القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية للمجلة »
موقع الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني »
المحاضرات والدروس العلمية »
الخطب المنبرية الأسبوعية »
القناة العلمية »
فهرس المقالات »
فتاوى الشيخ الجديدة »
برنامج الدروس اليومية للشيخ »
كيف أستمع لدروس الشيخ المباشرة ؟ »
خارطة الوصول للمسجد »
تزكيات أهل العلم للشيخ ماهر القحطاني »
اجعلنا صفحتك الرئيسية »
اتصل بنا »
ابحث في مجلة معرفة السنن والآثار »
ابحث في المواقع السلفية الموثوقة »
لوحة المفاتيح العربية
البث المباشر للمحاضرات العلمية
دروس الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله والتي تنقل عبر إذاعة معرفة السنن والآثار العلمية حسب توقيت مكة المكرمة حرسها الله :: الجمعة|13:00 ظهراً| كلمة منهجية ثم شرح كتاب الضمان من الملخص الفقهي للعلامة الفوزان حفظه الله وشرح السنة للبربهاري رحمه الله :: السبت|19:00| شرح كشف الشبهات للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :: الأحد|19:00 مساءً| شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي رحمه الله :: الاثنين|19:00 مساءً| شرح سنن أبي داود السجستاني:: الثلاثاء|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج وسنن أبي عيسى الترمذي رحمهما الله :: الأربعاء|19:00 مساءً| شرح الموطأ للإمام مالك بن أنس رحمه الله :: الخميس|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام البخاري رحمه الله
 
جديد فريق تفريغ المجلة


العودة   مجلة معرفة السنن والآثار العلمية > السـاحة الإســلاميـــة > منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك
مشاركات اليوم English
نود التنبيه على أن مواعيد الاتصال الهاتفي بفضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله، ستكون بمشيئة الله تعالى من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، وفي جميع أيام الأسبوع عدا الخميس و الجمعة، آملين من الإخوة الكرام مراعاة هذا التوقيت، والله يحفظكم ويرعاكم «رقم جوال الشيخ: السعودية - جدة 00966506707220».

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 17-01-2015, 12:13AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب ما جاء في الكهان وغيرهم

ص -238- باب ما جاء في الكهان وغيرهم
روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوما"1.

شرح الكلمات:

العراف: هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك.
لم تقبل له صلاة أربعين يوما: أي لم يكن له ثواب صلاته أربعين يوما، لكن لا يلزمه إعادة صلاة أربعين يوما.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من جاء إلى عراف من العرافين فسأله عن شيء من أمور الغيب، وصدقه بما يقول فإن الله سيحرمه من ثواب صلاته أربعين يوما، وذلك عقوبة له على ما أقدم عليه من الإثم والذنب الكبير.

الفوائد:

1. تحريم العرافة.
2. تحريم تصديق خبر العراف.


1 رواه مسلم (2230) في السلام, باب تحريم الكهانة: ولفظة: "فصدقه بما يقول" ليست عند مسلم، وإنما هي عند أحمد (4/ 68).

ص -239- 3. قد يحرم الإنسان من ثواب الطاعة عقوبة له على فعل المعصية.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على أن العرافة وتصديقها حرام.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث ذم النبي صلى الله عليه وسلم من صدق العراف؛ لأنه جعله شريكا مع الله في علم الغيب. ملاحظة: ذكر العلماء -رحمهم الله- أن من صدق العراف لا يلزمه إعادة صلاته أربعين يوما، وإنما يحرم من ثوابها.

المناقشة:

أ. اشرح الكمات الآتية: العراف، لم تقبل له صلاة أربعين يوما.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في الكهان وغيرهم.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنهعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"1.


1 رواه أبو داود (3904) في الطب, باب في الكاهن. والترمذي (135) في الصلاة, باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض. وابن ماجه (639) في الطهارة. وصححه الألباني في الإرواء (2006).


ص -240- شرح الكلمات:

كاهنا: الكاهن هو من يدعي علم الغيب في المستقبل.
فقد كفر: قيل: هو كفر دون كفر، وقيل: هو كفر ناقل عن الملة.
بما أنزل على محمد: المراد بالمنزل الكتاب والسنة.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من جاء كاهنا فسأله عن شيء من أمور الغيب، ثم صدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة؛ وذلك لأن فيما أنزل تكذيبا للكهنة، وأن الله قد استأثر علم الغيب دون من سواه.

الفوائد:

1. تحريم الكهانة.
2. تكذيب الكهان.
3. أن تصديق الكهان فيما يقولون كفر.
4. أن القرآن منزل غير مخلوق.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث بطريق اللازم على كفر الكهان.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث دل الحديث بطريق اللازم على أن الكهانة كفر، وذلك لما يعتمدون من وسائل الشرك في كهانتهم.


ص -241- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: الكاهن، فقد كفر، بما أنزل على محمد.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في الكهان وغيرهم.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.

وللأربعة والحاكم وقال: صحيح على شرطهما عن أبي هريرة: "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"1. ولأبي يعلي بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفا2.
وقد سبق شرحه وفوائده ومناسبته للباب وللتوحيد ص 235.


1 أحمد في المسند (2/ 429). والحاكم (1/ 8) عن أبي هريرة مرفوعا، وقال: (( هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه )). ووافقه الذهبي. قال الألباني في الإرواء (7/ 69): (وهو كما قالا).
2 ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 36) عن أبي يعلى، وقال: (( إسناده جيد )). وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 217). وأبو يعلى: هو أحمد بن علي بن المثنى الموصلي صاحب التصانيف, توفي -رحمه الله- سنة (307) هـ.

ص -242- وعن عمران بن حصين مرفوعا: "ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم". رواه البزار بسند جيد، ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن دون قوله: " ومن أتى.... " إلخ1.

شرح الكلمات:

ليس منا: أي ليس بفعله متبعا لنا ولا مقتفيا لشرعنا.
من تطير: أي فعل الطيرة.
أو تطير له: أي فعلت الطيرة من أجله.
أو تكهن: أي فعل الكهانة.
أو تكهن له: أي فعلت الكهانة من أجله.
أو سحر: أي فعل السحر.
أو سحر له: أي فعل السحر من أجله.

الشرح الإجمالي:

في هذا الحديث يتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فعل ثلاثة أصناف من الناس وهم:
1. من فعل الطيرة أو فعلت لأجله.
2. أو فعل السحر أو فعل لأجله.
3. أو فعل الكهانة أو فعلت لأجله.
ثم خص الكاهن بزيادة التحذير، وأخبر أن من صدقه فقد كفر بما


1 ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 32)، وقال: (( رواه البزار بإسناد جيد )).

ص -243- أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة؛ وذلك لأن فيما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم أن علم الغيب مما استأثر الله به لنفسه، فيكون تصديق الكاهن في ادعائه الغيب تكذيبا لله وسنة رسوله.

الفوائد:

1. تحريم الطيرة والسحر والكهانة.
2. تحريم طلب فعل هذه الثلاثة.
3. تصديق الكاهن كفر.
4. أن القرآن منزل غير مخلوق.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث بطريق اللازم على كفر الكاهن.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث دل الحديث بطريق اللازم على أن الكاهن كافر؛ لأنه يعتمد الشرك في كهانته.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ليس منا، من تطير، أو تطير له، أو سحر، أو سحر له، أو تكهن، أو تكهن له.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في الكهان وغيرهم.

ص -244- هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.

تتمة من المتن:

قال البغوي: (( العراف الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك. وقيل: هو الكاهن، والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل. وقيل: الذي يخبر عما في الضمير )). وقال أبو العباس ابن تيمية: (( العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق )). وقال ابن عباس في قوم يكتبون أباجاد وينظرون في النجوم: (( ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق




المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf


رد مع اقتباس
  #32  
قديم 17-01-2015, 12:19AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب ما جاء في النشرة


ص -245- باب ما جاء في النشرة
عن جابر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة؟ فقال: هي من عمل الشيطان " . رواه أحمد بسند جيد، وأبو داود1. وقال سئل أحمد عنها؟ فقال: (( ابن مسعود يكره هذا كله )).

شرح الكلمات:

النشرة: هي حل السحر عن المسحور2.
من عمل الشيطان: أي من الأعمال التي يحبها الشيطان ويوصي بها.

الشرح الإجمالي:

لما كانت النشرة عملا من أعمال الجاهلية، وكان الصحابة لا يريدون الجاهلية ولا أعمالها، سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم النشرة المعروفة في الجاهلية، فأجابهم رسول الله بجواب كاف وضح فيه ما يحل منها وما يحرم قائلا: "هي من عمل الشيطان". ومن المعروف أن الشيطان لا يأمر إلا بالفحشاء والمنكر، أما ما لم يكن من عمل الشيطان كالرقى


1 أحمد في المسند (3/ 294). وأبو داود (3868) في الطب, باب في النشرة. وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 233).
2 قال ابن القيم -رحمه الله-: " النشرة حل السحر عن المسحور, وهي نوعان: حل بسحر مثله, وهو الذي من عمل الشيطان. والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والدعاء فهذا جائز". انظر فتح المجيد ص (421, 422).

ص -246- والتعاويذ الشرعية والأدوية المباحة فإن الحديث لم ينه عنه.

الفوائد:

1. تحريم النشرة، والمراد بالمحرمة هنا ما كانت بوسائل شركية أو سحرية، أما ما كانت برقى وتعاويذ شرعية وأدوية مباحة فهي جائزة.
2. أن أعمال الشيطان كلها محرمة.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم النشرة.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث دل الحديث على تحريم نشرة الجاهلية التي لا تتم إلا بالشرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: النشرة، من عمل الشيطان.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج فائدتين من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في النشرة.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.
وفي البخاري عن قتادة1 قلت لابن المسيب: " رجل به طب أو


1 هو قتادة بن دعامة السدوسي, ثقة فقيه من أحفظ التابعين, مات سنة بضع عشرة ومائة رحمه الله.

ص -247- يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه"1.

شرح الكلمات:

طب: سحر.
أو يؤخذ: أي يحبس عن جماع امرأته.
ينشر: يحل عنه السحر.

إنما يريدون به الإصلاح: أي إنما يريدون بالنشر عن المسحور النفع، ويحمل قول ابن المسيب هذا على النشرة المباحة أو النشرة المجهولة، أما النشرة التي عرف أنها سحر فإن سعيد ابن المسيب لا يمكن أن يبيحها؛ لأنها كفر بالله.

الشرح الإجمالي:

في هذا الأثر يخبر قتادة - رحمه الله - أنه سأل سعيد بن المسيب وهو من فقهاء التابعين وصلحائهم عن حكم حل السحر عن المسحور، فأجابه سعيد أن هذا جائز؛ لأنه يراد به نفع المسحور، والله لم ينه عن شيء فيه نفع ومصلحة.

مناسبة الأثر للباب:

حيث أفاد الأثر أن سعيد بن المسيب يرى جواز حل السحر عن المسحور.


1 رواه البخاري معلقا (10/ 232) في الطب, باب هل يستخرج السحر؟ قال الحافظ في الفتح (10/ 233): (( وصله أبو بكر الأثرم في كتاب السنن من طريق أبان العطار عن قتادة, ومثله من طريق هشام الدستوائي عن قتادة بلفظ: "يلتمس من يداويه فقال: إنما نهى الله عما يضر ولم ينه عما ينفع" )).


ص -248- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: طب، يؤخذ، ينشر، لا بأس به.
ب. اشرح الأثر شرحا إجماليا.
ج. وضح مناسبة الأثر لباب ما جاء في النشرة.
وروي عن الحسن1 أنه قال: "لا يحل السحر إلا ساحر".

مناسبة الأثر للباب:

حيث دل الأثر أن الحسن - رحمه الله - يرى أن حل السحر عن المسحور حرام، وأن فاعله ساحر.

تتمة من المتن:

قال ابن القيم2 -رحمه الله-: "النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان:
1. حل السحر بمثله وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور.
2. النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز".


1 هو الحسن البصري رحمه الله.
2 هو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي، المشهور بابن قيم الجوزية توفي -رحمه الله- سنة (751هـ).


ص -249- ملاحظة:

يمكن اعتبار تقسيم ابن القيم هذا ملخصا للباب كله، وهو الذي تؤيده الأدلة.




المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf





رد مع اقتباس
  #33  
قديم 17-01-2015, 12:37AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب ما جاء في التطير

ص -250- باب ما جاء في التطير
وقول الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}1.

شرح الكلمات:

الحسنة: أي خصب وسعة ويسر وعافية.
لنا هذه: نحن جديرون بها ومستحقون لها.
سيئة: أي جدب وضيق وبلاء ومرض.
يطيروا بموسى ومن معه: أي يتشاءمون بموسى وأصحابه، ويزعمون أن ما جاءهم من المصائب حاصل بسبب موسى وأصحابه.
ألا إنما طائرهم عند الله: إنما جاءهم الشؤم من قبل الله بسبب كفرهم وتكذيبهم بآيات الله.
ولكن أكثرهم لا يعلمون: أي لا يعلمون أن الخير والشر مقدر من الله.

الشرح الإجمالي:

في هذه الآية يصف الله -سبحانه وتعالى- سيرة فرعون وقومه مع موسى وأصحابه، ويصور موقفهم نحوهم، وأنه إذا أنزل بهم شرا تشاءموا بموسى


1 سورة الأعراف آية : 131.

ص -251- وأصحابه ونسبوه إليهم، ثم يبين الله –سبحانه- بطلان زعمهم، ويؤكد أن ما أصابهم من الشر هو من الله حاصل بسبب كفرهم وتكذيبهم بآيات الله، ثم يبين سبب تصرفهم هذا، وهو جهلهم وعدم علمهم بأن الله هو المقدر للخير والشر.

الفوائد:

1. أن الخير والشر مقدران من الله.
2. تحريم كفر النعمة.
3. تحريم الطيرة والتشاؤم.
4. أن الجهل سبب لكل شر.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على تحريم التطير.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التطير شرك؛ لأنه تعليق للقلب بغير الله وإثبات سبب دون الله.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: الحسنة، لنا هذه، سيئة، يطيروا بموسى ومن معه، ألا إنما طائرهم عند الله، ولكن أكثرهم لا يعلمون.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب ما جاء في التطير.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

ص -252- وقول الله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ}1.

شرح الكلمات:

طائركم: حظكم وما ينالكم من خير وشر.
معكم: مصاحب لكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
أئن ذكرتم: أي وعظتم بالله، وجواب الشرط محذوف تقديره: تطيرتم.
مسرفون: متجاوزون الحد في البعد عن الحق.

الشرح الإجمالي:

في هذه الآية يبين الله -سبحانه وتعالى- أن الرسل لما جاءوا قومهم بالوعظ والتذكير تشاءموا وتطيروا بهم، لكن الرسل رفضوا هذا التشاؤم وبينوا أن ما نزلت بالكفار حاصل بسبب كفرهم وتكذيبهم بآيات الله؛ لأنهم قوم تجاوزوا الحد في البعد عن الحق واختاروا الكفر على الإيمان، وتلك عاقبة الكافرين.

الفوائد:

1. تحريم التشاؤم والطيرة.
2. تحريم الإسراف.
3. الإسراف سبب للهلاك والشقاء.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على تحريم التطير.


1 سورة يس آية : 19.


ص -253- مناسبة الآية للتوحيد:

حيث أنكرت الآية الطيرة؛ لأنها تعليق للقلب بغير الله وذلك شرك به.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: طائركم، معكم، أئن ذكرتم، مسرفون.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب ما جاء في التطير.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر". أخرجاه1. زاد مسلم: " ولا نوء ولا غول " 2.

شرح الكلمات:

لا عدوى: العدوى: إصابة الشخص السليم بمثل ما بصاحب الداء، وقوله: لا عدوى، أي لا عدوى تؤثر بنفسها.
ولا طيرة: لا طيرة موجودة ومؤثرة.


1 رواه البخاري (الفتح 10/ 5757) في الطب, باب لا هامة. ومسلم (2220) في السلام, باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر.
2 مسلم (2220) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- بزيادة: "ولا نوء "، ومن حديث جابر -رضي الله عنه- رقم (2220): "ولا غول ".

ص -254- ولا هامة: الهامة هي طائر من طيور الليل، تزعم العرب أنه إذا وقع على دار أحدهم، فإنه ينعى موته أو موت قريب له، والنفي في الحديث نفيا لما كانت تعتقده العرب.
ولا صفر: هي حية في البطن تصيب الماشية والناس، وهي في العدوى أشد من الجرب عند العرب، وعلى هذا يكون النفي لعدواها بنفسها وليس نفي لوجودها، وقيل لا صفر نفي للتشاؤم بشهر صفر، كما كانت تزعم العرب.
ولا غول: الغول واحد الغيلان، وهو جنس من الجن والشياطين تزعم العرب أنها تتغول وتتلون فتضل الناس عن الطريق، والنفي ليس نفيا لوجودها، وإنما هو نفي لزعم العرب أنها تضل الناس.

الشرح الإجمالي:

لما كانت الجاهلية تعج بكثير من الخرافات والأوهام التي لا تستند إلى برهان، أراد الإسلام أن يقي أتباعه من تلك الأباطيل، فأنكر ما كان يعتقده المشركون في هذه الأشياء المذكورة في الحديث، فبعضها نفى وجوده أصلا كالطيرة، والبعض الآخر نفى تأثيره بنفسه؛ لأنه لا يأتي بالحسنات إلا الله، ولا يدفع السيئات إلا هو.

الفوائد:

1. أن الأمراض لا تعدي بنفسها وإنما بقضاء الله وقدره.
2. إبطال التطير وتأثيره.
3. إبطال زعم الجاهلية في طير الهامة.
4. إبطال التشاؤم في شهر صفر.
5. إبطال ما زعمه أهل الجاهلية في الغيلان.

ص -255- مناسبة الحديث للباب:
حيث دل الحديث على إبطال التطير.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث أبطل الحديث التطير؛ لأنه تعليق للقلب بغير الله وهذا شرك به.

ملاحظة:

الجمع بين حديث: " لا عدوى "، وحديث: "فر من المجذوم كما تفر من الأسد" أن قوله: "فر من المجذوم" أمر بتوقي الأسباب التي قد تكون سببا للمرض، وأما قوله: "لا عدوى"، فهو نفي لتأثيرها بنفسها.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولا غول.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في التطير.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.
ولهما1 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة"2.


1 للبخاري ومسلم.
2 رواه البخاري (الفتح 10/ 5776) في الطب, باب لا عدوى. ومسلم (2224) في السلام، باب الطير والفأل، وما يكون فيه من الشؤم من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.


ص -256- شرح الكلمات:

لا عدوى: لا عدوى تؤثر بنفسها.
ولا طيرة: لا وجود لتأثير الطيرة، والتطير هو ما كان يعتقده العرب من التشاؤم بأسماء الطيور وألوانها وأصواتها وغير ذلك.
الفأل: هو ما يحدث للإنسان من الفرح والسرور من صوت يسمعه، أو حال تجري عليه يؤمل منها الخير ونحو ذلك.

الشرح الإجمالي:

لما كان الخير والشر كله مقدر من الله نفى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث تأثير العدوى بنفسها، ونفى وجود تأثير الطيرة، وأقر التفاؤل واستحسنه؛ وذلك لأن التفاؤل حسن ظن بالله، وحافز للهمم على تحقيق المراد، بعكس التطير والتشاؤم.

الفوائد:

1. نفي تأثير العدوى بنفسها.
2. نفي تأثير الطيرة بالكلية.
3. استحباب التفاؤل.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على إبطال الطيرة.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث أنكر الحديث الطيرة؛ وذلك لأنها تعليق للقلب بغير الله وهذا شرك به.


ص -257- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: لا عدوى، ولا طيرة، الفأل.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في التطير.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.

ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر1 قال: " ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك"2.

شرح الكلمات:

الطيرة: أي التشاؤم بالطيور وغيرها.
أحسنها الفأل: أي أن الفأل من الطيرة، لكنه خيرها وأفضلها.
ولا ترد مسلما: أي أن الطيرة لا تثني عزم المسلم ولا ترده عن تحقيق مقصوده.
فإذا رأى أحدكم ما يكره: فإذا رأى أحدكم ما يبعث على التشاؤم.
لا يأتي بالحسنات إلا أنت: لا تأتي الطيرة بالحسنات ولا تدفع المكروهات.


1 الصحيح أنه عروة بن عامر ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وانظر فتح المجيد ص (436).
2 رواه أبو داود (3919) في الطب, باب في الطيرة. وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (199). وقال الأرنؤوط في تخريج كتاب التوحيد ص (112): (( إسناده ضعيف, وعروة بن عامر مختلف في صحبته, فالحديث مرسل )).

ص -258- ولا يدفع السيئات إلا أنت: ولكن الله وحده لا شريك له، هو الذي يأتي بالخير ويدفع الشر.
ولا حول: الحول هو التحول والانتقال من حال إلى حال.
ولا قوة: لا قوة على ذلك التحول إلا بك.

الشرح الإجمالي:

لما كانت الطيرة من الأمراض الاجتماعية المتمكنة في نفوس الناس في الجاهلية، ذكرت في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر أنها لا تفعل شيئا، وأن الفأل منها لكنه أحسنها؛ لما فيه من حسن الظن بالله وحفز الهمم، وأخبر أن الطيرة لا ترد من اتصف بالإسلام الصحيح ولا تثني عزمه، ثم بين صلى الله عليه وسلم علاجا حاسما لمن قد يعرض له التطير، وذلك بأن يفوض أمره إلى الله بجلب الحسنات ودفع السيئات، ويمضي في طريقه معتمدا على الله في تحقيق ذلك وفي أموره كلها.

الفوائد:

1. أن الفأل نوع من الطيرة ولكنه أحسنها.
2. استحباب التفاؤل لأنه يقوي الثقة بالله.
3. مشروعية هذا الدعاء لمن وقع في قلبه شيء من التطير.
4. أن الخير والشر مقدر من الله.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على إبطال الطيرة.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث أنكر الحديث الطيرة؛ لأنها تعليق للقلب بغير الله وهذا شرك به.


ص -259- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: الطيرة، أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره، لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في التطير.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.

وعن ابن مسعود مرفوعا: "الطيرة شرك، الطيرة شرك. وما منا إلا... ولكن الله يذهبه بالتوكل". رواه أبو داود والترمذي وصححه1، وجعل آخره من قول ابن مسعود.

شرح الكلمات:

الطيرة: أي التشاؤم بأصوات الطيور ونحوها، وكرر وصف الطيرة بالشرك للتأكيد.
وما منا إلا: هنا فيه جملة محذوفة تقديرها وما منا إلا قد تعتريه الطيرة، وحذفت هذه الجملة للعلم بها ولكراهية النطق بها.
يذهبه بالتوكل: أي يذهب الله التطير بصدق الاعتماد عليه والثقة به سبحانه.


1 أبو داود (3910) في الطب, باب في الطيرة. والترمذي (1614) في السير, باب ما جاء في الطيرة. وقال: (( هذا حديث حسن صحيح )). وابن ماجة (3538). وابن حبان رقم (1427) موارد. قوله: (وما منا إلا ...) من كلام ابن مسعود -رضي الله عنه- كما ذكر ذلك الحافظ في الفتح.


ص -260- الشرح الإجمالي:

يخبرنا ابن مسعود رضي الله عنه في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الطيرة بالشرك، وأكد ذلك بالتكرار مرتين، ثم بين ابن مسعود أنه ما من إنسان إلا وقد يعرض له التطير، ولكن الله يزيله عن قلب المؤمن بصدق الاعتماد على الله والثقة به سبحانه.

الفوائد:

1. أن الطيرة من الشرك.
2. استحباب تأكيد الأمر الهام.
3. التوكل مذهب للتطير.
مناسبة الآية للباب وللتوحيد:
حيث دل الحديث على أن الطيرة شرك.

ملاحظة:

قوله: ( وما منا إلا.... ) إلخ. هذا من كلام ابن مسعود وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله بعض العلماء.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: الطيرة، وما منا إلا، يذهبه بالتوكل.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في التطير. ثم وضح مناسبته للتوحيد.

ص -261- ولأحمد من حديث ابن عمرو: "ومن ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك. قالوا: وما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك"1.

شرح الكلمات:

ردته: أي منعه.
الطيرة: هي التشاؤم بما يسمع أو يرى.
عن حاجته: أي غرضه الذي عزم عليه.
فقد أشرك: أي أتى شركا حيث اعتقد أن لما تطير به تأثيرا في الخير والشر.
لا خير إلا خيرك: أي لا يرجى الخير إلا منك دون من سواك.
ولا طير إلا طيرك: أي أن الطير ملكك ومخلوقك لا يأتي بخير ولا يدفع شرا.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من منعه التشاؤم عن المضي فيما يعتزم فإنه قد أتى نوعا من الشرك، ولما سأله الصحابة عن كفارة هذا الإثم الكبير أرشدهم إلى هذه العبارات الكريمة في الحديث التي تتضمن تفويض الأمر إلى الله ونفي القدرة عمن سواه.


1 أحمد في المسند (2/ 220). والهيثمي في المجمع (5/ 105) من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- وقال: (( رواه أحمد والطبراني، وفي سنده ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات )). وصححه الألباني.


ص -262- الفوائد:

1. إثبات شرك من ردته الطيرة عن حاجته.
2. قبول توبة المشرك.
3. الإرشاد إلى ما يقول من ابتلي بالتطير.
4. أن الخير والشر مقدر من الله.

مناسبة الحديث للباب وللتوحيد:

حيث دل الحديث على شرك من ردته الطيرة عن المضي في حاجته.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ردته، الطيرة، عن حاجته، فقد أشرك، لا خير إلا خيرك، لا طير إلا طيرك.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في التطير. ثم وضح مناسبته للتوحيد.
وله1 من حديث الفضل بن العباس: "إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك"2.


1 أي لأحمد.
2 رواه أحمد في المسند (1/ 213). قال الأرناؤوط في تخريج كتاب التوحيد: (( في مسنده ضعف وانقطاع )).


ص -263- شرح الكلمات:

إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك: هذا تعريف للطيرة المنهي عنها بأنها ما أوجب للإنسان أن يمضي لما يريده ولو من الفأل، فإن الفأل إنما يستحب لما فيه من البشارة والملاءمة للنفس، فأما أن يعتمد عليه ويمضي لأجله مع نسيان التوكل على الله، فإن ذلك من الطيرة، وكذلك إذا رأى أو سمع ما يكره فتشاءم به ورده عن حاجته، فإن ذلك أيضا من الطيرة.

الفوائد:

1. تحريم الطيرة إذا دفعت صاحبها أو منعته.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم الطيرة إذا دفعت صاحبها أو منعته.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث أنكر الحديث الطيرة؛ لأنها تعليق القلب بغير الله وذلك شرك به.







المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf




رد مع اقتباس
  #34  
قديم 17-01-2015, 12:44AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب ما جاء في التنجيم

ص -264- باب ما جاء في التنجيم
قال البخاري في صحيحه: قال قتادة: "خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به"1.

مناسبة الأثر للباب:

حيث أفاد الأثر رأي قتادة أنه لا يجوز الاعتقاد في النجوم أكثر من الأمور الثلاثة المذكورة.

مناسبة الأثر للتوحيد:


حيث أنكر قتادة ما يدعيه أهل التنجيم من علم الغيب؛ لأن ذلك إشراك مع الله في علم الغيب.
وكره قتادة تعلم منازل القمر ولم يرخص فيه ابن عيينة، ذكره حرب عنهما. ورخص أحمد وإسحاق في تعلم المنازل.

مناسبة الأثر للباب:

حيث دل الأثر على أن قتادة وابن عيينة يكرهان تعلم منازل القمر، أما أحمد وإسحاق فإنهما يجوزانه.


1 رواه البخاري (6/ 211) معلقا. ووصله عبد بن حميد من طريق شيبان عنه كما ذكر الحافظ.


ص -265- ملاحظة:

أ. التنجيم ثلاثة أقسام: أحدها: كفر وهو الاعتقاد بأن الكواكب فاعلة مختارة، وأن الحوادث مركبة على تأثيرها. الثاني: الاستدلال على الحوادث بمسير الكواكب واجتماعها وافتراقها، ويقولون أن ذلك بتقدير الله ومشيئته، فلا ريب في تحريم ذلك، وكونه نوعا من الشرك. الثالث: علم التسيير، فتعلم ما يحتاج إليه منه للاهتداء ومعرفة القبلة والطرق والوقت، وهذا جائز عند الجمهور.

ب. الاستدلال بقوله تعالى: {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}1 على صحة علم التنجيم باطل؛ لأنه قد وردت أدلة تحرم علم التنجيم الذي هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، فعلى هذا يتضح أن المقصود بالآية الاستدلال بالنجوم على تعيين الجهات والطرق والوقت في البر والبحر.
وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر". رواه أحمد وابن حبان في صحيحه2.

شرح الكلمات:

ثلاثة لا يدخلون الجنة: هذا من نصوص الوعيد التي تمر كما جاءت.
مدمن الخمر: المداوم على شربها حتى مات.


1 سورة النحل آية : 16.
2 رواه أحمد في المسند (4/ 399). وابن حبان رقم (1380) و(1381) موارد, في الأشربة, باب في حد الخمر. والحاكم في المستدرك (4/ 146)، وصححه ووافقه الذهبي.

ص -266- قاطع الرحم: أي لم يصل القرابة التي يجب وصلهم.
مصدق بالسحر: أي عامل بأنواع السحر ومنها التنجيم.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن ثلاثة أصناف من الناس لن يدخلوا الجنة؛ وذلك لما يرتكبونه من كبائر الذنوب التي تعود بالضرر على الفرد والمجتمع، فأولها: المداومة على شرب الخمر: وذلك لما فيه من ذهاب العقل ومسخ إنسانية الشخص وسقوط مروءته. وثانيها: عدم صلة الأقارب: وذلك لما يترتب عليه من العداوة والفرقة بين أفراد الأسر، الأمر الذي قد يجعل الإنسان يعيش منفردا منبوذا من أقرب الناس إليه. وثالثها: التصديق بالسحر: وذلك لما فيه من تشجيع الشعوذة والتدجيل وابتزاز أموال الناس بالباطل.

الفوائد:

1. تحريم الخمر.
2. وجوب صلة الأقارب.
3. تحريم التصديق بالسحر.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم التصديق بجميع أنواع السحر ومنها التنجيم.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث حرم الحديث التصديق بالسحر، ومنه التنجيم؛ وذلك لما في التنجيم من دعوى علم الغيب وذلك إشراك مع الله في علمه.


ص -267- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ثلاثة لا يدخلون الجنة، مدمن الخمر، قاطع الرحم، مصدق بالسحر.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في التنجيم.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.





المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf


رد مع اقتباس
  #35  
قديم 17-01-2015, 12:56AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء

ص -268- باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
1
وقول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}2.

شرح الكلمات:

وتجعلون رزقكم: أي وتجعلون شكر الله على ما رزقكم.
أنكم تكذبون: أي تنسبون رزق الله وهو المطر إلى الأنواء، وهذا تكذيب منكم بأن الرزق من الله.

الشرح الإجمالي:

في هذه الآية يذم الله أولئك الذين ينكرون نعمه عليهم، ومنها المطر الذي جاء به حياة البلاد والعباد، وينسبونها إلى الأنواء التي لا تملك جلب نفع ولا دفع ضر فيقولون: مطرنا بنوء كذا.

الفوائد:

1. أن الخير والشر مقدر من الله.
2. أن المطر من الرزق.
3. نسبة النعمة إلى غير الله كفر بها.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على كفر من نسب النعم إلى غير الله، ومنها نسبة المطر إلى الأنواء.


1 الأنواء: جمع نوء وهي منازل القمر.
2 سورة الواقعة آية : 82.




ص -269- مناسبة الآية للتوحيد:

حيث كذبت الآية من نسب النعم إلى غير الله، ومنها نسبة المطر إلى الأنواء؛ لأن ذلك إشراك مع الله في أنعامه.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: وتجعلون رزقكم، أنكم تكذبون.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

وعن أبي مالك الأشعري1 رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة. وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب". رواه مسلم2.

شرح الكلمات:

أربع في أمتي: أربع خصال.
من أمور الجاهلية: من خصال الجاهلية وأفعالها.
الفخر في الأحساب: التشرف بالآباء والتعاظم بعدّ مناقبهم.


1 "أبو مالك" اسمه الحارث بن الحارث الشامي صحابي، تفرد بالرواية عنه أبو سلام, وفي الصحابة أبو مالك الأشعري اثنان غير هذا. انظر فتح المجيد ص453.
2 مسلم رقم (934) في الجنائز, باب التشديد في النياحة.



ص -270- والطعن في الأنساب: أي القدح في نسب الشخص وتعييره بما في آبائه من المطاعن.
الاستسقاء بالنجوم: نسبة السقيا والمطر إلى النجوم والأنواء على أنها هي الموجدة للمطر، أو أنها سبب لنزول المطر والموجد لذلك حقيقة هو الله سبحانه.
النياحة: أي رفع الصوت بالندب على الميت وهو تعداد محاسنه.
تقام يوم القيامة: أي تبعث يوم القيامة.
سربال: هو واحد السرابيل وهو القميص والثوب.
قطران: هو النحاس المذاب.

الشرح الإجمالي:

يحاول الإسلام قطع كل صلة بعادات الجاهلية السوداء، فيخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن أربعا من خصال الجاهلية ستبقى في هذه الأمة، وذلك في معرض الذم والتحذير منها، وأول هذه الخصال: التشرف بالآباء والأجداد: مما قد يؤدي إلى التخاذل عن العمل والبطالة اتكالا على مجد الأوائل. وثانيها: القدح في أنساب الغير: الأمر الذي يؤدي إلى تتبع عورات المسلمين وتشويه سمعتهم مما يجر إلى مجتمعنا الإسلامي كثيرا من الفرقة والتنافر. وثالثها: طلب السقيا من النجوم: وذلك لما يترتب عليه من تعليق القلب بغير الله، والخضوع إلى مخلوقات لا تملك نفعا ولا ضرا. ورابعها: رفع الصوت بتعداد محاسن الميت: لما في ذلك من الاعتراض على قدر الله وإثارة أحزان أهل الفقيد وتوسيع دائرة المأساة. لذلك أكد النبي صلى الله عليه وسلم على مثل هذه النائحة بالوعيد إذا لم تبادر إلى التوبة قبل فوات أوانها.




ص -271- الفوائد:

1. ذم كل ما كان عليه أهل الجاهلية من الأعمال السيئة.
2. تحريم الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والنياحة على الميت.
3. تكفير من استسقى في النجوم معتقدا أنها هي الفاعلة للمطر، أما الاعتقاد أنها سبب لنزوله والفاعل هو الله فهو كفر دون كفر.
4. قبول التوبة قبل غرغرة الموت.
5. إثبات معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث وقع كما أخبر.
6. إثبات البعث والجزاء.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم الاستسقاء بالأنواء.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث أنكر الحديث الاستسقاء بالنجوم؛ لأنه طلب للنفع من غير الله وذلك شرك به.

ملاحظة:

يجوز ذكر الشخص بلقبه الذي يكرهه إذا لم يمكن معرفته إلا به.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: أربع في أمتي، من أمر الجاهلية، الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، الاستسقاء بالنجوم، النياحة، تقام يوم القيامة، سربال، قطران.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.




ص -272- ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.

ولهما عن زيد بن خالد الجهني1 قال: "صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب"2.

شرح الكلمات:

صلى لنا: صلى بنا.
الحديبية مكان معروف عند حدود الحرم من جهة جدة، ويسمى بالشميسي الآن.
على أثر سماء: أي عقب مطر.
فلما انصرف أي انصرف من صلاته.
أقبل على الناس: قابلهم بوجهه.
من عبادي: أي من الناس.
مؤمن بي: شاكر لنعمتي.
وكافر: كافر بنعمتي.


1 هو زيد بن خالد الجهني. صحابي مشهور -رضي الله عنه-, توفي سنة (68هـ)، وله خمس وثمانون سنة.
2 رواه البخاري (الفتح 2/ 1038) في الاستسقاء، باب قول الله تعالى: {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}. ومسلم (71) في الإيمان, باب بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء.




ص -273- الشرح الإجمالي:

يخبرنا زيد بن خالد رضي الله عنه في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الفجر في أرض الحديبية، وكانت صلاتهم في أرض قد بللها المطر، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته وأقبل على الناس بوجهه أراد أن يشوق الصحابة إلى الخير، ويستثير رغبتهم إلى العلم فقال: هل تعلمون ماذا قال ربكم؟ فأحسنوا الأدب مع الله ورسوله وفوضوا العلم إلى أهله، فأخبرهم أن الله أوحى إليه بأن الناس قد انقسموا عقب هذا المطر إلى قسمين: شاكر وكافر، فمن نسب المطر إلى فضل الله فقد شكر نعمة الله، ومن نسب المطر إلى الكوكب فقد كفر بنعمة الله.

الفوائد:

1. استحباب انصراف الإمام بعد التسليم والتوجه إلى المأمومين.
2. استحباب التشويق إلى العلم بالاستجواب.
3. إثبات صفة القول لله.
4. حسن الأدب للمسئول عما لا يعلم.
5. تحريم الكفر بالنعم.
6. إثبات صفة الرحمة لله.
7. نسبة النعمة إلى غير الله كفر بها.
8. تحريم قول الإنسان: مطرنا بنوء كذا.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على أن نسبة المطر إلى الأنواء كفر.




ص -274- مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث اعتبر الحديث من نسب المطر إلى الأنواء كافرا؛ لأنه نسب النعمة وهي المطر إلى غير الله فأشرك معه غيره.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: صلى لنا، على إثر سماء، فلما انصرف، أقبل على الناس، من عبادي، مؤمن بي، وكافر.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج سبع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.

ولهما1 من حديث ابن عباس بمعناه وفيه: " قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا "، فأنزل الله هذه الآيات: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُون لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}2.

شرح الكلمات:

فلا: اللام زائدة للتأكيد.
مواقع النجوم: مساقطها عند غروبها.


1 حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- ليس عند البخاري، وإنما هو عند مسلم فقط رقم (73) في الإيمان، باب بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء.
2 سورة الواقعة آية : 75-82.




ص -275- وإنه: أي القسم الذي أقسم به.
كريم: أي كثير الخير عظيم.
في كتاب: المراد بالكتاب هو الكتاب الذي بأيدي الملائكة.
مكنون: محفوظ عن التبديل والتغيير.
لا يمسه إلا المطهرون: أي لا يمسه عند الله إلا الملائكة.
الحديث: القرآن.
أنتم مدهنون: أي تمالئون به الكفار وتركنون إليهم.
وتجعلون رزقكم: أي المطر.
أنكم تكذبون: وذلك بنسبتكم المطر إلى الأنواء لا إلى منزله الحقيقي وهو الله.

الشرح الإجمالي:

يقسم الله -سبحانه وتعالى- بمساقط النجوم عند غروبها على إثبات عظمة القرآن وبركته، وأنه محفوظ في الكتاب الذي بأيدي الملائكة، وأنه لا يمسه عند الله إلا الملائكة المطهرون، وأنه منزل من مالك الكون ومدبره، وليس كما زعم المشركون شعرا وكهانة، ثم ينكر الله على أولئك الذين يمالئون الكفار في القرآن ويداهنونهم بتحريف أحكامه ويركنون إليهم، ومن ذلك موافقتهم للكفار بنسبة الرزق الذي هو المطر إلى الأنواء، وذلك تكذيب بمنزله الحقيقي وهو الله.

الفوائد:

1. لله أن يقسم بما يشاء وليس للبشر أن يقسموا إلا بالله أو صفاته.
2. إثبات عظمة القرآن وحفظه عن التبديل والتغيير.
3. أن القرآن منزل غير مخلوق.
4. إثبات صفة العلو لله.




ص -276- 5. تحريم المجاملة على حساب الدين.
6. تحريم نسبة المطر إلى الأنواء.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على كفر من نسب النعم إلى غير الله، ومنها نسبة المطر إلى الأنواء.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث كذبت الآية من نسب النعم إلى غير الله، ومنها نسبة المطر إلى الأنواء؛ لأن ذلك إشراك مع الله في إنعامه.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: فلا، مواقع النجوم، وإنه، كريم، كتاب، مكنون، لا يمسه إلا المطهرون، الحديث، أنتم مدهنون، وتجعلون رزقكم، أنكم تكذبون.
ب. اشرح الآيات شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الآيات مع ذكر المأخذ.
د. وصح مناسبة الآية لباب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.



المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf






رد مع اقتباس
  #36  
قديم 17-01-2015, 01:08AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب قول الله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً ... } الآية

ص -277- باب قول الله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً ... } الآية
وقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}1.

شرح الكلمات:

من الناس: بعض الناس.
يتخذ: يجعل.
أندادا: أمثالا ونظراء.
يحبونهم كحب الله: يساوون أندادهم مع الله في محبة التعظيم.
والذين آمنوا أشد حبا لله: والذين آمنوا أكثر حبا لله من حب المشركين له؛ لأن حب المؤمنين خالص لله، وحب المشركين موزع بين الله وأندادهم، والحب الخالص أقوى من الحب المشترك.
ظلموا: أي أشركوا.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله –سبحانه- في هذه الآية أن بعض الناس يجعلون مع الله أندادا يساوونهم مع الله في محبة التعظيم، ثم يبين الله –سبحانه- أن المؤمنين الموحدين أكثر حبا لله؛ لأن حب المؤمنين خالص لله وحب هؤلاء


1 سورة البقرة آية : 165.

ص -278- المشركين موزع بين الله وأندادهم، والحب الخالص أقوى من الحب المشترك، ثم يخبر الله –سبحانه- في معرض التحذير أن هؤلاء المشركين حين يرون العذاب يوم القيامة، سيعلمون أن القوة كلها لله وأن الله شديد العذاب.

الفوائد:

1. الحب من أنواع العبادة.
2. لم ينفع المشركين حبهم لله لوجود الشرك فيه.
3. أن الشرك يبطل الأعمال.
4. أن إخلاص الحب لله من علامات الإيمان.
5. إثبات صفة القوة للة.

مناسبة الآية للباب وللتوحيد:

حيث دلت الآية على أن من أحب شيئا كحب الله، فقد اتخذه ندا مع الله وذلك هو الشرك.

ملاحظة:

حتى لا يلتبس الأمر على القارئ فلا يدري أي أقسام المحبة يجب إخلاصه لله، نسوق هذه الأقسام حتى يكون على بصيرة من أمره. فاعلم أن المحبة قسمان: أحدهما خاص: وهي محبة العبودية التي تستلزم الذل والخضوع والتعظيم وكمال الطاعة، فهذه لا تصلح إلا لله. وثانيهما محبة مشتركة لله:
وهي ثلاثة أنواع:
1. محبة طبيعية: كمحبة الشخص للأكل.
2. محبة شفقة ورحمة: كمحبة الوالد لولده.

ص -279- 3. ومحبة إلف: كمحبة الشخص لزميله. فهذه الأنواع الثلاثة يجوز صدورها من مخلوق لآخر.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: من الناس، يتخذ، أندادا، يحبونهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حبا لله، ظلموا.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د- وضح مناسبة الآية لباب {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}1.
هـ- وضح مناسبة الآية للتوحيد.

وقول الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}2.

شرح الكلمات:

عشيرتكم: العشيرة الجماعة التي ترجع إلى عقد واحد.
اقترفتموها: حصلتموها.
تخشون كسادها: تخافون رخصها وفوات وقت نفاقها.
ومساكن ترضونها: أي لحسنها وطيبها.
فتربصوا: انتظروا ماذا يحل بكم من العذاب.


1 سورة البقرة آية : 165.
2 سورة التوبة آية : 24.

ص -280- الفاسقين: الخارجين عن طاعته.

الشرح الإجمالي:

في هذه الآية يأمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بأن يبين للناس أن من قدم حب هذه الأشياء الثمانية على حب الله ورسوله والدفاع عن دينه، فإن عليه أن ينتظر ماذا سيحل به من عذاب الله؛ لأن الله لا يوفق إلى طاعته من أراد الخروج عنها.

الفوائد:

1. تحريم تقديم حب هذه الأشياء الثمانية على حب الله ورسوله والجهاد في سبيله.
2. جواز محبة هذه الأشياء الثمانية إذا لم تطغ على حب الله ورسوله.
3. حب الله ورسوله متلازمان، فلا يصح حب أحدهما دون الآخر.
4. هداية التوفيق خاصة بالله دون من سواه.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على تحريم تقديم حب هذه الأشياء الثمانية على حب الله ورسوله.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على وجوب حب الله ورسوله؛ لذا يكون الحب نوعا من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: عشيرتكم، اقترفتموها، تخشون كسادها، مساكن ترضونها، فتربصوا، الفاسقين.

ص -281- ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}1.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين". أخرجاه2.

شرح الكلمات:

لا يؤمن أحدكم: لا يحصل له الإيمان الكامل الذي تبرأ به ذمته، ويدخل الجنة بلا عذاب.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه لا يكمل إيمان الإنسان، ولا يتحصل على الإيمان الذي به تبرأ ذمته ويدخل به الجنة بلا عذاب، حتى يقدم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حب ولده ووالده والناس أجمعين، وذلك أن حب رسول الله يعني حب الله؛ لأن الرسول هو المبلغ عنه والهادي إلى دينه، ومحبة الله ورسوله لا تصح إلا بامتثال أوامر الشرع واجتناب نواهيه، وليس بإنشاد القصائد وإقامة الاحتفالات وتلحين الأغاني.


1 سورة البقرة آية : 165.

2 رواه البخاري (الفتح1/ 15) في الإيمان, باب حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الإيمان. ومسلم (44) في الإيمان, باب وجوب محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين.


ص -282- الفوائد:

1. أن نفي الإيمان لا يدل على الخروج من الإسلام.
2. أن العمل من الإيمان؛ لأن المحبة من أعمال القلب.
3. جوب تقديم محبة رسول الله على محبة الولد والوالد والناس أجمعين.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على وجوب تقديم محبة الله ورسوله على محبة من سواهما.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث دل الحديث على وجوب تقديم محبة الله ورسوله على من سواهما؛ لذا تكون المحبة عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح ما يلي: لا يؤمن أحدكم.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}1.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.


1 سورة البقرة آية : 165.

ص -283- ولهما عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار "1. وفي رواية: "لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى...." إلخ2.

شرح الكلمات:

ثلاث: أي ثلاث خصال.
من كن فيه: أي من وجدن وحصلن فيه.
وجد بهن حلاوة الإيمان: حلاوة الإيمان هي استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في رضا الله ورسوله.
أحب إليه مما سواهما: المحبة هنا محبة قلبية، كما في حديث آخر: " أحبوا الله بكل قلوبكم ". والمعنى أنه يميل بكله إلى الله وحده، فيكون هو محبوبه ومعبوده دون من سواه.
وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار: لشدة بغضه للكفر يتساوى عنده الرجوع إلى الكفر وطرحه في النار.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن للإيمان حلاوة، وأن حلاوته لا يحصلها ويظفر بها إلا من قدم محبة الله ورسوله على محبة


1 رواه البخاري (الفتح 1/ 16) في الإيمان، باب حلاوة الإيمان. ومسلم (43) في الإيمان، باب خصال من يتصف بهن وجد حلاوة الإيمان.
2 رواه البخاري (الفتح 10/ 6041) في الأدب، باب الحب في الله.

ص -284- من سواهما، ولم يحب أحدا من الناس إلا من أجل الله وفي ذات الله، وأن يكره الكفر والرجوع فيه كما يكره النار والوقوع فيها.

الفوائد:

1. إثبات حلاوة الإيمان وأنها لا تتحقق لكل مؤمن.
2. وجوب تقديم محبة الله ورسوله على محبة من سواهما.
3. جواز عود الضمير إلى الله ورسوله معا.
4. الحب في الله من علامات الإيمان.
5. وجوب كراهية الكفر وأهله.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على وجوب تقديم محبة الله ورسوله على محبة من سواهما.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث دل الحديث على وجوب تقديم حب الله ورسوله على من سواهما، وهذا يدل على أن المحبة نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ثلاث، من كن فيه، وجد بهن، حلاوة الإيمان، أحب إليه مما سواهما، وأن يكره أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.

ص -285- د. وضح مناسبة الحديث لباب: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}1.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.
وعن ابن عباس رضي الله عنه" من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئا " رواه ابن جرير2.

مناسبة هذا الأثر للباب وللتوحيد:

حيث أفاد الأثر أن ابن عباس رضي الله عنه يرى أن المحبة عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.
وقال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: { وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ}3 قال: المودة.

مناسبة تفسير ابن عباس للباب وللتوحيد:

حيث أفاد تفسير ابن عباس للآية أن المودة إذا لم تكن لله سيخسرها صاحبها يوم القيامة؛ لأنها إشراك مع الله في المحبة.


1 سورة البقرة آية : 165.
2 رواه أحمد في المسند (3/ 430) من حديث عمرو بن الجموح -رضي الله عنه-. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 89)، وقال: (( رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف )).
3 سورة البقرة آية : 166.




المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf





رد مع اقتباس
  #37  
قديم 17-01-2015, 04:41AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ ...} الآية


ص -286- باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ ...} الآية
وقول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}1.

شرح الكلمات:

الشيطان: أي شيطان الجن.
يخوف أولياءه: أي يخوفكم بأوليائه ويعظمهم في صدوركم.
فلا تخافوهم: لا تخشوا أولياء الشياطين.
وخافون: أي أخلصوا الخوف لي.

الشرح الإجمالي:

لما كان الخوف من الأسباب التي قد تثبط المسلمين عن مناصرة الحق ورفع رايته، أخبر الله سبحانه أن ما قد يقع في نفوس المسلمين من الخوف، إنما هو من أوهام الشيطان وأتباعه، وذلك بما يبثونه من الأراجيف بمختلف الطرق والوسائل، ثم يأمر الله المسلمين بأن لا يلتفتوا إلى تأثيرات هؤلاء المخذلين، إنما عليهم أن يخلصوا الخوف لله إن كانوا صادقين في إيمانهم حقا، ويقدموا خوف الله على خوف من سواه.

الفوائد:

1. تحريم ترك الواجب خوفا من الخلق.
2. وجوب إخلاص الخوف لله تعالى.


1 سورة آل عمران آية : 175.

ص -287- 3. خوف الله من علامات الإيمان.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على وجوب إخلاص الخوف لله تعالى.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على وجوب إخلاص الخوف لله، لذا يكون الخوف نوعا من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

ملاحظة:

للخوف أربعة أقسام:
أولا: خوف السر: وهو أن يخاف من غير الله أن يصيبه بما يشاء من مرض أو فقر ونحو ذلك بقدرته ومشيئته، سواء ادعى أن ذلك كرامة للمخوف بالشفاعة أو على سبيل الاستقلال فهذا الخوف لا يجوز؛ لأنه شرك أكبر.
ثانيا: الخوف من المخلوق: المؤدي إلى فعل محرم أو ترك واجب، فهذا حرام.
ثالثا: خوف وعيد الله الذي توعد به العصاة: وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان.
رابعا: الخوف الطبيعي: كخوف الإنسان من السبع ونحوه، وهذا جائز.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: الشيطان، يخوف أولياءه، فلا تخافوهم، وخافوني.

ص -288- ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب: إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.


وقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}1.

شرح الكلمات:

إنما يعمر مساجد الله: أي يعمرها بالعبادة.
من آمن بالله: أي وحد الله وآمن بما أنزل.
وأقام الصلاة: أي أدى الصلوات الخمس كاملة بشروطها وأركانها وواجباتها.
وآتى الزكاة: أي دفع الزكاة الواجبة في ماله إلى مستحقيها.
ولم يخش إلا الله: يخافه إجلالا وتعظيما.

الشرح الإجمالي:

لما كانت المساجد هي مواضع عبادة المسلمين ومركز قوادهم وعلمائهم، ندب الله المسلمين إلى بناء المساجد وعمارتها بالطاعة ونشر العلم، ثم أخبر أن هذه العمارة لا تليق إلا بمن وحد الله وصدق بيوم الجزاء والحساب، وأدى ما أوجب الله عليه على الوجه المشروع، وأخلص خوفه لله دون من سواه. ثم أكد أن هؤلاء سيفوزون بالهداية بتوفيق الله وتيسيره.


1 سورة التوبة آية : 18.


ص -289- الفوائد:

1. عمارة المساجد بالعبادة من علامات الإيمان.
2. وجوب إقامة الصلوات الخمس.
3. وجوب أداء الزكاة إلى مستحقيها.
4. وجوب إخلاص خشية التعظيم لله.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على وجوب إخلاص خشية التعظيم لله.
مناسبة الآية للتوحيد: حيث دلت الآية على وجوب إخلاص خشية التعظيم لله، لذا تكون هذه الخشية نوعا من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

ملاحظة:

عمارة المساجد قيل: هي معنوية، وذلك يكون بملازمة المساجد والمواظبة عليها بفعل العبادات وحلقات العلم. وقيل: هي حسية، وذلك يكون ببناء المساجد وترميمها وتنظيفها. والأولى حمل الآية على المعنيين؛ لأنهما لا يتعارضان.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: إنما يعمر مساجد الله، من آمن بالله، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، ولم يخش إلا الله.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.

ص -290- د. وضح مناسبة الآية لباب: إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.
وقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ}1.

شرح الكلمات:

ومن الناس: أي بعض الناس.
يقول آمنا بالله: أي يؤمن بلسانه دون قلبه كالمنافقين.
فإذا أوذي في الله: أي فإذا عذب من أجل إيمانه.
جعل فتنة الناس كعذاب الله: جعل عذاب الناس في الدنيا كعذاب الله في الآخرة، فارتد عن دينه ولحق بالكفر.
ولئن جاء نصر من ربك: فإذا نصر الله جنده وعباده المؤمنين، ففتحوا البلاد ورزقهم الغنائم.
ليقولن إنا كنا معكم: أي ليقولن هؤلاء المنافقون: إنا كنا معكم في الإيمان.
أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين: أي أن الله عالم بما انطوت عليه صدورهم من النفاق والكذب.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله في هذه الآية أن بعض الناس وهم المنافقون يدعون الإيمان بألسنتهم، فإذا عذبهم الناس من أجل إيمانهم ساووا بين عذاب


1 سورة العنكبوت آية : 10.

ص -291- الناس المؤقت وعذاب الله الدائم فارتدوا عن دينهم، فإذا نصر الله جنده وعباده المؤمنين ورزقهم الفتوح والغنائم ادعوا الإيمان مرة ثانية؛ ليأخذوا مثل ما يأخذه المسلمون من الغنائم، ثم تهددهم الله بأنه عالم بما في صدورهم من النفاق وسيجزيهم على ذلك.

الفوائد:

1. الصبر على الأذى في الدين من علامات الإيمان.
2. تحريم المداهنة في الدين.
3. من طبيعة المنافق الفرار عند الفزع والإقدام عند الطمع.
4. إحاطة علم الله بكل شيء ظاهرا وباطنا.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على تحريم مساواة الخوف من الله بالخوف من المخلوق.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على وجوب تقديم خوف الله على خوف من سواه، لذا يكون الخوف عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: من الناس، يقول آمنا بالله، فإذا أوذي في الله، جعل فتنة الناس كعذاب الله، ولئن جاء نصر من ربك، ليقولن إنا كنا معكم.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.

ص -292- ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب: إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا: "إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره"1.

شرح الكلمات:

ضعف: الضعف هو ضد القوة.
اليقين: هو كمال الإيمان.
أن ترضي الناس بسخط الله: تؤثر رضاء الناس على رضاء الله.
وأن تحمدهم على رزق الله: أي تشكرهم على ما وصلك على أيديهم من النعمة، وتنسى المنعم الحقيقي وهو الله.
وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله: أي إذا طلبت منهم شيئا ومنعوك ذممتهم على ذلك، ونسيت أن المانع الحقيقي هو الله.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من ضعف إيمان الشخص ويقينه أن يجامل الناس في أقواله وأفعاله على حساب الدين، فيؤثر رضاء


1 أبو نُعيم في الحلية (5/ 106). والبيهقي في الشعب (1/ 151, 152). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2007).



ص -293- الناس على رضاء الله، ويشكر الناس على ما وصله من نعم الله على أيديهم، ويذمهم على ما لم يقدره الله له على أيديهم، وينسى أو يتناسى أن المنعم الحقيقي والمانع الحقيقي هو الله، ثم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفضل كله بيد الله يؤتيه من يشاء، وأنه لا يستطيع أحد جلبه ولو بلغ في الحرص غايته، ولا يستطيع أحد دفعه ولو بلغ في الكره شدته.

الفوائد:

1. أن الإيمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف.
2. أن الأعمال من الإيمان.
3. إثبات صفة السخط لله.
4. تحريم شكر الناس إذا اعتقدت أن النعمة تأتي منهم استقلالا.
5. تحريم ذم الناس على ما لم يقدره الله.
6. أن الخير والشر مقدر من الله.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم ترك شيء من الواجب خوفا من الناس.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث أفاد الحديث أن الخوف نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

ملاحظة:

أ. سند هذا الحديث فيه ضعف، لكن الأدلة الأخرى تقويه وتؤيده.

ص -294- ب. الجمع بين هذا الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله "1 أنه يجوز شكر الإنسان على أساس أنه سبب، ويحرم شكره إذا اعتقد أنه المنعم الحقيقي.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ضعف، اليقين، أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه.
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.
وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من التمس رضا الله بسخط الناس، رضي الله وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ". رواه ابن حبان في صحيحه2.

شرح الكلمات:

التمس: أي طلب.
سخط الناس: غضب الناس.


1 الترمذي : البر والصلة (1954). وأبو داود : الأدب (4811). وأحمد (2/258 , 2/295 , 2/302, 2/388 , 2/492).
2 ابن حبان (1541), (1542) موارد. والترمذي (2414) في الزهد. وصححه الألباني. انظر صحيح الجامع (5973).


ص -295- الشرح الإجمالي:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من طلب رضا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ولم يبال بسخط الناس وغضبهم وما يوجهونه إليه من الإهانات والضغوط، فإن الله سيرضى عنه وسينزل محبته في قلوب الناس. أما من حاول رضا الناس ولو كان ذلك على حساب الدين، فإن الله –سبحانه- سيسخط عليه وسينزل بغض ذلك الشخص في قلوب الناس عقوبة له بنقيض قصده، والواقع يشهد لذلك.

الفوائد:

1. إثبات صفة الرضا لله.
2. أن التمسك بالدين سبب لرضاء الله ورضاء الناس.
3. تحريم المجاملة على حساب الدين.
4. إثبات صفة السخط لله.
5. المداهنة في الدين سبب لسخط الله.
6. أن القلوب وتصريفها حبا وبغضا بيد الله.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم ترك شيء من طاعة الله خوفا من الناس وطلب رضاهم.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث دل الحديث على وجوب إخلاص الخوف لله، لذا يكون الخوف نوعا من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.


ص -296- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: التمس، سخط.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب قول الله تعالى: " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ".
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.







المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf



رد مع اقتباس
  #38  
قديم 17-01-2015, 04:51AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

ص -297- باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
وقول الله تعالى: {قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}1.

شرح الكلمات:

رجلان: الرجلان من بني إسرائيل.
أنعم الله عليهما: أنعم الله عليهما بالإيمان واليقين بحصول ما وعدوا به من النصر والظفر.
الباب: المراد به باب بلدة الجبارين، وهي بلدة بيت المقدس.
غالبون: منتصرون.
وعلى الله فتوكلوا: التوكل اعتماد القلب على الله إيمانا بكفايته سبحانه لعبده.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية أن رجلين مؤمنين من بني إسرائيل قد نصحا قومهما، وطلبا منهم أن يدخلوا بلدة بيت المقدس، ووعداهما بالنصر إن هم دخلوها، وذلك ثقة منهما بوعد الله على لسان رسوله موسى -عليه السلام-، وطلبا منهم أن يعتمدوا على الله في تحقيق النصر، ولا يغتروا بقوة الأعداء؛ فإن النصر بيد الله يؤتيه من يشاء، وقد وعد به المؤمنين والله لا يخلف الميعاد.


1 سورة المائدة آية : 23.


ص -298- الفوائد:

1. وجوب تناصح الجيش ورفع معنوياته.
2. أن الإيمان والتوكل من أهم أسباب النصر.
3. التوكل شرط في صحة الإيمان.
4. فرضية التوكل على الله دون من سواه.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على وجوب إخلاص التوكل على الله دون من سواه.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التوكل على الله نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: رجلان، أنعم الله عليهما، الباب.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.


ص -299- وقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}1.

شرح الكلمات:

إذا ذكر الله: أي إذا خوفوا بالله.
وجلت قلوبهم: أي خافت قلوبهم فعملوا ما أمروا به، واجتنبوا ما نهوا عنه.
آياته: أي القرآن.
وعلى ربهم يتوكلون: أي يعتمدون بقلوبهم على الله ويفوضون الأمر إليه وحده دون من سواه.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله في هذه الآية أن المؤمنين حقا هم الذين إذا خوفوا بالله خافوا من عذابه، ففعلوا ما أمروا به واجتنبوا ما نهوا عنه، وإذا قرأت عليهم آيات من كتاب الله زادتهم إيمانا مع إيمانهم، وأنهم يعتمدون بقلوبهم على الله ويفوضون الأمر إليه بجلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم.

الفوائد:

1. أن الخوف من الله والتوكل عليه من صفات المؤمنين.
2. أن الإيمان يزيد وينقص.
3. وجوب التوكل على الله دون من سواه.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على وجوب التوكل على الله دون من سواه.


1 سورة الأنفال آية : 2.


ص -300- مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التوكل نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: إذا ذكر الله، وجلت قلوبهم، آياته.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.
وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}1.

شرح الكلمات:

النبي: المراد بالنبي هنا محمد صلى الله عليه وسلم.
حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين: الله وحده كافيك وكافي من اتبعك من المؤمنين.


1 سورة الأنفال آية : 64.


ص -301- الشرح الإجمالي:

في هذه الآية يبشر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وأتباعه ويعدهم بالنصر على أعدائهم، ويأمرهم ضمنا أن يعتمدوا عليه دون من سواه، فإنه سيكفيهم كيد عدوهم.

الفوائد:

1. الله كاف من اعتمد عليه.
2. الإيمان من عوامل النصر.
3. وجوب الإيمان بحب الله وحده دون من سواه.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التوكل نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.
ملاحظة: قلنا: إن الإيمان يتضمن التوكل؛ لأن من حقق الإيمان بكفاية الله وحده فلا بد أن يعتمد عليه وحده.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: النبي، حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب قول الله تعالى: { وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين }.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.

ص -302- وقول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}1.

شرح الكلمات:

ومن يتوكل على الله: ومن يثق بالله ويعتمد عليه.
فهو حسبه: أي كافيه ما أنابه وأهمه.
بالغ أمره: أي أن الله بالغ ما يريده من الأمر، فلا يفوته شيء ولا يعجزه مطلوب.
قد جعل الله لكل شيء قدرا: قد جعل الله لكل شيء تقديرا وتوقيتا.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية أن من وقف به واعتمد عليه في أموره كلها، فإن الله سيكفيه كل ما ينوبه ويهمه من أمور الدنيا والدين، وذلك أن الله بالغ ما يريد من الأمر فلا يفوته شيء أراده، ولا يعجزه شيء طلبه، وحتى لا يستبطئ المتوكلون فرج الله، أخبر الله -سبحانه وتعالى- أنه قد جعل لكل شيء تقديرا وتوقيتا لا يسبقه ولا يتخلف عنه.

الفوائد:

1. بيان فضل التوكل.
2. أن التوكل من أهم الأسباب لجلب المنافع ودفع المضار.
3. وجوب الإيمان بالقضاء والقدر.
4. تمام قدرة الله وحكمته.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على وجوب التوكل على الله؛ لأن الله بالتوكل يحفظ عبده ويكفيه.


1 سورة الطلاق آية : 3.


ص -303- مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التوكل نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ومن يتوكل على الله، فهو حسبه، بالغ أمره.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب قول الله تعالى: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}.
هـ. وضح مناسبة الآية للتوحيد.
وقول الله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}1.

شرح الكلمات:

الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم: المراد بكلمة الناس الأولى هم ركب من بني عبد القيس، والمراد بكلمة الناس الثانية هم أبو سفيان وأتباعه من المشركين.
فاخشوهم: أي خافوا بأسهم وجمعهم.
فزادهم إيمانا: أي فزاد ذلك المؤمنين إيمانا مع إيمانهم.
حسبنا الله: أي الله كافينا.
الوكيل: المتوكل عليه.


1 سورة آل عمران آية : 173.


ص -304- الشرح الإجمالي:

لما رجع أبو سفيان وقومه المشركون من غزوة أحد أخذوا يجمعون عددهم للهجوم مرة أخرى على المسلمين، فمر بهم في الطريق ركب من بني عبد القيس فأوعز إليهم أبو سفيان أن أخبروا محمدا وصحبه أن قريشا تعد عدتها للانقضاض على محمد، فلم يأبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا التهديد، بل جعلوا ثقتهم بالله فهو كافيهم أعداءهم، وهو المتوكل عليه في كل الأحوال.

الفوائد:

1. من علامات الإيمان الثبات في الشدائد.
2. الحرب النفسية لا تضر المؤمنين.
3. أن الإيمان يزيد وينقص.
4. استحباب قول المؤمن: حسبنا الله ونعم الوكيل.
5. فعل الأسباب لا ينافي التوكل.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على وجوب التوكل على الله والاكتفاء به دون من سواه.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على أن التوكل نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

ص -305- من تتمة المتن: عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: " حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. قالها إبراهيم -عليه السلام- حين ألقي في النار. وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ". رواه البخاري والنسائي1.

ملاحظة:

التوكل: هو اعتماد القلب على الله إيمانا بكفايته سبحانه لعبده، وللتوكل على غير الله ثلاثة أقسام:
أحدها: أن يتوكل على مخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الخالق: وهذا شرك أكبر.
وثانيها: أن يتوكل على المخلوق فيما يقدر عليه مع تعلق القلب به في جلب المنفعة ودفع المضرة: وهذا شرك أصغر.

وثالثها: أن يعتمد على المخلوق فيما يقدر عليه بدون أن يتعلق القلب به في جلب المنفعة ودفع المضرة: فهذا جائز كالاعتماد على شخص في بيع أو غيره. و التوكل نصف الدين ونصفه الآخر الإنابة، والتوكل لا ينافيه فعل الأسباب، بل فعل الأسباب علامة على صحة الإيمان.


1 رواه البخاري (الفتح 8/ 4563) في التفسير، باب {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم}. والنسائي في الكبرى (6/ 316).





المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf



رد مع اقتباس
  #39  
قديم 17-01-2015, 07:32AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب قول الله تعالى: { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ }

ص -306- باب قول الله تعالى: { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ }
وقول الله تعالى: { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }1.

شرح الكلمات:

مكر الله: هو استدراج العاصي بالنعم.
الخاسرون: الهالكون.

الشرح الإجمالي:

ينكر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة على أهل القرى وعلى كل من سار سيرهم، حيث إنهم لم يُقدِّروا الله حق قدره، ولم يخشوا استدراجه لهم بالنعم وهم مقيمون على معصيته حتى نزل بهم سخط الله، وحلت بهم نقمته، ثم يبين -سبحانه وتعالى- أنه لا يقدم على هذا الأمن إلا القوم الهالكون الخائبون.

الفوائد:

1. وجوب الخوف من مكر الله.
2. جواز وصف الله بالمكر على سبيل المقابلة.
3. الأمن من مكر الله سبب للهلاك.
مناسبة الآية للباب: حيث دلت الآية الكريمة على وجوب الخوف من مكر الله.


1 سورة الأعراف آية : 99.


ص -307- مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على تحريم الأمن من مكر الله؛ لأن ذلك يستلزم تنقيص كمال الله المطلق، وذلك مناف لكمال التوحيد.
المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: مكر الله، الخاسرون.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد.
وقوله تعالى: { قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ}1.

شرح الكلمات:

يقنط: القنوط هو اليأس.
الضالون: هم المخطئون لطريق الصواب.

الشرح الإجمالي:

لما كانت رحمة الله -سبحانه وتعالى- تسع كل شيء، وكان الأنبياء أعلم الناس برحمة الله وكرمه، بين إبراهيم -عليه السلام- أنه لم يستغرب مجيء الولد مع كبر سنه وسن زوجته يأسا من رحمة الله وفضله، وإنما قال هذا مستبعدا مجيء الولد في العادة مع كبر سنه وسن زوجته، ثم أخبر -عليه السلام- أنه لا ييأس من رحمة الله إلا الذين أخطئوا جادة الحق وطريق الصواب.


1 سورة الحجر آية : 56.


ص -308- الفوائد:

1. تحريم القنوط من زحمة الله.
2. إثبات صفة الرحمة لله تعالى على وجه يليق بجلاله.
3. القنوط من رحمة الله من علامة الجهل والضلال.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية الكريمة على تحريم القنوط من رحمة الله.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية الكريمة على تحريم القنوط من رحمة الله؛ لأن ذلك تنقيص لكرم الله المطلق، وذلك مناف لكمال التوحيد.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: يقنط، الضالون.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد.
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " سئل عن الكبائر؟ فقال: الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله "1.


1 رواه البزار (106 كشف الأستار). وابن أبي حاتم من طريق شبيب بن بشر عن عكرمة. وحسنه العراقي في تخريج الإحياء (4/ 17), وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4479).


ص -309-
شرح الكلمات:

الكبائر: جمع كبيرة، وهي كل ذنب ترتب عليه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة.
الشرك بالله: عبادة مع الله غيره، أو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله.
اليأس: هو قطع الرجاء والأمل من الله فيما يرومه ويقصده.
روح الله: أي رحمة الله.
الأمن من مكر الله: الطمأنينة إلى عدم استدراج الله لعبده بالنعم وهو على المعاصي.

الشرح الإجمالي:

لما كانت الطاعة هي الشغل الشاغل لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والهدف الأول في حياتهم، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر ليتجنبوها، فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعضها ولعلها أهمها، فبدأها بالشرك؛ لأن الشرك بالله لا يصح معه عمل عامل مهما كان دافعه وجودته، ثم ثنى بذكر اليأس من رحمة الله، والأمن من مكر الله، وذلك ليكون المسلم بين الرجاء والخوف فلا يقنط من رحمة الله التي وسعت كل شيء، فيسيء الظن بأكرم الأكرمين، ولا يعتمد على رحمة الله كل الاعتماد فيترك العمل الذي من أجله خلق.

الفوائد:

1. انقسام الذنوب إلى كبائر وصغائر.
2. تحريم كل من الشرك بالله واليأس من روح الله والأمن من مكر الله، وأنها من الكبائر.

ص -310- 3. وجوب الجمع بين الخوف والرجاء من الله.
4. إثبات صفة الرحمة لله على وجه يليق بجلاله.
5. جواز وصف الله بالمكر في مقابلة الماكرين.
6. وجوب إحسان الظن بالله عزوجل.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على وجوب الجمع بين الرجاء والخوف من الله -سبحانه وتعالى-.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث دل الحديث على وجوب الجمع بين الرجاء والخوف من الله؛ لأن ذلك يثبت الكمال المطلق لله تعالى، وهذا محقق لكمال التوحيد.

ملاحظة:

ذكر العلماء أنه يجب على المسلم أن يسير إلى الله بين الرجاء والخوف كطائر بين جناحين، لكن يُغلِّب جانب الرجاء إذا كان في ساعة الاحتضار واليأس من الحياة.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: الكبائر، الشرك بالله، اليأس من روح الله، الأمن من مكر الله.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد


ص -311- وعن ابن مسعود قال: " أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله ". رواه عبد الرزاق1.

شرح الكلمات:

القنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله: اليأس: هو قطع الرجاء والأمل من الله فيما يرومه ويقصده. والقنوط: هو شدة اليأس.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا ابن مسعود رضي الله عنه في هذا الأثر بأن الذنوب صغائر وكبائر وأكبر، وأن أكبرها الشرك بالله؛ وذلك لأنه لا يصح مع الشرك عمل ولا يقبل، ثم ذكر بعد الشرك الأمن من مكر الله: وهو الاغترار باستدراج الله للعاصي بالنعم، وذلك لما يؤدي من الاعتماد الكلي على فضل الله ورحمته وترك العمل الذي من أجله خلق، ثم ذكر اليأس والقنوط من روح الله ورحمته، وذلك لما يفضي إليه من سوء الظن بالله عزوجل.

الفوائد:

1. تحريم كل من الشرك بالله، والأمن من مكر الله، واليأس والقنوط من روح الله، وأنها من الكبائر.
2. انقسام الذنوب إلى صغائر وكبائر وأكبر.
3. جواز وصف الله بالمكر في مقابلة الماكرين.


1 رواه عبد الرزاق في مصنفه (10/ 460). وابن جرير (5/ 46). وقال ابن كثير في تفسيره (1/ 484): (( وهو صحيح بلا شك )). وقال الهيثمي في المجمع (1/ 104): (( وإسناده صحيح )).

ص -312- 4. إثبات صفة الرحمة لله عزوجل على وجه يليق بجلاله.
5. وجوب الاعتدال في الأمور كلها.

مناسبة الأثر للباب:

حيث دل الأثر على وجوب الرجاء والخوف من الله.

مناسبة الأثر للتوحيد:

حيث دل الأثر على وجوب الجمع بين الرجاء والخوف من الله؛ لأن ذلك مثبت لكمال الله المطلق، وذلك محقق لكمال التوحيد.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: القنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله.
ب. اشرح الأثر شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الأثر مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الأثر للباب وللتوحيد.






المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf




رد مع اقتباس
  #40  
قديم 17-01-2015, 07:40AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب: من الإيمان بالله: الصبر على أقدار الله

ص -313- باب: من الإيمان بالله: الصبر على أقدار الله
وقول الله تعالى: { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}1.

شرح الكلمات:

ما أصاب من مصيبة: أي ما أصاب أحدا شيء من المصائب.
إلا بإذن الله: إلا بقضائه وقدره.
ومن يؤمن بالله: يعلم ويصدق بأن المصيبة من قضاء الله وقدره.
يهد قلبه: يهد قلبه للصبر والرضا بالمصيبة.

بكل شيء عليم: أي بليغ العلم لا يخفى عليه من علم ذلك شيء.
الشرح الإجمالي: يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية أنه ما من مصيبة من المصائب تحل في شخص من الناس سواء في نفسه أو ماله أو غير ذلك، إلا وقد جرت بقضاء الله وقدره النافذ لا محالة، وأن من يصدق بأن هذه المصائب جارية بقضاء الله وقدره، لا بد وأن الله سيوفقه إلى الرضا بها والطمأنينة إلى حكمة الله؛ لأن الله عليم بما يصلح عباده بهم رءوف رحيم.


1 سورة التغابن آية : 11.


ص -314- الفوائد:

1. أن الشر كالخير مقدر من الله تعالى.
2. بيان نعمة الإيمان وأنه سبب لهداية القلب والاستقرار النفسي.
3. بيان إحاطة علم الله بكل شيء.
4. أن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها.
5. أن هداية التوفيق من خصائص الله تعالى.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية الكريمة على أن الصبر على أقدار الله، وعدم الجزع من علامات الإيمان بالله.

ملاحظة:

أ. الصبر لغة: الحبس والمنع. وشرعا: حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن الشكوى والسخط، وحبس الجوارح عن الأفعال المحرمة كلطم الخدود، وشق الجيوب.
ب. الصبر ثلاثة أقسام:
1. صبر على طاعة الله.
2. وصبر عن معاصي الله.
3. وصبر على أقدار الله المؤلمة.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ما أصاب من مصيبة، إلا بإذن الله، ومن يؤمن بالله، يهد قلبه، والله بكل شيء عليم.

ص -315- ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب.
قال علقمة: 1" هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلّم ".

مناسبة الأثر للباب:

حيث دل الأثر على أن علقمة -رحمه الله تعالى- يرى أن الصبر على المصائب والتسليم من علامات الإيمان.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت "2.

شرح الكلمات:

اثنتان في الناس هما بهم كفر: أي هاتان الخصلتان هما كفر قائم بالناس.
الطعن في النسب: أي عيب النسب والقدح فيه.
النياحة: أي رفع الصوت بتعداد محاسن الميت.


1 هو علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفي، من كبار التابعين وعلمائهم، مات بعد الستين.
2 رواه مسلم (67) في الإيمان، باب إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب والنياحة.


ص -316- الشرح الإجمالي:

لما كان الإسلام مبطلا لجميع عادات الجاهلية التي لا تنسجم مع مبادئ الإسلام الراقية، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الطعن في النسب والنياحة على الميت هما من خصال الكفر التي ستبقى في هذه الأمة، وذلك في معرض التحذير منها لما في هاتين الخصلتين من الشرور العامة والخاصة، فالطعن في النسب جرح لشعور الآخرين وتعال عليهم بدون مبرر.
والنياحة على الميت تجديد لأحزان أهل الميت، وتهويل لأمر المصيبة واعتراض على القدر، وغالبا ما يصاحبها الكذب على الله في تزكية الميت ورفعه فوق منزلته.

الفوائد:

1. تحريم الطعن في النسب والنياحة على الميت.
2. الإشارة إلى أن هاتين الخصلتين ستبقيان في هذه الأمة.
3. قد يكون في الإنسان شيء من خصال الكفر ولا يعد كافرا.
4. نهى الإسلام عن كل ما يؤدي إلى الفرقة.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم النياحة المنافية للصبر الذي هو من علامات الإيمان.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: اثنتان في الناس هما بهم كفر، الطعن في النسب، النياحة.

ص -317- ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب.
ولهما عن ابن مسعود مرفوعا: "ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية"1.

شرح الكلمات:

ليس منا: أي ليس على سنتنا وطريقتنا.
من ضرب الخدود: أي لطم الخدود تسخطا، وذكر الخد هنا؛ لأنه الغالب وإلا فسائر الجسم مثله.
وشق الجيوب: المراد بالجيب مدخل الرأس من الثوب. ومعنى شقها فتحها إما كلها أو بعضها.
دعوى الجاهلية: دعوى الجاهلية: هي ندب الميت وتعداد محاسنه، والدعوة بالويل والثبور عند المصائب.
الشرح الإجمالي: لما كان الإسلام يدعو إلى مكارم الأخلاق وتهذيب النفوس، نهى عن لطم الخدود وشق الجيوب ودعوى الجاهلية، وأخبر أن هذه الأفعال ليست من الإسلام في شيء، وذلك لما فيها من إثارة الأحزان وإطالة


1 رواه البخاري الفتح (3/ 1294) في الجنائز, باب ليس منا من شق الجيوب. ومسلم (103) في الإيمان, باب تحريم ضرب الخدود.

ص -318- أمدها والاعتراض على قضاء الله وقدره، وإحياء لبعض عادات الجاهلية السوداء التي عمل الإسلام على محوها وطمسها.

الفوائد:

1. تحريم لطم الخدود وشق الجيوب ودعوى الجاهلية.
2. إبطال عادات الجاهلية إلا ما ورد الشرع بإثباته كإكرام الضيف ونحو ذلك.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم لطم الخدود وما عطف عليه؛ لأنها تنافي الصبر الذي هو من علامات الإيمان.

ملاحظة:

يجوز البكاء على الميت إذا كان دافعه الرقة والرحمة فقط، ما لم يصحبه ما يدل على الجزع والسخط.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ليس منا، من ضرب الخدود، شق الجيوب، دعوى الجاهلية.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج فائدتين من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب.


ص -319- وعن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة"1.

شرح الكلمات:

إذا أراد الله بعبده الخير: المراد بالعبد المؤمن، والمراد بالخير هنا تكفير الذنوب.
عجل له العقوبة في الدنيا: أي صب عليه البلاء والمصائب في الدنيا جزاء ما اقترف من الذنوب.
وإذا أراد الله بعبده الشر: المراد بالشر هنا عذاب الآخرة.
أمسك عنه بذنبه: أي أخر عنه العقوبة بذنبه.
حتى يوافي به يوم القيامة: أي يأتي بذنبه كاملا يوم القيامة.
الشرح الإجمالي: يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله -سبحانه وتعالى- قد يصب المصائب على عبده المؤمن؛ وذلك لكي يطهره من الذنوب والخطايا التي قد تبدر منه في حياته، لكي يفد على الله يوم القيامة وقد خف حمله وأوتي كتابه بيمينه، وأن الله ليمسك المصائب عن بعض الناس لا حبا له وإكراما، وإنما استدراجا له في الحياة؛ لكي يأتي يوم القيامة وقد عظم ذنبه وثقل حمله واستحق عذاب الله، والله يمن على من يشاء بفضله ويعاقب من يشاء بعدله، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.


1 رواه الترمذي رقم (2396) في الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء. وقال: (( هذا حديث حسن غريب )). والحاكم في المستدرك (1/ 349, 4/ 376, 377). وهو في الصحيحة للألباني (1220).

ص -320- الفوائد: 1. إثبات صفة الإرادة لله على وجه يليق بجلاله.
2. أن الخير والشر مقدر من الله تعالى.
3. أن البلاء للمؤمن من علامات الخير ما لم يترتب عليه ترك واجب أو فعل محرم.
4. ينبغي الخوف من دوام النعمة أو الصحة.
5. وجوب حسن الظن بالله فيما يقضيه لك مما تكره.
6. لا يلزم من عطاء الله رضاؤه.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على أن من اتصف بالإيمان صبر على ما قدر عليه من المصائب؛ لأنها خير له.
المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: إذا أراد الله بعبده الخير، عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله لعبده الشر، أمسك عنه بذنبه، حتى يوافي به يوم القيامة.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب.


ص -321- وقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط ". حسنه الترمذي1.

شرح الكلمات:

إن عظم الجزاء مع عظم البلاء: أي كلما عظم بلاؤه عظم ثوابه.
ابتلاهم: أي اختبر إيمانهم بالمصائب.
فمن رضي: أي رضي بقضاء الله وقدره.
فله الرضا: أي له الرضا من الله وهذا أعظم ثواب.
سخط: السخط من الشيء الكراهية له وعدم الرضا به.
فله السخط: أي فله السخط من الله وهذا أعظم عقوبة.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن المؤمن قد يحل به شيء من المصائب في نفسه أو ماله أو غير ذلك، وأن الله سيثيبه على تلك المصائب إذا هو صبر، وأنه كلما عظمت المصيبة وعظم خطرها عظم ثوابها من الله، ثم يبين صلى الله عليه وسلم بأن المصائب من علامات حب الله للمؤمن، وأن قضاء الله وقدره نافذان لا محالة، ولكن من صبر ورضي، فإن الله سيثيبه على ذلك برضاه عنه وكفى به ثوابا، وأن من سخط وكره قضاء الله وقدره، فإن الله يسخط عليه وكفى به عقوبة.


1 رواه الترمذي (2396) في الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء. وابن ماجة (4031) في الفتن، باب الصبر على البلاء من حديث أنس. وحسَّنه الأرناؤوط.


ص -322- الفوائد:

1. أن المصائب مكفرات للذنوب ما لم يترتب عليها ترك واجب أو فعل محرم.
2. إثبات صفة المحبة لله عن وجه يليق بجلاله.
3. أن البلاء للمؤمن من علامات الإيمان.
4. إثبات صفة الرضا والسخط لله على وجه يليق بجلاله.
5. استحباب الرضا بقضاء الله وقدره.
6. تحريم السخط من قضاء الله وقدره.
مناسبة الحديث للباب:
حيث حرم الحديث الجزع من أقدار الله، وهذا يدل على أن الصبر على أقدار الله من الإيمان.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، فمن رضي، فله الرضا، سخط.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب.







المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf




رد مع اقتباس
  #41  
قديم 17-01-2015, 07:50AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب ما جاء في الرياء

ص -323- باب ما جاء في الرياء
وقول الله تعالى: { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }1.
شرح الكلمات: قل إنما أنا بشر مثلكم: أي مثلكم في البشرية.
يوحى إلي: أي ميزني الله عنكم بالوحي والرسالة.
يرجو لقاء ربه: أي يخاف لقاء الله يوم القيامة.
عملا صالحا: العمل الصالح: هو ما اجتمع فيه الإخلاص لله والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.
ولا يشرك بعبادة ربه أحدا: أي لا يقصد بعبادته أحدا غير الله سواءً كان صالحا أو طالحا، حيا أو ميتا.

الشرح الإجمالي:

يأمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في هذه الآية بأن يخبر الناس عن حقيقته وهو أنه بشر مثلهم، خال من الخصائص الإلهية والملكية، لكن الله ميزه عنهم بالوحي والرسالة، وأن مما أوحى الله إليه: إفراد الله بالعبادة، وأن من خاف لقاء الله يوم القيامة ورجا ثوابه فإن عليه أن يخلص العمل لله وحده متابعا به رسوله صلى الله عليه وسلم.


1 سورة الكهف آية : 110.


ص -324- الفوائد:

1. إثبات بشرية محمد صلى الله عليه وسلم، وخلوه من الخصائص الإلهية والملكية.
2. في الآية دليل على الشهادتين.
3. أن التوحيد الذي جاء به نبينا هو توحيد الألوهية، أما توحيد الربوبية فإن الكفار لم ينكروه.
4. أن شرط قبول العمل الإخلاص لله والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.
5. في الآية رد على من يستشفع بالصالحين؛ لأن الآية عمت في نفيها ولم تستثن أحدا.

مناسبة الآية للباب وللتوحيد:

حيث دلت الآية الكريمة على أن العمل لا يقبل إلا إذا كان خاليا من الشرك، ومن الشرك الرياء.

فائدة:

تعريف الرياء: هو فعل الخير لإرادة الغير، والفرق بين الرياء وبين السمعة: أن الرياء لأجل رؤية الناس، والسمعة هي العمل لإسماع الناس.
المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: قل إنما أنا بشر مثلكم، يوحى إلي، يرجو لقاء ربه.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد.

ص -325- وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " رواه مسلم1.

شرح الكلمات:

من عمل عملا أشرك معي فيه غيري: من قصد غيري بالعمل الذي يعمله لوجهي.
تركته وشركه: أي تركت العمل المشرك فيه والمشرك.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله - سبحانه وتعالى - في هذا الحديث القدسي أنه هو الغني بذاته عن جميع مخلوقاته؛ لذا فإنه لا يقبل عملا فيه شرك، ومن الشرك الرياء، لأن ذلك لا يليق بغناه وكرمه المطلق، وفي ذلك أكبر واعظ للذين تسوَّل لهم أنفسهم فيعملوا العمل الذي يبتغي به وجه الله ليصرفوا وجوه الناس إليهم، حتى إذا جاءوا يوم القيامة لم يجدوا شيئا ووجدوا الله عنده فوفاهم حسابهم، والله سريع الحساب.

الفوائد:

1. إثبات صفة الغنى المطلق لله تعالى.
2. لا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصا له سبحانه.
3. بطلان ما وقع فيه الرياء من الأعمال.
4. إثبات كرم الله المطلق.
5. إثبات صفة القول لله تعالى على وجه يليق بجلاله.


1 رواه مسلم (2985) في الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله.


ص -326- مناسبة الحديث للباب وللتوحيد:

حيث دل الحديث على بطلان العمل الذي وقع فيه شرك، ومن الشرك الرياء.

ملاحظة:

1. إذا كان أصل العمل لغير الله فالعمل يحبط إجماعا.
2. إذا كان أصل العمل لله ثم طرأ عليه الرياء، فإن دفعه فإن العمل لا يبطل، وإن استمر معه الرياء حتى نهاية العمل، قيل: يبطل العمل. وقيل: لا يبطل ويجازى على أصل نيته، وهو الأرجح.
المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: من عمل عملا أشرك معي فيه غيري، تركته وشركه.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد.
وعن أبي سعيد مرفوعا : " ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى، قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل " رواه أحمد1.


1 أحمد في المسند (3/ 30). وحسنه الألباني, وانظر صحيح الترغيب والترهيب (1/ 7), وصحيح الجامع (2604). وراوه ابن ماجة (4204) في الزهد، باب الرياء والسمعة. وحسَّنه البوصيري.


ص -327- الشرح الإجمالي:

يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه يشفق على أمته ويخاف عليهم من المسيح الدجال، لكن خوفه عليهم من الشرك الخفي وهو الرياء أكبر من ذلك؛ لأن المسيح الدجال يرتبط بفترة معينة من الزمن، أما الرياء فإنه موجود في كل زمان ومكان، ولما في الرياء من الخفاء وقوة الدافع إليه، وصعوبة التخلص منه، ثم إنه سلم للظهور والجاه والرئاسة، والنفس مجبولة على ذلك.

الفوائد:

1. الأسلوب الاستجوابي من أساليب الإسلام.
2. شفقة النبي صلى الله عليه وسلم وحرصه عليهم.
3. شدة خطر الرياء على صاحبه لخفائه وعسر التخلص منه وقوة الداعي إليه.
4. بيان خطر المسيح الدجال والتحذير منه.

مناسبة الحديث للباب وللتوحيد:

حيث دل الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم أخوف ما يخاف علينا الشرك الخفي وهو الرياء، لذا يجب اجتنابه والحذر منه.

المناقشة:

أ. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ب. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
ج. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد.







المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf




رد مع اقتباس
  #42  
قديم 17-01-2015, 07:58AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

ص -328- باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
وقوله تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ ?أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}1.

شرح الكلمات:

من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها: أي من أراد بعمله الديني المنفعة الدنيوية كالذي يجاهد من أجل الغنيمة.
نوف إليهم أعمالهم فيها: نثيبهم على أعمالهم في الدنيا، وذلك بإعطائهم الصحة وسعة الرزق وغير ذلك.
لا يبخسون: أي لا ينقصون منها، وإنما يجزيهم الله بها في الدنيا لمن أراد.
وحبط ما صنعوا فيها: أي وعملهم حابط لم يستحقوا عليه ثوابا في الآخرة؛ لأنهم أعطوا ثوابه في الدنيا.
وباطل ما كانوا يعملون: أي وعملهم باطل من أصله؛ لأنهم لم يقصدوا به وجه الله، والعمل الباطل لا ثواب له.
الشرح الإجمالي: يخبرنا الله - سبحانه وتعالى- في هاتين الآيتين أن من ضعفت همته وقصر نظره، وأراد على أعماله الصالحة جزاءً دنيويا، فإن الله - سبحانه - سيجزيه عليها


1 سورة هود آية : 15-16.

ص -329- في هذه الحياة العاجلة، لكنه سيفلس منها يوم القيامة حينما يكون في أمس الحاجة إليها، بل إنه سيعرض نفسه للنار؛ لأن أعماله الصالحة التي فعل قد استثمرها في الدنيا، فبطلت وضاعت ولم تصلح سببا لنجاته.

الفوائد:

1. أن الله قد يجازي الكافر في الدنيا على حسناته وكذا طالب الدنيا، فلا يبقى معه في الآخرة شيء من ثواب أعماله.
2. أن الشرك يبطل الأعمال.
3. طلب الدنيا بعمل الآخرة مبطل له.
4. كل عمل لا يقصد به وجه الله فهو باطل.

مناسبة الآيتين للباب:

حيث دلت الآيتان على أن طلب الدنيا بعمل الآخرة مبطل لثوابها.

ملاحظة:

طلب الدنيا بعمل الآخرة ثلاثة أقسام: أحدها: أن يعمل الخير خالصا لوجه الله، لكنه يرجو من الله أن يثيبه عليه في الدنيا، كالذي يتصدق لأجل حفظ ماله، وهذا القسم محرم. وثانيها: يعمل الخير لأجل رياء الناس وسمعتهم، وهذا القسم شرك بالله. وثالثها: أن يعمل الخير لأجل كسب مادي من الناس، مثل الذي يحج لأن يأخذ مالا على الحجة لا من أجل الله تعالى، أو الذي يتصف بالدين والصلاح لأجل أن يتعين في وظيفة دينية لا من أجل الله، وهذا القسم شرك بالله؛ لأنه قصد بعمله غير وجه الله. أما من أراد بعمله وجه الله لكن حصل له شيء من الدنيا فأخذه فهذا لا إثم عليه، وينقص أجره بقدر ما أخذ من الدنيا كالذي يجاهد من أجل الله ويأخذ الغنيمة.


ص -330- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها، نوف إليهم أعمالهم فيها، لا يبخسون، وحبط ما صنعوا فيها، وباطل ما كانوا يعملون.
ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الآيتين مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآيتين للباب.

وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع "1.

شرح الكلمات:

تعس عبد الدينار: أي هلك وشقي.
الخميصة: الخميصة هي كساء من الخز أو الصوف معلم.
الخميلة: أي القطيفة وهي لباس له خمائل من أي نوع كان.
انتكس: أي خاب وخسر، والانتكاس في الأصل عودة المرض بعد شفائه.


1 رواه البخاري (الفتح 6/ 2887) في الجهاد، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله.

ص -331- وإذا شيك فلا انتقش: أي إذا أصابته شوكة فلا يجد من يخرجها، والمقصود هنا إذا وقع في البلاء لا يجد من يترحم عليه أو يعطف عليه أو يساعده.
طوبى: أي الجنة، وقيل: شجرة في الجنة.
آخذ بعنان فرسه في سبيل الله: أي محارب لإعلاء كلمة الله.
أشعث رأسه: أي مشغول في الجهاد عن تنظيم شعره وترجيله.
مغبرة قدماه: أي ملازم له الغبار لكثرة جهاده ومصابرته في سبيل الله.
إن كان في الحراسة كان في الحراسة: أي إن وكل إليه حراسة الجيش والمحافظة عليه امتثل ذلك، ولم يقصر بنوم أو غيره.
إن كان في الساقة كان في الساقة: أي إن جعل في مؤخرة الجيش صار فيها ولزمها.
وإن شفع لم يشفع: وإن توسط لأحد عند الملوك ونحوهم لم تقبل وساطته لهوانه عليهم.

الشرح الإجمالي:

في هذا الحديث بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من الناس من تكون الدنيا أكبر همه، ومبلغ علمه، وهدفه الأول والأخير، وأن من كانت هذه حالته سيكون مصيره الهلاك والخسران، وعلامة هذا الصنف من الناس التي تفضح سريرته حرصه الشديد على الدنيا، فإن أعطي منها رضي، وإن لم يعط منها سخط. ومنهم من هدفه رضا الله والدار الآخرة، فلا يتطلع إلى جاه ولا يطلب شهرة، إنما يقصد بعمله طاعة الله ورسوله، وعلامة هذا الصنف من الناس عدم الاهتمام بمظهره، وهوانه على الناس، وابتعاده عن ذوي المناصب والهيئات، فإن استأذن عليهم لم يؤذن له،

ص -332- وإن شفع عندهم لم يشفعوه، لكن مصيره الجنة ونعم الثواب.

الفوائد:

1. جواز الدعاء على أهل المعاصي على سبيل العموم.
2. ذم شدة الحرص على الدنيا.
3. من كانت الدنيا أكبر همه وقع في المشاكل.
4. استحباب الاستعداد للجهاد، وقيل: يجب.
5. فضل الجهاد في سبيل الله.
6. الانضباط العسكري من تعاليم الإسلام.
7. فضل حراسة الجيش.
8. يقاس المرء بعمله لا بمظهره.
9. لا يلزم من وجاهة الشخص عند الله وجاهته في الدنيا.

مناسبة الحديث للباب وللتوحيد:

حيث دل الحديث على أن من كانت الدنيا غاية أمره ومنتهى قصده، فقد عبدها واتخذها شريكا مع الله.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: تعس عبد الدينار، الخميصة، الخميلة، انتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى، أخذ بعنان فرسه، في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج سبع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد.






المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf





رد مع اقتباس
  #43  
قديم 17-01-2015, 08:05AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرَّمه الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله

ص -333- باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرَّمه الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: " يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبو بكر وعمر ".

شرح الكلمات:
يوشك:

أي يقرب. أبو بكر وعمر: هما الخليفتان الأول والثاني من الخلفاء الراشدين.

الشرح الإجمالي:

لما كانت الطاعة نوعا من العبادة لا تصح لأحد من الخلق استقلالا إلا إذا كانت متمشية مع طاعة الله ورسوله، أنكر ابن عباس - رضي الله عنهما - على الذين قدَّموا رأي أبي بكر وعمر في نسك الحج على ما رواه هو عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذرهم من غضب الله وسخطه وعقوبته العاجلة، هذا فيمن قدَّم رأي أبي بكر وعمر وهما هما، فكيف بمن قدَّم رأي غيرهما على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟

الفوائد:

1. بيان فضل ابن عباس ودقة فهمه.
2. لا يلتفت لأي رأي يخالف الكتاب والسنة مهما كان مصدره.
3. وجوب الغضب من أجل الله ورسوله.


ص -334- مناسبة الأثر للباب وللتوحيد:

حيث دل الأثر على أن رأي ابن عباس تحريم تقديم رأي المخلوقين على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما حرم ذلك ابن عباس؛ لأنه شرك مع الله في الطاعة.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: يوشك، أبو بكر وعمر.
ب. اشرح الأثر شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الأثر مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الأثر للباب وللتوحيد.
وقال أحمد بن حنبل: "عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }1 أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك".

شرح الكلمات:

عرفوا الإسناد: أي عرفوا صحة سند الحديث.
يذهبون إلى رأي سفيان: يأخذون برأي سفيان الثوري ويتركون الحديث، وقد صح عندهم سنده.
يخالفون: أي يعرضون.
أمره: أي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.


1 سورة النور آية : 63.

ص -335- تصيبهم فتنة: أي ينزل بهم عذاب في الدنيا بقتل أو غيره.
أو يصيبهم عذاب أليم: أي يدخر الله لهم عذابا في الآخرة.
إذا رد بعض قوله: أي إذا رد بعض قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك: أي أن رده شيئا من أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب لزيغ القلوب الذي فيه هلاك الدنيا والآخرة.


الشرح الإجمالي:

في هذا الأثر ينكر الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - على أولئك الذين يتركون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما استبان لهم صحتها ووضح لهم معناها، ويأخذون برأي سفيان وغيره من الناس مع عدم عصمتهم، ويحذرهم من الزيغ إذا هم ردوا كتاب الله أو سنة رسوله؛ وذلك لأن المتعصبين للمذاهب كثيرا ما يحرفون الكلم عن مواضعه، ويدعون نسخ ما لم ينسخ ليسلم لهم مذهبهم، وقد احتج الإمام لرأيه هذا بالآية التي أوردها، وكفى بالقرآن حجة ودليلا.

الفوائد:

1. أن رأي الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - تحريم ترك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحد من الناس.
2. الأصل في الأمر الوجوب ما لم يأت دليل ينقله إلى الاستحباب.
3. الإعراض عن شرع الله سبب للهلاك في الدنيا والآخرة.
مناسبة الأثر للباب وللتوحيد: حيث أفاد الأثر أن الإمام أحمد يرى أن العدول عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غيرها شرك في الطاعة، مستدلا على ذلك بالآية التي أوردها.


ص -336- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: عرفوا الإسناد، يذهبون إلى رأي سفيان، يخالفون.
ب. اشرح الأثر شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الأثر مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الأثر للباب وللتوحيد.
وعن عدى بن حاتم رضي الله عنه" أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}. فقلت له: إنا لسنا نعبدهم، قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ فقلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم " رواه الترمذي وحسنه1.

شرح الكلمات:

اتخذوا: أي جعلوا.
أحبارهم: الأحبار هم علماء اليهود.
رهبانهم: الرهبان هم علماء النصارى.
أربابا: أي معبودين لهم.
سبحانه عما يشركون: أي تنزيها له عن الإشراك به في طاعته وعبادته.


1 رواه الترمذي (3095) في التفسير، باب ومن سورة التوبة. وأورده السيوطي في الدر المنثور (4/ 174). والحديث حسنه الألباني في غاية المرام (ص 20).


ص -337- الشرح الإجمالي:

يخبرنا عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ}1 استفهم من النبي صلى الله عليه وسلم منكرا عبادة النصارى للأحبار والرهبان والمسيح، ظنا منه أن العبادة مقصورة على الركوع والسجود والتقرب بالذبح وغيره، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن طاعتكم لهم في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله هي عبادتهم؛ وذلك لأنهم جعلوهم شركاء مع الله في الطاعة والتشريع.

الفوائد:

1. بيان ضلال الأحبار والرهبان.
2. إثبات شرك اليهود والنصارى.
3. أن أصل دين الرسل واحد وهو التوحيد.
4. أن طاعة المخلوق في معصية الخالق عبادة له.
5. وجوب الاستفسار من أهل العلم عما خفي حكمه.
6. حرص الصحابة على العلم.
7. ذم التقليد ممن قدر على الاجتهاد.

مناسبة الحديث للباب وللتوحيد:

حيث دل الحديث على شرك من أطاع العلماء في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: اتخذوا، أحبارهم، رهبانهم، أربابا، سبحانه عما يشركون.


1 سورة التوبة آية : 31.

ص -338- ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج ست فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد.





المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf



رد مع اقتباس
  #44  
قديم 17-01-2015, 08:15AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد


باب قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ

ص -339- باب قول الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ.....} الايه
باب قول الله تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً ?}1.

شرح الكلمات:

ألم تر: الاستفهام هنا إنكاري، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
يزعمون: أي يدعون دعوى هم فيها كاذبون.
بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك: أي القرآن والكتب التي قبله.
يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت: أي يعدلون عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلى غيرهما.
وقد أمروا أن يكفروا به: وقد أمروا في القرآن وما قبله من الكتب أن يكفروا بالطاغوت.
ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا: أي ويريد الشيطان أن يزين لهم التحاكم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله ليبعدهم عن الحق.

الشرح الإجمالي
:

ينكر الله - سبحانه وتعالى - في هذه الآية على أولئك المنافقين الذين يدعون الإيمان بما أنزل على الرسول، ثم هم يكذبون أنفسهم فيترافعون


1 سورة النساء آية : 60.


ص -340- في نزاعاتهم إلى غير حكم الله ورسوله، وذلك مناف لما ادعوه من الإيمان، وقد أمروا فيما أنزل بأن يكفروا بحكم كل من سوى الله ورسوله، لكن - الشيطان لعنه الله - يزين لهم العدول عن شريعة الله إلى آراء المخلوقين، لكي يجرهم إلى الباطل ويبعدهم فيخذلهم، وكان الشيطان للإنسان خذولا.

الفوائد:

1. أن الكتب السماوية منزلة غير مخلوقة.
2. تحريم التحاكم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
3. التحاكم إلى غير شرع الله من علامات النفاق الاعتقادي.
4. من حكم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت، ويدخل في ذلك جميع القوانين الوضعية.
5. أن سبب وقوع المسلمين اليوم في المشاكل والمحن هو إعراضهم عن شرع الله.
6. تحريم فصل الدين عن السياسة.
مناسبة الآية للباب: حيث دلت الآية على تكذيب من ادعى الإيمان بما أنزل الله ثم تحاكم إلى غيره.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث أنكرت الآية على من لم يقم بلازم شهادة ألا إله إلا الله، وهو الإيمان بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم المقتضي العمل بشريعته.

ص -341- المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: ألم تر، يزعمون، بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت، وقد أمروا أن يكفروا به.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد.
وقوله تعالى : { وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}1.

شرح الكلمات:

ولا تفسدوا في الأرض: أي لا تفسدوا الأرض فسادا حسيا بتقطيع أشجارها وتخريب ديارها، ولا تفسدوا فيها فسادا معنويا بنشر الكفر والمعاصي.
بعد إصلاحها: أي بعدما أصلحها الله بإرسال الرسل وإنزال الكتب وتقرير الشرائع.
خوفا: الخوف هو الانزعاج من شر لا يؤمن وقوعه.
طمعا: الطمع هو توقع حصول الأمور المحبوبة.
المحسنين: بأي نوع من أنواع الإحسان: إما بالجاه أو بالمال أو باليد.


1 سورة الأعراف آية : 56.


ص -342- الشرح الإجمالي:

جاء الإسلام بإصلاح البلاد والعباد، لذا فإن الله – سبحانه - نهى في هذه الآية عن إفساد الأرض وتخريبها بأي نوع من أنواع التخريب حسيا أو معنويا بعدما أصلحها الله - سبحانه وتعالى - بإرسال الرسل، وإنزال الكتب التي تشع بالتعاليم القيمة والإرشادات السامية، ثم أمر عباده بالتوجه إليه بالدعاء مصحوبا بالخوف من عقابه وبالطمع بفضله وكرمه، وحتى لا يقنط الداعي من الإجابة أخبر - سبحانه - أن رحمته قريب من المحسنين بأي نوع من أنواع الإحسان.

الفوائد:

1. النهي عن الإفساد في الأرض على أي وجه كان.
2. كل صلاح في الأرض فسببه طاعة الله ورسوله.
3. الإعراض عن شرع الله سبب لجميع الشرور، وواقع المسلمين يشهد لذلك.
4. يسير المسلم إلى الله بين الخوف والرجاء.
5. إثبات صفة الرحمة لله على وجه يليق بجلاله.

مناسبة الآية للباب:

حيث نهت الآية عن الإفساد في الأرض، ومن الإفساد في الأرض التحاكم إلى غير الله ورسوله.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث تضمنت الآية النهي عن التحاكم إلى غير الله ورسوله؛ لأن ذلك مناف لشهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.


ص -343- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: ولا تفسدوا في الأرض، بعد إصلاحها، خوفا، وطمعا، المحسنين.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد.
وقوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ ?}1.

شرح الكلمات:

لا تفسدوا في الأرض: حقيقة الإفساد ترك الاستقامة إلى ضدها، والمراد هنا لا تفسدوا في الأرض بالمعاصي.
إنما نحن مصلحون: أي أنهم يريدون بنفاقهم التوفيق بين المسلمين وأهل الكتاب.
لا يشعرون: أي لا يعلمون بأن الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحقيقة نفاقهم.

الشرح الإجمالي:

يبين - سبحانه وتعالى - في هاتين الآيتين مدى إجرام المنافقين وغباوتهم، وأنه إذا طُلِب منهم الكف عن نشر المعاصي وعن تفريق كلمة المسلمين وتمزيق صفهم، أجابوا أنهم يريدون بعملهم هذا التوفيق بين المسلمين


1 سورة البقرة آية : 11-12.


ص -344- وأهل الكتاب، ثم يبين في الآية الثانية أنهم هم أصل الفساد والخراب، وأن سبب تماديهم في غيهم وغرورهم هو عدم علمهم بأن الله سينزل وحيا على نبيه فيفضحهم ويكشف نفاقهم.
الفوائد: 1. المعاصي سبب لفساد الأرض.
2. خطر المنافقين في ديار المسلمين.
3. تحريم الأخذ بالرأي المعارض للسنة.
4. تبرير ارتكاب المعاصي من صفات المنافقين.

مناسبة الآيتين للباب:

حيث نهت الآية عن الإفساد في الأرض ومن الإفساد في الأرض، التحاكم إلى غير ما أنزل الله.

مناسبة الآيتين للتوحيد:

حيث تضمنت الآية النهي عن التحاكم إلى غير ما أنزل الله؛ لأن ذلك مناف لشهادة ألا إله إلا الله.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: لا تفسدوا في الأرض، إنما نحن مصلحون، لا يشعرون.
ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآيتين مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد.


ص -345- وقول الله تعالى : { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}1.

شرح الكلمات:

أفحكم الجاهلية: المراد بالاستفهام هنا الإنكار والتوبيخ، وحكم الجاهلية هو كل حكم لا يستمد من كتاب الله وسنة رسوله، ويدخل في ذلك القوانين الوضعية والمصطلحات العرفية التي استغنى بها بعض من يدعي الإسلام اليوم عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
يبغون: أي يريدون.
ومن أحسن من الله حكما: المراد بالاستفهام هنا النفي، والمعنى لا أحسن من حكم الله لمن آمن به وعمل به.

الشرح الإجمالي:

ينكر الله - سبحانه وتعالى - في هذه الآية على من ترك حكم الله المشتمل على العدل والرحمة، وأخذ بآراء البشر القائمة على الجهل والجور والأهواء، ثم أكد مرة ثانية أن حكمه سبحانه وتعالى أصلح من كل حكم؛ وذلك لأنه هو الخالق للبشر وهو أدرى بما يصلح خلقه، وقد أثبت كثير من علماء الاجتماع أنه لا يخرج الناس اليوم من حيرتهم إلا إذا عادوا إلى تعاليم الإسلام. والحق ما شهدت به الأعداء.

الفوائد:

1. أن كل حكم لا يستمد من كتاب الله فهو جاهلي.


1 سورة المائدة آية : 50.

ص -346- 2. بطلان كل حكم لا يستمد من شرع الله.
3. تحريم فصل الدين عن الدولة.

مناسبة الآية للباب:

حيث دلت الآية على تحريم ترك حكم الله والأخذ بحكم غيره.

مناسبة الآية للتوحيد:

حيث دلت الآية على تحريم الأخذ بغير حكم الله؛ لأن هذا مناف لشهادة ألا إله إلا الله.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: أفحكم الجاهلية، يبغون، ومن أحسن من الله حكما.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد.

وعن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ". قال النووي: "حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح"1.


1 أخرجه البغوي في شرح السنة (1/ 213). وابن أبي عاصم في السنة (1/ 121). وأعله الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (364) بثلاث علل. وضعفه الألباني.


ص -347- شرح الكلمات:

لا يؤمن أحدكم: أي لا يحصل له الإيمان الكامل الواجب.
هواه: أي محبته وميله.
تبعا لما جئت به. أي مطابقا بأفعاله وأقواله لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
الشرح الإجمالي: يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه لا يحصل الإيمان الكامل الواجب إلا لمن كانت أقواله وأفعاله واعتقاده تابعة لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الفوائد:

1. نقص إيمان من خالفت محبته ما أحبه الله ورسوله.
2. تحريم الحكم بغير ما أنزل الله.
3. بطلان كل عمل ديني لا يتفق مع الشرع.
4. تمام المتابعة من تمام الإيمان.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم التحاكم إلى غير شرع الله.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث دل الحديث على تحريم التحاكم إلى غير ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذلك مناف للشهادتين المتلازمتين.


ص -348- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: لا يؤمن أحدكم، هواه، تبعا لما جئت به.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد.
وقال الشعبي : " كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي: نتحاكم إلى محمد- عرف أنه لا يأخذ الرشوة-، وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود- لعلمه أنهم يأخذون الرشوة- فاتفقا على أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه. فنزلت:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ... }الآية".
شرح الكلمات: المنافقين: المنافق هو من أظهر الإسلام وأبطن الكفر.
الرشوة: الوصول إلى الحاجة بالمصانعة.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الشعبي- رحمه الله- في هذا الأثر أن رجلا من المنافقين ورجلا من اليهود قد حصل بينهما نزاع، فطلب اليهودي التحاكم إلى رسول الله لعلمه بنزاهته وعدله، وابتعاده عن قذارة الرشوة ودناءتها.

ص -349- أما المنافق فقد طلب التحاكم إلى اليهود لعلمه أن اليهود يأخذون الرشوة، وأنه يريد أن يرشوهم فيصل إلى ما يريد بالباطل، وبعد ذلك اتفق الطرفان أن يترافعا إلى كاهن من جهينة، فأنزل الله فضيحتهم في كتابه الذي ينشر عارهم وخزيهم إلى يوم القيامة.

الفوائد:

1. معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث شهد له عدوه بنزاهته.
2. تحريم الرشوة.
3. من علامات النفاق التحاكم إلى غير شرع الله.
4. من صفات اليهود أخذ الرشوة.

مناسبة الأثر للباب:

حيث دل الأثر على تحريم التحاكم إلى غير شرع الله. مناسبة الأثر للتوحيد: حيث دل الأثر على تكذيب من ادعى الإيمان بالله ورسوله وتحاكم إلى غيرهما؛ لأن ذلك مناف للشهادتين المتلازمتين.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: رجل من المنافقين، الرشوة.
ب. اشرح الأثر شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الأثر مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الأثر للباب وللتوحيد.


ص -350- وقيل: " نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف، ثم ترافعا إلى عمر. فذكر له أحدهما القصة، فقال للذي لم يرض برسول الله :صلى الله عليه وسلم أكذلك؟ قال: نعم، فضربه بالسيف فقتله ".

شرح الكلمات:


نترافع: نتحاكم.
رجلين: أحدهما من اليهود والثاني من المنافقين، واسمه بشر.
كعب بن الأشرف: كعب هو من علماء اليهود ورؤسائهم.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الراوي لهذا الأثر أن قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ }1 الآية. قد نزلت في رجلين أحدهما من اليهود والآخر من المنافقين، وقد وقعت بينهما خصومة فطلب اليهودي الترافع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمعرفته بنزاهته وعدالته ومعرفته بالحق، لكن المنافق طلب الترافع إلى كعب بن الأشرف اليهودي؛ لعلمه أن اليهود يأخذون الرشوة. وفي النهاية اتفقا أن يترافعا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكن عمر لما تحقق من رفض المنافق التحاكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله.
الفوائد: 1. معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث شهد له عدوه بنزاهته.
2. الدعاء إلى التحاكم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله من علامات المنافقين، ومن ذلك الدعوة إلى سن القوانين الوضعية.


1 سورة النساء آية : 60.

ص -351- 3. وجوب قتل من طعن في أحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في شيء من دينه.
4. وجوب الغضب لله إذا انتهكت محارمه.
5. جواز تغيير المنكر باليد وإن لم يأذن الإمام.
6. جواز تعزير من فعل شيئا من المنكرات التي يعزر عليها بدون إذن الإمام، إلا إذا كان ذلك سيؤدي إلى الفرقة والشقاق فإنه يحرم بدون إذن الإمام.
مناسبة الأثر للباب: حيث دل الأثر على تحريم التحاكم إلى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مناسبة الأثر للتوحيد:

حيث حرم الأثر التحاكم إلى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذلك مناف للشهادتين المتلازمتين.
المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: نترافع، رجلين، كعب بن الأشرف.
ب. اشرح الأثر شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الأثر مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الأثر للباب وللتوحيد.







المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf




رد مع اقتباس
  #45  
قديم 17-01-2015, 08:22AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات

ص -352- باب من جحد1 شيئا من الأسماء والصفات
وقول الله تعالى: { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ}2.

شرح الكلمات:

في أمة: في قرن من الزمن أو في جماعة من الناس.
قد خلت: قد مضت.
أمم: أي قرون أو جماعات من الناس.
لتتلو: أي لتقرأ. يكفرون: أي يجحدون.
الرحمن: اسم من أسماء الله الخاصة به، ومعناه كثير الرحمة لعباده، ومن رحمته إرسال الرسول وإنزال الكتب.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الله - سبحانه وتعالى - في هذه الآية أنه قد أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأمة ليخرجها من الظلمات إلى النور، كما أرسل إلى الأمم التي قبلها، وأن على رسوله أن يبلغ ما أوحى إليه من الرسالة حتى وإن جحد الكفار ما جاء به فنفوا أسماء الله وصفاته، وأن عليه أن يستمر في إعلان التوحيد معتمدا على الله في جميع أموره راجعا إلى ربه في كل ما يهمه.


1 الجحود: هو الإنكار مع العلم.
2 سورة الرعد آية : 30.


ص -353- الفوائد:

1. إنكار شيء من أسماء الله وصفاته كفر.
2. إثبات اسم من أسماء الله تعالى وهو الرحمن، ويتضمن صفة الرحمة اللائقة بجلاله.
3. وجوب التوكل على الله دون من سواه.
4. وجوب التوبة إلى الله دون من سواه.
5. بيان أن كلا من التوكل والتوبة من أنواع العبادة.

مناسبة الآية للباب وللتوحيد:

حيث دلت الآية على أن إنكار شيء من أسماء الله وصفاته كفر، وذلك ينافي توحيد الأسماء والصفات.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: في أمة، قد خلت، أمم، لتتلوا، يكفرون.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد.
و في صحيح البخاري قال علي: "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله "1.


1 رواه البخاري (1/ 127) في العلم، باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا.


ص -354- الشرح الإجمالي:

يأمر الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه أهل العلم بأن يرشدوا الناس ويحدثوهم بما تدركه عقولهم وتصل إليه أفهامهم، ولا يدخلوا معهم فيما لا تطيقه أذهانهم، ومن ذلك التفاصيل في أسماء الله وصفاته؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى إنكارهم شيئا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيأثموا بسببهم، فيهلك الجميع من حيث لا يشعرون.

الفوائد:

1. ما يؤدي إلى الحرام فهو حرام.
2. لا يجوز تحديث الناس بما لا تدركه عقولهم.

مناسبة الأثر للباب وللتوحيد:

حيث دل الأثر على منع تحديث الناس بما لا تدركه عقولهم، ومن ذلك التفاصيل والتوسع في أسماء الله وصفاته؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى إنكارها وهو كفر بها، وذلك ينافي توحيد الأسماء والصفات.

المناقشة:

أ. اشرح الأثر شرحا إجماليا.
ب. استخرج فائدتين من الأثر مع ذكر المأخذ.
ج. وضح مناسبة الأثر للباب وللتوحيد.


ص -355- وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس: " أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك، فقال: ما فرق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه "1.

شرح الكلمات:

انتفض: أي ارتعد.
استنكارا لذلك: أي استنكارا لحديث الصفات، إما لأن عقله لا يحتمله، أو لكونه اعتقد عدم صحته فأنكره.
ما فرق هؤلاء: بتخفيف الراء: ما الذي أخاف هؤلاء، وبتشديد الراء، ما فرق هؤلاء بين الحق والباطل.
رقة عند محكمه: ميلا وقبولا للحكم: وهو الواضح.
يهلكون عند متشابه: ينكرون ما يتشابه عليهم معناه.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا عبد الله بن عباس في هذا الأثر أنه رأى رجلا قد ارتعد وفزع حينما سمع أحاديث الصفات، وأن ابن عباس قد أنكر عليه هذا التغيير، وسأل عما أفزع هؤلاء الصنف من الناس، وما الذي جعلهم يفرقون بين المحكم والمتشابه، فيقبلون المحكم ويؤمنون به، وينكرون المتشابه ويردونه.


1 أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (485). وقال الألباني في تخريج السنة: "إسناده صحيح, رجاله ثقات".


ص -356- الفوائد:

1. وجوب إنكار المنكر.
2. وجوب الإيمان بأسماء الله وصفاته.
3. وجوب الإيمان بالمحكم والمتشابه معا.
4. جواز ذكر نصوص الأسماء والصفات من الكتاب والسنة عند عوام المسلمين وخواصهم.

مناسبة الأثر للباب وللتوحيد:

حيث دل الأثر على وجوب الإيمان بجميع أسماء الله وصفاته، وذلك تحقيقا لتوحيد الأسماء والصفات.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: انتفض، استنكارا لذلك، ما فرق هؤلاء، رقة عند محكمه، يهلكون عند متشابهه.
ب. اشرح الأثر شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الأثر مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الأثر للباب وللتوحيد.
ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن أنكروا ذلك، فأنزل الله فيهم: { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ } 1.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا الراوي لهذا الأثر أنه لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر اسم الرحمن في وثيقة صلح الحديبية، اعترضت قريش على ذلك مدعية أنهم لا يعرفون


1 سورة الرعد آية: 30.

ص -357- هذا الاسم، وأن الله - سبحانه وتعالى - أنزل في شأن هذه القصة قوله تعالى:. : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ } الفوائد: 1. إثبات اسم الرحمن المتضمن صفة الرحمة.
2. أن من أنكر شيئا من أسماء الله وصفاته فهو من الهالكين الكافرين.

مناسبة الأثر للباب وللتوحيد:

حيث دل الأثر على كفر من أنكر شيئا من أسماء الله وصفاته؛ لأن ذلك ينافي توحيد الأسماء والصفات.

المناقشة:

أ. اشرح الأثر شرحا إجماليا.
ب. استخرج فائدتين من الأثر المتضمن للآية.
ج. وضح مناسبة الأثر المتضمن للآية للباب وللتوحيد.







المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح كتاب الفصول في سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم- لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه أم العبدين الجزائرية منبر الأسرة والمجتمع السلفي 0 12-05-2012 02:12AM
[منقول] التعريف بالإباضية من كتاب فرق معاصرة. أبو حمزة مأمون منبر الملل والنحل 0 21-04-2012 11:45PM
كتب مختارة لطالب العلم أبو البراء محمد الأحمدي الأحاديث الصحيحة فقهها وشرحها 1 17-09-2010 08:05PM
بيان أنواع العبادات المشروعة فعلها ولا تنقطع بعد رمضان -ستة من شوال لابن عثيمين أم البراء منبر الأسرة والمجتمع السلفي 1 10-09-2010 03:23PM
حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام (الحلـــــــــقة الرابعـــــــــــــة) الشيخ ربيع المدخلي السنن الصحيحة المهجورة 0 26-05-2004 01:05PM




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd