سؤال من ليبيا : هل التورية جائزة ؟
أجاب الشيخ حفظه الله :
يعني يمكن أن يقال مكروه . قد يقال مكروه لغير الضرورة . لأن النبي ما كان يوارِي في كل شيء ولأنه يعني إذا كان يقصد بالتورية نقصد في شيء اسمه تورية وفي شيء اسمه تعريض قال عمرأو غيره: (( إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب )) التعريض : ان يذكر لفظاً محتملاً يحتمل صدق وكذب فيضمر الصدق ويظهر خلافه . كما ذُكر أن النبي سُئل كما في السيرة فقيل له من قبل بعض الناس المارة " من أين أنت؟, فقال من ماء" هذه الكلمة أنا من ماء تحتمل صدق وكذب , تحتمل من قبيلة اسمها ماء هذا كذب , تحتمل من ماء أي من ماء مهين وهو المني عزق . فهذا الذي يعرِض يضمر الصدق في نفسه ويظهر خلافه . يقول من ماء فيتواهم أنه من قبيلة اسمها ماء ويضمره . هذا لا بأس به . وفي المعاريض مندوحة عن الكذب .هذا قيل يكره من غير حاجة .
التورية , كأني لا رأيت غزوة , ورَ بغيرها , مثلا . قائد جيش مسلم بيغزو الشام فيبدأ كل الذي حوله في المناطق كيف اليمن وكيف جوها الآن , وعسعس جو كثير فيبدؤون أهل اليمن يظنون أو يظنون الناس أنه يغزو اليمن فما يفاجئهم أنه ذهب للشام وهذه يمكن في مسألة العين والخوف والحسد ونحو ذلك كأن يكون هناك في الحي يعني بنات صاحبات جمال ودين , والكل يود لو أنه يخطب منهن مثلاً . فيعني يرفضن الناس يعني يريدون انسان صاحب دين صاحب كذا فالأعين كلها على من يأخذ هذا ويخشى الحسد أو يخشى ألا يتم الأمر بشيء من هذا فيوري . فيكون الرجل الذي يُعرف في الحي أنه يريد أن يخطب من هذا البيت وهذا البيت يوري فيقول كيف هذا البيت وكيف هذا فيظنون أنه يخطب منه ثم في الخفاء يخطب من هذا المنزل لا بأس بها.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 23-01-2011 الساعة 05:11PM
|