|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
( حكم الانتخابات والمظاهرات ) ... موضوع للتفاعل من يعرف كلاما للعلماء يضيفه مشكورا
بسم الله الرحمن الرحيم حكم الانتخابات والمظاهرات الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين وبعد: فقد كثر السؤال عن حكم الانتخابات والمظاهرات بحكم أنهما أمر مستجد ومستجلب من غير المسلمين، فأقول وبالله تعالى التوفيق: 1-أما الانتخابات ففيها تفصيل على النحو التالي: أولاً: إذا احتاج المسلمون إلى انتخاب الإمام الأعظم، فإن ذلك مشروع بشرط أن يقوم بذلك أهل الحل والعقد في الأمة والبقية يكونون تبعا لهم، كما حصل من الصحابة رضي الله عنهم حينما انتخب أهل الحل والعقد منهم أبا بكر الصديق رضي الله عنه وبايعوه، فلزمت بيعته جميع الأمة، وكما وكَّل عمر بن الخطاب رضي الله عنه اختيار الإمام من بعده إلى الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة فاختاروا عثمان بن عفان رضي الله عنه وبايعوه فلزمت بيعته جميع الأمة. ثانياً: الولايات التي هي دون الولاية العامة فإن التعيين فيها من صلاحيات ولي الأمر بأن يختار لها الأكفياء الأمناء ويعينهم فيها، قال الله تعالى: { (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) }، وهذا خطاب لولاة الأمور، والأمانات هي الولايات والمناصب في الدولة جعلها الله أمانة في حق ولي الأمر وأداؤها اختيار الكفء الأمين لها، وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه وولاة أمور المسلمين من بعدهم يختارون للمناصب من يصلح لها ويقوم بها على الوجه المشروع. وأما الانتخابات المعروفة اليوم عند الدول فليست من نظام الإسلام وتدخلها الفوضى والرغبات الشخصية وتدخلها المحاباة والأطماع ويحصل فيها فتن وسفك دماء ولا يتم بها المقصود، بل تصبح مجالا للمزايدات والبيع والشراء والدعايات الكاذبة. 2-وأما المظاهرات فإن الإسلام لا يقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية، وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها، فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة فالواجب على المسلمين أن يعرفوا هذه الأمور ولا ينحرفوا مع العوائد الوافدة والدعايات المضللة والتقليد للكفار والفوضويين. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. المصــدر المكتبة الشاملة : من مقالات الشيخ صالح الفوزان غفر الله له حكم الانتخابات والمظاهرات العدد 11358 الاثنين 8 رمضان 1424 3 نوفمبر 2003
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
#2
|
|||
|
|||
الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الالباني
ما حكم الانتخابات ؟ _فأجاب_رحمه الله_ لا يوجد في الإسلام انتخابات إنما يوجد شورى . (سلسلة الهدى والنور شريط 338 ) لماذا لا تجوز الانتخابات وكيف الوصول إلى إقامة الدولة الإسلامية .؟ _فأجاب_رحمه الله_ هذا بحث طويل نقول بيجاز الانتخابات طريقة أوربية شركية وثنية لانها قائمةً علي خلاف المنهج الإسلامي في كثيراً من الامور من ذلك ان قوله تعالي (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) لايشمل كل المسلميين صالحهم وطالحهم عالمهم وجاهلهم ونما يقصد (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) الخاصة منهم.... ايماناً وعلماً وفهماً ومعرفتةً باأحوال الناس وحاجاتهم فضلاً عن ان هذه الاية الكريمة التي هي الاصلُ في مجلس الشورى لا يعني المؤمن والكافر أما الانتخابات المعروفه فهي لا تفرق اولاً بين مسلم وكافر وثاني بالولي والحره الا تفرق بين المؤمن الصالح وطالح بين المؤمن العالم والمؤمن الجاهل وهذا امر معروف ومشاهد في كل الدول التي تتبنا نظام الانتخابات على طريقة البرلمانات لذلك نعتقد أنه لا يجوز للدولة ا المسلمة ان تستنا بسنة هؤلاء المشركين الذين يصح لانا ان نخطبهم بقول رب العالمين {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} .....الخ شريط رقم 339
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
#3
|
|||
|
|||
وسئل العلامة الألباني _رحمه الله_
السؤال الأول: ما الحكم الشرعي في الانتخابات التشريعية ( ما يسمى بالبرلمان ) التي نسعى من خلالها إلى إقامة الدولة الإسلامية، وإقامة الخلافة الراشدة ؟ الجواب : إنّ أسعد ما يكون المسلمون في بلادهم يوم ترفع راية ( لا إله إلا الله ) وأن يكون الحكم فيها بما أنزل الله، وإن مما لا شك فيه أن على المسلمين جميعا ـ كل حسب استطاعته ـ أن يسعوا إلى إقامة الدولة المسلمة التي تحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى منهج السلف الصالح، ومن المقطوع به عند كل باحث مسلم أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بالعلم النافع والعمل الصالح، وأول ذلك أن يقوم جماعة من العلماء بأمرين هامين جدا: الأول: تقديم العلم النافع إلى من حولهم من المسلمين، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأن يقوموا بتصفية العلم الذي توارثوه مما دخل فيه من الشركيات والوثنيات حتى صار أكثرهم لا يعرفون معنى قولهم :( لا إله إلا الله )، وأن هذه الكلمة الطيبة تستلزم توحيد الله في عبادته تعالى وحده لا شريك له، فلا يستغاث إلا به، ولا يذبح ولا ينذر إلا له، وأن لا يعبدوه تعالى إلا بما شرع الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن هذا من مستلزمات قولهم: ( محمد رسول الله )، وهذا يقتضيهم أن يُصَفُّوا كتب الفقه مما فيها من الآراء والاجتهادات المخالفة للسنة الصحيحة حتى تكون عبادتهم مقبولة، وذلك يستلزم تصفية السنة مما دخل فيها على مر الأيام من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، كما يستلزم ذلك تصفية السلوك من الانحرافات الموجودة في الطرق الصوفية، والغلو في العبادة والزهد، إلى غير ذلك من الأمور التي تنافي العلم النافع. والآخر: أن يُرَبُّوا أنفسهم وذويهم ومن حولهم من المسلمين على هذا العلم النافع، ويومئذ يكون علمهم نافعاً وعملهم صالحاً؛ كما قال تعالى:{فمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}، وحينئذٍ إذا قامت جماعة من المسلمين على هذه التصفية والتربية الشرعية فسوف لا تجد فيهم من يختلط عليه الوسيلة الشركية بالوسيلة الشرعية؛ لأنهم يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء بشريعة كاملة بمقاصدها ووسائلها، ومن مقاصدها مثلا النهي عن التشبه بالكفار وتبني وسائلهم ونظمهم التي تتناسب مع تقاليدهم وعاداتهم، ومنها اختيار الحكام والنواب بطريقة الانتخابات، فإن هذه الوسيلة تتناسب مع كفرهم وجهلهم الذي لا يفرق بين الإيمان والكفر ولا بين الصالح والطالح ولا بين الذكر والأنثى؛ وربنا يقول:{أَفَنَجْعلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمون} ويقول:{ولَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى}. وكذلك يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بدأ بإقامة الدولة المسلمة بالدعوة إلى التوحيد والتحذير من عبادة الطواغيت وتربية من يستجيب لدعوته على الأحكام الشرعيةحتى صاروا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما جاء في الحديث الصحيح، ولم يكن فيهم من يُصِرُّ على ارتكاب الموبقات والربا والزنا والسرقات إلا ما ندر. فمن كان يريد أن يقيم الدولة المسلمة حقا لا يُكتِّل الناس ولا يجمعهم على ما بينهم من خلاف فكري وتربوي كما هو شأن الأحزاب الإسلامية المعروفة اليوم، بل لا بد من توحيد أفكارهم ومفاهيمهم على الأصول الإسلامية الصحيحة: الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح كما تقدم، {ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُون بِنَصْرِ الله}، فمن أعرض عن هذا المنهج في إقامة الدولة المسلمة وسلك سبيل الكفار في إقامة دولتهم فإنما هو ( كالمستجير بالرمضاء من النار )! وحسبه خطأ ـ إن لم أقل: إثماً ـ أنه خالف هديه صلى الله عليه وسلم ولم يتخذه أسوة والله تعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللهَ كَثِيراً}. السؤال الثاني: ما الحكم الشرعي في النصرة والتأييد المتعلقين بالمسألة المشار إليها سابقاً ( الانتخابات التشريعية )؟ الجواب : في الوقت الذي لا ننصح أحدا من إخواننا المسلمين أن يرشِّح نفسه ليكون نائبا في برلمان لا يحكم بما أنزل الله، وإن كان قد نص في دستوره (دين الدولة الإسلام) فإن هذا النص قد ثبت عمليا أنه وضع لتخدير أعضاء النواب الطيِّبي القلوب!! ذلك لأنه لا يستطيع أن يغيِّر شيئاً من مواد الدستور المخالفة للإسلام، كما ثبت عمليا في بعض البلاد التي في دستورها النص المذكور. هذا إن لم يتورط مع الزمن أن يُقر بعض الأحكام المخالفة للإسلام بدعوى أن الوقت لم يحن بعدُ لتغييرها كما رأينا في بعض البلاد؛ يُغَيرِّ النائب زيّه الإسلامي، ويتزيّا بالزي الغربي مسايرة منه لسائر النواب! فدخل البرلمان ليُصْلِح غيره فأفسد نفسه، وأوَّل الغيث قطرٌ ثم ينهمر! لذلك فنحن لا ننصح أحدا أن يرشح نفسه؛ ولكن لا أرى ما يمنع الشعب المسلم إذا كان في المرشَّحين من يعادي الإسلام وفيهم مرشَّحون إسلاميون من أحزاب مختلفة المناهج، فننصح ـ والحالة هذه ـ كل مسلم أن ينتخب من الإسلاميين فقط ومن هو أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح الذي تقدم بيانه. أقول هذا ـ وإن كنت أعتقد أن هذا الترشيح والانتخاب لا يحقق الهدف المنشود كما تقدم بيانه ـ من باب تقليل الشر، أو من باب دفع المفسدةالكبرى بالمفسدة الصغرى كما يقول الفقهاء. السؤال الثالث : حكم خروج النساء للانتخابات ؟ الجواب : يجوز لهن الخروج بالشرط المعروف في حقهن وهو أن يتجلببن الجلباب الشرعي، وأن لا يختلطن بالرجال، هذا أولا. ثمَّ أن ينتخبن من هو الأقرب إلى المنهج العلمي الصحيح من باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى كما تقدم. السؤال الرابع : الأحكام الشرعية المتعلقة بأنماط العمل الشرعي في ( البرلمان ) ورجالاته ؟ الجواب :فنقول: هذا سؤال غامض مرادكم منه غير ظاهر لنا، ذلك لأن المفروض أن النائب المسلم لا بد أن يكون عالما بالأحكام الشرعية على اختلاف أشكالها وأنواعها، فإذا ما طرح أمر ما على بساطِ البحث فلا بد أن يوزن بميزان الشرع، فما وافق الشرع أيده وإلا رفضه؛ كالثقة بالحكومة، والقَسَم على تأييد الدستور ونحو ذلك !! وأما رجالات البرلمان! فلعلكم تعنون: ما موقف النواب الإسلاميين من رجالات البرلمان الآخرين؟ فإن كان ذلك مرادكم فلا شك أنه يجب على المسلمين نوابا وناخبين أن يكونوا مع من كان منهم على الحق كما قال رب العالمين:{وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}. وأما السؤال الخامس والسادس : فجوابهما يُفهم مما تقدم من الأجوبة. ونضيف إلى ذلك أن لا يكون همُّكم ـ معشر الجبهة الإسلامية! ـ الوصول إلى الحكم قبل أن يصبح الشعب مهيَّئًا لقبول الحكم بالإسلام، ولا يكون ذلك إلا بفتح المعاهد والمدارس التي يتعلم فيها الشعب أحكام دينه على الوجه الصحيح ويربَّى على العمل بها ولا يكون فيهم اختلاف جذري ينشأ منه التحزب والتفرق كما هو الواقع الآن مع الأسف في الأفغان، ولذلك قال ربنا في القرآن : {ولاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا إخوانا كما أمركم الله « رواه مسلم. فعليكم إذن بالتصفية والتربية، بالتأني؛ فإن » التأني من الرحمن والعجلة من الشيطان «، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام، ولذلك قيل: من استعجل الشيئ قبل أوانه ابتلي بحرمانه، ومن رأى العبرة بغيره فليعتبر، فقد جرب بعض الإسلاميين من قبلكم في غير ما بلد إسلامي الدخول في البرلمان بقصد إقامة دولة الإسلام، فلم يرجعوا من ذلك ولا بخفي حنين ! ذلك لأنهم لم يعملوا بالحكمة القائلة : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم "، وهكذا كما قال صلى الله عليه وسلم:» إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم « رواه مسلم. فالله سبحانه وتعالى أسأل أن يلهمنا رشدنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، ويهدينا للعمل بشرعةِ ربنا، متبعين في ذلك سنة نبينا ومنهج سلفنا، فإن الخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع، وأن يفرج عنا ما أهمَّنا وأغمَّنا وأن ينصرنا على من عادانا، إنه سميع مجيب. عمان صباح الأربعاء 19 جمادى الآخرة سنة 1412هـ. وكتب محمد ناصر الدين الألباني أبو عبد الرحمن ((انظر مجلة الأصالة )) العدد الرابع ص (15ـ22).
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
#4
|
|||
|
|||
يقول الشيخ أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري في مدارك النَّظر في السّياسة
((قلتُ: لقد استغل بعض الحزبيين كلام الشيخ ليدَّعي أنه يرى جواز دخول البرلمان والانتخابات! مع أن هذا الذي نَقلْتُه هنا عن الشيخ من أوضح الواضحات في نفي ذلك، لكن خوفاً من أن يَنطلي أمرهم على السذج أقول: إن الشيخ يرى تحريم دخول البرلمان وما يَتْبعه من انتخاب لدليلين قد ذكرهما هو نفسه هنا، وهما: الأول: أنه بدعة؛ إذ وسائل الدعوة في مثل هذه توقيفية، انظر إن شئت » الحجج القوية على أن وسائل الدعوة توقيفية « لعبد السلام بن برجس، على أن هذا لا يختلف مع قوله بأنها تَحكُمها المصالح المرسلة عموماً؛ وكثيراً ما كان الشيخ يُرَدِّد كلام ابن تيمية من » اقتضاء الصراط المستقيم « ص (278): " فكلُّ أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً لو كان مصلحة ولم يُفعل، يُعلَم أنه ليس بمصلحة ... ونحن نعلم أن هذا ضلالة قبل أن نعلم نهياً خاصًّا عنها أو أن نعلم ما فيها من المفسدة ". قلت: وقد سبق أن نقلتُ كلام الشيخ في أن هذا التحزّب للعمل السياسي مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي دُعي بمكة للمشاركة في السلطة فأبَى؛ لأنه أصَّل عملَه على التربية العقدية والخلقية باديء ذي بدء، كما هو معلوم، هذا في الكلام عن قيام المقتضي مع ترك الفعل، وأما العلم بالنهي فواردٌ أيضاً، ويُبَيِّنه كلامُ الشيخ بعد هذا ، وأما العلم بالمفسدة في هذا العمل، فبيانه منه ـ حفظه الله ـ في ملاحظة قريبة، والله وليّ التوفيق. والثاني: أنه تشَبُّهٌ بالكفار؛ إذ لا يَختلف اثنان في أنه نظام مستورَد منهم. فهذان الأمران يدلان على أن الشيخ لم يُحرِّمه لمفسدة زمنية أو مكانية يمكن نسخها بمصلحة زمنية أو مكانية، كلا! بل حرَّمه لذاته، فتنبّه! ولا يلتبِسن عليك أن جَوَّز الشيخُ الانتخابَ لبقية المسلمين بما فيهم النساء؛ لأن هذا قاله الشيخ في حالة ما إذا تَعنَّت الإسلاميون وأبَوا إلا دخول البرلمان، فحينئذ ما داموا داخلين ـ وإن رغمَت فتاوى أهل العلم ـ فقد رأى الشيخ أنه لا بدّ على غيرهم من المسلمين أن ينتخبوا أقرب حزب إلى الإسلام، من باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى، ولكن الشيخ ينهى عن الدخول معهم في التحزب والتنظيم ... وكثيراً ما سُجِّل للشيخ قولُه لهذه الجبهة وغيرها: " إن ركبتم رؤوسكم وأبَيتم إلا أن تكونوا كبش الفداء فعلى المسلمين الآخرين أن يختاروا من هذه الأحزاب أقربها إلى الإسلام؛ لا لأنهم سيُقدِّمون خيراً، ولكن من باب التقليل من شرِّهم "، هذا هو رأي الشيخ فليُعلم! ملاحظة: والغريب أن ينقل عبدُ الرحمن عبد الخالق في ص (73) من كتابه » مشروعية الدخول إلى المجالس التشريعية « كلامَ الشيخ الألباني هذا مبتورا ليدَّعِي أن منع الشيخ دخول هذه المجالس " إنما من باب أنه خلاف الأولى "، كذا قال ـ هداه الله ـ مع أنه لا يخفَى عليه ولا على غيره أن الشيخ ـ حفظه الله ـ ما اشتدّ انتقادُه عليه ـ هو بالخصوص ـ كما اشتدّ في هذه المسألة بعينها، يوم أن دعاه إلى بيته للمناقشة فيها، فلم يستجب له! وقال له الشيخ: " يا عبد الرحمن! إني أَعِظك أن تكون من الجاهلين! ". قلت: ولولا خشية التلبيس ما كلّفت نفسي نقل هذا الآتي: جاء في شريط مسجَّل من (( سلسلة الهدى والنور )) رقم (352/1) أن سائلاً قال للشيخ الألباني: سمعنا أنك قلت ـ يا شيخ! ـ يجوز ( أي دخول البرلمانات ) ولكن بشروط؟! قال الشيخ: " لا! ما يجوز! هذه الشروط ـ إذا كانت ـ تكون نظرية وغير عملية، فهل أنت تذكر ما هي الشروط التي بلَغتك عنّي؟ ". قال: الشرط الأول: أن يحافظ الإنسان على نفسه. قال الشيخ: " وهل يمكن هذا؟! ". قال: ما جرَّبتُ! قال الشيخ: " إن شاء الله ما تجرِّب! هذه الشروط لا يمكن تحقيقها؛ ونحن نشاهد كثيراً من الناس الذين كان لهم منطلق في حياتهم ـ على الأقل ـ في مظهرهم .. في لباسهم .. في لحيتهم .. حينما يدخلون ذلك المجلس ـ أي مجلس البرلمانات ـ وإذا بظاهرهم تَغيَّر وتبدَّل! وطبعاً هم يبرِّرون ذلك ويسوِّغونه: وأنّ هذا من باب المسايرة ... فرأينا ناساً دخلوا البرلمان باللباس العربيّ الإسلاميّ، ثم بعد أيام قليلة غيَّروا لباسهم وغيَّروا زيَّهم!! فهذا دليل الفساد أو الصلاح؟! ". قال السائل: الشيخ يعني الإخوة في الجزائر وعملهم هذا ودخولهم المعترك السياسي؟ قال الشيخ: " ما ننصح! ما ننصح في هذه الأيام بالعمل السياسي في أيّ بلد من بلاد الإسلام ... ". وفي السلسلة نفسها برقم (353/1) قال الشيخ: " ولهذا فأنا لا أقول كما قلتُ آنفاً: لا أرى الجهاد، بل أحذِّر من الجهاد؛ لأن الوسائل النفسية والمادية لا تساعد المسلمين على القيام بأيّ جهاد في أيّ مكان كان ... "، وقال: " نحن ننكر تحزّب المسلمين في دائرة الإسلام؛ فأن يكون حزب إسلامي يسمَّى كذا، وحزب إسلامي يسمَّى كذا، هذا التحزّب ـ مع أنهم جميعاً يعملون في دائرة الإسلام وفي صالح الإسلام واللهُ أعلم بما في نفوسهم ـ مع ذلك فنحن لانرى أنه يجوز لدولة مسلمة أن تسمح لمثل هذا التكتّل وهذا التحزّب، ولو في دائرة الإسلام؛ لأن هذا ليس من صنيع المسلمين، بل هو من عادة الكافرين، ولذلك قال ربُّ العالمين:{وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} ".
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
#5
|
|||
|
|||
وسئل الشيخ عبد المحسن العباد
هل الانتخابات من الطرق الصحيحة في تعيين الحاكم؟ فأجاب لا ليست من الطرق الصحيحة هذه طريقة وافده جاءت من الكفار الي المسلميين ونتجتها ومؤادها أن الناخيبين اذا كانُ اشراراً سينتخبونا واحداً من جنسهم ولا ينتخبون الا من كان على شكلهم وكما قال " إن الطيور على أشكالها تقع " الصقور تقع على الصقور ورخم على الرخم و البوم على البوم ! شرح سنن الترمذي شريط رقم 243
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
#6
|
|||
|
|||
قال فضيلة الشيخ العلامة محدث الديار اليمنية
مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - : ( حرمة الانتخابات الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. أما بعد: فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ياأيّها الّذين آمنوا إن تطيعوا فريقًا من الّذين أوتوا الكتاب يردّوكم بعد إيمانكم كافرين ? وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ? ياأيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون ? واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا?واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النّار فأنقذكم منها406}. وقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ما يودّ الّذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزّل عليكم من خير من ربّكم والله يختصّ برحمته من يشاء407}، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم كفّارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ408}، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ولا يزالون يقاتلونكم حتّى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا409}. هذه الآيات المباركات فيها التحذير من الإصغاء إلى كلام أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمشركين، يقول الله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النّصارى حتّى تتّبع ملّتهم410}، وفيها التحذير من الإصغاء إلى كلام أعداء الإسلام: {ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار?}، ويقول سبحانه وتعالى: {ودّوا لو تدهن فيدهنون?}. فمن باب النصح للمسلمين والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((الدّين النّصيحة))، بل النصح هو وظيفة من وظائف الأنبياء، فقد قال بعض أنبياء الله: {ونصحت لكم ولكن لا تحبّون النّاصحين?}. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مسلم.. وذكر منها: مناصحة أئمّة المسلمين))، ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ الله يرضى لكم ثلاثًا ويسخط لكم ثلاثًا.. وذكر من الثلاث: أن تناصحوا من ولاّه الله أمركم)). ومن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون?}، ويقول سبحانه وتعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر411}. بل أعظم من هذا أن ربنا عز وجل يقول: {لعن الّذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ? كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون412}. ومن باب القيام بما أوجب الله على أهل العلم، فإن الله عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين413}، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {إنّ الّذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيّنّاه للنّاس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاّعنون ? إلاّ الّذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التّوّاب الرّحيم414}. وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: الرد على أهل البدع أعظم من الجهاد في سبيل الله، أو أعظم درجات الجهاد في سبيل الله. ونحن في زمن تقلّب فيه الحقائق كما أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأهل العلم الذين كان يظنّ أنّهم سيدافعون عن الإسلام وسيحمون حماه إذا الإسلام يؤتى من قبلهم، وما كنا نظن أن يبلغوا إلى هذا الحد، وأن يدافعوا عن الكفر حتى يجعلوه واجبًا، دع عنك أنّهم يجعلون البدعة سنة، والضلال هدى، والغي رشدًا، وصدق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذكر الفتن إذ يقول: ((ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من السّاعي، من تشرّف لها تستشرفه فمن وجد ملجأً أو معاذًا فليعذ به))، ونحن في زمن الفتن لا ينكر هذا إلا من أعمى الله بصيرته. فنقول: إن لهم أسلافًا: {ياأيّها الّذين آمنوا إنّ كثيرًا من الأحبار والرّهبان ليأكلون أموال النّاس بالباطل ويصدّون عن سبيل الله415}، {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون416}، {وإنّ منهم لفريقًا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون417}. أولئك نزل بعدهم قرآن ففضحهم كما تقدم، ونحن الآن لا ينْزل قرآن، وإلا لرأيت أن بعض أصحاب العمائم واللحى المحناة والثوب الذي إلى وسط الساق، يمكن أن يفضحه الله كما فضح عبدالله بن أبيّ {واتل عليهم نبأ الّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشّيطان فكان من الغاوين ? ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أخلد إلى الأرض واتّبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث418}. وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((إنّ أخوف ما أخاف على أمّتي كلّ منافق عليم اللّسان))، ويقول أيضًا: ((إنّ أخوف ما أخاف عليكم الأئمّة المضلّون)). فهؤلاء حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فتارة يمثله الله عز وجل بالكلب، تنفيرًا منفرًا، وأخرى يمثله بالحمار: {مثل الّذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا419}. ولا تظنوا أن هذا في أهل الكتاب فقط، بل إنه في من زاغ وانحرف من الأئمة المضلين الذين سئلوا قبل أمس عن الديمقراطية؟ فقالوا: هي كفر. وسئلوا عند أن نزلوا إلى اليمن في مجلة (المستقبل): أتوافق على الديمقراطية؟ قال: نعم، أوافق عليها أنا وعلماء اليمن. فهل أنت علماء اليمن حتى تقول هذا، من أجل النصح للمسلمين وبيان تلبيس الملبسين وقد حصل الخير الكثير واتضحت الحقيقة وصدق النبيصلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ يقول: ((من رغب عن سنّتي فليس منّي)). فلا يكفي أن تضع يدك اليمنى على يدك اليسرى تحت اللحية. وما رفع الله شأن أهل العلم إلا لأنّهم يقفون أمام الباطل ويقولون للمصيب: أنت مصيب، ولصاحب الباطل: أنت مبطل، {ياأيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيًّا أو فقيرًا فالله أولى بهما فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإنّ الله كان بما تعملون خبيرًا420}، {إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان}، {وإذا قلتم فاعدلوا421}. وجزى الله أهل السنة في جميع البقاع اليمنية خيرًا، فقد اتضحت حقائق الملبسين، والمتلونين، والذين يفتون بالأمس بفتوى وغدًا بفتوى كأنّهم مفوضون في دين الله ورب العزة يقول في كتابه الكريم لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون422}، فلسنا مفوضين في دين الله: {فذكّر إنّما أنت مذكّر ? لست عليهم بمسيطر423}، {فذكّر بالقرءان من يخاف وعيد424}. فالتذكرة واجبة أهل العلم الذين صيّروا المساجد للدعوات الأمريكية، المساجد التي يقول الله فيها: {إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلاّ الله425}، {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه426}. ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن هذه المساجد إنما بنيت لذكر الله)). فأيهما أعظم: الدعوة إلى الديمقراطية في المساجد أم سؤال عن بعير، فقد ضاع على أحدهم بعير على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخذ يقول في المسجد: من رأى لي البعير الأورق، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لا ردّها الله عليك، فإنّ المساجد لم تبن لهذا)). فلم تبن للدعوة إلى الديمقراطية، ولا قالت إذاعة لندن، وقالت مجلة (المجلة)، وقالت صحيفة (الشرق الأوسط)، وقالت جريدة (الجمهورية) أو كذا وكذا. فهذا كلام لا يجب الإنصات له، فإذا رأيت الخطيب يوم الجمعة يدعو إلى الديمقراطية وإلى الانتخابات، فلا تستمع لمثل هذا الكلام، لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {ياأيّها الّذين آمنوا إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله427}. المسلمون محتاجون إلى من يعلمهم دينهم. أما النساء فإن الله عز وجل يقول لنساء نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وقرن في بيوتكنّ428}، ويقول: {وإذا سألتموهنّ متاعًا فاسألوهنّ من وراء حجاب429}، فالقبيلي الذي هو على الفطرة إذا سمع هذا الكلام كره أصحاب الانتخابات، إذا قالوا له: نريد أن تخرج زوجتك للتصوير وتدلي بصوتها في الانتخابات، وهم لا يستحيون يأتون بهن زرافات ووحدانًا. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((لعن الله المصوّرين))، ويقول: ((كلّ مصوّر في النّار))، ويقول: ((لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة)). ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم430}، وستبقى هذه الصورة في الملفات كلما اشتهى ذلك الفويسق المسئول عن الملفات فتح الملف ينظر ويتمتع بالنظر إلى صورة هذه المرأة. وفى زمن الفتن ماذا يعمل المسلم؟ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((فإنّه من يعش منكم يرى بعدي اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين عضّوا عليها بالنّواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وإنّ كلّ بدعة ضلالة)). فإذا التبست عليك الأمور فعليك بالرجوع إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {إنّ هذا القرءان يهدي للّتي هي أقوم431}، ويقول: {وننزّل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلاّ خسارًا432}. وباسم الإسلام يهدمون الإسلام، بل أعظم من هذا أنّهم يتوعدون أهل السنة ويجعلون المساجد للفتن. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام)). فمن أجل الكراسي يقتلون أهل السنة، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا فجزاؤه جهنّم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابًا عظيمًا433}. وقد قال غير واحد من الإخوان المسلمين: هؤلاء أخطر من الشيوعيين. وقال آخر: إذا انتهينا من الشيوعيين سنرجع عليهم. وقال آخر: لو أن لي من الأمر شيئًا لبدأنا بكم قبل الشيوعيين. فنقول لهم: توعدكم هذا لا يثنينا ولا نبالي بكم، وصدق القائل إذ يقول: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعًا أبشر بطيب سلامة يا مربع ولا نحتاج إلى أن نتقاتل نحن وأنتم، بل الله عز وجل يقول: {فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرّسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر434}، ويقول: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله435}. وهؤلاء يسلطون سفهاءهم على أهل السنة، وما عمل المبتدعة والحزبيون عملاً يضيقون به على أهل السنة إلا ازداد الناس حبًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبصيرة بهم. ولو أنّهم كانوا يعقلون لما استبدلوا الكفر باسم الإسلام، فهذا لا يكون بأي حال من الأحوال. الديمقراطية كفر، لأن معناها الشعب يحكم نفسه بنفسه، معناها لا كتاب ولا سنة ولا إسلام، وإباحة الزنا، واللواط، ودوس كرامة اليمنيين، وهيهات أن يقبل ترهاتكم اليمنيون الذين يقول فيهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الإيمان يمان والحكمة يمانية))، ويقول فيهم أيضًا: ((أهل اليمن هم أرقّ أفئدةً وألين قلوبًا))، ويدعو لهم بقوله: ((اللهمّ بارك لنا في شامنا وفي يمننا))، قالوا: وفي نجدنا، قال: ((اللهمّ بارك لنا في شامنا وفي يمننا))، قالوا: وفي نجدنا، قال: ((هناك الزّلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشّيطان)). ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أتاكم أهل اليمن كقطع السّحاب خير أهل الأرض)) فقال له رجل ممّن كان عنده: ومنّا يا رسول الله، قال كلمةً خفيّةً: ((إلاّ أنتم?)) رواه أحمد في "مسنده" من حديث جبير بن مطعم. ولا ينكر أن في اليمنيين جشعين وقد أفقروا الحزب البعثي، والحزب الاشتراكي، وقد أتاني أخ في الانتخابات الأولى من العدين وقد وزعوا السيارات والأموال، فقلت: ما حالهم هناك؟ قال: وجوههم عليها غبرة ترهقها قترة، لماذا؟ لأنّها تأخرت الانتخابات وسيحتاجون إلى أموال أخرى. والأموال تأتي من أرض الحرمين ونجد من بعض المشايخ ممن يحسنون الظن ببعض الناس، ولا بد أن نكشف ما هم عليه وأن نكتب لهم بما هم عليه من الخطابة وحث الناس على أن يتبعوا الخميني، ثم من المظاهرات التي يخرجون كالأنعام السائبة، ثم قضية الخليج وقد خرجوا في الشوارع: نفديك ياصدام بالروح والدم، الخ. ثم شغل الناس بعمر البشير: هذا الحاكم المسلم، والذي بلده في خير. فقام أخ من السودان فقال: أشهد لله بأنكم كذابون، عندنا فقر مدقع. وقد وهبنا أنفسنا لله عز وجل على أن نبيّن حقيقتهم، وهم البادئون، فمن الذي قال لكم تنشرون منشورًا أن مقبلاً يجيز الانتخابات. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول في شأن الكذب: ((وإيّاكم والكذب فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وما يزال الرّجل يكذب ويتحرّى الكذب حتّى يكتب عند الله كذّابًا))، وإذا قيل لهم: ما هو المرجع؟ قالوا: كتاب البيضاني. وأقول: إن كتاب البيضاني شأنه كشأن ذلك الرجل الذي قيل له: صل قال: لست بمصل، فإن الله عز وجل يقول: {فويل للمصلّين436}. وشأنه كما قيل: واعمد بنا حانة الخمار يسقينا وإنما قال: ويل للمصلينا دعْ المساجد للعبّاد تعمرها ما قال ربّك ويل للألى سكروا وشأنه شأن الذي يقول: الناس في خسارة ويستدل بقوله تعالى: {والعصر إنّ الإنسان لفي خسر437}، فالناس عنده في خسارة، ولو أكمل السورة لعرف {إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر438}، فإن البيضاني يقتطف كلمة ويترك بقية السياق، فهو يقتطف هذه الأشياء. وقد كنت منذ نحو ست أو سبع سنوات في جامع الدعوة بصنعاء وقلت: إن كان ولا بد فليختاروا الرجل الصالح، فهذه زلة أستغفر الله منها، ثم إننا لم نكن قد عرفنا مجلس النواب الطاغوتي الذي فيه احترام الرأي والرأي الآخر. وكذلك في الأهداف التي وزعوها في العام الماضي: الاعتراف بقرارات الأمم المتحدة، وقد أغنانا الله بالكتاب والسنة، ماذا تريد منا الأمم المتحدة؟ تريد منا أن تمسخنا، فأمريكا تتحمس لرجل واحد إذا قتل في بلدنا وهي تبيد الشعوب المسلمة كما قيل: جريمة لا تغتفر مسألة فيها نظر قتل امرئ في غابة وقتل شعب كامل ونقول: إن قرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن تحت الأقدام، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((كلّ أمر الجاهليّة موضوع تحت قدمي)). وأنصح بقراءة كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" لتعلموا ما حصل للمسلمين من زمن قديم. والناس يسمون دعوة الإخوان المسلمين دعوة موسمية يقولون: إننا لا نراهم إلا عند الانتخابات، يقول قائلهم {إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين النّاس أن تحكموا بالعدل439}. ثم يأتي المرشح ويقول: إن شاء الله سأحقق لكم كذا وكذا، وسأفعل كذا وكذا، وقضاياكم أسدها ثم بعد أن يرشحه المساكين ويستلم السيارة والمرتب الضخم يقلب اسمه (صلاحًا)?440 فإذا قيل له: يافلان أين ما وعدتنا؟ فيقول: لا يوجد شيء. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرّتين))، فلماذا لا يقولون: هذه انتخابات فرضت علينا من أمريكا، بل يخدعون الناس ويقولون: إنّها الإسلام. وأقول: أن الناس عندهم تفكير وإن كان لدى بعضهم جشع، فقد قال قائلهم وقد كان بعض الإخوان المفلسين يستصحب معه بيضة في الانتخابات الأولى ويقول: البيضة بخمسة ريالات وذلك الرجل ناصري فقال: يا عبدالمجيد كنت تقول بالأمس إن البيضة بخمسة ريالات وهاهي الآن بعشرة ريالات، فماذا عملتم؟ وقبيلي آخر في ذمار قال: قد عرفناكم ماذا عملتم لنا؟ فالانتخابات لا دنيا ولا آخرة، فماذا عملت الانتخابات في الجزائر؟ انتهكت حرمات الله وقضى على الدعوة في الجزائر وكانت الدعوة في الجزائر من أحسن بلاد المسلمين. وهكذا السودان فالانتخابات أتت لنا بالترابي ترّب الله وجهه الذي يسب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويسخر منه ويقول: أنا آخذ بقول النصراني في أن الذباب إذا وقع في القهوة أصبها لأنه يحمل الجراثيم ولا آخذ بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول هذا ويضحك بمعنى أنه يسخر من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وأيضًا مسألة الاختلاط والحجاب والدعوة إلى وحدة الأديان. وبعض الخبثاء يقول: حوار مع الأديان. ولكن الصحف السودانية والترابي عند أن ذهب إلى الخارج يقول: سندعو إلى وحدة الأديان ونضرب بيد من حديد على من وقف في طريقنا. وآخر يقول في الصحيفة وقد قيل له: لماذا اختير السودان بالذات؟ قال: لأن هناك شبهات حول السودان، فنحب أن يعلم الناس أنه لا فرق بين المسلم والنصراني. ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين ? ما لكم كيف تحكمون441}، ويقول سبحانه وتعالى: {أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار442}. فنقول لأهل الانتخابات: اسمعوا كلام ربكم فإن الله عز وجل يقول: {أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا لا يستوون443}، ويقول سبحانه وتعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون444}. فصوت الشيوعي والبعثي والناصري والعلماني وصوت العالم الفاضل واحد، والله سبحانه وتعالى يقول: {قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون445}. وربما يكون أنجس من الكلب، يقول الله سبحانه وتعالى: {إنّ شرّ الدّوابّ عند الله الصّمّ البكم الّذين لا يعقلون446}، ويقول: {إنّ الّذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنّم خالدين فيها أولئك هم شرّ البريّة447}. فتأتي أمريكا وتفرض علينا الانتخابات ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {ولا تطيعوا أمر المسرفين ? الّذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون448}، وتفرض علينا الديمقراطية التي معناها إبطال الكتاب والسنة، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {وقليل من عبادي الشّكور449}، ويقول سبحانه وتعالى: {وما أكثر النّاس ولو حرصت بمؤمنين450}، وهؤلاء يعتبرون بالكثرة. إنّها مصيبة ومساومة بالإسلام، فالمسلم المصلي والمتمسك بدينه يخاف منه أعداء الإسلام أعظم مما يخافون من طائراتنا ومدافعنا ورشاشاتنا ومجلس نوابنا. فأنا أقول: إنّها تحرم الانتخابات، وقد أبدلنا الله الشورى: {وشاورهم في الأمر451}، {وأمرهم شورى بينهم452}. والشورى بين أهل الحل والعقد: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم453}. فأهل العلم والحل والعقد هم الذين يبتون في الأمر، ولا تأتي لنا امرأة متأثرة بالأفكار الشيوعية أو البعثية أو العلمانية ثم نجعلها نائبة، والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأةً)). فصوت المغنية الفاجرة وصوت العالم واحد! وصوت العالم والخمّار واحد عندهم، وصوت الذكر والأنثى عندهم واحد! والله يقول: {وليس الذّكر كالأنثى454}. وأهل الشر أكثر في المجتمع الإسلامي كله، فهذه دسيسة جاءتنا من قبل أعداء الإسلام من أجل أن ينفّذوا لهم مخططاتهم. فهم محترقون ونقول لهم: لا تجعلوا ما في صدوركم على أهل السنة لأنكم تستضعفونهم، فيأبى الله والمؤمنون، وما من أحد من أهل السنة إلا وهو من قبيلة، فلا يظنوا أن المسألة فوضى وأهل السنة يعملون لوجه الله، ولا يعملون لأجل الكراسي: {ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة455}. وهؤلاء يقولون: ادع إلى أن ينتخب فلان، وخذ هذا الكيس بل الأكياس ووزعها على الناس من أجل أن ينتخبوا فلانًا، فالذي يستحق سيارة يعطى سيارة، والذي يستحق عشرة ألف أو عشرين أو ثلاثين ألفًا أعطوه. وقد أخبرت عن شخص من قبيلة من القبائل يقول وقد أعطي ثلاثمائة ألف : لا، قد أعطوني ثلاثمائة ألف فمن أعطى أكثر صوّتّ له. أفمثل هذا يجوز أن يؤمن على دين الله وهو مستعد أن يبيع الإسلام بأربعمائة ألف أو بخمسمائة ألف له ولقبيلته؛ والدولارات الأمريكية تتحرك وقت الانتخابات فأين الديمقراطية؟ وقد قال قائلهم: لولا نحن لما كنتم في المساجد. فأشهد الله بأن هذا القائل كذاب، فلم ضربوا إخواننا بالحديدة، ولم قتلتم أخًا في تعز، ولماذا أخذتم مسجد محمد المحويتي، ولماذا تحاولون أخذ مسجد عادل العيزري، ولماذا تحاولون أخذ مسجد يقوم فيه محمد جميدة بنشر السنة. فلو تولّوا علينا لما بقي هذا الجمع المبارك، ولكن الله هو الذي يحمي أهل السنة ويدافع عنهم {إنّ الله يدافع عن الّذين آمنوا456}. ودعوة أهل السنة محبوبة لدى الناس لأنّهم يعلّمونهم العقيدة وبر الوالدين وحقوق الجار، ويقولون لهم: إن القتل والقتال بين القبائل حرام، وسفك دماء المسلمين محرم، لأنّهم يبذلون أنفسهم وأموالهم من أجل نصر دين الله، لا من أجل أن يتبعهم الناس. نحن نقول للناس: تعالوا نتبع نحن وأنتم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلسنا أهلاً لأن نتّبع، ولستم أهلاً لأن تتبعوا، بل أنتم أردى منا بكثير. وبحمد الله فقد ماتت دعوة الإخوان المفلسين، لا توجد إلا بعض المادة تدعم دعوتهم من بعض شيوخ نجد سيسألون عنها أمام الله عز وجل، ونحن سنكتب لهم ونبين الحقيقة، وأما دعوة أصحاب الجمعيات الحزبيات الظاهرة، فقد كنا نقول بالأمس: إنّها حزبيات مغلفة، والآن حزبيات ظاهرة، وسيقولون: تناقضتم، فلا علينا منهم. ونحن كما يقول القائل: لو كل كلب عوى ألقمته حجرًا كان الحصى كل مثقال بدينار وقال آخر: أو كلما طنّ الذباب زجرته إن الذباب أذن عليّ كريم فوالله لا نبالي بصحيفة ولا بإذاعة ولا بمجلة، ولا نبالي برادّ علينا في كتاب، بل إن بعض الأشياء نفرح بها من أجل أن تتضح الحقائق لأولئك الرادين، لأن هذه دعوة الله وهو الذي أوجدها، فليست بدعوتنا، فمن نحن حتى يقال: إننا نحن الذين استطعنا بحمد الله أن نخرج طلبة العلم وأناس كانوا مراجع في البلاد اليمنية، فهذا أمر أراده الله، وإذا أراد الله بقاءه فسيبقى وعلى رغم أنوف الحاسدين الحاقدين. ????? وهذه بعض الحقائق عن الانتخابات ودخول المجالس النيابية من أحد الإخوة يقول: {الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. أما بعد: أيها الإخوة الكرام يجب أن نعرف ويعرف الناس جميعًا شيئين مهمين حول فتنة الانتخابات والدخول في المجالس النيابية. الشيء الأول: لا بد أن نبين التلبيس. والشيء الثاني: لماذا نحرم الانتخابات والدخول في المجالس النيابية. فنقول: وجه التلبيس، لماذا نمنع الصالحين من الدخول على الكفرة ليبينوا لهم الحق، وليأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، فهذا وجه التلبيس. والجواب على التلبيس: أننا لا نمنع الصالحين من الدخول على هؤلاء الكفرة ولكننا نمنع الوسيلة التي بها دخلوا. قال هؤلاء الكفرة للصالحين: نحن لن نسمح لكم بالدخول إلينا حتى تسجدوا لصنمنا، فإذا سجدوا لصنمهم كفروا، فحينئذ لا ينفع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأصحاب الانتخابات والمجالس النيابية قالوا للصالحين: لا ندخلكم معنا حتى تؤمنوا بالديمقراطية وتعطوا الكافر اليمني من الحقوق والواجبات مثل ما هي للمسلم، فإن آمنوا بالديمقراطية وأعطوا الكافر اليمني من الحقوق والواجبات ما للمسلم فقد كفروا فحينئذ لا ينفع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والشيء الثاني: لماذا نحرم الانتخابات؟ نحرم الانتخابات لأنّها تعطي الكافر اليمني من الحقوق والواجبات ما للمسلم اليمني لا فرق بين المسلم والكافر، ولهذا نحرمها من هذا الباب، ولا نحرم أن يدخل الصالحون إلى الكفرة ليبينوا لهم ويدعوهم إلى الله وليأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، لكن إذا طلب هؤلاء الكفرة من هؤلاء الصالحين وقالوا لهم: نحن لا نسمح لكم بالدخول إلينا حتى تسجدوا لصنمنا، والصنم هي الديمقراطية، فلا بد أن يؤمنوا بالديمقراطية وإلا لم يقبلوهم في هذا المجلس. ولماذا نحرم المجالس النيابية؟ لأن فيها يستهزأ بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والحكم فيها للكثرة، وليس لله عز وجل، وفيها كتاب الله رأي من الآراء، فإذا وضعنا هذه القاعدة التي قعدوها وذكرها العمراني في فتواه وقال: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فالدخول على الكفرة مباح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ، فإذا لم يتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بهذا الدخول فهذا الدخول مباح، وقد يصبح واجبًا، لأنه لا بد من الدخول إلى الكفرة ونأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر، لكن إذا كان هذا الدخول محرم، لأنك لا بد أن تسجد لصنم الديمقراطية فهذه القاعدة لا تنطبق على هذا الكلام، وهي قاعدة فاسدة في هذا القياس، لأن الدخول أصبح محرمًا وليس مباحًا، لأنه لا بد من السجود لصنم الديمقراطية ولا بد أن يساووا بين المسلم والكافر، ويتيحوا الفرصة للكافر أن ينتخب ويرشح من يمثله في مجلس النواب، والزنداني يستدل ببيعة العقبة ويقول: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((أخرجوا لنا اثني عشر نقيبًا)). فهذا النداء موجه للذين تبوءوا الدار والإيمان وليس موجهًا للمسلمين والكفرة، فلا ينطبق هذا الاستدلال على ما نحن عليه وفينا الكافر والمسلم. وقد نقلوا لشخص اسمه علي سالم بكير مقالاً في الصحوة التي صدرت في (11/يناير/1996م) وعنوان المقال "الجهل المركب" فنقول له: من الجاهل صاحب الجهل المركب نحن أم أنت وقد تبين لك ذلك. وقد ألقيت محاضرة في جامعة صنعاء تكلم فيها مشايخ الانتخابات: عبدالكريم زيدان، ومحمد يوسف حربة، وعبدالمجيد الزنداني، وسنعرض على شيخنا الفاضل أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي حفظه الله وثبته على الكتاب والسنة بعض الفقرات التي ألقيت في تلك الساحة، ليبين لنا بعد كلامهم عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقبل أن نعرض كلامهم هناك أسئلة نلقيها على شيخنا الفاضل. السؤال223: احتج أصحاب الانتخابات بقول الألباني وابن باز وابن عثيمين فما قولكم في ذلك؟ الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. أما بعد: فأصحاب الانتخابات هم أعداء هؤلاء المشايخ، فقد كنا بالأمس نسمع في هيئة المعاهد العلمية بصنعاء أن الألباني ماسوني، عند أن أفتى للذين في فلسطين من المسلمين بأن يخرجوا لأنّها أصبحت دار حرب، شنوا عليه الغارات وضللوه وبدّعوه. وهكذا الشيخ ابن باز عند أن أفتى في قضية الخليج هاجموه. وعند أن أفتى بالصلح مع اليهود ونحن نتكلم على هذا مع قطع النظر عن صحة هذه الفتوى، فهاجموه وحملوا عليه ومنهم يوسف القرضاوي لا بارك الله فيه، فهم يريدون إحراق أهل العلم، فلا تصلح لهم حزبية إلا إذا احتيج إلى استفتائهم، فالحزبيون يذهبون إلى مشايخهم أمثال القرضاوي وفلان وفلان، أما العلماء فلا يذهبون إليهم بل يريدون إحراقهم. وهذه الفتوى قد اتصلت بشأنها بالشيخ الألباني حفظه الله وقلت له: كيف أبحت الانتخابات؟ قال: أنا ما أبحتها ولكن من باب ارتكاب أخف الضررين. فننظر هل حصل في الجزائر أخف الضررين أم حصل أعظم الضررين، واقرءوا ترجمة أبي حنيفة تجدون علمائنا ينهون عن الرأي والاستحسان، ويرون أنه سبيل الاعتزال وسبيل التجهم، أما فتوى الشيخ الألباني فهم يأخذونها من زمن قديم. وأما الشيخ ابن عثيمين فمن عجيب أمره أنه يحرم الأحزاب والجماعات ويبيح ما هو أعظم وأخطر منها وهي الانتخابات التي هي وسيلة إلى الديمقراطية. فأقول لهؤلاء الملبّسين: لو تراجع هؤلاء المشايخ أكنتم متراجعين عن هذا أم لا؟ ونقول: إننا نرى حرمة التقليد؛ فلا يجوز لنا أن نقلد الشيخ الألباني ولا الشيخ ابن باز ولا الشيخ ابن عثيمين، فإن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: {اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكّرون457}، ويقول سبحانه وتعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم458}. فأهل السنة لا يقلدون، ثم نقول للمشايخ: إن فتواكم هذه خطيرة جدًا، ألم تعلموا أن بوش أخزاه الله عند أن كان رئيسًا لأمريكا يقول: أن السعودية والكويت لم تطبقا الديمقراطية. فعلى المشايخ أن يتراجعوا عن هذه الفتوى، وأنا أشهدكم أنني متراجع عن أي خطأ في كتبي أو أشرطتي أو دعوتي لله عز وجل، أتراجع بنفس طيبة مطمئنة. والمشايخ لا عليهم إذا تراجعوا، بل هو الواجب عليهم، لأنّهم لا يدرون بالذي يحدث في اليمن، وما الذي يدور في المجالس النيابية، وما هو الفساد الذي يحصل بسبب الانتخابات، قتل وقتال من أجل الانتخابات، وخروج النساء متبرجات، وتصوير للنساء من أجل الانتخابات، ومساواة الكتاب والسنة والدين بالكفر من أجل الانتخابات، وأي مصلحة حققت هذه الانتخابات. فيجب على المشايخ أن يتراجعوا، وسنرسل إليهم إن شاء الله، فإن لم يتراجعوا فنحن نشهد الله أننا براء من فتواهم لأنّها مخالفة للكتاب والسنة، رضوا أم غضبوا، أعراضنا ودماؤنا فداء للإسلام، ولا نبالي بحمد الله. والقوم قد احترقوا، ويعرفون أن كلامهم ليس له قيمة، وإن شئت أرسلت رجلاً ولا يشعر الناس، ولكن لا يكون حزبيًا، ليعلموا أن الإخوان المسلمين قد احترقوا في اليمن، والفضل في هذا لله عز وجل. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتراجع ونصرة المظلوم ونصرة إخوانهم أهل السنة يعتبر واجبًا عليهم، ودعونا من الرأي والاستحسان. ونحن نقول للمشايخ: هل حصلت الانتخابات في زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند أن اختلفوا في شأن أسامة بن زيد هل يكون هو الأمير أم غيره؟ فهل قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: انتخبوا فمن حصلت له الأصوات الكثيرة فهو الأمير!؟ وهل حصلت الانتخابات في زمن أبي بكر؟ وهل حصلت الانتخابات في زمن عمر؟ وما جاء أن عبدالرحمن بن عوف تتبع الناس حتى النساء في خدورهن، فهذا يحتاج إلى نظر لأنه خارج "الصحيح"، فلا بد من جمع الطرق، وأنا متأكد أنّها إذا جمعت الطرق سيكون شاذًا، والشاذ من قسم الضعيف، ثم بحث عنه بعض الإخوة فوجد هذه الزيادة في غاية الضعف. هل حصلت الانتخابات في العصر الأموي أو العباسي أو العثماني؟ أم إنّها جاءتنا من قبل أعداء الإسلام، وصدق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ يقول: ((لتتّبعنّ سنن من قبلكم حذو القذّة بالقذّة حتّى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلكتموه)). فهي تعتبر فرقة وتشتيت شمل وعداء وبغض، حتى بين الأسرة الواحدة، من أجل هذه الانتخابات الدخيلة، ولا يضحك علينا الإخوان المسلمون فإنّهم ربما ينتخبون شخصًا لا يصلي ويقولون: نيته طيبة أو ينتخبون شيخًا جاهلاً. ولقد كانوا يمنون الناس في الانتخابات الأولى أن ما بينهم وبين أن يحكموا الإسلام إلا أن تنتهي الانتخابات، فأين الحكم بالإسلام؟ وأين إنجازات وزاراتهم التي كانوا فيها، والإخوان المسلمون هم الذين يقولون: إننا نقرر الأمر في مجلس النواب فتأتينا الأوامر بغير ذلك، ثم نخرج بما أتتنا به الأوامر من هنا وهناك. فاتقوا الله أيها المشايخ لا تقودونا إلى اتباع أمريكا، وإلى الديمقراطية التي تبيح ما حرم الله، والتي قد أباحت اللواط في بعض الدول الكفرية، وأباحت كل محرم؛ فنحن مسلمون عندنا كتاب ربنا {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله459}. فهل لنا دين في الزمن المتقدم ودين في الوقت الحاضر أم هو دين واحد إلى أن تقوم الساعة؟ والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خذلهم حتّى يأتي أمر الله وهم كذلك)). فعسى أن يتراجع المشايخ عن هذه الفتوى، وسننظر ماذا يعمل الإصلاحيون. والله المستعان. السؤال224: الانتخابات لكافة الشعب وفيهم المسلم الملتزم التقي وفيهم تارك الصلاة والسكران وفيهم الفاجر وفيهم غيرهم من العلمانيين والشيوعيين والبعثيين والناصريين وغيرهم ممن يحاربون دين الله عز وجل فهل ديننا يأمرنا أن نشاركهم في الانتخابات وهم بهذه الصورة المختلطة؟ الجواب: قد أجبت على هذا السؤال فيما تقدم فلا داعي للتكرار ولكنني أذكر قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفرّ بدينه من الفتن)). وما جاء من الأدلة في التحذير من الفتن منها قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن، إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن، إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواهًا)). وجاء في "صحيح مسلم" من حديث معقل بن يسار: ((العبادة في الهرج كهجرة إليّ)). فهم لا يخافون من انتخاباتكم، بل نحن نعطي الفرصة لأعداء الإسلام ليعرفوا ثقل الإسلام من عدمه. بخلاف الإقبال على العلم والتعليم، وخير دليل على هذا هو معهد دماج والذي يضم في بعض الأوقات نحو سبعمائة طالب، وفي هذه العطلة نحو ألف وأربعمائة أو نحو ذلك فلماذا أمريكا ترسل جواسيسها، وتضغط على الحكومة من أجل أن تضيّق على المعهد فهم يخافون من الدين، ولا يخافوا من الانتخابات فلو كانوا يخافون منها لما موّلوها بدولاراتهم. السؤال225: أيجوز للمرأة أن تكون مفتية، كما قاله عبدالكريم زيدان؟ الجواب: عبدالكريم زيدان فويسق، حالق اللحية لابس البنطلون والكرفتة، وأقول: إن اليمن الآن أصبح للمنبوذين، من أمثال عبدالكريم زيدان وغيره. ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {ياأيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين460}. أظلم قلبك ياعبدالكريم زيدان لا بارك الله فيك، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأيّ قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأيّ قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتّى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصّفا فلا تضرّه فتنة ما دامت السّموات والأرض، والآخر أسود مربادًّا كالكوز مجخّيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلاّ ما أشرب من هواه)). وأريد من عبدالكريم زيدان أن يجلس مع نصراني، فلا تدري أيهما النصراني من المسلم. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((من تشبّه بقوم فهو منهم)). ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {فلمّا زاغوا أزاغ الله قلوبهم461}، ويقول: {وأمّا ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى462}. وربما يأتون بشخص متشبه بأعداء الإسلام ويرى أن طريقة أعداء الإسلام أهدى، فبالأمس يأتون براشد الغنوشي لا بارك الله فيه ويقول: إن الديمقراطية أحسن من الدكتاتورية. والإسلام بريء من الديمقراطية والدكتاتورية. فلماذا لا ندعو الناس إلى الإسلام؟ وبعد غد إذا تكلمنا على عبدالكريم زيدان سيأتون بيوسف العظم فيحتاج إلى شريط آخر، ويأتون بعده بيوسف القرضاوي، قرضه الله بالبلاء. ولولا أنّهم تعرضوا وقالوا: إنني أفتيت بذلك لما تكلمت، لأنني من فضل الله قد أشبعت الموضوع في "فتوى في وحدة مع الكفار"، وفي "قمع المعاند"، و"زجرا لحاقد الحاسد"، وفي "المصارعة"، وفي كثير من الأشرطة، مثل شريط "كيفية الصلح مع الإخوان المسلمين"، لكن الدبور جرهم إلى أن ينشروا عني بأنني أجيز الانتخابات، ولو أن هناك حكومة لرحّلت هذا المنبوذ عبدالكريم زيدان من اليمن. وأقول: إنه ينبغي ألا يعبأ بكلامه ويكون كلامه تحت الأقدام، لأنه فاسق كما قال تعالى:?{ياأيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين463}. السؤال226: هل اشتراك المرأة في الانتخابات من باب الإفتاء؟ الجواب: اشتراك المرأة في الانتخابات من باب الفساد والإفساد، وهنيئًا لك أيتها المرأة السنية، والمرأة القبيلية، وأما أصحاب (حزب حقّ البردقان)، فقد أخرجوا نساءهم للانتخابات، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((أيّما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية)). ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إذا خرجت المرأة أستشرفها الشّيطان)). وأهل السنة مستريحون ينتخبون لهم أحاديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأولئك تلقى أحدهم وقد نشف ريقه بسبب المشاكل والانتخابات. فأقول: أنا لا أثق بحزبي يتلون بحال من الأحوال، والتلبيسات ستنكشف. السؤال227: يقول عبدالكريم زيدان: إن الناس في الزمن الماضي ما كانوا محتاجين إلى الانتخابات؛ لأن الانتخابات وسيلة لمعرفة أصحاب الحل والعقد فما رأيكم في ذلك؟ الجواب: أما الآن فعنده الأمر مجهول، أما يوجد ياعبدالكريم زيدان الآن علماء أجلاء، فمن قال لك أنّهم مجهولون، هل الشيخ ابن باز مجهول؟ وهل الشيخ الألباني مجهول؟ بل أنت المجهول، لأنك قمامة أتي بك إلى كلية الإيمان. وقد أخبرت أن أناسًا من الصين أرادوا أن يلتحقوا بالجامعة الإسلامية، فقال لهم بعض العاملين في الإغاثة: ننصحكم بكلية الإيمان، وقد قلت لكم قبل: إن هناك أناسًا مندسين في السعودية. فهم يأتون بالقمامة إلى اليمن، فزكريا التوابيتي كان خبيرًا في المعاهد وأنا أعرفه، وقد كان لا يعرف كوعه من بوعه، واليمنيون ينفقون له الدولارات، فلا يقبل مرتّبه إلا إذا كان بالدولارات. وأنا أعلم أنه يوجد مسئولون صالحون في اليمن، والمراد بأهل الحل والعقد أن يكونوا من العلماء ومن المسئولين الصالحين، وهذا هو الذي قال ربنا: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم464}. وهم يحومون حول مصيبة لليمن، فاليمن هادئ على أحسن ما يرام، فماذا حصل بعد الوحدة والانتخابات؟ التفاهم بالمدفع والرشاش، فلماذا لا يقول هؤلاء المدبرون: قد رضينا بك يا علي عبدالله صالح ونحن نطالبك بالاستقامة على الكتاب والسنة وإغلاق البنوك الربوية والقروض الربوية، والمطالبة بقلع شجرة القات لتحسين الاقتصاد، وتطهير الدوائر الحكومية وغيرها من النساء الفاتنات، وتقرب أهل الفضل والعلم والحل والعقد عندك إذا حدث أمر. فهذه الحزبية خطيرة، وكلهم يتنافسون للوثوب على السلطة، ثم تشتعل اليمن كما اشتعلت لبنان، وحصل في كثير من البلاد الإسلامية، ولكن الله عز وجل هو الذي سيحمي اليمن ويخيب آمالهم. وأقول: أنّهم يخافون من الرئيس غاية الخوف، ففي تشكيل الحكومة الأولى كانوا يريدون أن يشكلوا هم، فنظر إليهم بالعين الحمراء، فقالوا: شكل الحكومة كما تريد، ثم يأتي لهم بالوزارات التي أحرقتهم. فنسأل الله أن يدفع عن اليمن الفتن وشر هذه الحزبية الدخيلة، فيجب على الحزبيين أن يتوبوا إلى الله، وأنا آيس من توبة بعضهم، مثلهم كشجرة عباد الشمس فهي تتقلب مع الشمس تارة كذا وأخرى كذا ، وكذلك الحرباء الذي إن مشى في أرض بيضاء صار أبيض أو في أرض سوداء صار أسود، وإن مشى في خضرة صار أخضر، وهكذا حالة الإخوان المسلمين يتقلبون ويتلونون. السؤال228: قال عبدالكريم زيدان: لا يمكن معرفة أهل الحل والعقد إلا عن طريق الانتخابات فما قولكم في ذلك؟ الجواب: إن لم تعرفهم أنت فقد عرفهم غيرك، وما هو إلا تلبيس، وإلا فأهل الخير معروفون ولو شئت لعددت لك من أهل الخير بمصر وبالسودان وفي أرض الحرمين ونجد وفي اليمن، وهكذا لكن قل بما تريده أمريكا، وقل إن أهل الشر مغمورون فنريد أن ننعشهم. أين أنت ياعبدالكريم من حديث: ((لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خذلهم حتّى يأتي أمر الله وهم كذلك))؟ وقد كنت أسأل الإخوة العدنيين قبل الوحدة: كم تقدرون الشيوعيين؟ قالوا: أربعة في المائة وبعضهم يقول: عشرة في المائة، ثم بعد ذلك ما شعرنا بعد الانتخابات إلا وقد غطوا اليمن كله وفتحوا مكاتب الحزب الاشتراكي وبعض المسئولين يستقبلهم ويقول: نحن نرحب بالديمقراطية، ويحضر افتتاح المكاتب. ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه465}. ولو علموا أن قبيلتك ستنتخبك خصوصًا إذا كنت متمسكًا بالدين، يحولونك إلى دائرة ثانية عند الناس الذين يبغضونك، وقد حصل هذا لسليمان الفرح، فقد كان أهل رازح سيصوتون له، فشعر بأنّهم سيرمون به في دائرة ثانية فترك وقال: أنا لا أتقدم للانتخابات. فالانتخابات سياسة مدروسة، ليست لك من أول يوم إلى النهاية فأنت مسيّر من قبل أمريكا فنسأل الله عز وجل أن يدمر أمريكا وأن ييسر لها بشعب بطل يدمرها، كما دمر الشعب الأفغاني روسيا، فلا نزال في اضطرابات ما دامت أمريكا تغزونا بدولاراتها. السؤال229: وقال أيضًا: الانتخابات جزء من النظام الديمقراطي ويجوز في الإسلام الأخذ بجزئية صحيحة من النظام الجاهلي، واستدل بمسألة الجوار وحلف الفضول، فما قولكم في ذلك؟ الجواب: أما الانتخابات ومسألة الديمقراطية فإنّها مسيّرة من قبل أعداء الإسلام، وأما ما عليه القبائل فإن الإسلام أقر كثيرًا مما عليه القبائل منها: الكرم، وإكرام الضيف، وحقوق الجار، حتى القسامة أقرها الإسلام، فالله سبحانه وتعالى أرسل إلينا نبينا محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فله أن يقر ما يرى من عند ربه: {وما ينطق عن الهوى ? إن هو إلاّ وحي يوحى466}. ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((كلّ شيء من أمر الجاهليّة موضوع تحت قدميّ)). فهل ابتعدتم عن القروض والبنوك الربوية، وهل طهرتم المستشفيات من الاختلاط أم لا زالت فوضوية، تضع المرأة مولودها والموّلد رجل، والرجل تعالجه امرأة، على أن ذينك جائزان للضرورة. فالمسلمون الآن فوضويون ليس لهم إلا الله سبحانه وتعالى. والإخوان المسلمون مفسدون غير مصلحين: {ومن النّاس من يعجبك قوله في الحياة الدّنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام ? وإذا تولّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنّسل والله لا يحبّ الفساد467}، {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون ? ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون468}. فهذه الدعايات قد عرفها الناس فذلك فرعون يقول: {ذروني أقتل موسى وليدع ربّه إنّي أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد469}. فنقول: إن الديمقراطية تحت أقدامنا، وقد أغنانا الله بهذا الدين، والله سبحانه وتعالى يقول: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا470}. فقد أكمل الله الدين ولا نحتاج إلى أمريكا تأتي وتكمله، ولا عبدالكريم زيدان يأتي ويكمله. السؤال230: وقال عبدالكريم زيدان: الأمة مسئولة عن تنفيذ الشرع، وتمكينها من الانتخابات أمر شرعي ليتأتى لها تنفيذ هذا الواجب، فما قولكم في ذلك؟ الجواب: نحن رأينا أن الانتخابات تزيد الطين بلة، فقد رأينا الفساد ينتشر بكثرة، فالرجل من أصحاب مجلس النواب يجلس وبجانبه المرأة، بل قد ضربت امرأة في الأعوام الماضية رجلاً عالمًا من أهل زبيد، ولكنه أعمى البصيرة، فعرضك مهدد في ذلك المجلس. السؤال231: وقال أيضًا: التعدد الحزبي يجوز في مفهوم الشرع ما دام في نطاق الشرع، لأن التجمع على الخير جائز واستدل بقوله تعالى: {ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير471}، فما قولكم في هذا؟ الجواب: الآية حجة عليه: {ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر472}، فما قال: (ولتكن منكم أمم)، بل قال: {ولتكن منكم أمّة}. ورب العزة يقول في كتابه الكريم: { إنّ الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء إنّما أمرهم إلى الله473}، وقال سبحانه: {إنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً وأنا ربّكم فاعبدون474}، ويقول سبحانه وتعالى: {وإنّ هذه أمّتكم أمّةً واحدةً وأنا ربّكم فاتّقون475}، ويقول سبحانه وتعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون476}. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((يد الله مع الجماعة))، ويقول: ((عليكم بالجماعة))، ولم يقل: ((بالجماعات)). واقرءوا كتاب أخينا ربيع بن هادي: "جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات". السؤال232: وقال أيضًا: تعدد المذاهب السياسية كتعدد المذاهب الفقهية، فما رأيكم في هذا القياس، مع العلم أن المذاهب السياسية تضم كثيرًا من الأحزاب الكافرة؟ الجواب: أقول: قبحك الله يا عبدالكريم زيدان، أتجعل العلماني مثل الشافعي، والشيوعي مثل أحمد بن حنبل، والبعثي مثل مالك بن أنس، والصوفي المبتدع مثل سفيان الثوري والشيعي المبتدع مثل إسحاق بن راهوية. وبعد هذا نقول له: ثبت عرشك ثم انقش، فنحن لا نعترف بهذه المذاهب، فمن قال لك: إنه لا بد أن يكون منا هذا شافعي، وهذا حنبلي وهذا مالكي، ورب العزة يأمرنا أن نكون أمة واحدة واقرءوا التاريخ لتروا القتل والقتال فتارة بين الحنبلي والحنفي، وأخرى بين الحنبلي والشافعي وأخرى بين الحنبلي والمالكي، والسني والشيعي. فهذه المذاهب ما أنزل الله بها من سلطان، وأتحدى من يأتي بدليل من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الله أمر إخواننا الحضرميين أن يكونوا شوافع، وأمرنا هاهنا أن نكون شيعة، وأمر أتباع أبي حنيفة أن يكونوا حنفية، والحنابلة أن يكونوا حنابلة، والله عز وجل يقول: {ومن أحسن قولاً ممّن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنّني من المسلمين477}. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند أن سمع خصاماً بين أنصاري ومهاجري فقال المهاجري: ياللمهاجرين، وقال الأنصاري: ياللأنصار، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أبدعوى الجاهليّة وأنا بين أظهركم دعوها فإنّها منتنة)). يجب أن تشعر أن أخاك الأعجمي الأسود اللون أخوك وأن تتألم لألمه: ((مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى))، ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا))، ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التّقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشّرّ أن يحقر أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)). وهؤلاء الأئمة هل دعونا إلى تقليدهم أم كل واحد نهى عن تقليده؟ بل واحد نهى عن تقليده كما هو معروف في الكتب، بل كل واحد منهم يقول إنه يصيب ويخطئ. فالإمام أحمد يقول: لا تقلدني ولا تقلد مالكًا ولا تقلد الأوزاعي وخذ من حيث أخذنا. والشافعي يقول: إذا صح الحديث فهو مذهبي، ومالك بن أنس يقول: كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر. يعني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالأساس باطل وما رتبت عليه باطل. السؤال233: وقال أيضًا: أما التجمع السياسي القائم على الشرع الإسلامي فهو يتبنى نمطًا من الآراء الفكرية ويسعى لتنفيذها فعلاً، فهل هناك تجمع سياسي قائم على الشرع الإسلامي؟ الجواب: القوم مستميتون دون باطلهم، فأمريكا لا تستطيع أن تقول هذا الكلام، لكن جاءوا لنا بصورة مسلم. والحمد لله ظهر الحق: {وقل جاء الحقّ وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقًا478}. والسياسة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم مشروع: {إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين النّاس أن تحكموا بالعدل إنّ الله نعمّا يعظكم به479}. والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلّما هلك نبيّ خلفه نبيّ?))، ويقول: ((ثمّ إنّها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلّوا)). فهذه هي السياسة الشرعية. والسياسة المباحة: سياسة الزعماء لشعوبهم بما لا يخالف الكتاب والسنة. والسياسة الثالثة: سياسة شيطانية وهي السياسة التي تخالف الكتاب والسنة. السؤال234: قال الزنداني: هذا المبدأ الأول يريد به الانتخابات والدخول في المجالس النيابية إعادته للأمة وطرحه للتشاور فيما بينها في الحقيقة عودة إلى الأصل الشرعي الصحيح. فما تعليقكم على هذا؟ الجواب: قبل هذا أقول: إن عبدالمجيد الزنداني ضال مضل ملبّس، سيحمل وزره كاملاً يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلهم بغير علم. فمن تضليلاته مدحه للخميني الكافر الذي يقول: إن لأئمتنا منْزلة لا ينالها نبي مرسل، ولا ملك مقرب. يعنى أن أئمة أهل البيت أفضل من الأنبياء والملائكة، ويقول أيضًا: إن نصوص أئمتنا كالقرآن. ذكر هذين القولين في كتابه "الحكومة الإسلامية". ويقول من إذاعة طهران: إن الأنبياء وأئمة أهل البيت لم ينجحوا في مهمتهم والذي سينجح في مهمته هو المهدي. ويعنى به صاحب السرداب المختفي في زعمهم منذ زيادة على ألف سنة والذي قال فيه بعض أهل السنة: كلفتموه بجهلكم ما آنا ثلثتم العنقاء والغيلانا ما آن للسرداب أن يلد الذي فعلى عقولكم العفاء فإنكم فهذه الثلاث الخصال تدل على كفر الخميني. وقد سألت جريدة (المستقبل) عبدالمجيد الزنداني: هل توافق على الديمقراطية؟ قال: أوافق عليها أنا وعلماء اليمن. وعبدالمجيد يلقى الصوفي بالوجه الصوفي، ومع الشيعي بالوجه الشيعي، ومع السني بالوجه السني، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إنّ شرّ النّاس ذو الوجهين الّذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)). وعبدالمجيد أخرج شريطين في الدفاع عن التنسيق مع البعثيين، وعبدالمجيد يشارك في مؤتمر حوار الأديان وهو الذي يسميه حوار الأديان والأخوة السودانيون يسمونه الدعوة إلى وحدة الأديان. وجلس في ناد في عدن بين الراقصات المغنيات، فلما قيل له: لماذا، قال: والله كنت أظن أنّهن صغار. عبدالمجيد الزنداني أحرقه علي عبدالله صالح، فقد كلفه باستقبال وفد قادم من أسبانيا أو من دولة غيرها، فإذا هم مجموعة من النساء الكاسيات العاريات، وقد نصحته لوجه الله عز وجل أن تحذر من أن يحرقوك. وعبدالمجيد الزنداني في قلبه حقد على أهل السنة يسخر منهم ويصفهم بأنّهم متقوقعين في المساجد. وقد استغوى جماعة من ضعاف الأنفس كأصحاب جمعية الحكمة وجمعية الإحسان وأصبحوا يتآمرون معه على عداوة أهل السنة. وإذا ذهبت إليه وقلت له: إخوانكم ضربونا في الحديدة في مسجدنا. يقول: ارجعوا إلى فلان وفلان. أي: إلى الذي ضربهم كما يفعل آل حميدالدين فيأتي الشخص ويشكو من القاضي أو من الناظرة، فيردوه إلى ناظرة همدان وإلى خصمه. فأنصحه أن يجلس في بيته، فإن لم يستطع أن يجلس في بيته فلينتقل إلى أرض الحرمين ونجد فعبدالمجيد في أرض الحرمين ونجد، غير عبدالمجيد في اليمن، فهو هناك سني، حتى أنه كان يأتينا ونحن في المدينة ويتكلم معنا، وقد كنا نفرح به باعتباره من اليمن، فإذا كبار الإخوان لا يأتون، لماذا؟ قالوا: إنه محتاج إلى جلسة خاصة، من أجل أن يعلم هو نفسه. فلا ينبغي أن يصدر الفتاوى لأن الله عز وجل يقول: {فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون480}، لكن الذين ليسوا بأذناب لعبدالمجيد، فمحمد ابن إسماعيل العمراني الذي يقول: لا يعتبرونني عالمًا إلا إذا احتاجوا إليّ. فأقول: إنّهم الآن يتمسحون بك ياقاضي محمد، فانتبه جزاك الله خيرًا، فقد أصبحت تؤيد هذه الانتخابات وتستدل لها بالباطل. وأنصح عبدالمجيد أن يسأل الشيخ ابن باز والشيخ الألباني ولا يلبّس عليهم من أجل معرفة الحقيقة. كما أنصحه أن يذهب إلى مأمن له ويتعلم وينشر العلم خيرًا له من أن يضل أناسًا من اليمنيين. وقد أمر الله عز وجل أهل العلم أن يقولوا الحق، وأن يكونوا قوامين بالقسط، وما رفع الله منْزلة أهل العلم إلا أنّهم يقولون للظالم: ياظالم، وللمرتشي: أنت مرتش، ويقفون في وجه المنكر: {لولا ينهاهم الرّبّانيّون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السّحت481}. فيجب على العلماء أن ينهوا الناس عن هذه الأباطيل والفتن التي غزتنا من قبل أعداء الإسلام. وبعد هذا فترّاهات أهل الباطل ليس لها نهاية وأنصح كل سني وسنية أن يتمسكا بالكتاب والسنة، وسيرجع الناس إلى الكتاب والسنة، فقد رجع أناس في مأرب وأناس بصعدة وفي جميع المدن اليمنية، وهذه الترّاهات زائلة فلا نريد أن نضيع وقتنا في الكلام على هؤلاء، فعندهم أنّهم يبنون على الخيالات وعلى الأوهام والتلبيسات وقد اتضحت حقيقتهم، وقد وصلت إليّ ثلاثة أشرطة لعبدالمجيد الزنداني وسنكلف من يستمعها. وأنا أرى أن نتركهم لأن هراءهم وتلبيسهم ليس له نهاية. [align=right]405 تم التسجل في 6 ربيع الأول 1417. 406 سورة آل عمران، الآية:100-103. 407 سورة البقرة، الآية:105. 408 سورة البقرة، الآية:109. سورة هود، الآية:113. 409 سورة البقرة، الآية:217. سورة القلم، الآية:9. 410 سورة البقرة، الآية:120. سورة الأعراف، الآية:79. سورة آل عمران، الآية:104. 411 سورة التوبة، الآية:71. 412 سورة المائدة، الآية:78-79. 413 سورة الحجر، الآية:94. 414 سورة البقرة، الآية:159-160. 415 سورة التوبة، الآية:34. 416 سورة البقرة، الآية:75. 417 سورة آل عمران، الآية:78. 418 سورة الأعراف، الآية:175-176. 419 سورة الجمعة، الآية:5. 420 سورة النساء، الآية:135. 421 سورة الأنعام، الآية:152. 422 سورة آل عمران، الآية:128. 423 سورة الغاشية، الآية:21-22. 424 سورة ق، الآية:45. 425 سورة التوبة، الآية:18. 426 سورة النور، الآية:36. 427 سورة الجمعة، الآية:9. 428 سورة الأحزاب، الآية:33. 429 سورة الأحزاب، الآية:53. 430 سورة النور، الآية:30. 431 سورة الإسراء، الآية:9. 432 سورة الإسراء، الآية:82. 433 سورة النساء، الآية:93. 434 سورة النساء، الآية:59. 435 سورة الشورى، الآية:10. 436 سورة الماعون، الآية:4. 437 سورة العصر، الآية:1-2. 438 سورة العصر، الآية:3. 439 سورة النساء، الآية:58. 440 مثلٌ صعدي لمن تحول بعد قضاء حاجته فهو سريع التلون. 441 سورة القلم، الآية:35-36. 442 سورة ص، الآية:28. 443 سورة السجدة، الآية:18. 444 سورة الجاثية، الآية:21. 445 سورة الزمر، الآية:9. 446 سورة الأنفال، الآية:22. 447 سورة البينة، الآية:6. 448 سورة الشعراء، الآية:151-152. 449 سورة سبأ، الآية:13. 450 سورة يوسف، الآية:103. 451 سورة آل عمران، الآية:159. 452 سورة الشورى، الآية:38. 453 سورة النساء، الآية:83. 454 سورة آل عمران، الآية:36. 455 سورة النحل، الآية:125. 456 سورة الحج، الآية:38. 457 سورة الأعراف، الآية:3. 458 سورة الإسراء، الآية:36. 459 سورة الأنعام، الآية:153. 460 سورة الحجرات، الآية:6. 461 سورة الصف، الآية:5. 462 سورة فصلت، الآية:17. 463 سورة الحجرات، الآية:6. 464 سورة النساء، الآية:83. 465 سورة آل عمران، الآية:85. 466 سورة النجم، الآية:3-4. 467 سورة البقرة، الآية:204-205. 468 سورة البقرة، الآية:11-12. 469 سورة غافر، الآية:26. 470 سورة المائدة، الآية:3. 471 سورة آل عمران، الآية:104. 472 سورة آل عمران، الآية:104. 473 سورة الأنعام، الآية:159. 474 سورة الأنبياء، الآية:92. 475 سورة المؤمنون، الآية:52. 476 سورة الأنعام، الآية:153. 477 سورة فصلت، الآية:33. 478 سورة الإسراء، الآية:81. 479 سورة النساء، الآية:58. 480 سورة النحل، الآية:43. 481 سورة المائدة، الآية:63. |
#7
|
|||
|
|||
وهذا قول الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، جمعاً لأقوال العلماء في المسألة كما طلب الأخ الفاضل أحمد أبو شيحة:
السؤال: ما حكم الانتخابات الموجودة في الكويت , علماً بأن أغلب من دخلها من الإسلاميين ورجال الدعوة فتنوا في دينهم؟ وأيضاً ما حكم الانتخابات الفرعية القبلية الموجودة فيها يا شيخ؟! الإجابة أنا أرى أن الانتخابات واجبة, يجب أن نعين من نرى أن فيه خيراً, لأنه إذا تقاعس أهل الخير من يحل محلهم؟ أهل الشر, أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم لا خير ولا شر, أتباع كل ناعق, فلابد أن نختار من نراه صالحاً فإذا قال قائل: اخترنا واحداً لكن أغلب المجلس على خلاف ذلك, نقول: لا بأس, هذا الواحد إذا جعل الله فيه بركة وألقى كلمة الحق في هذا المجلس سيكون لها تأثير ولابد لكن ينقصنا الصدق مع الله, نعتمد على الأمور المادية الحسية ولا ننظر إلى كلمة الله عز وجل ماذا تقول في موسى عليه السلام عندما طلب منه فرعون موعداً ليأتي بالسحرة كلهم, واعده موسى ضحى يوم الزينة -يوم الزينة هو: يوم العيد؛ لأن الناس يتزينون يوم العيد- في رابعة النهار وليس في الليل, في مكان مستوٍ, فاجتمع العالم، فقال لهم موسى عليه الصلاة والسلام: { وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى } [طه:61] كلمة واحدة صارت قنبلة, قال الله عز وجل: { فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } [طه:62] الفاء دالة على الترتيب والتعقيب والسببية, من وقت ما قال الكلمة هذه تنازعوا أمرهم بينهم, وإذا تنازع الناس فهو فشل, كما قال الله عز وجل: { وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا } [الأنفال:46] { فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى } [طه:62]. والنتيجة أن هؤلاء السحرة الذين جاءوا ليضادوا موسى صاروا معه, ألقوا سجداً لله, وأعلنوا: { آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } [طه:70] وفرعون أمامهم, أثرت كلمة الحق من واحد أمام أمة عظيمة زعيمها أعتى حاكم. فأقول: حتى لو فرض أن مجلس البرلمان ليس فيه إلا عدد قليل من أهل الحق والصواب سينفعون, لكن عليهم أن يصدقوا الله عز وجل, أما القول: إن البرلمان لا يجوز ولا مشاركة الفاسقين, ولا الجلوس معهم, هل نقول: نجلس لنوافقهم؟ نجلس معهم لنبين لهم الصواب. بعض الإخوان من أهل العلم قالوا: لا تجوز المشاركة, لأن هذا الرجل المستقيم يجلس إلى الرجل المنحرف, هل هذا الرجل المستقيم جلس لينحرف أم ليقيم المعوج؟! نعم ليقيم المعوج, ويعدل منه, إذا لم ينجح هذه المرة نجح في المرة الثانية. السائل : الانتخابات الفرعية القبلية يا شيخ! الجواب: كله واحد أبداً رشح من تراه خَيِّرَاً، وتوكل على الله. لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .. رقم الشريط 211
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد زياد الأردني ; 23-01-2010 الساعة 10:57PM |
#8
|
|||
|
|||
من اجابات الشيخ مقبل الوادعي كتاب تحفة المجيب السؤال1:أرى من الواجب الدخول في الانتخابات، وأنه لا يجوز لأهل الخير أن يتخلوا عنها، لأنّهم إذا تخلوا عنها، دخل فيها من لا خير فيه، ولأنّ وجود أهل الخير في المجالس الحكومية فيه خير، لأنه سيكون لهم رأي يرشدون به في هذه المجالس، فما رأيكم في الانتخابات، وكيف الرد على من يقول بجوازها من الكتاب والسنة، وما الدليل على تحريمها؟ الجواب:يقول رب العزة في كتابه الكريم: {أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا لا يستوون[1]}. والعالم الفاضل، والخمار، والشيوعي، صوتهم واحد، يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين ءامنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون[2]}، ويقول سبحانه وتعالى: {أم نجعل الّذين ءامنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار[3]}، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وليس الذّكر كالأنثى[4]}. فصاحب الفضيلة صوته كصوت المرأة الفاجرة، ويقول سبحانه وتعالى: {تلك إذًا قسمة ضيزى[5]} حين جعلوا الملائكة بنات الله، ولهم أنفسهم الذكران. وهل كانت الانتخابات على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو على عهد أبي بكر وعمر، أم الدولة الأموية والعباسية، وهكذا. وقد انتهى ببعضهم الحال في التصويت في بلاد الكفر على إباحة اللواط، وأن يتزوج الرجل بالرجل، وعلى إباحة الخمر، والبنوك الربوية. وكل شيء يمكن أن يجري تحت التصويتات والانتخابات، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {أفحكم الجاهليّة يبغون ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون[6]}. فأنت مطالب بالاستقامة، والله سبحانه وتعالى يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {فاستقم كما أمرت[7]}، ويقول أيضًا: {فاستقيموا إليه[8]}. فنحن مأمورون بالاستقامة على الكتاب والسنة، يقول سبحانه وتعالى: {ولولا أن ثبّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلاً إذًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثمّ لا تجد لك علينا نصيرًا[9]}. وما هي عاقبة الانتخابات في أفغانستان؟ وما هي ثمرات الانتخابات في كثير من البلاد الإسلامية؟ وأعظم من هذا أن الانتخابات وسيلة إلى الديمقراطية، وهذا الكلام ليس موجّهًا إلى إخواننا السودانيين، فلا يطالبني أحد بالكلام بعد أيام على الانتخابات، فإنني قد تعبت وتكلمت على الانتخابات في كتاب "المصارعة" وفي "فتوى في وحدة المسلمين مع الكفار" وفي "قمع المعاند"، وفي "غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة" وكلها مطبوعة بحمد الله. فلعلّ الإخوة السودانيين لم تبلغهم الكتب والأشرطة، أما أن تأتي الانتخابات في اليمن ثم يقول القائل: نحن نريد أن تتكلم في الانتخابات؟ فأقول له: غزلت لهم غزلاً نسيجًا فلم أر لغزلي نسّاجًا فكسّرت مغزلي وأهل السنة بحمد الله يطالبون المسئول أن يكون مسلمًا، لا يؤمن بديمقراطية، ويصلي، ونحن لا نريد أن نأتي بغيره، نريد حاكمًا مسلمًا. ونقول للمسئولين: أصلحوا شأنكم واستقيموا، ونحن لا نريد كراسيكم، بل استقيموا على الكتاب والسنة. وأقول: يجب على المستفتي ألا يكون حاطب ليل تقول: قد قال الشيخ فلان كذا، وقال الشيخ فلان كذا، بل تتثبت من دينك، فقد كان الرجل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويسأله ويقول له: يا محمد إني سائلك فمشدّد عليك في المسألة، فلا تجد عليّ في نفسك. ولو كنا مقلّدين لقلدنا أبا بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وأحمد بن حنبل، فإنّهم أجل في نفوسنا من عالم عصري. وأريد من الأخ المستفتي أن يكون متثبّتًا من دينه، وتسأل هذا وهذا عن الدليل، وإذا رأيت الشيخ يغضب ويقول: أنت لا تثق بكلامي، كما كان يفعل علوي مالكي إذا جاءه أحد وسأله عن الدليل، قال: أنت مذهب خامس، قم من عندي، فقم من عنده، واسأل غيره. فالعالم يصيب ويخطئ، ويجهل ويعلم، وربما يجامل المجتمع ويهاب المجتمع، فما أكثر العلماء في اليمن الذين يعرفون أننا على حق ويغبطوننا على ما نحن عليه، ومع هذا فإذا طلب منهم التصويت ذهبوا وهم كارهون، وهم علماء أفاضل جزاهم الله خيرًا، وربما نتكلم عليهم بكلام قاس، ولا يدخل في نفوسهم، ولا يغضبون لأنّهم يعرفون أن الدافع هو الدين. أما أصحاب الرد فهم أصحاب الحزبية المعقدة، الذي لو أتيته بآية وحديث يقول لك: هو حزب عالميّ لا يستطيع الفرد أن يتصرف فيه. فأقول: وهل أنت مربوط مع هذا الحزب، أم ستسأل في قبرك وحدك. فأحذّر الأخوة عن التقليد، وقد تكلمنا عليه قبل، وكذلك التقليد لعالم عصري، اسأله عن الدليل، واسأل عالمًا غيره وغيره، كما فعل سلمان الفارسي ينتقل من بلدة إلى بلدة، ومن شخص إلى شخص حتى انتهى به الحال لما علم الله صدْق نيته أن صار من أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. [1] سورة السجدة، الآية:18. [2] سورة الجاثية، الآية:21. [3] سورة ص، الآية:28. [4] سورة آل عمران، الآية:36. [5] سورة النجم، الآية:22. [6] سورة المائدة، الآية:50. [7] سورة هود، الآية:112. [8] سورة فصلت، الآية:6. [9] سورة الإسراء، الآية:74.
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد أحمد بوشيحه ; 14-02-2010 الساعة 02:05PM |
#9
|
|||
|
|||
من اجابات الشيخ مقبل الوادعي
كتاب تحفة المجيب السؤال1:ما الفرق بين اختيار الإمام أعني إمام المسلمين، وانتخابات هذه الأيام، لأن بعض الناس يلبّس على الناس، وعلى طلبة العلم، بأنه لا فرق؟ الجواب:إمام المسلمين إما أن يأخذها بالغلبة، وإما أن يجتمع أهل الحل والعقد ولو اثنان ‑كما في الستة أصحاب الشورى‑ ويبايعونه على ذلك ثم يبايعه الناس، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم[1]}، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ياأيّها الّذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم[2]}، ويقول: {فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرّسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر[3]}. وأهل الحل والعقد هم العلماء الأفاضل، وكذلك ممن له معرفة بالسياسة يشارك في الاختيار، ولا بأس إن كانوا مجموعة قدر عشرين شخصًا أو أقل أو أكثر، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه اقتصر على ستة وهو الأولى، ولا يكون من باب الانتخابات فقد جاءتنا من قبل أعداء الإسلام، وهي وسيلة من وسائل الديمقراطية. [1] سورة النساء، الآية:83. [2] سورة النساء، الآية:59. [3] سورة النساء، الآية:59.
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
#10
|
|||
|
|||
من اجابات الشيخ مقبل الوادعي
كتاب تحفة المجيب السؤال1:يستدل بعض الناس على الانتخابات بفعل عبدالرحمن بن عوف في اختيارهم عثمان فما الجواب على ذلك؟ الجواب:أفاضل الصحابة أسند إليهم عمر هذا الكلام، واختاروا وتحروا في اختيارهم عثمان رضي الله عنه، فهل كان بينهم خمار، أو شيوعي، أو بعثي، أو امرأة فويسقة تمثل قومها، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة)). فهذا يعتبر تقليدًا لأعداء الإسلام، ورحم الله أبا محمد بن حزم إذ يقول: المقلد كالغريق يتشبث بأي شيء يستطيع أن يتمسك به. السؤال2:يقول بعض الناس: لا بأس بدخول المرء في الانتخابات لكي يكون قائدًا في مجتمعه، له سلطة وله أمر ونهي، وعليه أن يغض الطرف وأن يبتعد عن الجلوس مع المرأة، فما هو ضابط الضرورة في الدخول وما هي الأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال العلماء في شأن الاختلاط، ومن هي المرأة التي يجوز لك أن تختلي بها، وما هي أضرار الاختلاط؟ الجواب:أما شأن طلابنا المختلطين مع النساء فكما قيل: ألقاه في اليمّ مكتوفًا وقال له إياك إياك أن تبتلّ بالماء وقد سألني طالب من طلبة جامعة صنعاء: ماذا يعمل الشخص إذا أمنى؟ فظننت أنه لا يفرّق بين المني والمذي، فقلت: لعله إذا أمذى؟ قال: لا والله إذا أمنى، فقلت له: كيف ذاك؟ قال: يحصل اصطدام في الدرج مع النساء. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((ما تركت بعدي فتنةً أضرّ على الرّجال من النّساء)). والله عز وجل يقول في شأن نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي شأن الصحابة الذين هم أطهر قلوبًا من قلوبنا: {وإذا سألتموهنّ متاعًا فاسألوهنّ من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنّ[1]}. ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرّجل الحازم من إحداكنّ)). ويقول أيضًا: ((فاتّقوا الدّنيا، واتّقوا النّساء، فإنّ أوّل فتنة بني إسرائيل كانت في النّساء)). فأقول: من أوجب عليها أن تخرج إلى الجامعة, وإلى المدرسة، وسلامة القلب لا يعادلها شيء، يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ألا وإنّ في الجسد مضغةً، إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا وهي القلب)). وأخبرت أن فتيات أنصار السنة في السودان، وينبغي أن يقال: أنصار الدنيا والمال، يذهبن إلى الشيوعي يدعينه إلى أن يدخل في حزب جماعة أنصار السنة، وإلى البعثي، وإلى غيرهما من الضائعين. والمرأة ليست معصومة فربما تفتن به أو يفتن بها، ولقد أحسن من قال: كل الحوادث مبدؤها من النظر أما أصحاب جماعة أنصار السنة فقد أصبحوا جماعة أنصار المال.كم نظرة فعلت في قلب صاحبها يسر مقلته ما ضر مهجته ومعظم النار من مستصغر الشرر فعل السهام بلا قوس ولا وتر لا مرحبًا بسرور جاء بالضرر فأنصح أخواني في الله أهل السنة بالسودان أن يبتعدوا عن المدارس والجامعات التي فيها اختلاط، فإنّها تعتبر فتنة، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((استفت قلبك وإن أفتاك المفتون)). وإذا كان سعيد بن المسيب يقول: لو ائتمنت على كذا وكذا من الذهب لوجدت نفسي عليه أمينًا ولو ائتمنت على جارية سوداء، لما وجدت نفسي عليها أمينًا. يقول بعض السلف: لا تخلون بامرأة ولو أن تعلمها القرآن. وقال الترابي -ترّب الله وجهه وقطع الله دابره- وبعض المتحذلقين: إن المتمسكين بالكتاب والسنة يحسّون هذا الإحساس لأنّهم لا يختلطون بالنساء، فإنّهم لو اختلطوا بالنساء فسيزول هذا الإحساس. فنقول: نعم لأنّها قد ماتت قلوبهم: ما لجرح بميت إيلام. والرجل يمكث مع امرأته قدر خمسين سنةً، فهل زال ذلك الإحساس؟ فأفّ لهذه التلبيسات. وأما ما هو ضابط الدخول للضرورة في هذه الجامعات المختلطة؟ فليست هناك ضرورة، فهل السيف على رقبة الشخص، أو أنه إذا لم يدخل الجامعات، زجّ به في السجن حتى يخاف على نفسه، أو ماله، أو عرضه، أن يحل به ما لا يتحمله. وأما من هي المرأة التي يجوز لك أن تختلي بها فهي المرأة التي تحرم عليك على التأبيد، ويستثنى الملاعنة فإنّها تحرم عليك على التأبيد، ولا يجوز لك أن تختلي بها. [1] سورة الأحزاب، الآية:53.
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
#11
|
|||
|
|||
من اجابات الشيخ مقبل الوادعي
كتاب تحفة المجيب ولأخينا في الله أبي رواحة الموري حفظه الله قصيدة في الانتخابات بعنوان: كشف الأوراق المطويات عن مفاسد الانتخابات يايراعا(23) خاض في بحر الرمل(24) وقريضا ينشد اليوم الأمل وقصيدا قد مضى يحدوا بنا يطلب الحق لدى أحلى جمل قد بدت أبياته في ألق مثل شمس أخفت اليوم زحل كلها تطلب شيئا واحدا أن نروم الحق في الأمر الجلل كشفت أوراقه في وضح فإذا في الأمر أصناف الخلل ذلك الأمر الذي ننكره انتخابات تراءت بالمقل فلنكن ياقوم صفا واحدا نأخذ التشريع من خير الرسل ولنسر ياقوم في درب الهدى إن من سار على الدرب وصل إنما الشورى هي النهج الذي عاش فيه الناس والقوم الأول قام أهل الدين بالشورى وكم قام أهل العلم من عقد وحل فانتخابات تمادى زيفها وإذا الإفساد فيها قد حصل لم يقم فيها سوى قوم لهم طعن هذا الدين في ثوم الدجل كاشتراكي وبعثي ومن قام بالتنسيق معهم لا خجل إن مضينا سوف نلقى دفترا مثخنا بالشر شبها بالرسل(25) إذ بها التقليد للأعدا فكم شابهوا في الفعل أشرار الدول مثل أمريكا تجاروا خلفها يدخلون الجحر طبقا للمثل(26) ورسول الله ألقى بيننا من تشبه صار منهم في العمل(27) وابن عمرو جاء في ثوب له ورسول الله يلقي بالجمل أبهذا أمرت أمك أن تشبه الكفار في اللبس المخل قال عبدالله: هل أغسلهما؟ قال: بل احرقهما(28) تمس البطل وبها تنفيذ تخطيط مضى من بني صهيون أمسى معتقل وبها خوض بغير الحق في مال ربي أنه شيء جلل إذ روى الجعفي(29) عن خولة في مسند صدق لمعنى ما نقل أن من خاض له النار غدا(30) وجزاء الفعل أن يبقى مغل كم عداوات بدت في أرضنا قطعت شملا غدا فينا وصل كم جهود لدعاة ضيعت بانتخاب إنه الفعل الأشل شغلوا الأمة عن تاريخها من علوم وحديث كالحلل جعلوها تطلب الدنيا وقد تطلب الناقة أيضا والجمل تطلب الدولار من أعدائها وتريد النصر والنصر فشل إذ تساوي بين صدق واضح وعظيم الأفك فيمن قد رحل بل تساوي بين حق صادق ومع الباطل قامت بالعمل أتساوي بصلا في أكله بالذي يشرب من ذاك العسل؟ وانتخاب قد ترامى شره يخرج المرأة من جحر الخجل بعد أن خاطب ربي نسوة أن وقرن(31) ذلك الفعل الأجل أمر رب خالق سبحانه في كتاب فهو بالحق نزل جعل الزوج ليرعى أهله وهو مسئول إذا شر حصل(32) وإذا الزوج تخلى مرة عن قوامته وأرخى للكسل عاقب الرحمن من ذا صنعه بعقاب قدره قدر الزلل لم يجد في دربه رائحة من جنان(33) بل تردى بالشلل كم فتاة خرجت من خدرها تطلب النصرة في ليت لعل إذ بها راجعة خائبة بعظيم الأفك باءت والفشل جعلوها سلعة معروضة لكلاب همها ذاك الأكل عبر تصوير حرام قد مضى علما يظهر عن خير الرسل كل من صور يوما صورة نفخ الروح بها(34) يا للخجل إن شر الناس ذا منزلة من يضاهي(35) خلقه عز وجل كم فتاة خرجت في عطرها في جميل اللبس في أحلى الحلل فغدت في شرعنا زانية(36) حسبها في ذلكم أن تغتسل ربما في بلدة قد رشحت وإذا الشر عليهم قد هطل أنه لا يفلح القوم إذا سودوا المرأة عن ذاك الرجل(37) جاء مصداقا لما قد قاله خير رسل الله عن هذا الخلل كم فتاة خرجت كاشفة وإذا الزينة تبدو والكحل فتراها ثلة مسعورة لا تغض الطرف إلا من غفل يترك الصندوق ذو صندوقه صار ولهانا وأمسى في الغزل عجبي من ثلة خائبة تطلب النصرة ممن قد سفل كم قبيلي تولى ساخرا ولسان الحال يزري بالأسل أن يرى قوما أضلوا نهجهم ماتت الغيرة فيهم والخجل فانتخابات حرام حسبها عند شيخي مثل طاغوت أطل وادعي الخير قولا راشدا قلته أمسى نصيرا للأول وابن باز لو رأى آثارها في بلادي لارتضى الحكم الأجل لن يقر الشر في أمته إذ به قد صار للخير محل وصلاة الله تغشى المصطفى دائما تتلى على مر الأزل _______________________ (1) سورة التحريم، الآية: 6. (2) سورة طه، الآية: 132. (3) سورة الشعراء، الآية: 214. (4) سورة النساء، الآية: 34. (5) سورة النساء، الآية: 32. (6) سورة الكهف، الآية: 28. (7) سورة عبس، الآية: 34-37. (8) سورة الأحزاب، الآية: 35. (9) سورة آل عمران، الآية: 195. (10) سورة الزخرف، الآية: 18. (11) سورة الأحزاب، الآية: 59. (12) سورة النور، الآية: 31. (13) سورة النساء، الآية: 89. (14) سورة البقرة، الآية: 282. (15) سورة آل عمران، الآية: 36. (16) سورة النجم، الآية: 22. (17) سورة البقرة، الآية: 120. (18) سورة المعارج، الآية: 11-14. (19) سورة الحج، الآية: 1-2. (20) سورة آل عمران، الآية: 36. (21) سورة السجدة، الآية: 18. (22) والحكمة هي ما يوضع في فم الحصان من الحديد إذا أراد أن يقرعه. (23) اليراع: هو القلم. (24) الرمل، بتشديد الراء وفتح الميم: بحر من بحور الشعر. (25) الرسل، بتشديد الراء وفتح السين: هي الإبل المرسلة جماعات، كناية عن تتابع الشر. (26) إشارة لما في «صحيح البخاري ومسلم» عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم»، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟، قال: «فمن»؟. (27) إشارة لما في «سنن أبي داود» بإسناد صحيح عن ابن عمر مرفوعا: «من تشبه بقوم فهو منهم»، وهو في «الصحيح المسند» لشيخنا حفظه الله، و«الارواء» برقم (1269). (28) إشارة لما في «صحيح مسلم» عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: رأى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- علي ثوبين معصفرين، فقال: «أأمك أمرتك بهذا؟»، قلت: أغسلهما!، قال: «بل أحرقهما». (29) المراد به الإمام البخاري. (30) إشارة لما في «صحيح البخاري» عن خولة الأنصارية -رضي الله عنها- مرفوعا: «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة». (6/153) (31) إشارة لقوله تعالى: ﴿وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى﴾ سورة الأحزاب، الآية: 33. (32) إشارة لما رواه الشيخان عن معقل بن يسار -مرفوعا- ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة». (33) إشارة لما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عمر مرفوعا: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته». (34) إشارة لما رواه «الشيخان» عن ابن عباس مرفوعا: «من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ». (35) إشارة لما رواه «الشيخان والنسائي» عن عائشة مرفوعا: «أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله». (36) إشارة لما رواه «أحمد وأبوا داود» عن أبي موسى مرفوعا: «أيما امرأة استعطرت ثم مرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية». (37) إشارة لما رواه البخاري في «صحيحه» عن أبي بكرة مرفوعا: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد أحمد بوشيحه ; 14-02-2010 الساعة 02:23PM |
#12
|
|||
|
|||
تعريف الانتخابات : قال الشيخ الفاضل محمد الإمام حفظه الله في كتابه " تنوير الظلمات بكشف مفاسد و شبهات الانتخابات " : ( الانتخاب معناه : الاختيار و هو : " إجراء قانوني يحدد نظامه و مكانه في دستور أو برنامج أو لائحة , ليختار على مقتضاه شخص أو أكثر لرئاسة مجلس أو نقابة أو ندوة أو لعضويتها أو نحو ذلك ") الانتخابات ليست من ديننا في شيء : قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله في مقال بعنوان " حكم الانتخابات والمظاهرات" (وأما الانتخابات المعروفة اليوم عند الدول فليست من نظام الإسلام) و قال الشيخ العلامة يحيى الحجوري حفظه الله في كتابه المبادىء المفيدة في التوحيد والفقه والعقيدة: ( و الانتخابات من النظام الديمقراطي المنابذ لشرع الله الحق وهي تشبه بالكفار ) هل الانتخابات موافقة لشرع الله أم أنها متصادمة معه ؟ قال الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في مقال له بعنوان " ذكرى للمسلمين عموماً ولعلمائهم وحكامهم خصوصاً " (وأذكرهم بأن الانتخابات التي هي إحدى مقومات الديمقراطية تصادم هدي النبي صلى الله عله وسلم في اختيار الرجال الأكفاء علماً وتقوى وعدالة واستبعاد من يحرص على المناصب ويطلبها .) هل الانتخابات من الوسائل الشرعية ؟ سئل الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله : هل دخول الانتخابات البرلمانية , وسيلة شرعية لنصرة الدين أم لا ؟ فأجاب رحمه الله و غفر له : لا. بعض مفاسد الانتخابات : قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في رسالة بعنوان "حقيقة المنهج الواسع الأفيح" (كم يرتكبون من المخالفات لدين الله في سبيل الانتخابات من التحالفات مع الأحزاب العلمانية والشيوعية والبدعية وما يتبع هذا التحالف من هدم الولاء والبراء ؟! كم يبددون من الأموال ويسلبونها من المسلمين باسم الإسلام والمسلمين يبددونها في الرشاوي وغيرها لمن يصوت لهم بالكذب والفجور؟!كم من الأموال تضيع ومن الأنفس تزهق ودماء تراق وأخلاق تضيع ؟ ) قال الشيخ العلامة يحيى الحجوري حفظه الله في المبادئ المفيدة (ومن أهم أضرارها : مساواة الحق بالباطل والمحق بالمبطل حسب الأكثرية ، وتضييع الولاء والبراء وتمزيق شمل المسلمين ، وإلقاء العدواة والبغضاء والتحزب والتعصب بينهم ، والغش والخداع والاحتيال والزور ، وضياع الأوقات والأموال ، وإهدار حشمة النساء ، وزعزعة الثقة في علوم الشريعة الإسلامية وأهلها ) الأحاديث عن النبي صلى الله عليه و سلم الناهية عن سؤال الإمارة و التعليق عليها : عن عبد الرحمن بن سمرة قال : قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم ( يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة , فإنَّك إن أعطيتها عن مسألة وُكِلْتَ إليها , وإن أعطيتها عن غير مسألة أُعِنْتَ عليها ) متفق عليه. قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله معلقا على هذا الحديث في ذكرى للمسلمين : ( ففي هذا الحديث ينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّته عن سؤال الإمارة إذ العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب والأشخاص , ويُبّيِّنُ رسول الله صلى الله عليه و سلم أنَّ سائلها يُوكَلُ إلى نفسه ومن وُكِلَ إلى نفسه هلك لأنه يُحرَمُ العون من الله , فما هو مصير من يحرم من عون الله ولطفه ؟ ولافتقار العباد إلى عون الله تعبدنا الله أن نقول في كل صلاة { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وعلَّمنا رسول الله أن نقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) متفق عليه . ) انتهى. وعن أبي موسى قال : ( دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- أنا ورجلان من بني عمي ,فقال أحد الرجلين : يا رسول الله أَمِّرْنَا على بعض ما وَلاَّك الله عزَّ وجلَّ، وقال الآخر مثل ذلك , فقال رسول الله إنَّا والله لا نُوَلِّي على هذا العمل أحداً سأله ولا أحداً حَرِصَ عليه ) متفق عليه. قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله بعد أن أورد هذا الحديث : ( في حديث أبي موسى هذا تشريع للأمة وعلى رأسها الأئمة من خلفاء وغيرهم أن يحولوا بين من يسألون الولايات أو يحرصون عليها ولو كان السائل من أفضل الناس , فإن سائلها لا يوفق للنهوض بأعباء مسئولية الإمارة ويحرم من عون الله ولهذا كان أفاضل السلف يفرون من تولي المناصب كالقضاء وغيره , وكان بعض من يعطاها من غير سؤال أو يكره عليها من أروع الأمثلة للعدل والورع والدعوة إلى الله ونشر الخير في الأمة . فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرم من يسأل الولاية من أصحابه أو يحرص عليها وهم خير أمة أخرجت للناس فكيف بغيرهم ولو كان من أتقى الناس وأزهدهم ، بل وكيف ومن يسألها ويحرص عليها ويسعى في تحصيلها من الجهلة والمنحرفين والفساق ,ماذا ستكون النتائج وقد خذلهم الله فلم يمدهم بعونه ماذا سيلحق بالأمة من الظلم والعسف وسلب الحقوق ومصادرة الحريات والاستئثار بالأموال والوظائف والمصالح , لا سيما إذا كان هناك في المجتمعات تكتلات وتحزبات سياسية وغيرها. وهذا أمر ملموس ومشاهد في البلدان التي آثرت الحكم بالقوانين الأجنبية على الحكم بما أنزل الله وآثرت الديمقراطية وما يتبعها من التعددية الحزبية والانتخابات على منهج الإسلام في الوصول إلى الولايات والمناصب وغير ذلك مما يخالف منهج الإسلام القائم على مراعاة حقوق الله في الدرجة الأولى وعلى العدل ومراعاة المصالح والمفاسد وإسناد الأمور إلى الأكفاء.) حكم الانتخابات و المشاركة و التصويت فيها : قال محدث العصر الإمام الألباني رحمه الله (إن المشاركة في الانتخابات هو ركون إلى الذين ظلموا ) في شريط " خطر الدخول في الانتخابات و البرلمانات " . قال الإمام مقبل الوادعي رحمه الله ( و نحن نقول : الانتخابات طاغوتية و محرمة من قبل و من بعد ) و قال رحمه الله في كتاب مقتل جميل الرحمن (أما مسألة التصويت فهي تعتبر طاغوتية فليبلغ الشاهد الغائب فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ } ويقول : { أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } ويقول مبينًا أن الفاسق لا يستوي مع المؤمن : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }. والتصويت يجعل صوت العالم الفاضل وصوت الخمار واحدًا، بل أقبح من هذا المرأة صوتها وصوت الرجل واحد، ورب العزة يقول حاكيًا عن امرأة عمران : { وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى } والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( لا يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة ). و قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في " ذكرى للمسلمين" : ( وإذا كان سائل الإمارة هذا حاله فما هو مصير من يرسخ نفسه للإمارة ويبذل الأموال الطائلة يكثف الدعايات الكاذبة ويفعل الأفاعيل ليصل إلى قبة البرلمان أو ليكون عضواً في المجالس البلدية ، يفعل كل ذلك مخالفاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبع هدي اليهود والنصارى , ويدعي أن هذا من الإصلاح ومن أسباب النهوض بالأمة ومن تحقيق العدالة والحرية , ووالله إنه لمن الضلال والظلم والفساد ودفع الأمة إلى الهلاك والشقاء , قال تعالى { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } ) انتهى كلام الشيخ ربيع . حكم الذي يدعو و يشارك و يصوت في الانتخابات : قال الإمام الوادعي رحمه الله و غفر له (الذي يدعو إلى الانتخابات يعتبر ضالاً فاسقا) و قال كذلك رحمه الله ( و الذي يشارك في الانتخابات الطاغوتية يخرج من السلفية و لا كرامة ) حكم الذي يأخذ بفتاوى العلماء المجيزين للانتخابات : قال الشيخ ربيع في معرض رده على المفتون أبي الحسن المصري في اعتذاره للمجيزين للانتخابات بدعوى أن علماء أفتوا بذلك في رسالته " حقيقة المنهج الواسع الأفيح " : ( انظر كيف يعتذر لهم ، فهل تعلقهم بفتاوى بعض العلماء وعدم التفاتهم إلى أقوال الآخرين الذين بأيديهم الحجج والبراهين يعتبر عذراً عند الله ألا يدل عملهم هذا على أنهم من أهل الأهواء ألا ترى أنهم مخالفون لأمر الله فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ألا تراهم مخالفين لقول الله ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ) و قال الشيخ ربيع حفظه الله في معرض كلامه عن الإخوان في رده على أبي الحسن (ثم ماذا تحمل خلافاتهم الكثيرة في طريق الدعوة وفي طريق إقامة الخلافة ؟ إنها تحمل في طياتها بدعاً قد يكون بعضها كفرياً كالدمقراطية التي تضم من المفاسد والشرور ما يطوح بهم بعيداً عن أهل السنة والجماعة . وكالإنتخابات وما فيها من المخالفات والظلم والأكاذيب ما يجعلهم من أشد الناس مخالفة لهدي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهدي الخلفاء الراشدين المهديين . وهذه الأمور كلها لا يمكن أن يبقوا معها في دائرة أهل السنة والجماعة عند من يحترم منهج أهل السنة والجماعة وينصفه وينصف أهله . ) هل الانتخابات من المسائل الاجتهادية : قال العلامة الوادعي رحمه الله (مسكين مسكين الذي يقول: إنها مسألة اجتهادية ... ) إلى أن قال رحمه الله : (وكيف نقول إنها أمور اجتهادية؟! فإذا ارتد رجل يمني مسلم، فهل نقول إنه أمر اجتهادي، أم نقول: إن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: « من بدل دينه فاقتلوه » ، فهل في الديمقراطية أن الرجل المسلم إذا ارتد يقام عليه الحد؟ لا يقام عليه الحد، فكيف يقال: إنه أمر اجتهادي. فالحزبية تعمي وتصم، فمنهم من يقول: واجب، ومنهم من يقول: أمر اجتهادي، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ( أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون } ويقول سبحانه وتعالى: ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون } ويقول: سبحانه وتعالى:{ أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار }) انتهى كلام الإمام الوادعي . و أخيرا : ما هو البديل ؟! قال الإمام الألباني رحمه الله ( وهنا أقول البديل هو قوله تبارك وتعالى :{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} البديل تقوى الله عز وجل ولا شك أن تقوى الله تتطلب قبل كل شيء علماً نافعاً ، وثانياً: عملاً صالحاً مقروناً بالعلم النافع فلا يغني عمل صالح عن العلم النافع ، ولا العلم النافع بالذي يغني عن العمل الصالح ،بل لا بد من الجمع بينهما ، ولكي يستطيع المسلمون أن يقوموا بهذه التقوى التي تتضمن العلم النافع والعمل الصالح هذا يحتاج إلى جهود جبارة متكافئة بين أهل العلم الذين يقومون بواجب التعليم والتبليغ للإسلام وبين واجب العمل بهذا الإسلام لجماهير المسلمين ، فحينما يتفاعل عامة المسلمين علماؤهم هؤلاء العلماء بنشرهم للعلم وأولئك بعملهم بالعلم فَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ تبارك وتعالى ، فالبديل إذن هو العودة إلى الإسلام فهماً وعملاً ) هذا ما تيسر جمعه من نقولات عن أئمة العصر على هذه البدعة العصرية و نسأل الله التوفيق لكل خير و الحفظ من كل شر. و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين و الحمد لله رب العالمين
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
#13
|
|||
|
|||
قال الإمام العلامة مقبل الوادعي رحمه الله في كتاب مقتل جميل الرحمن (أما مسألة التصويت فهي تعتبر طاغوتية فليبلغ الشاهد الغائب فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ } ويقول : { أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ } ويقول مبينًا أن الفاسق لا يستوي مع المؤمن : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }.
والتصويت يجعل صوت العالم الفاضل وصوت الخمار واحدًا، بل أقبح من هذا المرأة صوتها وصوت الرجل واحد، ورب العزة يقول حاكيًا عن امرأة عمران : { وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى } والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( لا يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة ).
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
#14
|
|||
|
|||
وهذا كلام للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في سياق كلامه عن الأسلوب الصحيح في الدعوة والنصيحة للأمراء وعامة الناس حيث قال رحمه الله : أما أسلوب الدعوة فبينه الرب جل وعلا وهو الدعوة بالحكمة أي بالعلم والبصيرة , بالرفق واللين لا بالشدة والغلظة هذا هو الأسلوب الشرعي في الدعوة إلا من ظلم , فمن ظلم يعامل بما يستحق لكن من يتقبل الدعوة ويصغي إليها ، أو ترجو أن يتقبلها لأنه لم يعارضك ولم يظلمك فارفق به . يقول جل وعلا في كتابه العظيم : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } فالحكمة هي العلم , قال الله قال رسوله , والموعظة الحسنة الترغيب والترهيب تبين ما في طاعة الله من الخير العظيم ، وما في الدخول في الإسلام من الخير العظيم وما عليه إذا استكبر ولم يقبل الحق إلى غير ذلك , أما الجدال بالتي هي أحسن فمعناه بيان الأدلة من غير عنف عند وجود الشبهة لإزالتها وكشفها , فعند المجادلة تجادل بالتي هي أحسن وتصبر وتتحمل كما في الآية الأخرى يقول سبحانه : { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } فالظالمون لهم شأن آخر , لكن ما دمت تستطيع الجدال بالتي هي أحسن وهو يتقبل أو ينصت أو يتكلم بأمر لا يعد فيه ظالما ولا معتديا فاصبر وتحمل بالموعظة والأدلة الشرعية والجدال الحسن , يقول الله سبحانه : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : « البر حسن الخلق » . وقد أثنى الله على النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الدعوة فقال جل وعلا : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } ونبينا أكمل الناس في دعوته ، وأكمل الناس في إيمانه ، لو كان فظا غليظ القلب لانفض الناس من حوله وتركوه فكيف أنت , فعليك أن تصبر وعليك أن تتحمل ولا تعجل بسب أو كلام سيئ أو غلظة , وعليك باللين والرحمة والرفق . ولما بعث الله موسى وهارون لفرعون ماذا قال لهما , قال سبحانه : { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } فأنت كذلك لعل صاحبك يتذكر أو يخشى ، وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فَرَفق بهم فارفق به ، اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه » وهذا وعد عظيم في الرفق ووعيد عظيم في المشقة ، ويقول عليه الصلاة والسلام : « من يحرم الرفق يحرم لخير كله » ويقول صلى الله عليه وسلم : « عليكم بالرفق فإنه لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه » . فالواجب على الداعي إلى الله أن يتحمل ، وأن يستعمل الأسلوب الحسن الرفيق اللين في دعوته للمسلمين والكفار جميعا , لا بد من الرفق مع المسلم ومع الكافر ومع الأمير وغيره ولا سيما الأمراء والرؤساء والأعيان ، فإنهم يحتاجون إلى المزيد من الرفق والأسلوب الحسن لعلهم يقبلون الحق ويؤثرونه على ما سواه , وهكذا من تأصلت في نفسه البدعة أو المعصية ومضى عليه فيها السنون يحتاج إلى صبر حتى تقتلع البدعة وحتى تزال بالأدلة , وحتى يتبين له شر المعصية وعواقبها الوخيمة ، فيقبل منك الحق ويدع المعصية . فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق , والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله وإثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات . ويلحق بهذا الباب ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي قد تسبب شرا عظيما على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة , فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبة التي هي أحسن , فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة , فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم . ولا شك أن هذا الأسلوب يضر الدعوة والدعاة ، ويمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها ومضادتها بكل ممكن فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب لكن يحصل به ضده , فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها ، أو يقضي عليها ولا حول ولا قوة إلا بالله , فالنصيحة مني لكل داع إلى الله أن يستعمل الرفق في كلامه ، وفي خطبته ، وفي مكاتباته ، وفي جميع تصرفاته حول الدعوة , يحرص على الرفق مع كل أحد إلا من ظلم , وليس هناك طريق أصلح للدعوة من طريق الرسل فهم القدوة ، وهم الأئمة ، وقد صبروا , صبر نوح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما , وصبر هود , وصبر صالح , وصبر شعيب , وصبرإبراهيم , وصبر لوط , وهكذا غيرهم من الرسل ثم أهلك الله أقوامهم بذنوبهم وأنجى الله الأنبياء وأتباعهم . فلك أيها الداعية أسوة في هؤلاء الأنبياء والأخيار , ولك أسوة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي صبر في مكة وصبر في المدينة على وجود اليهود عنده والمنافقين ومن لم يسلم من الأوس والخزرج حتى هداهم الله ، وحتى يسر الله إخراج اليهود ، وحتى مات المنافقون بغيظهم , فأنت لك أسوة بهؤلاء الأخيار فاصبر وصابر واستعمل الرفق ودع عنك العنف ، ودع كل سبب يضيق على الدعوة ويضرها ويضر أهلها . واذكر قوله تعالى يخاطب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم : { فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ } الآية . وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الدعوة إليه , وأن يوفق علماءنا جميعا في كل مكان ، ودعاة الحق في كل مكان للعلم النافع والبصيرة , والسير على المنهج الذي سار عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام في الدعوة إليه وإبلاغ الناس دينه , إنه جل وعلا جواد كريم , وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . مجموع الفتاوى الجزء (30 ) .
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|