|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#46
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم شرح الأصول الثلاثة ( 44) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : ((الأصل الثاني : معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو : الاستسلام لله بالتوحيد )) الشرح : قال المؤلف رحمه الله : الأصل الثاني معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والخلوص من الشرك ، تعريف الإسلام : هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد ، بمعنى إذا ذكر الإسلام وحده هكذا يدخل معه إيمان القلب ، الإسلام والإيمان إذا ذكرا معاً يفرق بينهما في المعنى كما في حديث جبرائيل يفسر الإيمان بأعمال القلوب ويفسر الإسلام بأعمال الجوارح ، ولكن إذا ذكر الإسلام وحده دخل معه الإيمان ، وإذا ذكر الإيمان وحده دخل معه الإسلام ، لذا يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب هنا : الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد أول شيء الاستسلام لله بالتوحيد وبالأفراد ، إفراد الله تعالى بالعبادة يعتبر إسلاماً ويعتبر إيماناً ، كما تفرد الله سبحانه وتعالى بأفعاله بالخلق والرزق والإحياء والاماته والاعطاء والمنع يجب إفراده سبحانه وتعالى بأفعال العباد بالدعاء والاستغاثة والنذر وغير ذلك من الأمور التي تقدم ذكرها هذا يسمى إسلاماً ويسمى إيماناً ، والانقياد له بالطاعة أشار هنا إلى أفعال الجوارح ، الاستسلام له بالتوحيد أعمال القلوب لأن أصل التوحيد ينبعث من الإيمان في القلب لذلك العقيدة جانب مهم من الإيمان ومن يدعي الإيمان وهو لا يحقق العقيدة إيمانه دعوى لأن العقيدة الجانب المهم من الإيمان لأن الإيمان اعتقاد بالقلب وعمل الجوارح ونطق باللسان ، الاعتقاد بالقلب هو الذي يسمى عقيدة وهو الإيمان لذلك ليست العقيدة مادة خاصة يدرسها طلاب العلم المنتسبون إلى الجامعات والمعاهد بل العقيدة علم لايستغنى عنها أي مسلم ومسلمة . شرح الأصول الثلاثة (45) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( والانقياد له بالطاعة )) الشرح : والانقياد له بالطاعة ، طاعة الله تعالى وطاعة الرسول ﷺ فرسول الله له الطاعة المطلقة غير المقيدة ، وطاعة غيره من المخلوقين مقيدة كطاعة ولاة الأمور وطاعة الوالدين هذه مقيدة ، أما طاعة الرسول ﷺ طاعة مطلقة ( أطيعوا الله وأطيعوا والرسول ) ، عطف طاعة الرسول ﷺ على طاعة الله تعالى وأعاد الفعل ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وعند ذكر أولي الأمر لم يعد الفعل ، لأن طاعتهم تابعة لطاعة الله تعالى وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام أما إذا أمر الرسول أو نهى لا نبحث أو موجود ذلك في الكتاب نطيعه طاعة مطلقة ولو لم يرد المأمور به على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام في القرآن ولو لم يرد المنهي عنه على لسان الرسول ﷺ في القرآن وجبت علينا طاعته هذا هو معنى الطاعة المطلقة وأمثلة ذلك يعرف من يدرس الأحكام الفقهية لأن في الأحكام أحكام جاءت في الكتاب وهناك أحكام انفردت بها السنة ولا فرق بينهما كذلك في باب الأسماء والصفات ، صفات اتفقت عليها نصوص الكتاب والسنة وصفات جاءت في السنة فقط ولم يأتي ذكرها في الكتاب لانتوفق عند تطبيقها على ورودها في الكتاب وهذه نقطة مهمة يجب أن يعلمها طلاب العلم لألا يظنوا أن السنة قد لا تنفرد بل السنة قد تنفرد ، السنة تأتي موافقة وتأتي مؤسسة وتأتي مؤكدة . شرح الأصول الثلاثة (46) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : ( والبراءة من الشرك وأهله ) الشرح الخلوص من الشرك لأن التوحيد إذا لم يكن خالصاً لله لا يقبل كذلك الطاعة إذا لم تكن خالصة لله لاتقبل لأن الله أغنى الشركاء كما أخبر عن نفسه في الحديث القدسي : { أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه } ، الأعمال لاتقبل إلا إذا كانت خالصة ، والتوحيد لا يقبل إلا إذا كان خالصاً إذاً الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله وأن يكون ذلك خالصاً لله تعالى هذا هو الإسلام وهذا هو الإيمان . التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 17-01-2015 الساعة 01:12PM |
#47
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (47) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : ((وهو ثلاث مراتب : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان )) الشرح : ثم قال الشيخ رحمه الله : وهو ثلاث مراتب ، وهو الدين الضمير يعود على الإسلام ، وهو أي الدين الإسلامي الذي جاء به الرسول ( ثلاث مراتب : المرتبة الأولى : الإسلام ، والمرتبة الثانية : الإيمان ، والمرتبة الثالثة : الإحسان . والإسلام أوسع لأن الإسلام هو الاستسلام الظاهري قد يدخل فيه إسلام المنافقين والإيمان أضيق وأخص لأن الإيمان لابد أن يكون هناك تفريق في القلب زيادة على الإسلام الظاهري ، والإحسان أدقهما أي الإحسان الإتقان المحسنون خلص المؤمنون إذا وصل الإنسان إلى درجة الإحسان كان مسلماً مؤمناً إزداد زيادة بزيادة الأعمال حتى قوي إيمانه وارتقى وقوي ووصل إلى درجة من شدة مراقبة الله تعالى أنه يعبد الله كأنه يشاهده تؤثر فيه مراقبة الله ومحبة الله وخشية الله إلى درجة أنه يعبده كأنه يراه فيشاهدة إيماناً منه بأنه يطلع عليه الله دائماً وأبداً فالله يراه ويسمعه ويعلم منه كل شيء ، الوصول إلى هذه الدرجة ليست بالحكاية كما نحكي ، ولكن بالعمل ، وقل من يصلون إلى هذه الدرجة ، درجة الإحسان لا يصل المرء إلى هذه الدرجة إلا بالعلم واليقين والصبر لذلك نحث شبابنا الطبيين الذين يرغبون كثيراً في الجهاد ويقولون في هذه الأيام ما العلم وما العلم ، الجهاد الجهاد ، نصيحتنا لهم هذا غرور وخديعة شيطانية أيما فكرة وأيما جماعة وأيما شخص يحثك على ترك العلم والاندفاع إلى الجهاد يزين لك ما ظاهره عملاً صالحاً وليس بصالح لاتعرف درجة المجاهدين ولاتصل إلى درجة المجاهدين ودرجة الإحسان والقرب من الله إلا بالعلم . العلم هو الطريق قد يزين لك بعض الناس الجهاد وتنقطع عن العلم فتمر سنة سنتين الجهاد الجهاد لا جاهدت ولا تعلمت ، هذا واقع كثيرٌ من الشباب تزيين من الشيطان اجتهد في تحصيل العلم وفي بعض الفرص اذهب فجاهد تدرب أولاً وتعلم ثم جاهد هكذا يفعل كثيرٌ من الشباب المخلصين الذين نرجو أن يكونوا مخلصين وهم يجاهدون من وقتٍ لآخر في صمت تام ، دون جعجعة ، أما اتخاذ الجهاد شعاراً أجوف ـ الجهاد الجهاد ـ هكذا كان يفعل بعض الناس ولما اندلعت الحرب في أفغانستان وقام الجهاد انكشفوا تلك ظاهرة حقيقية لا يعلمها إلا المجربون ، واسألوا المجربين ، لا تتخذوا الجهاد شعاراً أجوف الجهاد عمل صالح ذروة سنام الإسلام ليس معناه ألفاظ جوفاء ومظاهرات وإعلانات لا ، جاهد في سبيل الله سراً اذهب حيث يوجد الجهاد فجاهد وأنت صامت لا يعلم ذلك إلا الله . التصفية والتربية @TarbiaTasfia متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي -رحمه الله- المواد الصوتيه : http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162 الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي -رحمه الله- رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 17-01-2015 الساعة 12:10PM |
#48
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (48) و (49) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( كل مرتبة لها أركان )) الشرح : وكل مرتبة لها أركان ، فأركان الإسلام خمسة أخذاً من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ( : { بني الإسلام على خمس شهادة أن لاإله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام } خذ الشيخ من هذا الحديث فقال أركان الإسلام خمس شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، الشهادة الإعلان والنطق باللسان ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام . قوله : ((فأركان الإسلام خمسة : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة وإتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ،فدليل الشهادة قوله تعالى : ( شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لاإله إلا هو العزيز الحكيم ([ آل عمران : 18 ] )) الشرح : فدليل الشهادة قوله تعالى : ( شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائماً بالقسط لاإله إلا هو العزيز الحكيم ( الله سبحانه وتعالى شهد لنفسه بالتوحيد ، وشهدت له الملائكة وشهد له المؤمنون . |
#49
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (50) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : ((ومعناه : لا معبود بحق إلا الله )) الشرح : معناها لا معبود بحق إلا الله ، وتقدير لا معبود بحق أمر ضروري ومن يقول لا معبود إلا الله دون تقدير إما بحق أو حق يخطئ لا يفهم معنى لا إله إلا الله لأن معنى ذلك ينفي وجود المعبودات مطلقاً وهذا خلاف الواقع ، المعبودون موجودة في كل وقت ، ولكن المعبود بحق هو الله وحده هذا معنى أن الشهادة تشتمل على الكفر والإيمان ـ الكفر بما يعبد وبمن يعبد من دون الله ، والإيمان بعبادة الله وحده لا معبود بحق إلا الله وحده وأما من عبد وما عبد منذ أن عبدت الأصنام والأوثان إلى يوم الناس هذا عبادتهم باطلة وهم في اللغة يطلق عليهم آلهة كلها آلهة ، والعرب كانت تسميهم آلهة والناس اليوم لما جهلوا اللغة [ لا ] يسموهم آله ، يسمونهم مشايخ والصالحين والأولياء والأضرحة والمقامات أسماءٌ مغيرة فهي آله ، كل ما عبد من دون الله ولو حجراً أو شجراً أو شيطاناً أو ولياً لا فرق أي لا فرق بين أن يعبد الإنسان صالحاً أو يعبد شيطاناً أو طالحاً كلها آلهة بالباطل لا تستحق العبادة ولو كانوا من الصالحين . |
#50
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (51) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( ( لاإله ) نافياً جميع ما يعبد من دون الله )) الشرح : قال الشيخ رحمه الله : ( لاإله ) نافياً أي لاإله حال كونك نافياً ، نافياً حال ، نقول أيها الموحد لاإله نافياً جميع ما يعبد من دون الله من الصالحين والطالحين والجمادات والمتحركات كلهم عبادتهم باطلة ، مثبتاً تقول ( إلا الله ) أي تقول إلا الله مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته وقد تقدم ذكر أنواع العبادة بالتفصيل فلا داعي للإعادة كما أنه ليس له شريك في ملكه هذا استدلال من الشيخ أخذاً بطريقة القرآن التي تقدمت الاستدلال بتوحيد الربوبية على توحيد العبادة . قوله : (( ( إلا الله ) مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه لآشريك له في ملكه )) الشرح : قال رحمه الله : لا شريك له في عبادته كما أنه لا شريك له في ملكه لا أحد يستطيع أن يقول له [ إنه ] شريك في ملكه ، خلق معه يرزق معه . التصفية والتربية TarbiaTasfia@ متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي -رحمه الله- المواد الصوتيه : http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162 الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي -رحمه الله- رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 21-01-2015 الساعة 10:44AM |
#51
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (52) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه أنني برآء مما تعبدون (إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ( [ الزخرف : 26 ـ 28 ] )) الشرح : وتفسيرها الذي يوضحها يريد أن يقول الشيخ : هذه الكلمة تفسرها آيات قرآنية كثيرة وذكر منها بعضها تفسير لاإله إلا الله في القرآن آيات قرآنية تفسر لاإله إلا الله ومنها قوله تعالى : (( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني برآء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون )) هذه الأية هي معنى لاإله إلا الله حتى في الترتيب ( إنني برآء مما تعبدون ) تقابل لاإله ، ( إلا الذي فطرني ) تقابل إلا الله فقدم البراءة قبل الإثبات والإيمان ( فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) وهذه الآية من عقب إبراهيم عليه السلام لأنه أبو الأنبياء فبقيت الكلمة في جميع الأنبياء وفي آخر الأمة هذه الأمة بقيت كلمة لاإله إلا الله بمعناها ومن الآيات التي تفسر لاإله إلا الله . متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 21-01-2015 الساعة 06:16PM |
#52
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (53) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( وقوله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون ( [ آل عمران : 64 ] )) الشرح : قوله تعالى : ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبدوا إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون ) ، ألا نعبد إلا الله بمعنى لاإله إلا الله ولا نشرك به شيئاً أي وحده وهي كلمة لاإله إلا الله تماماً . ( ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ) من أطاع العلماء أو المشايخ أو المتبوعين أو حتى مشايخ القبائل من أطاعهم في سوالفهم الجاهلية البدوية في التحليل والتحريم فقد اتخذهم أرباباً من دون الله لا تظنون عندما نقول الكفر بغير ما أنزل الله كفرٌ أن المراد بأن غير ما أنزل الله القوانين المستوردة من الخارج فقط لا ، ولو حكم الإنسان بالعادات والتقاليد والسواليف المحلية في التحليل والتحريم لفرق بين ذلك وبين القوانين المنظمة التي تستورد من الخارج من الشرق والغرب طالما صدر الحكم بغير ما أنزل الله فهو حكم جاهلي فهو كفر قد يقع أهل البادية في كثير من الأقطار في التحليل والتحريم بسوالفهم من حيث لا يشعرون ويقعون في الحكم بغير ما أنزل الله في بعض الأقطار مثلاً الإرث خاص بالرجال وفي بعضهم الإرث للولد البكر فقط هو الذي يرث الأب المال كله له وفي بعض الأقطار تحليل بنت العم وبنت الخالة وبنت العمة جائزة ، وهكذا تجد سواليف وعادات تحرم وتحلل ومشايخ القبائل هم الذين يحكمون في ذلك على جهل وإعراض عما جاء به الرسول ( كل ذلك حكم بغير ما أنزل الله ومن الطواغيت . ( ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) . متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO |
#53
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (54) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( ودليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ( [ التوبة : 128 ] )) الشرح : قال المؤلف رحمه الله تعالى : ودليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى : ( لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم …الآية ) ، رسولٌ من أنفسكم يختلف علماء التفسير هل الخطاب للعرب أو لجميع المسلمين ؟ الجمهور أن الخطاب للعرب لأنهم أول من وفد عليهم الإسلام وهم يعتبرون أساتذة لغير المسلمين لغير العرب أي المسلمون من غير العرب تابعون للعرب لذلك إذا عز العرب وتمسكوا واهتدوا الناس تبعٌ لهم وإذا انحرفوا الناس تبعٌ لهم أيضاً في الانحراف وهذا واقع . ( لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم ) من جنسكم ليس بملك ولا بجني ولو كان كذلك لاستوحشتم منه ، ولكن رحمه منه سبحانه وتعالى ولإقامة الحجة عليكم جعله منكم يتكلم بلغتكم تعرفون من هو وأبن من هو ، ومن أي قبيلة ومن أي بلد تعرفون منه كل شيء ( عزيزٌ عليه ما عنتم ) يعز عليه ما يوقعكم في العنت ، ( حريصٌ عليكم ) حريص على هدايتكم وعلى إيمانكم وعلى استقامتكم ، ( بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ) قدم الجار والمجرور بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ، وأما بالنسبة لغير المؤمنين فالرسول ( ( والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) إنما هو رحمة للمؤمنين ، بالمؤمنين رؤوف رحيم بالمؤمنين فقط دون غيرهم نأخذه من تقديم المعمول على العامل كما تقدم . ( بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ) وصف نبيه عليه الصلاة والسلام بأنه رؤوفٌ رحيم ، الله سبحانه وتعالى رؤوفٌ رحيم وكيف ذلك ، وهل المخلوق يوصف بصفات الخالق ؟ بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ، بغلام عليم ،بغلام حليم ، كثيرٌ من الناس يلتبس عليه ذلك فلتعلموا أن الاشتراك باللفظ وفي المعنى العام لا يضر والأمر لابد منه الاشتراك باللفظ كالرحمة والرأفة والعلم والسمع والبصر ، والسمع والبصر من أعظم صفات المخلوقين وهي من صفات الخالق صفات ذاتية . س / فهل ضر ذلك وهل أوقع ذلك في التشبيه والتمثيل ؟ جـ / لا . لأن سمع الله غير سمع المخلوق أي حقيقة سمع الله غير حقيقة سمع المخلوق ، حقيقة بصر الخالق غير حقيقة بصر المخلوق . كذلك حقيقة علم الله ورحمته ورأفته وملكه [ وعزته ] وعظمته كثيراً ما يستنكر بعض الناس . س / لماذا يسمى المخلوق ملك ؟ جـ / الله سبحانه وتعالى هو الذي يعطي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء الملك أو المالك كالعالم والسميع والبصير هذه الأسماء إطلاقها على المخلوق لا يوقع في التشبه وباختصار الاشتراك إنما يقع قبل أن تضاف الصفات إلى الموصوفين قبل أن تضاف صفات الخالق إلى الخالق وصفات المخلوق إلى المخلوق وهذا يسميه علماء الكلام ( المطلق الكلي ) ، والمطلق الكلي عندهم لاوجود له إلا بالذهن أما في الخارج لا يوجد كل ما يوجد في الخارج يوجد خاصة هل تتصور علماً قائماً هكذا ليس علم زيد ليس علم خالق ولا علم مخلوق ، علمٌ قائم بنفسه لاوجود له هذا يسمى ( المطلق الكلي ) الذي لا وجود له ،في الخارج إلا أن الذهن يتصور ذلك العلم لكن إذا أضيف علم الله إلى الله وسمع الله إلى الله وبصر الله إلى الله وعلم المخلوق إلى المخلوق وسمعه وبصره ورحمته لا اشتراك لأن الإضافة خصصت ، إذا قلت علم الله علم خاصٌ بالله بمواصفاته علم محيطٌ بجميع المعلومات علمٌ لم يسبق بجهل ، علمٌ لا يطرأ عليه غفلة أو نسيان علمٌ قديم قدم الذات هل علمٌ كهذا ، هل يمكن أن يشترك فيه مخلوق ؟ لا ، إذاً اختص بالله إذا قلنا علم زيد ، فعلم زيد علم مكتسب مسبوق بجهل قاصر غير محيط بجميع المعلومات فالله منزه أن يشارك المخلوق في مواصفات وحقائق وخصائص علم المخلوق وهذه النقطة مهمة وهي سبب 'انزلاق علماء الكلام لما لم يستطيعوا التفريق إلا بتصور صفات الحق إلا كما يتصور صفات المخلوق إذاً فصفات الخالق كصفات المخلوق ومنهم من قالوا إذا أردنا الحق ننفي الصفات، نثبت ذاتاً مجردة ليست موصوفة بصفات انزلقوا جميعاً وهدى الله أتباع محمد ( الذين اقتدوا به وبأثره وسنته وبما جاء به ولم يلتمسوا الحق في غير كتاب الله ولم يلتمسوا الهدى في غير سنة رسول الله ) هداهم الله وأثبتهم على هذه الجادة ولله الحمد والمنة . قراءة صوتية لمتن ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام ومجدد دعوة التوحيد محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي - رحمه الله تعالى - http://subulsalam.com/site/audios/Mo.../42osoul_3.mp3 متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO الأصول الثلاثة محمد أمان الجامي المواد الصوتيه : http://subulsalam.com/catplay.php?catsmktba=162 الأصول الثلاثة الشيخ محمد أمان الجامي رابط تحميل الكتاب http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc |
#54
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (55) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( ومعنى شهادة محمداً رسول الله طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر )) الشرح : ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر ، فيما إما تعتبرها مصدرية أو تعتبرها موصولة ، وتفيد العموم في كل ما أمر وكل ما أخبر يجب طاعته . قوله : (( واجتناب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع )) الشرح : هذه الفقرة الأخيرة وهي قوله : واجتناب ما عنه نهى وزجر ، وان لا يعبد الله إلا بما شرع مهمة جداً ، لأن كثيراً من الناس قد يطيع الرسول ( ولا يكذبه وقد ينتهي عن كثيرٍ من المنهيات ويتمثل الأمر لكن عند عبادة الله تعالى لا يتقيد بما جاء به النبي ) [ من هنا ] يقع في الابتداع يعبد الله ويتخبط في عبادته لا يتقيد بالسنة عبادة ، مثال ذلك : تجد بعض الناس يركعون في أوقات النهي نوافل مطلقة أو يزيد عدة ركعات بعد أذان الفجر إذا قلت له يا أخي لا يشرع إلا ركعتي الفجر بعد الأذان وفي مثل هذا الوقت الصلاة منهيٌ عنها يقول : لا ، هذه لله كلها لله والعبادة التي لاتقبل إلا على الجادة لا يفهم هذا ما دام هذه صلاة فيها ركوع وسجود وتمشي في أي وقت وكيف جاءت وهذا من الجهل ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع ، يقول العلامة ابن القيم رحمه الله : الإنسان الذي يعبد الله بغير السنة ـ أي غير متقيد بالسنة ـ كالذي يحمل جراباً ملئ رملاً حمله على رأسه فسافر به فإذا وصل إلى حيث شاء وفتح الجراب ماذا يرى ؟! يرى رملاً ، ـ لا يرى سكراً ولا أرزاً ولا طعام ماذا يفعل ـ ولما وصل لم يتمكن من الاستفادة من الجراب الذي حمله على رأسه كذلك من يكثر من العبادة على جهل دون تقيد بهدي محمدٍ عليه الصلاة والسلام إذا وصل يوم يصل ويجد أنه لاشيء عنده ما عنده شيء لا يقبل وكيف يقبل ؟! وهل بعث الله محمداً عليه الصلاة والسلام عبثاً ؟ بعثه إلينا لنتبعه لنسير إلى الله على طريقته ليقودنا إلى الله ، أما إذا تركنا قيادته وفتحنا لنا الطرق من هنا ومن هنا تركنا الجادة وسلكنا بنيات الطريق ، النهاية الضياع لم يعرف مكانة السنة إلا أمثال هؤلاء وأما كثيرٌ من العباد على جهل وخصوصاً الذين تربوا في أحضان المتصوفة لا يعرفون مكانة السنة يحسبون أن السنة صحيح البخاري وصحيح مسلم يقرءان للتبرك في رمضان يختم في بعض المساجد صحيح البخاري في شهر رمضان سرداً ، ويخرج الطلاب ويقرءون على الشيخ ، والشيخ يهز برأسه ، وهكذا حتى يختم ويعملون حفل على ختم البخاري تبركاً لم يستفيدوا حكماً واحداً لاحكماً فقهياً ولا عقيدة من ما في هذا الكتاب العظيم صحيح البخاري ، يخرجون صفر اليدين ، وأمثال هؤلاء لا يعرفون مكانة السنة هذه هي السنة عندهم نسأل الله لنا ولكم السلامة . متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO |
#55
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (56) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفا ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ( [البينة: 5 ] )) الشرح : ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) مائلين من الشرك إلى التوحيد وإلى الإخلاص أمروا بهذا جميع الناس جميع العباد وليقيموا الصلاة وليؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ، الدين المستقيم الطريق الموصل إلى الله أن تخلص لله في العبادة وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وفي ذلك بالاخلاص واتباع السنة . متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO |
#56
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (57) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( ودليل الصيام قوله تعالى : ( يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ( [ البقرة : 183 ] )) الشرح : ودليل الصيام قوله تعالى : ( يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام …… ….. الآية ) من أين نأخذ الوجوب ؟ لفظة كتب عليكم تفيد الوجوب أن الله أوجب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ، أما الذين قبلنا كيفية صيامهم لا نعلم إنما نشترك في الجملة في وجوب الصيام علينا ، نعلم صيامنا بالتفصيل ، ولكن صيام من قبلنا لا نعلم بالتفصيل . ( كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) أي لكي تتقون لكي يكون الصيام وقاية بينكم وبين عذاب الله وغضبه لأن الصيام يكون سبباً للتقوى لأنه يترك لله شهواته من أجل الله لذلك أضاف الله الصيام إلى نفسه { كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي } إضافة عظيمة . متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO |
#57
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (58) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : ((ودليل الحج قوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين ( [ آل عمران : 97 ] )) الشرح : ودليل الحج قوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت ) نأخذ من لفظة ( على ) الوجوب وهذه الآية عند كثير من أهل التفسير نزلت في السنة التاسعة من الهجرة أي أوجب الله علينا الحج في السنة التاسعة من الهجرة النبوية فبادر النبي عليه الصلاة والسلام بالتطبيق بأن مهد لحجه في العام العاشر بإرسال وفد قبل مكة ويعلن في مكة أن حج النبي ( في العام المقبل في السنة العاشرة . ( من استطاع إليه سبيلاً ) فمعنى الاستطاعة عند الفقهاء : الزاد والراحلة ، وإن كان الحديث فيه مقال ولكن معناه صحيح تشهد له نصوص الكتاب والسنة ( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) قد يستدل بعض الناس على أن ترك الحج مع الاستطاعة كفر ولكن الذي عليه الجمهور إن هذا كفرٌ عملي وليس كفراً إعتقادياً أي من ترك الحج مع الاستطاعة يأثم إثماً كبيراً وتثبت مصاريف الحج في تركته فتخرج مصاريف الحج من تركته ولم يصل إلى الشرك الأكبر ولا يصل إلى الشرك الأكبر إلا بالجحود طالما يؤمن بوجوبه ، إذا قصر فيكون كفره كفرٌ دون كفر . متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO |
#58
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (59) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : ((المرتبة الثانية : الإيمان )) الشرح : قال المؤلف رحمه الله : الإيمان . الإيمان كما تقدم أضيق من الإسلام والذي بعده الإحسان أضيق بأكثر يجب أن نقف عند الإيمان لنعرف اختلاف أهل العلم في حقيقته ، الإيمان ليتبين لنا أننا بحاجة إلى تحقيق الإيمان نفسه ، الإيمان الذي هو كل شيء عندنا لم يسلم من الاختلاف . س / ما هو الإيمان ؟ جـ / أ ـ الإيمان عند بعض علماء الكلام مجرد المعرفة أي معرفة الله تعالى والكفر عندهم الجهل هذا ما ذهب إليه الجهم بن صفوان وعلى هذا لا يوجد كافرٌ إلا من هو جاهل ولا يوجد أجهل بالله من جهم بن صفوان لذلك يقال إنه حكم على نفسه بالكفر من حيث لا يشعر حيث قال : إن الإيمان هو المعرفة وان الكفر هو الجهل وإذا تتبعنا عقيدته نجده أجهل الناس بالله إذاً هو كافرٌ بشهادة نفسه على نفسه ، الله سبحانه وتعالى في نظر جهم بن صفوان والجهمية لا يوصف لا بصفة ولا يسمى باسم أي وجود الله عز وجل عندهم وجود ذهني ليس له وجود خارجي الوجود المطلق لأن الموجود في الخارج لابد أن يوصف بصفة الذي لا يوصف بصفة هو العدم ، الموجود لابد له من صفة فإذا نفوا عنه جميع الصفات وجميع الأسماء شبهوه بالمعدوم الذي لا يوصف بأي صفة لأنه معدوم وعلى هذا جهم بن صفوان هو من أكفر الكافرين بشهادة نفسه على نفسه إذ الإيمان عنده المعرفة والكفر الجهل . ب ـ القول الثاني : لأهل الكلام في الإيمان ، الإيمان هو التصديق فقط مجرد التصديق بالقلب بصحة ما جاء به رسول الله ﷺ ولو لم ينطق باللسان ولو لم يقر بشهادة أن لااله إلا الله وان محمداً رسول الله طالما ادعى انه صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام فيما جاء به فهو مؤمن . جـ ـ القول الثالث الإيمان هو التصديق والاقرار معاً أن يصدق بقلبه ويقر بلسانه هؤلاء جميعاً يقال لهم المرجئة ، ومرجئة الفقهاء أصل منبتهم من الكوفة لأن هذا القول بأن الإيمان هو التصديق أو التصديق والإقرار معاً قول الإمام أبي حنيفة وتبعه في ذلك جميع الكوفيين ثم انتقل هذا المذهب من والماترودية إلى الأشاعرة فصار الإيمان عند جمهور ألاشاعرة والماترودية هو التصديق وان توسعوا إلى التصديق والإقرار ، الإقرار محل خلاف عندهم ، القول الصحيح أن الإيمان عندهم التصديق وعلى هذا جميع الأعمال الإسلامية التي في الكتاب والسنة ليست من الإيمان في شيء عند هؤلاء أخرجوا الأعمال كلها من الإيمان هذا هو معنى الإرجاء ، الإرجاء معناه التأخير أخروا الأعمال عن مسمى الإيمان لم يدخلوا الأعمال كلها في الإيمان بل الإيمان إما مجرد التصديق أو التصديق والإقرار هذا الذي عليه جمهور الأشاعرة وما أكثرهم وهو في الأصل عقيدة الماتريدية التابعين للإمام أبي حنيفة في هذه المسألة ، خالف الإمام أبو حنيفة الجمهور ، جمهور أهل السنة والجماعة بما فيهم الأئمة الثلاثة وغيرهم ، ولكن الذي ينبغي أن يفهمه طلاب العلم الإرجاء الذي هو عقيدة أبي حنيفة ومن تبعه غير إرجاء علماء الكلام لذلك يسمون هؤلاء مرجئة الفقهاء ، مرجئة أهل الكلام يرون أنه لا يضر مع الإيمان ذنبٌ ويرون أن الناس لا يتفاوتون في الإيمان وأن إيمان الأنبياء ومن بعدهم واحد لأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص عندهم حقيقة واحدة هؤلاء مرجئة أهل الكلام ولكن مرجئة الإمام أبي حنيفة ومن تبعه لا يصلون إلى هذه الدرجة وإن أخروا الأعمال عن مسمى الإيمان وعلى كلٍ هذا المذهب خطأ ، الصواب هو ما عليه الجمهور لا لجمهرتهم وكثرتهم ولكن لكون الدليل من الكتاب والسنة ، كتاب الله يعد الأعمال من الإيمان كذلك السنة ، إذا قرأنا قوله تعالى في أول سورة الأنفال : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً ) عد الله في هذه الآية أعمال القلوب وأعمال الجوارح من الإيمان ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) هذا من أعمال القلوب ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ) من أعمال القلوب ( الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) من أعمال الجوارح إذاً أعمال القلوب وأعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان وعلى هذا يكون التصديق تصديقاً خاصاً ، أخذ المرجئة الإيمان اللغوي الذي هو مجرد التصديق وأخطأوا في ذلك لأن المراد بالتصديق هنا هو التصديق الشرعي لا التصديق اللغوي المعنى اللغوي دائماً أعم وأشمل من المعنى الشرعي والإصلاحي ، في اللغة مجرد التصديق أي شيء صدقته يسمى إيمان ، وفي الشرع تصديق خاص ما جاء به النبي ﷺ تصديقاً تصدقه الأعمال لأن تصديق القلب وإن لم يوجد دليلٌ على صحته يعتبر دعوى ومن ادعى أنه صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام في كل ما جاء به ثم ترك العمل لا يعمل شيء من أعمال الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج وغير ذلك لا يعمل يقول أنا مؤمن لاني مصدق نقول له ائتني بالدليل على تصديقك القلبي ما الذي يصدقك أعمال الجوارح هي الذي تصدق ذلك التصديق وتشهد بصحته ذلك التصديق ومن ادعى بأنه مصدقٌ بقلبه بكل ما جاء به رسول الله ﷺ ثم لا يعمل يقال له هذه دعوى والدعوى لابد لها من بينة فأين البينة ؟ البينة الأعمال لذلك يقول بعضهم : وإذا حلت الهداية قلباً نشطت في العبادة الأعضاءُ فإذا كانت الأعضاء لاتعمل لا يصلي ولا يصوم ولا يأمر ولا ينهى ولا يجاهد ولا يطلب العلم [ يمشي ] هكذا مصدق لا يقبل مثل هذا التصديق وعلى هذا انتشر بين المسلمين هذا الإيمان الإرجائي لذلك لو أمرت إنساناً أو نصحته أو نبهته على ما فعل يقول لك الإيمان في القلب هنا الإيمان ويشير إلى قلبه ، والإيمان الذي هنا لو صح لظهر أثره في أعضائك وجوارحك ولست بصادق تترك الصلاة فيقال لك صلي فتقول لا ، الإيمان هنا في القلب ليس بصحيح وعلى هذا كيف تعالجون الذين يريدون يتنازعون الذين يحكمون بغير ما انزل الله تقولون لهم أنتم حكام غير مسلمين فيقول لك أنا مسلم لأني أقول لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأنا مصدق وأنت معي في هذا التعريف يحاجك لكن متى تستطيع أن تقنعه أنه ليس على الإسلام إذا عرفت الإيمان بالتعريف الصحيح ما هو الإيمان ؟ الإيمان تصديق بالقلب وعمل بالجوارح وقول باللسان ، والتصديق الذي في القلب يشهد على صحته النطق باللسان بقولك أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله يصدق كل ذلك وتصدق كل ذلك الأعمال ، والأعمال الجارية على السنة وعلى وفق ما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام إذاً الإيمان مركب يتألف من أجزاء من تصديق بالقلب وعمل بالجوارح وقول باللسان ولهذا يشهد الكتاب والسنة وقد سمعنا من الكتاب الآية . متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO |
#59
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (60) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( وهو بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لاإله إلا الله )) الشرح : واسمع قول رسول الله ( :{ الإيمان بضع وستون شعبة ـ رواية البخاري ـ أعلاها قول لا إله إلا الله } جعل النطق باللسان من الإيمان واعلى درجات الإيمان هذا مما يذكر في فضل لا إله إلا الله هذه الكلمة ركن في الإيمان وركن في الإسلام وأفضل الذكر كلمة عظيمة إذا جئت تعدد الإسلام فهي الطليعة وإذا جئت تعدد شعب الإيمان فهي في المقدمة إذا جئت تعرف أفضل الذكر بعد القران فهي لا إله إلا الله كلمة عظيمة إذا فهم معناها وطبقت هكذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام : { الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لاإله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق } ، وهنا يرد سؤال قال عليه الصلاة والسلام أعلاها لاإله إلا الله ولم يقل محمدٌ رسول الله فهل يكفي أن نقول أشهد أن لاإله إلا الله وكفى ؟ جـ / لا ، ولو لم يذكر الجزء الثاني كأنه مذكور لأن لا إله إلا الله محمد رسول الله كالجسم والروح لا يفترقان ، لا ينفع قول لا إله إلا الله بدون محمدٌ رسول الله أي الشهادة بالوحدانية لاتجزء ولا تنفع حتى تشهد بالرسالة ولو شهدت بالرسالة ما نفعت الشهادة حتى قبل ذلك بالوحدانية ، هما شيئان بالظاهر ولكنها شيء واحدٌ في الحقيقة إذ بينهما تلازم لا يفترقان لذلك إذا جاء في بعض الأحاديث ذكر لا إله إلا الله ولم يذكر شهادة أن محمد رسول الله كما في مثل هذا الحديث فليعلم أن ذلك اكتفاء بالمعلوم لأنه من المعلوم أن لا إله إلا الله وحدها لاتغني إلا بالإضافة محمد رسول الله ، وهي تسمى بجملتها كلمة التوحيد ، وكلمة الإسلام وكلمة الإيمان ومفتاح الجنة . متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO |
#60
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الأصول الثلاثة (61) للعلامة : محمد أمان الجامي -رحمه الله- قوله : (( وأدناها إما طة الأذى عن الطريق ، والحياة شعبة من الإيمان )) الشرح : وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، إماطة الأذى عن الطريق عملٌ من أعمال الجوارح ، جعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك من الإيمان ومن تمام إيمانك أن تحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك وأن تكره لأخيك المسلم ما تكره لنفسك . { أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياة شعبة من الإيمان } ، وبين أعلاها وأدناها شعب تتفاوت ، الصلاة شعبة من الإيمان ، الجهاد شعبة من الإيمان ، الزكاة شعبة من الإيمان ، وطلب العلم شعبة من الإيمان ، إذاً الإيمان يتألف من شعب كثيرة ، وليس مجرد التصديق وليس مجرد الإقرار لذلك فلنسمع هذا التعريف الشارح الذي شرح الإيمان من كلام أبن القيم قال رحمه الله : < الإيمان هو حقيقةٌ مركبةٌ من معرفة ما جاء به الرسول ﷺ علماً وتصديقاً عقداً والإقرار به نطقاً والانقياد له محبتاً وخضوعاً ، والعمل به ظاهراً وباطناً وتمثيله والدعوة إليه بحسب الإمكان وكماله في الحب في الله وفي البغض في الله ، والعطاء لله والمنع لله وأن يكون الله وحده إلهه ومعبودة والطريق إليه تجريد المتابعة للرسول ﷺ ظاهراً وباطناً وتغميض عين القلب عن الالتفات [ بما ] سوى الله ورسوله >، وهذا هو الإيمان ، الإيمان مركب ومما ينتقد على علماء الكلام أهل السنة يقولون كيف يكون الإيمان مركباً ؟ لأن المركب إذا أزيل بعض أجزائه زال كله ، وهذا غير صحيح ما الذي يُرد على هذا ؟ يرد عليه الحديث السابق الذكر { الإيمان بضع وستون شعبة } لأن النبي ﷺ جعل الشُعب متفاوتة الشعبة الأولى هي التي يزول الإيمان بزوالها إذا زالت الشعبة الأولى شعبة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله زال الإيمان كله لا يبقى شيء ، وهل إذا ترك الشعبة الأخيرة مر الإنسان في الطريق على الأذى فلم يزله ، هل يزول إيمانه ؟ لا ، ينقص الشُعب الأخرى غير الشعب الأولى بزوالها ينقص الإيمان بقدر ما يترك الإنسان شعبة من الشُعب وبقدر ما يرتكب من المحرمات والمعاصي ينقص إيمانه ولا يزول ، وإنما يزول بزوال كلمة التوحيد والكفر بها والإتيان بما يناقضها ليس معنى زوالها أنك تقول أنا لا أعترف أنه لا إله إلا الله ، لا ، قد تقول بلسانك لا إله إلا الله وتأتي بما يناقضها لأن للإسلام نوا قض كنواقض الوضوء، فلو قال رجل مائة مرة يعد هذه السبحة لا إله إلا الله ثم إذا اشتدت به الأمور قال : أغثني يا فلان ما لي سواك يا فلان انتقض توحيده تماماً لا يبقى عنده شيء كافر ، نفى الله الذي كان يقره بلسانه عنا يزول الإيمان لكن إذا ترك شعبة من الشعب كأن قلّ حياءه فارتكب معصية ينقض إيمانه لا يزول كلياً ، فليفهم هذا جيداً .وقد يستدل عليك من يرى بأن الأعمال ليست من الإيمان يستدل بالعطف الذي جاء في القرآن: ( الذين ءامنوا وعملوا الصالحات ) فيقول وعملوا الصالحات العطف يقتضي المغايرة إذاً الأعمال الصالحة غير الإيمان لأن الله عطف الأعمال الصالحة على الإيمان ، الأعمال الصالحة هي الإسلام فالعطف تقتضي المغايرة كأن تقول جاء زيدٌ وعمروٌ فبينهما مغايرة ، أو تقول جاء زيدٌ وذهب عمروٌ فجاء غير ذهب وزيدٌ غير عمروٌ فصح العطف هنا فاقتضى المغايرة فإذا قال لك ( الذين ءامنوا وعملوا الصالحات ) يدل على الأعمال الصالحة غير الإيمان تقول المغايرة درجات صحيح العطف يدل على المغايرة ولكن المغايرة درجات (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) أليست الصلاة الوسطى من الصلوات ؟ فكيف صح هنا ؟ ما معنى المغايرة ؟ الجواب : من باب عطف الخاص على العام كذلك العطف هنا أي في قوله ( وعملوا الصالحات ) من باب عطف الخاص على العام ، لأن الأعمال الصالحة جزء من الإيمان كما أن الصلاة الوسطى جزء من الصلوات التي أمرنا بالمحافظة عليها والأمثلة كثيرة في القرآن . متن الاصول الثلاثة بالصوت والصورة http://safeshare.tv/w/UKULseJMNO |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أقوال العلماء السلفيين في حكم من حكَّم القوانين | أبو حمزة مأمون | منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب | 0 | 10-06-2010 01:51AM |
(الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء) | أبوعبيدة الهواري الشرقاوي | منبر الجرح والتعديل | 0 | 21-12-2008 12:07AM |
شرح كتاب ثلاثة الأصول | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 3 | 13-10-2007 08:38PM |
أصول في التفسير (للشيخ/محمد بن صالح العثيمين رحمه الله) | طارق بن حسن | منبر القرآن العظيم وعلومه | 1 | 13-12-2006 12:12AM |
صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر البدع المشتهرة | 0 | 12-09-2004 12:02PM |