|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
فالح الحربي ، حمزة المليباري (( والقاسم المشترك ))
فالح بن نافع الحربي ، حمزة بن عبدالله المليباري (( والقاسم المشترك )) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد: عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير شر ؟ قال: (( نعم )) فقلت هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: (( نعم وفيه دخن )) قلت وما دخنه ؟ قال: (( قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر )) فقلت هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: (( نعم ، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها )) فقلت يا رسول الله صفهم لنا ، قال: (( نعم ، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا )) قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك ؟ قال: (( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم )) فقلت فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: (( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )). رواه مسلم قال النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: قال العلماء : هؤلاء من كان من الأمراء يدعو إلى بدعة أو ضلال آخر كالخوارج والقرامطة وأصحاب المحنة . وفي حديث حذيفة هذا : لزوم جماعة المسلمين وإمامهم ، ووجوب طاعته ، وإن فسق وعمل المعاصي من أخذ الأموال وغير ذلك ، فتجب طاعته في غير معصية . ا.هـ ففي هذا الحديث بيان خطر الفتن ، وأنها واقعة في هذه الأمة ، وبيان المخرج منها. وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وهي الجماعة )). رواه ابن ماجه وقال صلى الله عليه وسلم في بيان حال هذه الجماعة (( لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة )) رواه ابن ماجه والغرض من التقديم بهذه الأحاديث بيان مغالطات طائفة من الناس أنكروا على السلفيين أن يكونوا هم من يمثل المنهج الحق ، وذلك لكثرة ردودهم ، وأن هذا - أي كثرة الردود - صار علماً عليهم. فهؤلاء الناس يريدون إيجاد مجتمع إسلامي خالٍ من الفرقة والاختلاف ، وهيهات لما يصبون ، أقول هيهات موقنا بذلك تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم (( حتى تقوم الساعة )) فلو انتهت الفرقة والاختلاف لما صح أن يأتي الحديث بلفظ (( لا تزال طائفة من أمتي )) إذ لا فائدة من تخصيص طائفة من الأمة بهذا الوصف إذا كانت الأمة كلها ستصير إلى المنهج الواحد الصحيح ، منهج الفرقة الناجية المنصورة أهل السنة والجماعة السلفيين. فنرجوا أن يتنبه هؤلاء الناس إلى خطأهم فيما انتقدوه على السلفيين ، ويتأكدوا أن جهاد القلم واللسان لا يزال ولن يزال قائما حتى تقوم الساعة ، تصديقا منهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن من الفتن التي عرفها المسلمون في هذا العصر فتنة المليباري التي كان القصد منها استهداف المصدر الثاني من مصادر التشريع ، وذلك باختراع قواعد محدثة في دراسة الأحاديث وأسانيدها. وقد قيض الله عز وجل علماء أجلاء ردوا عليه وبينوا باطله ، فجزاهم الله عنا خيراً. ومن الفتن - أيضا - التي لا تبعد عن سابقتها زمنا ولا هدفا فتنة فالح الحربي ، مخترع القواعد والأصول وهادم منهج أهل الحديث ورثة الرسول. فمن أفسد القواعد التي اخترعها هذا الرجل قاعدة (( التفريق بين جرح الرواة وبين التحذير من أهل البدع )). وبناءً - مع أنه بناء هش - على هذه القاعدة أقصى أئمة الجرح والتعديل من ميدان نقد أهل البدع ، والكلام في الكفرة والزنادقة من باب أولى. ولكن - ولله الحمد - اللهُ عز وجل ناصرُ دينه بعباد يصطفيهم لذلك ، فقد جاهد فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - هذا الباطل ، ودافع عن إخوانه الذين سبقوه من أئمة الجرح والتعديل ، فنفعنا الله بهذا نفعاً عظيما ، جزاه الله الفردوس الأعلى. إن الشيخ فالحا - هداه الله - لما قعَّدَ هذه القاعدة الفاسدة كان يريد من خلالها درء جهد وعناء البحث عن طريقة العلماء - وعلى رأسهم أئمة الجرح والتعديل - في نقد أهل البدع. ولكنه فتح باب شر عظيم على الأمة الإسلامية ، حيث إن مقتضى قاعدته الفاسدة ومنتهاها الخطير هو: إعادة النظر في كتب الحديث وأسانيدها ، والتحقيق في الرواة الذين رموا بالبدعة ورُدَّ حديثهم لأجل ذلك ، والبحث: هل هؤلاء الرواة جاء تبديعهم من طرف عالم محيط بالشريعة ينـظر في الأصول ويستقرأ الأدلة من الكتاب والسنَّة ليخرج بعدها بحكم على هذا الرجل ، وهل خالف منهج أهل السنَّة والجماعة أو لا ؟ (( وهذا العالم - في نظره - ليس من جملة علماء الجرح والتعديل )). أم أن تبديعهم ليس له طريق إلا عن أئمة الجرح والتعديل؟ فإن كان الأول ( من العالم المحيط بالشريعة ...) سلمنا برد رواياتهم. أما إن كان الثاني ( أي من أئمة الجرح والتعديل ) فيجب أن نرد أقوال أئمة الجرح والتعديل فيهم لأنهم ليسوا أهلا للحكم على الأشخاص بالبدعة. وعليه ، فإن جميع الأحاديث التي ضُعِّفَت بسبب أولئك الرواة المجروحين تعود وتصحح في هذا الزمان - زمن العجائب - ولا عليك أخي المسلم من عَدِّ البدع التي ستنتشر بتصحيح تلك الأحاديث ، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ومن هنا يظهر لك وجه الشبه بين فالح الحربي وحمزة المليباري في هدم ميراث النبوة ، فهل يعي القوم ماذا هم فاعلون؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فرب قاعدة لو علم صاحبها ما تفضي إليه لم يقلها ) بيان الدليل على بطلان التحليل ويهمنا هنا أن نتوجه بسؤال إلى الشيخ فالح هدانا الله وإياه : هل كنت تعلم بأن تقعيدك لهذه القاعدة سينتهي إلى هذا الحد من التشكيك في الأحاديث؟! إن كان الجواب نعم ، فأنت الآن حامي أهل البدع والزندقة من أقوال وأقلام أئمة الجرح والتعديل. وإن كان الجواب لا - وذلك ما نرجوه حسنَ ظَنٍّ بك - فهلا تبت إلى الله واستغفرته ورجعت إلى المنهج الحق؟! وإنا لنحمد الله تعالى على أن هذه القاعدة العظيمة الخطر لم تجد من يستغلها الاستغلال الفاسد في التشكيك في الأحاديث النبوية - ولو وجد لكان من فرسان السنة من يتصدى لتخريفاته - فإن الجهلة الذين التفوا حول هذه القاعدة أبعد من أن يفهموا أصول وقواعد علم من العلوم فضلا عن علم الحديث ، فحالهم حال الموصوفين في مقدمة الإمام مسلم في صحيحه حيث قال : فأما عوام الناس الذين هم بخلاف معاني الخاص من أهل التيقظ والمعرفة، فلا معنى لهم في طلب الكثير وقد عجزوا عن معرفة القليل. ا.هـ وكما قال شيخ الإسلام - رحمه الله - بعد أن ذكر كلاما: وجماع الشر الجهل والظلم، قال الله تعالى: { وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} إلى آخر السورة [الأحزاب: 72، 73]. وذكر التوبة لعلمه سبحانه وتعالى أنه لا بد لكل إنسان من أن يكون فيه جهل وظلم ثم يتوب الله على من يشاء فلا يزال العبد المؤمن دائما يتبين له من الحق ما كان جاهلا به ويرجع عن عمل كان ظالما فيه. (مجموع الفتاوى 3 ) وإني لأرجو من الله أن يكون لك حظ من توبة الله على عباده وأن تتصف بصفة التوابين الأوابين. اللهم من كان على هوى أو على رأي وهو يظن أنه على حق وليس هو على حق فرده إلى الحق حتى لا يضل من هذه الأمة أحد اللهم نور قلوبنا بنور الهدى ودين الحق والإيمان ، وبلغنا بفضلك ورحمتك جنة الرضوان آمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. كتبــه أبو حــــــاتم رضوان حدادي البُلَيْــــــدِي 8 جمادى الثانية 1428 البُلَيْــدَة - الجزائر التعديل الأخير تم بواسطة أبو حــــــاتم البُلَيْــــــدِي ; 17-07-2007 الساعة 09:54PM |
#2
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب الله أجرك
وشكر الله سعيك ومجهودك المبارك أخي أبو حاتم |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|