏(‏ويتولون أزواج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏)‏ أي‏:‏ يحبونهم ويوقرونهم لأنهن ‏(‏أمهات المؤمنين‏)‏
في الاحترام والتوقير وتحريم نكاحهن على الأمة‏.‏


أما بقية الأحكام فحكمهن حكم الأجنبيات من حيث تحريم إلخلوة بهن والنظر إليهن‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏النَّبِيُّ
أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ‏}‏ الآية ‏(‏6‏)‏ الأحزاب‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ
اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أبدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا‏}‏ الآية ‏(‏53‏)‏ الأحزاب، وقال تعالى‏:‏
‏{‏وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ‏}‏ الآية ‏(‏53‏)‏ الأحزاب، فهن أمهات المؤمنين في الاحترام والتحريم
لا في المحرمية‏.‏


وقد توفي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن تسع وهن‏:‏ ‏(‏عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة وصفية وميمونة
وأم حبيبة وسودة وجويرية‏)‏ وأما خديجة فقد تزوجها قبل النبوة ولم يتزوج عليها حتى ماتت‏.‏ وتزوج ـ صلى الله عليه
وسلم ـ زينب بنت خزيمة الهلالية ولم تلبث إلا يسيرًا ثم توفيت‏.‏ هؤلاء جملة من دخل بهن من النساء، وهن إحدى
عشرة ـ رضي الله عنهن ـ‏.‏ ‏(‏ويؤمنون‏)‏ أي‏:‏ أهل السنة والجماعة ‏(‏بأنهن أزواجه في الآخرة‏)‏ وفي هذا شرف لهن وفضيلة
جليلة ‏(‏خصوصًا خديجة ـ رضي الله عنها ـ‏)‏ فلها من المزايا والفضائل الشيء الكثير

وقد ذكر الشيخ منها‏:‏

1 ـ أنها أم أكثر أولاده، فكل أولاده منها ما عدا إبراهيم فمن مارية القبطية‏.‏
2 ـ أنها أول من آمن به، مطلقًا على قول، وهو الذي ذكر الشيخ هنا، أو هي أول من آمن به من النساء
على القول الآخر‏.‏

3 ـ هي أول من عاضده وأعانه في أول أمره وكانت نصرتها له في أعظم أوقات الحاجة‏.‏
4 ـ أنها كان لها منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ المنزلة العالية فكان يحبها ويذكرها كثيرًا ويثني عليها‏.‏


‏(‏والصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنهما ـ‏)‏ يعني‏:‏ عائشة بنت أبي بكر، والصديق‏:‏ هو المبالغ في الصدق،
وقد لقب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبا بكر بذلك‏.‏ ولعائشة ـ رضي الله عنها ـ فضائل كثيرة منها‏:‏ أنها أحب
أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليه‏.‏ وأنه لم يتزوج بكرًا غيرها‏.‏ وأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ينزل عليه
الوحي في لحافها‏.‏ وأن الله برأها مما رماها به أهل الإفك، وأنها أفقه نسائه وكان أكابر الصحابة إذا أشكل عليهم
الأمر استفتوها‏.‏ وأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ توفى في بيتها، بين سحرها ونحرها ودفن في بيتها إلى
غير ذلك من فضائلها‏.‏


وقد ذكر الشيخ من فضائلها هنا‏:‏ ‏(‏أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال فيها‏:‏ فضل عائشة على النساء كفضل
الثريد على سائر الطعام‏)‏ والثريد‏:‏ هو أفضل الأطعمة لأنه‏:‏ ‏(‏خبز ولحم‏)‏ وإلخبز من البر وهو أفضل الأقوات،
واللحم أفضل الإدام، فإذا كان اللحم سيد الإدام والبر سيد القوت ومجموعها الثريد كان الثريد أفضل الطعام‏.‏




------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf









رد مع اقتباس
  #86  
قديم 08-06-2015, 06:57AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -


شرح العقيدة الواسطية. ( 76 )

تبرؤ أهل السنة والجماعة مما يقوله المبتدعة في حق الصحابة وأهل البيت

[ المتن ] : ‏

ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل‏.‏ ويمسكون
عما شجر بين الصحابة‏.‏ ويقولون‏:‏ إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغيره عن وجهه‏.‏ والصحيح منه
هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون‏.‏ وهم مع ذلك يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم
وصغائره‏.‏ بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة‏.‏ ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر‏.‏ حتى أنهم يغفر لهم من السيئات ما لا
يغفر لمن بعدهم‏.‏ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم‏.‏ وقد ثبت بقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهم خير
القرون‏.‏ وأن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبًا ممن بعدهم‏.‏ ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه‏.‏ أو أتى
بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي هم أحق الناس بشفاعته‏.‏ أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه‏.‏ فإذا كان
هذا في الذنوب المحققة، فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور‏؟‏ ثم القدر
الذي ينكر من فعلهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل
الصالح‏.‏ ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينًا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم
الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله‏.‏

[ الشرح ]:

بين الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا‏:‏
أولًا‏:‏ موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة وأهل البيت وأنه موقف الاعتدال والوسط بين الإفراط والتفريط والغلو والجفاء، يتولون جميع المؤمنين لا
سيما السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ويتولون أهل البيت‏.‏ يعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومناقبهم ويرعون حقوق أهل
البيت التي شرعها الله لهم‏.‏
‏(‏ويتبرؤون من طريقة الروافض‏)‏ الذين يسبون الصحابة ويطعنون فيهم‏.‏ ويغلون في حق علي بن أبي طالب وأهل البيت‏.‏ ‏(‏ومن طريقة النواصب‏)‏ الذين
ينصبون العدواة لأهل البيت ويكفرونهم ويطعنون فيهم، وقد سبق بيان مذهب أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ولكن
الغرض من ذكره هنا مقارنته بالمذاهب المنحرفة المخالفة له‏.‏


ثانيًا‏:‏ بين الشيخ ـ رحمه الله ـ موقف أهل السنة والجماعة من الاختلاف الذي وقع بين الصحابة في وقت الفتنة والحروب التي حصلت بينهم‏.‏ وموقفهم مما ينسب إلى الصحابة
من مساوئ ومثالب اتخذها أعداء الله سببًا للوقيعة فيهم والنيل منهم، كما حصل من بعض المتأخرين والكتاب العصريين الذين جعلوا أنفسهم
حكمًا بين أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصوبوا وخطؤوا بلا دليل، بل باتباع الهوى وتقليد المغرضين الذين يحاولون الدس
على المسلمين بتشكيكهم بتاريخهم المجيد وسلفهم الصالح الذين هم خير القرون، لينفذوا من ذلك إلى الطعن في الإسلام وتفريق كلمة المسلمين‏.‏

وما أحسن ما ذكره الشيخ هنا من تجلية الحق وإيضًاح الحقيقة فقد ذكر أن موقف أهل السنة مما نسب إلى الصحابة وما شجر بينهم،
أي‏:‏ تنازعوا فيه‏.‏

يتلخص في أمرين‏:‏

الأمر الأول‏:‏ أنهم ‏(‏يمسكون عما شجر بين الصحابة‏)‏ أي‏:‏ يكفون عن البحث فيه ولا يخوضون فيها لما في
إلخوض في ذلك من توليد الإحن والحقد على أصحاب ـ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذلك من أعظم الذنوب، فطريق السلامة هو السكوت
عن ذلك وعدم التحدث به‏.‏
الأمر الثاني‏:‏ الاعتذار عن الآثار المروية في مساويهم لأن في ذلك دفاعًا عنهم وردًا لكيد أعدائهم،

وقد ذكر أن جملة الاعتذارات تتلخص فيما يلي‏:‏

1 ـ ‏(‏هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب‏)‏ قد افتراه أعداؤهم ليشوهوا سمعتهم كما تفعله الرافضة قبحهم الله‏.‏ والكذب لا يلتفت إليه‏.‏
2 ـ هذه المساوئ المروية ‏(‏منها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه الصحيح‏)‏ ودخله الكذب فهو محرف لا يعتمد عليه‏.‏ لأن فضل الصحابة
معلوم وعدالتهم متيقنة، فلا يترك المعلوم المتيقن لأمر محرف مشكوك فيه‏.‏
3 ـ ‏(‏والصحيح منه‏)‏ أي‏:‏ من هذه الآثار المروية ‏(‏هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون‏)‏ فهو من موارد الاجتهاد التي
إن أصاب المجتهد فيها فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد‏.‏ لما في الصحيحين عن أبي هريرة وعمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ أن رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ ‏(‏إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران‏.‏ وإن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد‏)‏ ‏[‏رواه البخاري ‏(‏7352‏)‏ ومسلم ‏(‏1716‏)‏ عن عمرو بن العاص‏]‏‏.‏


4 ـ أنهم بشر يجوز على أفرادهم ما يجوز على البشر من الخطأ فأهل السنة‏:‏ ‏(‏لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر
الإثم وصغائره، بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة‏)‏ لكن ما يقع منهم من ذلك فله مكفرات عديدة منها‏:‏
أ ـ أن ‏(‏لهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر‏)‏ فما يقع من أحدهم يغتفر بجانب ماله من الحسنات العظيمة، كما في
قصة حاطب لما وقع منه ما وقع في غزوة الفتح غفر له بشهوده وقعة بدر ‏(‏حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم لأن لهم
من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم‏)‏ وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ‏}‏ ‏[‏الآية ‏(‏114‏)‏ من سورة هود‏]‏‏.‏

ب ـ أنهم تضاعف لهم الحسنات أكثر من غيرهم ولا يساويهم أحد في الفضل، ‏(‏وقد ثبت بقول رسول الله أنهم خير القرون ‏[‏رواه البخاري ‏(‏
3651‏)‏ ومسلم ‏(‏2513‏)‏ عن ابن مسعود‏]‏‏.‏ وأن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبًا ممن بعدهم ‏[‏تقدم تخريجه‏]‏‏.‏ أخرجه
الشيخان وغيرهما أحاديث عن أبي هريرة وابن مسعود وعمران بن حصين‏:‏ ‏(‏أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ خير القرون قرني ثم الذين
يلونهم‏)‏ الحديث‏.‏ والقرون‏:‏ جمع قرن‏.‏ والقرن‏:‏ أهل زمان واحد متقارب اشتركوا في أمر من الأمور المقصودة، ويطلق القرن على المدة من الزمان‏.‏


ج ـ كثرة مكفرات الذنوب لديهم فإنهم يتوفر لهم من المكفرات ما لم يتوفر لغيرهم ‏(‏فإذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه،
أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته‏)‏ أي‏:‏ الأعمال الصالحة التي أسبقها قبله ‏(‏أو بشفاعة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
الذي هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه‏)‏ أي‏:‏ امتحن وأصيب بمصيبة محي عنه ذلك الذنب بسببها‏.‏ كما في الصحيح
أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ ‏(‏ما يصيب المؤمن من وصف ولا نصب ولا غم ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها
من خطاياه‏)‏ متفق عليه ‏[‏رواه البخاري ‏(‏5641‏)‏ ومسلم ‏(‏2573‏)‏ عن أبي هريرة وأبي سعيد‏.‏ والصحابة أولى الناس بذلك‏]‏‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏فإذا كان هذا في الذنوب المحققة‏)‏ أي‏:‏ الواقعة منهم فعلًا وأن لديهم رصيدًا من الأعمال الصالحة التي تكفرها ‏(‏فكيف بالأمور
التي كانوا فيها مجتهدين‏)‏ الاجتهاد‏:‏ هو بذل الطاقة في معرفة الحكم الشرعي ‏(‏إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر واحد، والخطأ مغفور، كما سبق
بيان دليل ذلك قريبًا،


وإذًا فما يصدر من الصحابي من خطأ على قلته هو بين أمرين‏:‏ الأول‏:‏ أن يكون صدر عن اجتهاد، وعنده من الأعمال والفضائل والسوابق
الخيرة ما يكفره ويمحوه‏.‏
وقوله‏:‏ ‏(‏ثم القدر الذي نكر من فعل بعضهم‏)‏ إلخ،

هو كالتلخيص لما سبق وبيان فضائل الصحابة إجمالًا وهي‏:‏

1 ـ الإيمان بالله ورسوله وهو أفضل الأعمال‏.‏
2 ـ الجهاد في سبيل الله وهي من أفضل الأعمال‏.‏
3 ـ الهجرة في سبيل الله وهي من أفضل الأعمال‏.‏
4 ـ النصرة لدين الله، قال تعالى فيهم‏:‏ ‏{‏وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ‏}‏ ‏[‏الآية ‏(‏80‏)‏ من سورة الحشر‏]‏‏.‏
5 ـ العلم النافع والعمل الصالح‏.‏
6 ـ أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، فأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير الأمم كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ‏}‏ ‏[‏الآية ‏(‏110‏)‏
من سورة آل عمران‏]‏‏.‏ وخير هذه الأمة صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏خيركم قرني ثم الذين يلونهم‏)‏ الحديث‏.‏


7 ـ أنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد‏:‏ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال‏:‏ ‏(‏أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله سبحانه‏)‏ رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم في مستدركه ‏[‏رواه الترمذي ‏(‏4087‏)‏ وابن ماجه
‏(‏4287‏)‏ والحاكم ‏(‏4/84‏)‏ وأحمد ‏(‏2/391‏)‏ والطبراني ‏(‏1012‏)‏ وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم‏]‏‏.‏




------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf








.
رد مع اقتباس
  #87  
قديم 10-06-2015, 10:24AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم






【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 77 )



[ المتن ] :

مذهب أهل السنة والجماعة في كرامات الأولياء
ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع
العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات‏.‏ والمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر
هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر فرق الأمة، وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة‏.‏


[ الشرح ]:


قوله‏:‏ ‏(‏ومن أصول أهل السنة‏)‏ أي‏:‏ من أصول عقيدتهم ‏(‏التصديق بكرامات الأولياء‏)‏ الكرامات‏:‏ جمع كرامة
وهي ‏(‏ما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات‏)‏ فالكرامة‏:‏ أمر خارق للعادة‏.‏ أي‏:‏ لمألوف الآدميين‏.‏
والأولياء جمع ولي، وهو المؤمن المتقي كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ
آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ‏}‏ ‏[‏الآيتان ‏(‏62، 63‏)‏ من سورة يونس‏]‏‏.‏ سمي وليًا اشتقاقًا من الولاء وهو المحبة والقرب، فولي
الله‏:‏ من والى الله بموافقته في محبوباته والتقرب إليه بمرضاته‏.‏
وكرامات الأولياء حق، وقد دل عليها الكتاب والسنة والآثار المتواترة عن الصحابة والتابعين‏.‏


والناس في كرامات الأولياء على ثلاثة أصناف‏:‏
الصنف الأول‏:‏ من ينفيها من المبتدعة كالمعتزلة والجهمية وبعض الأشاعرة، وشبهتهم‏:‏ أن الخوارق لو جاز ظهورها
على أيدي الأولياء لالتبس النبي بغيره، إذ الفرق بين النبي وغيره هو المعجزة التي هي خرق العادة‏.‏

الصنف الثاني‏:‏ من يغلو في إثبات الكرامة من أصحاب الطرق الصوفية والقبوريين الذين يدجلون على الناس
ويأتون بخوارق شيطانية، كدخول النار وضرب أنفسهم بالسلاح وإمساك الثعابين، وغير ذلك مما يدعونه
لأصحاب القبور من التصرفات التي يسمونه كرامات‏.‏


الصنف الثالث‏:‏ الذين ذكرهم الشيخ هنا وهم أهل السنة والجماعة فيؤمنون بكرامات الأولياء ويثبتونها
على مقتضى ما جاء في الكتاب والسنة‏.‏
ويردون على من نفاها بحجة منع الاشتباه بين النبي وغيره‏:‏ بأن هناك فوارق عظيمة بين الأنبياء وغيرهم غير
خوارق العادات‏.‏ وأن الولي لا يدعي النبوة ولو ادعاها لخرج عن الولاية وصار مدعيا كذابًا لا وليًا، ومن سنة الله
أن يفضح الكاذب، كما حصل لمسيلمة الكذاب وغيره‏.‏


ويردون على من غلا في إثباتها فادعاها للمشعوذين والدجالين، بأن هؤلاء ليسوا أولياء الله، وإنما هم
أولياء للشيطان وما يجري عليهم إما كذب وتدجيل، أو فتنة لهم ولغيرهم واستدراج، والله أعلم‏.


ولشيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الموضوع كتاب جليل اسمه‏:‏ ‏(‏الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان‏)‏‏.‏

وفي قوله‏:‏ ‏(‏في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات‏)‏ إشارة إلى أن الكرامة منها ما يكون من باب
العلم والكشف بأن يسمع العبد ما لا يسمعه غيره أو يرى ما لا يراه غيره يقظة أو منامًا‏.‏ أو يعلم ما لا يعلمه
غيره‏.‏ ومنها ما هو من باب القدرة والتأثير‏.‏


مثال النوع الأول‏:‏ قول عمر‏:‏ يا سارية الجبل وهو بالمدينة، وسارية في المشرق (7) وإخبار أبي بكر
بأن ببطن زوجته أنثى (8) وإخبار عمر بمن يخرج من ولده فيكون عادلًا‏.‏ وقصة صاحب موسى وعلمه بحال
الغلام‏.‏

ومثال النوع الثاني‏:‏ قصة الذي علم من الكتاب وإتيانه بعرش بلقيس إلى سليمان ـ عليه السلام ـ‏.‏
وقصة أهل الكهف وقصة مريم وقصة خالد بن الوليد لما شرب السم ولم يحصل له منه ضرر (9)
وقوله‏:‏ ‏(‏والمأثور عن سالم الأمم في سورة الكهف وغيرها، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين
وسائر فرق الأمة‏)‏ يشير بذلك إلى الكرامات التي وقعت وذكرت في القرآن الكريم وغيره من النقول الصحيحة،
فمما ذكره الله في القرآن الكريم عن سالم الأمم مما ذكره الله عن حمل مريم بلا زوج، وما ذكر في سورة
الكهف من قصة أصحاب الكهف وقصة صاحب موسى وقصة ذي القرنين‏.‏


وكالمأثور، أي‏:‏ المنقول بالسند الصحيح عن ‏(‏صدر هذه الأمة‏)‏ أي‏:‏ أولها من الصحابة والتابعين كرؤية عمر
لجيش سارية وهو على منبر المدينة وجيش سارية بنهاوند بالمشرق وندائه له‏:‏ يا سارية الجبل، فسمعه سارية وانتفع
بهذا التوجيه وسلم من كيد العدو‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة‏)‏ أي‏:‏ لا تزال الكرامات موجودة
في هذه الأمة إلى يوم القيامة ما وجدت فيهم الولاية بشروطها والله أعلم‏.‏



------


[ المصدر ]









.
رد مع اقتباس
  #88  
قديم 12-06-2015, 09:13AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم







【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -


شرح العقيدة الواسطية. ( 78 )


[ المتن ] :


فصل في صفات أهل السنة والجماعة ولم سموا بذلك

ثم من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ باطنًا وظاهرًا واتباع سبيل السابقين
الأولين من المهاجرين والأنصار‏.‏ واتباع وصية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال‏:‏ ‏(‏عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور
فإن كل بدعة ضلالة‏)‏ ‏[‏رواه أحمد ‏(‏4/126‏)‏ وأبو داود ‏(‏4607‏)‏ والترمذي ‏(‏2676‏)‏ وابن ماجه ‏(‏42‏)‏ عن العرباض
وصححه جماهير علماء الأمة‏]‏‏.‏
ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏


ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس ويقدمون هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هدي
كل أحد، ولهذا سموا أهل الكتاب والسنة، وسموا أهل الجماعة لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة‏.‏ وإن
كان لفظ الجماعة قد صار اسمًا لنفس القوم المجتمعين‏.‏


والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين‏.‏ وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه
الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين‏.‏ والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح
إذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الأمة‏.‏


[ الشرح ]:


لما ذكر الشيخ طريقة أهل السنة في مسائل العقيدة ذكر في هذا الفصل والذي بعده طريقتهم في عموم الدين
أصوله وفروعه وأوصافهم التي تميزوا بها عن أهل البدع والمخالفات فمن صفاتهم‏:‏

1 ـ ‏(‏اتباع آثار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ باطنًا وظاهرًا‏)‏ أي‏:‏ سلوك طريقه والسير على منهاجه ‏(‏باطنًا وظاهرًا‏)‏
بخلاف المنافقين الذين يتبعونه في الظاهر دون الباطن‏.‏ وآثار الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنته، وهي ما روي
عنه وأثر عنه من قول أو فعل أو تقرير‏.‏
لا آثاره الحسية كمواضع جلوسه ونومه ونحو ذلك لأن تتبع ذلك سبب للوقوع في الشرك‏.‏
كما حصل في الأمم السابقة‏.‏

2 ـ ومن صفات أهل السنة ‏(‏اتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار‏)‏ لما خصهم الله به من
العلم والفقه فقد شاهدوا التنزيل وسمعوا التأويل وتلقوا عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بدون واسطة فهم أقرب
إلى الصواب وأحق بالاتباع بعد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏
فاتباعهم يأتي بالدرجة الثانية بعد اتباع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.
‏ فأقوال الصحابة حجة يجب اتباعها
إذا لم يوجد نص عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏ لأن طريقهم أسلم وأعلم وأحكم،
لا كما يقول بعض المتأخرين‏:‏ إن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم فيتبعون طريقة الخلف ويتركون
طريقة السلف‏.‏

3 ـ ومن صفات أهل السنة اتباع وصية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال‏:‏ ‏(‏عليكم بسنتي وسنة الخلفاء
الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور‏.‏ فإن كل بدعة ضلالة‏)‏
رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه‏.‏ وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏.‏
وغرض الشيخ أن يبين أن أهل السنة والجماعة يتبعون طريقة الخلفاء الراشدين على الخصوص بعد اتباعهم لطريقة السابقين
الأولين من المهاجرين والأنصار على وجه العموم لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوصى باتباع طريقة الخلفاء
الراشدين وصية خاصة في هذا الحديث، ففيه قرن سنة الخلفاء الراشدين بسنته عليه الصلاة والسلام، فدل
على أن ما سنه الخلفاء الراشدون أو أحدهم لا يجوز العدول عنه‏.‏


‏(‏والخلفاء الراشدون‏)‏ هم الخلفاء الأربعة‏:‏ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ووصفوا بالراشدين لأنهم عرفوا الحق
واتبعوه، فالراشد هو من عرف الحق وعمل به، وضده الغاوي، وهو من عرف الحق ولم يعمل به‏.‏
وقوله‏:‏ ‏(‏المهديين‏)‏ أي‏:‏ الذين هداهم الله إلى الحق‏.‏
‏(‏تمسكوا بها‏)‏ أي‏:‏ الزموها ‏(‏وعضوا عليها بالنواجذ‏)‏ كناية عن شدة التمسك بها، والنواجذ‏:‏ آخر الأضراس‏.‏
و ‏(‏محدثات الأمور‏)‏ هي البدع ‏(‏فإن كل بدعة ضلالة‏)‏‏.‏
والبدعة لغة‏:‏ ما ليس له مثال سابق‏.‏
وشرعًا‏:‏ ما لم يدل عليه دليل شرعي‏.‏
فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين، ولم يكن له دليل هو بدعة وضلالة سواء في العقيدة أو في الأقوال أو الأفعال‏.


4 ـ ومن صفات أهل السنة أنهم يعظمون كتاب الله وسنة رسوله ويجلونهما ويقدمونهما في الاستدلال بهما
والاقتداء بهما على أقوال الناس وأعمالهم لأنهم‏:‏ ‏(‏يعلمون أن أصدق الكلام كلام الله‏)‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ أَصْدَقُ
مِنَ اللَّهِ قِيلًا‏}‏‏.‏ ‏{‏وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا‏}‏ ‏[‏الآيتان ‏(‏122، 87‏)‏ من سورة النساء‏]‏‏.
‏ ويعلمون‏:‏ ‏(‏أن خير الهدي هدي محمد‏)‏ الهدي، بفتح الهاء وسكون الدال‏:‏ السمت والطريقة والسيرة‏.‏ وقرئ بضم
الهاء وفتح الدال‏.‏ أي‏:‏ الدلالة والإرشاد‏.‏
‏(‏ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس‏)‏ أي‏:‏ يقدمونه ويأخذون به ويتركون ما عارضه من كلام الخلق
أيًا كانوا رؤساء أو علماء أو عبادًا ‏(‏ويقدمون هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏)‏ أي‏:‏ سنته وسيرته وتعليمه
وإرشاده ‏(‏على هدي كل أحد‏)‏ من الخلق مهما عظمت مكانته إذا كان هديه يعارض هدي رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ‏.‏ وذلك عملًا بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ‏}‏ ‏[‏الآية ‏(‏59‏)‏ من سورة النساء‏]‏‏.‏
وقوله‏:‏ ‏(‏ولهذا سموا أهل الكتاب والسنة‏)‏
أي‏:‏ لأجل تمسكهم بكتاب الله وإيثارهم لكلامه على كلام كل أحد‏.‏ وتمسكهم بهدي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقديمه على هدي كل أحد سموا أهل الكتاب والسنة لأجل
ذلك لقبوا بهذا اللقب الشريف الذي يفيد اختصاصهم بهما دون غيرهم ممن حاد عن الكتاب والسنة من فرق أهل
الضلال كالمعتزلة والخوارج والروافض ومن وافقهم في أقوالهم أو في بعضها‏.‏
وقوله‏:‏ ‏(‏وسموا أهل الجماعة‏)‏ أي‏:‏ كما
سموا أهل الكتاب والسنة سموا ‏(‏أهل الجماعة‏)‏ والجماعة‏:‏ ضد الفرقة، لأن التمسك بالكتاب والسنة يفيد
الاجتماع والائتلاف، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ‏}‏ ‏[‏الآية ‏(‏103‏)‏ من سورة آل عمران‏]‏‏.‏
فالجماعة هنا هم المجتمعون على الحق‏.‏


5 ـ فمن صفات أهل السنة الاجتماع على الأخذ بالكتاب والسنة والاتفاق على الحق والتعاون على البر والتقوى،
وقد أثمر هذا وجود الإجماع ‏(‏والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين‏)‏ وقد عرف الأصوليون
الإجماع بأنه‏:‏ اتفاق علماء العصر على أمر ديني، وهو حجة قاطعة يجب العمل به‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏وهو الأصل الثالث‏)‏
أي‏:‏ بعد الأصلين الأولين وهما الكتاب والسنة‏.‏

6 ـ من صفات أهل السنة أنهم ‏(‏يزنون بهذه الأصول الثلاثة‏)‏ الكتاب والسنة والإجماع ‏(‏جميع ما عليه الناس من
أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين‏)‏ فهم يجعلون هذه الأصول الثلاثة ميزانًا لبيان الحق من الباطل
والهدى من الضلال فيما يصدر من الناس من تصرفات قولية أو فعلية اعتقادية أو عملية ‏(‏مما له تعلق بالدين‏)‏
من أعمال الناس كالصلاة والصيام والحج والزكاة والمعاملات وغيرها‏.‏ أما ما ليس له تعلق بالدين من الأمور العادية
والأمور الدنيوية فالأصل فيه الإباحة‏.‏


ثم بين الشيخ ـ رحمه الله ـ حقيقة الإجماع الذي جعل أصلًا في الاستدلال فقال‏:‏ ‏(‏والإجماع الذي ينضبط‏)‏
أي‏:‏ يجزم بحصوله ووقوعه‏:‏ ‏(‏هو ما كان عليه السلف الصالح‏)‏ لما كانوا قليلين مجتمعين في الحجاز يمكن ضبطهم
ومعرفة رأيهم في القضية


‏(‏وبعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الأمة‏)‏
أي‏:‏ بعد السلف الصالح صار الإجماع لا ينضبط لأمرين‏:‏
أولًا‏:‏ كثرة الاختلاف بحيث لا يمكن الإحاطة بأقوالهم‏.‏
ثانيًا‏:‏ انتشار الأمة في أقطار الأرض بعد الفتوح بحيث لا يمكن عادة بلوغ الحادثة لكل واحد منهم ووقوفه عليها‏.‏
ثم لا يمكن الجزم بأنهم أطبقوا على قول واحد فيها‏.‏

تنبيه‏:

‏ إنما اقتصر الشيخ ـ رحمه الله ـ على ذكر الأصول الثلاثة، ولم يذكر الأصل الرابع وهو القياس، لأن القياس
مختلف فيه كما اختلفوا في أصول أخرى مرجعها كتب الأصول‏.‏



------



[ المصدر ]










.
رد مع اقتباس
  #89  
قديم 12-06-2015, 09:23AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم







【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 79 )


[ المتن ] :



فصل في بيان مكملات العقيدة من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال التي تحلى بها أهل السنة


ثم هم مع هذه الأصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة، ويرون إقامة الحج والجمع
والأعياد مع الأمراء أبرارًا كانوا أو فجارًا‏.‏ ويحافظون على الجماعات‏.‏ ويدينون بالنصحية للأمة‏.‏ ويعتقدون معنى
قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه‏)‏ ‏[‏رواه البخاري
‏(‏6026‏)‏ ومسلم ‏(‏2585‏)‏ عن أبي موسى‏]‏‏.‏ وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم
كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر‏)‏ ‏[‏رواه البخاري ‏(‏6011‏)‏ ومسلم ‏
(‏2586‏)‏ عن النعمان بن بشير‏]‏‏.‏ ويأمرون بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بمر القضاء‏.‏


[ الشرح ]:

هذا الفصل كالمتمم للفصل الذي قبله فيه بيان لصفات أهل السنة التي هي من مكملات العقيدة فقوله‏:‏ ‏(‏ثم هم‏)‏
أي‏:‏ أهل السنة ‏(‏مع هذه الأصول‏)‏ أي‏:‏ التي مر ذكرها، أي‏:‏ مع قيامهم بها علمًا وعملًا يتحلون بصفات هي من
مكملاتها وثمراتها فهم ‏(‏يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر‏)‏ كما وصفهم الله بذلك في قوله‏:‏ ‏{‏كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ‏}‏ ‏[‏الآية ‏(‏110‏)‏ من سورة آل عمران‏]‏‏.‏
والمعروف هو اسم جامع لكل ما يحيه الله من الإيمان والعمل الصالح‏.
والمنكر‏:‏ اسم جامع لكل ما يكرهه الله
وينهى عنه‏.‏


‏(‏على ما توجبه الشريعة‏)‏ أي‏:‏ باليد ثم باللسان ثم بالقلب تبعًا للقدرة والمصلحة، خلافًا للمعتزلة الذين يخالفون
ما توجبه الشريعة في هذا، فيرون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الخروج على الأئمة‏.‏


قوله‏:‏ ‏(‏ويرون إقامة الحج والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارًا كانوا أو فجارًا‏)‏ أي‏:‏ ويعتقد أهل السنة وجوب إقامة
هذه الشعائر مع ولاة أمور المسلمين ‏(‏أبرارًا كانوا أو فجارًا‏)‏ أي‏:‏ سواء كانوا صالحين مستقيمين أو فساقًا فسقًا
لا يخرجهم عن الملة‏.‏ وذلك لأن غرض المسلمين من ذلك هو جمع الكلمة والابتعاد عن الفرقة والخلاف، ولأن
الوالي الفاسق لا ينعزل بفسقه، ولا يجوز الخروج عليه لما يترتب على ذلك من ضياع الحقوق وإراقة الدماء‏.‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ‏:‏ ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها
من الفساد أكثر من الذي في إزالته‏.‏ ا ه ـ‏.


وأهل السنة يخالفون في ذلك أهل البدع من الخوارج والمعتزلة والشيعة الذين يرون قتال الولاة والخروج عليهم،
إذا فعلوا ما هو ظلم أو ظنوه ظلمًا، ويرون ذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏.‏
وقوله‏:‏ ‏(‏ويحافظون على الجماعات‏)‏ أي‏:‏ ومن صفات أهل السنة أنهم يحافظون على حضور صلاة الفريضة
مع الجماعة جمعة أو غيرها، لأن ذلك من أعظم شعائر الإسلام وطاعة لله ورسوله في ذلك خلافًا للشيعة الذين
لا يرون الصلاة إلا مع الإمام المعصوم‏.‏ وخلافًا للمنافقين الذين يتخلفون عن صلاة الجماعة‏.‏ وقد وردت أحاديث في
فضل صلاة الجماعة والأمر بها والنهي عن تركها، ليس هذا موضع ذكرها‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ويدينون بالنصيحة للأمة‏)‏
أي‏:‏ يرونها من الدين‏.‏ وأصل النصح في اللغة‏:‏ الخلوص، وشرعًا‏:‏ هي إرادة الخير المنصوح له وإرشاده إلى
مصالحه‏.‏


فأهل السنة يريدون الخير للأمة ويرشدونها إلى ما فيه صلاحها‏.‏ ومن صفات أهل السنة التعاون على الخير‏.‏
والتألم لألم المصابين منهم فهم يعتقدون معنى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه
بعضًا وشبك بين أصابعه‏)‏ رواه البخاري ومسلم وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم
وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر‏)‏ رواه البخاري ومسلم وغيرهما‏.‏
فالحديثان يمثلان ما ينبغي أن يكون عليه المسلمون من تعاون وتراحم‏.‏ وأهل السنة يعملون بمقتضاهما وقوله‏:
‏ ‏(‏المؤمن للمؤمن‏)‏ وقوله‏:‏ ‏(‏مثل المؤمنين‏)‏ المراد بالإيمان هنا الإيمان الكامل، ‏(‏كالبنيان‏)‏ هذا التمثيل يقصد منه
التقريب للفهم ‏(‏يشد بعضه بعضًا‏)‏ بيان لوجه الشبه ‏(‏وشبك بين أصابعه‏)‏ تمثيل آخر يقصد منه التقريب للفهم‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏كمثل الجسد الواحد‏)‏ أي‏:‏ بالنسبة إلى جميع أعضائه من حيث الشعور بالراحة أو التعب‏.‏ ‏(‏توادهم‏)‏
أي‏:‏ محبة بعضهم لبعض ‏(‏تعاطفهم‏)‏ أي‏:‏ عطف بعضهم على بعض ‏(‏إذا اشتكى‏)‏‏:‏ تألم، ‏(‏تداعى‏)‏‏:‏ شارك بعضه
البعض الآخر في الألم ‏(‏سائر الجسد‏)‏‏:‏ باقية ‏(‏بالحمى‏)‏‏:‏ ما ينشأ عن الألم من حرارة الجسم ‏(‏السهر‏)‏‏:‏ عدم النوم‏.‏
وهذا الحديث خبر معناه الأمر، أي كما أنه إذا تألم بعض جسده سرى ذلك الألم إلى جميع جسده، فكذا المؤمنون
ليكونوا كنفس واحدة إذا أصاب أحدهم مصيبة يغتم جميعهم ويعملون على إزالتها وفي هذا التشبيه تقريب للفهم
وإظهار المعاني في الصور المرئية‏.‏


ومن صفات أهل السنة ثباتهم في مواقف الامتحان ‏(‏يأمرون بالصبر عند البلاء‏)‏ الصبر لغة‏:‏ الحبس، ومعناه
هنا‏:‏ حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي والتسخط، وحبس الجوارح عن لطم الخدود وشق
الجيوب‏.‏
‏(‏البلاء‏)‏‏:‏ الامتحان بالمصائب والشدائد ‏(‏والشكر عند الرخاء‏)‏ الشكر‏:‏ فعل ينبئ عن تعظيم المنعم لكونه منعمًا،
وهو صرف العبد ما أنعم الله به عليه في طاعته‏.‏ ‏(‏الرخاء‏)‏‏:‏ اتساع النعمة ‏(‏والرضا بمر القضاء‏)‏ الرضا‏:‏ ضد
السخط، والقضاء لغة‏:‏ الحكم‏.‏ وعرفًا‏:‏ إرادة الله المتعلقة بالأشياء على ما هي عليه‏.‏ ومر القضاء، ما يجري على
العبد مما يكرهه كالمرض والفقر وأذى الخلق والحر والبرد والآلام‏.‏


------


[ المصدر ]











.

التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 12-06-2015 الساعة 09:25AM
رد مع اقتباس
  #90  
قديم 13-06-2015, 07:42AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم







【 شرح العقيدة الواسطية 】


لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 80)



ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال‏.‏ ويعتقدون معنى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏أكمل المؤمنين إيمانًا
أحسنهم خلقًا‏)‏ ‏[‏رواه أحمد ‏(‏2/472‏)‏ وأبو داود ‏(‏4682‏)‏ والترمذي ‏(‏1162‏)‏ وابن حبان ‏(‏1311‏)‏ عن أبى هريرة‏.‏
وصححه الترمذي وابن حبان‏]‏‏.‏ ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ويأمرون ببر
الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل، والرفق بالمملوك‏.‏ وينهون
عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق‏.‏‏.‏ ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن
سفسافها‏.‏ وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة‏.‏


[ الشرح ]:


يهتم أهل السنة بالأخلاق فيتحلون بالأخلاق الفاضلة ويرغبون فيها غيرهم فهم ‏(‏يدعون إلى مكارم الأخلاق‏)
‏ أي‏:‏ أحسنها‏.‏ والأخلاق‏:‏ جمع خلق، بضم الخاء واللام وهو الصورة الباطنة، والخلق‏:‏ بفتح الخاء وسكون اللام هو الصورة
الظاهرة، وهو الدين والسجية والطبع، ويدعون إلى ‏(‏محاسن الأعمال‏)‏ كالكرم والشجاعة والصدق والأمانة
‏(‏ويعتقدون معنى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏)‏ أي‏:‏ يؤمنون به ويعملون بمقتضاه‏.‏ ‏(‏أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم
خلقًا‏)‏ رواه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏أحسنهم خلقًا‏)‏ أي‏:‏ ألينهم وألطفهم وأجملهم‏.‏


ففي الحديث الحث على التخلق بأحسن الأخلاق‏.‏ وفيه أن الأعمال تدخل في مسمى الإيمان‏.‏ وأن الإيمان يتفاضل‏.‏
وأهل السنة يدعون إلى التعامل مع الناس بالتي هي أحسن، وإلى إيتاء ذوي الحقوق حقوقهم، ويحذرون من أضداد
تلك الأخلاق من الكبر والتعدي على الناس، فهم ‏(‏يندبون‏)‏ أي‏:‏ يدعون ‏(‏إلى أن تصل من قطعك‏)‏ أي‏:‏ تحسن إلى من
أساء إليك ‏(‏وتعطي من حرمك‏)‏ أي‏:‏ تبذل العطاء وهو التبرع والهدية ونحوها لمن منع ذلك عنك لأن ذلك من
الإحسان، ‏(‏وتعفو عمن ظلمك‏)‏ أي‏:‏ تسامح من تعدى عليك في مال أو عرض، لأن ذلك مما يجلب المودة
ويكسب الأجر والثواب‏.‏


‏(‏ويأمرون‏)‏ أي‏:‏ أهل السنة بما أمر الله به من إعطاء ذوي الحقوق حقوقهم ‏(‏ببر الوالدين‏)‏ أي‏:‏ طاعتهما في غير معصية
والإحسان إليهما بالقول والفعل‏:‏ ‏(‏وصلة الأرحام‏)‏ أي‏:‏ الإحسان إلى الأقربين، والأرحام‏:‏ جمع رحم وهو من تجمعك
به قرابة ‏(‏وحسن الجوار‏)‏ أي‏:‏ الإحسان إلى من يسكن بجوارك يبذل المعروف وكف الأذى ‏(‏والإحسان إلى اليتامى‏)‏‏
:‏ جمع يتيم، وهو لغة‏:‏ المنفرد، وشرعًا‏:‏ من مات أبوه قبل بلوغه‏.‏ والإحسان إليهما هو برعاية أحوالهم وأموالهم
والشفقة عليهم‏.‏ ‏(‏والمساكين‏)‏ أي‏:‏ والإحسان إلى المساكين، جمع مسكين، وهو المحتاج الذي أسكنته الحاجة والفقر،
والإحسان إليهم يكون بالتصدق عليهم والرفق بهم ‏(‏وابن السبيل‏)‏ أي‏:‏ والإحسان إلى ابن السبيل، وهو المسافر
المنقطع به الذي نفدت نفقته أو ضاعت أو سرقت، وقيل‏:‏ هو الضيف‏.‏ ‏(‏والرفق بالمملوك أي‏:‏ ويأمرون بالرفق بالمملوك،
وهو الرقيق، ويدخل فيه من البهائم، والرفق ضد العنف وهو لين الجانب‏.‏


‏(‏وينهون عن الفخر‏)‏ وهو المباهاة بالمكارم والمناقب من حسب ونسب ‏(‏والخيلاء‏)‏ بضم إلخاء‏:‏ الكبر والعجب
‏(‏والبغي‏)‏ وهو العدوان على الناس ‏(‏والاستطالة على الخلف‏)‏ أي‏:‏ الترفع عليهم واحتقارهم والوقيعة فيهم ‏(‏بحق وبغير
حق‏)‏ لأن المستطيل إن استطال بحق فقد افتخر، وإن استطال بغير حق فقد بغى، ولا يحل لا هذا ولا هذا‏.‏ ‏(‏ويأمرون
بمعالي الأخلاق‏)‏ أي‏:‏ يأمر أهل السنة بالأخلاق العالية‏.‏ وهي الأخلاق الحسنة ‏(‏وينهون عن سفاسفها‏)‏ أي‏:
‏ رديئها وحقيرها، السفساف‏:‏ الأمر الحقير والرديء من كل شيء، وهو ضد المعالي والمكارم، وأصله ما يطير من غبار
الدقيق إذا نخل والتراب إذا أثير‏.‏


‏(‏وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة‏)‏ أي‏:‏ كل ما يقوله وفعله أهل السنة ويأمرون
به وينهون عنه مما تقدم ذكره في هذه الرسالة وما لم يذكر؛ فقد استفادوه من كتاب ربهم وسنة نبيهم، لم يبتدعوه من
عند أنفسهم ولم يقلدوا فيه غيرهم‏.‏ فقد قال الله تعلى‏:‏ ‏{‏وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شيئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا‏}‏ والأحاديث في هذا كثيرة منها ما ذكره الشيخ‏.‏





------



[ المصدر ]



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 0 والزوار 16)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[جمع] الجمع الثمين لكلام أهل العلم في المصرّين على المعاصي والمدمنين أبو عبد الودود عيسى البيضاوي منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك 0 13-09-2011 09:33PM
أقوال العلماء السلفيين في حكم من حكَّم القوانين أبو حمزة مأمون منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب 0 10-06-2010 01:51AM
(الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء) أبوعبيدة الهواري الشرقاوي منبر الجرح والتعديل 0 21-12-2008 12:07AM
شرح كتاب ثلاثة الأصول أبو عبد الرحمن السلفي1 منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك 3 13-10-2007 08:38PM
صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) ماهر بن ظافر القحطاني منبر البدع المشتهرة 0 12-09-2004 12:02PM




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd