العلم النافع والعمل الصالح
الله خلق الخلق وأنزل الأمر والشرائع ليعرفوه ويعبدوه وحده ، فمعرفة الحق والعمل به هي للعلم النافع والعمل الصالح ، لقوله تعالى:{ الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهم لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً}[ الطلاق:12] ، مع قوله تعالى :{ وما خلقت الجن والأنس ألا ليعبدون}[ الذاريات:56] ، وقد جمع بين الأمرين في قوله تعالى:{ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين}[ الزمر:2].
فالأول العلم النافع ، والثاني العمل الصالح ، وهذان الأمران هما دعوة الحق المذكوران في قوله:{ له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء}[الرعد:14] فدعوة الحق عي إخلاص العمل لله المتضمن معرفته ومعرفة دينه وشرعه ، وهذان الأمران هما الطريق الوحيد للسعادة والفلاح ، وهما أعلا ما يكون وأرفع وأكمل ، قال تعالى:{ ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاص وقال إنني من المسلمين}[فصلت:33] ، والدعوة إلى الله ملازمة ومتضمنة للعلم ، لأن من شروط الدعوة العلم بما يدعو إليه الداعي.
من كتاب مجموع الفوائد وإقتناص الأوابد (ص220) للعلامة السعدي رحمه الله.