#1
|
|||
|
|||
سؤال من المغرب ::: صحة حديث رد السلام
سؤال من المغرب:
حديث ساق سند ابن جرير عن سلمان الفارسي – رضي الله عنه – قال (( جاء رجل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال : (( وعليكم السلام ورحمة الله )) ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ، ورحمة الله ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته )) ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته . فقال له (( وعليك )) فقال له الرجل : يا نبي الله : بأبي أنت وأمي ، أتاك فلان ، وفلان ، فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما ردت علي . فقال له صلى الله عليه وسلم : (( إنك لم تدع لنا شيئاً )) قال الله تعالي ( إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) فرددناها عليك ماصحته شيخنا ؟ التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد زياد الأردني ; 15-04-2010 الساعة 07:22AM |
#2
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم حديث 000 إنك لم تدع لنا شيئاً ، قال الله : (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) ، فرددناها عليك قال الألباني في السلسلة الضعيفة ((منكر)) وذلك لما ذكره من كون أنه قد : أخرجه أحمد في "الزهد" - كما في "الدر المنثور" (2/ 188) - ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (6114) ، والخطيب (14/ 44) أيضاً ، وابن جرير في "التفسير" (5/ 120) من طريق هشام بن لاحق عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : السلام عليك يا رسول الله ! فقال : "وعليك [السلام] ورحمة الله" . ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ! ورحمة الله . فقال : "وعليك [السلام] ورحمة الله وبركاته" . ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ! ورحمة الله وبركاته . فقال له : "وعليك" . فقال له الرجل : يا نبي الله ! بأبي أنت وأمي ؛ أتاك فلان وفلان ، فسلما عليك ، فرددت عليهما أكثر مما رددت علي ؟! فقال : ... فذكره . قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وفلان ، فسلما عليك ، فرددت عليهما أكثر مما رددت علي ؟! فقال : ... فذكره . قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ؛ غير هشام بن لاحق ؛ قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 33) - بعد أن عزاه للطبراني وفيه هشام بن لاحق ؛ قواه النسائي ، وترك أحمد حديثه ، وبقية رجاله رجال (الصحيح)" ! "وهو لا يتابع" .قلت : وأورده ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 90-91) ، وقال : "منكر الحديث ، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به لما أكثر من المقلوبات عن أقوام ثقات" . قلت : وعزاه السيوطي لابن المنذر أيضاً ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه بسند حسن ! كذا قال ! وفيه تساهل ظاهر ؛ فإن هشاماً هذا لم يوثقه - غير النسائي - إلا ابن عدي ؛ فقال : "أحاديثه حسان ، أرجو أنه لا بأس به" . وتناقض فيه ابن حبان ، فأورده في "الثقات" أيضاً ، فقال : "روى عن عاصم . وعنه أحمد بن هشام بن بهرام نسخة ، في القلب من بعضها" ! ذكره في "اللسان" . وفيه أن العقيلي ذكره في "الضعفاء" ، وقال هو والساجي : "قال البخاري : هو مضطرب الحديث ، عنده مناكير ، أنكر شبابة أحاديثه" . قال الساجي : قلت : فقد ضعفه الجمهور ، وقولهم مقدم على قول من وثقه ؛ لأنه جرح مفسر ، حتى في كلام ابن حبان في "الثقات" ، فهو يلتقي مع طعنه فيه في "الضعفاء" ؛ ويتحصل من مجموع كلمتيه أن الرجل صدوق في نفسه ؛ لكنه يخطىء ، فهو لذلك بكتاب "الضعفاء" أليق . وقال ابن الجوزي في "العلل" (2/ 231) : وأما الحديث الذي رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" "لا يصح . قال أحمد : تركت حديث هشام بن لاحق . قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به" . وأقره الحافظ في "تخريج الكشاف" (ص 46) . ثم إن قول الهيثمي المتقدم : "وبقية رجاله رجال (الصحيح)" ! فهو غير صحيح ؛ لأن الراوي عن هشام - عند الطبراني - عبد الله بن أحمد بن حنبل ؛ وإن كان ثقة ؛ فليس من رجال "الصحيح" ؛ فإنه لم يرو عنه من الستة إلا النسائي ! وللحديث شاهد من حديث نافع أبي هرمز عن عكرمة عن ابن عباس به نحوه . أخرجه الطبراني في "الكبير" (12007) وفي "الأوسط" أيضاً ؛ كما في "المجمع" ؛ وقال : "وفيه نافع بن هرمز ، وهو ضعيف جداً" . قلت : فمثله لا يستشهد به . في ترجمة (أحمد بن يحيى الحلواني) بسنده الصحيح عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها : "يا عائشة ! هذا جبريل يقرأ عليك السلام" . فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته . فذهبت تزيد ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إلى هذا انتهى السلام" ، فقال : " (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) " . وقال الطبراني : "لم يروه عن العلاء بن المسيب إلا عباد بن العوام" . قلت : وهو ثقة من رجال الشيخين ، وكذلك من فوقه . إلا أن العلاء بن المسيب قد تكلم فيه من قبل حفظه ، حتى قال الحاكم : "له أوهام في الإسناد والمتن" . وأشر إلى ذلك الحافظ في "التقريب" بقوله : "ثقة ربما وهم" . قلت : وأنا أظن أن قوله في هذا الحديث : فذهبت تزيد ... إلخ ؛ غير محفوظ فيه ؛ لأنه قد جاء من طرق عن عائشة رضي الله عنها بدونها . كذلك أخرجه البخاري (3768،6249،6253) ، ومسلم (7/ وغيره إلى أن قال 68 ،79) ، وأحمد (6/ 146 ،150، 208 ،224) من طرق كثيرة عن عائشة دون الزيادة . جاء رجل إلى ابن عمر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته .فهي شاذة في نقدي . والله سبحانه تعالى أعلم . ولعل سبب الوهم : أنه جاء في بعض الآثار ما يشبه هذه الزيادة ، فاشتبه الأمر على الراوي ، ودخل عليه رواية في أخرى ، وهي ما رواه مالك في "الموطأ" (3/ 132) عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه قال : كنت جالساً عند عبد الله بن عباس ، فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛ ثم زاد شيئاً مع ذلك أيضاً ، قال ابن عباس - وهو يومئذ قد ذهب بصره - : من هذا ؟ قالوا : هذا اليماني الذي يغشاك ، فعرفوه إياه . قال : فقال ابن عباس : إن السلام انتهى إلى بركة . قلت : وإسناده صحيح . ونحوه : ما رواه مالك أيضاً (3/ 133-134) عن يحيى بن سعيد : أن رجلاً سلم على عبد الله بن عمر ، فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، والغاديات والرائحات ! فقال له عبد الله بن عمر : وعليك آنفاً ! كأنه كره ذلك . قلت : وإسناده منقطع بين يحيى وابن عمر . لكن أخرجه البيهقي في "الشعب" من طريق عبد الله بن بابيه قال : فقال : حسبك إلى : "وبركاته" ؛ انتهى إلى : "وبركاته" . ومن طريق زهرة بن معبد قال : قال عمر : انتهى السلام إلى "وبركاته" . ورجاله ثقات ؛ كما قال الحافظ في "الفتح" (11/ 6 - السلفية) ، ولم يتعرض بذكر للإسناد إلى عبد الله بن بابيه - ويقال : ابن باباه - ، وهو ثقة . ولا يخفى أن أثر ابن عمر هذا لو صح لا يشهد - كأثر ابن عباس - لحديث الترجمة ، وذلك لأمرين : 1- أن الحديث مرفوع ، والأثر موقوف . 2- أن الحديث في رد السلام ، والأثر في إلقائه . ويؤيد ذلك : أنه ثبت عن ابن عمر وغيره من السلف ما يخالف هذا الحديث الضعيف : فروى البخاري في "الأدب المفرد" (ص 49 - دار الكتب العلمية) عن عمرو بن شعيب عن سالم مولى ابن عمر قال : كان ابن عمر إذا سلم عليه ، فرد ؛ زاد ، فأتيته وهو جالس ، فقلت : السلام عليكم . فقال : السلام عليكم ورحمة الله . ثم أتيته مرة أخرى فقلت : السلام عليكم ورحمة الله . قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ثم أتيته مرة ثالثة فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطيب صلواته . قلت : ورجاله ثقات معروفون ؛ غير سالم هذا ، وقد وقع في "الأدب" - كما ترى - أنه مولى ابن عمر ، وكذلك وقع في "الفتح" نقلاً عنه ! ويبدو أنه خطأ قديم ؛ فإنه في كتب الرجال : أنه مولى عبد الله بن عمرو ، منها "التاريخ الكبير" للبخاري نفسه ، ويبدو أنه مجهول ؛ لأنه لم يذكروا راوياً عنه غير ابن شعيب هذا . وأما ابن حبان : فذكره في "الثقات" على قاعدته المعروفة ، ولكن ذلك لا يمنع من الاستشهاد به ؛ كما لا يخفى على الخبراء بهذا العلم الشريف . قلت : وفاته أنه أخرجه البخاري أيضاً في "التاريخ" ؛ كما كنت خرجته في ثم روى في "الأدب المفرد" (ص 147،165) عن زيد بن ثابت : أنه كتب إلى معاوية - والظاهر أنه جواب كتاب من معاوية إليه - : "والسلام عليك - أمير المؤمنين ! - ورحمة الله وبركاته ومغفرته" ، زاد في الموضع الأول : "وطيب صلواته" . قلت : إسناده صحيح . وسكت عنه الحافظ وعن الذي قبله . وذكر عن ابن دقيق العيد أنه نقل عن أبي الوليد بن رشد أنه يؤخذ من قوله تعالى : (فحيوا بأحسن منها) الجواز في الزيادة على البركة إذا انتهى إليها المبتدىء . ثم ذكر بعض الأحاديث المرفوعة الصريحة في ذلك ، ثم قال : "وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت ؛ قوي ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على (وبركاته)" . ومن تلك الأحاديث الصريحة : ما ذكره من رواية البيهقي في "الشعب" - بسند ضعيف - من حديث زيد بن أرقم : كنا إذا سلم علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته . "الصحيحة" (1449) ، وذهبت هناك إلى تجويد إسناده ؛ لأنه ليس في رجاله من ينظر فيه غير إبراهيم بن المختار الرازي ، وهو وإن كان مختلفاً فيه ؛ فقد اعتمدت على قول أبي حاتم فيه : ثم إن حديث الترجمة ؛ قد أورده ابن علان في "شرح الأذكار" (5/ 291) ؛ وقال - ولعله نقله عن "نتائج الأفكار" للحافظ ابن حجر -"صالح الحديث" ؛ مع تشدده المعروف في التوثيق ، لا سيما وقد وافقه على ذلك أبو داود ، وهو مقتضى توثيق ابن شاهين وابن حبان إياه ؛ إلا أن هذا قال : "يتقى حديثه من رواية ابن حميد عنه" . وهذا ليس من روايته عنه ، بل من رواية محمد بن سعيد بن الأصبهاني عنه ، كما ذكرته هناك ؛ خلافاً لأحد الطلبة الأفاضل الذي كتب إلى يرجح أنه محمد ابن حميد ؛ دون أيما دليل سوى أن كلاً منهما روى عن إبراهيم بن المختار ، غير ملتفت إلى أن الأول من شيوخ البخاري يقيناً ، والآخر لم يذكره أحد في شيوخه أو أنه روى عنه ، مع تصريحهم بأنه تركه . وهذا ظاهره أنه حدث عنه مطلقاً لعلمه بشدة ضعفه ، أو أنه تبين له ذلك بعد أن سمع منه . وأما أنه حدث عنه وصار من جملة شيوخه ثم تركه ؛ فهذا مما لا يفهمه أحد له معرفة بهذا العلم ؛ إلا أن ينص أحد أنه كان من شيوخه ثم تركه ، فهذا ما لم يقله أحد ؛ خلافاً لما رمى إليه المشار إليه بقوله : "والبخاري قد أتى ابن (كذا بالضم ولعله سبق قلم) حميد ثم تركه" ! وجملة القول : أن الحديث ضعيف الإسناد منكر المتن ؛ لمخالفته لظاهر آية رد التحية بأحسن منها ، والأحاديث والآثار الموافقة لها . والله تعالى أعلم . "أخرجه أحمد في "الزهد" ، ولم يخرجه في "المسند" ؛ لضعف هشام بن لاحق عنده ، وقد وثقه غيره" . وقد كنت كتبت إليه بشيء من ذلك في الرد على كتابته الأولى إلي ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك قريباً ، لذلك ؛ لم أنشط للرد عليه في مقاله الآخر ، لاقلت : وقد سبق بيان أن الراجح التضعيف ، لا سيما وقد تركه الإمام أحمد ؛ كم تقدم نقله عن جمع من الأئمة . ومع ذلك ؛ فإنه لم يعجب الكاتب المشار إليه آنفاً ؛ فإنه أخذ يحاول التشكيك في ثبوت ذلك عن الإمام أحمد في مقال له آخر ، أرسله إلي بعد كتابه الأول ، فقال : "ولم أجد هذا القول مستفيضاً عن أحمد" !! وهذا مما يدل الواقف على كلامه ونقده للأحاديث على أنه ناشىء في هذا المجال ؛ - وهذا أقل ما يمكن أن يقال - ، وإلا ؛ فمتى كان شرطاً في قبول قول الإمام أن يكون مستفيضاً ؟! ألا ترى أنه يمكن لمخالفه أن يعارضه بقوله هذا فيما مال هو إليه من الاعتماد على قول أحمد الآخر : "لم يكن به بأس" ؟! أليس في ذلك كله مخالفة صريحة لقول العلماء : "الجرح مقدم على التعديل" بشرطه المعروف ؟! وهل يمكن لأحد اليوم أن يصنف أقوال أئمة الجرح والتعديل من حيث روايتها عنهم ، فيقول : هذا القول آحاد عن فلان ! وهذا مستفيض عنه أو عن غيره ! وهذا متواتر ؟! وللمشار إليه من مثل هذا النقد المخالف للعلماء أمور أخرى حول هذا الحديث وغيره ، لا نطيل الكلام ببيان فسادها . سيما وقد تجاهل فيه ردي عليه المومى إليه ولو بكلمة واحدة ، مع إعراضه عن كلام الحافظ الذي كنت نقلته إليه ؛ ذهب فيه إلى شرعية الزيادة على ".. وبركاته" في رد السلام خلافاً للكاتب ؛ فإنه أصر على عدم مشروعيتها في مقال آخر ! فإنه بعد أن تكلم على حديث الترجمة بما عنده من علم ؛ كشفت آنفاً عن بعضه ! أخذ يسوق شواهد له تقويه بزعمه ، تدل المبتدىء في هذا العلم أنه لم يصل فيه بعد إلى مقامه ! فإنه بعد أن ساق حديث عائشة الذي بينت آنفاً شذوذه ؛ أتبعه ببعض الآثار عن الصحابة ، منها أثر ابن عباس وابن عمر المتقدمين ، وهي لا تشهد للحديث مطلقاً ؛ لأنها في رد الزيادة على ".. وبركاته" في ابتداء السلام ، والحديث إنما هو في رده ؛ كما لا يخفى على البصير . وبدهي جداً : أن يخفى على مثله ما هو أدق من ذلك على الباحثين ؛ فقد نقل من "شرح ابن علان للأذكار" (5/ 292) قول الحافظ في حديث عائشة المتقدم : "هذا حديث حسن غريب جداً ، قد أخرج لرواته في "الصحيح" ؛ إلا أن ابن المسيب لم يسمع من عائشة" . فعقب عليه بقوله : "وما أدري ما وجه قوله : "ابن المسيب لم يسمع من عائشة" ؟! فلينظر "الأوسط" أو "مجمع البحرين" ..." !! قلت : فخفي عليه أن (ابن المسيب) هذا ليس هو سعيد بن المسيب التابعي الجليل ، وإنما هو العلاء بن المسيب ، وهو علة الحديث ؛ كما تقدم منقولاً من مصورة "المعجم الأوسط" ، فهو معذور أن يخفى ذلك عليه ؛ لأن كل مراجعه إنما هي من المطبوعات ، فبالأولى أن يخفى عليه خطأ الحافظ في إعلاله بالانقطاع ! إذا سلم عليك أخوك المسلم فقال : السلام عليك ؛ فقل : السلام عليكم ورحمة الله ، (أو ردوها) : يقول : إن لم تقل له : السلام عليك ورحمة الله ؛ فرد عليه كما قال : السلام عليكم ؛ كما سلم ، ولا تقل : وعليك وكأنه لم يتنبه - الحافظ - لقول العلاء بن المسيب : "عن أبيه" ، أو أنه لم يقع ذلك في نسخته من "الأوسط" ، والظاهر الأول ، وإلا ؛ لأعله شيخه الهيثمي بالانقطاع لظهوره . والله أعلم . والحقيقة : أن العلة إنما هي المخالفة والشذوذ من العلاء كما سبق بيانه ، وقد أشار إلى ذلك الحافظ في تمام كلامه السابق ، ولأمر ما لم ينقله الكاتب ! فقال الحافظ : "وسيأتي حديثها بدون هذه الزيادة في (باب الحكم السلام)" . يشير إلى رواية الشيخين المتقدمة من طرق . ثم تبين لي أن في متن حديث الترجمة نكارة تؤكد ضعفه ، وهي قوله في الرد على الرجل الأخير الذي انتهى سلامه إلى "وبركاته" : "وعليك" ؛ وقوله في آخر الحديث : "فرددناها عليك" ؛ فإن السياق يقتضي أن يرد عليه بالمثل ؛ أي : إلى قوله : "وبركاته" ، وكون الرجل لم يدع مجالاً للزيادة عليه لا يستلزم أن يكون الرد بـ : "وعليك" ؛ لأنه دون المثل ، كما هو ظاهر من الآية الكريمة : (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) . قال الحسن البصري في تفسيرها : خرجه البيهقي من طريق المبارك بن فضالة عنه ؛ كما في "الدر" (2/ 188) . ولهذا ؛ قال الشوكاني في "فتح القدير" (1/ 456) - وتبعه صديق حسن خان في "نيل المرام" (ص 161) - : "ومعنى قوله : (أو ردوها) : الاقتصار على مثل اللفظ الذي جاء به المبتدىء ، فإذا قال : السلام عليكم ؛ قال المجيب : وعليكم السلام" . قلت : فثبت أن قوله في الحديث : "وعليك" منكر ؛ لأنه دون الرد بالمثل ، بله الرد بالأحسن . فالحديث ضعيف سنداً ومتناً . هذا ما ظهر لي ؛ (وفوق كل ذي علم عليم) . 5434 - ( إن محرم الحلال كمحلل الحرام ) . ضعيف أخرجه ابن حبان في "الضعفاء" (1/ 103) ، وأبو بكر النيسابوري في "الفوائد" (142/ 1) ، والقاسم السرقسطي في "الدلائل" (2/ 146/ 2) ، وأبو بكر اليزدي في "مجلس له" (68/ 1) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (82/ 2) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري عن يحيى بن عباد بن حارثة الليثي أن أباه أخبره : أنه كان يصحب عبد الله بن عمر في الحج والعمرة ، فقال : قال لي ابن عمر : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ... فذكره . أورده ابن حبان في ترجمة إبراهيم هذا ، وقال فيه : "كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل" . ثم روى عنه ابن معين أنه قال فيه : "ليس بشيء" . ثم قال عقب الحديث : أخرجه البيهقي من طريق المبارك بن فضالة عنه ؛ كما في "الدر" (2/ 188) . ولهذا ؛ قال الشوكاني في "فتح القدير" (1/ 456) - وتبعه صديق حسن خان في "نيل المرام" (ص 161) - : "ومعنى قوله : (أو ردوها) : الاقتصار على مثل اللفظ الذي جاء به المبتدىء ، فإذا قال : السلام عليكم ؛ قال المجيب : وعليكم السلام" . قلت : فثبت أن قوله في الحديث : "وعليك" منكر ؛ لأنه دون الرد بالمثل ، بله الرد بالأحسن . فالحديث ضعيف سنداً ومتناً . هذا ما ظهر لي ؛ (وفوق كل ذي علم عليم
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|