#31
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية سورة الاعلى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى* بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى* إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) السؤال: بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى قَائِد الغُرِّ المُحَجَّلِين نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبهِ أجْمَعين.. اللهُم عَلِمْنَا مَا يَنْفَعَنَا وانْفَعْنَا بِمَا عَلَمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمًا يَا كَرِيم، نُرحب بالإخوة والأخوات أجمل ترحيب مع هذا اللقاء الطيب المُبارك والذي يجمعنا بفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء أهلًا ومرحبًا بالشيخ صالح مع الإخوةِ والأخوات . الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم السؤال: نبدأ هذا اللقاء بِتفسير هذه الآية الكريمة في قولهِ -تَبارك وتَعالى-: أعُوذُ بِاللَهِ مِنْ الَّشَيْطَان الَّرَجيِم في سُورة الأعلى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى* بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى* إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) . الجواب: بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين وَصَلَّى اللَهُ وَسَلَمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين.. في هذه السُورةِ الكريمة سُورة الأعلى يقُول الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- في آخِرِها (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) قال العُلماء: (أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) أي دَفَعَ صدقة الفِطر (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) أي صَلى صَلاة الْعِيد، ثُم قال –جَلَّ وَعَلَا – (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) هذا إخبارٌ عن الله أن بَنِي آدم يُؤثرون الحياة الدُنيا على الآخرة مع أن الحياة الدُنيا زائلة والآخرة خيرٌ وأبقى لهُم وهذا من العجائب ثم قال –جَلَّ وَعَلَا –: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) إن هذا المذكور في السورة من هذه الأمور العظيمة (لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى) يعني القديمة؛ التي أنزلها الله على إبراهيم الخليل -عَلَيْهِ الَّصَلاةِ وَالَّسَلام- والتي أنزلها الله على كلِيمهِ ونبيهِ مُوسَى بن عِمْرَان -عَلَيْهِ الَّصَلاةِ وَالَّسَلام- فهذه السورة سُورةٌ عظيمة وفيها أُصولٌ عظيمة لمن تدبرها وعمل بِها ولهذا شرعَ اللهُ قراءتها مع سُورة الغاشية في صلاة الجُمعة شرع الله قِرَاءة (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) و(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) في صلاة الجُمعة لأن في هاتين السورتين تذكيرًا للناس، وتنبيهًا للناس على ما أمامهم من الحِسابِ والجزاءِ والبعثِ والنُشور، ليستعدوا لذلك ولا يَنْسَاقوا مع الحياة الدُنيا وإنما ينتبهُون لآخرتهم ويستعدون لما أمامهم من الدار الباقية وعدم الانشغال بالدار الفانية وهذا مِن فضل الله علينا وعلى الناس أن الله يُنبِهُنا بما فيهِ خيرنا وصلاحنا وينهانا عما يضرنا هذا من رحمتهِ بنا وإحسانه إلينا فلهُ الحمد والمِنة وَصَلَّى الله وَسَلَمَ عَلَى نَبِينَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_80.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16177 |
#32
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح الآية: (وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) السؤال: قال تعالى: (وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) أشرحوا هذا الآية ؟ الجواب: هذه الآية هي آية الوضوء والاغتسال من الجنابة الطهارة من الحدث اﻷكبر والحدث اﻷصغر(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) يعني إذا نويتم الصلاة وأردتم الصلاة (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) هذه الطهارة الصغرى ويستعمل لها الوضوء(وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) هذه جملة رخص المريض الذي ﻻيستطيع الوضوء واستعمال الماء لمرضه يكتفي بالتيمم وكذلك المُسافر الذي ﻻيجد الماء أو ﻻيجد ماءً يكفي حاجتهُ وطهارتهُ فإنه يعدل إلى التيمم وهو أن يضرب بيديهِ مبسوطتين على التراب الطاهر ثم يمسح ببُطون أصَابِعِهِ وجههُ ويمسح براحتيه بكفيهِ وأن ضرب ضربتن ضربةً لوجهه وضربةً لكفيه فلا بأس بذلك فهذا بدل من طهارة الماء للمريض الذي ﻻ يقدر على استعمال الماء وللمسافر الذي ﻻيجد الماء يكتفي بالتيمم (فَتَيَمَّمُوا) أي اقصدوا صعيدًا طيبًا والصعيد هو ما تصاعد من الغبار (صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) هذا في آية النساء وفي آية المائدة (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) أي من الغبار الذي علق باليدين . المصدر : للعلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16222 |
#33
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) للعلامة / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان -حفظه الله ورعاه- السؤال: بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى قَائِد الغُرِّ المُحَجَّلِين نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبهِ أجْمَعين.. اللهُم عَلِمْنَا مَا يَنْفَعَنَا وانْفَعْنَا بِمَا عَلَمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمًا يَا كَرِيم، نُرحب بالإخوة والأخوات أجمل ترحيب مع لقاء الأربعاء؛ هذا اللقاء الذي يجمعنا بفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، باسمكم جميعًا أيها السادة نرحب بفضيلة الشيخ صالح، ونشكر له بتفضله لتلبية الدعوة؛ أهلًا ومرحبًا يا شيخ صالح. الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم السؤال: نبدأ بالاستفسار والوقفات مع الآية الكريمة في قول الحق -تَبارك وتَعالى-: في سورة الأنعام: أعُوذُ بِاللَهِ مِنْ الَّشَيْطَان الَّرَجيِم (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) الجواب: بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين وَصَلَّى اللَهُ وَسَلَمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين.. هذه الآية في سياق ما ذكره الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- من مُحاجَّة ابراهيم لقومه، حيث جاء في أولها: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ* فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي)، هذا من باب المجادلة، وبيان الحق لهم، حتى يتضح أنهم على غير حق، وهم يعبدون الكواكب، الحرانيون يعبدون الكواكب! فأراد أن يُبطل ما هم عليه من عبادة الكواكب، (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ): غطاه الليل بظلامه، (رَأَى كَوْكَباً): في السماء، (قَالَ هَذَا رَبِّي): أي بزعمكم (فَلَمَّا أَفَلَ): غاب (قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) الذي يتغيب ويُدبر ويجرى من المشرق إلى المغرب، هذا مُدبر، المُدبر لا يكون إلهًا، (فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ). (فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ): غاب، (قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي): إلى معرفة الربَّ الحقيقي مالك الملك ذو الجلال والإكرام، (لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ). (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي): كل هذا من باب المجادلة لقومه ليُبيَّن بُطلان ماهم عليه من عبادة الكواكب، تدرَّج من الأصغر إلى الأكبر؛ أكبرها الشمس. (فَلَمَّا رَأَى الشّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ) غابت في الأفق. (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)، هذه لا تصلح للآلهة التي تعبدونها، لا تصلح للعبادة ولا تصلح للألوهية، لأنها مُدبرة تبرز من المشرق وتذهب إلى المغرب هذه مُدبرة فليست إلهًا. (فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ): بريٌ مما تعبدون. (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، الذي يُدبر هذه الأفلاك، وهذه الكواكب هو الذي يستحق العبادة، لأنه مالك الملك القادرعلى كل شيء، هذا هو الربَّ الذي يستحق العبادة، أما الذي يُدبر ويُسير من المشرق إلى المغرب فهذا مخلوق، المخلوق لا يكون إلهًا، بل يكون عبدًا. (فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ* إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، وجهت وجهي للخالق الباريء المصور الذي خلق هذه الأفلاك، ودبرها وسيرها بقدرته وتدبيره -سُبْحَانَهُ- وبعلمه، هذا هو الربَّ المستحق للعبادة. (فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) من عبادة الكواكب وكل ما عُبد من دون الله -عَزَّ وَجَلَّ-. (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ) جادلوه في هذا؛ )وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ(: أي -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- الذي خلق السماوات والأرض، )وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ(: انخصموا عند هذه المجادلة، ولم يكن لهم دليلٌ يقابلونه به حُجَج إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فأظهر-عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- بُطلان هذه الكواكب، وبُطلان ملة هؤلاء القوم الذين يعبدونها. (قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي): دلنَّي وأرشدنَّي على الخالق الذي يستحق العبادة دون ما سواه. (أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ): من الأصنام والكواكب لا أخافها لأنها مخلوقة مُدبرة بيد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-. (وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً): فالأمر بيد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- يهدي من يشاء، ويُضلُّ من يشاء. (أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ) الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_83.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16231 |
#34
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية الكريمة (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ* وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) السؤال: بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى قَائِد الغُر المُحَجَّلِين نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبهِ أجْمَعين.. اللهُم عَلِمْنَا مَا يَنْفَعَنَا وانْفَعْنَا بِمَا عَلَمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمًا يَا كَرِيم، نُرحب بالإخوة والأخوات أجمل ترحيب مع هذا اللقاء الطيب المُبارك الذي يجمعنا بفضيلة الشيخ العلامة/ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء مرحبًا بالشيخ مع الإخوةِ والأخوات في هذا اللقاء . الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم السؤال: تفسير الآية المُباركة في سورة الأنبياء في قولِ الحقِ – تَبَاركَ وَتَعَالى – أَعًوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم : (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ* وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) . الجواب: بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أجْمَعين.. قولهُ تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً) : يعني سقفًا للأرض ومن عليها السماء فوقهم والسقف ما يكون فوق الناس فوق الرؤوس (مَحْفُوظاً): بمعنى أن الملائكة الكرام يحفظُونهُ من الشياطين الذين يسترقون السمع وكذلك الشُهب التي جعلها اللهُ في السماء لأجلِ يرمي بها الشياطين فلا يسترقون السمع من حديث الملائكة – عَلْيَهُمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام – فإذا صعد الشيطان ليستمع أُطليقَ عليهِ الشِهَاب فإما أن يحرقهُ قبل أن يصل إلى الأرض وإما أن يصلَ إلى الأرض ويُلقي كلمةً سمعها من حديث الملائكة يُلقيها على الكاهن، ثم الكاهن يكذِبُ معها مئة كذبة فيُصدق بمئة كذبة من أجل الكلمة التي سُمعت من السماء هكذا فعلُ الشياطين، والله حرسها بالنجوم بالملائكة (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ) كما يقولون عند بعثة الرَّسُول – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – تقول الشياطين(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً) حرس من الملائكة وشُهب من النجوم وذلك لحمايتها من استراق السمع الذي ينزل على رسُول اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – (جَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا) الناس عن آيات السماء وما فيها من الشمس والقمر والنجوم وما فيها من العجائب معرضون لا يتأملون فيها ويستدلون بها على عظمة الله – سُبْحَانهُ وَتَعَالَى- فهذا لومٌ للناس الذين لا يتأملون في آيات الله الكونية ولا ينظرون فيها نظر اعتبارٍ ونظر تعظيم لله –سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ) والفلك هو محل الدوران لكوكب فالشمس في فلك والقمر في فلك والنجوم في أفلاك كُلها تدور في هذه الأفلاك على الأرض بقدرة الله –سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يعني في الفضاء لا يُمسكها إلا الله سُبْحَانهُ وتعالى بقدرتهِ ومشيئتهِ . المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16251 |
#35
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى). السؤال: ما المراد بالآية:(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) ؟ الجواب: هذا في بني إسرائيل لما عاقبهم الله بالتِيه أربعين سنة يتيهُون في الأرض، فالله رحمهم في هذا التِيه فظلل عليهم الغمام يُظلهم مِن الشمس، لأن ما عندهم مباني ولا عندهم بيوت ظللنا عليهم الغمام رحمة من الله سُبحانه (وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ) وهو شيء يُشبه السُكر ينزل بالليل على الشجر فيأكلونهُ (وَالسَّلْوَى) وهي الطائر الذي يؤكل يُصاد ويُأكل الطائر الصغير ويُقال إنهُ طائر السومانه . المصدر : للعلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله - http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16263 |
#36
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغُرِّ المحجَّلين، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علمًا يا كريم، نُرحِّب بالأخوة والأخوات أجمل ترحيب مع هذا اللقاء الطيب المبارك الذي يجمعنا بفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، أهلًا ومرحبًا بالشيخ صالح، مع الأخوة والأخوات. الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم. المقدِّم: نبدأ بالوقفات وتفسير هذه الآية الأخيرة في قول الحقِّ-تبارك وتعالى- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، في سورة الزُّمر: (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله ربِّ العالمين، يقول الله –جلَّ وعلا- لنبيِّه –صلى الله عليه وسلَّم- في وصف ما يكون يوم القيامة، يقول –جلَّ وعلا-: (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ)، أي تُبصِر الملائكة حملة العرش، (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ)، أي قريبين من العرش من جميع جوانبه، (حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)، يُنزِّهون الله –سُبحانه وتعالى-عما لا يليقُ به من النَّقائص والعيوب، ويصفونه بالكمال المُطلق الذي لا عيب فيه، ولا نقص، (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ)، أي بين الخلائق، (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ)، فصل اللهُ-سبحانهُ وتعالى- بين خلقه بالحقِّ الذي لا يعتريه شيءٌ من الباطل والحيف، بل هو حكمٌ عادلٌ من الله-سبحانه وتعالى-، (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، هذه النهاية ثناء على الله –سبحانهُ وتعالى-أولاً في قوله-سبحانهُ وتعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ)، وآخرًا في هذه الآية: (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، فبدأ خلقهُ بالحمد، وختمهُ بالحمد، لأنه المحمود على كل حال، ولأنه –سُبحانه- المُستحق للثناء والمدح، لما يتصِّف به من صفات الكمال، ومنها العدل في الحُكم بين عباده يوم القيامة، بحيثُ لا يظلِمُ أحدا، بل يُجازي كلُّ عاملًا بعمله، ويتوبُ على من يشاء-سُبحانه وتعالى-ويزيدهم من فضله، وهذا من عدله، وإحسانه، وكمال أوصافه-سُبحانهُ وتعالى-،( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، لهُ الربوبيَّة الكاملة، على جميع العالمين، جميع العالم العُلوي، والسُّفلي، هو ربُّهُ –سبحانه لا شريك له في ذلك.. المصدر : العلامة /صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16269 |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من أحكام القرآن الكريم لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان | ام عادل السلفية | منبر القرآن العظيم وعلومه | 2 | 28-11-2014 11:21AM |
تفسير آيات من القرآن الكريم تفسير الإمام محمد بن عبد الوهاب لفضيلة الشيخ صالح الفوزان | ام عادل السلفية | منبر القرآن العظيم وعلومه | 2 | 16-10-2014 10:41PM |
أثر حفظ القرآن في زيادة التحصيل الدراسي والتفوق | مشاركة سابقة | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 0 | 01-03-2010 11:26PM |
أصول في التفسير (للشيخ/محمد بن صالح العثيمين رحمه الله) | طارق بن حسن | منبر القرآن العظيم وعلومه | 1 | 13-12-2006 12:12AM |
حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام (الحلقة الثانية) | الشيخ ربيع المدخلي | السنن الصحيحة المهجورة | 0 | 12-05-2004 06:34PM |