#16
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية من سورة الأنبياء : (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان -حفظه الله- السؤال: الآية المُباركة في سورة الأنبياء في قولِ الحقّ تبارك وتعالى، أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم { يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}. الجواب:ـ بسم الله الرحمنالرحيم الحمد للهِ رب العالمين، وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعين، هذه الآية يذكر الله فيها أنهُ عند قيام الساعة يطوي السماء بعضها إلى بعض بيمينه- سبحانهُ وتعالى- كما قالَ -جلَّ وعلا- في سورة الزمر{وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}فتطوي السموات على عِظمها ، سعتها، قوتها، يطويها الله-جلَّ وعلا- كما تُطوى الأوراق التي تكونُ في السجل، والسجل هو ما تُجمعُ فيهِ الأوراق ويحوي هذه الأوراق، تكونُ بداخلهِ وهذا من باب تشبيه الطي بالطي، وهذا فيهِ بيان عظمة الله- جلَّ وعلا- حيثُ إنهُ يطوي هذه السماء السموات والأرض يطويها - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وتعالى بيديه الكريمتينِ،{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} ثُمَّ قال -جلَّ وعلا-{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}البعث يسيرٌ على الله سبحانه- فالذي قَدِرَ على البدء، بدء الخلق، قادرٌ على إعادتهِ من بابِ أولى في نظر العقول، وإلا فالله- جلَّ وعلا- لا يُعجزهُ شيء، لكن في نظر العقول، فهو سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لا يتعّذر عليه شيء إذا أراده، إنما أمرهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقول لهُ كُن فيكون،{وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ }{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ}يعني يوم القيامة،{كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} فالذي قدِر على بداءة الخلق قادرٌ على الإعادة كما قالَ- جلَّ وعلا-{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ*} ثُمَّ قالَ- جلَّ وعلا-{وَعْداً عَلَيْنَا}هذا وعدٌ وعده اللهُ- جلَّ وعلا- واللهُ لا يُخلف وعدهُ، فما وَعَد بهِ لابُد أن يقع، فاللهُ – جلَّ وعلا- قادرٌ، كما قدر على بداية الخلق، قادرٌ على إعادتهِ من بابِ أولى، وفي هذا ردٌ على الملا حِدة الذين يُنكرون البعث ويزعمون أنَّ الأموات لا يعودون أحياء، وينسونَ قُدرة اللهِ- جلَّ وعلا- التي لا يُعجزُها شيء{ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ*}،{ إِنَّا} تأكيد، فاعلينَ لهذا الموعد الذي وَعَدَ اللهُ بهِ. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_29.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15530 |
#17
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية من سورة الأعراف :ـ ((يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) السؤال: نبدأ بتفسير الآيةِ المباركة في سورة الأعراف في قول الحق - تبارك وتعالى- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:ـ(يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ). الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاةُ والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابهِ أجمعين، هذه الآية في سياق الآيات التي ذكرها الله من محاولة الشيطان لكشفِ عورات بني آدم، وأنهُ حاول مع آدم-عليه السلام- ثُمَّ لايزال يحاول مع ذريته لكشف العورات، وكانوا في الجاهلية يكشفون عوراتهم في الطواف والسعي يطوفونَ عُراةً حول الكعبة، ويقولون لانطوف بثيابٍ قد عصينا الله فيها، يطفون عُراةً، والله -جلَّ وعلا- قال (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا ) والفاحشة هنا هي كشف العورات والتعري، (قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ) فسمى كشف العورة فَحْشَاءِ (أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَالا تَعْلَمُونَ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ )يعني عند كُلِ صلاة (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ). إلى قولهِ تعالى:ـ ( يَابَنِي آدَمَ) خاطب بَنِي آدَمَ:ـ (يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) أي استروا عوراتكم عند كل صلاة، ولذلك من شروط صحة الصلاة ستر العورة بما يواريها عن الأنظار مع القدرة على ذلك (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ) أباح لكم الأكل والشرب مما رزقهم (وَل اتُسْرِفُوا )،نهى عن الإسراف في اللباس والإسراف في الأكل والشرب، والإسراف هو الزيادة عن الحدّ المطلوب (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )فقولهُ تعالى:ـ (خُذُوا زِينَتَكُمْ) يعني استروا عوراتكم والبسوا ثيابكم (عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ):ـأي عند كُلِ صلاة. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_28.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15507 التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 14-11-2015 الساعة 08:31AM |
#18
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية الأخيره من سورة النمل:ـ (وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان -حفظه الله- السؤال: بتفسير الآية الأخيرة في سورة النمل، في قول الحقّ-تبارك وتعالى-أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم (وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، ختم اللهُ -جلَّ وعلا- سورة النمل بقولهِ تعالى-(وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ( يقول الله لنبيهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (وَقُلْ الْحَمْدُ) لأنهُ مُستحقُ للحمد أولًا وأخرا وظاهرًا وباطِنًا لهُ الحمدُ في الأولى والآخرة وهو الحكيم الخبير، (سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ )هذا وعيدٌ للكفار(سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ)في الكون، وما يحدثُ فيهِ من عقوباتٍ ،وما يحدثُ فيهِ من تغيرات، (فَتَعْرِفُونَهَا)تعرفون آيات الله بعدَ أن يُريكم اللهُ إياها، ولعلّ هذا يكون في وقت لا تنفعُ فيهِ المعرفة، حينما ينزل العذاب فإنَّ الكفار يؤمنون،(فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ* فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا)فالإيمان إنما ينفع قبل نزول العذاب وظهور الآيات الكونية، أما إذا نزل العذاب فلا ينفعُ الإيمان،(سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ) هذا كأنهُ وعيد من الله-سبحانه وتعالى-( فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ( الله- جلَّ وعلا- ليس بغافل عما يعمل الظالمون، كما قالَ-جلَّ وعلا-(وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) ،(سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِفَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(عما تعملونه من الكُفرِ والمعاصي، ومعصية الأنبياء، ولكنهُ يُمهل ولا يُهمل- سبحانه وتعالى- فهذا من باب الوعيد لأهل الكفر والطغيان. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/03_17.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15500 |
#19
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير آية من سورة المائدة (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ) السؤال: نستفتح هذا اللقاء بتفسير الآية المباركة في قولِ الحقِّ- تباركَ وتعالى- في سورة المائدة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*). الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله أصحابهِ أجمعين، في هذه الآية الكريمة من سورة المائدة، يقولُ الله تعالى (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*) يُنوّهُ الله – سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة بشأن البيت، وهو الكعبة المُشرّفة التي بناها إبراهيم بأمر الله- سبحانه وتعالى- وفرّض اللهُ على الناسِ حجّها، قال الله -سبحانه- (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )، فهي قيامًا للناس، بمعنى أنها قِبلتُهم، وأنها يحجونّ إليها من أقطار الأرض، يبتغون فضلًا من اللهِ ورضوانا فيعبدون الله عندها، أمرّ اللهُ - جلَّ وعلا- بتطهيرها للطائِفين والعاكفين والرُكّع السجود، فهي بيتُ عبادة، وبيتُ توحيد، وهي مثابَة للناس (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً ) وهي مباركة (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)، نوّه اللهُ بشأنَ هذا البيت العتيق الذي بناهُ إبراهيم- عليهِ السلام- بأمر الله- سبحانه وتعالى- يجتمعُ الناس حولها من أقطار الأرض يتعارفون ويتآلفون، ويُسلّمُ بعضهم على بعض، وتَقّرُ أعينهم إذا رأوا قوة المسلمين وكثرة المسلمين، ففي ذلك مصالِح عظيمة دينية ودنيوية، والحمد لله رب العالمين،(قِيَاماً لِلنَّاسِ) تقوم به مصالحهم في معاشِهِم ومعادِهِم وتُكّفرُ سيئاتهم إذا حَجّوا، الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةُ، من أتى هذا البيت لم يرفث ولم يفسق ولم رجعَ كيومِ ولدته أمه، فتقومُ مصالحهم الدينية والدنيوية بذلك (قِيَاماً لِلنَّاسِ) وجعلَ اللهُ الشهر الحرام الذي هو الأشهر الحُرم التي حرّم الله فيها القِتال، وهي شهرُ شوال، وذو القعدة، وعشرةُ أيامٍ من ذو الحجة، سمّاهُ الله الشهر الحرام لأنهُ يحرُمُ فيهِ القتال، و يأمن الناس على دماءِهِم وأموالِهِم في هذه الأِشهر، كما أيضًا يرتاحون عند هذا البيت العتيق. الشَّهْرَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ مثل ما أنَّ الكعبة جعلها الله قِيَاماً لِلنَّاسِ، ولمّا جاءَ الإسلام انتشر الأمن ولله الحمد، هل بقيت الأشهُر الحُرُم أم نُسِخَت؟ اللهُ أعلم بذلك، ولكن اللهُ شَرَعها لمصالِح الناس وحِفظِ دماءِهم وأموالِهِم، وليتمكنّوا من زيارة هذا البيت حاجّينَ ومُعتمرين هذا من فضل اللهِ -سبحانهُ وتعالى- (وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ) أي ما يُهدى إلى البيت العتيق من بهيمة الأنعام، تَقرُبًا إلى الله- سبحانهُ وتعالى- وعبادةً لله، وفيهِ مصالِح للناس يأكلونَ ويتصدّقون ويتوسعون بلحومها، ( وَالْقَلائِدَ)هيما يكون على الهَديّ الذي يُساق إلى هذا البيت ليُعرَف أنهُ هَديّ فيُجتَنَب ولا يُساءُ إليه، فالْقَلائِدَ فيها علامة على أنَّ هذه الأنعام أنها لا يُتعرّضُ لها حتى تبلُغَ مَحِلها وهو البيت العتيق. ثُمَّ قال- جلَّ وَعَلا-( ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) شَرَعَ لكم هذا الشرع العظيم، وجعل هذا البيت وهذا الشهر الحرام جعلهما قيامًا لِمصالِحكم، وتمكينًا لكم من السيرِ إلى هذا البيت العتيق، لتعلموا أنَّ اللهَ يعلمُ ما في السمواتِ وما في الأرض، هذا فيه الحثّ على العمل الصالِح والإخلاص لله، لأنَّ الله يعلم ما في السموات وما في الأرض، ولا يخفى عليه شيءٌ من أعمالِنا (وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*) تعميم بعد تعميم لعلم اللهِ سبحانه- مما يجعل العبد يخافُ من الله ويرقبهُ في إي مكان كان ، سواء عند البيت أو إذا بعد عن البيت في أقطار الأرض فإنهُ في علم لله سبحانه وتعالى لا يخفى على الله . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_25.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15485 |
#20
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير آية من سورة النساء (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ) لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان -حفظه الله- السؤال: نبدأ في تفسير هذه الآية المُباركة في سورة النساء في قولِ الحقِّ- تبارَك وتعالى- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً). الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد للهِ رب العالمين وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابه أجمعين قولُه تعالى :ـــ (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ) ، النَجَوى :هي الكلام الذي يكون بين الناس وأكثَرَهُ ليس فيهِ خير أكثر الكلام الذي يدور بين الناس ليس فيهِ خَير إلا ما استثناهُ الله –عز وَجَل- من هذهِ الأُمور،(إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ)، حَث على الصدقة والإحسان ورَغبّ في ذلك هذا فيهِ خير ومن دل على خِيِر فلهُ مثل أجر فاعِلِهِ (إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ) ، والمعروف ضد المُنْكَر فالأمر بالمَعْروف والنَهيّ عن المُنْكَر هو من أُصول هذا الدين وهو قِوام هذا الدين ،(إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ) ،أو إصلاحٍ بين الناس في المتنازعين و المتلاحين المختلفين يُصلح بينهم والصُلُحُ خَير كما قال اللهُ –جَلّ وعَلا- قال تعالى )وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَىالْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚفَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون) فالصلح بين المُتنازعين والمُتشاقين فيهِ خيرٌ عَظيم وفيهِ إزالةٌ للتباغض والتشاحن وهذا شأن أهل الخير يِسْعَون بالصلح ثم قال –جَلا وعَلا- (وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ }أي شيئاً من هذهِ الأُمور {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) ، وعدهُ الله –جِلا وعَلا- أنَهُ سيؤتيِهِ على هذا أجراً عظيماً لا يَعْلمُ عِظَمَهُ إلا الله –سُبحانهُ وتَعالى- فتكفل –سُبحانه وتعالى بأجر من أمر بصدقة أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين النَاس. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_24.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15470 ِ |
#21
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير آية سورة الإسراء (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) السؤال: نُفسِر الآية الكريمة في قولِ الحقِ تبارك وتعالى- في سورة الإسراء أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[ الإسراء 70] الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعين، في هذه الآيةِ الكريمة يُخبرُ اللهُ- سبحانه وتعالى- عن تكريمهِ لبني آدم وذلك يدلُ على شرفِ هذا النوع من الخلق لأنَّ الله سُبحانه وهبَ لهُم العقول وميّزَ بينهم وبين المخلوقات التي لا تعقِل وأعطاهم- سبحانهُ وتعالى- من نِعمهِ ما يستيعنون بهِ على عبادتهِ التي خلقهم من أجلها، قالَ -سبحانهُ-{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات 56]، وقال تعالى{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [ البقرة 21}اللهُ خلقهُم لعبادتهِ، وتَكّفَل بأرزاقِهم،{مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} [ الذاريات 57] وعبادتهم للهِ سُبحانه شرفٌ لهم، ومصلحتها لهم أيضًا، لأنها تربطهم باللهِ- عَزَّ وَجَلَّ تستجلِبُ لهم – رضي الله- وتستجلبُ لهُم النِعَم، وأعلى من ذلك أنها تكونُ سببًا لدخولِهم الجنة، فاللهُ كرّم بني آدم فيما خَصّهم بهِ من أنه خلقهم لعبادتهِ- سبحانهُ وتعالى-تَكّفلَ بأرزاقِهِم، {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} وعبادتهم لله شرفٌ لهم ومصلحتها راجعةٌ إليهم، فأما الله- جلَّ وعلا- لا تنفعهُ طاعةُ المُطيعين ولا تضرهُ معصية العاصين، وإنما يرجعُ أثرُ ذلكَ عليِهم خيرًا أو شرّا، وهذا من فضلهِ – سبحانهُ وتعالى- أنَّ اللهَ-كرّم بني آدم على غيرهِ من سائِرِ المخلوقات بما حملهُم من واجِبِ العبادة للهِ- سبحانه- ليواصل لهم الإكرام في الدنيا والآخرة، ثُمَّ قال جلَّ وعلا- {وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} حملهم الله- سبحانهُ -في أسفارِهم وترحالِهِم على وسائل النقل المُريحة التي تحملُ أثقالهم،ويركبونها في أسفارِهم ففي البرّ سخّرَ اللهُ لهم ما هو معلومٌ في كل زمان من ركوبِ الإبلِ والخيلِ، ثُمَّ جَدَّ بعد ذلك ركوب السيارات والطائرات كما قالَ تعالى{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [ النحل 8] وصار الناس الآن يمتطونَ السيارات والطائرات هذا في البرّ وفي البحر سَخّرَ لهم المراكِب والسُفُن التي تحملهُم على عُباب الماء ولا تغوص في الماء بل إنها تمشي على الماء، وهذا من تسخير الله- سبحانهُ وتعالى-{وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}يعني من الحلال الطيّب الذي يُغذيهم تغذيةٍ جيدّة، تغذيةً طيبة، ويقويهم على عبادة الله وشُكرِ الله- سبحانهُ وتعالى- أحلَّ لهم الطيبات حرّم عليهم الخبائِث، -قالَ جلَّ وعلا-{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباًوَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [البقرة 169] قال سبحانهُ وتعالى{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ،إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُالْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ} [ البقرة 172]، ما حرّمَ عليهم إلا الخبائِث يُحلُ لهم الطيبات ويُحرمُ عليهم الخبائِث، {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} وأمرهم بأكلها والتمتع بها، وفي ضمنِ ذلك أنهُ حّرّمَ عليهم الخبائِث التي تضرُهُم، تُغذيهُم تغذيةً خبيثة{وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} ثُمَّ قال{وَفَضَّلْنَاهُمْعَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} فَضلهُم الله بالعقول، فضلَهُم اللهُ بشرَف العبودية للهِ- عَزَّ وَجَلَّ- فضلّهُم الله- بأشياء كثيرة على سائِرِ المخلوقات، المخلوقات كلها مُسخَرَة لهم،{خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [ البقرة 29] والله جعلَ كل ما في المخلوقات كلها لمصالِح بني آدم، ومنها يأكلون ويتمتعون ،{وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} على كثيرٍ من المخلوقات. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_23.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15459 |
#22
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير آية من سورة الاسراء لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان -حفظه الله- السؤال: نفسِر الآية المُباركة في سورة الإسراء، في قولِ الحقِّ- تبارَك وتعالى- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد للهِ رب العالمين وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابه أجمعين في هذه الآيةِ الكريمة يقولُ اللهُ سبحانهُ وتعالى عن نفسهِ -جلَّ وعلا- {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} التسبيح معناه التنزيه، أي أنَّ هذه المخلوقات العظيمة ومن فيها كُلُهُم يُنزهون الله سبحانهُ وتعالى كُلٌ بلغتهِ ولِسانهِ، وإن كُنا لا نفهمُ لُغة هذه المخلوقات والجمادات، ولكن الله -سبحانهوتعالى- يعلمها تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ من المخلوقات من الآدميين والجِن والإنس والملائكة كلهم يُسبِحونَ الله ويُنزهونهُ، كذلكَ هذه المخلوقات والجمادات كلها تُسبِحُ اللهَ- سبحانه وتعالى- أي تُنزِههُ عن الشبيهِ والنظير وتُنزههُ عن الشِرك، التسبيح معناهُ التنزيه كلٌ بلغتهِ التي يعلمها الله- سبحانهُ وتعالى- ولهذا قال {وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} يعني لا تفهمونها لا تفهمون تسبيحهم ولكن الله- سبحانه وتعالى- يعلمها وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} فهذه الآية فيها وجوب تنزيه الله- سبحانهُ وتعالى- عن الشِرِك وعن التشبيهِ والتعطيل وعن ما لا يليقُ بجلالهِ، وأنَّ كُلَ مخلوقاتهِ الناطقة والجامِدة، كلها تُسبِحُ الله- سبحانهُ وتعالى- كلٌ بلغتهِ التي لا يعلمُها إلا الله- سبحانهُ وتعالى. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_22.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15441 ِ |
#23
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد من سورة العصر لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان -حفظه الله- السؤال: من المستفاد والدروس المستفادة من سورة العصر ما جورين؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الصلاة والسلام على رسول لله وعلى آله وأصحابه أجمعين. قال الإمام الشافعي رحمهُ الله، لو ما أنزل الله حجةً، على عبادهِ إلا هذه السورة يعني سورة العصر، لكفتهُ وذلك لان الله حكم بالخسار على كل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات الصفة الأولى:ـ (الَّذِينَ آمَنُوا) الصفة الثانية:ـ(عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ـالصفة الثالثة:ـ(تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ)، يعني يتآمرون بالمعرف ويتناهون عن المنكر. الصفة الرابعة:ـ(تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ). لأن الذي يأمر وينهى قد يحصل عليه أذى فيصبر على ذلك، فإذا توافرت هذه الصفات الأربع نجا المسلم من هذا الخسار فهي سورة عظيمة مع وجزتها واختصارها حوت معاني عظيمة . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/03_10.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15399 |
#24
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية الكريمه (طه) لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه - السؤال: أرجو أن تُفَسِرُوهَا، ولِماذا بُدِأت بِهذا الاسم (طه* مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) ؟ الجواب:ـ (طه)هذهِ حُروف مُقطعة (طه)حروف مُقطعة مثل(يس) مثل(الم) هذه حروف مُقطعة تُبدأُ بها بعض السُور وليس ذلك مِنْ أسماء الَّرَسُول كما يتوهمُهُ بعضُ الجُهال ليس اسماً وإنما هو حرفانِ مُقطعانِ افتُتِحت بِهِما سورة طـه كذلك يـس هذا ليس اسماً إنما هو يـس، ياء هذا حرف سين حرف حروفٌ مُقطعة في بداية هاتين السُورتين فيجب التنبه لذلك فليست من أسماء الَّرَسُول-صَلَّى اللَّهُ عَلْيِهِ وَسَلَمَ- والقرآن فيهِ سُور مبدوءة بالحروف المُقَطْعَة مِنْ حرفٍ واحد أو أكثر واللهُ أعلم بِمُرادهِ ولكن هُناك مِنْ العُلماء كشيخ الإسلام بن تيمية من يقول: إن هذهِ الحروف المقطعة إشارة إلى الإعْجَاز، إعْجاز القرآن أن هذا القرآن مُكون مِنْ هذهِ الحروف وأمثلِها وأنتم تَنْطِقون بها تتخاطبُنَ بها ولم تقْدِروا على أن تأتوا بشيءٍ يُشْبِهُ القرآن ولا بآية ولا بِسُورة هذا إشَارَة إلى الإعْجَاز ولِذَلك يَأْتِي بَعد كُلِّ حُرُوف مُقطعة ذكرٌ للقرآن (الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ) (طه* مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) إلى آخِرهِ . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15989 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15989 |
#25
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ* وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ ) لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- السؤال: الرجاء إلْقَاءُ الضَّوْءِ على قول الله -تَعَالَى- في آخر سورة النحل؛ بعد: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ* وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ* ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ) الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاةِ وَالسَّلامُ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ. هذه الآيات من آخِرِ سورة النحل التي تُسَّمى آية النِعْم؛ لأن اللهَ -جَلَّ وَعَلاَ- ذكر فيها كثيرًا من النعم، التي اِمتَنَّ بها عباده، وطلب منهم شكر هذه النِعْم؛ قال: (وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، وذكر عن إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلاةِ وَالسَّلامُ- خَلِيْل اللهَ أنه كان شاكرًا لأنعمه، لأنعمِ اللهِ -سُبْحَانَهُ-، فلنا فيه قدوةٌ وأسوة حسنة، فهذه السورةُ سورةٌ عظيمة، ختمها اللهُ بهذه الآيات في صفات إِبْرَاهِيمَ، ذكر له أربع صفات: ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً)، و(أُمَّةً) يعني قدوة؛ فهو قدوة للناس، كما قال اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- له: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً)، فهو قدوةٌ للناس من بعده في عبادة الله وشكرهِ . الصفة الثانية: ( قَانِتاً لِلَّهِ) والقنوت هو: دوام العبادة لله -عَزَّ وَجَلَّ-، فكان إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلامُ- مدوامًا على عبادة الله . الصفة الثالثة: (حَنِيفاً) والحنيف هو المُقبل على الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- والمعرضٌ عما سواه . الصفة الرابعة: (وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، أن إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلامُ- كان متبرئًا من المشركين، حتى من أبيه الذي هو أقرب الناس إليه، قال -تَعَالَى-: ( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)، فإِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلامُ- هو القدوة، ثم أمر اللهُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، لأن مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بُعث بملةِ إِبْرَاهِيمَ الحنيفية وهى عبادة اللهِ وحده لا شريك له، وترك عبادةِ ما سواه والحبُ في الله، والبغضُ في اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، هذه ملةُ إِبْرَاهِيمَ التي أُمرنا باتباعها، هذه السورة سورةُ عظيمةُ سورةُ النَحْل، وفي آخرها هذه الآيات العظام التي ذكرها اللهُ في حقِ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلاةِ السَّلامُ- الذي أُمر نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأمرنا باتباعِ ملتهِ والسير على منهاجه، في عبادة الله -عَزَّ وَجَلَّ- وحده لا شريك له، والبراءة من الشرك؛ البراءةُ من الشرك وأهله، ولهذا قال في آخر سُّورة (قَدْ سَمِعَ): (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)، هذه هى البراءةُ من الشِّرك وأهله، ولا يتم الدين لأحدٍ حتى يكون بهذه الصِّفة؛ أن يكون مواليًا لله ولأولياء الله، ومعاديًا لأعداء الله -عَزَّ وَجَلَّ- وإنِّ كانوا من أقرب الناس إليه، فالولاء والبراء من ملة إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلاةِ السَّلامُ- التي أُمرنا باتباعها . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_71.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16043 |
#26
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية سورة آل عمران (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- السؤال: نحب أن نسأل فضيلتكم عن تفسير قول اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في سورة آل عمران: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ). الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاةِ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ . لمَّا ذكر اللهُ في هذه السورة؛ سورة آل عمران أخبار اليهود والنصارى وتعنتاتهم على أنبيائهم؛ وفي الأخير كفرهم بمحمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خاتم النبيين وأمام المرسلين، قال اللهُ - سُبْحَانَهُ – في: هذه الآية (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) أي أن لهم أجلٌ ينتظرهم، لا يخرجون عنه، وينقلون بعده إلى جزاءهم في الدار الاخرة، على ما قدموا من كفرٍ وتكذيبٍ وأمورٍ فظيعة فإنهم ليسوا بمفلتين، بل لهم موعدٌ ينتظرهم لابد منه، (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)، فلا يخرج عن هذا أحدٌ من المخلوقين . (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) يعني نجا، وليس هذا بدعاوى اليهود والنصارى وأنهم شعب الله المختار وأنهم هم أهل الإيمان، وأن من عداهم ليسوا على شئ، فهذه تمنيات تزول في هذا اليوم، حينما تواجه كلُّ نفسٍ ما قدمت! وتتمنى الرجوع إلى الدنيا وإصلاح ما فات ولكن لا تُمكَّن من ذلك، وإنما هو الجزاء، فدار الدنيا عملٌ ولا جزاء، وأمَّا الدار الاخرة فهى جزاءٌ ولاعمل. (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)، (فَمَنْ زُحْزِحَ) أي أبعدَ عن النار، (وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) يعني نجا . (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) تغرُ صاحبها، واللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- نهى عباده فقال: (فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ لْغَرُورُ)، فنهى - سُبْحَانَهُ - عن الاغترار في هذه الحياة الدنيا ونسيان الآخرة، وذكر أن هذا اليوم أتٍ على الجميع، لا ينفلتُ أحدٌ منه وما بعده فهو دار قرار، ودار الجزاء وقد انتهت دار العمل، فليحذر العبد من هذا الموعد، وليستعد له قبل أن يحل به، ويستعد له بالعمل الصالح ويتوب من الذنوب والسيئات، هذا يزحزح عن النار ويبعد عنها، ويدخل الجنة لأنه في الآخرة ما في إلا دار الجنة ودار - والعياذ بالله - النار، داران لا محيد عنهما، فليتنبه العبد لهذا اليوم وهذا اللقاء، وليحسن العمل وأن يتوب من السيئات، وأن يترك المرواغات التي اُبتلي بها أهل الكتاب (وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ)، فليس الأمر بالتمني، وتزكية النفوس بالكذب، وإنما الأمر على الجد وعلى الصدق، وعلى الوفاء والتمام، والجزاء من جنس العمل، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_75.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16076 |
#27
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ). لفضيلة الشيخ العلامة : صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- السؤال: هل صحيح تفسير معنى قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) أي: منور السموات والأرض؟ الجواب: نعم، النور على قسمين: القسم الأول : نور هو من صفات الله عز وجل، وهذا غير مخلوق، صفة من صفات الله. القسم الثاني : ونور مخلوق، مثل نور الشمس والقمر والكواكب وأنوار الكهرباء، هذا كله مخلوق، الله هو الذي خلقه، وهو الذي نور السموات والأرض بهذه المخلوقات. لكن النور الذي من صفات الله كما في قوله تعالى: (وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ) إذا نفخ في الصور وحشر الناس، ثم جاء الله لفصل القضاء بين عباده تشرق الأرض من نوره سبحانه وتعالى. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/22_5.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14787 |
#28
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14); وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15); بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْر وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى(19) ) سورة الاعلى السؤال: نبدأ بتفسِر الآيات المُباركات والأخيرة في سورة الأعلى، في قولِ الحقِّ- تبارَك وتعالى- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14); وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15); بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْر وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى(19) [الأعلى]. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد للهِ رب العالمين وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابه أجمعين، قال اللهُ- جلَّ وعلا-{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14); وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) (أَفْلَحَ): الفلاح وهو ضد الخَسَار، الفلاح هو الفوز والنجاة فهو كلمةٌ جامعة، (مَنْ تَزَكَّى) يعني طَهّرَ نفسهُ من الشركِ والمعاصي، (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ ) ذكرَ اسم ربه ذكرُ الله –سبحانهُ وتعالى- عبادةٌ عظيمة وقد أمرَ الله- جّلَّ وعلا- بهِ في آياتٍ كثيرة، اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)} [ الأحزاب]، ذكرُ الله يكون باللسان ،الثناء على الله باسمائِهِ وصفاتهِ ونعمهِ، ويكونُ أيضًا بالقلب اعتقادًا وإيمانًا، ويكونُ أيضًا بالأفعال، فالصلاة ذكرٌ لله- عزَّ وَجلّ- قال تعالى{وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} بالعنكبوت 45]الصلاة ذكرٌ لله- عزَّ وجلّ- وفيها الثناء على الله، فهي ذكرٌ لله- عزَّ وجلّ- (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ) يُذكَر الله- جلَّ وعلا- ويُثنى عليهِ باسماءه وصفاتهِ (اسْمَ) هنا مُضاف يشمل جميع اسماء الله- سبحانهُ وتعالى-لأنَّ المُفرَد إذا أُضيف يعّم، (فَصَلَّى ) صلى الصلاة المفروضة والصلوات المُستحبّة، لأنَّ الصلاة صِلةٌ بين العبدِ وربهِ- عزَّوجلّ- فهي أعظمُ أنواع العبادات ولهذا جاءَت بعد الشهادتين، فهي الرُكنُ الثاني من أركان الإسلام، (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى). ثُمَّ قالَ جلَّ وعلا- (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) فمن الناس من يغفُلُ عن ذكرِ الله، ويغفُل عن الصلاة، ويشتغل بالدنيا، مع إنَّ الدُنيا مطيةٌ للآخرة، ومزرعةٌ للآخرة لمن استغلّها في طاعة الله،واستعانَ بها على عبادة الله- سبحانه وتعالى- فيجمع بين الصلاة والذكر وطلب الرزق، نَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ }[ العنكبوت 17]، {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ الجمعة 10] ، هذا هو المنهج الذي يسير عليهِ المُسلِم، وأما الذي يؤثر الحياة الدنيا فهذا خاسِر،والدُنيا ستزول، والآخرة مُقبِلة، والثروات والأموال ستزول، ولا يبقى إلا العمل الصالِح الذي يخرُج بهِ من هذه الدنيا، (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) هذا من باب الإنكار، ثُمَّ قلَ-جلَّ وعلا- مُقارِنًا بين الدنيا والآخِرَة (وَالْآخِرَةُ خَيْر) من الدنيا، ( وَأَبْقَى) منها، لأنَّ الآخرة باقية دائمة، والدُنيا زائِلة (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَالْآخِرَةُ خَيْر وَأَبْقَى) ثُمَّ قال- جلَّ وعلا- (إِنَّ هَذَا) ما ذُكِرَ في هذه السورة، من أولها إلى آخرها سورة الأعلى (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى) مذكورٌ في الصُحف والكتُب الأولى قبلَ القُرآن، (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى، صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ) الخليل- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- وموسى كليم الله، فهؤلاءِ أفضل النبيين بعد محمد- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاللهُ- جلَّ وعلا- ضَمّنَ هذه السورة العظيمة ما في الصُّحُفِ الْأُولَى، وهذا من فضلهِ على هذه الأُمة، فلله الحمد والشُكر. المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16104 |
#29
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية الكريمة (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) السؤال: مقدم البرنامج: أيها الأخوة المشاهدون، أيها الأخوات المشاهدات: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وحياكم الله إلي هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فتاوى الذي نسعد وإياكم فيه باستضافة شيخنا الشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، مطلع هذه الحلقة أرحب بالشيخ صالح؛ حيَّاكم الله صاحب الفضيلة. الشيخ: حيَّاكم الله وبارك فيكم . السؤال: نريد من فضيلتكم بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين تفسير قول اللهِ -تَعَالَى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) الآية.. الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ. هذا جزءٌ من الآية التي أمر اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- المسلمين بأن يجتمعوا على كلمةٍ واحدة، هى كلمةِ التوحيد ولزوم جماعة المسلمين، وإمام المسلمين وبذلك يتمَّ لهم أمرهم، وتتحد كلمتهم، ويحقق اللهُ لهم الأمن والاستقرار كما حصل في صدر هذه الأمة، لمَّا تمسكوا بهذه الآية وأمثالها، سادوا العالم بأسره، وانتشرت رقعة الإسلام على وجه المعمورة، كما وعد اللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بقوله: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، قد ظهر دين اللهِ في المشارق والمغارب؛ وذلك بالدعوة إلى الله أولًا، ثمَّ بالجهاد في سبيل الله ثانيًا، فعمَّت كلمة الإسلام، قامت حُجة الله على خلقه، وبهذا حصل للمسلمين العزَّ والتمكين في هذه الأرض، ويحصل لهم العزَّ والتمكين في الجنة وفي الدار الآخرة، فهذا هو عزَّ المسلمين في الدنيا والآخرة، أن يتمسكوا بدينهم وأن يُحكَّموا كتاب ربَّهم، وأن يطيعوا وليَّ أمرهم بالمعروف، ويلزموا جماعة المسلمين وعامتهم وإمامهم، وبذلك يُحصل العزَّ لهم عاجلًا وآجلا. وقد أوصى اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- بهذا في قوله: (وَاعْتَصِمُوا) أي: تمسكوا، (بِحَبْلِ اللَّه): وحبل الله هو القرآن، وقيل الرَسُول، وقيل الإسلام، والكلُ حقَّ؛ تُفسر الآية بكل هذه المعاني الثلاثة. ثمَّ قال: (وَلا تَفَرَّقُوا)، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً) لا بعضكم وإنما جميعًا، تكونون أمة واحدة. (وَلا تَفَرَّقُوا): لمَّا أمر الله بالإجتماع والاعتصام بالكتاب والسُنَّة نهى عن ضد ذلك، فقال: (وَلا تَفَرَّقُوا). (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً) يعني في الجاهلية، قبل بعثة الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. (فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ): على يد هذا الرَسُول وبواسطة هذا الكتاب العزيز. (إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً): بدلًا أن كنتم أعداءً، هكذا الإسلام حولهم من كونهم أعداءً إلى كونهم إخوانًا في الدين والعقيدة، (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً). (وَكُنْتُمْ): يعني في الجاهلية (عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ): لو بقيتم على هذا لوقعتم في النار. (عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا)، أنقذكم منها بهذا الرَسُول وهذا الإسلام، وهذا الدين وهذه الجماعة المسلمة. (وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ)؛ ( يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ) مثل هذا البيان، يبيَّن اللهُ لكم نعمته ومنَّته عليكم، ويبيَّن لكم أيضًا لا عزَّ لكم، ولا بقاء لكم، ولا دولة لكم إلاَّ بهذا الإسلام الذي أختاره اللهُ لرَسُوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولأمته. المصدر: http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16116 |
#30
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الآية ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدّ) السؤال: نحب فضيلة الشيخ أن نلقي الضوء على تفسير قول الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في سورة المائدة: ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، نريد من فضيلتكم تفسير هذه الآية نفع اللهُ بكم. الجواب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ. هذه الآية الكريمة نزلت في بيان حدَّ المحاربين، وهم الذين يتعرضون للناس في الصحراء أو البنيان، فيغصبونهم المال مجاهرةً لا سرقة، هؤلاء هم المحاربون، وفي هذه الآية تتفاوت عقوبتهم بحسب جرائمهم. ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا)، فمن قتل وأخذ المال فإنه يُقتل ويُصلب، ومن أخذ المال ولم يقتل فإنه تُقطع يده اليمنى ورجله اليسرى من خلاف، وكذلك إذا أخاف الطريق ولم يقتل نفسًا ولم يأخذ مالًا فإنه يُنفى من الأرض، بمعنى أنه يُطارد ولا يترك يأوي إلى بلد، وعند الحنفية أنه يُنفى من الأرض بمعنى أنه يُسجن، حتى يُكفَّ شره عن المسلمين. فالآية الكريمة جاءت وبيَّنت أن حدَّ المحاربين يتنوع حسب جرائمهم: فمن قتل وأخذ المال يُقتل ويُصلب، ومن قتل ولم يأخذ المال فإنه يُقتل حتمًا ولا يُصلب، ومن أخذ المال ولم يقتل فإنه تُقطع يده اليمنى ورجله اليسرى من خلاف، ومن أخاف الطريق ولم يقتل نفسًا ولم يأخذ مالًا فإنه يُنفى من الأرض بمعنى إنه يُطرد من البلد، يعني يُطرد من المملكة مثلًا ويًنفى، وقيل أنه يًتفى من الأرض يعني يًسجن، هذا قول الحنفية أما قول الجمهور: أنه يُنفى من البلد، ولا يترك يأوي إلى بلد حتى يتوب إلى الله -عَزَّ وَ جَلَّ -. الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_78.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16126 |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من أحكام القرآن الكريم لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان | ام عادل السلفية | منبر القرآن العظيم وعلومه | 2 | 28-11-2014 11:21AM |
تفسير آيات من القرآن الكريم تفسير الإمام محمد بن عبد الوهاب لفضيلة الشيخ صالح الفوزان | ام عادل السلفية | منبر القرآن العظيم وعلومه | 2 | 16-10-2014 10:41PM |
أثر حفظ القرآن في زيادة التحصيل الدراسي والتفوق | مشاركة سابقة | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 0 | 01-03-2010 11:26PM |
أصول في التفسير (للشيخ/محمد بن صالح العثيمين رحمه الله) | طارق بن حسن | منبر القرآن العظيم وعلومه | 1 | 13-12-2006 12:12AM |
حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام (الحلقة الثانية) | الشيخ ربيع المدخلي | السنن الصحيحة المهجورة | 0 | 12-05-2004 06:34PM |