|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#16
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
عقيدة التوحيد لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان -حفظه الله ورعاه- أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن عقيدة التوحيد هي أساس الإسلام وأساس الدين وهي أول ما أمر الله جل وعلا به عباده وبين سبحانه إنما خلقهم لها قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وبها أرسل الله الرسل وأنزل بها الكتب قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ)، قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ)، ولذلك كان كل رسول أول ما يخاطب قومه بقوله: (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)، فهم يبدؤون دعوتهم بالدعوة إلى التوحيد ولقد سار على نهجهم الدعاة المصلحون من علماء هذه الأمة فكانوا يدعون الناس إلى التوحيد ويبينونه للناس ويوضحونه ويدرسون الناس هذا التوحيد لأهميته وهو أول أركان الإسلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وحج البيت إن استطعت إليه سبيلا"، فجعل الشهادتين هما الركن الأول من أركان الإسلام وقد بقي النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة ثلاثة عشرة سنة يدعو الناس إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة قبل أن تفرض عليه الصلوات الخمس كبقية أركان الإسلام ولما بعث معاذ إلى أهل اليمن قال له: "إنك تأتي قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن هم أجابوك لذلك فأعلم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم"، هذا مما يبين لنا أهمية التوحيد وأنه ما لم يتحقق التوحيد فلا فائدة في بقية الأعمال مهما كثرت لأن كل شيء يبنى على غير أساس فإنه ينهار ولذلك اهتم العلماء المحققون والدعاة المصلحون بهذه العقيدة دعوة وتعليما وعناية بها قبل غيرها فأي دعوة لا تبنى على عقيدة التوحيد ولا تهتم بها فهي دعوة فاشلة ودعوة باطلة لأنها على غير أساس وإنما تكون لمقاصد أخرى الله أعلم بها فالواجب الاهتمام بهذه العقيدة وتدريسها وتعليمها للناس في المدارس وفي المساجد وفي المجالس وفي وسائل الإعلام حتى تترسخ وتتبين ويتبين للناس شأنها وكيفيتها ليس المقصود أن الإنسان يعبد ويجتهد في العبادة والعمل دون أن يعرف التوحيد ويخلص العبادة لله عز وجل وأعظم ما يخل بالعقيدة الشرك والعياذ بالله، (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)، (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وهذه العقيدة لها ستة أركان وستة أصول بينها الرسول بقوله صلى الله عليه وسلم: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره"، وأول ما يخل بهذه العقيدة هو الشرك إما أن يبطلها إن كان شركا أكبر، وإما أن ينقصها إن كان شركا أصغر، فالشرك الأكبر هو عبادة غير الله بأي نوع من أنواع العبادة من دعاء وذبح ونذرا وخضوع وغير ذلك من أنواع العبادة فكل عبادة لغير الله فهي شرك وإن كانت للأنبياء أو لملائكة أو للأنبياء أو المرسلين أو للصالحين فهي شرك بالله عز وجل لا يصلح معها عمل ولا يستقيم معه دين أبدا فالمشرك لا يقبل له عمل ولو عبد الله الليل والنهار ما دام خلط العبادة بشرك (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) –يعني بشرك – (أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)، والشرك الأصغر قد يسلم الإنسان من الشرك الأكبر ويبغضه ويبعد عنه لكن الشرك الأصغر قليل من يعرفه ويتحرز منه قال صلى الله عليه وسلم: "الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل"، وذلك هو الشرك الأصغر وأعظمه الرياء والعياذ بالله، الرياء، قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر" فسئل عنه فقال: "الرياء"، أن يقوم الإنسان يصلي ليحسن صلاته لما يرى من نظر رجل إليه، وكذلك من يتصدق لأجل أن يمدح ويثنى عليه أو يبني المشاريع الخيرية من أجل أن يخلد ذكره كما يقولون كل هذا لا ينفعه عند الله سبحانه فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم وصواب على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فأعظم ما يخل بالتوحيد هو الشرك وأعظم ما يخل بالعبادة ويبطلها هو البدعة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، وقال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"، "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي مردود عليه لا يقبله الله سبحانه وتعالى فالله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه من الشرك وصوابا على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم خاليا من البدع والمحدثات، فاتقوا الله عباد الله تعلموا عقيدتكم تعلموا التوحيد ولو باختصار لأن من الناس من يزهد في التوحيد ويقول الناس كلهم مسلمون تعلمون المسلمون التوحيد الناس مسلمون وهذا من جهله أو من زيغه والعياذ بالله، نعم المسلم يبين له التوحيد ويدرس التوحيد لأجل أن يصحح عقيدته ويتجنب ما يبطلها أو ينقصها فاتقوا الله عباد الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولي جميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنهُ هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكرهُ على توفيقهِ وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابهِ وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد: أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن هناك كثيرين يتسمون بالإسلام ولكنهم يحاربون عقيدة التوحيد ويحذرون من التوحيد ويقولون لا تفرقوا بين الناس يكفي أنه مسلم ينتسب إلى المسلم والناس أحرار في عقائدهم وفي وفي..، كأننا همل لم يبعث إلينا رسول ولم ينزل علينا كتاب بل كلا على رأيه وكلا على عقيدته وهذا كلام باطل ومع الأسف ينادي به بعض من يتسمون بالدعوة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا بد من بيان هذا لا بد من معرفة العقيدة الصحيحة لا بد من دراستها ولو بصفة مختصرة وميسرة فعلى المسلم أن يتقي الله، كذلك أيها الأخوة والبلاء العظيم ما يبث في وسائل الاتصالات وفي المواقع وفي الانترنت ما يبث من الدعايات الباطلة والنيل من عقيدة التوحيد ومن أهل التوحيد وإلقاء الشبهات على الناس والخرافات فاتقوا الله واحذروا من هذه الوسائل وجنبوها بيوتكم وابعدوها عن ذراريكم وعن أهل بيوتكم ابعدوا هذه الوسائل عنهم التي تنشر الشر والشرك والبدع والمحدثات وتزهد في التوحيد وفي السنة وتصف متمسكين بالسنة والمحققين بالتوحيد بأنهم تكفيريون وأنهم متشددون إلى آخر ما يقولون فاحذروا من هؤلاء يا عباد الله أقبلوا على عقيدتكم دراسة وتعلما وتعليما وعملا بها، الذهاب إلى السحرة يخل بالعقيدة أو يبطلها كما قال صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهنا وصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"، ومن أتى كاهنا فقد أشرك فلا يجوز الذهاب إلى المشعوذين والخرافيين والذين يتسمون بالرقية الشرعية كما يقولون وهم كذبة دجالون متأكلون لا يعرفون الرقية الشرعية وإنما يلبسون على الناس والناس بصفة أنهم مرضى يحتاجون للعلاج فيذهبون إليهم دون أن يعرفون عقيدتهم ودون أن يعرفوا ما يعالجون به فاتقوا الله يا عباد الله يلجؤون من المرض الدنيوي إلى المرض في العقيدة لأن الشعوذة والشرك مرض في العقيدة فهم يعالجون أجسامهم بزعمهم ولا يعالجون عقيدتهم فاتقوا الله عباد الله حافظوا على عقيدتكم فإنها رأس مالكم إنها أساس دينكم فألزموها وتعلموها واحذروا مما يدعوا ضدها أو يزهد فيها ويرخصها على الناس. واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار. (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين. اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مستقرا وسائر بلاد المسلمين عامةً يا ربَّ العالمين، اللَّهُمَّ كف عنا عدوان المعتدين وظلم الظالمين وجور الجائرين، اللَّهُمَّ كف عنا بأس الذين كفروا فأنت أشد بأسا وأشد تنكيلا، اللَّهُمَّ من أرد الإسلام والمسلمين بسوء أو أذى فأشغله في نفسه وصرف عنا كيده، وجعل تدميره في تدبيره، وأدر عليه دائرة السوء وأنزل به بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا وجهلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مظلين، اللَّهُمَّ أصلح بطانتهم ورزقهم الجلساء الصالحين الناصحين، اللَّهُمَّ أنصر بهم دينك وحفظ بهم أمننا وإيماننا واستقرارنا في أوطاننا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون. المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14383 |
#17
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
العقيدة الصحيحة تجعل المسلم يمشي على بينه في دينه أكد معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء، أن العقيدة الصحيحة القائمة على دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هي التي تجعل المسلم يمشي على بينه في دينه، مؤكداً معاليه بأن العقيدة هي رأس الدين، محذراً بأنه لا يصح عمل إلا بتصحيح العقيدة. جاء ذلك في سؤال لمعاليه. السؤال: كيف تنعكس العقيدة على حياة المسلم وتصرفاته؟ الجواب: نعم، العقيدة تجعل المسلم يمشي على بينه، في دينه وهي رأس الدين، فلا يصح عمل إلا بعد تصحيح العقيدة، فالأعمال لابد أن تكون قائمة على عقيدة صحيحة وعلى دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_10.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15128 |
#18
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو مفهوم الحب في الله والبغض في الله. السؤال: ما هو مفهوم الحبُّ في الله، والبغضُ في الله، والولاء والبراء؟ الجواب: في الحديث: « لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ صَرِيحَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلَّهِ وَيُبْغِضَ لِلَّهِ فَإِذَا أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ فَقَدْ اسْتَحَقَّ الْوِلَايَةَ لِلَّهِ»، الحبُّ في الله بأن تحبَّ المسلم لا تحبُّهُ إلا لله، لا لنسبٍ ولا لمالٍ، ولا لجاه، وإنما تحبُّهُ لكونه مطيعًا لله، عابدًا لله، مُصليًا، صائمًا، مُزكيًا، حاجًّا، بارًا، واصلًا، صدوقًا، أمينًا، ذو خلُقٍ فاضل واستقامة طيبة، فتحبُّهُ لله، (الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ)، فالمحبة في الله، صلةٌ قويَّة باقية، لا انفصام لعُراها، لأنها منبثقة عن عملٍ قلبي، أما الحبُّ من أجل الدنيا وشهواتها، ومصالحها، فهذه محبةٌ عارضة، تزول بزوال أسبابها، أما المحبة لله، فهي الباقية الثابتة، لكونها نابعة عن قلبٍ خاشعٍ لله، مُحبٍ لمن يحبُّ الله، مُبغضٌ لمن يُعادي الله، موالي لمن يوالي لله، مُتبرِّأً من كل عدو لله، مشركًا به، كافرًا به، (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )، إذًا فيتبرأ المسلم من كلِّ مشركٍ ومن كل يهودي ونصراني، ومن كلِّ مُلحدٍ ضال، من كل فاجرٍ يُعادي الله ورسوله، يتبرأ منه، على قدر فسوقه وفساده، ويوالي أولياء الله، ويحبُّ أولياء الله، ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْعَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) فأيدهم بالولاية . فيا أخواني: لابد من هذا في الحديث: « لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ صَرِيحَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلَّهِ وَيُبْغِضَ لِلَّهِ فَإِذَا أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ فَقَدْ اسْتَحَقَّ الْوِلَايَةَ لِلَّهِ»، قال ابن عباس: "وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئا ". الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/001_0.mp3 المصدر : سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء http://mufti.af.org.sa/node/3669 التوسل والشفاعة السؤال: هل التوسل والشفاعة تقدح في العقيدة؟ الجواب: التوسل والشفاعة؛ التوسل على أقسام: هناك توسلٌ مشروع هو: التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة كما أخبر النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن أصحاب الغار الذين إنطبقت عليهم الصخرة؛ وأصبحوا لا يُرون ولا يُسمعُ كلامهم ولا يروا أشخاصهم وأيقنوا بالهلكة، فتوسلوا بصالح أعمالهم، أحدهم: توسل ببر أبويه، والثاني: توسل إلى الله بعفته عن الحرام وأنه قادرٌ على المعصية وتنازل عنها خوفًا من الله، والثالث: توسل إلى الله بأمانته، فدلَّ على أن التوسل لله والإخلاص لله وبعبادته والإيمان به والإخلاص له أمرً مفيدٌ نافع، فلو توسلت إلى الله بمحبة رسول الله وإيمانك برسول الله وتوسلت بما يرضي الله - جَلَّ وَعَلاَ- وتوسلت إليه بآسمائه وصفاته، (قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)الآية؛ فالتوسل إلى الله - جَلَّ وَعَلاَ- بالأعمال الصالحة هذا جائ ، والتوسل لقضاء الحاجات بإنسان حيٍ قادرٍ لا مانع من ذلك؛ قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- عن موسي:( فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) . أمَّا التوسل الممنوع: فهو توسل المشركين الذين يتوسلون لله بدعاء الأموات ودعاء الغائبين وقالوا: (هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) وقال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- عنهم: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ* إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ* أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) . فالمشركون والوثنييون والجهميون يقولون: ما عبدنا اللات والعزى ولا عزير ولا غيره إلاَّ لنجعلهم وسائط بيننا وبين الله، يبلغونهم حاجاتنا وضرورياتنا، وكفرَّهم الله لقوله: (إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) وقال - جَلَّ وَعَلاَ- عنهم: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) . إذًا فالشفاعةُ الممنوعة أن: تطلبها من الأموات أو الغائبين، أما طلبها من الحيَّ الحاضر القادر فلا مانع، ولهذا الخلق يوم القيامة إذا اشتد منه الكرب وعُظم الخطب في الموقف يلتجأون ويتوسلوا إلى الله بالأنبياء؛ فيأتوا آدم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى وكلهم يعتذر، إلى أن ينتهي المقام إلى محمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيَخِرُ ساجدًا ويسأل الله أن يقضي بين العباد وهو المقام المحمود الذي قال الله فيه: (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) . فالشفاعة المممنوعة هى: طلبها من الأموات والغائبين فيما لا يقدر عليه إلاَّ الله فإن الأموات لا ينفعون؛ قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ)وقال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) . فالشفاعة المنفية ما كانت هكذا، أما الشفاعة الجائزة فهى تكون بإذن الله ورضاه؛ ؛ قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- ( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) والله لا يرضى إلا عن الموحدين، أما المشركون فلا يرْضى عنهم، ولهذا لا تفيد الشفاعة لهم، قال - جَلَّ وَعَلاَ-: (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) . الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/03_19.mp3 المصدر : http://mufti.af.org.sa/node/3668 . |
#19
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
العقيدة الصحيحة السؤال: ما مفهوم العقيدة الصحيحة وكيف يحقق المسلم العقيدة الصحيحة وهل هى أساس الأعمال؟ وهل إن فسدت العقيدة يفسد دينه؟ الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكَ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِيِّن لَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ. نسأل الله للجميع التوفيق والسداد، بعد، العقيدة الصحيحة أساسها أفراد الله بجميع أنواع العبادة، بأن تعبد الله وحده، تُصلي له، تصوم له، تحُج لرَبكْ، تدعو رَبكْ، تستغيث به، تستنصر به، تُنيب إليه، تخشع له، تستعين به، لكل أنواع العبادة تصرفها لربكْ - جَلَّ وَعَلاَ- قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ-: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) وقال: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) وقال: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) . فرسُّل الله جميعًا من أولهم؛ من نوح إلى آخرهم وسيدهم محمدٌ بن عبد الله ابتدأوا دعوتهم إلى إخلاص الدين لله، وإفراد الله بجميع أنواع العبادة، قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً)، وقال: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، فالتوحيدُ أساس المِلَةِ والدين والعروة الوثقى قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ-:( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) . وكل الأعمال لا إعتبار لها ولا ميزان لها إلا إذا بُنيت على إخلاصٍ لله وإفراد الله بالعبادة، فما أشرك مع الله غيره، بأن دعا غير الله وذبح لغير الله ونذر لغير الله، وظن أن الأموات يسمعون دعائه، ويجيبونه فإن هذا شركٌ أكبر لا يغفر وهذا محبطٌ لجميع الأعمال كلها. قال تعالى: ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً)، وقال - جَلَّ وَعَلاَ-: ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ * بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ)، ولمَّا ذكر الأنبياء في الأنعام قال: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) . فالشرك محبطٌ للأعمال قاضٍ عليها، لا ميزان ولا إعتبار لها، بل هى هباءً منثورا، إذًا فالعقيدة الصحيحة من أفرد الله بالعبادة، فإن دعا فإلى الله يدعو ربه، إن استغاث بربه، إن استعان بربه، في كل أحواله متعلقٌ بربه، يعلمُ أن الله مالكُ النفع والضر، ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)،وقال: ( قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) . فيا اخواني: لا اعتبار لأعمالنا إلاَّ بصحة العقيدة: توحيد الله إخلاص العمل لله، إفراد الله بالعبادة، وإفراد الله بجميع أعمالنا وأن نجعلها كلها لله لا لغير الله، هذه هى عقيدتنا وسنسأل عنها في قبورنا، فإن كل عبد سيسأل في قبره أول ما يُوضع فيه عن ربه وعن دينه وعن نبيه، فالمؤمن يقرُّ بأن اللهُ ربه وبأن محمدً نبيه وبأن الإسلام دينه، فهذا من السعداء ثبتنا الله وإياكم على ذلك . الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/01_24.mp3 المصدر : سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء http://mufti.af.org.sa/node/3667 . |
#20
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة للتوحيد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب. لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- السؤال: هل هُناك دعوة للتوحِيد قبل دعوة الشيخ مُحمد بن عبد الوهاب في زمانهِ؟ الجواب:ـ نعم الدعوة ولله الحَمد من عهد الرَسُول –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ- إلى أن تقوم الساعة والدعوة مستمرة قال: –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ-" لا تَزَال طَائِفَةٌ مِنْ أُمَتِيِّ عَلى الْحَقّ ظَاهِرِين لا يَضُرَهُم مَنْ خَذَلَهُم وَلا مَنْ خَالَفَهُم حَتى يَأْتِيَهُم اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى " إلا أنها تارًة تكون في هذا البلد وتارًة تكون في بلدٍ آخر وتارًة تكون في المشرق وتارًة تكون في المغرب وإلا فالدعوة إلى الله لا تزال مستمرة ولله الحَمد. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_58.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15877 دعوة المسلمين إلى التوحيد. السؤال: ما نقول لمن يقول لماذا تَدعون إلى التوحيد والناس مُسْلِمُون؟ الجواب:ـ أليس الرَسُول-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ- قال:"إِنَكّ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أهْلِ الْكِتَاب فَليَكُونَ أَوْلَ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ شَهَادَة أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَأَنْ مُحَمَدًا رَسُولُ اللهُ" أليسوا أهل كتاب وأهل علم لكن قد يجهلون معنى لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ ومعنى وَأَنْ مُحَمَدًا رَسُولُ اللهُ فيُبَين لهم وإن كانوا أهل كتاب وعلم. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/02_47.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15878 . |
#21
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الرياء والشرك الخفي السؤال: ما هو الرياء، وما هو الشرك الخفي؟ الجواب: الرياء هو الشرك الخفي؛ أن يصلي الإنسان ويحسِّن من صلاته، لأجل نظر الرجل إليه، أو يخطب خُطبةً يُحسِّن ألفاظها، لأجل أن يُمدح ويُقال هذا الفصيح، وهذا إمامٌ جيد، أو يتصدَّق بصدقةٍ يريد بها ثناء الناس عليه، وأنه المنفق المُحسن، إذ أراد ثناء الناس عليه، قال الله - جَلَّ وَعَلاَ -: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً* وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً* كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً)، الرياء يُحبط ذلك العمل، إذا خالط العمل الرياء أحبط العمل، قال في الحديث القدسي، قال الله: « أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ»، وفي لفظٍ: « فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ ». الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/08_11.mp3 المصدر : سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء http://mufti.af.org.sa/node/3672 المسلم بين الرجاء والخوف السؤال: كيف يعيش المسلم حياته في الخوف من الله، والرجاء، وحُسن الظن، وعدم القنوط.؟ الجواب: المؤمن بين الرجاء والخوف؛ بين رجاءٍ يؤمِّل في الله ما وعد به المتقين، وبين خوفٍ يمنعه من الوقوع في المعاصي، وعند الاحتضار ومفارقة الدنيا يُغلِّب جانب الرجاء؛ لأنَّ اللهَ يقول: « أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ»، المؤمن يرجو الله، ويخاف ذنوبه، يرجو الله ويخاف ذنوبه ومعاصيه، فخوفهُ من الله تحاجز بينهُ وبين المعاصي، ورجاؤهُ لله يقوي لطمعهِ بالخير، وحرصهِ على الخير، هكذا المسلم أن يكون بين الخوف والرجاء، فلا رجاءٍ مُفرط، ولا خوفٍ مُفرط، بل بين الخوف والرجاء، رجاءٌ في حدوده، وخوفٌ في حدوده، حتى تكون الطريقة سليمة . الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/07_14.mp3 المصدر : http://mufti.af.org.sa/node/3671 . |
#22
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
زيادة الإيمان ونقصه. لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان -حفظه الله ورعاه- السؤال: هل الإيمان يتفاوت؟ وهل الإيمان ينقص؟ وهل الإيمان في زمن الصحابة أقوى من وقتنا الحاضر؟ الجواب: لا شك إن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، يزيد بالطاعة لقوله تَعَالَى: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) ، (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) فالإيمان يزيد بالأعمال الصالحة، وينقص بالمعاصي، حتى يكون وزن حبة خردل، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «الْإِيمَان سبع وَسَبْعُونَ شُعْبَة أَعْلَاهَا شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ» فدلَّ على أن الإيمان له أعلى وله أدنى، وفي الحديث الآخر: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ»، وفي رواية: «وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ»، دلَّ على أن الإيمان يضُعف، وأنه ينقص حتى يكون وزن حبة خردل . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/08_25.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15909 . |
#23
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
أقسام التوحيد. لسماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء . السؤال: ما هى أقسام التوحيد؟ الجواب: دلَّ القرآن على أن التوحيد أقسامٌ ثلاثة: توحيد الله بالربوبية: بأن نعتقد بأن الله هو رب كل شئ، وخالقه ولا رب سواه، ولا خالق غيره المُحي المميت، المدبر للرزق والإيجاد (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ)، هذا توحيد الربوبية أقر به الكل، إلا فرعون كما قال الله عنه أنه قال لقومه: ( فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى)وقال - جَلَّ وَعَلاَ-: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)، فرعون اللعين أدعى الربوبية ولكن يعلم في قرارة نفسه كذبه وأفترائه وضلاله وأنه فعلها خداعًا للعامة فكشف الله خزيه وأذله وأهانه . ثانيًا: توحيد الله بإثبات الأسماء الحُسنى؛ والصفات العُلا، فنسمي الله بما سمى به نفسه، ونصفهُ بما وصفهُ به نفسه، في كتابه العزيز، أو على لسان محمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا نجاوز القرآن والحديث، نعتقد أن الله - جَلَّ وَعَلاَ- مستوٍ على عرشه، بائنٌ من خلقه، وأنه - جَلَّ وَعَلاَ- معنا بعلمه وإحاطته، ونعتقد أن القرآن كلام الله، وأن المسلمين يرون ربهم يوم القيامة، ونمر بأسماء الله وصفاته كما جاءت، معتقدين حقيقة ما دلت عليه، لا نُكيِّف ولا نمثل، قال الله - جَلَّ وَعَلاَ-: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)، نثبت السمع والبصر لله، إثباتًا بلا تعطيل، وإثباتًا بلا تمثيل، ونفيًا بلا تعطيل، هكذا عموم المسلمين، آمنوا بأسمائه وصفاته . الثالث: توحيد العبوديَّة؛ بأن نفرد الله بالعبادة، ولا نعبد سواه، وهذا التوحيد والذي لأجله خلق الخليقة، وبعث الرسل، قال الله - جَلَّ وَعَلاَ -: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ)، وقال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، فالرسل بعثوا لدعوة الخلق إلى عبادة الله، وكل رسولٍ قال لقومه: (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ)، فهذا التوحيد الذي من لقي الله به، خاليًا من الشرك دخل الجنة، في الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة، فهذا التوحيد العظيم الذي يكفِّر به الرب السيئات، يقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ »، فمن قال: لا إله إلا الله، وأعتقد بأن الله معبود بحق وأن ما سواه في الباطل عُبد، ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) . الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/04_23.mp3 المصدر : http://mufti.af.org.sa/node/3684 |
#24
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هى ظواهر الشرك القولية والعملية لسماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء. السؤال: ما هى ظواهر الشرك القولية والعملية؟ الجواب: الشرك القولي: لو دعا بغير الله؛ "يا نبي اللهَ اكشف ضُرِّي" " يا نبي اللهَ فرجَّ همي" " يا وليَّ الله أقضِ ديني" "يا وليَّ الله اشفِ مريضي"، الشرك الفعلي: أن يذبح قُربان أو يصلي لقبر، أو يذبح للقبر ويصلي لصاحب القبر ويخشع له، ويخضع له أو ينذر له؛ هذه من الأشياء الشركية الفعلية. الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/03_21.mp3 المصدر : http://mufti.af.org.sa/node/3683 زيارة القبور الشرعية. السؤال: سائل يسأل: عن أولئك الذين يزورون القباب، وقبور بعض الصالحين، ما هو توجيهكم؟ وما هى الزيارة الشرعية لمقابر المسلمين؟ الجواب: الزيارة الشَّرعيَّة، أن نزورهم لأجل الدعاء لهم، لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – علم أصحابه إذا زاروا المقابر يقولوا: « السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ» «وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَالْمُسْتَأْخِرِينَنَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ » فنزورهم، وندعو الله لهم بالعافية، ونترحم عليهم، فإن الله ينفعنا بزيارتنا لهم، والزيارة عظةٌ وإعتبارٌ أن هذه المقابر سيسكنها كل أحد مهما عظم أمره، قال الله - جَلَّ وَعَلاَ -: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)، ففيه اعتبار وعظة، وأن بعد هذه الدنيا لابد من سكن القبور، والبقاء فيها إلى أن يأذن الله بقيام العباد لرب العالمين، قال الله - جَلَّ وَعَلاَ - في سورة يس -: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنْ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ* قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ* إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ)، فنؤمن بهذا حق الإيمان، من زار القبور ليدعو بأهلها ويتوسل بأهلها، فهذا ضلالٌ عظيم . الملف الصوتي : http://www.mufti.af.org.sa/sites/def...iles/05_11.mp3 المصدر : http://www.mufti.af.org.sa/node/3686 بناء المساجد على القبور. السؤال: حكم بناء المساجد والأضرحة على القبور؟ الجواب: بناء المساجد على القبور من وسائل الشرك، التي حذر منها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِأَبِي هَيَّاجٍ السَّلَمِي: " أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ، وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ"، ولمَّا نزل الكرب برَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ِ وَسَلَّمَ - جعل يكشف وجهه إذا إغتم كشف وجهه، ثم قال:« لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ »، وقال: « اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، فاتخاذ القبور مساجد، والصلاة في قبور بها مساجد من كبائر الذنوب، وإن قصدها بالصلاة بها، أو الصلاة لساكن القبر، أو الطواف به، فإن هذا شركٌ أكبر، وذنبٌ لا يُغفر، لأن الله أمر أن نعبدهُ وحده، لا نعبد سواه، قال - جَلَّ وَعَلاَ -: ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ* وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ) . الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/06_8.mp3 المصدر : http://mufti.af.org.sa/node/3658 |
#25
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
عظمة التوحيد والعقيدة. لسماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء. السؤال: كيف يستشعر المسلم عظمة التوحيد وعظمة العقيدة ويجسدها في عباداته المختلفة؟ الجواب: يا أخواني: التوحيد والعقيدة أصل الإسلام؛ فالإسلام قائمٌ على الأركان الخمس: على تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وتحقيقِ شهادة أن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحجِّ بيت اللهِ الحرام؛ فالموحد لله والمؤمن بأن الله لا معبود بحق سواه إذا صلى فلله صلى، وإذا دعا فلله يدعو، وإذا رجا فلله يرجو، وإذا خاف فلله يخاف، يعني بمعنى أن أعماله كلها من صلاةٍ وخشوع وذبحٍ ونذرٍ كلها لله، صلواته الخمس أدائه للصوم والحجَّ كلها من ثمرات الإيمان، لمَّا آمن بأن الله ربًا وخلقه لهذه العبادة ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) . فمن حقق التوحيد علمَّ أن لا يكون صلاح عمله إلا أن يكون عمله خالصًا لله، وعلى وفق الكتاب والسنة، وعلم أن الشرك بالله يُحبط الأعمال كلها، ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً) ويقول: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ* بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ) . فالمسلم إذا عبد الله وحده وثبت الإيمان في قلبه، وفي الحديث: « فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» فمن قال لا إله إلا الله عن علمٍ وعمل ويقين قادته إلى كل خير وعمل من الأعمال الصالحة واستقام على الخير. الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/03_17.mp3 المصدر : http://mufti.af.org.sa/node/3640 ما هي أسباب زيادة أو نقصان الإيمان، وما ضوابطها السؤال: ما هي أسباب زيادة أو نقصان الإيمان، وما ضوابطها؟ الجواب: يقول الله جلا وعلا :ـ (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى)، الإيمان يزيد بالإعمال الصالحة، فكل عمل ستعمله فإن ذلك يقوي إيمانك ويرفع درجاتك، قال صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بما يحمو السيئات ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخُطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط)، فالأعمال الصالحة تقوي الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُثهم ، طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ) ، (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فالإعمال السيئة تنقص الإيمان ولها شانه، والإعمال الصالح تقوي الإيمان وتثبت ذو القلب. الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/500.mp3 المصدر : http://mufti.af.org.sa/node/3338 |
#26
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصي. لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- السؤال: القول الراحج في أنَّ الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، ما الوارد في ذلك؟ وهل هو كذلك؟ الجواب: الإيمان قولٌ باللسان واعتقادٌ بالقلب؛ وعملٌ بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصي، دليل الزيادة قوله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى –: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً)، زادتهم إيمانًا يقول بعضهم: (أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) ؛ دلَّ على أن الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية والدليل على ذلك قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ»، وفي رواية: « لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ»، وفي قوله في حديث ان اللهَ - جَلَّ وَعَلَا - يقول للملائكة: « يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَخْرِجُوا مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ»، أدنى من مثقال حبة من خردلٍ من إيمان . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/03_44.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15925 |
#27
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين القضاء والقدر. لسماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء السؤال: ما الفرق بين القضاء والقدر؟ الجواب : القضاء والقدر؛ من العلماء من يسوي بينهما، ويقول القضاء هو القدر، والقدر هو القضاء، ومنهم من يأتي بغير ويقول: القدر أعم، والقضاء أخص، فالقدر عمومًا والقضاء جزءٌ من القدر، والكل واجب الإيمان به، بأن ما قدّر الله، وقضى الله لابد من الإيمان به والتصديق به . الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/07_15.mp3 المصدر : http://mufti.af.org.sa/node/3687 هل الدعاء يُغيِّر المكتوب عند الله تعالى السؤال: هل الدعاء يُغيِّر المكتوب عند الله تعالى؟ الجواب: جاء في الحديث: «وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ »، فالدعاء ينفع مما وقع، ومما لم يوقع، لأن الدعاء عظيم شأنه عظيم، « وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ ». الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/09_9.mp3 المصدر : http://mufti.af.org.sa/node/3689 ما هي عقيدة التوكل على الله السؤال: ما هي عقيدة التوكل على الله؟ الجواب: أن نعتمد على الله في الأمور كلها، فيما نفعل وما لم نفعل، نأخذ بالأسباب المطلوبة، مع اعتمادنا وثقتنا بربنا، والتوكل عليه واعتقادنا بأن الأمر كله بيد الله، أخذنا بالأسباب النافعة، وسألنا اللهَ - جَلَّ وَعَلاَ - التوفيق، واعتمدنا عليه - جَلَّ وَعَلاَ - وتوكلنا عليه، فنعم الوكيل . الملف الصوتي : http://www.mufti.af.org.sa/sites/default/files/10_7.mp3 المصدر : http://www.mufti.af.org.sa/node/3690 |
#28
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم التوسل وأقسامة السؤال: في للتوسل ما حكمه وما أقسامه، والتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، هل هو جائز؟ الجواب: التوسل:ـ هو التقرب إلى الله سبحانهُ وتعالى، والوسيلة هي الطاعة والقرب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)،إي القرب منهُ سبحانه وتعالى، بطاعتهِ و عبادتهِ، أما التوسل بالأشخاص التوسل بدعاء الصالحين، أن تطلب من أخيك الرجل الصالح، أن يدعوا الله لك فلا بأس بذلك، هذا التوسل بدعاء الصالحين لا بأبدانهم و لا بجائهم، كذلك التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم، التوسل بتباعه وطاعته ومحبته، وكذلك التوسل بدعاء الصالحين أن تطلب منهم، أن يدعوا الله لك إذا كانوا حاضرين عندك وقادرين على الدعاء، تطلب منهم ذلك، لا تطلب من غائب أو من ميت أو من جن، إنما تدعوهُ لمن كان حاضرًا لا تطلب الدعاء من ميت إنما الدعاء من الحي الذي يقدر على الدعاء، و أما التوسل بالجاه فهذا لا يجوز هذا بدعة التوسل بالجاه أو بحق الصالحين أو بحق،هذا كله بدعة أما التوسل أيضاً بالأعمال الصالحة التي سبقت منك فتوسل بها إلى الله، فلا باس بذلك بدليل حديث أصحاب الغار الذي انطبقت عليهم الصخرة ولم يستطيعوا الخروج توسل كل واحد منهم بإعماله الصالحة وفرج الله عنهم بذلك التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته قال الله جلا وعلا (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، تقول يا رحمن أرحمني يا رزاق أرزقني ، يا غفور أغفر لي وهكذا. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/06_10.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15426 |
#29
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الاعتقاد بان التوحيد هو قول "لا إله إلا الله" والعمل بها فقط. السؤال: هناك من يقول: أنَّ التوحيد هو قول: "لا إِلهَ إلاَّ اللهَ" والعمل بها، وليس هناك توحيدٌ للألوهية والربوبية والآسماء والصفات؛ إنما هذه أشياءٌ مُحْدَثة؟ الجواب: هذا هو المُحْدَثْ اللي يقول الكلام هذا؛ هذا هو المُحْدَثْ، والمُحْدِث أيضًا لأنه ما يفهم - والعياذ بالله - ما يفهم أنواع التوحيد، ولا يفهم القرآن ولا السُنَّة، يجب مثل هذا أنَّ يستر على نفسه ويسكت. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_66.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15957 |
#30
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
القضاء والقدر وزيادة إيمان المسلم لسماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء. السؤال: كيف يكون القضاء والقدر معينًا على زيادة إيمان المسلم؟ الجواب: نعم، الإيمان بقضاء الله، الإيمان بقدر الله، يزيد في إيمان المسلم، لأنهُ أُمِر بالخير، وحُذِّر من الشر، أُمر بطاعة ربه، ونُهيَ عن معصية الله، ومعصية رسوله، فهو يؤدي هذا طاعةً لله ورسوله، يمتثل أمر الله ويمتثل أمر رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويحافظ عليهما، ويُخلِصُ لله في ذلك، فإذا آمن وأخلص لله، نال الخير العظيم، (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، وهو يعلم، أن الله افترض عبادته، وإخلاص الدين له، فهو يعبُدُ ربَّه، و يدعو ربَّه، ويخلص لله الدين، ويدعو ربِّه وحده، ويستغيث بربِّه وحده، وينذر لربِّه وحده، ويذبح لربِّه وحده، ويُخلص له الأقوال والأعمال. ثانيًا: تراه أيضًا محافظًا على الصلوات الخمس، مؤديًا لها، مزكيًا، صائمًا، حاجًا، واصلًا، بارًا بالوالدين، صدوقٌ أمين، إلى آخر ذلك، كل هذه أخلاق الإسلام يعملُ بها، ويسأله الثبات عليها، وكل هذا من الإيمان بالقضاء والقدر، قال الله - جَلَّ وَعَلاَ- : (الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)، فهم آمنوا بالغيب، آمنوا بما أخبر الله به، وبما أخبر به رَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الثواب والعقاب، آمنوا بأوامر الله وامتثلوها، وبنواهي الله واجتنبوها، وساروا على الطريقٍ المستقيم، فالإيمان بالقضاء والقدر، يقوي الإيمان في القلب، أما الذين يتعلقون بالقضاء والقدر ويستدلون به على التصرُّف في الأمر الخاطئ، ويستدلون على استباحة المُحرّمات، فهذا خطأ، ومن فعل الجاهلية، (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) فالواجب أن نتقي الله، وأن نعلم أن الإيمان بالقضاء والقدر أقوى وسيلة لقوة الإيمان والثبات عليه. الملف الصوتي : http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/10_9.mp3 المصدر : http://mufti.af.org.sa/node/3713 التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 24-11-2015 الساعة 12:28PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[شروحات صوتية]لأول مرة على شبكة (حمل بعض الدروس المسجلة في الفقه و الأصول و العقيدة ل | أبو عبد الرحمن محمد السلفي | مكتبة معرفة السنن والآثار العلمية | 1 | 08-05-2011 12:07AM |
مظاهر ضعف العقيدة في عصرنا الحاضر , وطرق علاجها ,للشيخ / صالح بن فوزان الفوزان | خليفة فرج السلفى | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 1 | 23-07-2010 03:13PM |
أقوال العلماء السلفيين في حكم من حكَّم القوانين | أبو حمزة مأمون | منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب | 0 | 10-06-2010 01:51AM |
(الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء) | أبوعبيدة الهواري الشرقاوي | منبر الجرح والتعديل | 0 | 21-12-2008 12:07AM |
صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر البدع المشتهرة | 0 | 12-09-2004 12:02PM |