دحض تلبيس الكفاربقيادة الشيطان وفضح مصحفهم مقاطع الشيطان والمسمى زورا بالفرقان

[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد

فلقد بلغت جرأة الكفار على كتاب الله تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أوجها فكفروا بآيات الله وسخروا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وازداوا كفرا وظلما وعتوا فاستهزأوا بهما على مشهد من جمهور المسلمين ممن يحمل شهادة التوحيد عبر القنوات الفضائية الآثمة المجرمة ومن خلال المطبوعات والتي تسرب بعضها إلى بعض دول الخليج مما تحتوي على الكفر الأكبر والدعوة إليه ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وإذا لم يقف أهل العلم من أهل السنة سدا منيع ضد ذلك بالحجج الساطعة والبراهين الحارقة والبينات القاطعة فسيظهر في المسلمين عبر السنين تبعتهاقال صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى قال فمن الناس رواه البخاري وقد قال تعالى قال جل ثناؤه : ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد)0

قال الله تعالى : ( والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وألئك لهم عذاب أليم )
وقال و الذين كفروا وكذبوا بئايات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي
وقال وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فألئك في العذاب محضرون 0

ومن إستهزائهم وكفرهم بكتاب الله تعالى ترويجهم لكتاب محرف يضاهون به القرآن وقد وصلت بعض النسخ منه في المدارس الأجنبية في الكويت ومن إستهزائهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضهم لفلم أمريكي فيه غمز وانتقاص كما حدثني البعض ممن شاهده بالرسول صلى الله عليه وسلم في القناة اللبنانية l b c
لرجل أسمه محمد أحمد موساسول على ماأفهمني المشاهد والعهدة على نقله أو كما سموه يسرق بعض النساء والأطفال الأفرنجة ويساوم عليهن بالذهب بمن سرق قائلا أنا الأسد الذي تتبعه الأمة لبعث البغض في قلوب العالم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله صحابة ووصفه بما لايليق بأدنى المسلمين أن يوصف به وذلك ليلة السبت قبل أيام والعياذ بالله 00000 قل تعالى إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون

أما الكتاب الأول فكتاب أسود كله زندقة وتحريف وتضليل وكفر بآيات الله واستهزاء بها وقلب للحقائق الشرعية واستبدالها بأباطيل شيطانية على صورة الآيات القرانية إيهاما للجهال أنه الحق وصدق الله تعالى وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحبوه من الكتاب وما هو من الكتاب قال بن كثير عن أهل الكتاب يلوون ألسنتهم وذلك تحريفهم إياه عن موضعه وأصل اللي الفتل والقلب من قول القائل لوى فلان يد فلان إذا فتلها وقلبها ومنه قول الشاعر لوى يده قلت وهؤلاء حرفوا كتابا ليضعوه بدل كتاب الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم فجاءوا بأعظم من التحرف وهو الإستبدال والمضاهة والزندق المكشوفة الظاهرة وقلب الحقائق
كما سيأتي

سمي هذا الكتاب بمصحف (( الفرقان الحق )) تدليسا وتلبيسا وهو يقع في 366 صفحة من القطع المتوسط ومترجم إلى لغتين العربية والإنجليزية ويوزع في الكويت على المتفوقين في المدارس الأجنية الخاصة والتي يهاجمها المنصرون بدعوتهم إلى المعتقادات الفاسدة كما أفادت بعض المجلات 000

تجد أن بداية الكتاب مقدمة باطلة مسمومة فاسدة هي كفر وضلال
ودعوة إلى الإيمان بمعتقد حزب الشيطان فترسخ وتؤصل الخلط العقدي وحرية الأديان زاعمة أن هذا المصحف الشيطاني الجهنمي
((الفرقان الحق )) لكل إنسان بحاجة إلى النور بدون تمييز لعنصره
أو لونه أوجنسه أو دينه 0

يتألف من 77 سورة مختلفة وخاتمة فمن أسماء تلك السور
الفاتحة - المسيح - الثالوث – المارقين – الصلب – الزنى – الماكرين - الرعاة - الإنجيل – الأساطير – الكافرين – التنزيل – التحريف – الجنة – الأضحى – العبس – الشهيد 000إلخ
مضاهاة بالقران يكتبونه بأيديهم موهمين أنه الحق كالذي نزل من عند الله تعالى فويلهم من عذاب أليم0

يضاهون به المصحف القراني الحق المنزل على محمد سيد البشر صلى الله عليه وسلم ولاتعجب أيها المسلم كيف لاينزل بهم مانزل بمن سبق من الأمم فإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته
قال تعالى سنستدرجهم من حيث لايعلمون وأملي لهم إن كيدي متين وفي تفسير الجلالين سنستدرجهم نأخذهم قليلا قليلا من حيث لا يعلمون 0 وأملي لهم أمهلهم إن كيدي متين شديد لا يطاق وقال ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
فاحذرهم أيها المسلم فلا تلقي بفلذات أكبادك بينهم فتبعث بهم للخارج للدراسة فيأتوا بمثل هذه الأفكار العفنة الملحدة وقد غزوا بعض البلاد المسلمة في عقر دارها ونشرت المدارس الأجنبية وصارت مفخرة عند جهال المسلمين ليتخرج الابن ممسوخا بلباس الكفار وطريقة كلامهم وحركاتهم حتى ربما يزدري إخوانه من المسلمين بعد معاشرة لإولئك كما شاهدت البعض ممن تفرنج بعد بعثته لتلك الديار معجبا بحضاراتهم ساخرا مزدريا لإخوانه المسلمين واصفا إياهم بعبارات الهمز أو اللمز والسخرية قال صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم 0
فينبغي مجاهدتهم بدل مودتهم والإقامة معهم مع عدم الأمن على القيدة والأخلاق أن تذهب أو يذهب بعضها وحيث أننا في ضعف فلا أقل من مجاهدتهم بالأموال والألسن
فعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم . رواه أبو داود والنسائي والدارمي وفي سنن أبي داود عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أ نا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين لا تراءى نارهما .
فاللهم إننا نبرأ إليك من هؤلاء الكفار الملحدين وكفرهم واستهزائهم براءة إبراهيم عليه السلام منهم حتى يوحدوك لايشركوا بك شيئا ويشهدوا لرسولك بالرسالة وبرءآء ممن يدعو لوحدة الأديان حتى يدعوا ذلك ويتوبوا منه ويؤمنوا يقولك ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وليعلم هؤلاء المجرمون الملحدون أنهم لواجتمعوا والإنس والجن على أن يأتوا بأقصر سورة في القرآن لن يقدروا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وإنما أتوا بتلك المقاطع الشيطانية السخيفة الإلحادية ليضاهوا بها القرآن وكذبوا وصدق الله تعالى فقال وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين


قال الطبري
وقوله فادعوا يعني استنصروا واستعينوا كما قال الشاعر فلما التقت فرساننا ورجالهم دعوا يا لكعب واعتزينا لعامر يعني بقوله دعوا يالكعب استنصروا كعبا واستعانوا بهم
وأما الشهداء فإنها جمع شهيد كالشركاء جمع شريك والخطباء جمع خطيب
والشهيد يسمى به الشاهد على الشيء لغيره بما يحقق دعواه وقد يسمى به المشاهد للشيء كما يقال فلان جليس فلان يعني به مجالسه ونديمه يعني به منادمه وكذلك يقال شهيده يعني به مشاهده
فإذ كانت الشهداء محتملة أن تكون جمع الشهيد الذي هو منصرف للمعنيين اللذين وصفت فأولى وجهيه بتأويل الآية ما قاله بن عباس وهو أن يكون معناه واستنصروا على أن تأتوا بسورة من مثله أعوانكم وشهداءكم الذين يشاهدونكم ويعاونونكم على تكذيبكم الله ورسوله ويظاهرونكم على كفركم ونفاقكم إن كنتم محقين في جحودكم أن ما جاءكم به محمد اختلاق وافتراء لتمتحنوا أنفسكم وغيركم هل تقدرون على أن تأتوا بسورة من مثله فيقدر محمد على أن يأتي بجميعه من قبل نفسه اختلاقا
فأهل الإيمان كانوا بالله وبرسوله مؤمنين فكان من المحال أن يدعي الكفار أن لهم شهداء على حقيقة ما كانوا يأتون به لو أتوا باختلاق من الرسالة ثم ادعوا أنه للقرآن نظير من المؤمنين
فأما أهل النفاق والكفر فلا شك أنهم لو دعوا إلى تحقيق الباطل وإبطال الحق لسارعوا إليه مع كفرهم وضلالهم فمن أي الفريقين كانت تكون شهداؤهم لو ادعوا أنهم قد أتوا بسورة من مثل القرآن ولكن ذلك كما قال جل ثناؤه قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فأخبر جل ثناؤه في هذه الآية أن مثل القرآن لا يأتي به الجن والإنس ولو تظاهروا وتعاونوا على الإتيان به وتحداهم بمعنى التوبيخ لهم في سورة البقرة فقال تعالى وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم

تفسير الطبري ج:1 ص:167

والحمدلله رب العالمين