#61
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ [79] السادس : عن عُمَر رضي الله عنه قَالَ : سمعتُ رَسُول الله ﷺ يقول : « لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ، تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً » . رواه الترمذي ، وَقالَ : ( حديث حسن ) . معناه : تَذْهبُ أَوَّلَ النَّهَارِ خِمَاصاً : أي ضَامِرَةَ البُطُونِ مِنَ الجُوعِ ، وَتَرجعُ آخِرَ النَّهَارِ بِطَاناً . أَي مُمْتَلِئَةَ البُطُونِ . أي : لو توكلتم على الله في ذهابكم ومجيئكم وتصرُّفكم لسهّل لكم رزقكم . |
#62
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ [80] السابع : عن أبي عُمَارة البراءِ بن عازب رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله ﷺ : « يَا فُلانُ ، إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فراشِكَ ، فَقُل : اللَّهُمَّ أسْلَمتُ نَفْسي إلَيْكَ ، وَوَجَّهتُ وَجْهِي إلَيْكَ ، وَفَوَّضتُ أَمْري إلَيْكَ ، وَأَلجأْتُ ظَهري إلَيْكَ رَغبَةً وَرَهبَةً إلَيْكَ ، لا مَلْجَأ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إلا إلَيْكَ ، آمنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أنْزَلْتَ ؛ وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ . فَإِنَّمِتَّ مِنْ لَيلَتِكَ مِتَّ عَلَى الفِطْرَةِ ، وَإِنْ أصْبَحْتَ أَصَبْتَ خَيراً » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . وفي رواية في الصحيحين ، عن البراءِ ، قَالَ : قَالَ لي رَسُول الله ﷺ : « إِذَا أَتَيْتَ مَضْجِعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءكَ للصَّلاةِ ، ثُمَّ اضْطَجعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيمَنِ ، وَقُلْ ... وذَكَرَ نَحْوَهُ ثُمَّ قَالَ : وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ » . في هذا الحديث : فضل الاستسلام ، والتفويض ، والالتجاء إلى الله عزَّ وجلّ . |
#63
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ [81] الثامِنُ : عن أبي بكرٍ الصِّديق رضي الله عنه عبدِ اللهِ بنِ عثمان بنِ عامرِ بنِ عمر ابنِ كعب بنِ سعدِ بن تَيْم بنِ مرة بن كعبِ بن لُؤَيِّ بن غالب القرشي التيمي رضي الله عنه - وَهُوَ وَأَبُوهُ وَأُمُّهُ صَحَابَةٌ - رضي الله عنهم - قَالَ : نَظَرتُ إِلَى أَقْدَامِ المُشْرِكينَ وَنَحنُ في الغَارِ وَهُمْ عَلَى رُؤُوسِنا ، فقلتُ : يَا رسولَ الله ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيهِ لأَبْصَرَنَا . فَقَالَ : « مَا ظَنُّكَ يَا أَبا بَكرٍ باثنَيْنِ الله ثَالِثُهُمَا » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. في هذا الحديث : تنبيه على أنَّ من توكَّل على الله كفاه ، ونصره ، وأعانه ، وكلأه وحفظه . |
#64
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ [82] التاسع : عن أم المُؤمنينَ أمِّ سَلَمَةَ وَاسمها هِنْدُ بنتُ أَبي أميةَ حذيفةَ المخزومية رضي الله عنها : أنَّ النَّبيّ ﷺ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيتِهِ ، قَالَ : « بِسْمِ اللهِ تَوَكَّلتُ عَلَى اللهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أضِلَّ أَوْ أُضَلَّ ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ ، أَوْ أظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ ، أَوْ أجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ » حديثٌ صحيح ، رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحةٍ . قَالَ الترمذي : ( حديث حسن صحيح ) . وهذا لفظ أبي داود . [83] العاشر : عن أنس رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُول الله ﷺ : « مَنْ قَالَ - يَعْني : إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيتِهِ - : بِسمِ اللهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ ، وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاباللهِ ، يُقالُ لَهُ : هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ ، وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيطَانُ » . رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم . وَقالَ الترمذي : ( حديث حسن ) ، زاد أبو داود : « فيقول - يعني : الشيطان - لِشيطان آخر : كَيفَ لَكَ بِرجلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ ؟ » . معنى « لا حول ولا قوَّة إلا بالله » ، أي : لا حول عن المعاصي إلا بعصمة الله . ولا قوَّة على الطاعات إلابالله . ورُوي عن ابن مسعود قال : كنت عند رسول الله ﷺ فقلتها . فقال : « تدري ما تفسيرها ؟ » ، قلت : الله ورسوله أعلم . قال : « لا حول عن معصية الله ، ولا قوَّة على طاعة الله إلا بمعونة الله » . أخرجه البزّار . قال بعض العلماء : ولعل تخصيصه بالطاعة والمعصية ؛ لأنهما أمران مهمان في الدين . |
#65
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ [84] وعن أنس رضي الله عنه قَالَ : كَانَ أَخَوانِ عَلَى عهد النَّبيّ ﷺ وَكَانَ أحَدُهُمَا يَأتِي النَّبيَّ ﷺ وَالآخَرُ يَحْتَرِفُ ، فَشَكَا المُحْتَرِفُ أخَاهُ للنبي ﷺ ، فَقَالَ : «لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ » . رواه الترمذي بإسناد صحيحٍ عَلَى شرطِ مسلم . « يحترِف » : يكتسب ويتسبب . في الحديث : تنبيهٌ على أنَّ من انقطع إلى الله كفاه مهماته . وأنَّ العبدَ يُرزق بغيره ، كما في الحديث الآخر : «وهل ترزقون – أو قال : تنصرون – إلا بضعفائكم » . |
#66
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ 8- باب الاستقامة قَالَ اللهُ تَعَالَى : ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ [ هود (112) ] . أي : استقم على دين ربك ، والعمل به ، والدعاء إليه . والاستقامة : هي لزوم المنهج المستقيم . قال عمر رضي الله عنه : الاستقامة : أنْ تقوم على الأمر والنهي ، ولا تروغ عنه روغان الثعلب . وَقالَ تَعَالَى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [ فصلت (30 :32) ]. يخبر تعالى أنَّ من وحَّده واستقام على طاعته أنه آمن عند الموت ويوم القيامة ، وأنَّ جزاءه الجنة . وقوله : ﴿ نزلاً ﴾ أي : رزقًا مهيَّأً . وَقالَ تَعَالَى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [ الأحقاف (13 ، 14) ] . أي : استقاموا على التوحيد ، واتباع الكتاب والسنة . |
#67
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ [85] وعن أبي عمرو ، وقيل : أبي عَمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُول الله ، قُلْ لي في الإسْلامِ قَولاً لا أسْأَلُ عَنْهُ أَحَداً غَيْرَكَ . قَالَ : « قُلْ : آمَنْتُ بِاللهِ ، ثُمَّ استَقِمْ » . رواه مسلم . هذا الحديث جمع معاني الإِسلام والإِيمان كلها ، وهو على وفاق قوله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ . قال بعض العارفين : مرجع الاستقامة إلى أمرين : * صحة الإيمان بالله . * واتباع ما جاء به رسول الله ظاهرًا وباطنًا . وقد قال النبي ﷺ : « استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ، ولا يحافظ على الوضوء إلامؤمن » . |
#68
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ [86] وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُول الله ﷺ : «قَارِبُوا وَسَدِّدُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بعَمَلِهِ » قالُوا : وَلا أَنْتَ يَا رَسُول الله ؟ قَالَ : « وَلا أنا إلا أنْ يَتَغَمَّدَني الله برَحمَةٍ مِنهُ وَفَضْلٍ » . رواه مسلم . وَ« المُقَاربَةُ » : القَصدُ الَّذِي لا غُلُوَّ فِيهِ وَلا تَقْصيرَ ، وَ« السَّدادُ » : الاستقامة والإصابة . وَ« يتَغَمَّدني » : يلبسني ويسترني . قَالَ العلماءُ : مَعنَى الاستقامَةِ لُزُومُ طَاعَةِ الله تَعَالَى ، قالوا : وهِيَ مِنْ جَوَامِعِ الكَلِم ، وَهِيَ نِظَامُ الأُمُورِ ؛ وبِاللهِ التَّوفِيقُ . في هذا الحديث : دلالةٌ على أنه ليس أحد من الخلْق يقدر على توفية حق الربوبية . لقوله ﷺ : « ولا أنا ، إلا أن يتغمَّدني الله برحمة منه وفضل » . ولكن الأعمال سببٌ لدخول الجنة . كما قال تعالى : ﴿ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [ النحل (32) ] ، والتوفيق للأعمال الصالحة من فضل الله ورحمته . |
#69
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ 9- باب التفكير في عظيم مخلوقات الله تَعَالَى وفناء الدنيا وأهوال الآخرة وسائر أمورهما وتقصير النفس وتهذيبها وحملها عَلَى الاستقامة التفكر في المخلوقات : كالعرش ، والكرسي ، والسماء والأرض يدل على كمال الخالق وعظمته . وفي الحديث : « ما السماء والأرض ، وما بينهما في العرش إلا كحلقة أُلْقيتْ في فلاة من الأرض » ، وقد قال الله تعالى : ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [ الزمر (67) ] . والتفكُّر في فناء الدنيا : يبعثه على الزهد فيها ، والإِقبال على الآخرة . والتفكُّر في أهوال الآخرة : يبعثه على فعل الطاعات ، وترك المنهيات ، وتقصير أمل النفس بذكر الموت ، وتهذيبها من الأخلاق السيئة . وحملها على الاستقامة يورثها العز في الدنيا والآخرة . قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ﴾ [ سبأ (46) ] . يقول تعالى : قل يا محمد لهؤلاء الزاعمين أنك مجنون : إنما أعظكم آمركم وأوصيكم بواحدة ، هي : أن تقوموا لله من غير هوى ولا عصيبة مثنى وفرادى ، أي : اثنين اثنين ، وواحدًا واحدًا . ثم تتفكروا جميعًا في حال محمد ﷺ فتعلموا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد . التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 12-04-2016 الساعة 12:56AM |
#70
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ وَقالَ تَعَالَى : ﴿ إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ ﴾ الآيات [ آل عمران (190 ، 191) ] . التفكر في المخلوقات أفضل العبادات . وفي بعض الآثار بينما رجلٌ مستلق على فراشه إذْ رفع رأسه فنظر إلى السماء والنجوم ، فقال : « أشهد أن لك ربًّا وخالقًا اللَّهُمَّ اغفر لي » فنظر الله إليه فغفر له . وَقالَ تَعَالَى : ﴿ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ﴾ [ الغاشية (17 :21) ] . يحثُّ تعالى على النظر إلى أنواع المخلوقات الدالة على وحدانيته ، واقتداره على الخلق ، والبعث ، وغير ذلك ، وخُصَّت هذه الأربع من بين المخلوقات ، لأنها ظاهرة لكل أحد ، وخُصَّت الإبل من بين المركوبات لأنها أعجب ما عند العرب . وَقالَ تَعَالَى : ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا ﴾ الآية [ محمد (10)]. يحثُّ تعالى على المسير في الأرض ، فينظروا آثار الأمم قبلهم واضمحلالهم بعد وجودهم ، وكمال قوتهم ، فيعلمون أنَّ الحيّ القيُّوم هو الله وأنَّ غيره فانٍ فلا يركنوا إلى الدنيا ولا يغترُّوا بها . والآيات في الباب كثيرة . |
#71
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ ومن الأحاديث الحديث السابق : « الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ » . لفظ الحديث : « الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وعمل لما بعد الموت ، والعاجزُ من أتْبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني » . معنى دان نفسه : حاسبها . فإنَّ محاسبته لها وعدم تركها هملاً إنما ينشأ عن تفكُّره في الدنيا وزوالها ، وفي نفسه وانتقالها ، كأنك بالدنيا ولم تكن ، وبالآخرة ولم تزل ، فيحاسب نفسه فيمنعها عمّا لا ينبغي ، ويحملها على ما ينبغي . وبالله التوفيق . |
#72
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ 10- باب المبادرة إلى الخيرات وحثِّ من توجه لخير على الإقبال عليه بالجد من غير تردد قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات ﴾ [ البقرة (148) ] . أي سارعوا إليها قبل فواتها . وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [ آل عمران (133) ] . يقول تعالى : بادروا إلى مغفرة من ربكم أعمال توجب المغفرة ، كالإسلام ، والتوبة ، وأداء الفرائض ، وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ ، وخصَّ العرض بالذكر ؛ لأنَّ طول كل شيء غالبًا أكثر من عرضه ، وأما طولها فلا يعلمه إلا الله . |
#73
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ وأما الأحاديث : [87] فالأولُ : عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رَسُول الله ﷺ قَالَ : « بَادِرُوا بِالأعْمَال فتناً كقطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ ، يُصْبحُ الرَّجُلُ مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً ، وَيُمْسِي مُؤمِناً ويُصبحُ كَافِراً ، يَبيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنيا » . رواه مسلم. في هذا الحديث : الحث على اغتنام الأعمال الصالحة قبل ظهور ما يمنعها. [88] الثَّاني : عن أبي سِروْعَة - بكسر السين المهملة وفتحها - عُقبةَ بن الحارث رضي الله عنه قَالَ : صَلَّيتُ وَرَاءَ النَّبيّ ﷺ بالمَدِينَةِ العَصْرَ ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ مُسْرِعاً ، فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ ، فَخَرَجَ عَلَيهمْ ، فَرأى أنَّهمْ قَدْ عَجبُوا مِنْ سُرعَتهِ ، قَالَ : « ذَكَرتُ شَيئاً مِنْ تِبرٍ عِندَنَا فَكَرِهتُ أنْ يَحْبِسَنِي فَأمَرتُ بِقِسْمَتِهِ » . رواه البخاري . وفي رواية لَهُ : « كُنتُ خَلَّفتُ في البَيْتِ تِبراً مِنَ الصَّدَقةِ فَكَرِهتُ أنْ أُبَيِّتَهُ » . « التِّبْرُ » : قِطَعُ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ . في هذا الحديث : المبادرة لأداء القُرُبات ، وفعل الخيرات . |
#74
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ [89] الثالث : عن جابر ﷺ قَالَ : قَالَ رجل للنبي ﷺ يَومَ أُحُد : أَرَأيتَ إنْ قُتِلتُ فَأَيْنَ أَنَا ؟ قَالَ : « في الجنَّةِ » فَأَلْقَى تَمَرَاتٍ كُنَّ في يَدِهِ ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . في هذا الحديث : المبادرة إلى الخير ، والمسارعة إليه . وفيه : ما كان الصحابة عليه من حب نصر الإسلام ، والرغبة في الشهادة ابتغاء مرضاة الله وثوابه . [90] الرابع : عن أبي هريرة ﷺ ، قَالَ : جاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبيِّ ﷺ فَقَالَ : يَا رسولَ الله ، أيُّ الصَّدَقَةِ أعْظَمُ أجْرَاً ؟ قَالَ : « أنْ تَصَدَّقَ وَأنتَ صَحيحٌ شَحيحٌ ، تَخشَى الفَقرَ وتَأمُلُ الغِنَى ، وَلا تُمهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغتِ الحُلقُومَ قُلْتَ لِفُلان كذا ولِفُلانٍ كَذا ، وقَدْ كَانَ لِفُلانٍ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . « الحُلقُومُ » : مَجرَى النَّفَسِ . وَ« المَرِيءُ » : مجرى الطعامِ والشرابِ . في هذا الحديث : فضل الصدقة في حال الصحة . وروى أبو داود وغيره عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ﷺ : « لأن يتصدَّق المرءُ في حياته بدرهم خير له من أنْ يتصدق بمئة عند موته » . |
#75
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ [91] الخامس : عن أنس رضي الله عنه : أنَّ رسول الله ﷺ أخذ سيفاً يَومَ أُحُدٍ ، فَقَالَ : « مَنْ يَأخُذُ منِّي هَذَا ؟ » فَبَسطُوا أيدِيَهُمْ كُلُّ إنسَانٍ مِنْهُمْ يقُولُ : أَنَا أَنَا . قَالَ : « فَمَنْ يَأخُذُهُ بحَقِّه ؟ » فَأَحْجَمَ القَومُ فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ ﷺ : أنا آخُذُهُ بِحَقِّهِ ، فأخذه فَفَلقَ بِهِ هَامَ المُشْرِكِينَ . رواه مسلم . اسم أبي دجانةَ : سماك بن خَرَشة . قوله : «أحجَمَ القَومُ » : أي توقفوا . وَ« فَلَقَ بِهِ » : أي شق . « هَامَ المُشرِكينَ » : أي رُؤُوسَهم . في هذا الحديث : المبادرة إلى قتال المشركين بالجد إذا أمكن ذلك . وفي بعض السير عن الزبير قال : وجدت في نفسي حين سألت النبي ﷺ السيف فَمُنِعْتُهُ ، وأعطاه أبا دجانة ، فقلت : والله لأنظرن ما يصنع فاتّبعته ، فأخذ عصابة حمراء فعصب بها رأسه ، فقالت الأنصار : أخرج أبو دجانة عصابة الموت . فخرج وهو يقول : أنا الذي عاهدني خليلي ( ونحن بالسفح لدى النخيل (أَلا أقوم الدهر في الكيول ( أضرب بسيف الله والرسول (فجعل لا يلقى أحدًا إلا قتله . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله- | ام عادل السلفية | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 70 | 22-01-2015 03:24AM |
مشكلة الطلاق والزواج بنية الطلاق والاختلاع عند بعض الصالحين والصالحات | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر أصول الفقه وقواعده | 1 | 09-09-2011 07:14AM |
مجاهدة النفس §من كتاب رياض الصالحين § | أم العبدين الجزائرية | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 1 | 09-04-2010 05:44AM |
شرح مسائل الجاهلية | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 8 | 25-10-2007 06:33PM |