|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ادْفَعُونِي إليه فَإِنَّهُ لَن يُضَيِّعْنِي ::: هكذا قوة الإيمان والتوكل
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث أوقفني اليوم لمست فيه قوة إيمان زوجة جليبيب رضي الله عنه وصدق توكلها على الله وفيه عبرة وقدوة لنا معشر الأخوات السلفيات أَلاَ وهو: " اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا ، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا". فاقبلن مني هذا الجمع البسيط حول هذا الحديث المؤثر حقا. أولاً : نص الحديث الدعاء الوارد في السنة خاطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم إحدى الصحابيات وقال فيه : " اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا ، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا " وهو جزء من حديث طويل في قصة تزويج النبي صلى الله عليه وسلم جليبيباً إحدى فتيات المسلمين ، ونصه : عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه : أن جليبيبا كان امرأ يدخل على النساء يمر بهن ويلاعبهن فقلت لامرأتي لا تدخلن عليكم جليبيبا إن دخل عليكم لأفعلن ولأفعلن قال وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار زوجني ابنتك قال نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين قال إني لست أريدها لنفسي قال فلمن يا رسول الله قال لجليبيب قال أشاور أمها فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك قالت نعم ونعمة عين قال إنه ليس يخطبها لنفسه إنما يخطبها لجليبيب قالت لجليبيب لا لعمر الله لا نزوجه فلما أن أراد ليقوم ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما قالت أمها قالت الجارية من خطبني إليكم فأخبرتها أمها فقالت أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ادفعوني إليه فإنه لن يضيعني فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال شأنك بها فزوجها جليبيبا قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة له قال فلما أفاء الله عز وجل عليه قال هل تفقدون من أحد قالوا لا قال لكني أفقد جليبيبا قال فاطلبوه فوجدوه إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه فقالوا يا رسول الله ها هو ذا إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه مرتين أو ثلاثا ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه وحفر له ما له سرير إلا ساعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم وضعه في قبره لم يذكر أنه غسله قال ثابت فما كان في الأنصار أيِّم أنفقَ منها. وحدث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثابتا هل تعلم ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم صب عليها الخير صبا صبا ولا تجعل عيشها كدا كدا " قال فما كان في الأنصار أَيِّمٌ أنفقَ منها. ثانيا : معاني المفردات ( أن جليبيباً كان امرأ يدخل على النساء ، يمر بهن ويلاعبهن ) ، المقصود بالملاعبة هنا المحادثة ، وهو لفظ الراوي عفان بن مسلم ، أما الرواة الآخرون للسياق المطول فقالوا : ( كان يدخل على النساء ، ويتحدث إليهن )، ولعل ذلك وقع قبل نزول آية الحجاب . ( أيِّم ) : توفي عنها زوجها . ( نُعْم عين ) : أي : نكرمك بها كرامة ، ونسر عينك بها مسرة . ( إنيه ) : قال ابن الأثير : " قد اختلف في ضبط هذه اللفظة اختلافاً كثيراً، فرويت بكسر الهمزة والنون وسكون الياء وبعدها هاء ، ومعناها أنها لفظة تستعملها العرب في الإنكار ، يقول القائل : جاء زيد ، فتقول أنت : أزيدنيه ، وأزيد إنيه ، كأنك استبعدت مجيئه " انتهى. " النهاية " (1/78-79) ( هذا مني وأنا منه ) معناه : " المبالغة في اتحاد طريقتهما ، واتفاقهما في طاعة الله تعالى " كما قال النووي في " شرح مسلم " (16/26) ثالثاً : تخريج الحديث ورد هذا الحديث من طريق حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن كنانة بن نعيم العدوي ، عن أبي برزة الأسلمي به . ولكن اختلف الرواة عن حماد بن سلمة في رواية قصة الصحابي جليبيب رضي الله عنه على وجهين : الوجه الأول : رواية القصة باختصار ، ليس فيها قصة الخطبة والتزويج ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لتلك الفتاة ، وإنما فيها خبر استشهاده في المعركة وقول النبي صلى الله عليه وسلم له : ( هو مني وأنا منه ). رواه هكذا مختصرا أربعة من الرواة : إسحاق بن عمر بن سليط ، كما في " صحيح مسلم " (رقم/2472). وسليمان بن داود أبو داود الطيالسي، كما في مسنده (2/238). وهشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي ، كما في " سنن النسائي الكبرى " (8/65). وأحمد بن إسحاق الحضرمي ، كما في " مسند الروياني " (رقم/1300). الوجه الثاني : رواية القصة كاملة بسياقها المذكور أعلاه مع النص على الدعاء " اللهم صب عليها الخير صباً ، ولا تجعل عيشها كداً كداً " رواه هكذا مطولاً : أ- عفان بن مسلم ، كما في " مسند الإمام أحمد " (33/28)، و" شعب الإيمان " للبيهقي (3/114)، ورواه البغوي في " شرح السنة " (14/196) من طريق عفان بالسياق المطول ولكن ليس فيه نص الدعاء. ب- وإبراهيم بن الحجاج السامي ، كما في " الآحاد والمثاني " لابن أبي عاصم (4/327)، ومن طريقه ابن حبان في " صحيحه " (9/342). ج- وأبو النعمان محمد بن الفضل عارم ، كما في " شعب الإيمان " للبيهقي (3/114). وللقصة طريق آخر عن معمر ، يرويها عبد الرزاق في " المصنف " (6/155) ، ومن طريق عبد الرزاق آخرون من المحدثين كالإمام أحمد ، وعبد بن حميد ، والبزار ، وابن حبان ، ولكن قال عبد الرزاق في هذه الطريق : أخبرنا معمر ، عن ثابت البناني ، عن أنس . فجعله من حديث أنس بن مالك مباشرة ، وليس من حديث أبي برزة الأسلمي ، وسياق الحديث قريب من سياقه المطول المثبت في بداية الموضوع. رابعا : حكم العلماء على الحديث أما السياق المختصر فهو في صحيح مسلم ، ولم يضعفه أحد من أهل العلم . وأما السياق المطول وفيه الدعاء الوارد في بداية الموضوع فقد صححه كثير من أهل العلم أيضاً: قال الحافظ بن عبد البر رحمه الله : " هذا حديث صحيح. انتهى من " الاستيعاب " (1/273) وقال البغوي رحمه الله : " هذا حديث صحيح ، أخرجه مسلم عن إسحاق بن عمر بن سليط ، عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد. انتهى من " شرح السنة " (14/198). وقال البيهقي رحمه الله : " أخرج مسلم آخر هذا الحديث ، عن إسحاق بن عمر بن سليط ، عن حماد ، والجميع صحيح على شرطه " انتهى من " شعب الإيمان " (3/114). وقال الهيثمي رحمه الله : " هو في الصحيح خالياً عن الخطبة والتزويج ، رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح " انتهى من " مجمع الزوائد " (9/368) وأما رواية معمر بن راشد عن ثابت عن أنس ، فقد حكم عليها أهل العلم بأنها خطأ ووهم من معمر . قال أبو زرعة : " عن أبي برزة أصح " انتهى باختصار من " العلل " (رقم/1012) وقال أبو نعيم رحمه الله : " رواه ديلم بن غزوان ، عن ثابت ، عن أنس ، وهو وهم " انتهى من " معرفة الصحابة " (2/636). وقال الدارقطني رحمه الله : " الصحيح عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن كنانة بن نعيم ، عن أبي برزة " انتهى من " العلل " (12/38). وقال ابن رجب رحمه الله : " ومما أنكر عليه – يعني على معمر بن راشد - أنه حدث عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث قصة جليبيب ، وأخطأ في إسناده ، إنما رواه ثابت عن كنانة بن نعيم عن أبي برزة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذا رواه حماد بن سلمة عن ثابت " انتهى من " شرح علل الترمذي " (2/804) تحقيق د. همام سعيد. وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " رواه معمر عن ثابت ، عن أنس ، وتابعه ديلم بن غزوان ، عن ثابت ، عن أنس . ورواية حماد بن سلمة أصح " انتهى. " المطالب العالية " (5/75)، رواية ديلم بن غزوان في مسند أبي يعلى (6/89) بلفظ مختصر جداً فيه . والخلاصة والله أعلم أن أهل العلم يصححون الحديث |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أختي وبارك فيك ورزقك الفردوس الأعلى من الجنة ومن تحبين اللهم آمين
|
#3
|
|||
|
|||
آمين أختي أم البراء وفيكِ بارك الباري..
آمين أجمعين. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|