تعليقات الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله على فتح المجيد شرح كتاب التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده ، و نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد
فاليوم مع درس من دروس الإمام العلامة الشيخ
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمه الله تعالى

تعليقات على كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد

للشيخ العلامة
عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ
رحمه الله تعالى

قوله ( إنها كلمة من خاصم بها فلج، ومن قاتل
بها نصر، إنما يعرفها أهل هذه الجزيرة التي يقطعها الراكب في ليال قلائل، ويسير من الدهر في فئام من الناس، لا يعرفونها ولا يقرون بها )
الــتـــعـــلـــيــــق
وهذا في أول الإسلام ثم إنتشرت كانت في المدينة ومكة وما حولها ثم إنتشرت بجهاد الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم في الأفاق وإنتشرت في أوروبا والمشرق والمغرب وعمت الدعوة .
فهكذا دعوة الشيخ رحمه الله تعالى كان أهل نجد وأهالي البلاد قد عمتهم الفتنة والجهل وقلة العلماء وبالأخص بلاد نجد حصل فيها من الجهل في القرون الأخيرة
فلما رأي الشيخ ما أصاب الناس من الجهل وعبادة القبور وإتخاذ الأشجار والأحجار وعبادتها شرح الله صدره للدعوة بعدما تعلم على أبيه وبعدما سافر إلى الحجاز وتعلم بمكة والمدينة وسافر إلى العراق وأخذ عن بعض علماء البصرة
ثم رجع رحمه الله في وسط القرن الثاني عشر وقام بالدعوة إلى الله في حريملاء بعدما إنتقل أبوه من العيينة إلى حريملاء
ثم إنتقل من حريملاء إلى العيينة وقام بالدعوة بها مدة طويلة عند أميرها الأمير ابن معمر ثم حصل بينه وبين إبن معمر بعض الشيء بإنتقل إلى الدرعية وبايعة الإمام محمد بن سعود في الدرعية في السنة سبع وخمسين ومائة وألف وتمت البيعة على هذا الأمر العظيم وقام بالدعوة إلى الله من ذاك الوقت وأنتشر المجاهدون والدعاة من عام ثمان وخمسين وما بعدها في هذه الجزيرة يدعون إلى الله ويعلمون ويرشدون وقام سوق الجهاد ضد من خالف الدعوة ممن كان في أطراف نجد وغيرها
رحمه الله وأجزل له المثوبة وأنصارة وأعوانه وجعلنا الله وإياكم من الدعاة إلى الهدى وأنصار الحق

وهنا ينتهي الجزء الأول
وجزى الله شيخنا أسد السنة خيرا ورحمه الله تعالى
ولنا لقاء بإذن الواحد الملك الباري جل جلاله
في الجزء الثاني من درس التعليقات على فتح المجيد
وصلى الله علي نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم

قوله ( "بسم الله الرحمن الرحيم"
ابتدأ كتابه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز، ........... ( إلى أن قال ) والمصنف قد اقتصر في بعض نسخه على البسملة، لأنها من أبلغ الثناء والذكر للحديث المتقدم. وكان النبي صلي الله عليه وسلم يقتصر عليها في مراسلاته، كما في كتابه لهرقل عظيم الروم6. ووقع لي نسخة بخطه -رحمه الله تعالى- بدأ فيها بالبسملة، وثنى بالحمد والصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم وآله. وعلى هذا فالابتداء بالبسملة حقيقي، وبالحمدلة نسبي إضافي، أي بالنسبة إلى ما بعد الحمد يكون مبدوءا به.والباء في "بسم الله" متعلقة بمحذوف، واختار كثير من المتأخرين كونه فعلا خاصا متأخرا.)

الــتـــعـــلـــيــــق
المعنى بسم الله أألف أو أكتب وعند الاكل بسم الله يعنى آكل وعند الشرب بسم الله أشرب
المتعلق على حسب الواقع فالسنة البداءة بالبسملة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مراسلاته
وكما بدأ القرآن بالبسملة في اول كل سورة
أما التنبيه بالحمد فهذا من باب الكمال

قوله : ( قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: الصحيح: أنه مشتق، وأن أصله الإله كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ. وهو الجامع لمعاني الأسماء الحسنى والصفات العلى. والذين قالوا بالاشتقاق إنما أرادوا أنه دال على صفة له تعالى. وهي الإلهية كسائر أسمائه الحسنى، كالعليم والقدير،والسميع، والبصير; ونحو ذلك. فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب، وهي قديمة، ونحن لا نعني بالاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى، لا أنها متولدة منه تولد الفرع من أصله. وتسمية النحاة للمصدر والمشتق منه: أصلا وفرعا، ليس معناه أن أحدهما متولد من الآخر، وإنما هو باعتبار أن أحدهما يتضمن الآخر وزيادة.)

الــتـــعـــلـــيــــق
وهذا هو الحق أن أسمائه جل وعلا كلها أعلام ونعوت جمعت بين هذا وهذا
فهي أعلام عليه ينادى بها جل وعلا وتعرف به وهو نعوت أيضا
يعنى مشتملة على المعاني وليست جامدة كلها مشتقه حتى لفظ الجلاله الله من الألوهية وهي العبودية سمي الله لأنه يأله ويعبد ويستعان ويدعى كما أنه الرحمن لأنه يرحم والعزيز لأنه ذو العزة العظيمة وهكذا السميع والبصير و القدير كلها أسماء مشتقه من معانيها .أ.هـ

وهنا ينتهي الجزء الثاني
وجزى الله شيخنا أسد السنة خيرا ورحمه الله تعالى
ولنا لقاء بإذن الواحد الملك الباري جل جلاله
في الجزء الثالث من درس التعليقات على فتح المجيد
وصلى الله علي نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم

قوله ولا شك أن التأله التفعل، من أله يأله، وأن معنى "أله" إذا نطق به: عبد الله. وقد جاء منه مصدر يدل على أن العرب قد نطقت منه بفعل يفعل بغير زيادة

الــتـــعـــلـــيــــق
يمكن أن يستعمل ألِه مثل سمِع أله يأله من باب سمع يسمع من باب فعل وأله يأله من باب قطع يقطع نحر ينحر مفتوح الماضي والمضارع
المقصود أنه مشتق أله يأله أو ألَه يأله إلاهة مثل ماقيل من قرآءة بعض القراء ويذرك وألهتك ويعنى وعبادتك التأله التعبد والإله العبادة والإله المعبود كلها مشتقه من الألف واللام والهاء أله مصدر فعل .


قوله : قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: لهذا الاسم الشريف عشر خصائص لفظية، وساقها. ثم قال: وأما خصائصه المعنوية فقد قال أعلم الخلق صلي الله عليه وسلم:
3 " لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " وكيف نحصي خصائص اسم لمسماه كل كمال على الإطلاق، وكل مدح وحمد، وكل ثناء وكل مجد، وكل جلال وكل كمال، وكل عز وكل جمال، وكل خير وإحسان وجود وفضل وبر فله ومنه؟ ......( إلى أن قال ) .... فهو سر الخلق والأمر. وبه قاما وثبتا، وإليه انتهيا، فالخلق به وإليه ولأجله. فما وجد خلق ولا أمر ولا ثواب ولا عقاب إلا مبتدئا منه ومنتهيا إليه. وذلك موجبه ومقتضاه {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}1 إلى آخر كلامه -رحمه الله تعالى-.

الــتـــعـــلـــيــــق
وهذا كله يعنى التمسك بهذا الأسم الكريم الله وأدي حقه فمن تمسك بهذا الإسم الكريم وأدى حقه عبادة وتوحيدا وإخلاصا وتركا للنواهي وطاعة للأوامر
حصل به كل خير فهذا هو الاساس وبقية الأسماء تابعة لذلك المقصود الرب جل وعلا هذا هو المقصود أن هذا أشهر الأسماء وهذا أصل الأسماء أسماء الله والبقية تابعة له
الرحمن الرحيم والمراد الرب الذي هو إلهك ومعبودك

سؤال : مامعنى إسم الله ؟
الجواب : الله هو أصل الأسماء وهو أشهرها وأعظمها والباقي تبع .


وهنا ينتهي الجزء الثالث
وجزى الله شيخنا أسد السنة خيرا ورحمه الله تعالى
ولنا لقاء بإذن الواحد الملك الباري جل جلاله
في الجزء الرابع من درس التعليقات على فتح المجيد
وصلى الله علي نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم