بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال من السعودية / جدة
ما رأيكم فيمن يدعو إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية والدنماركية ؟
أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
درس شرح كتاب التوحيد
السبت 21/شوال/1430هـ الموافق 10/10/2009
للتحميل
التفريغ
المُقاطعة فيها تفصيلٌ، لم يكن هديُ الصَّحابةِ إعلانُ المُقاطعاتِ في المنابر ونحو ذلك ويقول "قاطعوا، قاطعوا" لأنَّه لو كان خير لفعلوه، لكن جاء عن الصَّحابيِّ -رضي الله تعالى عنه- تذكرون اسمه؟، ثُمَّان بن آثال كما في صحيح البُخاري قال (( وَاللهِ مَا يَصِلُ مِنِّي إِلَيْكُمْ حَبَّه مِنْ حَنْظَلٍ أَوْ مِنْ شَعِيرٍ حَتَّى يَأْذَنَ النَّبِيُّ ))؛ فمن هنا فصَّل بعض الفقهاء فقال "إن بادر إنسانٌ بالمُقاطعة بنفسه"، هذا وهذا بادروا بأنفسهم "فلا مانع، إلَّا أن يمنعَ وليُّ الأمرِ" ويقول هناك مفسدةٌ أكبر ستترتَّبُ على هذه المُقاطعة، لا تفعلوا؛ فيُطاعُ وليُّ الأمرِ، نعم، لأنَّه قال (( إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ النَّبِيُّ )) وعلَّق الإذن بالنَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم.
أمَّا أن يَهْجِمَ النَّاسُ بشعاراتٍ في الشَّوارع ويقول "قاطعوا، قاطعوا" فهذا لو كان خير لسبقونا إليه الصَّحابةُ -رِضوانُ الله تعالى عليهم-، فمن شاء أن يُقاطع فليُقاطع على وجه الإنفراد، هذا يُقاطع، هذا يُقاطع، إن شاء، لأنَّ حنظلة واحدٌ ما دعا غيره، ما قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم "أُدعو إليها"، ونحن أُمَّةٌ مُتَّبعةٌ للصَّحابة، نعرفُ أنَّهم فعلوا خير الأمور، كما قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم { مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي }؛ نسأل الله أن يُوفِّقنا وإيَّاكم للعمل بالصَّالحات وترك المُنكرات، والله أعلم وصلَّى الله على نبِّينا محمَّد.