|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#31
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 34- وكل شيء يجري بتقديره: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : لا شك أن كل شيء بتقديره لا يخرج عن تقدير الله من الخير والشر، والطاعة والمعصية، والكفر والإيمان، والمرض والصحة، والغنى والفقر، والعلم والجهل، كل شيء يجري بتقديره، وليس في ملكه شيء لم يقدره ولا يريده. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
#32
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 35- ومشيئته تنفذ، لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم، فما شاء لهم ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : الله سبحانه وتعالى له مشيئة، والعباد لهم مشيئة، ولكن مشيئة العباد مرتبة على مشيئة الله، وليست مستقلة، ولهذا قال سبحانه: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما) [الإنسان: ٣٠] وقال سبحانه: (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) [التكوير: ٢٩] فجعل لنفسه مشيئة هي من صفاته، وجعل لعباده مشيئة هي من صفاتهم، وربط مشيئتهم بمشيئته سبحانه، وفي هذا رد على القدرية والجبرية: فالقدرية ينفون مشيئة الله لأفعال العباد، ويجعلون للعبد مشيئة مطلقة، وأن العبد مستقل بأفعاله وإرادته ومشيئته، هذا مذهب القدرية من المعتزلة وغيرهم. والجبرية يقولون: العبد ليس له مشيئة، وإنما المشيئة لله فقط، والعبد يتحرك بدون اختياره ولا إرادته، مثل ما تحرك الآلة. فطائفة غلت في إثبات مشيئة الله وطائفة غلت في إثبات مشيئة العبد. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf التصفية والتربية TarbiaTasfia@ |
#33
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء تابع : قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 35- ومشيئته تنفذ، لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم، فما شاء لهم ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : وأما أهل السنة والجماعة: فأثبتوا المشيئتين، وجعلوا مشيئة العبد مربوطة بمشيئة الله، أخذا من الآيتين السابقتين فقوله: (وما تشاءون) فيه إثبات مشيئة العباد، وقوله: (إلا أن يشاء الله) فيه إثبات مشيئة الله عز وجل، وفي الآية أن مشيئة العبد ليست مستقلة، وإنما هي مربوطة بمشيئة الله؛ لأنه خلق من خلق الله، خلقه وخلق مشيئته وخلق إرادته، ولهذا لما قال بعض الناس للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، قال عليه الصلاة والسلام: "أجعلتني لله ندا؟ " أي: شريكا في المشيئة "قل: ماشاء الله وحده" . ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن قوما يقولون: ما شاء الله وشاء محمد، أنكر ذلك وقال: "قولوا؛ ما شاء الله ثم شاء محمد"، فجعل مشيئته مرتبة على مشيئة الله "بثم" التي تفيد الترتيب والتراخي، لا بالواو؛ لأنها تقتضي التشريك. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
#34
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 36- يهدي من يشاء، ويعصم ويعافي فضلا، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : الله سبحانه يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وهذا بقضاء الله وقدره، ولكنه يهدي من يعلم أنه يصلح للهداية، ويهدي من يحرص على طلب الهداية ويقبل عليها، فإن الله ييسره لليسرى، ويضل من يشاء بسبب إعراضه عن طلب الهداية والخير، فيضله الله عقوبة له على إعراضه وعدم رغبته في الخير، يوضح ذلك قوله تعالى: (فأما من أعطى وأتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى) [الليل: ٥-٧] فصار السبب من العبد، والقدر من جهة الله سبحانه: (وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى) [الليل: ٨-١٠] فصار السبب من العبد والقدر من الله عز وجل، ولكن قدره الله عقوبة له. فقدر الله الهداية فضلا من الله عز وجل، وتكرم على الشخص الذي يريد الخير ويريد الهداية، فييسره الله للخير ولفعله، وهذا لمصلحته، لا مصلحة لله عز وجل، وأما إضلال الضالين فعدل منه سبحانه وتعالى، جزاء لهم على إعراضهم وعدم إقبالهم على الخير وعلى طاعة الله عز وجل، لم يظلمهم شيئا، ولهذا نجد في الآيات (والله لا يهدي القوم الظالمين) [البقرة: ٢٥٨] (والله لا يهدي القوم الكافرين) [البقرة: ٢٦٤] ، (والله لا يهدي القوم الفاسقين) [المائدة: ١٠٨] فجعل الظلم، والكفر، والفسق، أسباب لعدم الهداية، وهذه من أفعال العباد جازاهم عليها، عدلا منه سبحانه وتعالى لا ظلما (وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) [النحل: ٣٣] ، فلا يليق به سبحانه أن يكرم من هذا وصفه وأيضا لا يليق به سبحانه وتعالى أن يضيع عمل العاملين، قال سبحانه: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) [الجاثية: ٢١] (وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون) [الجاثية: ٢٢] ، (أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون) [القلم: ٣٥، ٣٦] هذا جور ينزه الله عنه، ويقول سبحانه وتعالى: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) [ص: ٢٨] . فالله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من عمل صالحا، ولا يجازي أحدا بغير فعله، وبغير كسبه (وما تجزون إلا ما كنتم تعملون) [الصافات: ٣٩] فالعمل كله للعبد من الخير والشر، والمجازاة من الله فضلا وعدلا. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
#35
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 37- وكلهم يتقلبون في مشيئة بين فضله وعدله: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : وكل العباد لا يخرجون عن التقلب في مشيئة الله بين فضلة على أهل الطاعة وأهل الخير، وعدله مع أهل الكفر والشرك، وهذا هو اللائق بحكمته وعظمته سبحانه، فلا يجمع بين المتضادات والمختلفات، بل ينزل الأشياء في منازلها، ولهذا من أسمائه: الحكيم، ومن صفاته: الحكمة، الحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها، فيضع الفضل في أهل الطاعة، ويضع العذاب في أهل الكفر والمعاصي، هذا فضله سبحانه وعدله. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
#36
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 38- وهو متعال عن الأضداد والأنداد: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : (متعال) أي: مرتفع بذاته وقدره وقهره عن الأضداد والأنداد، فالأنداد: هم الأمثال والشبهاء والنظراء، فالله سبحانه وتعالى ليس له نظير، وليس له مثيل ولا شبيه، فلا أحد يشارك الله ولا يشابهه ولا يساويه جل وعلا، وهذا من علو قدره وقهره وهو العلي بذاته فوق مخلوقاته. أما الأضداد: فهم المعارضون له، فالله ليس له معارض، ولا يضاده أحد من خلقه، فإنه إذا أراد أمرا فلا يمكن لأحد أن يعترض ويمنع أمره سبحانه وتعالى، وإذا أراد إعطاء فلا أحد يمنع، وإذا أراد منعا لشيء فلا أحد يعطيه (لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت) . قال تعالى: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم) [فاطر: ٢] . فلا ند لله ولا ضد له فيما يأمر به وينهى عنه، خلاف المخلوقين فيوجد من ينازعهم ويقف ضد تنفيذ أوامرهم، فالمخلوقات كلها لها مشارك، فالخلق يتشابهون في العلم والاسم وفي كل شيء، في الأجساد والصفات، ويشتركون في الأفعال والأملاك والله سبحانه لا يشبهه أحد ولا يشاركه أحد. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
#37
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 39- لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، ولا غالب لأمره: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : فالله (إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) [مريم: ٣٥] (لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب) [الرعد: ٤١] فالله عز وجل إذا قضى أمرا فلا يستطيع أحد أن ينقضه أو يرده، بخلاف المخلوق فقد يعطل تنفيذ حكمه وقد ينقض. (ولا غالب لأمره) : وإذا أمر بالشيء لا أحد يغلب أوامره الكونية، أما أوامره الشرعية فقد تعطل وقد تخالف، وهذه للابتلاء والامتحان. ليترتب على ذلك الثواب أو العقاب. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
#38
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 40- آمنا بذلك كله، وأيقنا أن كلا من عنده: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : كل ما سبق ذكره من أول العقيدة إلى آخرها، ندين لله به، وليس مجرد كلام بألسنتنا، بل هو من قلوبنا. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
#39
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 41- وأن محمدا عبده المصطفى، ونبيه المجتبى، ورسوله: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : لما بين الشيخ -رحمه الله- في أول كلامه ما يجب من معرفة الله سبحانه، واعتقاد أنه الرب المستحق للعبادة دون ما سواه، وأنه متصف بصفات الكمال ونعوت الجلال التي هو متصف بها أزلا وأبدا، لما بين هذا ووضحه، انتقل إلى ما يجب اعتقاده في الرسول عليه الصلاة والسلام. وقوله: "وإن محمدا عبده المصطفى.." هذا عطف على أول الكلام: "نقول في توحيد الله، معتقدين بتوفيق الله إن الله واحد لا شريك له…. " إلى آخره، ثم قال: "وإن محمدا…. " إلى آخره، فلابد من اعتقاد هذا، كما نشهد لله بالألوهية، كذلك نشهد للرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة، ولذلك فالشهادتان دائما متلازمتان. "وأن محمدا" هذا اسمه عليه الصلاة والسلام المشهور به، وقد جاء في القرآن: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله) [الأحزاب: ٤٠] ، وفي قوله: (وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم) [محمد: ٢] ، وفي قوله تعالى (محمد رسول الله والذين معه) [الفتح: ٢٩] ، وجاء أحمد في القرآن في قوله تعالى عن عيسى عليه السلام: (يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) [الصف: ٦] . وله أسماء جاءت في السنة، ذكرها ابن القيم في كتابه: "جلاء الأفهام". والتعرف على الرسول صلى الله عليه وسلم من واجبات الدين ومن أصول الإسلام، وقد قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في "ثلاثة الأصول": "الأصل الأول: معرفة الله، والثاني: معرفة نبيه، والثالث: معرفة دين الإسلام بالأدلة"، كما يجب عليك معرفة الله، كذلك يجب عليك معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة. هذه أصول ثلاثة، وهي التي يسأل عنها الميت إذا وضع في قبره. وقوله: (عبده) فهو عبد الله عز وجل، وليس له من الألوهية شيء، ولا من الربوبية شيء، وإنما هو عبد الله ورسوله، مؤتمر بأوامره، منته عن نواهيه، مبلغ عن الله عز وجل، وهذا فيه رد على الغلو فيه عليه الصلاة والسلام؛ لأن هناك من يغلون في الرسول عليه الصلاة والسلام، ويجعلون له شيئا من الربوبية أو الألوهية، ويدعونه مع الله، وهذا غلو -والعياذ بالله- كما غلت النصارى في المسيح عيسى ابن مريم، وقالوا إنه ابن الله أو الله أو ثالث ثلاثة. ففي قوله: (عبده المصطفى) فيه رد للغلو، فهو عبد، وكل من في الأرض والسموات عبيد لله عز وجل، قال سبحانه (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) [مريم: ٩٣] ، فالملائكة عبيد (بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) [الأنبيا: ٢٦، ٢٧] ، والأنبياء والرسل عبيد كما قال سبحانه في نوح عليه السلام: (كان عبدا شكورا) [الإسراء: ٣] ، وقال عز وجل: (فكذبوا عبدنا) [القمر: ٩] ، وقال في داود: (واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب) [ص: ١٧] ، وقال في سليمان: (نعم العبد إنه أواب) [ص: ٣٠] ، وقال في أيوب: (واذكر عبدنا أيوب) [ص: ٤١] ، وقال في عيسى: (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل) [الزخرف: ٥٩] ، فإذا كان الأنبياء والرسل والملائكة عبيد لله، وهم أشرف الخلق، فغيرهم من الأولياء والصالحين من باب أولى. وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو آخر الأنبياء، وسماه الله عبدا في قوله: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) [البقرة: ٢٣] يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده) [الفرقان: ١] (سبحان الذي أسرى بعبده) [الإسراء: ١] ، ومقام العبودية هو أعلى المقامات، ولا شيء أشرف من العبودية لله عز وجل. قال عليه الصلاة والسلام: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله" . ومعنى المصطفى: المختار، من الاصطفاء، وهو الاختيار، قال تعالى: (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار*إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار*وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار) [ص: ٤٥، ٤٧] المصطفين: جمع مصطفى، وهو المختار، أصله مصتفى، ثم أبدلت التاء طاء فصارت مصطفى؛ ليسهل النطق بها. فالمصطفى هو المختار؛ لأن الله سبحانه اختار محمدا عليه الصلاة والسلام للرسالة من بين قومه، والله أعلم حيث يجعل رسالته، فلا يختار إلا من يعلم أنه يستحق الاختيار، وأنه يقوم بالمهمة؛ لأن هذه المهمة صعبة وعظيمة، فلا يختار الله إلا من هو لها أهل، قال سبحانه: (الله أعلم حيث يجعل رسالته) [الأنعام: ١٢٤] . و (المجتبى) بمعنى المصطفى. والنبي: من أوحى إليه الله بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول: من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، وهذا أشهر ما قيل في الفرق بين النبي والرسول، ومعنى: أمر بتبليغه، أي: أمر بإلزام الناس وأن يقاتلهم على ما جاء به. وكذلك النبي، يوحى إليه ويدعو إلى الله عز وجل، ولكن يتبع من قبله من الأنبياء ويمشي على طريق من قبله، ولا ينفرد بشريعة خاصة، مثل أنبياء بني إسرائيل، جاءوا بالتوراة ودعوا إلى التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام. و (المرتضى) بمعنى المجتبى والمصطفى، فالمرتضى بمعنى: أن الله ارتضاه. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
#40
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 42- وأنه خاتم الأنبياء، وإمام الأتقياء، وسيد المرسلين وحبيب رب العالمين: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : هذه من صفاته عليه الصلاة والسلام. خاتم الأنبياء، ومعنى (خاتم) الذي لا يأتي بعده نبي، وختام الشيء هو: الذي يجعل عليه حتى لا يزاد عليه ولا ينقص منه، فالله ختم الرسالات بمحمد صلى الله عليه وسلم، قال جل في علاه: (ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) [الأحزاب: ٤٠] ، فلا حاجة لمجيء نبي بعده؛ لأن القرآن موجود، والسنة النبوية موجودة، والعلماء الربانيون موجودون، يدعون إلى الله ويبصرون الناس؛ فدين محمد باق إلى قيام الساعة لا يبدل ولا ينسخ ولا يغير؛ لأن الله سبحانه جعله صالحا لكل زمان ولكل مكان، أما شرائع الأنبياء السابقين فتكون مؤقتة لأممهم في فترة من الفترات، ثم ينسخ الله تلك الشريعة بشريعة أخرى تتناسب مع الأمة الأخرى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) [المائدة: ٤٨] . كما قال تعالى: (لكل أجل كتاب) أي لكل كتاب أجل. فدين الإسلام كامل لا يحتاج بعد محمد صلى الله عليه وسلم إلى رسول، والعلماء ورثة الأنبياء، فمن اعتقد أنه يأتي بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي فهو كافر بالله خارج من الملة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي كذبة يدعون النبوة من بعده، قال عليه الصلاة والسلام: "سيأتي بعدي كذابون ثلاثون، كلهم يدعي أنه نبي، وأنا خاتم الأنبياء لا نبي بعدي" . فمن ادعى النبوة أو ادعيت له النبوة ومن اتبعهم، فكلهم كفرة، وقد قاتلهم المسلمون وكفروهم، وآخر من ادعى النبوة في الوقت الحاضر: القادياني الباكستاني الذي ادعى النبوة له أتباعه القاديانية، ويسمون بالأحمدية نسبة إلى اسمه؛ لأن اسمه أحمد القادياني، وقد كفره العلماء وطردوه من البلاد الإسلامية، وكفروا أتباعه؛ لأن هذا تكذيب لله ولرسوله، وتكفيرهم بإجماع المسلمين، لم يخالف في هذا أحد. فلابد للمسلم أن يعتقد أنه عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين، وإمام الأتقياء؛ يعني القدوة الوحيد للأتقياء الذين يتقون الله عز وجل: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر) [الأحزاب: ٢١] أما غير النبي صلى الله عليه وسلم فيقتدى به إن كان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، أما من خالف الرسول عليه الصلاة والسلام فلا يجوز الاقتداء به: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) [آل عمران: ٣١] ، فلا طريق إلى الله إلا باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام والاقتداء به. "وسيد المرسلين" هو عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم، كما قال عليه الصلاة والسلام: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" أخبر الأمة بذلك من باب الشكر لله عز وجل، ولتشكر الأمة ربها عز وجل على هذه النعمة: أن جعل رسولها سيد الرسل. و"سيد" معناه: المقدم والإمام، فهو أفضل الرسل عليه الصلاة والسلام، وإمامهم ومقدمهم. و"حبيب رب العالمين" هذه العبارة فيها مؤاخذة؛ لأنه لا يكفي قوله: حبيب، بل هو خليل رب العالمين؛ والخلة أفضل من مطلق المحبة؛ فالمحبة درجات، أعلاها الخلة، وهي خالص المحبة، ولم تحصل هذه المرتبة إلا لاثنين من الخلق إبراهيم عليه الصلاة والسلام (واتخذ الله إبراهيم خليلا) [النسا: ١٢٥] ، ونبينا عليه الصلاة والسلام، فقد أخبر بذلك فقال: "إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا" . فلا يقال: حبيب الله؛ لأن هذا يصلح لكل مؤمن، فلا يكون للنبي صلى الله عليه وسلم في هذا ميزة، أما الخلة فلا أحد يلحقه فيها. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
#41
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 43- وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : هذا سبق في معنى أنه خاتم النبيين، فكل دعوى للنبوة بعده فباطله وكفر؛ لأنه لا يأتي بعد نبينا عليه الصلاة والسلام نبي، وعيسى عليه الصلاة والسلام لما ينزل آخر الزمان فإنه لا يأتي على أنه نبي ورسول أو يأتي بشريعة جديدة، إنما يأتي على أنه مجدد لدين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحكم بالشريعة الإسلامية. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
#42
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 44- وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى، وبالنور والضياء: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : كذلك، هذا ما يجب اعتقاده في النبي صلى الله عليه وسلم، لا يكفي أن نعتقد أنه رسول الله فقط، بل أنه رسول إلى الناس عامة، بل إلى الجن والإنس، قال سبحانه: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا) [سبأ: ٢٨] ، وقال له: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) [الأعراف: ١٥٨] فرسالته إلى الناس عامة، وهذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام، فهو رسول للناس عامة، ووجبت طاعته على جميع الخلق، عربهم وعجمهم، وأسودهم وأبيضهم، وإنسهم وجنهم، فكل من بلغته دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام وجب أن يطيعه وأن يتبعه، فمن أقر أنه رسول الله للعرب خاصة، كما يقوله طائفة من النصارى، أنه رسول الله للعرب خاصة، وينكرون نبوته لغيرهم، فهذا كفر بالله عز وجل، وتكذيب لله عزوجل ولرسوله، فالله يقول: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا) [سبأ: ٢٨] ، ويقول سبحانه: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) [الفرقان: ١] فرسالته عالمية. وقال عليه الصلاة والسلام: "كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة" . وكاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام، فدل على أنه مرسل إلى أهل الأرض كلهم، وأمر بالجهاد حتى يدخل الناس في الإسلام، فدل على عموم رسالته عليه الصلاة والسلام، فيجب اعتقاد هذا. فتجب في حقه هذه الاعتقادات: أولا: أنه عبد الله ورسوله. ثانيا: أنه خاتم النبيين لا نبي بعده. ثالثا: أن رسالته عامة للإنس والجن. ودليل عمومها للإنس: كما سبق من الآيات ومكاتبة النبي صلى الله عليه وسلم. وأما عمومها للجن: فلقوله تعالى: (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين*قالوا ياقومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم*يا قومنا أجيبوا داعي الله) [الأحقاف: ٢٩، ٣١] يعنون: محمدا عليه الصلاة والسلام. وفي قوله تعالى: (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا*يهدي إلى الرشد فآمنا به) [الجن: ١، ٢] ، فدل على عموم رسالته للجن، فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث لأهل الأرض كلهم، إنسهم وجنهم، فمن آمن به دخل الجنة، ومن لم يؤمن به دخل النار، من الإنس والجن. وقوله: (وبالنور والضياء) هما بمعنى واحد وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم بهما. قال تعالى: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا*وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) [الأحزاب: ٤٥، ٤٦] . ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
#43
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 45- وأن القرآن كلام الله: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : بعد أن تؤمن بالله عز وجل، وتؤمن برسوله صلى الله عليه وسلم، تؤمن أن القرآن كلام الله؛ لأن هذا هو الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله عليه القرآن، وهذا القرآن ليس من كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولا من كلام جبريل، إنما هو كلام الله عز وجل، تكلم الله به، وتلقاه جبريل من الله، وتلقاه النبي عليه الصلاة والسلام من جبريل عليه السلام، وتلقته الأمة من النبي صلى الله عليه وسلم. فهو كلام الله، منه بدأ سبحانه، لم يأخذه جبريل من اللوح المحفوظ كما يقوله أهل الضلال، ولم يكن من كلام جبريل ولا محمد، إنما هو من كلام رب العالمين. وأما جبريل ومحمد عليهما الصلاة والسلام فهما مبلغان عن الله عز وجل، فالكلام إنما يقال ويضاف لمن قاله مبتدأ، لا من قاله مبلغا ومؤديا. فمن قال: إن جبريل أخذه من اللوح المحفوظ، أو: إن الله خلقه في شيء وأخذه جبريل من ذلك الشيء، فهو كافر بالله عز وجل كفرا مخرجا من الملة، كما تقوله الجهمية والمعتزلة ومن نحا نحوهم، فهو كلام الله، حروفه ومعانيه، تكلم الله به كيف شاء، فنحن نصف الله بأنه يتكلم، والكلام من صفاته الفعلية، والكيفية التي تكلم بها نقول: الله أعلم بها، هذه كسائر صفاته، نؤمن بها ولا نعلم كيفيتها، فالمعنى معروف، وأما الكيفية فهي مجهولة لنا. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 04-01-2016 الساعة 04:28PM |
#44
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 46- منه بدأ بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : أي: أن القرآن نزل من الله، تكلم الله به وأنزله، لم ينزل من غيره ولم يبدأ من غيره، ليس كما يقولون: إنه بدأ من جبريل، أو من اللوح، أو من الهواء، إنما بدايته من الله، وسمعه جبريل وبلغه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحيا، والنبي عليه الصلاة والسلام بلغه للناس، ولو كان هذا القرآن من كلام البشر لاستطاع أحد من الناس أن يأتي بسورة من مثله، فلما عجزوا عن ذلك دل على أنه من كلام الله عز وجل، قال تعالى: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين) [البقرة: ٢٣] ، وقال سبحانه وتعالى: (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات) [هود: ١٣] فعجزهم الله بذلك، مع أنهم عرب فصحاء، والقرآن بلغة العرب، وبالحروف التي يتكلمون بها، وهم يحرصون على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو كان باستطاعتهم أن يعارضوا هذا القرآن، لما ادخروا وسعا في ذلك، فلما عجزوا عن ذلك دل على أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
#45
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 47- وصدقه المؤمنون على ذلك حقا: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : فالمؤمنون بالله ورسوله يصدقون بأن القرآن كلام الله عز وجل، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم إنما هو مبلغ عن الله. وأما قول الله عز وجل: (إنه لقول رسول كريم*ذي قوة عند ذي العرش مكين) [التكوير: ١٩، ٢٠] فالمراد بإسناده إلى جبريل هو من باب التبليغ؛ لأنه لا يمكن أن يكون القرآن من كلام الله ومن كلام جبريل، الكلام لا يكون إلا من واحد، فلا يمكن وصفه بأنه كلام أكثر من واحد، ونسبته إلى الله حقيقية، وأما نسبته لجبريل فمن باب التبليغ. وفي الآية الأخرى: (إنه لقول رسول كريم*وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون) [الحاقة: ٤٠، ٤١] يعني: محمدا صلى الله عليه وسلم، فالإضافة إليه إضافة تبليغ. وقد أضافة سبحانه تارة إلى نفسه وتارة إلى جبريل وتارة إلى محمدا، والكلام الواحد لا يمكن أن يتكلم به أكثر من واحد. فتكون إضافة إلى الله إضافة ابتداء وهو كلامه وإضافته إلى جبريل ومحمد إضافة تبليغ. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العقيدة الصحيحة لمعالي الشيخ الدكتور/ صالح بن فوزان الفوزان | ام عادل السلفية | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 37 | 19-01-2016 09:12AM |
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】للعلامة/ صالح بن فوزان الفوزان | ام عادل السلفية | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 19 | 09-12-2015 10:19PM |
شرح العقيدة الواسطية لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- | ام عادل السلفية | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 91 | 01-12-2015 10:48PM |
مظاهر ضعف العقيدة في عصرنا الحاضر , وطرق علاجها ,للشيخ / صالح بن فوزان الفوزان | خليفة فرج السلفى | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 1 | 23-07-2010 03:13PM |
التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 4 | 25-10-2007 07:38PM |