تقيد قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا بصلاة الفجر والمغرب بدعة
تقيد قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا بصلاة الفجر والمغرب بدعة
بسم الله الرحمن الرحيم من ماهر بن ظافر القطاني إلى من يراه من طلبة العلم وغيرهم من المسلمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته00000000000000أما بعد فقد انتشرت بدعة محدثة بين الكثير من أهل هذه البلاد حفظها الله من كيد الأعداء وهي أن احدهم إذا فرغ من صلاة الفجر وصلاة المغرب ظن أن من الأذكار المقيدة بهاتين الصلاتين المعوذتين وقل هو الله أحد فتراه يواظب عليها من جنس مواظبته على قول اللهم أجرني من النار سبعا بعدهما وكلاهما محدث لا دليل عليه تثبت به عبادة أما الأول فعمدتهم فيه منشور نشر لسماحة الوالد العلامة الشيخ عبدا لعزيز بن باز مختص بالأذكار بعد الصلاة وفيه ثم يقر بعد صلاة الفجر والمغرب قل هو الله والمعوذتين ثلاثا فصاروا تأولا يقيدون هذه القراءة بصلاة الفجر وصلاة المغرب ويعتبرونها من الأذكار المقيدة بهاتين الصلاتين من غير أن يسألوا الشيخ عن أصل الحديث ليعبدوا الله على بصيرة معتبرين عاملين بقول رب العالمين(قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني 0000) وهذا العمل بهذا القيد محدث لأن هذه القراءة من أذكار الصباح والمساء فهي مطلقة فيهما لا مقيدة بهاتين الصلاتين والقاعدة التي ينبغي استعمالها في أصول معرفة البدع أن ما ورد مطلقا من العبادات و الأذكار فتقيده بلا دليل بزمان أو مكان أو سبب بدعة لأن مقصود الشارع وضعه في المكان المنصوص عليه فتغيره بالعقل أو الرأي أو التقليد استدراك على صاحب الشريعة الكاملة فهذه القراءة مطلقة في الصباح والمساء برهان ذلك مارواه أبو داود(4419) والترمذي(3499) والنسائي (5333) من طرق كلهم عن ابن أبي ذئب عن أبي سعيد البراد عن معاذ بن عبد الله بن ابن خبيب عن أبيه بسند عند النسائي حسن قال خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا قال فأدركته فقال قل فلم أقل شيئا ثم قال فلم أقل شيئا قال قل فقلت ما أقول قال قل هو الله أحد والمعوذتين إذا حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب وأبو سعيد البراد هو أسيد بن أبي أسيد مدني 0فلم يقل له النبي قل إذا صليت الفجر والمغرب وإنما قال إذا أصبحت وإذا أمسيت فالقراءة خاصة بأذكار الصباح والمساء لا الأذكار المقيدة بعد الصلاة كقراءة آية الكرسي والمعوذتين بعد كل صلاة أما متى يبدأ الصباح والمساء فقد قال بعض أهل اللغة الصباح هو أول النهار والمساء كما قال بن حجر من بعد الزوال إلى اشتداد الظلام وقال غيره من بعد صلاة العصر فانظر إلى هذه البدعة لما قيدت هذا الذكر بصلاة الفجر والمغرب حرم من إعتق أنها مقيدة بهاتين الصلاتين أداءها في وقتها الموسع من الصباح والمساء فيقول من إعتقد أنه مقيد بهاتين الصلاتين وهو غير عالم أن وقته موسع في الصباح والمساء فاتتني قرآءة قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا بعد صلاة الفجر والمغرب فلايمكنني الآن قرآءتها(أي في الصباح والمساء)وهولايعلم أن قولها موسع فيما يسمى صباح ومساء فيجاب عليه بما تقدم ذكره والله المستعان أما قول اللهم أجرني من النار سبعا بعد صلاة الفجر والمغرب فلم يثبت الحديث بذلك السند وهو مارواه أحمد في مسنده (1732) وأبوداود4417 كلاهما من طريق الحارث بن مسلم أنه أخبره عن أبيه عن رسول الله أنه أسر إليه فقال إذا انصرفت من المغرب فقل اللهم أجرني من النار سبع مرات إذا قلت ذلك فمت من ليلتك كتب لك جوار منها 000قلت وكذلك قال في الانصراف من صلاة الصبح0000وهذا سند ضعيف فيه الحارث بن مسلم مجهول ووثقه بن حبان وهو يوثق المجاهيل كما هو معلوم قال بن تيمية والحديث الضعيف لا تبنى عليه أحكام شرعية وقال الترجيح من غير مرجح ممتنع فلم تقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاثا بعد صلاة الفجر والغرب إلا وصاحبها يعتقد أن فضلها مقيد بالفراغ منهما إذا كان يداوم على ذلك أو فعلها ولو مرة بهذا القصد فينبغي للمسلمين أن يسألوا العلماء عن الأدلة للأعمال الصالحة التي يقومون بها ليعبدوا الله على بصيرة كما كان السلف يسألون عن أدلة الأحكام كما جاء عند الترمذي عَنْ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ قُلْتُ لِجَابِرٍ الضَّبُعُ صَيْدٌ هِيَ قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ آكُلُهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَقَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا وَلَمْ يَرَوْا بِأَكْلِ الضَّبُعِ بَأْسًا وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَقَ وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ فِي كَرَاهِيَةِ أَكْلِ الضَّبُعِ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِيِّ فلم يكتفي السائل بكلام جابر بل سئل فقال سنة قال نعم وكذلك ينبغي للمفتي أن يذكر الدليل قدر المستطاع قال بن القيم وجمال الفتوى في ذكر الدليل ومنه ما جاء في صحيح البخاري عن مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنْ الْمِطْهَرَةِ قَالَ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ فلم يكتفي أبو هريرة بذكر كلامه مجردا عن الدليل ليتعود الناس على التعلق بالسنة لابآرآء الرجال والله المستعان0 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته00000000000 وكتبه/ أبوعبدالله ماهر بن ظافرالقحطاني
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|