أشخاص لا نهتم بفقدهم فلا تكن منهم

[عمرو التهامى]

أشخاص لا نهتم بفقدهم فلا تكن منهم

يظنون عقوبتنا بالهجر وهم انما يعاقبون أنفسهم وهم لا يشعرون...



بسم الله الرحمن الرحيم

قد يتلاعب الشيطان بالبعض فيكبر نفسه في نفسه ويضخمها عند الاخرين وهماً و يظن أنه ذو بال و أن دنياهم ستقف ان اختفى وابتعد فيصنع بمثل هؤلاء الحمقى...حتى القطيعة للأرحام والوالدين والأعمام والأصحاب ..عقوبة عاطفية وهمية مزعومة
يظن معها ضجر وحزن وشدة سيعانيها الآخرين من فقده واختفاءه وما ذاك الا للكرسي الوهمي الذي تصاعد فيه والمنزلة الوهمية في قلوب الناس
التي بلغتها أمانيه وليس عنده أصلا رصيدا عند ربه من حسن التدين والاخلاص فى التعامل معه سبحانه من التوحيد والتعلق به سبحانه والاقبال عليه وترك البدع أو الذنوب والمعاصي والغفلة عن كتابه ودينه وهو يعلم خسارته بالاصرار عليها
و لا مع خلقه بالعمل بالصدق والسنة فيؤهله لمثل هذه المكانة الرفيعة في قلوبهم والأشد أنه يتأول التأويلات الفاسدة لفعلها والله يقول ولم يصروا على مافعلواأي من ذنوب وهو يصر وتصيبه الأعراض المُذَكِرة والنكبات والفتن ولا يتذكر ولا يرجع قال تعالى " أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ " (سورة التوبة 126)
قد قسى قلبه واضمحل يقينه وايمانه وربما سقط من عين خالقه ولا يشعر " أن تحبط أعمالكم وأنتم لتشعرون " فلا هو بالذي يتذكر ولا في حاله ومصيره الذي هو يتفكر يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا صراط مستقيم
ولم يتعظ بالقرآن ولا تخيفه زواجره ولا قوله سبحانه عن صفة فرعون الذميمة لا أريكم إلا ما أرى دون البحث والنظر في عن حقيقة دين رب الورى سبحانه أعماه عجبه برأيه وثناء خلق لا خلاق لهم بالعلم وتمييز العدول فمكن لنفسه مكانة ليس لها مرجح شرعي اصلا وان المرجح التقوىوقد قال سبحانه "إن أكرمكم عند الله اتقاكم" وقال سبحانه " وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى° إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ " (سورة سبأ 37)
وليعلم أن فقد مثل هذا راحة للقلوب وذلك لأنه مسيء أصلا مع ربه بمعاصي الخلوات وسقطات الغش والخداع والنفاق في التعامل مععباد رب الأرض والسمواتكما قال ابن القيم فوجوده مثل القذا للعين فمن أهين لذنوبه وغفلته فمن يكرمه فلم يعظم الخالق اصلا حق التعظيم وهو يرى آثار خلقه وعجائب صنعه سبحانه صباح مساء فيصلح حاله معه بعدها حتى يحبه الخلق قال بشر الحافي لو تفكر الناس حقيقة في عظمة الله لما عصوه
قال تعالى " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ – وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ—وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ . إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ©" (سورة الحج 18) فالمحبوب حقيقة في القلوب هو المحبوب عند علام الغيوب و ان الله إذا أحب عبد لإخلاصه ونفعه للخلق حرك القلوب لمحبته واذا ابغضه نفر العدول من العقلاء أهل الإنصاف عنه وهؤلاء الذين يتألم المرء حقيقة لو كان له قلب لفقدهم وهجرهم
وكما قيل أنتم شهداء الله في الارض ومن آثارهم تعرف أخبارهم روى البخاري في صحيحهقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ. فَيُحِبُّهُجِبْرِيلُ. فَيُنَادِي جِبْرِيلُفِي أَهْلِ السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَيُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ (صحيح البخاري3209).
فليفق مثل هذا من الكرسي الوهمي الذي وضعه لنفسه من مكانة عند الخلق وهمية وأنه إذا فقد عذب الخلق لفقده و بلا موجب الا العجب بالنفس وطاعة الهوى والشيطان،،،،
فاللهم اجعلنا جند من جندك وأوليائك نحب من يحبك حقيقة باتباع شريعتك ويعمل العمل الذي يقرب من حبك وحب نبيك صلى الله عليه وسلم ويتباعد عن مساخطك ونسألك حب من يحبك من عبادك الصالحين ويدافع عن شريعتك وسنة نبيك..... وانت القائل سبحانك قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله

والحمدلله رب العالمين،،،

كتبه أخوكم ومحبكم /

ماهر بن ظافر آل ظافر القحطاني

عضو التوعية بهيئة جدة