القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية للمجلة »
موقع الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني »
المحاضرات والدروس العلمية »
الخطب المنبرية الأسبوعية »
القناة العلمية »
فهرس المقالات »
فتاوى الشيخ الجديدة »
برنامج الدروس اليومية للشيخ »
كيف أستمع لدروس الشيخ المباشرة ؟ »
خارطة الوصول للمسجد »
تزكيات أهل العلم للشيخ ماهر القحطاني »
اجعلنا صفحتك الرئيسية »
اتصل بنا »
ابحث في مجلة معرفة السنن والآثار »
ابحث في المواقع السلفية الموثوقة »
لوحة المفاتيح العربية
البث المباشر للمحاضرات العلمية
دروس الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله والتي تنقل عبر إذاعة معرفة السنن والآثار العلمية حسب توقيت مكة المكرمة حرسها الله :: الجمعة|13:00 ظهراً| كلمة منهجية ثم شرح كتاب الضمان من الملخص الفقهي للعلامة الفوزان حفظه الله وشرح السنة للبربهاري رحمه الله :: السبت|19:00| شرح كشف الشبهات للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :: الأحد|19:00 مساءً| شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي رحمه الله :: الاثنين|19:00 مساءً| شرح سنن أبي داود السجستاني:: الثلاثاء|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج وسنن أبي عيسى الترمذي رحمهما الله :: الأربعاء|19:00 مساءً| شرح الموطأ للإمام مالك بن أنس رحمه الله :: الخميس|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام البخاري رحمه الله
 
جديد فريق تفريغ المجلة


العودة   مجلة معرفة السنن والآثار العلمية > السـاحة الإســلاميـــة > منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك
مشاركات اليوم English
نود التنبيه على أن مواعيد الاتصال الهاتفي بفضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله، ستكون بمشيئة الله تعالى من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، وفي جميع أيام الأسبوع عدا الخميس و الجمعة، آملين من الإخوة الكرام مراعاة هذا التوقيت، والله يحفظكم ويرعاكم «رقم جوال الشيخ: السعودية - جدة 00966506707220».

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-09-2003, 12:21AM
طارق بن حسن
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي سلسلة حقيقة شهادة أن محمد رسول الله (للمفتي الشخ عبدالعزيز آل الشيخ)

حقيقة شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم

لسماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
المفتي العام للمملكة العربية السعودية


بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه رسالة لطيفة مختصرة حول [حقيقة شهادة أن محمداً رسول الله – صلى الله عليه وسلم-] رأينا نشرها للناس؛ لدعاء الحاجة، بل والضرورة لذلك، ولما نرى من جهل كثير من المسلمين، فضلاً عن غيرهم بحقيقة شهادة أن محمد رسول الله، ووقوعهم فيما يخالفها مما يناقضها، أو يضاد كمالها، أو ينقص به إيمان العبد بها.
فكان لزاماً أن نبين ذلك؛ نصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؛ امتثالاً لأمر الله سبحانه: "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ" [الذريات:55]، وقوله تعالى: "فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى [الأعلى:9]، وقوله عز وجل: " فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ" [الغاشية:21-22] إلى غير ذلك من الآيات.
ولقوله – صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة" قال الصحابة: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم.
فواجب على كل من عرف الحق بدلائله: إن يبينه، وينشره بين الناس، سيما في هذه الأزمان التي اشتدت فيها غرب الإسلام، وبات المعروف فيها منكراً، والمنكر فيها معروفاً، وقل من يرفع رأسه بالحق ويظهره، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وسلوانا قول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: "بدأ الإسلام غريباً، وسعود كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء" رواه مسلم (145).
فأسأل الله العلي القدير: أن يمن علينا بالهداية إلى الصواب، والتوفيق للحق والسداد، وأن يلهمنا رشدنا، ويقينا شر أنفسنا، ويرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يصلح لنا النية والعمل، وأن ينفع بما قيدناه في هذه الرسالة كل من أطلق عليها، ويجعلنا وإخواننا المسلمين من المتعاونين على البر والتقوى، إنه سبحانه جواد كريم.

تمهيد

وقبل البدء في ذلك أمهد بمقدمة أرى أنها نافعة.
فأقول مستعيناً بالله:
لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح، أمر ملائكته بالسجود له، وكان إبليس من الجن، وليس من الملائكة، وإنما دخل في خطابهم؛ لتوسمه بأفعال الملائكة، لم يسجد إبليس اللعين: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" [البقرة:34]، ويقول سبحانه في سورة الكهف: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ" الآية،[الكهف: 50] أبي أن يسجد لآدم كبراً وحسداً وبغياً، فكان عقابه أن طرد من رحمة الله، وحلت عليه لعنة الله، لكن الخبيث أزداد بغيه، وعظم حقده على آدم وذريته، وطلب من الله الإنظار إلى يوم القيامة فأنظره الله، عند ذلك قال – كما قص الله خبرة -: " قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [لأعراف:16-17] ،
والمعنى: أنه أقسم أن يضل عباد الله من بني آدم عن طريق الحق وسبيل النجاة؛ لئلا يعبدوا الله ولا يوحدوه، ويسلك شتى الطرق لصدهم عن الخير وتحبيب الشر لهم.
ومثله قوله تعالى قاصاً خبره: " قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ"[الحجر:39-40] وقوله سبحانه: " قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلاً"[الإسراء:62].
فلم يزل بآدم عليه السلام وذريته؛ وسوسة وإغواء وإضلالاً، حتى تسبب في إهباط آدم من الجنة، وقتل ابن آدم لأخيه، ولم يكفه هذا، فلما مر ببني آدم الزمان، وطال عليهم العهد بالنبوة – حسن إليهم الشرك، وأغواهم، فكان له ما أراد، وصدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه، ووقعوا في الشرك، وكان أول ذلك زمن قوم نوح حين عبدوا الأصنام: وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً، وكانت هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح عليه السلام، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله – عز وجل -؛ ولذلك مدح نفسه" صحيح البخاري (5/194) وصحيح مسلم (4/2114). وفي لفظ لمسلم: "من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل" مسلم (2760)، وفي [الصحيحين] من حديث سعد بن عبادة – رضي الله عنه -: "ولا شخص أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعض الله المرسلين مبشرين ومنذرين" صحيح البخاري (8/174)، وصحيح مسلم (2/1136) رقم الحديث (1499) واللفظ له.
فأرس الله الرسل؛ إقامة للحجة على عباده، وإعذاراً لهم، وهذه الرسالات من نعم الله على خلقه أجمعين؛ إذ حاجة العباد إليها فوق كل حاجة، وضرورتهم إليها فوق كل ضرورة، فهم في حاجة إلى الرسالة أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب والدواء، إذ قصارى نقص ذلك أو عدمه تلف الأبدان، أما الرسالة ففيها حياة القلوب والأديان، بل الرسالة ضرورية في إصلاح العبد في معاشه ومعادة، فكما أنه لا صلاح له في أخرته إلا باتباع الرسالة، فكذلك لا صلاح له في معاشه ودنياه إلا باتباع الرسالة، كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- انظر [مجموع الفتاوى] لشيخ الإسلام ابن تيمية – جمع عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد (19/99).
أرسل الله الرسل، وجعلهم بشراً من أقوام المرسل إليهم، وبلسانهم؛ ليبينوا لهم الدين الحق: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" [إبراهيم:4].
وكل أمة بعث فيها رسول، قال عز وجل: " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ" الآية، [يونس:47] ، وقال سبحانه: "َإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ" [فاطر:24].
بعثوا جميعاً بدين واحد، وهو الإسلام؛ وإخلاص الدين لله، وتجريد التوحيد له سبحانه، واجتناب عبادة ما سواه: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" الآية،[النحل:36] ، وقال سبحانه: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَأعْبُدُونِ" [الأنبياء:25].
وفي الحديث عنه – صلى الله عليه وسلم -: "الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد" صحيح البخاري (4/142) واللفظ له، وصحيح مسلم (4/1837) رقم الحديث (2365) (145) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – متفق عليه.
وكذلك أيضاً كل رسول يأمر قومه بطاعته إذ هذا مقتضى الرسالة يقول عز وجل: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ" الآية، [النساء:64].
ولم تزل الرسل تتابع إلى أقوامهم لدعوتهم إلى التوحيد ونبذ الشرك " ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا" الآية،[المؤمنون:44] ، إلى أن جاء موسى وبعده عيسى عليهما السلام، وظهرت في كتبهما البشارة بالنبي محمد – صلى الله عليه وسلم -.
يقول الله – عز وجل –: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ" الآية، [الأعراف:157]، ويقول – عز وجل -: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ" الآية، [الصف:6].
وبعد أن رفع عيسى عليه السلام، وطال ببني آدم العهد قبل بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – حمل إبليس بخيله ورجله على بني آدم، فأضلهم ضلالاً بعيداً، وأوقعهم في الكفر والشرك والضلال بصنوفه إلا قليلاً منهم، وبلغ من حالهم أن مقتهم الله سبحانه، عربهم وعجمهم إلا القليل.
ثم بعث النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي يقول: "يا أيها الناس، إنما أنا رحمة مهداة" أخرجه الحاجة في (مستدركه) وصححه، ووافقه الذهبي، والبزار، والطبراني في (الصغير) بلفظ "بعثت رحمة مهداة" ، والطبراني في (الأوسط) والشهاب في (مسنده)، وهو بمجموع الطرق حسن، وجاء في (صحيح مسلم) عنه – صلى الله عليه وسلم -: "إني لم أبعث لعاناً، إنما بعثة رحمة ...".
بعث والحال كما أخبر به – صلى الله علهي وسلم – في الحديث الذي أخرجه مسلم في (صحيحه) عن عياض بن حمار المجاشعي – رضي الله عنه -، حيث قال – صلى الله عليه وسلم - في خطبته: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، كل مال نحلته عبداً حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحلت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم، عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب. وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليكم كتاباً لا يغسله الماء، تقرؤه نائماً ويقظان .." الحديث في صحيح مسلم (4/2197) رقم الحديث (2865) (63).
فرفع الله عنهم هذا المقت برسول الله – صلى الله عليه وسلم -، بعثة رحمة للعالمين، ومحجة للسالكين، وحجة على الخلائق أجمعين، أرسله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فختم به الشرائع والكتب الناسخ لها: "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ"الآية، [الأحزاب:40]، ويقول عز وجل: "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ" الآية، [المائدة:48].
شرح الله صدره، ووضع عنه وزره، وجعل الذلة على من خالف أمره، ورفع له ذكره، فلا يذكر الله سبحانه إلا ذكر معه، كفى بذلك شرفاً، وأعظم ذلك الشهادتان، أساس الإسلام، ومفتاح دار السلام، عاصمة الدماء والأموال والأعراض، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله – صلى الله عليه وسلم-.
فمعنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله سبحانه.
وأركانها: النفي والإثبات: (لا إله) نافياً جميع ما يعبد من دون الله، (إلا الله) مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له.
وشروطها: العلم، واليقين، والقبول، والانقياد، والصدق، والإخلاص، والمحبة، وزاد بعضهم شرطاً ثامناً وهو: الكفر بما عبد من دون الله.
وتحقيق هذه الشهادة: إلا يعبد إلا الله، وحقها: فعل الواجبات، واجتناب المحرمات.
هذه جمل مختصرة في (شهادة أن لا إله إلا الله)، أما تفاصيلها فلا تحتملها هذه الكلمة اليسيرة.
ولما كان البحث في حقيقة شهادة أن محمداً رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان من المناسب أن نورد طرفاً مما تمس الحاجة إلى العلم به من ذكر نسبة ومولده ومبعثه ووفاته – صلى الله عليه وسلم -، ثم ذكر شيء من أسمائه وخصائصه وصفاته الخلقية والخلقية، صلوات الله وسلامه عليه.

فصل

في نسب النبي – صلى الله عليه وسلم

يقول الله سبحانه وتعالى: "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" [آل عمران:164]. جاء في بعض القراءات: "من أنفسهم" بفتح الفاء، أي أنسبهم.
وفي [صحيح مسلم] من حديث واثلة بن الأسقع – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "إن الله أصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، وأصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" في صحيح مسلم (4/1789) رقم الحديث (2276).
وفي الصحيحين البخاري (1/6،5)، ومسلم (3/1393 – 1397) رقم الحديث (1373) من حديث أبي سفيان – رضي الله عنه، وقصته مع هرقل، وسؤال هرقل له عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فكان فيما سأله أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب ... إلى أن قال هرقل لأبي سفيان: سألتك عن نسبه، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، هذا لفظ البخاري.
فظهر بهذا أنه أكرم الناس نسباً، فهو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ونسبه – صلى الله عليه وسلم إلى هنا معلوم الصحة، متفق عليه بين النسابين، لا خلاف فيه بينهم، وما فوق عدنان مختلف
"وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً" [النساء:115]، وقال سبحانه: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الحشر:4]، يقول عز وجل: "أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ"[التوبة:63].
هذه هي حقيقة شهادة أن محمداً رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بشيء من التفصيل والبيان.
وقد أجملها بعض أهل العلم – وهو الشيخ محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله - فقال في معناها: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أصول في التفسير (للشيخ/محمد بن صالح العثيمين رحمه الله) طارق بن حسن منبر القرآن العظيم وعلومه 1 13-12-2006 12:12AM
صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) ماهر بن ظافر القحطاني منبر البدع المشتهرة 0 12-09-2004 12:02PM
أسئلة الأسرة المسلمة للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى طارق بن حسن منبر الأسرة والمجتمع السلفي 0 12-12-2003 05:16PM




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd