القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية للمجلة »
موقع الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني »
المحاضرات والدروس العلمية »
الخطب المنبرية الأسبوعية »
القناة العلمية »
فهرس المقالات »
فتاوى الشيخ الجديدة »
برنامج الدروس اليومية للشيخ »
كيف أستمع لدروس الشيخ المباشرة ؟ »
خارطة الوصول للمسجد »
تزكيات أهل العلم للشيخ ماهر القحطاني »
اجعلنا صفحتك الرئيسية »
اتصل بنا »
ابحث في مجلة معرفة السنن والآثار »
ابحث في المواقع السلفية الموثوقة »
لوحة المفاتيح العربية
البث المباشر للمحاضرات العلمية
دروس الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله والتي تنقل عبر إذاعة معرفة السنن والآثار العلمية حسب توقيت مكة المكرمة حرسها الله :: الجمعة|13:00 ظهراً| كلمة منهجية ثم شرح كتاب الضمان من الملخص الفقهي للعلامة الفوزان حفظه الله وشرح السنة للبربهاري رحمه الله :: السبت|19:00| شرح كشف الشبهات للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :: الأحد|19:00 مساءً| شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي رحمه الله :: الاثنين|19:00 مساءً| شرح سنن أبي داود السجستاني:: الثلاثاء|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج وسنن أبي عيسى الترمذي رحمهما الله :: الأربعاء|19:00 مساءً| شرح الموطأ للإمام مالك بن أنس رحمه الله :: الخميس|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام البخاري رحمه الله
 
جديد فريق تفريغ المجلة


العودة   مجلة معرفة السنن والآثار العلمية > السـاحة الإســلاميـــة > منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك
مشاركات اليوم English
نود التنبيه على أن مواعيد الاتصال الهاتفي بفضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله، ستكون بمشيئة الله تعالى من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، وفي جميع أيام الأسبوع عدا الخميس و الجمعة، آملين من الإخوة الكرام مراعاة هذا التوقيت، والله يحفظكم ويرعاكم «رقم جوال الشيخ: السعودية - جدة 00966506707220».

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-03-2016, 04:02PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي شرح نواقض الإسلام لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان-حفظه الله-

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح نواقض الإسلام 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -


شرح نواقض الإسلام 06-05-1437هـ

المتن:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اعْلَمْ أَنَّ نَوَاقِضَ الإِسْلَامِ عَشَرَةُ نَوَاقِض:
الشيخ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، و-الصَلَاةُ وَالسَلَامُ- عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأَصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.

الشرح:
بعد أن يعرف المسلم أركان الإسلام، وما يجب فيه للهِ -عَزّ وَجَلّ-؛ فأنه لابد أن يعرف نواقض الإسلام، لئلا يقع فيها وهو لا يدري، خصوصًا وأنَّ هناك من يدعو إليها ويحسُّنها ويزينها للناس؛ كثير من الناس واقعون إلَّا من رحم الله في هذا الخطر العظيم، بالفتنة بالقبوروالتعلق بالأموات، وغير ذلك من أنواع الشرك وهم يقولون لا إله ألَّا الله محمد رَسُول الله، ويصلون، ويصومون، ويحجَّون ويعتمرون، ولكنهم ينقضون ذلك، بما يقعون فيه من نواقض الإسلام، والإنسان لا يأمنَّ على نفسه وإن كان عالمًا متضلعًا وإن كان عابدًا مُتزهدًا، لا يأمنَّ على نفسه أن يقع في نواقض الإسلام، هذا ابراهيم -عَلَيْهِ السَلَامُ- الخليل يقول في دعائه:( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) الذَّي كسر الأصنام بيده، وأوذي وألقي في النار بسبب ذلك يخاف على نفسه، يقول: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً) يعني مكة المشرفة؛ (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ)، الإنسان يدعو لذريته ما يقتصر على نفسه، (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ).


(رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ)، فأنه إذا كثُر الشَّر فإن الإنسان يخاف على نفسه أن يقع فيه، ولهذا يجب على المسلم أن يتعلم نواقض الإسلام، بعدما يتعلم أركان الإسلام، وشروط الإسلام، يتعلم النواقض حتى يحذر منها. لأنه إذا جهلها وقع فيها لتزيين شياطين الأنس والجنَّ، هناك دعاة إلى الشرك، هناك دعاة إلى الضلال كثيرون ممن يتسمون بالإسلام يدعون إلى الشرك، وذلك بعبادة القبور، والأضرحة والموات هذا هو الشرك. الذي وقع فيه قوم نوح، أول ما وقع الشرك في الأرض بسبب الغلو في الصالحين ودعائهم وتعظيم قبورهم. (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ) لمَّا جاءهم نُوحٌ -عَلَيْهِ السَلَامُ- دعاهم إلى الإسلام والتوحيد، (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً)، أسماء رجال صالحين يدعونهم وهم أموات، قالوا: لا تتركون هذا! لا تطيعوا نوحًا -عَلَيْهِ السَلَامُ- (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ) وكذلك اليوم عُباد القبور يقولون: لاتتركون القبور والأموات، عندهم الشفاعة لكم، وعندهم يتوسطون لكم عند الله، وعندهم كذا وكذا، فالإنسان يخاف على نفسه، ولابد أن يعرف نواقض الإسلام حتى يتجنبها.

المتن:
اعْلَمْ أَنَّ نَوَاقِضَ الإِسْلَامِ عَشَرَةُ نَوَاقِض:

الشرح:
الإسلام نواقضه عشر، نواقض الإسلام حوالى أربعمائة أو أكثر، ولكن الشيخ أختار منها عشرة، لأنها الأكثر وقوعًا وأكثر خطورة، وإلَّا فهى أكثر من ذلك، وهى مذكورة في كتب الفقه، في باب الردَّة.

المتن:
الأَوَّلُ: الشِّرْكُ فِي عِبَادَةِ اللهِ.

الشرح:
أعظم نواقض الإسلام: الشرك في عبادة الله -عَزّ وَجَلّ-، فهناك كثير من يقولون: "لا إله إلأَّ الله، محمد رَسُول الله" ثم يقولون يا علي، يا حسين، يا عبد القادر، يا فُلان يا علان، يدعونهم مع اللهِ -سُبحانَهُ وَتَعَالَى- وهم يقولون: "لا إله إلَّا الله" يناقضونها، يقولونها لكن ينقضونها ويبطلونها! مثل الإنسان إذا توضأ وتتطهر ثم أحدث فأنه تبطل طهارته، ويبُطل وضؤوه. كذلك الإسلام إذا أشرك بالله بأي نوع من أنواع الشرك فانه يُفد إسلامه، وينتقض إسلامه، ولهذا قال حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قال: «كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي»، ما هو بالإنسان أن يتعلم الخير فقط؛ لا بد أن يتعلم ضد الخير ما هو؟ عشان يبتعد عنه ويتجنبه ويحذر منه.

المتن:
الأَوَّلُ: الشِّرْكُ فِي عِبَادَةِ اللهِ -تَعَالَى-

الشرح:
الشرك فِي عِبَادَةِ اللهِ -تَعَالَى-: كأن يدعو مع الله نبيًا أوليًا او نبيًا أو صالحًا من الصالحين كما كان المشركون يعبدونهم، (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) وقال اللهُ -تًعَالَى-: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)، هكذا يقعون في الشرك ويقولون نحن ما أردنا إلَّا الخير، نريد منهم أن يشفعوا لنا عند الله، الله أمرك بهذا؟ الله قال: (ادْعُونِي)، ما قال: أدعوني بواسطة فلان وشفاعة فلان! (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، ما بينك وبين الله حاجب ولا أحد يمنعك أحد، ارفع يديك إلى الله وأدعو ولا تقل بواسطة فُلان وبشفاعة علان؛ وهكذا!

المتن:
الأَوَّلُ: الشِّرْكُ فِي عِبَادَةِ اللهِ -تَعَالَى- قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ).

الشرح:
ما يذكر الشيخ شيئًا من نواقض الإسلام إلَّا ويذكر دليله من القرآن أو السُنَّة، ولهذا لمَّا ذكر أول نواقض الإسلام ذكر ضده وهو الشرك بالله لأجل أن يتجنبه المسلم.

المتن:
الشِّرْكُ فِي عِبَادَةِ اللهِ -تَعَالَى- قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ).

الشرح:
(إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)، الشرك لا يغفر إلَّا بالتوبة؛ أمَّا إذا لم يتُب فهو من أهل النارقطعًا، (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ)، ما دون ذلك من الذنوب، وإن كانت كبائر مادام إنها دون الشرك فهى محل المغفرة من اللهِ -سُبحانَهُ وَتَعَالَى- (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً).


ويقول اللهُ -جَلَّ وَعَلا-: «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا»، يعني ملأ الأرض خطايا وذنوب، «ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»، فكل الذنوب التي هى دون الشرك هى محل المغفرة من اللهِ -سُبحانَهُ وَتَعَالَى-. أمَّا الشرك فإنه لا يغفر أبدًا، (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً)، (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً)، (مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ).

المتن:
(مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)

الشرح:
هذه آية من القرآن: (مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ)، (حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) يعني منع؛ منعه من دخول الجنة، لا يدخلها، الحرام هو الممنوع، (حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ)، (ما يروح هنا ولا هنا) لابد إمَّا الجنة وأمَّا النار، ما أمامك يوم القيامة إمَّا الجنة وإمَّا النار، ما في محلٍ ثالث أو إنك تفرَّ وتبعد المسؤؤلية، محشور مجموع مع الناس، ما لك مخرج إلَّا بأعمالك الصالحة، وبتوحيدك للهِ -عَزّ وَجَلّ- وإلَّا فأنت مع أهل النار.

المتن:
وَمِنْهُ الذَّبْحُ لِغَيْرِ اللهِ، كَمَنْ يَذْبَحُ لِلْجِنِّ أَوْ لِلْقَبْرِ.

الشرح:
الشرك أنواع: منه الدعاء لغير الله، ومنه الذبح لغير الله، أن يذبح للأصنام، يذبح للقبور، يذبح للأولياء والصالحين على وجه التقرب إليهم من أجل أن يشفعوا له! وكم يذبح عند القبور الآن؟ كم يذبح عند البدوى في مصر؟ وكم يذبح عند القبور في كل مكان، يذبحون للأموات! لماذا لا يذبحون لله؟ ويذبحون للأموات. نسأل اللهُ العافية.

المتن:
وَمِنْهُ الذَّبْحُ لِغَيْرِ اللهِ، كَمَنْ يَذْبَحُ لِلْجِنِّ أَوْ لِلْقَبْرِ.

الشرح:
يذبح للجنِّ مخافة أن يُصيبه، إذا نزل دار يذبح أول ما يبني الدار أول شيء يذبح ذبيحة على عتبتها ويلطخ جدرانها بالدم! ويقول هذا لأجل الجنِّ ما يضرونني، ما يضرونني ويكدرون عليَّ سكني؛ نسأل اللهُ العافية.

المتن:
الثَّانِي: مَنْ جَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ وَسَائِطَ يَدْعُوهُمْ وَيسْأَلُهُمْ الشَّفَاعَةَ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيْهِمْ كَفَرَ إِجْمَاعًا.

الشرح:
مَنْ جَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ وَسَائِطَ يَدْعُوهُمْ : يدعو الوسائط من أجل أن يقربوه إلى الله بزعمهم،(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)، (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)، (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)، اللهُ أمرك أن تتخذ بينك وبينه واسطة؟ ما أمرك بهذا! قال: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، ادعوني مباشرةً بدون واسطة.

المتن:
الثَّالِثُ: مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ المُشْرِكِينَ أَوْ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ، أَوْ صَحَّحَ مَذْهَبَهُم،ْ كَفَرَ.

الشرح:
نعم؛ فيه الآن من يقول: حرية العقيدة، كلً (...) حرية العقيدة مكفولة يقولون، لو حرية العقيدة مكفولة ما أرسل اللهُ الرَسُل للنهى عن الشرك، ولا أمر بالجهاد في سبيل الله وقتال المشركين، لو كانت حرية الأديان مكفولة، ما هى مكفولة، الدين للهِ -عَزّ وَجَلّ-، واللهُ خلق الخلق لعبادته (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، ما هى بالأمر (فلت). كلٌ يذهب، يلبسون على الناس بالاستدلال بقول الحق: (وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)، يقولون هذا أمر تخيير؛ هذا إلحاد والعياذ بالله! هذا ما أمر تخيير هذا أمر تهديد، أقرأ التي بعدها لتعرف أنه تهديد! (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً)، ثمَّ قال: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، هؤلاء الذين آمنوا: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)، لكن هؤلاء يأخذون بعض القرآن ويتركون بعضه! الآيات متواصلة ما يجوز تأخذ أولها وتترك باقيها بعضها متعلق ببعض، ما هو بأمر تخيير هذا أمر تهديد ووعيد والعياذ بالله.

المتن:
الثَّالِثُ: مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ المُشْرِكِينَ أَوْ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ، أَوْ صَحَّحَ مَذْهَبَهُم،ْ كَفَرَ.

الشرح:
هؤلاء الذين يقولون حرية الأديان، لا مافي حرية أديان؛ الدين للهِ -عَزّ وَجَلّ-، ما في دين إلّا دين الإسلام وما في غيره، ولا في حرية إن الإنسان يعبد ما يشاء، هذا من الشيطان. لو كان في حرية أديان ما أرسل اللهُ الرُسَّل، ولا أمر بالجهاد، العبادة لله الذَّي خلق الناس هو الذَّي يُعبد، الخالق -سُبحانَهُ وَتَعَالَى- هو الذَّي يعبد، العبادة حقٌ لله وحده، لا يجوز أن تُصرف لغيره، من الناس؛ من الأشجار والأحجار والقبور والأضرحة وغير ذلك.
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأَصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.


المصدر :


http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16211


المادة الصوتية :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...20-%201437.mp3









التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 05-03-2016 الساعة 04:08PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-03-2016, 04:19PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح نواقض الإسلام 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -


شرح نواقض الإسلام 13-05-1437هـ

المتن:
قال المُصنف -رحمه اللهُ تعالى-:
الرَّابِعُ:
مَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ غَيْرَ هَدْي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم أَكْمَلُ مِنْ هَدْيِهِ وَأَنَّ حُكْمَ غَيْرِهِ أَحْسَنُ مِنْ حُكْمِهِ كَالذِينَ يُفَضِّلُونَ حُكْمَ الطَّوَاغِيتِ عَلَى حُكْمِهِ فَهُوَ كَافِرٌ.

الشيخ
:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَهُ وَسَلَمَ عَلَى عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

الشرح:
قال اللهُ -تَعَالَى- (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)، حكم الجاهلية ما قبل الإسلام، كانت العرب قبل الإسلام في جاهليةٍ وجهلاء وضلالةٍ عمياء، ليس لهم كتاب وليس لديهم رَسُول ما أتاهم من رَسُول قبل مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ-، فكانوا في جاهلية والعياذ بالله، لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون مُنكرًا، دينهم عبادة الأصنام والأشجار والأحجار! وكسبهم الرِّبا؛ يأكلون الرِّبا هذا بيعهم وشراؤهم وتعاملهم، ويأكلون الميتات ويقولون ما ذبحه اللهُ أحسن مما ذبحتموه، شياطين الجنَّ يوحون إليهم أن يأكلوا الميتات ويقولون إنها ذبيحة الله، اللهُ ذبحهها فهى أحسن من ذبيحتكم التي تذبحوها أنتم! قال -جَلَا وَعَلَا- (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ) في أكل الميتات واستباحتها (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ).


هكذا كانوا في الجاهلية؛ وكان حكمهم النهب والسلب، الحكم لمن غلب من الأشخاص أو الجماعات أو القبائل، يعيشون على النهب والسلب فيما بينهم. إلى أن جاء اللهُ بالإسلام وبمُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ- فدعاهم إلى عبادة اللهَ وحدهُ لا شريك له، وترك عبادة غير الله من الأصنام والأشجار والأحجار، ونهاهم عن أكل الرِّبا وأكل الميتات والمُحرمات، وحثَّهم على أكل ما أحل اللهُ --سُبحانَهُ وَتَعَالَى- (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ) ما ذُبح ذكاةً شرعيةً، (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ)، (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ) سواءً ذُكر عليه اسم الشيطان، أواسم الصنم، أو اسم المسيح، أوغير ذلك، كل ما ذُكر عليه غير اسم الله فأنه لا يؤكل.


(وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)، وهذا دينهم في الجاهلية، ولمَّا جاء اللهُ بالإسلام أصبحوا أحسن الأمم دينًا، وتعاملًا وإجتماعًا، وصاروا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، يتميزون على غيرهم بما أورثهم الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-، كانوا لا كتاب لهم، العرب ما كان لهم كتاب، الكتاب لليهود والنصارى، فجاء اللهُ بالقرآن الذي هو أعظم كتاب، نزَّل على أعظم رَسُول، لخير أمةٍ أُخرجت للناس، هذا فضل الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- يؤتيه من يشاء، فمن قال : (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ) يجوز الحكم به؛ وأن القوانين الوضعية، يجوز الحكم بها، فإن قال: هى أحسن من حكم اللهِ، أو قال إنها مساويةً لحكم الله أو قال: إن الإنسان مُخير فهذا كافرٌ كفرًا صريحًا -والعياذ بالله-.


(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)، فهذا الحكم في المحاكم يجب أن يكون بالشريعة، التي أنزلها اللهُ على رَسُولهِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ-، كما كان الرَسُول يحكم بين أصحابه بها. فالذي يعود إلى أمور الجاهلية ويُحكِم القوانين الوضعية، ويقول كله سواء أو هى أحسن، فهذا لا شك في كفره وردَّته عن الإسلام.

المتن:
الخَامِسُ:
مَنْ أَبْغَضَ شَيْئًا مِمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- وَلَوْ عَمِلَ بِهِ، كَفَرَ.

الشرح:
الخَامِسُ من نواقض الإسلام: مَنْ أَبْغَضَ شَيْئًا مِمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- وهذه صفةُ المنافقين، الذين يؤمنون في الظاهر ويكفرون في الباطن، وهم شرٌ من الكفار المصرحين بكفرهم، فالذي على طريقتهم يقول: "إن حكم الطاغوت أحسن من حكم الله، أو هو مساوٍ له" فهذا كافرٌ لاشك في كفره.

المتن:
الخَامِسُ:
مَنْ أَبْغَضَ شَيْئًا مِمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- وَلَوْ عَمِلَ بِهِ، كَفَرَ.

الشرح:
البغض: لو عمل بما جاء به الرَسُول وساير الناس وقال بأعيش مع الناس، مثل المنافقين "من أبغض" ولو بقلبه ولم يصرح، إذا أبغضه بقلبه كفر، ولو لم ينطق بذلك فأنه يكفر. يجب أن نُحب ما أنزله اللهُ على رَسُوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- وأن نعتني به وأن ننشره وأن نعلمه للناس، هذا الواجب علينا.


أما من يستورد الأنظمة؛ الأنظمة ليست تشريعًا وإنما مثل نظام المرور ونظام العمران، هذا لابأس به، هذا من المصالح المُرسلة، ولابأس به. لكن الأنظمة التي تُخالف كتاب الله أو سُنَّة رَسُولهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- هذا حكم الجاهلية، ولا يجوز العمل به ولا استحسانه.

بعض الناس ما يترك العمل بالشريعة، يعمل بها ولكنه يبغضها هذا كافرٌ لاشك في كفره، ولو عمل بها!

المتن:
السَّادِسُ:
مَنِ اسْتَهْزَأَ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم، أَوْ ثَوَابَ اللهِ، أَوْ عِقَابِهِ، كَفَرَ.

الشرح:
مَنِ اسْتَهْزَأَ بدِينِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- ولو عَمْلَ به إذا اسْتَهْزَأَ به فإنه يَكَفُر، ولو لم ينطق بذلك، بل اعتقده في قلبه، لكن يخشى من الناس ويتعايش مع الناس، ولا يُظهر الإستهزاء هذا كافر! اللهُ يعلم مافي القلوب، (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)، الواجب أن يكون المسلم ظاهرًا وباطنًا مؤمنًا بالله ورَسُوله وبكتاب الله، وسُنَّة رَسُولهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- إيمانًا حقيقيًا، لا مجاملةً للناس ومسايرةً للناس، هذه عقيدة لابد أن تكون في القلب وفي العمل وفي السيرة وفي كل شيء، تظهر على الإنسان.


مافي مجاملة في دين اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، ودين الله ما هو بعورة حتى نستره، هو دين العالم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) فهو دين العالم، لكن من الناس من أخذ به ومن الناس من تركه، والذي تركه إنما ضرَّ نفسه، حيث إنه ترك كتاب الله وسُنَّة رَسُوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- فالضرر عليه؛ هو الذي ضرَّ نفسه.

المتن:
السَّادِسُ:
مَنِ اسْتَهْزَأَ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم، أَوْ ثَوَابَ اللهِ، أَوْ عِقَابِهِ، كَفَرَ، وَالدَلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ).

الشرح:
من استهزأ بالله أو برَسُوله أو بكتابه أو بسُنَّة رَسُولهِ أو بحكمٍ من أحكام الإسلام وتنقصها فهو كافر، مرتدَّ عن دين الإسلام ولو كان في الأول مسلمًا، يرتدَّ بذلك هذا من نواقض الإسلام، والدليل على ذلك: أن قومًا كانوا مع الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- في بعض الغزوات، فلمَّا جلسوا قالوا فيما بينهم: "مَا لِقُرَّائِنَا هَؤُلَاءِ أَرْغَبُنَا بُطُونًا، وَأَكْذَبُنَا أَلْسِنَةً، وَأَجْبَنُنَا عِنْدَ اللِّقَاءِ"، يعنون رَسُول اللهَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- وأصحابه، فأنزل اللهُ فيهم: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)؛ لأنهم جاءوا إلى الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم-، لمَّا ذهب واحد من شباب المسلمين وبلغَّ مقالتهم، حضر مجلسهم وأنكر عليهم، شاب صغير؛ ثم ذهب إلى الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- وبلغَّهُ بما قالوه، جاءوا يعتذرون إلى الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- والرَسُول راكبٌ على راحلته، يتعلقون بركبِ الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- ويقولون: "يا رَسُول اللهَ إنَّمَا ذَلِكَ وَكُنَّا نَخُوضُ وَنلعَبْ " لأنهم علموا أن اللهَ فضحهم، وأنزل فيهم قرآنًا ويقولون: "إِنَّمَا َكُنَّا نَخُوضُ وَنلَعَبْ"، ما يزيد الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- على أن يقول: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، فالذي يتكلم في الشريعة أو في العلماء أو في أتباع الرَسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- ويصفهم بالنقص ويصفهم التغفيل ويصفهم بالجهل، هذا مرتدَّ عن دين الإسلام.


الواجب أن نُمسك ألسنتا عن هذه الأمور، ولا نتساهل في الكلام أو نمزح، هؤلاء يقولون: "إِنَّمَا َكُنَّا نَخُوضُ وَنلَعَبْ" يمزحون، ومع هذا كفرهم اللهُ فقال: (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، وهم يمزحون يقولون: "إِنَّمَا َكُنَّا نَخُوضُ وَنلَعَبْ" نحن ما بجادين ولا قاصدين هذا الشيء، ما ينفعهم هذا! (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، هذا كلام ربَّ العالمين، يقول: (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، نسأل الله العافية، لكن باب التوبة مفتوح، من وقع في شيء من ذلك فليبادر بالتوبة الصحيحة، ومن تاب تاب اللهُ عليه.

والله أعلم وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.



المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16226


المادة الصوتية :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...%201437-01.mp3







رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-04-2016, 02:16AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح نواقض الإسلام 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -


شرح نواقض الإسلام 20-05-1437هـ



بسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم
الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين وَصَلَّى اللَهُ وَسَلَمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَصْحَبِهِ أَجْمَعِين.

المتن:
قال المُصنف -رحمه اللهُ تعالى-:

السَّابِعُ:
السِّحْرُ: وَمِنْهُ: الصَّرْفُ وَالعَطْفُ.

الشيخ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَهُ وَسَلَمَ عَلَى عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.

الشرح:
السابع من نواقض الإسلام السحر؛ والسحر على نوعين:
سِحرٌ تخيَّلي: على العيون فقط، وسِحرٌ حقيقي.
السِحر التخيَّلي: وهو أن يتخيل للإنسان أن الأشياء تتغير، من حالٍ إلى حال أمام العين، بحيث يرى شيئًا لا حقيقة له، وإنما هو على العين فقط، يعملون "القًمرة" يسَمَّونها "القُمرة"، يخيل إلى الإنسان أن الإنسان يكون كلبًا، أو الكلب يكون إنسانًا أوغير ذلك، ما يُخيل للعين غير الحقيقة، كما قال اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- عن سَحْرةِ فرعون: أنهم لمَّا جاءوا في الموعد الذي حدده فرعون ليناظروا مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلامُ- وأنهم سيغلبونه وتبطُل دعوة مُوسَى في الرسالة من ربه -عَزَّ وَجَلَّ-.


جمع الناس وجمع السَحْرة، وجاء مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلامُ- معه عصاه، (وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) كما قال اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- فلمَّا (أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ) إلى مُوسَى -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ- (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى* فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى* قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى* وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ) يعني العصا (تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا) تبتلع ما صنعوا كله، في الوادي، فلما ألقاها التقمت كل ما في الوادي من معروضاتهم، ودبتَّ إلى فرعون وقومه، خشيةً أن تصل إليه، فناشد مُوسى أن يَكُفها عنه، فاللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- جعل الغَلَبْةِ لمُوسى، (فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ* وَأُلْقِيَ السّحَرَةُ سَاجِدِينَ)، لما رأوا أن مع مُوسى ليس سِحرًا، لأنهم أصحاب فن ويعرفون السحر، فلمَّا عرفوا أن ما مع مُوسى من الحقيقة، سجدوا لله وأسلموا. فقتلهم فرعون -لعنه الله- قتل السحرة لكنهم صبروا على ذلك، (وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) هذه عاقبة السحرة؛ أسلموا وماتوا على الإسلام! وغُلب فرعون وقومه أمام العالم، وبطل سحرهم أمام عصا مُوسَى -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ- لأنها مُعجزةٌ من الله، ما للسحر فيها دخل، إنما هى فعل الله وصنع الله -عَزَّ وَجْلَّ- (فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ* وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ* قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ* رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ). فتهددهم فرعون أن يرجعوا فأبوا، أبوا أن يرجعوا عن دينهم فقتلهم لعنه الله، هذا السحر التخيلي.


النوع الثاني: السحر الحقيقي؛ الذي يؤثر المرض في الجسم، ويؤثر الخبْل في الجسم، هذا سحرٌ حقيقي -العياذ بالله-، منه الصرف والعطف يفرق بين المرء وزوجه، ويحبَّب الزوجين بعضهما إلى بعض. فهذا من أنواع السِحر.

المتن:
السَّابِعُ:
السِّحْرُ وَمِنْهُ: الصَّرْفُ وَالعَطْفُ.

الشرح:
عرفناه.

المتن
:
فَمَنْ فَعَلَهُ أَوْ رَضِيَ بِهِ كَفَرَ.

الشرح:
من فعل السحر كَفَر، السحر كُفُر،(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو) اليهود، (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ) أي تتناقله، (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) أي في عهد ملك سليمان، قال اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ) ما سحر سليمان، فعبر عن السحر بالكفر، يعني ما سحر،(وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ) لأنهم قالوا: "هذا من فعل سليمان"، ردَّ اللهُ عليهم بقوله: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ) أي ليس هذا من فعل سليمان لأنه كفر، وسليمان رَسُولِ اللهِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ- (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا) بسبب ماذا؟ (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ). والملكان اللذين أنزلهما اللهُ يختبران الناس، يعلمان الناس السحر ابتلاءً وإمتحانًا، ليتبيَّن من يثُبت على دينه ومن ينحرف، (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ) الملكان، (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَد حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ) اختبار، (فَلا تَكْفُرْ) لا تتعلم السحر، فدلَّ على أن السَحَرَ كُفرٌ تعلمه وتعليمه، والعياذ بالله.

المتن:
فَمَنْ فَعَلَهُ أَوْ رَضِيَ بِهِ كَفَرَ.

الشرح:
ومن رَضِي به ولو لم يعمله، لكن يقول هذا السحر فنٌ من الفنون، ولا بأس به، حرفةٌ وفنٌ من الفنون، هذا إذا رضي بالسحر فيكون كافرًا، لأنه رضي بالكُفُر وجوزَّ الكفر.

المتن:
وَالدَلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ).

الشرح:
أنزل اللهُ من السماء ملكين؛ هاروت وماروت، لإختبار العباد من يثبُت على دينه ومن يتعلم السحر، فيكفر بذلك، والملكان ملائكة من ملائكة الله عندهم نُصح، (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ)، أي أنزلنا اللهُ فتنة لنختبر الناس من يثُبت على دينه ومن ينحرف، يتعلم السحر، (إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ)، لا تتعلم السحر هذا من نصحهما لبني أدم؛ فدلَّ على أن السحر كفر؛ (فَلا تَكْفُرْ) يعني لا تتعلم السحر.

المتن:
الثَّامِنُ:
مُظَاهَرَةُ المُشْرِكِينَ، وَمُعَاوَنَتُهُمْ عَلَى المُسْلِمِينَ.

الشرح:
الثامن من أنواع نواقض الإسلام مظاهرة المشركين، على المسلمين، معاونتهم، معاونة الكفار على المسلمين في الحروب وغيرها؛ فمن انضم للكفار ضد المسلمين فهو كافرٌ وإن كان يصلي ويصوم ولكن حملهُ الطمع، أو حمله البغض للمسلمين بأن انحاز إلى الكُفار، وصار معهم وهو يصلي ويصوم وهُوَ "يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ" ، لكن انضمامه إلى الكفار ومعاونتهم على المسلمين يَكْفُر بذلك ويخرج من دينه.

المتن:
وَالدَلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

الشرح:
(وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) يحبهم ويعينهم ويناصرهم ويعينهم على المسلمين، (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) أي من الكفار، فدلَّ على الردة، على ردة من فعل ذلك وانضم إلى الكفار ضد المسلمين، وأنه يخرج من دينه وإن كان يصلي ويصوم ويشهد "أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ" إلا أنه أبطل ذلك بانضمامه إلى الكفار، ومساعدة الكفار على المسلمين.
و؛ليس من هذا: المعاهدة مع الكفار، وتبادل المصالح مع الكفار، وعقد الشركات والتجارات، ليس هذا من الردة كما يظنه الجهال، هذا من أخذ المصالح والاستعانة بها، أخذ المصالح المباحة والإنتفاع بها، يجوز التعاهد مع الكفار، يجوز عقد المعاهدات معهم في صالح المسلمين، الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صالح الكفار في الحديبية، صالحهم في الحديبية لأجل مصلحة المسلمين، فدلَّ على أن التعامل مع الكفار في أمور الدنيا ولمصالح المسلمين وعقد المعاهدات معهم، أن هذا ليس من موالاة الكفار؛ بل هو في صالح المسلمين.

المتن:
التَّاسِعُ:
مَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَسَعُهُ الخُرُوجُ عَنْ شَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- كَمَا وَسِعَ الخَضِرُ الخُرُوجَ عَنْ شَرِيعَةِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ، فَهُوَ كَافِرٌ.
الشرح:
اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- أرسل محمدًا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- إلى الناس كآفة؛ كآفة العالم، كلهم أرسل الرَسُول محمدًا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- إليهم كآفة، قال اللهُ تَعَالَى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) لكل الناس، قال -تَعَالَى- (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً )، وقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم-: «وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً»، هذا من خصائصه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- فمن أنكر ذلك وقال أنه هو رَسُول الله ولكن إلى العرب فقط؛ فهو كافر، ولو قال أشهد "وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ" لكن إلَّا العرب؛ نقول له: "أنت كافر" لأن اللهُ يقول: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)، فمن أنكر عموم رسالة النَّبِي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- فهو كافر.
يقولون لماذ الخضر؟ والخضر هذا أتاه اللهُ علمًا وحكمةً ودينًا، ولماذا الخضر لم يتبع موسى؟ فدلَّ على أنه يجوز الخروج على محمدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- كما وسع الخضر الخروج عن شريعة مُوسى.


قلنا فيه فرق بين محمدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- وبين مُوسَى، فإن محمدًا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- بُعث إلى الناس كآفة، وأما موسى فإنما أُرسل إلى بني اسرائيل، (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ)، فمُوسَى -عَلَيْهِ السَّلامُ- إنما أُرسل إلى بني اسرائيل فقط، وليست رسالته عامة، هذا من خصائص نبينا محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم-. كل الرسل من نوح وباقى الرسل؛ كلهم رسالاتهم خاصة لأقوامهم، إلَّا محمدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَم- فإن رسالته عامةٌ للعالمين. لماذا؟ لأنه خاتم النبيين، ولا يأتي بعده نَّبِيٌ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ- إلى يوم القيامة.

المتن:
العَاشِرُ:
الإِعْرَاضُ عَنْ دِينِ اللهِ تَعَالَى لَا يَتَعَلَّمُـهُ وَلَا يَعْمَـلُ بِهِ،

الشرح:
الإِعْرَاضُ عَنْ دِينِ اللهِ تَعَالَى لَا يَتَعَلَّمُـهُ وَلَا يَعْمَـلُ بِهِ، لو تعلمه لا يعمل به، وهو يشهدُ "أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ"، ويصلي ويصوم لكنه لا يتعلم دينه، ولا يعمل بما يعمله من أمور الدين، بل يقتصر على أنه يصوم ويصلي فقط، ولو تسأله ما هو الإسلام؟ ما يدري! لو تسأله عن أنواع التوحيد؟ ما يدري! تسأله عن أمور ضرورية من أمور الدين، ما يدري!! ما يدري عنها لأنه لم يتعلم، وهو بإمكانه أن يتعلم، ولو كان عنده مانع من التعلم أو ما تمكن يُعذر بهذا، لكن إذا كان عنده إمكانية ليتعلم أمور دينه ، لكنه لم يتعلم، ولو تعلم شيئًا لم يعمل به، فهذا كافر، نسأل الله العافية؛ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ)، هذا هو الدليل.

المتن:
العَاشِرُ:
الإِعْرَاضُ عَنْ دِينِ اللهِ تَعَالَى لَا يَتَعَلَّمُـهُ وَلَا يَعْمَـلُ بِهِ، وَالدَلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ).

الشرح:
(وَمَنْ أَظْلَمُ)، أي لا أحد أظلم، أشد ظُلمًا (مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا)، ولم يعمل بها، (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ) هذا وعيد على من فعل ذلك.
وقال تَعَالَى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ)، إذا كان بإمكان الإنسان أن يتعلم أمور دينه الضرورية ولكنه ترك ذلك ولم يتعلم! فأنه يكفر بذلك لأنه أعرض (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ)، هذا كفر الأعراض، لا يتعلمه ولو تعلمه لا يعمل به.

المتن:
وَلَا فَرْقَ فِي جَمِيعِ هَذِهِ النَّوَاقِضِ بَيْنَ الهَازِلِ وَالجَادِّ وَالخَائِفِ إِلَّا المُكْرَهِ.

الشرح:
نعم لا فرق بين الجاد والهازل الذي يمزح، الله قال: لما قالوا: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كُنَّا نَلْعَبُ وَنَتَحَدَّثُ بِحَدِيثِ الرَّكْبِ نَقْطَعُ بِهِ الطَّرِيقَ. وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ" «مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ أَرْعَبَ قُلُوبًا، وَلَا أَكْذَبَ أَلْسُنًا، وَلَا أَجْبَنَ عِنْدَ اللِّقَاء. يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ» هم في المجلس يتحدثون بينهم بهذا، عندهم شاب أنكر عليهم، ثم ذهب للرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليخبره عن شأنهم، فوجد الوحيَّ قد سبقه؛ سبق الشاب ونزل القرآن على الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقال: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، فجاءوا إلى الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعتذرون إليه وقد ركب الناقة "يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كُنَّا نَلْعَبُ وَنَتَحَدَّثُ بِحَدِيثِ الرَّكْبِ نَقْطَعُ بِهِ الطَّرِيقَ" ولا يزيد الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في جوابه لهم بقوله: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)، فأعرض عنهم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومضى في طريقه، وهم متعلقون بالناقة من كل جانب، يا رَسُول الله، يا رَسُول الله! وهو لا يلتفت إليهم عملَا بقول -تَعَالَى-: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ). نسأل الله العافية.
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16240










رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[جمع] الجمع الثمين لكلام أهل العلم في المصرّين على المعاصي والمدمنين أبو عبد الودود عيسى البيضاوي منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك 0 13-09-2011 09:33PM
أقوال العلماء السلفيين في حكم من حكَّم القوانين أبو حمزة مأمون منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب 0 10-06-2010 01:51AM
(الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء) أبوعبيدة الهواري الشرقاوي منبر الجرح والتعديل 0 21-12-2008 12:07AM
مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد أبو عبد الرحمن السلفي1 منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك 4 08-11-2007 12:07PM
صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) ماهر بن ظافر القحطاني منبر البدع المشتهرة 0 12-09-2004 12:02PM




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd