|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#46
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -339- باب من سب الدهر فقد آذى الله وقول الله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} الآية. تمام الآية: {وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24]. مناسبة الباب لكتاب التوحيد: أن سبّ الدهر يتضمن الشرك؛ لأن سابّ الدهر إذا اعتقد أنه فاعلٌ مع الله فهو مشرك. أذى الله: حيث وصفه بصفات النقص. وقالوا: أي: منكرو البعث. ما هي: أي: الحياة. إلا حياتنا الدنيا: أي: التي في الدنيا وليس هناك حياةٌ أخرويةٌ. نموت ونحيا: أي؛ يموت بعضٌ ويحيا بعضٌ بأن يولدوا. وما يهلكنا إلا الدهر: أي: مرور الزمان. وما لهم بذلك: أي: القول. من علم: أي: لا دليل لهم عليه وإنما قالوه بناءً على التقليد والإنكار لِما لم يحسُّوا به ولم يُحيطوا بعلمه. المعنى الإجمالي للآية: يخبر تعالى عن الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب في إنكار البعث أنهم يقولون: ليس هناك حياةٌ ص -340- غير حياتنا الحاضرة، لا حياة سواها يموت بعضُنا ويولد البعض الآخر، وليس هناك سببٌ لموتنا سوى مرور الزمن وتكرر الليل والنهار، فردّ الله عليهم بأنهم ليس لهم حجة على هذا الإنكار إلا مجرّد الظن والظنُّ ليس بحجة. والمفروض فيمن نفى شيئاً أن يقيم البرهان على نفيه، كما أن من أثبت شيئاً فإنه يقيم الدليل على إثباته. مناسبة الآية للباب: أن من سبّ الدهر فقد شارك هؤلاء الدهرية في سبِّه وإن لم يشاركهم في الاعتقاد. ما يستفاد من الآية: 1- إثبات البعث والرد على من أنكره. 2- ذم من ينسب الحوادث إلى الدهر. 3- أن من نفى شيئاً فهو مطالَبٌ بالدليل على نفيه كالمثبت. 4- أن الظن لا يعتمد عليه في الاستدلال في العقائد. ص -341- وفي الصحيح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، أُقَلِّب الليل والنهار" وفي رواية: "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر""1". في الصحيح: أي: صحيح البخاري. يؤذيني: يتنقّصُني. يسب الدهر: أي: يذمه ويلومه عند المصائب التي تنزل. وأنا الدهر: أي: صاحب الدهر ومدير الأمور التي ينسبونها إلى الدهر. أقلِّب الليل والنهار: بالمعاقبة بينهما وما يجري فيهما من خير وشر. وفي رواية: أي: لمسلم وغيره. فإن الله هو الدهر: أي: هو الذي يُجري فيه ما أراده من خيرٍ وشرّ. المعنى الإجمالي للحديث: يروي الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن ربه عز وجل: أن الذي يسب الدهر عند نزول المصائب والمكاره إنما يسب الله –تعالى- ويؤذيه بالتنقُّص؛ لأنه سبحانه هو الذي يُجري هذه الأفعال وحده؛ والدهر إنما هو خلْقٌ مسخّر، وزمنٌ تجري فيه الحوادث بأمر الله تعالى. مناسبة الحديث للباب: أن فيه أن من سبّ الدهر فقد آذى الله أي: "1" أخرجه البخاري برقم "4826" ومسلم برقم "2246". ص -342- تنقّصَه. ما يستفاد من الحديث: 1- تحريم سبّ الدهر. 2- وجوب الإيمان بالقضاء والقدر. 3- أن الدهر خلقٌ مسخّر. 4- أن الخلق قد يؤذون الله بالتنقص ولا يضرونه. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#47
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -343- باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ أخنع اسم عند الله رجلٌ تسمَّى ملِك الأملاك، لا مالك إلا الله"، قال سفيان: مثل شاهان شاه. وفي رواية: "أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه""1". قوله: أخنع: يعني: أوضع. مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: بيان أن التسمّي باسمٍ فيه مشاركةٌ لله في التعظيم شركٌ في الربوبية. التراجم: سفيان هو: سفيان بن عيينة بن ميمون الهلاليّ، ثقة حافظ فقيه، وُلد بالكوفة سنة 107هـ وسكن مكة ومات فيه سنة 198هـ رحمه الله. ونحوه: أي نحو قاضي القضاة مثل: حاكِم الحكام، وسلطان السلاطين، وسيد السادات. في الصحيح: أي: في الصحيحين. يسمَّى: مبني للمجهول: أي يُدعى بذلك ويرضى به وفي بعض الروايات: تَسمّى بالتاء أي: سمّى نفسه بذلك. الأملاك: جمع ملِك بكسر اللام. "1" أخرجه البخاري برقم "6205، 6206"، ومسلم برقم "2143". ص -344- لا مالك إلا الله: هذا ردٌّ على من فعل ذلك بأنه وضع نفسه شريكاً لله فيما هو من خصائصه. شاهان شاهٍ: هو عبارة عند العجَم عن ملك الأملاك، وهذا تمثيلٌ لا حصر. وفي رواية: أي: لمسلم في صحيحه. أغيظ رجل: الغيظ: مثل الغضب والبغض، أي: أنه يكون بغيضاً إلى الله. وأخبثه: أي: أبطله، أي: يكون خبيثاً عند الله مغضوباً عليه. المعنى الإجمالي للحديث: يخبر –صلى الله عليه وسلم- أن أوضع الناس عند الله عز وجل من تسمّى باسمٍ يحمل معنى العظمة والكبرياء التي لا تليق إلا بالله، كملك الملوك؛ لأن هذا فيه مضاهاةٌ لله، وصاحبُه يدّعي لنفسه أو يُدّعى له أنه ندٌّ لله؛ فلذلك صار المتسمِّي بهذا الاسم من أبغض الناس إلى الله وأخبثهم عنده. مناسبة الحديث للباب: أنه يدل على تحريم التمسي بقاضي القضاة ونحوه قياساً على تحريم التسَمِّي بملك الملوك الوارد ذمُّه والتحذير منه. ما يستفاد من الحديث: 1- تحريم التسمِّي بقاضي القضاة ونحوه. 2- وجوب احترام أسماء الله تعالى. 3- الحث على التواضع واختيار الأسماء المناسبة للمخلوق والألقاب المطابقة له. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#48
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -345- باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك عن أبي شُرَيح – رضي الله عنه- أنه كان يُكنى أبا الحكم، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-: "إن الله هو الحَكَم، وإليه الحُكْم" فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أَتَوني فحكمْتُ بينهم، فرضي كلا الفريقين. فقال: "ما أحسن هذا! فمالك من الولد؟" قلت: شُريح، ومسلم، وعبد الله. قال: "فمن أكبرُهم؟" قلت: شريح. قال: "فأنت أبو شريح""1". رواه أبو داود وغيره. مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم من أجل ذلك من تحقيق التوحيد. التراجم: أبو شُريح اسمه: هانئ بن يزيد الكِنديّ، صحابيٌّ نزل الكوفة وتوفي بالمدينة سنة 68هـ رضي الله عنه. احترام أسماء الله: أي: تعظيمها، واحترمَه: رعى حرمته وهابه. تغيير الاسم: أي: تحويله وتبديله وجعل غيره مكانه. من أجل ذلك أي: لأجل احترام أسماء الله. "1" أخرجه أبو داود برقم "4955"، والبيهقي "10/145" والحاكم في المستدرك "4/279". ص -346- يُكنى: الكنية ما صُدِّر بأبٍ أو أمّ. الحكَم: من أسماء الله تعالى ومعناه: الحاكم الذي إذا حكم لا يُرد حكمه. وإليه الحكم: أي: الفصل بين العباد في الدنيا والآخرة. إن قومي... إلخ: أي: أنا لم أُكَنِّ نفسي بهذه الكنية وإنما كنَّاني بها قومي. ما أحسن هذا: أي: الإصلاح بين الناس والحكم بينهم بالإنصاف وتحرِّي العدل. فأنت أبو شُريح: كنَّاه بالأكبر رعايةً؛ لأنه أولى بذلك. المعنى الإجمالي للحديث: استنكر النبي –صلى الله عليه وسلم- على هذا الصحابي تكنِّيه بأبي الحكم؛ لأن الحكم من أسماء الله، وأسماء الله يجب احترامها؛ فبين له الصحابي سبب هذه التكنية، وأنه كان يصلح بين قومه ويحل مشاكلهم بما يُرضي المتنازعين، فاستحسن النبي –صلى الله عليه وسلم- هذا العمل دون التكنية، ولذلك غيَّرها فكنَّاه بأكبر أولاده. مناسبة الحديث للباب: أنه يدل على المنع من إهانة أسماء الله بالتسمي بأسمائه تعالى المختصة به والتكني بذلك. ما يستفاد من الحديث: 1- فيه تحريم امتهان أسماء الله تعالى والمنع مما يوهم عدم احترامها كالتكني بأبي الحكم ونحوه. 2- أن الحكم من أسماء الله تعالى. 3- جواز الصلح والتحاكم إلى من يصلح للقضاء وإن لم يكن قاضياً وأنه يلزم حكمه. ص -347- 4- أنه يُكنى الرجل بأكبر بنيه. 5- مشروعية تقديم الكبير. 6- مشروعية تغيير الاسم غير المناسب إلى اسم مناسب. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#49
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -348-باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول وقول الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} الآية. تمام الآية: {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ} [التوبة: 65]. مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: بيان حكم من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول –صلى الله عليه وسلم- وأنه كفرٌ منافٍ للتوحيد. باب من هزل... إلخ: أي: باب بيان حكم من فعل ذلك. هَزَل: الهزل: المزاح ضدّ الجد. ولئن: اللام لام القسم. سألتهم: الخطاب للنبي –صلى الله عليه وسلم-: أي سألت هؤلاء المنافقين عن استهزائهم بك وبالقرآن. ليقولُن: معتذرين. نخوض ونلعب: ولم نقصد الاستهزاء والتكذيب، وإنما قصدنا الخوض في الحديث واللعب. قل أبالله وآياته ورسوله: أي: قل لهم –توبيخاً لهم على استهزائهم والخطاب للنبي –صلى الله عليه وسلم- إن عذركم هذا لن يُغني عنكم من الله ص -349- شيئاً. المعنى الإجمالي للآية: يقول الله تعالى لنبيه – صلى الله عليه وسلم-: ولئن سألت هؤلاء المنافقين الذين تكلّموا بكلمة الكفر استهزاءً، فإنهم سيعتذرون بأنهم لم يقصدوا الاستهزاء والتكذيب، وإنما قصدوا الخوضَ في الحديث، فأخبرَهم أن عذرهم هذا لا يُغني عنهم من الله شيئاً. مناسبة الآية للباب: أنها تدل مع ما بعدها على كفر من هزل بشيء فيه ذكر الله أو الرسول –صلى الله عليه وسلم- أو القرآن. ما يستفاد من الآية: 1- أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفرٌ ينافي التوحيد. 2- أن من فعل الكفر وادعى أنه لم يعلم أنه كفرٌ لا يعذر بذلك. 3- وجوب تعظيم ذكر الله وكتابه ورسوله –صلى الله عليه وسلم-. 4- أن من تلفّظ بكلام الكفر، كفر ولو لم يعتقد ما قال بقلبه. ص -350- عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة، دخل حديث بعضهم في بعض: "أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء -يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القرّاء- فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق؛ لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فذهب عوفٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الرَّكْب نقطع به عنا الطريق". فقال ابن عمر: "كأني أنظر إليه متعلِّقاً بنسْعَة ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وإن الحجارة تَنْكُب رجليه، وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول له رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: {أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}. التوبة: 65-66]. وما يتلفت إليه، وما يزيده عليه. التراجم: 1- ابن عمر هو: عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. 2- محمد بن كعب هو: محمد بن كعب بن سُليم القرَظيّ المدني وهو ثقة عالم، مات سنة 120هـ. 3- زيد بن أسلم هو: مولى عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- وهو ثقة مشهورٌ مات سنة 136هـ رحمه الله. ص -351- 4- قتادة هو: قتادة بن دعامة السدوسي مفسِّر حافظ مات سنة 117هـ تقريباً –رحمه الله-. 5- عوف بن مالك: هو عوف بن مالك الأشجعيّ أول مشاهده خيبر، وروى عنه جماعةٌ من التابعين توفي سنة 73هـ رضي الله عنه. دخل حديث بعضهم في بعض: أي: أن الحديث مجموعٌ من رواياتهم. قرّائنا: القراء: جمع قارئ، وهم عند السلف: الذين يقرؤون القرآن ويعرفون معانيه. أرغب بطوناً: أي: أوسع بطوناً يصفونهم بسعة البطون وكثرة الأكل. عند اللقاء: يعني: لقاء العدو. فوجد القرآن قد سبقه: أي: جاء الوحي من الله بما قالوه قبل وصوله إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم-. إنما كنا نخوض... إلخ: أي: نتبادل الحديث ولم نقصد حقيقة الاستهزاء. نسعة: النسعة: سيرٌ مضفورٌ عريضٌ تُشد به الرحال. المعنى الإجمالي للأثر: يصف هؤلاء الرواة ما حصل من المنافقين من الوقيعة برسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والسخرية بهم؛ وذلك لما تنطوي عليه قلوب هؤلاء المنافقين من الكفر والحقد، وقد أظهر الله ذلك على ألسنتهم فقالوا ما قالوا، فأنكر عليهم من حضرهم من المؤمنين الصادقين؛ غيرةً لله ولدينه، ثم ذهب ليرفع أمرهم إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ولكنّ الله الذي يعلم السر وأخفى قد سمع مقالتهم وأخبر بها رسولَه ص -352- قبل وصول ذلك المؤمن، وحكم عليهم سبحانه بالكفر وعدم قبول اعتذارهم، ثم جاء أحد هؤلاء المنافقين معتذراً إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم- فرفض النبي –صلى الله عليه وسلم- قبول اعتذاره؛ لأمر الله له بذلك. فلم يزِد في ردّه عليه على ما قاله الله سبحانه وتعالى في حقّهم من التوبيخ والتقريع. مناسبة الأثر للباب: أن فيه بياناً وتفسيراً للآية الكريمة. ما يستفاد من الأثر: 1- بيان ما تنطوي عليه نفوس المنافقين من العداوة لله ورسوله والمؤمنين. 2- أن من استهزأ بالله وآياته ورسوله فهو كافرٌ وإن كان مازحاً. 3- أن ذكر أفعال الفسّاق لولاة الأمور؛ ليردعوهم ليس من الغيبة والنميمة، بل هو من النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. 4- الغِلظة على أعداء الله ورسوله. 5- أن من الأعذار ما لا ينبغي قبوله. 6- الخوف من النفاق؛ فإن الله سبحانه أثبت لهؤلاء إيماناً قبل أن يقولوا ما قالوه. 7- أن الاستهزاء بالله أو بالرسول أو بالقرآن ناقضٌ من نواقض الإسلام ولو لم يعتقد ذلك بقلبه. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#50
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -353- باب قول الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} [فصِّلت: 50]. قال مجاهد: "هذا بعملي وأنا محقوق به". وقال ابن عباس: "يريد من عندي". وقوله: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} [القصص: 78]. قال قتادة: "على علم مني بوجوه المكاسب". وقال آخرون: "على علم من الله أني له أهل". وهذا معنى قول مجاهد: "أوتيته على شرف". تمام الآية: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ} [فصلت: 50]. مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: بيان أن زعْم الإنسان استحقاقَه ما حصل له من النعم بعد الضراء منافٍ لكمال التوحيد. ولئن: اللام: لام قسمٍ. أذقناه: آتيناه. رحمة: غنىً وصحة. ضراء: شدةً وبلاءً. ص -354- قائمة: أي: تقوم. ولئن رُجِعت إلى ربي: أي: ولئن قامت الساعة –على سبيل الافتراض- ورجعت إلى ربي. إن لي عنده للحسنى: أي يكون لي عند الله في الآخرة الحالة الحسنى من الكرامة؛ وذلك لاعتقاده أن ما أصابه من نعم الدنيا فهو لاستحقاقه إياه وليس لله فيه فضلٌ. فلننبئنَّ الذين كفروا: فلنخبرنَّهم. بما عملوا: أي: بحقيقة أعمالهم، عكس ما اعتقدوه من حسن منقلَبهم. غليظ: أي: شديد. المعنى الإجمالي للآية: يخبر تعالى أن الإنسان في حال الضُّر يضر إلى الله، وينيب إليه ويدعوه، وأنه في حال اليسر والسعة يتغير حالُه، فينكر نعمة الله عليه، ويُعرض عن شكرها؛ لزعمه أنه إنما حصلت له هذه النعمة بكدّه وكسبه وحوله وقوته، وأعظم من ذلك أنه ينفي قيام الساعة وزوال الدنيا، ويقول: إن قدِّر قيام الساعة فستستمر لي هذه الحالة الحسنة، لأنني أستحقها. ثم يعقب سبحانه على ذلك بأنه لا بد أن يوقَف هذا وأمثاله من الكافرين على حقيقة أعمالهم الشنيعة ويجازيهم عليها بأشد العقوبة. ما يستفاد من الآية: 1- وجوب شكر نعمة الله والاعتراف بأنها منه وحده. 2- تحريم العُجب والاغترار بالحول والقوة. ص -355- 3- وجوب الإيمان بقيام الساعة. 4- وجوب الخوف من عذاب الله في الآخرة. 5- وعيد من كفر بنعمة الله. ص -356- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم: فبعث إليهم ملَكاً: فأتى الأبرص، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذِرَني الناس به. قال: فمسحه، فذهب عنه قذَرُه، فأُعطي لوناً حسناً وجلداً حسناً، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل أو البقر -شك إسحاق- فأعطي ناقةً عُشَرَاء، وقال: بارك الله لك فيها. قال: فأتى الأقرع، فقال: أيُّ شيء أحبُّ إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني الذي قد قذِرني الناس به، فمسحه، فذهب عنه، وأُعطي شعراً حسناً، فقال: أي المال أحب إليك؟ قال: البقر أو الإبل، فأعطي بقرة حاملاً، قال: بارك الله لك فيها. فأتى الأعمى، فقال: أيُّ شيء أحبُّ إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري فأُبْصر به الناس. فمسحه، فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم. فأعطي شاة والداً، فأَنتج هذان ووَلَّد هذا، فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم. قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا ص -357- بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيراً أتبلَّغ به في سفري، فقال: الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفُك، ألم تكن أبرصَ يقذرُك الناس، فقيراً فأعطاك الله عز وجل المال؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر. فقال: إن كنت كاذباً فصيّرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، وردّ عليه مثل ما ردّ عليه هذا، فقال: إن كنت كاذباً فصيّرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي ردّ عليك بصرَك شاةً أتبلَّغ بها في سفري. فقال: كنت أعمى فردّ الله إليَّ بصري، فخذ ما شئت، ودَعْ ما شئت؛ فوالله لا أَجْهَدُك بشيء أخذتَه لله. فقال: أمسك مالك فإنما ابتُلِيْتُم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك""1" أخرجاه. أخرجاه: أي: البخاري ومسلم. أبرص: الأبرص: من به داءُ البرص وهو: بياضٌ يظهر في ظاهر "1" أخرجه البخاري برقم "3464"، ومسلم برقم "2964". ص -358- البدن لفساد المزاج. وأقرع: هو: من به قرَع وهو: داءٌ يصيب الصبيان في رؤوسهم ثم ينتهي بزوال الشعر أو بعضه ويطلق القرع على الصلع. وأعمى: هو: من فقد بصره. أن يبتليهم: أي: يختبرهم بنعمته. قذِرني الناس: بكسر: الذّال أي: كرِهوا مخالطَتي وعدُّوني مستقذراً من أجله. شك إسحاق: هو ابن عبد الله بن أبي طلحة راوي الحديث. عُشَراء: بضم العين، وفتح الشين والمد وهي: الناقة الحامل التي أتى على حملها عشرة أشهر أو ثمانية. والداً: أي: ذات ولد أو التي عُرف منها كثرة الولد والنتاج. أنتج: أي: تولى صاحبُ الناقة وصاحب البقرة نتاجهما. وولّد: بتشديد اللام أي: تولّى ولادها. وكان لهذا... إلخ: أي: كان لكلّ واحد منهم ما يملأ الوادي من الإبل والبقر والغنم. انقطعت بي الحبال: أي: أسباب المعيشة. أتبلَّغ به: أي: أتوصَّل به إلى البلد الذي أريده. كابراً عن كابر: أي: ورثت هذا المال عن كبيرٍ ورِثَه عن كبيرٍ آخر في الشرف. صيَّرك الله إلى ما كنت: أي: ردّك إلى حالك الأولى برجوع العاهة إليك. لا أَجْهَدُك: أي: لا أشقّ عليك برد شيء تأخذُه من مالي. ص -359- المعنى الإجمالي للحديث: يخبر –صلى الله عليه وسلم- عن هؤلاء الثلاثة الذين أُصيب كل منهم بعاهة في الجسم وفقر من المال، ثم إن الله سبحانه أراد أن يختبرهم، فأزال ما أصابهم من العاهات وأدرَّ عليهم من الأموال، ثم أرسل إلى كل واحد منهم الملك بهيئته الأولى من: المرض والقرَع والعمى والفقر يستجديه شيئاً يسيراً، وهنا تكشّفت سرائرهم وتجلّت حقائقُهم، فالأعمى اعترف بنعمة الله عليه ونسبَها إلى من أنعم عليه بها، فأدّى حق الله فيها، فاستحق الرضا من الله، وكفر الآخران بنعمة الله عليهما وجحدا فضله فاستحقا السخَط بذلك. مناسبة الحديث للباب: أن فيه بيان حال من كفر النعم ومن شكرَها. ما يستفاد من الحديث: 1- وجوب شكر نعمة الله في المال وأداء حق الله فيه. 2- تحريم كفر النعمة ومنع حق الله في المال. 3- جواز ذكر حال من مضى من الأمم؛ ليتعظ به من سمِعه. 4- أن الله يختبر عباده بالنعم. 5- مشروعية قول: بالله ثم بك، فيكون العطف بثُمَّ لا بالواو في مثل هذا التعبير. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#51
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -360- باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الأعراف: 190]. قال ابن حزم: "اتفقوا على تحريم كل اسم معبَّد لغير الله؛ كعبدِ عمْروٍ، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب. وعن ابن عباس في الآية، قال: "لمَّا تغشاها آدم حملت، فآتاهما إبليس، فقال: إني صاحبكما الذي أخرَجَتْكُما من الجنة، لتطيعُنَّني أو لأجعلن له قرْنَي أَيِّل، فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلنَّ، ولأفعلنَّ؛ -يُخَوِّفُهما- سَمِّياه عبد الحارث؛ فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتاً. ثم حَمَلت فأتاهما أيضاً فقال مثل قوله: فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميِّتاً. ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فأدرَكَهُما حبُّ الولد، فسمَّياه عبد الحارث؛ فذلك قوله: {جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا}"1". رواه ابن أبي حاتم. وله بسند صحيح عن قتادة قال: "شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته". "1" أخرجه الترمذي برقم "3077" والحاكم "2/545" وصححه. ص -361- وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله: {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً} قال: "أشفقا ألا يكون إنساناً". وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما. التراجم: ابن حزم هو: عالِم الأندلس أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم القرطبيّ الظاهريّ توفي سنة 456هـ رحمه الله. مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: بيان أنَّ تعبيد الأولاد وغيرهم لغير الله في التسمية شركٌ في الطاعة وكفرٌ بالنعمة. آتاهما: أي: أعطى آدم وحواء ما طلباه من الولد الصالح. صالحاً: أي: ولداً سوياً. جعلا له شركاء: أي: جعلا لله شريكاً في الطاعة. فيما آتاهما: أي: ما رزقهما من الولد بأن سمَّياه عبد الحارث ولا ينبغي أن يكون عبداً إلا لله. فتعالى الله: أي: تنزَّه. عمَّا يشركون: أي: عمَّا يفعله أهل مكة من الشرك بالله، فهو انتقال من ذكر الشخص إلى ذكر الجنس. اتفقوا: لعل مرادَه حكاية الإجماع. على تحريم كل اسم معبَّد لغير الله: لأنه شركٌ في الربوبية والإلهية؛ لأن الخلق كلهم ملكٌ لله وعبيدٌ له. حاشا عبد المطلب: أي: فلم يتفقوا على تحريم التسمية به؛ لأن أصلَه من عبودية الرقِّ، أو لأنه من باب الإخبار بالاسم الذي عُرف به ص -362- المسمَّى لا من باب إنشاء التسمية. تغشَّاها: التغَشِّي: كنايةٌ عن الجماع. أَيِّل: بفتح الهمزة وكسر الياء مشددةً: ذَكرُ الأوعال. سمِّياه عبد الحارث: وكان الحارث اسم إبليس فأراد أن يسمِّياه بذلك؛ لتحصل صورة الإشراك به. أدركَهما حب الولد: أي: حب سلامة الولد وهذا من الامتحان. أشفقا: أي: خافا. أن لا يكون إنساناً: أي: بأن يكون بهيمة. المعنى الإجمالي للآية: يخبر تعالى عن آدم وحواءَ أنه لما أجاب دعاءهما ورزَقهما ولداً سويَّاً على الصفة التي طلَبا، لم يقُوما بشكر تلك النعمة على الوجه المرضيّ كما وعَدا بذلك، بل سمِّياه عبد الحارث؛ فعبَّداه لغير الله، ومن تمام الشكر أن لا يُعبَّد الاسم إلا لله، فحصل منهما بذلك شركٌ في التسمية لا في العبادة. ثم نزَّه نفسه عن الشرك عموماً في التسمية وفي العبادة. ما يستفاد من الآية: 1- تحريم التسمية بكل اسمٍ معبّد لغير الله، كعبد الحسين، وعبد الرسول، وعبد الكعبة. 2- أن الشرك يقع في مجرد التسمية ولو لم تُقصد حقيقتها. 3- أن هبة الله للرجل الولد السويّ من النعم التي تستحق الشكر. 4- أن من شكر إنعام الله بالولد تعبيده لله. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#52
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -363- باب قول الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}"1" الآية. ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس: {يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}: "يشركون". وعنه: سمَّوا اللات من الإله والعزَّى من العزيز" وعن الأعمش: "يُدخِلون فيها ما ليس منها". تمام الآية: {سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]. مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أراد المصنف رحمه الله بهذا الباب الرد على من يتوسل إلى الله بالأموات، وأن المشروع التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا. التراجم: الأعمش هو: سليمان بن مهران الكوفي الفقيه ثقةٌ حافظٌ ورِعٌ مات سنة 147هـ رحمه الله. الأسماء الحُسنى: التي بلغت الغاية في الحُسن فليس في الأسماء أحسن منها وأكمل ولا يقوم غيرُها مقامَها. فادعوه بها: أي: اسألوه وتوسَّلوا إليه بها. "1" فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر" أخرجه البخاري برقم "6410" ومسلم برقم "2677". ص -364- وذروا الذين: أي: اترُكوهم وأعرِضوا عن مجادَلتِهم. يُلحِدون: الإلحاد: الميل، أي: يميلون بها عن الصواب إما بجَحدِها أو جحدِ معانيها أو جعلها أسماءَ لبعض المخلوقات. يُلحدون في أسمائه: أي: يشركون غيرَه في أسمائه كتسميتهم الصنم إلهاً. سيُجزون ما كانوا يعملون: وعيدٌ شديدٌ وتهديدٌ بنزول العقوبة بهم. وعنه: أي: عن ابن عباس. سمَّوا اللات... إلخ: بيانٌ لمعنى الإلحاد في أسمائه: أنهم اشتقُّوا منها أسماءً لأصنامهم. يدخِلون فيها ما ليس منها: أي: يدخلون في أسماء الله ما لم يُسَمِّ به نفسَه ولم يسمِّه به رسولُه. المعنى الإجمالي للآية: أخبر تعالى عن نفسه أن له أسماءً قد بلغت الغاية في الحُسن والكمال؛ وأمر عباده أن يسألوه ويتوسلوا إليه بها، وأن يتركوا الذين يميلون بهذه الأسماء الجليلة إلى غير الوجهة السليمة، وينحرفون بها عن الحق بشتى الانحرافات الضالة، وأن هؤلاء سيلقون جزاءَهم الرادع. ما يستفاد من الآية: 1- إثبات الأسماء والصفات لله عز وجل على ما يليق بجلاله. 2- أن أسماء الله حسنى. 3- الأمر بدعاء الله والتوسل إليه بأسمائه. 4- تحريم الإلحاد في أسماء الله بنفيِها أو تأويلِها أو إطلاقِها على بعض ص -365- المخلوقات. 5- الأمر بالإعراض عن الجاهلين والملحدين وإسقاطهم من الاعتبار. 6- الوعيد الشديد لمن ألحد في أسماء الله وصفاتهم. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#53
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -366- باب لا يقال: السلام على الله في الصحيح عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان، وفلان. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "لا تقولوا السلام على الله؛ فإن الله هو السلام""1". مناسبة الباب لكتاب التوحيد: لمَّا كان السلام على الشخص معناه: طلب السلامة له من الشرور، والآفات، امتنع أن يُقال السلام على الله؛ لأنه هو الغنيّ السالم من كلِّ آفة ونقص، فهو يُدعى ولا يُدعى له، ويُطلب منه ولا يُطلب له؛ فهذا الباب فيه وجوبُ تنزيه الله عن الحاجة والنقص ووصفه بالغنى والكمال. في الصحيح: أي: في الصحيحين. قلنا السلام على الله: أي: في التشهد الأخير، كما في بعض ألفاظ الحديث. لا تقولوا السلام على الله: هذا نهيٌ منه –صلى الله عليه وسلم- عن التسليم على الله. فإن الله هو السلام: تعليلٌ للنهي، بأن السلام من أسمائه سبحانه، فهو غنيٌّ عن أن يُسلَّم عليه. "1" أخرجه البخاري برقم "835" ومسلم برقم "402". ص -367- المعنى الإجمالي للحديث: يخبر ابن مسعود –رضي الله عنه- أنهم كانوا يسلِّمون على الله، فنهاهم النبي –صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، وبيَّن لهم أن ذلك لا يليق بالله؛ لأنه هو السلام ومنه السلام، فلا يليق به أن يسلَّم عليه، بل هو الذي يسلِّم على عباده ويسلِّمهم من الآفات. مناسبة الحديث للباب: أن فيه النهي عن أن يُقال: السلام على الله. ما يستفاد من الحديث: 1- النهي عن السلام على الله. 2- أن السلام من أسمائه سبحانه. 3- تعليم الجاهل. 4- قرنُ الحكمِ بعلِّته. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#54
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -368- باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يقُلْ أحدُكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، لِيَعْزِم المسألة، فإن الله لا مُكْرِه له". ولمسلم: "وليعظِّم الرغبة، فإن الله لا يتعاظَمُه شيءٌ أعطاه""1". مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: لمَّا كان قول: "اللهم اغفر لي إن شئت" يدل على فتور الرغبة، وقلة الاهتمام بالمطلوب، والاستغناء عن الله من ناحية، ويُشعر بأن الله –تعالى- قد يضطرّه شيءٌ إلى فعل ما يفعل؛ وفي هذين المحذورين مضادةٌ للتوحيد؛ لذلك ناسب عقدُ هذا الباب في كتاب التوحيد. باب قولِ اللهم... إلخ: أي: أنه لا يجوز. في الصحيح: أي: في الصحيحين. ليعزم المسألة: أي: ليجزم في طلبته ويحقق رغبته ويتيقن الإجابة. لا مكرِه له: أي: لا يضطرّه دعاءٌ ولا غيرُه إلى فعل شيء. "1" أخرجه البخاري برقم "6339" ومسلم برقم "2679". ص -369- وليعظِّم الرغبة: بتشديد الظاء أن: يلح في طلب الحاجة. لا يتعاظمُه شيءٌ أعطاه: أي: لا يكبر ولا يعسُر عليه. المعنى الإجمالي للحديث: ينهى –صلى الله عليه وسلم- عن تعليقِ طلب المغفرة والرحمة من الله على المشيئة، ويأمر بعزم الطلب دون تعليق؛ ويعلل ذلك بأن تعليق الطلب من الله على المشيئة يشعِر بأن الله يُثقلُه شيءٌ من حوائج خلقه أو يضطره شيءٌ إلى قضائها، وهذا خلافُ الحقِّ؛ فإنه هو الغني الحميد الفعَّال لما يريد. كما يُشعِر ذلك بفتور العبد في الطلب واستغنائه عن ربِّه؛ وهو لا غنى له عن الله طرفةَ عين. مناسبة الحديث للباب: أن فيه النهيَ عن تعليق طلب المغفرة من الله بالمشيئة وبيانَ علة ذلك. ما يستفاد من الحديث: 1- النهي عن تعليق طلب المطلوب من الله –بمشيئته- والأمرُ بإطلاق سؤال الله دون تقييد. 2- تنزيهُ الله عما لا يليق به، وسعةُ فضله، وكمالُ غِناه، وكرمُه وجودُه سبحانه وتعالى. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#55
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -370- باب لا يقول: عبدي وأمتي في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يقُل أحدُكم: أطعم ربك، وضِّىء ربك، ولْيقُل: سيدي ومولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، ولْيَقُل: فتاي وفتات، وغلامي""1". مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن التلفُّظ بهذه الألفاظ المذكورة يوهم المشاركة في الربوبية، فنُهي عنه تأدُّباً مع الربوبية، وحمايةً للتوحيد بسدِّ الذرائع المفضية إلى الشرك. في الصحيح: أي: الصحيحين. لا يقُل أحدكم: لا: ناهيةٌ، والفعل بعدها مجزومٌ بها، أي: لا يقُل ذلك لمملوكه. أطعم ربّك: بفتح الهمزة أمرٌ من الإطعام. وضِّئ ربك: أمر من التوضئة، والنهي عن الموضعين لمنع المضاهاة لله سبحانه لأنه هو الرب. وهذا المنع يختص في منع الربوبية للإنسان، بخلاف غيرِه فيقالُ رب الدار والدابة. وليقُل سيِّدي: لأن السيادة معناها الرئاسة على ما تحت يدِه. "1" أخرجه البخاري برقم "2552" ومسلم برقم "2249". ص -371- وأيضاً هناك فرقٌ بين الرب والسيِّد: فإن الرب من أسماء الله بالاتفاق بخلاف السيد فقد اختُلف في كونه من أسماء الله. وعلى القول بأنه منها فليس له من الشُّهرة وكثرة الاستعمال مثل ما للرب. ومولاي: المولى يُطلق على معانٍ كثيرة منها: المالكُ وهو المراد هنا. ولا يقل أحدكم عبدي وأمتي: لأن الذي يستحق العبودية هو الله سبحانه؛ ولأن في ذلك تعظيماً لا يستحقه المخلوق. وليقل فتاي وفتاتي وغلامي: لأن هذه الألفاظ لا تدل على العبودية كدلالة عبدي وأمتي، وفيها تجنُّب للإيهام والتعاظم. المعنى الإجمالي للحديث: ينهى –صلى الله عليه وسلم- عن التلفظ بالألفاظ التي توهِم الشرك، وفيها إساءة أدب مع الله كإطلاق ربوبية إنسان لإنسان أو عبودية إنسان لإنسان؛ لأن الله هو الرب المعبود وحده. ثم أرشد –صلى الله عليه وسلم- إلى اللفظ السليم الذي لا إيهام فيه؛ ليكون بديلاً من اللفظ الموهِم، وهذا منه –صلى الله عليه وسلم- حمايةً للتوحيد وحفاظاً على العقيدة. مناسبة الحديث للباب: أن فيه النهي عن قول: عبدي وأمَتي. ما يستفاد من الحديث: 1- النهيُ عن استعمال الألفاظ التي توهِم الشرك. 2- سدُّ الطرق الموصلة إلى الشرك. 3- ذكرُ البديل الذي لا محذور فيه؛ ليُستعملَ مكان ما فيه محذورٌ من الألفاظ. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#56
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -372- باب لا يرد من سأل بالله عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "من استعاذ بالله فأعيذُوه، ومن سأل بالله فأعطُوه، ومن دعاكم فأجيبُوه، ومن صنع إليكم معروفاً فكافئُوه، فإن لم تجدوا ما تكافئُونه فادعوا له حتى ترون أنكم قد كافأتُموه""1". رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح. مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: لأن في عدم إعطاء من سأل بالله عدم إعظامٍ لله، وعدم إجلالٍ له؛ وذلك يُخلُّ بالتوحيد. من استعاذ بالله: أي: من لجأ إلى الله وسألكم أن تدفعوا عنه شرّكم أو شرّ غيركم. فأعيذوه: أي: امنعوه مما استعاذ منه وكفُّوه عنه تعظيماً لاسم الله. ومن سأل بالله: بأن قال: أسألُك بالله. فأعطُوه: أي: أعطُوه ما سأل ما لم يسألْ إثماً أو قطيعة رحم. ومن دعاكم: أي: إلى طعامٍ أو غيرِه. فأجيبوه: أي: أجيبوا دعوته. ومن صنع إليكم: أي: من أحسن إليكم أيَّ إحسان. "1" أخرجه أبو داود "رقم 1672، 5109" وعبد بن حُميد "رقم 806"، والنسائي "5/82". ص -373- معروفاً: المعروف: اسمٌ جامعٌ للخير. فكافئوه: أي: على إحسانه بمثله أو خير منه. فإن لم تجدوا: أي: لم تقدروا على مكافأته. فادعوا له... إلخ: أي: فبالغوا في الدعاء له جُهدكم. المعنى الإجمالي للحديث: يأمر –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث بخصالٍ عظيمة، فيها تعظيمُ حق الله سبحانه بإعطاء من سأل به، وإعاذة من استعاذ به، وتعظيمٌ لحق المؤمن من إجابة دعوته، ومكافأته على إحسانه بمثله أو أحسن منه مع القدرة، ومع عدَمها بإحالة مكافأته إلى الله بطلب الخير له منه. مناسبة الحديث للباب: أن فيه الأمرَ بإعطاء من سأل بالله وعدم ردِّه. ما يستفاد من الحديث: 1- أنه لا يُرد من سأل بالله إجلالاً لله وتعظيماً له. 2- أن من استعاذ بالله وجبت إعاذتُه ودفع الشر عنه. 3- مشروعية إجابة دعوة المسلم لوليمةٍ أو غيرِها. 4- مشروعية مكافأة المُحسِن عند القدرة. 5- مشروعية الدعاء للمحسِن عند العجز عن مكافأته. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#57
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -374- باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة""1". رواه أبو داود. مناسبة الباب لكتاب التوحيد: أنه يجب احترام أسماء الله وصفاته؛ فلا يُسأل عن شيء من المطالب الدنيوية بوجهه الكريم؛ بل يُسأل به أهمّ المطالب وأعظم المقاصد وهو الجنة، فهذا من حقوق التوحيد. لا يُسأل: رُوي بالنفي ورُوي بالنهي. بوجه الله: هو صفة من صفاته الذاتية يليق بجلاله وعظمته. إلا الجنة: أو ما هو وسيلةٌ إليها من المقاصد العظام. المعنى الإجمالي للحديث: ينهى –صلى الله عليه وسلم- أن يُسأل بوجه الله الكريم الأمور الحقيرة وحوائج الدنيا؛ إجلالاً لله وتعظيماً له، ويقصر –صلى الله عليه وسلم- السؤال بوجه الله على الجنة التي هي غاية المطالب. مناسبة الحديث للباب: أن فيه النهي عن أن يُسأل بوجه الله غير الجنة. ما يستفاد من الحديث: 1- إثبات الوجه لله سبحانه على ما يليق بجلاله كسائر صفاته. "1" أخرجه أبو داود برقم "1671". ص -375- 2- وجوب تعظيم الله واحترام أسمائه وصفاته. 1- جواز سؤال الجنة –والأمور الموصِّلة إليها- بوجه الله والمنع من أن يُسأل به شيءٌ من حوائج الدنيا. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#58
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -376- باب ما جاء في الّلو وقول الله تعالى: {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا...} الآية. تمام الآية: {قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 154]. مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن من كمال التوحيد الاستسلام للقضاء والقدر؛ وأن قول "لو" لا يُجدي شيئاً، وهو يشعر بعدم الرضا بالقدر وهذا مخلٌّ بالتوحيد. ما جاء في اللو: أي: من الوعيد والنهي عنه. يقولون: أي: يقول بعض المنافقين يوم أحد معارضةً للقدر. لو كان لنا من الأمر شيءٌ: أي: لو كان الاختيار إلينا. ما قُتلنا هاهنا: أي: لما غُلبنا ولما قُتل من قُتل منا في هذه المعركة. لو كنتم في بيوتكم: أي: وفيكم من كتب الله عليه القتل. لبرز: أي خرج. الذين كُتب: أي قُضي. عليهم القتل: أي: منكم. إلى مضاجعهم: أي: مصارعهم ولم يُنجِّهم قعودُهم؛ ص -377- لأن قضاء الله كائن لا محالة. وليبتلي الله: أي: يختبر. ما في صدوركم: أي: قلوبكم من الإخلاص والنفاق. وليمحِّص ما في قلوبكم: أي: يميِّز ما تنطوي عليه من النيات. بذات الصدور: بما في القلوب فهو غنيٌّ عن الابتلاء وإنما يفعله ليظهر للناس وليترتب عليه الثواب والعقاب. المعنى الإجمالي للآية: يخبر الله –سبحانه- عما كان يكنه المنافقون يوم وقعة أحد من الاعتراض على القدر والتسخط لما وقع عليهم من الله، وأنهم يقولون: لو كان الاختيار والمشورة إلينا ما خرجنا؛ ولنجونا مما حصل من الهزيمة والقتل، فرد الله عليهم بأن ما حصل قدرٌ مقدَّر لا ينجي منه البقاء في البيوت؛ فالتلهّف وقول: "لو" لا يجدي شيئاً. مناسبة الآية للباب: أن قول: "لو" في المقدرة لا يجوز؛ وهو من كلام المنافقين. ما يستفاد من الآية: 1- النهي عن قول: "لو" في الأمور المقدرة؛ لأنها تدل على التسخط على القدر وتجدد الأحزان في النفوس، أما قول: "لو" تندُّماً على فوات الطاعة فلا بأس به؛ لأنه يدل على الرغبة في الخير. 2- مشروعية الاستسلام للقضاء والقدر وعدم تسخّطِه. 3- أن الحذر لا يُنجي من القدر. 4- أن من كُتب عليه الموت في محلّ فلا بد أن يذهب إليه، ولو حاول الامتناع عنه. ص -378- وقوله: {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} الآية. تمام الآية: {قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 168]. قالوا لإخوانهم: أي: قالوا للمسلمين المجاهدين، سُمّوا إخوانهم؛ لموافقتهم في الظاهر، وقيل: إخوانهم في النسب. وقعدوا: أي: عن الجهاد. لو أطاعونا: أي: في القعود. ما قتلوا: أي: كما لم نُقتل. قل: أي: لهؤلاء. فادرءوا عن أنفسكم الموت: أي: ادفعوه عنها. إن كنتم صادقين: أي: في أن القعود ينجّي منه. المعنى الإجمالي للآية: ينكر تعالى على المنافقين الذين يعارضون القدر بقولهم لمن خرج مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يوم أحد: لو سمعوا مشورتنا عليهم بالقعود وعدم الخروج ما قتلوا مع من قُتل، ويرد عليهم بأنهم إن كانوا يقدرون على دفع القتل عمن كُتب عليه فليدفعوا الموت عن أنفسهم، فهي أولى بالدفع عنها، فإذا لم يقدروا على الدفع عنها فغيرُها من باب أولى. مناسبة الآية للباب: أن قول: "لو" في الأمور المقدّرة من سمات ص -379- المنافقين. ما يستفاد من الآية: 1- التحذير من قول: "لو" على وجه المعارضة للقدر والتأسّف على المصائب. 2- أن مقتضى الإيمان الاستسلام للقضاء والقدر؛ وأن عدم الاستسلام له من صفات المنافقين. 3- مشروعية مجادلة المنافقين وغيرهم من أهل الباطل؛ لإبطال شبَهِهم ودحض أباطيلهم. ص -380- في الصحيح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزَنَّ، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا؛ لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان""1". في الصحيح: أي: في صحيح مسلم. احرص: الحرص هو: بذل الجهد واستفراغ الوُسع. على ما ينفعك: يعني: في معاشك ومعادك. واستعن بالله: أي: الإعانة في جميع أمورك من الله لا من غيرِه. ولا تعجزنَّ: بكسر الجيم وفتحها: أي: لا تفرّط في طلب ما ينفعك متّكلاً على القدر، ومستسلماً للعجز والكسل. وإن أصابك شيءٌ: أي: وإن غلبك أمر ولم يحصل المقصود بعد بذل الجهد والاستطاعة. فلا تقل: لو أني فعلت كذا: أي: فإن هذا القول لا يُجدي عليك شيئاً. ولكن قل: قدَر الله: أي: لأن ما قدره لا بد أن يكون والواجب التسليم للمقدور. فإن لو تفتح عمل الشيطان: أي: لما فيها من التأسف على ما فات "1" أخرجه مسلم برقم "2664" وأحمد "2/366، 370". ص -381- والتحسر والحزن ولوم القدر. المعنى الإجمالي للحديث: يأمر النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث بالحرص على النافع من الأعمال، والاستعانة بالله في القيام بها، وترقّب ثمراتها، وينهى عن العجز؛ لأنه ينافي الحرص على ما ينفع، ولما كان الإنسان معرضاً للمصائب في هذه الدنيا أمر بالصبر والتحمّل وعدم التلوّم بقول: لو أنني فعلت، لو أنني تركت؛ لأن ذلك لا يجدي شيئاً مع أنه يفتح على الإنسان ثغرةً لعدوِّه الشيطان يدخل عليه منها فيُحزنُه. مناسبة ذكر الحديث في الباب: أن فيه النهي عن قول: "لو" عند نزول المصائب، وبيان ما يترتب على قولها من المفسدة. ما يستفاد من الحديث: 1- الحث على الاجتهاد في طلب النفع العاجل والآجل ببذل أسبابه. 2- وجوب الاستعانة بالله في القيام بالأعمال النافعة والنهيُ عن الاعتماد على الحول والقوة. 3- النهي عن العجز والبطالة وتعطيل الأسباب. 4- إثبات القضاء والقدر وأنه لا ينافي بذل الأسباب والسعي في طلب الخيرات. 5- وجوب الصبر عند نزول المصائب. 6- النهي عن قول: "لو" على وجه التسخط عند نزول المصائب وبيانه مفسدتها. 7- التحذير من كيد الشيطان. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#59
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -382- باب النهي عن سب الريح عن أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تسبّوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به""1" صححه الترمذي. مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن سبّ الريح سبٌّ لمدبّرها وهو الله تعالى؛ لأنها تجري بأمره، فسبُّها مخلٌّ بالتوحيد. التراجم: أبيّ هو: أبي بن كعب بن قيس الأنصاري سيّد القرّاء شهد العقبة وبدراً والمشاهد كلّها، قيل: مات في خلافة عمر، وقيل: في خلافة عثمان سنة 30هـ رضي الله عنه. لا تسبّوا الريح: أي: لا تشتموها ولا تلعنوها للحوق ضررٍ بسببها. فإذا رأيتم ما تكرهون: أي: من الريح إما شدة حرِّها أو بردها أو قوتها. فقولوا اللهم... إلخ: رجوعٌ إلى خالقها ومدبرها بسؤاله خيرها "1" أخرجه الترمذي برقم "2253"، وأحمد "5/123". ص -383- ودفع شرها. المعنى الإجمالي للحديث: ينهى –صلى الله عليه وسلم- عن سب الريح؛ لأنها مخلوقة مأمورة من الله، فسبّها سبٌّ لله وتسخط لقضائه، ثم أرشد –صلى الله عليه وسلم- إلى الرجوع إلى خالقها بسؤاله من خيرها والاستعاذة به من شرّها؛ لما في ذلك من العبودية لله –تعالى- وذلك هو حال أهل التوحيد. مناسبة الحديث للباب: أن فيه النهي عن سب الريح. ما يُستفاد من الحديث: 1- النهي عن سب الريح؛ لأنها خلقٌ مدبّر فيرجع السبّ إلى خالقها ومدبّرها. 2- الرجوع إلى الله والاستعاذة به من شر ما خلق. 3- أن الريح تكون مأمورة بالخير وتكون مأمورة بالشر. 4- الإرشاد إلى الكلام النافع إذا رأى الإنسان ما يكره للسلامة من شرّه. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
#60
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الملخص في شرح كتاب التوحيد لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- ص -384- باب قول الله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} الآية. تمام الآية: {يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 154]. مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: التنبيه على أن حسن الظن بالله من واجبات التوحيد، وأن سوء الظن بالله ينافي التوحيد. يظنون: أي: المنافقون، والظن في الأصل –خلاف اليقين. غير الحق: أي: غير الظن الحق. ظن الجاهلية: بدلٌ من "غير الحق" أي: الظن المنسوب إلى أهل الجهل حيث اعتقدوا أن الله لا ينصر رسوله والمراد بالجاهلية ما قبل الإسلام. يقولون: بدلٌ من "يظنون". هل لنا من الأمر شيء: استفهامٌ بمعنى النفي أي: ما لنا من النصر والظفر نصيبٌ قطّ. أو قد مُنعنا من تدبير أنفسنا فلم يبق لنا من الأمر شيءٌ. قل إن الأمر كله لله: أي: ليس لكم ولا لغيركم من الأمر شيء بل ص -385- الأمر كله لله فهو الذي لا رادّ لما شاءه وأراده. يخفون في أنفسهم: أي: من الإنكار والتكذيب. ما لا يبدون لك: أي: غير الذي يُظهرون لك من الإيمان وطلب الاسترشاد. وبقية المفردات تقدم شرحها في باب ما جاء في اللو. المعنى الإجمالي للآية: يخبر تعالى عما حصل من المنافقين يوم أحد أنهم ظنوا بالله الظن الباطل، وأنه لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحل، وأن الأمر لو كان إليهم وكان الرسول –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه تبعاً لهم يسمعون منهم؛ لما أصابهم القتل، ولكان النصر والظفر لهم؛ فأكذبهم الله عز وجل في هذا الظن، وبين أنه لا يكون ولا يحدث إلا ما سبق به قضاؤه وقدره وجرى به كتابه السابق وأنه لا راد لقضائه. ما يستفاد من الآية: 1- أن من ظن أن الله يديل الباطل على الحق إدالة مستمرة يضمحل معها الحق اضمحلالاً لا يقوم بعده فقد ظن بالله غير الحق ظن الجاهلية. 2- إثبات الحكمة فيما يُجريه الله من ظهور الباطل أحياناً. 3- بيان خبث طويّة المنافقين، وأنهم عند الشدائد يظهر ما عندهم من النفاق. 4- إثبات القضاء والقدر. 5- وجوب تنزيه الله عما لا يليق به سبحانه. 6- وجوب حسن الظن بالله تعالى. ص -386- وقوله: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} الآية. تمام الآية: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} [الفتح: 6]. الظانين: أي: المسيئين الظن بالله من المنافقين والمنافقات. ظن السوء: بفتح السين وضمها، أي: ظن الأمر السوء وهو: أن لا ينصر رسوله والمؤمنين. عليهم دائرة السوء: أي: دائرة العذاب والذل لازمة لهم لا تتخطاهم. وغضب الله عليهم ولعنهم: أي: سخط عليهم وأبعدهم من رحمته. وأعدّ لهم: أي: هيّأ لهم في الآخرة. جهنم: أي: النار الشديدة العذاب. وساءت مصيراً: أي: منزلاً يصيرون إليه يوم القيامة. المعنى الإجمالي للآية: يقول تعالى: على الذين يتّهمون الله في حكمه، ويظنون أنه لا ينصر رسوله –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وأتباعه، -على أعدائهم- دائرة العذاب وأبعدهم الله من رحمته، وهيأ لهم في الآخرة ناراً يصيرون إليها هي شر ما يُصار إليه. مناسبة الآية للباب: أن فيها أن من ظنّ أن الله لا ينصر حزبه على أعدائه فقد ظن به ظن السوء. ص -387- ما يستفاد من الآية: 1- التحذير من سوء الظن بالله ووجوب حسن الظن به. 2- أن من ظن أن الله لا ينصر رسوله ودينه فقد ظن به ظن السوء. 3- وصف الله بأنه يغضب على أعدائه ويلعنهم. 4- بيان عاقبة الكفار والمنافقين. ص -388- قال ابن القيم –رحمه الله- في الآية الأولى: "فُسِّر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحِلّ، وأن ما أصابهم لم يكن بقدر الله وحكمته، ففُسِّر بإنكار الحكمة، وإنكار القدر، وإنكار أن يتم أمر رسوله وأن يظهره الله على الدين كله. وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح، وإنما كان هذا ظن السوء؛ لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق. فمن ظن أنه يُديل الباطل على الحق إدالة مستقرّة يضمحلّ معها الحق، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره، أو أنكر أن يكون قدَّرَه بحكمة بالغة يستحق عليها الحمد، بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة، فـ {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [سورة ص: 27]. وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته ومُوجب حكمته وحمده ووعده الصادق. فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا، وليتب إلى الله ويستغفره من ظنه بربه ظن السوء. ولو فتَّشت من فتشت لرأيت عنده تعنتاً على القدر وملامة له، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقلٌّ ومستكثر، وفتِّش نفسك هل أنت سالم؟ ص -389- فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجياً قال ابن القيم: أي: في زاد المعاد في الكلام على ما تضمنته وقعةُ أحُد، ومناسبة ذكر كلامه هنا توضيح معنى الآية الكريمة. فُسر هذا الظن: أي المذكور في قوله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ} [آل عمران: 154]. سيضمحلّ: أي: يذهب ويتلاشى حتى لا يبقى له أثر. والاضمحلال: ذهاب الشيء. ففُسِّر: أي: فسر هذا الظن بثلاثة تفاسير. بإنكار الحكمة: أي: أن ما أجراه في وقعة أحد لم يكن لحكمة بالغة وهي التي أشار إليها بقوله تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 154]. وإنكار القدر: أي: أنهم لو أطاعونا ولم يخرجوا ما قتلوا. وإنكار أن يتم أمر رسولِه: حيث ظنوا أن المشركين لما ظهروا تلك الساعة أنها الفاصلة وأن الإسلام قد باد أهلُه. في سورة الفتح: أي: الظن الذي ذكره الله عن المنافقين والمشركين في سورة الفتح في قوله تعالى: {... الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ...} [الفتح: 6]. يُديل الباطل: أي: يجعل له الدولة والغلبة. تعنتاً على القدر: أي: اعتراضاً وافتراضاً عليه. فمستقلّ ومستكثر: أي: من هذا الاعتراض على القدر. ص -390- فإن تنج منها: أي: من هذه الخِصلة. تنج من ذي عظيمة: أي: من أمرٍ ذي مصيبة عظيمة. إخالك: بكسر الهمزة أي أظنك. ناجياً: من الاعتراض على القدر. المصدر : http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[جمع] الجمع الثمين لكلام أهل العلم في المصرّين على المعاصي والمدمنين | أبو عبد الودود عيسى البيضاوي | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 0 | 13-09-2011 09:33PM |
أقوال العلماء السلفيين في حكم من حكَّم القوانين | أبو حمزة مأمون | منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب | 0 | 10-06-2010 01:51AM |
(الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء) | أبوعبيدة الهواري الشرقاوي | منبر الجرح والتعديل | 0 | 21-12-2008 12:07AM |
مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 4 | 08-11-2007 12:07PM |
صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر البدع المشتهرة | 0 | 12-09-2004 12:02PM |