#1
|
|||
|
|||
مجمَع الفوائد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ، هنا جمع للفوائد المستقاة من دروس وخُطب ومحاضرات الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله تعالى . ___________________________________________ الفائدة الأولى : المبتدع مستدركٌ على الله ومسيء الظنّ به مُستقاة من المحاضرة Demonstrations - Shaykh Maher Bin Dhafer Al-Qahtani- UK Journey [من هنا] من الجزء الأول من الدقيقة 14:06 الى الدقيقة 18:08 ---------------------- [سياق الكلام عن الذين خرجوا على حكامهم بالمظاهرات البدعية]
[....]وهؤلاء اعتدوا على شريعة الواحد القدير فقالوا "لا يُمكن التغيير إلا بالمواجهة" فهذا استدراكٌ على الواحد القدير – سبحانه . قال الشاطبي صاحب كتاب [الموافقات] ، قال :(( والمُبتَدِع مُستَدركٌ على ربّ الأرض والسموات سبحانه وتعالى )) . فكأنّ المبتدع يقول ، وهو يطّلع على سيرة الرسول– صلّى الله عليه وسلّم –لمّا غيّر بالصبر في غزوة الخندق وحصل له في هذا العصر كتونس ومصر مثل ما حصل في زمن النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – من الضّعف وقوّة العدو ، بل عدم حكم العلماء بكفر أولئك الحكّام تصريحًا وجزمًا ، يقول "لو اتّبعنا الرسول – صلّى الله عليه وسلّم – في صبره لما حصل التغيير".أيُّ سوء ظنّ أعظم من هذا في الواحد القدير – سبحانه !أنّه أقرّ نبيّه حينئذٍ على ما يُخالف الحكمة بالتغيير يوم أن النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – صبر وراء الخندق ، ولم يستدرك عليه سبحانه كما استدرك في قصّة الأعمى ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى(1)أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى(2)وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى(3)أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى(4)أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى(5)فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى(6)وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى(7)وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى(8)وَهُوَ يَخْشَى(9)فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى(10) ﴾ [سورة عبس الآيات العشر الأوائل منها] . لم يعاتب الله رسولَه في بقائه وراء الخندق صابرًا، بأنّ ذلك جُبْن أو غيرَ ذلك ، فكيف هذا وذاك يستدركُ على رسول الله بل على الله!سبحانه جلّ في علاه ، فيقولوا "إنّ مثل هذا الصبر لا يُناسب في التغيير "فاعتدوا بذلك على سُنّة رسول الواحد القدير – سبحانه وتعالى . ولذلك فمن أشنع مساوئ البدعة أنّ في مادّتها الخبيثة وهي الإستدراك على الله جمعٌ لأمرٍ آخر مثله أو أفظع منه وهو سوء الظنّ بالله – لا إلله إلا هو . ففوق أنّ المُبتدِع كما قال الشاطبي مُستدركٌ على الله فهو مسيءٌ للظنّ فيه "أنّنا إذا نفّذنا طريقة رسول الله في الصبر لا نُنصَر وإذا نفّذنا آراءنا وأهواءناوتجاربنا نُنْصَر "وهذا هو ظنّ الجاهليّة ، وهو سوء الظنّ في ربّ البريّة فذلك ظنّهم بالله الذي ظنّوا أرداهم ، فليس لأحد إلا أن يُسلّم لله تسليمًا بأنّ أحكامه – لا اله إلا هو – ما تُبنى إلا على علمٍ وحكمةٍ تامّتين . قال تعالى ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾[سورة الممتحنة الآية 10]. التعديل الأخير تم بواسطة أم سالم ; 08-03-2011 الساعة 03:07PM |
#2
|
|||
|
|||
الفائدة الثّانية : لا بُدّ من أن تعلّم من النصوص ما نقدر به على إقناع خصوم الدّعوة السلفية المُبارَكة مُستقاة من المقطع الصوتي للشيخ فتنة المظاهرات والتي ألقاها على مسامع الإخوة بهولندا عبر البلتلك في غرفة موقع النصيحة (An Nasieha Live) في ليلة السبت21/4/1432 الموافق 26/3/2011 م [من هنا] ---------------------- [...] فمن المعلوم أنّ محمّدًا – صلّى الله عليه وسلّم – قد مات ، ولكنّه ، وإن مات ، فلا تزال الحُجّة قائمة على أمّة محمّد بعلمائها ، لأنّهم ورثوا بمجموعهم ما كان النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – يتحدّث به في أمور الدّين أو يعمَلُه أو يُقرّه ؛ فما بقي من العلماء فهم حُجّة على العباد بنصّ كلام ربّ الأرض والسّماء – سبحانه – في قوله
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [من سورة النساء من الآية 59]، وقد قال مُجاهد ابن جبر (( أولي الأمر هم العلماء والأمراء ))، وقد جمع بينها ابن القيّم ، بين الأقوال التي جاءت في ذلك من السّلف والذي خرّجها الطبري ، فمنهم من قال أنّهم الأمراء ومنهم من قال العلماء ، فجمع ابن القيّم تحقيقًا فقال ((هم العلماء والأمراء ))؛ فالأمراء لهم طاعة في أمور الدولة ، تنظيمات كنظام الجوازات ونحو ذلك مما لا يُخالف نصًّا ، وأمّا العلماء فلهم طاعة في أمور الدّين ، فمن حقد عليهما ، على السلاطين والعلماء ، ضيّع أمر دنياه وآخرته ، كما نصّ على ذلك بعض السّلف . فإذا حقد على الحاكم فخرج عليه فإنّه يُحرم الأمن ، ويُضيّع دنياه ، كما هو مُشاهَد في المظاهرات المعاصرة , حقدوا على حُكّامهم حتّى ولّد ذلك الخروج عليهم ، فضاعت دُنياهم ، في تونس قلّت الرواتب ، نعم ، واضمحّل الأمن ، وكذا في مصر ، وكذا في اليَمَن ، وهكذا … ومن حقد على العالِم حُرِم علمه وضاعت آخرته ، كما هو معلوم من هؤلاء المتظاهرين الذين لم يرجعوا إلى العلماء لأنّهم عندهم "أذناب السّلطان "، فلم يستشيروهم ، وإنّما أخذ بعضهم عن بعض في الفايسبوك ونحوها من الوسائل المخَالفة لوصيّة الله ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [من سورة النساء من الآية 83].فصارت هذه الوسيلة كالفايسبوك والإيميلات ونحو ذلك أعظم وسيلة مُعاصِرة لمضادّة الله في أمره بالردّ إلى العلماء الذين يستنبطونه منهم ، فصار النّاس من هؤلاء الهمج الرّعاع يردّون الخروج والتظاهر إلى بعضهم البعض : "غدًا الإعتصام في مسجد كذا " ، "إبتعد عن رجال الأمن ، وإذا جاؤوك رجال الأمن ليقبضوا عليك تبسّم في وجوههم وقُل نحن معكم ، ونريد أن نُغيّر هذا الحاكم " … تعليمات .لا يردّونها إلى العلماء ، كذلك حصل هذا الخلل العظيم من جرّاء هذا الذي صنعوه وأحدثوه . فحينئذٍ نعرف بركة ما جاء به محمّد من الأمر بلزوم العلماء وطاعتهم والأخذ عنهم وطاعة الأمراء وترك الخروج عليهم وأنّ ذلك يولّد مصالح الدّين والدّنيا . فإذا كان ذلك كذلك ، فلا بُدّ حينئذٍ من أن نتعلّم من النصوص ، نعم ، ما نقدر به على إقناع خصوم الدّعوة السلفية المُبارَكة ، إن كان يرجعونها للسُنّة التي تدلّ على عدم جواز الحقدِ على هاتين الطّائفتين والخروج عليهم :طائفة العلماء والأمراء .[...] |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|