|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
التصحيح لمفهوم ظن البعض أنه قد ذهب زمن التعديل والتجريح وأن بقاءه إلى عصرنا غير صحيح
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد: فظن البعض من كلام سمعه ممن نحترمهم ونرى فضلهم أن الجرح والتعديل خاص بزمن الرواية للحديث والحكم به إنما هو على رواة الحديث من جهة الضبط والعدالة، وأما اليوم ومهما تكلم الناس في رواية العلم من غير سند كالدعاة والمعلمين في المساجد ، فلايجوز إجراء ميزان الجرح والتعديل عليهم مهما وقعوا في البدع والخطأ، ولو خالفوا الأصول، وباينوا في كلامهم المعقول، وأن علم الجرح والتعديل له رجاله وليس لأحد أن يستعمله في عصرنا هذا، وأنّ لازم قوله (ترك النصيحة بالرد على أصحاب الاهواء وتحذير الناس منهم) وهذا فهم خاطيء لكلام الشيخ الفاضل. والجواب عن خطأهم في هذا الفهم في مسائل : الأولى : أننا إذا سلمنا بقول ذلك العالم الفاضل من جهة الاصطلاح العرفي فهل معنا ذلك أنه يقصد بذلك ترك النصيحة التي هي قوام الدين ؟ كما قال رسول رب العالمين فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث تميم الداري أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: « الدين النصيحة » قلنا لمن قال: « لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ». فليس يقصد - بدون شك - ذلك الفاضل ترك النصيحة ، والتي من لوازمها بيان حال أهل البدع والتحذير منهم، لأن هذا مذهب أهل السنة وذلك الفاضل منهم. حيث قال شيخ الاسلام ابن تيمية : «والتحذير من أهل البدع واجب باتفاق العلماء». فلم يميز رحمه الله بين القديم والحديث، وبين الرواية والوعظ القصصي والافتاء الشرعي، فمن تمام النصح الواجب بيان حال أهل البدع ولولم يكونوا رواة للحديث، ولو لم نسميه علم جرح وتعديل، وسميناه «نصيحة» أو «علم النصح والتبيين». المقصود بقاء المعنى الشرعي للنصيحة وهي إرادة الخير للأمة بالتحذير من الباطل وأهله والتي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وجعلها قوام الدين، فلو تركنا المبتدع يتكلم وينشر بدعته والناس لايعرفونه، وسكت أهل العلم عنه من أهل السنة لكانوا تاركين بالعمل بوصية رسول رب العالمين القائل: «الدين النصيحة»، وذكر منها وعامة المسلمين بل لكانوا تاركين لمثاق رب العالمين الذي أخذه على أهل العلم « لتبيننه للناس ولاتكتمونه ». الثانية : فقد حذر علماء السنة الأكابر في القديم - كالإمام أحمد وابن المبارك - من أهل البدع والأهواء، فقال الامام أحمد: (( لاتجالسوا الحارث المحاسبي إنه مبتدع لايغرنكم تنكيس رأسه)) ، مع أن له مجالس وعظ يتوب الناس فيها ، فيتوب عليه المئات، ولكن لمّا رأى ما عليه من التصوف والتمشعر قال ذلك نُصحًا للأمة ولم يخص جرحه ذلك ونصحه بالرواية بل كان له مجالس قصص، كما ورد ابن تيمية على البكري ولم يكن راوي حديث. وفي الزمن الحديث كالعلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز والهيئة الموقرة لكبار العلماء لا يزالون يجرحون الأفرادو الجماعات اذا لزم الامر ووافق الحكمة فيما يرون ويردون على أخطاء الدعاة اذا تبين خطأهم وتمحضت بدعتهم نصيحة للمسلمين حتى لايتبعونهم على خطأهم. فحذرت اللجنة الدائمة من (( علي حسن عبدالحميد )) وبعض مصنفاته، وقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز: ((ليتب ابن لادن من طريقته الوخيمة))، وأي تنفير أشد من هذا. وقال رحمه الله: (( جماعة الإخوان والتبليغ من الفرق الهالكة الاثنين وسبعين ))، والتي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار)) خرجه الترمذي. والعلامة ابن عثيمن رحمه الله؛ رد على القرضاوي عندما قال: لو عرض الله نفسه على عباده لم يأخذ نسبة تسعة وتسعين في المائة، قال رحمه الله: (( هذه ردة مستقلة)). والعلامة الالباني؛ رد على (( عائض القرني )) عندما سمعه قال في تسجيل (( من أجبر الناس أن يكونوا سلفيين يستتاب فإن تاب وإلا قتل )) ، قال رحمه الله: هذا لايشبه أن يكون من أهل العلم إلا أن يكون من الهوج الذين لا علم عندهم ، وقال: (( سفر الحوالي وسلمان العودة فيهم لوثة الإخوان المسلمين )) وقال: (( السقاف كافر )). الثالثة : أن السلف كانوا يعدون الجرح والتعديل من النصيحة الواجبه والذب عن الدين، فقال مسلم في مقدمة صحيحه باب أن جرح الرواة بما هو فيهم ليس من الغيبة المحرمة بل هو واجب وذب عن الشريعة المكرمة. ودخل رجل على الامام أحمد وهو يبين حال بعض الناس فقال له انسان تغتاب العلماء فقال ليست هذه غيبة بل نصيحة. فهل يعقل أن مقصود ذلك الشيخ الفاضل ترك التحذير من أهل البدع وترك النصيحة بذلك، لأنه قال أن علم الجرح والتعديل خاص بذلك الزمن اصطلاحاً ليخالف بذلك اتفاق العلماء في التحذير من اهل البدع عند القدرة ورجوح المصلحة بتسميتهم، كلا وهو من أشد العلماء المحاربين لليشذ عن العلماء قديما وحديثا ! فلو قال اتركوا تسميته جرحاً وتعديلاً وسموه نصيحه، قلنا لامشاحة في الاصطلاح لنسميه نصيحه نفضح بها أهل البدع ونتبع في ذلك السلف. كما قال الشاطبي: (( مذهب أهل السنة التشريد بأهل البدع وفضحهم وكشف عوارهم وتحذير الناس منهم)). الرابعة : أن ذلك ليس معناه وهو العمل بحديث الدين النصيحة عند التحذير من الضلال واهل البدع والرد على أخطاء المنتسبين للعلم والدعوة أن يتكلم فيما يتعلق بالنصيحة في ذلك الدهماء والعامة والمبتدئين، بل أهل العلم كما قال الذهبي: (( لايتكلم في الرجال إلا تام العلم تام الورع )). الخامسة : ليس معنى ذلك من القيام بواجب النصيحة التسمية لأهل البدع في كل حال وزمان، بل تارة تذكر البدعة ويحذر منها من غير تسمية، وتارة يسمى المبتدع بحسب مايجتهد فيه العالم من أهل السنة ويراه مصلحة، ويوثق في حكمته وعلمه، كما ترك علي تسمية ابن الكوا ، وسمى عمر بن الخطاب صبيغا وقد اشتركا في بدعة واحدة، ولكن علي كانت رعيته ملتوية عليه فيخشى المفسدة، وعمر كان مطاعاً فسماه كما نبه على ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية.
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد زياد الأردني ; 20-07-2011 الساعة 01:38PM سبب آخر: تنسيق |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[مقال] جهود الشيخ ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله تعالى- في الدفاع عن صحيح مسلم | ابو عبدالرحمن عبدالوهاب الجزائري | منبر الجرح والتعديل | 0 | 04-04-2011 06:17PM |