[مقال] احذروا عباد الله سوء الخاتمة

[عمرو التهامى]

احذروا عباد الله سوء الخاتمة فمن أعظم اسبابها التلون والنفاق والنفعية على حساب الدينوخبيئة سيئة

بسم الله الرحمن الرحيم

أن من الفواجع وأعظم المصائب على المرء أن تكون نهاية حياته وتوديعه للدنيا واهلها وافراحها واتراحها ومناصبها وفخم اثاثها والعلاقات بالخلق من والد وام وولد وصاحب ورحم سوء خاتمة
فيظهر الرب للخلق بقبض عبده على سوء خاتمة من عمل سيء ينفر منه الكرام البررة والمصطفين الاخيار فضلا عن أهل الوسط من الصالحين فاخرج سبحانه ما كان سره مكتوما عن الخلق بظلم أو بعمل سوء خفي وغش مزيف كان فيه صاحبها عن العاقبة تائه غبي قد اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني على صورة سوء خاتمة
ليرتدع الخلق عن خبايا السوء وخفايا الظلم والبغي والعلو في الارض ولو بغير الحق...

فساعة الوفاة قد يظهر فيها اثار الحصاد والدنيا مزرعة الاخرة

قل لي ما بقلبك ومن صديقك وما هو جل اهتمامك؟ اقول لك كيف ربما ستكون خاتمتك

فاذا مليء قلبك بالتعلق بالدنيا وزينتها ومفاخرها حتى نسيت هذا الموعد فلم تعطه حظه من تزكية ذلكم القلب بالقرآن وتدبره وحفظه والعلم وطلبه

وكان جليسك من يسليك وحسب بزخرفة الكلام والاضحاك واشغالك بما لا يفيدك في اخرتك لا من بكلامه وتذكير من سوء العاقبة بالذي ينجيك فامضيت وقتك معه في التسامر على حب الدنيا وقصص اهلها فتناسيت تلكم المنازل العلا في الجنة والعمل لها حتى قسى قلبك فاتعبت نفسك من بعده في اللهث لجمع حطامها

فكان ذلك جل اهتمامك.. فما ابخس همتك فانتظر ما قد يفجعك ويفجئك ويسوؤك الا ان يرحمك الله

وهنا قصة مغن استهواه عشق الغناء اكرمه الله بصوت جميل فلم يشكر الله باستعماله لقراءة كلام العزيز الحميد فيحبب الخلق في كتابه سبحانه بجمال صوته بل راح يدل الناس بهذه النعمة على طرق الفحشاء ودروب المنكر فقبض بحفل غنائي وهو معانق عوده يقول في اغنيته والاغاني رقية الزنا كما قال بعض سلفنا ))ماشي على دروبكم ((... فيا لهوله صرع وفاضت روحه وهو يرددها

فمن كان على طريق توفي غالبا عليه ان لم يسعف نفسه بتوبة نصوح يستدرك بها ما فاته والله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويبدلها بالصدق فيها حسنات فهذا ظهر حاله ولكن الاشد من كان في صورة رجل صالح يظهر صوم النافلة والصدقة وانه ينكر المنكر ولسانه يفري في اعراض الخلق واموالهم بغير حق لا يفرق بين عالم وجاهل ووضيع وشريف ان اشبعته من الدنيا سكن وان خرمها ظل ساخطا حتى يلعق من ترابها اويلعقه احد فيستحق منه الثناء صلاحه قنطرة دنياه واخرته مفزعها لاتهمه بحق وصدق

فما ابعد الخائن للأمانة ومن اسر خبيئة سوء من رياء وسمعة وغش للمسلمين أو جرأة على الفواحش والمعاصي واكل الحرام باسم التجارة والشراكات والاستتار بالدين والعلم من حسن الخاتمة

قال عبد الحق الإشبيلي : إن سوء الخاتمة لا يكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه ما سُمع بهذا قط ولا عُلم به والحمد لله وإنما يكون لمن كان له فساد في العقل أو إصرار على الكبائر وإقدام على العظائم أو لمن كان مستقيماً ثم تغيرت حاله وخرج عن سننه .

ويدل على ذلك حديث مشهور فهمه الكثير على غير وجهه وهو فمنكم من يعمل بعمل اهل الجنة حتى اذا لم يبق بينه وبين الجنة الا ذراعا فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها فقد فسر برواية كاشفة لمشكله وهي فيما يبدو للناس

اذن هو يخبيء خبيئة سوء اظهرها الرب على صورة سوء خاتمة كما ذكر ابن القيم رحمه الله

فاللهم رحماك رحماك ما لنا رب سواك فيهدينا لما يصلح ختامنا فتجاوز عنا واعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك... وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والاخرة

كتبه/

ابوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني