القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية للمجلة »
موقع الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني »
المحاضرات والدروس العلمية »
الخطب المنبرية الأسبوعية »
القناة العلمية »
فهرس المقالات »
فتاوى الشيخ الجديدة »
برنامج الدروس اليومية للشيخ »
كيف أستمع لدروس الشيخ المباشرة ؟ »
خارطة الوصول للمسجد »
تزكيات أهل العلم للشيخ ماهر القحطاني »
اجعلنا صفحتك الرئيسية »
اتصل بنا »
ابحث في مجلة معرفة السنن والآثار »
ابحث في المواقع السلفية الموثوقة »
لوحة المفاتيح العربية
البث المباشر للمحاضرات العلمية
دروس الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله والتي تنقل عبر إذاعة معرفة السنن والآثار العلمية حسب توقيت مكة المكرمة حرسها الله :: الجمعة|13:00 ظهراً| كلمة منهجية ثم شرح كتاب الضمان من الملخص الفقهي للعلامة الفوزان حفظه الله وشرح السنة للبربهاري رحمه الله :: السبت|19:00| شرح كشف الشبهات للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :: الأحد|19:00 مساءً| شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي رحمه الله :: الاثنين|19:00 مساءً| شرح سنن أبي داود السجستاني:: الثلاثاء|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج وسنن أبي عيسى الترمذي رحمهما الله :: الأربعاء|19:00 مساءً| شرح الموطأ للإمام مالك بن أنس رحمه الله :: الخميس|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام البخاري رحمه الله
 
جديد فريق تفريغ المجلة


العودة   مجلة معرفة السنن والآثار العلمية > السـاحة الإســلاميـــة > منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك
مشاركات اليوم English
نود التنبيه على أن مواعيد الاتصال الهاتفي بفضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله، ستكون بمشيئة الله تعالى من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، وفي جميع أيام الأسبوع عدا الخميس و الجمعة، آملين من الإخوة الكرام مراعاة هذا التوقيت، والله يحفظكم ويرعاكم «رقم جوال الشيخ: السعودية - جدة 00966506707220».

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-03-2010, 03:01PM
أم محمود
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام - كتيب للشيخ الألباني رحمه الله

التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام - كتيب للوالد رحمه الله


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
(كتيّبٌ أُودعتْ فيه إحدى فتاوى الوالد" الشيخ الألباني " رحمه الله ، وسأنقله على أجزاء إن شاء الله) :

التوحيد أولاً


يا دعاة الإسلام


من فتاوى محدّث العصر


محمد ناصر الدين الألباني


رحمه الله



بسم الله الرحمن الرحيم


مقدمة


إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .


من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران:102) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}(النساء:1) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (الأحزاب:70-71) .


وبعدُ : فهذه واحدة من فتاوى العلامة محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - نفردها اليوم بالطبع لأهميتها، ولحاجة الناس إليها.





سؤال : فضيلة الشيخ لا شك أنكم تعلمون بأن واقع الأمة الديني واقع مرير من حيث الجهل بالعقيدة ، ومسائل الاعتقاد ، ومن حيث الافتراق في المناهج وإهمال نشر الدعوة الإسلامية في أكثر بقاع الأرض طبقاً للعقيدة الأولى والمنهج الأول الذي صلحت به الأمة ، وهذا الواقع الأليم لا شك بأنه قد ولد غيرة عند المخلصين ورغبة في تغييره وإصلاح الخلل ، إلا أنهم اختلفوا في طريقتهم في إصلاح هذا الواقع ؛ لاختلاف مشاربهم العقدية والمنهجية - كما تعلم ذلك فضيلتكم - من خلال تعدد الحركات والجماعات الإسلامية الحزبية والتي ادعت إصلاح الأمة الإسلامية عشرات السنين ، ومع ذلك لم يكتب لها النجاح والفلاح ، بل تسببت تلك الحركات للأمة في إحداث الفتن ونزول النكبات والمصائب العظيمة ، بسبب مناهجها وعقائدها المخالفة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به ؛ مما ترك الأثر الكبير في الحيرة عند المسلمين - وخصوصاً الشباب منهم - في كيفية معالجة هذا الواقع ، وقد يشعر الداعية المسلم المتمسك بمنهاج النبوة المتبع لسبيل المؤمنين ، المتمثل في فهم الصحابة والتابعين لهم بإحسان من علماء الإسلام ؛ قد يشعر بأنه حمل أمانة عظيمة تجاه هذا الواقع وإصلاحه أو المشاركة في علاجه .


· فما هي نصيحتكم لأتباع تلك الحركات أو الجماعات ؟


· وما هي الطرق النافعة الناجعة في معالجة هذا الواقع ؟


· وكيف تبرأ ذمة المسلم عند الله عز وجل يوم القيامة ؟



الجواب:


[يجب العنايةُ والاهتمامُ بالتوحيد أولاً، كما هو منهج الأنبياء والرسل عليهم السلام ]


بالإضافة لما ورد في السؤال - السابق ذكره آنفاً - من سوء واقع المسلمين ، نقول : إن هذا الواقع الأليم ليس شراً مما كان عليه واقع العرب في الجاهلية، حينما بعث إليهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لوجود الرسالة بيننا ، وكمالها ، ووجود الطائفة الظاهرة على الحق ، والتي تهدي به ، وتدعو الناس للإسلام الصحيح ؛ عقيدة ، وعبادة ، وسلوكاً ، ومنهجاً .


ولا شك بأن واقع أولئك العرب في عصر الجاهلية مماثل لما عليه كثير من طوائف المسلمين اليوم !.


بناء على ذلك نقول : العلاج هو ذاك العلاج، والدواء هو ذاك الدواء ، فبمثل ما عالج النبي صلى الله عليه وسلم تلك الجاهلية الأولى ، فعلى الدعاة الإسلاميين اليوم - جميعهم - أن يعالجوا سوء الفهم لمعنى " لا إله إلا الله " ، ويعالجوا واقعهم الأليم بذاك العلاج والدواء نفسه . ومعنى هذا واضح جداً إذا تدبرنا قول الله عز وجل: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21) .


فرسولنا صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة في معالجة مشاكل المسلمين في عالمنا المعاصر وفي كل وقت وحين ، ويقتضي ذلك منا أن نبدأ بما بدأ به نبينا صلى الله عليه وسلم وهو إصلاح ما فسد من عقائد المسلمين أولاً ، ومن عبادتهم ثانياً ، ومن سلوكهم ثالثاً .


ولست أعني من هذا الترتيب فصل الأمر الأول بدءاً بالأهم ثم المهم ثم ما دونه ! وإنما أريد أن يهتم بذلك المسلمون اهتماما شديداً كبيراً ، وأعني بالمسلمين بطبيعة الأمر الدعاة ، ولعل الأصح أن نقول : العلماء منهم؛ لأن الدعاة اليوم - مع الأسف الشديد - يدخل فيهم كل مسلم ولو كان على فقر مدقع من العلم ، فصاروا يعدّون أنفسهم دعاة إلى الإسلام .


وإذا تذكرنا تلك القاعدة المعروفة - لا أقول : عند العلماء فقط بل عند العقلاء جميعاً - تلك القاعدة التي تقول : "فاقد الشيء لا يعطيه " ؛ فإننا نعلم اليوم بأن هناك طائفة كبيرة جداً يعدون بالملايين من المسلمين تنصرف الأنظار إليهم حين يطلق لفظة : الدعاة ؛ وأعني بهم : جماعة الدعوة ، أو : جماعة التبليغ ، ومع ذلك فأكثرهم كما قال الله عز وجل : { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } (لأعراف: من الآية187) .


ومعلوم من طريقة دعوتهم أنهم قد أعرضوا بالكلية عن الاهتمام بالأصل الأول، أو بالأمر الأهم ، من الأمور التي ذكرتُ آنفاً ، وأعني : العقيدة والعبادة والسلوك ، وأعرضوا عن الإصلاح الذي بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم بل بدأ به كل الأنبياء ، وقد بينه الله تعالى بقوله : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (النحل: من الآية36) . فهم لا يعنون بهذا الأصل الأصيل والركن الأول من أركان الإسلام - كما هو معلوم لدى المسلمين جميعاً -، هذا الأصل الذي قام يدعو إليه أول رسول من الرسل الكرام، ألا وهو نوح صلى الله عليه وسلم قرابة ألف سنة ، والجميع يعلم أن الشرائع السابقة لم يكن فيها من التفصيل لأحكام العبادات والمعاملات ما هو معروف في ديننا هذا؛ لأنه الدين الخاتم للشرائع والأديان ، ومع ذلك؛ فقد لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، يصرف وقته وجل اهتمامه للدعوة إلى التوحيد ، ومع ذلك أعرض قومه عن دعوته كما بين الله عز وجل ذلك في محكم التنزيل: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } (نوح:23) .


فهذا يدل دلالة قاطعة على أن أهم شيء ينبغي على الدعاة إلى الإسلام الحق الاهتمام به دائماً هو الدعوة إلى التوحيد، وهو معنى قوله تبارك وتعالى : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } (محمد: من الآية19) .


هكذا كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم عملاً وتعليماً .


أما فعله : فلا يحتاج إلى بحث ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم في العهد المكي إنما كان فعله ودعوته محصورة في الغالب في دعوة قومه إلى عبادة الله لا شريك له .


أما تعليماً : ففي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الوارد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أرسل معاذاً إلى اليمن قال له : (ليكن أول ما تدعوهم إليه : شهادة أن لا إله إلا الله ، فإن هم أطاعوك لذلك .....) الحديث[1] .


فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يبدأوا بما بدأ به، وهو الدعوة إلى التوحيد ، ولا شك أن هناك فرقاً كبيراً جداً بين أولئك العرب المشركين ؛ من حيث إنهم كانوا يفهمون ما يقال لهم بلغتهم ، وبين أغلب العرب المسلمين اليوم الذين ليسوا بحاجة أن يدعوا إلى أن يقولوا : لا إله إلا الله ؛ لأنهم قائلون بها على اختلاف مذاهبهم وطرائقهم وعقائدهم ، فكلهم يقولون : لا إله إلا الله ، لكنهم في الواقع بحاجة أن يفهموا معنى هذه الكلمة الطيبة ، وهذا الفرق فرق جوهري بين العرب الأولين الذين كانوا إذا دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا : لا إله إلا الله؛ يستكبرون ، كما هو مبين في صريح القرآن العظيم ، لماذا يستكبرون ؟ لأنهم يفهمون أن معنى هذه الكلمة أن لا يتخذوا مع الله أنداداً وألا يعبدوا إلا الله ، وهم كانوا يعبدون غيرَه ، فهم ينادون غير الله، ويستغيثون بغير الله ؛ فضلاً عن النذر لغير الله ، والتوسل بغير الله ، والذبح لغيره، والتحاكم لسواه ....إلخ.


هذه الوسائل الشركية الوثنية المعروفة التي كانوا يفعلونها ، ومع ذلك كانوا يعلمون أن من لوازم هذه الكلمة الطيبة " لا إله إلا الله " مِن حيث اللغة العربية أن يتبرؤوا مِن كل هذه الأمور ؛ لمنافاتها لمعنى " لا إله إلا الله ".



_____________


[1] - رواه البخاري (1395)، ومسلم (19) عن ابن عباس رضي الله عنهما.



انتهى من ص 3 – 13 . ويتبع إن شاء الله


المصدر


مدونة تمام المنة للأخت سكينة محمد ناصر الدين الألباني غفر الله لهما

التعديل الأخير تم بواسطة أم محمود ; 05-03-2010 الساعة 03:04PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-03-2010, 03:02PM
أم محمود
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي

تابع 2 / التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام


تابع / التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام

** [غالب المسلمين اليوم لا يفقهون معنى لا إله إلا الله فهماً جيداً ]:
أما غالب المسلمين اليوم الذين يشهدون بأن " لا إله إلا الله " فهم لا يفقهون معناها جيداً ، بل لعلهم يفهمون معناها فهماً معكوساً ومقلوباً تماماً ؛ أضرب لذلك مثلاً : بعضهم ألف رسالة في معنى " لا إله إلا الله " ففسرها : لا رب إلا الله!!

وهذا المعنى هو الذي كان المشركون يؤمنون به وكانوا عليه ، ومع ذلك لم ينفعهم إيمانهم هذا ، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّه} (لقمان: من الآية25).
فالمشركون كانوا يؤمنون بأن لهذا الكون خالقاً لا شريك له ، ولكنهم كانوا يجعلون مع الله أنداداً وشركاء في عبادته ، فهم يؤمنون بأن الرب واحد ولكن يعتقدون بأن المعبودات كثيرة ، ولذلك رد الله تعالى - هذا الاعتقاد - الذي سمّاه عبادة لغيره من دونه، بقوله تعالى : {....وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى....} (الزمر: من الآية3).

لقد كان المشركون يعلمون أن قول : " لا إله إلا الله " يلزم له التبرؤ من عبادة ما دون الله عز وجل ، أما غالب المسلمين اليوم ؛ فقد فسروا هذه الكلمة الطيبة " لا إله إلا الله " بـ : " لا رب إلا الله !! " فإذا قال المسلم : "لا إله إلا الله" ، وعبد مع الله غيره؛ فهو والمشركون سواء - عقيدة - وإن كان ظاهره الإسلام ؛ لأنه يقول لفظة : "لا إله إلا الله" فهو بهذه العبارة مسلم ظاهراً ، وهذا مما يوجب علينا جميعاً - بصفتنا دعاة إلى الإسلام- الدعوة إلى التوحيد وإقامة الحجة على مَن جهل معنى" لا إله إلا الله " وهو واقع في خلافها ؛ بخلاف المشرك ؛ لأنه يأبى أن يقول : " لا إله إلا الله " فهو ليس مسلماً لا ظاهراً ولا باطناً.
فأما جماهير المسلمين اليوم هم مسلمون؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله تعالى)
[1].
لذلك ؛ فإني أقول كلمة - وهي نادرة الصدور مني - ، وهي : إن واقع كثير من المسلمين اليوم شرٌّ مما كان عليه عامةُ العرب في الجاهلية الأولى مِن حيث سوء الفهم لمعنى هذه الكلمة الطيبة ؛ لأن المشركين العرب كانوا يفهمون ، ولكنهم لا يؤمنون ، أما غالب المسلمين اليوم ، فإنهم يقولون ما لا يعتقدون ، يقولون : "لا إله إلا الله" ، ولا يؤمنون -حقاً - بمعناها .
لذلك فأنا أعتقد أن أول واجب على الدعاة المسلمين حقاً هو أن يدندنوا حول هذه الكلمة، وحول بيان معناها بتلخيصٍ ، ثم بتفصيل لوازم هذه الكلمة الطيبة؛ بالإخلاص لله عز وجل في العبادات بكل أنواعها ؛ لأن الله عز وجل لما حكى عن المشركين قولهم : {... مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى... } (الزمر: من الآية3)، جعل كل عبادة توجه لغير الله كفراً بالكلمة الطيبة : "لا إله إلا الله".
لهذا ؛ أنا أقول اليوم : لا فائدة مطلقاً مِن تكتيل المسلمين ومِن تجميعهم ، ثم تركهم في ضلالهم دون فهم هذه الكلمة الطيبة ، وهذا لا يفيدهم في الدنيا قبل الآخرة !
نحن نعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله مخلصاً مِن قلبه؛ حرم الله بدنه على النار " وفي رواية أخري :" دخل الجنة "
[2] . فيمكن ضمان دخول الجنة لمن قالها مخلصاً، حتى لو كان بعد لأيٍ وعذابٍ يمسُّ القائلَ ، والمعتقد الاعتقاد الصحيح لهذه الكلمة ، فإنه قد يعذب بناءً على ما ارتكب واجترح مِن المعاصي والآثام ، ولكن سيكون مصيره في النهاية دخول الجنة .
وعلى العكس من ذلك ؛ من قال هذه الكلمة الطيبة بلسانه ، ولَمّا يدخل الإيمان قلبه ؛ فذلك لا يفيده شيئاً في الآخرة ، قد يفيده في الدنيا النجاة من القتال ومن القتل إذا كان للمسلمين قوة وسلطان ، وأما في الآخرة فلا يفيده شيئاً إلا إذا كان قائلاً لها وهو فاهم معناها أولاً ، ومعتقداً لهذا المعنى ثانياً ؛ لأن الفهم وحده لا يكفي إلا إذا اقترن مع الفهم الإيمان بهذا المفهوم ، وهذه النقطة ؛ أظن أن أكثر الناس عنها غافلون ! وهي :
لا يلزم مِن الفهم الإيمان، بل لا بد أن يقترن كلٌّ مِن الأمرين مع الآخر حتى يكون مؤمناً ، ذلك لأن كثيراً مِن أهل الكتاب مِن اليهود والنصارى كانوا يعرفون أنّ محمداً صلى الله عليه وسلم رسولٌ صادقٌ فيما يدعيه من الرسالة والنبوة ، ولكن مع هذه المعرفة التي شهد لهم بها ربُّنا عز وجل حين قال: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} (البقرة: من الآية 146)، ومع ذلك هذه المعرفة ما أغنت عنهم مِن الله شيئاً، لماذا ؟ لأنهم لم يصدقوه فيما يدعيه مِن النبوة والرسالة ، ولذلك فإنّ الإيمان تسبقه المعرفة ولا تكفي وحدها ، بل لا بد أن يقترن مع المعرفة الإيمان والإذعان ، لأن المولى عز وجل يقول في محكم التنزيل : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} (محمد: من الآية19).
وعلى هذا ، فإذا قال المسلم : "لا إله إلا الله" بلسانه ؛ فعليه أن يضم إلى ذلك معرفة هذه الكلمة بإيجاز ثم بالتفصيل ، فإذا عرف وصدَّق وآمن ؛ فهو الذي يصدُق عليه تلك الأحاديث التي ذكرتُ بعضَها آنفاً ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى شيءٍ مِن التفصيل الذي ذكرته آنفاً : (مَن قال : لا إله إلا الله ؛ نفعته يوماً مِن دهره)
[3]. أي كانت هذه الكلمة الطيبة بعد معرفة معناها منجية له مِن الخلود في النار ، وهذا أكرره لكي يرسخ في الأذهان ، وقد لا يكون قد قام بمقتضاها مِن كمال العمل الصالح، والانتهاء عن المعاصي، ولكنه سلم مِن الشرك الأكبر، وقام بما يقتضيه ويستلزمه شروط الإيمان؛ مِن الأعمال القلبية - والظاهرية حسب اجتهاد بعض أهل العلم، وفيه تفصيل ليس هذا محل بسطه - وهو تحت المشيئة ، وقد يدخل النار جزاء ما ارتكب أو فعل مِن المعاصي أو أخلَّ ببعضِ الواجبات ، ثم تنجيه هذه الكلمة الطيبة، أو يعفو الله عنه بفضل منه وكرمه ، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم المتقدِّم ذكره : (مَن قال : لا إله إلا الله ؛ نفعته يوماً مِن دهره)، أما مَن قالها بلسانه ولم يفقه معناها ، أو فقه معناها ولكنه لم يؤمن بهذا المعنى؛ فهذا لا ينفعه قولُه : "لا إله إلا الله"، إلا في العاجلة إذا كان يعيش في ظل الحكم الإسلامي وليس في الآجلة .
لذلك لا بد مِن التركيز على الدعوة إلى التوحيد في كل مجتمع أو تكتل إسلامي يسعى- حقيقة وحثيثاً - إلى ما تدندن به كل الجماعات الإسلامية أو جلّها ، وهو تحقيق المجتمع الإسلامي، وإقامة الدولة المسلمة التي تحكم بما أنزل الله على أي أرض لا تحكم بما أنزل الله.
هذه الجماعات أو هذه الطوائف لا يمكنها أن تحقق هذه الغاية التي أجمعوا على تحقيقها وعلى السعي حثيثاً إلى جعلها حقيقة واقعية إلا بالبدء بما بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم.

_______________________________
[1] - البخاري (25) ، ومسلم (22) عن حديث ابن عمر رضي الله عنهما .
[2] - حديث صحيح ، وهو مخرّج في "الصحيحة" (3355)
[3] - حديث صحيح، وهو مخرج في "الصحيحة" (1932)



ص 14 - 22 ، ويتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-03-2010, 03:03PM
أم محمود
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي

تابع 3 / التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام


[** بيان عدم وضوح العقيدة الصحيحة ولوازمها في أذهان الكثيرين]
أريد من هذا المثال أن أبين أن عقيدة التوحيد بكل لوازمها ومتطلباتها ليست واضحة للأسف في أذهان كثير ممن آمنوا بالعقيدة السلفية نفسها ، فضلاً عن الآخرين الذين اتبعوا العقائد الأشعرية أو الماتريدية أو الجهمية في مثل هذه المسألة ، فأنا أرمي بهذا المثال إلى أن المسألة ليست بهذا اليسر الذي يصوره اليوم بعض الدعاة الذين يلتقون معنا في الدعوة إلى الكتاب والسنة، إن الأمر ليس بالسهولة التي يدعيها بعضهم ، والسبب ما سبق بيانه من الفرق بين جاهلية المشركين الأولين حينما كانوا يُدْعَون ليقولوا : "لا إله إلا الله" فيأبون ؛ لأنهم يفهمون معنى هذه الكلمة الطيبة ، وبين أكثر المسلمين المعاصرين اليوم حينما يقولون هذه الكلمة ؛ ولكنهم لا يفهمون معناها الصحيح ، هذا الفرق الجوهري هو الآن متحقق في مثل هذه العقيدة ، وأعني بها علو الله عز وجل على مخلوقاته كلها ، فهذا يحتاج إلى بيان.
ولا يكفي أن يعتقد المسلم: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5). "ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء "[1]، دون أن يعرف أن كلمة "في" التي وردت في هذا الحديث ليست ظرفية ، وهي مثل "في" التي وردت في قوله تعالى : {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ....} (الملك: الآيتان 15-16). ؛ لأن "في" هنا بمعنى "على" والدليل على ذلك كثير وكثير جدًا ؛ فمِن ذلك : الحديث السابق المتداول بين ألسنة الناس ، وهو بمجموع طرقه -والحمد لله – صحيح.
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم :" ارحموا مَن في الأرض " لا يعني الحشرات والديدان التي هي في داخل الأرض ! وإنما مَن على الأرض ؛ مِن إنسان وحيوان ، وهذا مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم : "...يرحمكم من في السماء " ، أي : على السماء ، فمثل هذا التفصيل لا بد للمستجيبين لدعوة الحق أن يكونوا على بينة منه ، ويقرب هذا :
حديث الجارية -وهي راعية الغنم- ، وهو مشهور معروف ، وإنما أذكر الشاهد منه ؛ حينما سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أين الله ؟" قالت له : في السماء"[2] . لو سألت اليوم كبار شيوخ الأزهر - مثلاً - أين الله ؟ لقالوا لك : في كل مكان! بينما الجارية أجابت بأنه في السماء ، وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم ، لماذا ؟ ؛ لأنها أجابت على الفطرة ، وكانت تعيش بما يمكن أن نسميه بتعبيرنا العصري ( بيئة سلفية) لم تتلوث بأي بيئة سيئة - بالتعبير العام -؛ لأنها تخرجت كما يقولون اليوم من مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه المدرسة لم تكن خاصة ببعض الرجال ولا ببعض النساء ، وإنما كانت مشاعة بين الناس وتضم الرجال والنساء وتعم المجتمع بأكمله ، ولذلك عرفت راعيةُ الغنم العقيدة؛ لأنها لم تتلوث بأي بيئة سيئة ؛ عرفت العقيدة الصحيحة التي جاءت في الكتاب والسنة وهو مالم يعرفه كثير ممن يدعي العلم بالكتاب والسنة.
واليوم أقول : لا يوجد شيء من هذا البيان والوضوح بين المسلمين بحيث لو سألت -لا أقول : راعية غنم، بل - راعي أمة أو جماعة ؛ فإنه قد يحار في الجواب كما يحار الكثيرون اليوم إلا مَن رحم الله، وقليل ما هم !!!

_______________

[1] - حديث صحيح، وهو مخرج في "الصحيحة" (925)
[2] - رواه مسلم (537) عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه .

انتهى من ص25 - 29 ، ويتبع إن شاء الله

التعديل الأخير تم بواسطة أم محمود ; 05-03-2010 الساعة 03:05PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd