|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
::: للاعتبــار ... فلا تستغرب من تَسلُّط الأعــداء :::
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـــيمِ (وَالسَّمَــاءِ ذَاتِ الْبُــرُوجِ * وَالْيَــوْمِ الْمَوْعُـــودِ * وَشَاهِـــــدٍ وَمَشْهُـودٍ * قُتِـلَ أَصْحَـابُ الْأُخْـدُودِ * النَّـارِ ذَاتِ الْوَقُــودِ * إِذْ هُـمْ عَلَيْهَا قُعُــودٌ * وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) [سورة البروج: الآيات من 1 إلى 10] ~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~ قال الشيخ العلَّامـة الإمـام الرَبَّاني محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: في هــذه الآيـات: أن الله سبحانه وتعالى قد يُسَلِّط أعداءه على أوليائه ... فلا تستغرب إذا سَلَّط اللهُ عَزَّ وجلَّ الكفارَ على المؤمنين، وقتلوهم وحرقوهم وانتهكوا اعراضهم، لا تستغرب فلله تعالى في هذا حكمة .... ـ المصابون من المؤمنين أجرهم عند الله عظيم. ـ وهؤلاء الكفار المعتدون أملى لهم الله سبحانه وتعالى ويستدرجهم من حيث لا يعلمون. ـ والمسلمون الباقون لهم عبرة وعظة فيما يحصل لإخوانهم. فمثلًا نحن نسمع ما يحصل من الانتهاكات العظيمة، انتهاك الأعراض، وإتلاف الأموال، وتجويع الصغار والعجائز، نسمع أشياء تبكي، فنقـول: سبحان الله ما هذا التَّسلِيط الذي سَلَّطه اللهُ على هؤلاء المؤمنين؟!! فنقــول: يا أخي لا تستغرب فالله سبحانه وتعالى ضرب لنا أمثالًا فيمَن سبق يُحَرِّقُون المؤمنين بالنار. فهؤلاء الذين سُلِّطوا على إخواننا في بلاد المسلمين ... ـ هذا رفعة درجات للمصابين. ـ وتكفير السيئات. ـ وهو عبرة للباقين. ـ وهو أيضًا إغراء لهؤلاء الكافرين حتى يتسلطوا فيأخذهم الله عَزَّ وجلَّ أخذ عزيز مقتدر. وفي هـذه الآيـات مـن العبـر: أن هؤلاء الكفار لم يأخذوا على المسلمين بذنب إلا شيئًا واحدًا وهو: أنهم يؤمنون بالله العزيز الحميد!! وهذا ليس بذنب، بل هذا هو الحق، ومَن أنكره فهو الذي يُنكر عليه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر المسلمين في كُلِّ مكان وأن يقينا شر اعدائنا، وأن يجعل كيدهم في نحورهم إنَّه على كُلِّ شيء قدير. انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى[1] ـــــــــــــــــ [1] تفسير جزء عَمَّ: الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى، ص109-110، ط. دار الكتب العلمية. |
#2
|
|||
|
|||
::: مِـــنْ أسباب تَسلُّط الأعـــداء :::
في الوقت الذي نقرأ فيه ما سبق لكي لا نستغرب من تَسَلُّط الأعداء على المسلمين، فلابُدَّ أن نعتبر بما يجري فنتسأل عن السبب في هذا التسلُّط، فما هو السبب؟!! وللإجابة على هذا التساؤل لنقرأ معًا إجابة ... الشيخ العلَّامة صالح بن فوزان الفوزان حيث يقـول حفظه الله تعالى: حينما ننظر في العالم الإسلامي، لا نجد عند أكثر المنتسبين إلى الإسلام تمسكًا بالإسلام، إلا مَنْ رحم الله، إنما هم مسلمون بالاسم ... فالعقيـدة عنـد أكثرهـم ضائعــة: يعبدون غير الله، يتعلقون بالأولياء والصالحين، والقبور والأضرحة، ولا يقيمون الصلاة، ولا يؤتون الزكاة، ولا يصومون، ولا يقومون بما أوجب الله عليهم، ومن ذلك إعداد القوة لجهاد الكفار!! هذا حال كثير من المنتسبين إلى الإسلام، ضيعوا دينهم فأضاعهم الله عز وجل. وأهم الأسباب التي أوقعت بهم هذه العقوبات هو: إهمالهم للتوحيد، ووقوعهم في الشرك الأكبر، ولا يتناهون عنه ولا ينكرونه! من لا يفعله منهم فإنه لا ينكره؛ بل لا يعده شركًا ....... فهذه أهم الأسباب التي أحلت بالمسلمين هذه العقوبات. ولو أنهم تمسكوا بدينهم، وأقاموا توحيدهم وعقيدتهم على الكتاب والسُّنَّة، واعتصموا بحبل الله جميعًا ولم يتفرقوا لَمَا حَلَّ بهم ما حَلّ، قال الله تعالى: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)[1]، فبَيَّن أنه لا يحصل النصر للمسلمين إلا بهذه الركائز التي ذكرها الله سبحانه وتعالى وهي: إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأين هذه الأمور في واقع المسلمين اليوم؟! أين الصلاة عند كثير ممن يَدَّعُون الإسلام؟! وقال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا)[2]؛ لكـن أيـن الشـــرط لهـذا الوعــد؟!! (يَعْبُـدُونَنِي لَا يُشْرِكُـونَ بِـي شَيْئـًا)[3] فبَيَّن أن هذا الاستخلاف وهذا التمكين لا يتحقق إلا بتحقق شرطه الذي ذكره وهو عبادته وحده لا شريك له، وهذا هو التوحيد، فلا تحصل هذه الوعود الكريمة إلا لمن حقق التوحيد بعبادة الله وحده لا شريك له، وعبادة الله تدخل فيها الصلاة والصيام والزكاة والحج، وجميع الطاعات. ولم يقل سبحانه: يعبدونني فقط بل أعقب ذلك بقوله: (لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)؛ لأن العبادة لا تنفع مع وجود الشرك، بل لابُدَّ من اجتناب الشرك أيًّا كان نوعه، وأيًّا كان شكله، وأيًّا كان اسمه وهو: "صرف شيء من العبادة لغير الله عز وجل". هـذا هـو سبب النجـاة والسلامــة والنصــر والتمكيـن في الأرض، صـــلاح العقيــدة وصـــلاح العمـــل وبدون ذلك فإن العقوبات والنكبات، والمثلات قد تحل بمن أخل بشيء مما ذكره الله من القيام بهذا الشرط، وهذه النكبات، وهذا التسلط من الأعداء سببه إخلال المسلمين بهذا الشرط وتفريطهم في عقيدتهم ودينهم، واكتفاؤهم بالتسمي بالإسلام فقط!!. انتهى كلام الشيخ حفظه الله تعالى[4] ــــــــــ [1] سورة الحج: 40-41. [2] سورة النور: 55. [3] سورة النور: 55. [4] من كتاب (دروس من القرآن): الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان، ص4-6، من النسخة الألكترونية الموضوعة في موقع الشيخ الرسمي. |
#3
|
|||
|
|||
بارك الله في الأخت الفاضلة ام سلمة
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|