القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية للمجلة »
موقع الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني »
المحاضرات والدروس العلمية »
الخطب المنبرية الأسبوعية »
القناة العلمية »
فهرس المقالات »
فتاوى الشيخ الجديدة »
برنامج الدروس اليومية للشيخ »
كيف أستمع لدروس الشيخ المباشرة ؟ »
خارطة الوصول للمسجد »
تزكيات أهل العلم للشيخ ماهر القحطاني »
اجعلنا صفحتك الرئيسية »
اتصل بنا »
ابحث في مجلة معرفة السنن والآثار »
ابحث في المواقع السلفية الموثوقة »
لوحة المفاتيح العربية
البث المباشر للمحاضرات العلمية
دروس الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله والتي تنقل عبر إذاعة معرفة السنن والآثار العلمية حسب توقيت مكة المكرمة حرسها الله :: الجمعة|13:00 ظهراً| كلمة منهجية ثم شرح كتاب الضمان من الملخص الفقهي للعلامة الفوزان حفظه الله وشرح السنة للبربهاري رحمه الله :: السبت|19:00| شرح كشف الشبهات للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :: الأحد|19:00 مساءً| شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي رحمه الله :: الاثنين|19:00 مساءً| شرح سنن أبي داود السجستاني:: الثلاثاء|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج وسنن أبي عيسى الترمذي رحمهما الله :: الأربعاء|19:00 مساءً| شرح الموطأ للإمام مالك بن أنس رحمه الله :: الخميس|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام البخاري رحمه الله
 
جديد فريق تفريغ المجلة


العودة   مجلة معرفة السنن والآثار العلمية > سـاحــة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني - حفظه الله - > منبر المواد والأشرطة الصوتية > قسم الخطب المنبرية
مشاركات اليوم English
نود التنبيه على أن مواعيد الاتصال الهاتفي بفضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله، ستكون بمشيئة الله تعالى من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، وفي جميع أيام الأسبوع عدا الخميس و الجمعة، آملين من الإخوة الكرام مراعاة هذا التوقيت، والله يحفظكم ويرعاكم «رقم جوال الشيخ: السعودية - جدة 00966506707220».

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-05-2017, 07:28PM
أحمد بارعية أحمد بارعية غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 380
افتراضي خطبة الجمعة "ضرورة حفظ العقل وتحريم المخدرات وآثارها الوخيمة " (الشيخ/ماهر القحطاني )

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خطبة الجمعة

بعنوان

"ضرورة حفظ العقل وتحريم المخدرات وآثارها الوخيمة "

لفضيلة الشيخ/ماهربن ظافر القحطاني حفظه الله



http://up.al-sunan.org/uploads/149520553321971.mp3


https://drive.google.com/open?id=0B_...VkwU3J6WUdmUHc



تفريغ الخطبة :

خطبة الجمعة الموافق 23 \ 8 \ 1438 هـــــــ
عن المخدّرات و التحذير من خطرها
لفضيلة الشيخ \ ماهر بن ظافر القحطاني -حفظه الله- في مسجد بلال بن رباح
بمدينة جدة
الخطبة الأولى
إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون ) ، ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، و خلق منها زوجها ، و بث منهما رجالا كثيرا و نساءً و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام ؛ إن الله كان عليكم رقيبا ) ، ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سدياً ؛ يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ، و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما ) أمّا بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله ، و خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه و سلم - ، و شر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة ، و كل بدعة ضلالة ، و كل ضلالة في النار .
أيها الناس ! اتقوا الله و احمدوه حمدا كثيرا ، و اشكروه على نعمه الظاهرة و الباطنة ، و أعظمها أن جعلكم مسلمين ، و خلقكم من ذرية آدم ، الذي كرمه سبحانه و تعالى و شرفه هو و ذريته ، بأن أسجد الملائكة له ، و رفع ذريته من بعده و كرمها و شرفها و رفعها على سائر البهائم و الحيوانات ، بحسن الهيئة و القوام و العقل ، و حملهم في البر بأن ألهمهم و يسر لهم ركوب الإبل و البغال و الخيل ، و في هذا العصر : السيارات و القطارات و الطائرات ، و كذلك ركوب البحر ، على متن السفن و البواخر ، التي هي في البحر كأنها بيوت و قرى سابحة ، و هي فيه مواخر ، و رزقهم من الطيبات ، و فضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا ، فقال سبحانه : ( ولقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر، و رزقناهم من الطيبات ، و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) و قال : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) و يكفي أنه سبحانه أسجد ملائكته لأبيهم آدم ، و خلق ىدم بيده سبحانه و تعالى ، فقال : ( و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين) و قال : (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ! أستكبرت أم كنت من العالين ) ألم تروا يا عباد الله ، و تنظروا إلى آثار ذلكم التكريم لبني آدم ، فانظروا كيف يمشي ولد آدم قائما ، منتصبا على رجليه ، و يأكل بيديه ، و ركب له عقلا يميز به بين الخير و الشر ، و به يحسن التصرف في مصالحه ، و يتجنب المضار ليحصل على الأمن و الاستقرار و السعادة ، و لا يكون في كماله ، فيكون كذلك ، إلا باختيار الشريعة الإلهية ، يعمل بها بعد طلبها ، و معرفة قواعدها ، أو معرفة أحكامها ، المنزلة على سيد البشرية ؛ فيجعل ذلك دينا يتبعه ، قال تعالى : (و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ) و ترى غيره ممن هو دونه من الخلق ، من الحيوانات ، يمشي غالبا على أربع ، لا يأكل بيده بانتظام كابن آدم ، يأكل بفمه من خشاش الأرض ، أو ينهش الفرائس كالسباع بفمه ، لا يأكل كابن آدم منتظما بيديه ، فجعل لابن آدم سمعا و بصرا و فؤاداً ، يفقه هذا كله و يميز بين الأشياء ، فلا بد حينئذ لابن آدم من شكر الله تعالى، على هذا التفضيل على الخلق ، و الإكرام بالعقل ، و حسن الهيئة و الرزق ، و الحمل في البر و البحر ، فيشكره سبحانه بالقيام بالعبودية على ودهها المطلوب شرعا، بتوحيد الله ، و إفراده بالعبادة ، و ترك الإشرا ك به ، و ترك دعاء غيره و التعلق به ، و يجب حينئئذ عليه أن يتبع نبيه - صلى الله عليه و سلم - قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم و اشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) و قال : ( و الله ذو فضل على الناس ، و لكن أكثر الناسس لا يشكرون ) فإن ضيع ابن آدم شكر الله الواجب بالعبودية والتباع لسيد البشرية ، رسول رب البرية ، فإن ضيع شكره سبحانه في ذلك بالاتباع ، فسيفقد من الكرامة بمقدار ذلك الإعراض عن شكر رب العباد ،
باتباع نبيه -صلى الله عليه و سلم- كما جاء ذلك في مسند أحمد عن ابن عمر أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: ( و كتبت الذلة والصغار لمن خالف أمري) و إن أعظم نعمة في الخلق و التفضييل لابن آدم : نعمة العقل ، و التي يفهم بها الخطاب و يميز بها الدين الحق ، و يدرك مصالحه فيأتيها ، و المفاسد و العواقب و المهالك فيدعها، و إنما سمي العقل عقلا ، لأن معناه الربط ، فالعاقل يربط بزمام نفسه عن التجاوب مع هواه أو مع حزبه أو مع قومه أو مع أهله فيما يحبون و لا يحبه الله ، يربطه عقله ، فلا يخوض في سفاسف الأمور و أسافلها ، لأنه يدرك العواقب ، فيتجنب حينئذ المهالك بضبط نفسه و عقلها و ربطها ، فسمي العقل عقلا لأجل ذلك ، لأنه يربط بزمام النفس ، فلا تتصرف تصرف السفهاء الذين لا يعرفون العواقب ، و لذلك جعل الفقهاء العقل و حفظه من الضرورات الخمس في الفقه الإسلامي ، لأن العبد إذا لم يحافظ عليه ضاع عليه أمر دنياه و أخراه ، فإذا كان ذلك كذلك ، فإنه يجب شكر الله على نعمة العقل بالقيام بالعبودية و طلب العلم ، و قراءة القرآن على تدبر له و تفهم ، على حسب ما جاء عن العلماء ، و لالقيام بالواجبات الدينية و الدنيوية ، فلا يجوز تعطيله و إفساده باتفاق العلماء ، و ذلك من الأمانة التي حملها ابن آدم ، ألم تر أن الله سبحانه قال : ( إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال ، فأبين أن يحملنها ، و أشفقن منها ، و حملها الإنسان ؛ إنه كان ظلوما جهولا ) فالأمانة هي التكاليف الشرعية ، و من التكاليف الشرعية الواجبة : حفظ العقل ، و هو من الضرورات الخمس ؛ و لذلك حرم الله سبحانه على عباده جريمة عظيمة ، تردي العبد إذا تقحمها حتى يتعطل عقله ، و يفسد دينه ، و تذهب دنياه ، فيصبح كالبهائم ، و التي قد كرمه الله سبحانه و تعالى عن أن ينزل لمرتبتها، ففضله عليها ، فترى هذا المجرم المتلبس بهذه الجريمة ، تارة يقع على زوجته، و من بعد ذلك : تارة يراود أمه ليقع عليها أو أخته ، و تارة يسب ربه ، و تارة يعتدي على أملاك غيره و أبدانهم ، فيتقحمها فيصبح بتلك الجريمة كالمجانين ، مع أنه قد كرمه رب العالمين سبحانه و تعال بالعقل ، و لكنه أبى إلا أن يكون في صفهم ، صف البهائم ، بل أدنى منهم : المجانين . و لذلك لعن متعاطيها ، لأنها هي أشد ما يفسد العقل ، و يهلكه و يذهبه ، و لذلك سماها الخليفة الراشد عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين : أم الخبائث ، لأنها تهدم القيم و تدمر الفرد و المجتمع ،و الجرائم كلها ترجع إليها ، فمن تلبس بها ، قتل و زنى ، وسفك الدم ، و أتى المحارم عياذا بالله ، ألا و هي جريمة شرب الخمر . و يقاس عليها ما هو أشد منها ضررا و فتكا بالفرد و المجتمعات ، ألا و هو تعاطي المخدرات ، كالمروانة ، و الأفيون ، و الكبتجون ، و الحشيش ، فإن لها أضرارا عظيمة أشد من الخمر ، فإذا علم أن النبي - صلى الله عليه و سلم- د لعن شارب الخمر ، و حاملها و عاصرها ، و المعتصر لها ، و بائعها ، فكيف بالمخدرات ، و قد علم بالبحث الطبي أضرارها ، فمن أضضرارها الجسيمة : ذهاب العقل ، النعمة المهداة من الرب ليميز العبد عن البهائم و سلوكهم . ذهاب العقل بصورة أشد من الخمر ، فتهلكه و تتلف خلايا المخ ، فيعود متعاطيها كالبهيمة ، لا يستطيع أن يقود نفسه ، بل يملكه هواه ، فينال كل ما يراه ، دون التمييز بين ملكه و ملك غيره ، لا يفرق من مصلحة و مضرة ، إذا رأى أمه و هو مخمور بالمخدرات ، ظنها زوجته ، و راودها ، و ضربها ليقع عليها عياذاً بالله ، و ربما ساوم على أخته ، فإذا تأخرت الجرعة ، ساومته العصابة التي كانت تروج من طريقه، على أخته أو ابنته ، فأعطاهم إياها لقمة سائغة لجريمة الاغتصاب و الفاحشة ، من أجل جرعة منها ، ففي الطب المعاصر ، بعد النظر و التحليل و التدبر الطبي العميق في أضرارها ، نتج عن تلك البحوث ، أنها تحدث : التهابات في خلايا المخ ، و تؤدي إلى تآكلها و تلفها ، فإذا تلفت خلايا المخ ، فكيف ترجع مرة أخرى! نسأل الله العافية ، تؤدي إلى اضطراب الإدراك الحسي ، وانخفاض المستوى الذهني و الكفاءة ، حتى في غير وقت التعاطي ، فليس أمرها كالخر ، تجد المخمور في وقت التعاطي يكون غير سوي ، لكن الذي يتعاطى المخدرات و هي أشد منها ، تجده حتى في غير وقت التعاطي ، لا يصلح أن يقود نفسه فضلا عن غيره ، تؤدي إلى الهلوسة السمعية و البصرية و العقلية ، تحديث اضطرابات شديدة في القلب ، ينتج عنها الذبحة الصدرية و توقف القلب فجأة-عياذاً بالله - ، تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي ، و تتلف الكبد ، و يتحول الشخص على إثر إدمانها إلى شخص عدواني ، بهيمي شهواني ، لا يشبه تلك الحالة التي كرمه الله عليه ، فقال : ( و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر ) و فضله سبحانه و تعالى بالعقل ، و حسن الهيئة و التصرف ، فتجد المخمور بالمخدرات المدمن عليها، له تصرفات مريبة غريبة غير متزنة ، و ارتعاشات مقلقة ، فيذهب عنه حسن القوام الذي خلقه عليه الرحمن سبحانه و تعالى ، و زينه بالعقل ، و قد أتلفه بيده ، توقّف غدة البنكرياس عن العمل ، و حينئد كيف يكون التوازن في سكر الجسم ، و تحول الشخص إلى الإنطوائية و العزلة ، يؤدي إدمانها إلى انتشار البطالة ، و تدمير المجتمع ، و لذلك و بحسب ما رفع من السلطات في بلادنا الآمنة ، لوحظ أنه قد حرص الأعداء من الرافضة و أذنابهم ، و من يتعاون معهم إلى التماوت و الحرص على صناعة الحيل لإدخالها لهذه الجزيرة ، بلاد التوحيد ، من طريق الموانئ ، المطارات ، من طريق البر ، و الحدود البرية، و صنعوا جميع الحيل الممكنة لأجل إتلاف شبابنا ، و هذا المجتمع ، الذي إذا تلف بالمخدرات ، فكيف يكون قوامه بعد ذلك ! فحكمها حينئذ عباد الله التحريم قطعاً ، بل هي في درجة التحريم أشد من تحريم الخمر ، بل إن ضرررها أشد من ضرر الخمر كما هو معلوم ، و يدل على التحريم لها - و قد يقول قائل : ما نصت الشريعة على تحريمها بذاتها، ما قال النبي لا تتعاطوا المخدرات - نعم لم يقل النبي - صلى الله عليه و سلم ذلك- لكن هذا المتكلم بمثابة من يحدث بدعة كالمولد و غير ذلك فيقول : النبي ما نهى عنها بذاتها ، فالشريعة إما أن تنهى عن الشيء بالنص ، أو يعرف بالاستنباط ، أو تضع قاعدة كلية في النهي عن ذلك ، مثل البدعة ، قالت : كل بدعة ضلالة ، فلا يجوز لأحد أن يحدث فيقول ، ما نهت الشريعة عن هذه البدعة ، كذلك الخمر ، فإن النبي - صلى الله عليه و سلم - فيما خرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عمر - رضي الله عنه- مرفوعاً ، قال : كل مسكر خمر ، و كل مسكر حرام ، و من شرب الخمر في الدنيا ، و هو يدمنها لم يشربها في الآخرة ، إذا هذه كلية و قاعدة يندرج تحتها تحريم كل ما يذهب العقل ، من خمر و مخدرات ، فكل مسكر حرام ، و أي تخمير للعقل يكون مثل المخدرات، خرج البهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال : قال رسول الله-صلى الله عليه و سلم - : أتاني جبريل فقال : يا محمد ! لعن الله الخمر و عاصرها و معتصرها ، و حاملها ، و المحمول إليه ، و بائعها ، و مبتاعها ، و ساقيها و مستقيها . فجزى الله خيرا حكومة هذه البلاد ، الطيبة ، بلاد التوحيد ، التي سخرت كامل الجاهزيات لمحاربة المخدرات ، سواءً الجمارك ، سلاح الحدود ، تحت إشراف مولاي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز ، و نائبيه ، و قد قبض على ملايين من هذه الحبوب التي تفسد الفرد و المجتمع ، فسخرت كل آلة يمكن تسخيرها في القبض على مجرمي التهريب ، و اتفق علماؤنا على تجويز أمر ولي الأمر -بعد دراسة العلماء - إلى تعزير مهربها إلى حد القتل ، نعم القتل ، لم يأت إلا في أشياء ذكرتها الشريعة ، مثل : ( الثيب الزاني ، و التارك لدينه المفارق للجماعة ) و ما ذكرت ، و لكن التعزير بالقتل ذهب إليه المحققون من أهل العلم ، و ذلك لأن النبي - صلى الله عليه و سلم- قد قال : لقد هممت أن آمر بالصلاة فأخلف رجلاً يصلي بالناس ، و أجمع حزما و أذهب إلى بيوت الذين تخلفوا عن الصلاة فأحرقها ، فالنبي - صلى الله عليه و سلم - لا يهم بمنكر ، فهم أن يحرق من لم يأت الصلاة ، و هذا تعزير بالقتل ، و لا يهم - صلى الله عليه و سلم - بمنكر ، و منعه - كما قال أهل العلم - : الصبيان و النساء و العجائز في البيوت أن يحرق عليهم بيوتهم - صلى الله عليه و سلم - ، فدل على جواز التعزير بالقتل ، و لقد رأيت إحدى عشرة نفساً أمامي شخصيّا تتطاير أمامي عن أبدانهم ، رؤوس الغدر ، فقد هربوا المخدرات إلى داخل هذه البلاد ، فرأيتهم يصطفون ، و رؤوسهم تتطاير من على أبدانهم ، رؤوس المكر و الغدر لهذه البلاد ، فنشكر الله ، و لا يشكر الله من لا يشكر الناس ، نشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين ، و من أعمالها الأوقاف ، فقد أمرت أن تكون الخطبة عنها ، و تكون مكتوبة لتسلم للأوقاف ، أسأله سبحانه أن يقي البلاد و العباد شر هذا الداء المستطير، و أن يحفظ شبابنا ، و يعز بلادنا بلاد التوحيد ، من مكر الكائدين ، و إجرام المجرمين ، و الحمد لله رب العالمين


الخطبة الثانية

إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله ، و حده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .
عباد الله ! اتقوا الله و حافظوا على هذه النعمة العظيمة : العقل . و اعلموا أن العقل هذا الذي خلقه الله لكم ، إما أن يكون حجة لكم ، أو حجة عليكم ، ألم تسمع لقول الله تعالى: و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل - يعني عندما تلي علينا العلم ، أتبعناه أم لا ؟ - و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ، ما كنّا في أصحاب السعير ، فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير . فتعاونوا عباد الله مع حكومة هذه البلاد ، لتطهيرها - بلاد التوحيد و الإسلام- مع رجال الأمن و المباحث ، في تخليصها مما يلج إليها ، مما يفسد عقول أهلها، فيعطلهم عن العمل ، بما مؤداه إتلاف و إهلاك مصالح العباد و البلاد ، بأن تبلغوا عن أي حالة تظهر لكم ، في الحي ، أو من مسلوك الولد ، أو ابن العلم ، أو الجار ، تدل على التعاطي ، و ذلك أن الجهات المختصة ستعتني بهذاا المدمن ، فقد أنشئت له مصلحة حكومية تامة تسمى بـ(مستشفى الأمل) ، تخلصه من هذا الداء العضال ، تدريجيا، و ترسل له المشايخ يعظونه و يصلحونه ، فلا تظن أنك بإبلاغك عن ابنك ، أو ابن خالك، أو جارك ، أنك تهدم مصلحته ، و تهدر رزقه ، كلا ! و اسمع إلى الذين تابوا في هذا المستشفى ، أسأل الله أن يؤيد حكومة هذه البلاد بنصره ، على هذه الجهود العظيمة، لتطهير العباد و البلاد من هذا الداء العضال .
أخيرا عباد الله ! لماذا سمى الصحابة الخمرَ بأم الخبائث ، كما سماها عثمان بن عفان الخليفة الراشد ، رضي الله تعالى عنه . و أشد منها المخدرات ، فقد خرج النسائي في سننه ، عن عثمان بن عفان ، أنه قال : إياكم و الخمر ، فإنها أم الخبائث ، ثم شرع يشرح لماذا هي أم الخبائث . قال : كانت هناك امرأة غوية ، و وضيئة جميلة ، أرسلت ، و قد تعلق قلبها بعابد ، فأرسلت إليه جاريتها ، مولاتي تريدك للشهادة ، فأجابها ، فجعل الرجل ، كلما يدخل من باب أغلق عليه ، فلم يشعر إلى و قد انتهى إلى تلك المرأة الوضيئة، و بجانبها إناءٌ من خمر ، و بجانب ذلك الإناء غلام ، فقالت له : ما دعوتك للشهادة و الله ، دعوتك لتقع علي عياذاً بالله ، أو تشرب من هذا الكأس خمرا ، أو أن تقتل الغلام ، فرأى المسكين أن أسهل ذلك أن يشرب الخمر ،قال أعطوني كأس خمر ، فشرب فقال : زيدوني ، فشرب حتى ثمل ، فزنى بالمرأة وقتل الغلام ، فحينئذ بين عثمان بهذه القصة لم تسمى الخمر بأم الخبائث ، و أن مدمنها إن كان مؤمناً ، إما أن يزجره إيمانه عنها ، أو هي مع الزمان ترفع الإيمان عنه ، نسأل الله العافية .
اللهم قنا شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، اللهم بلغنا رمضان ، و وفقنا فيه لحسن الصيام و القيام و صالح الأعمال، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم احفظ هذه البلاد من كيد الأعداء، اللهم أحص الحوثة الفجار عدداً ، و اقتلهم بدداً ، و لا تغادر منهم أحداً ، اللهم العن الرافضة ، اللهم عليك بهم ، اللهم عليك بهم ، و من يتعاون معهم ، و من يمكر بهذه البلاد تآخيا و استنصاراً بهم ، و الحمد لله رب العالمين

التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عمر القفاص ; 22-05-2017 الساعة 02:51AM
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خطبة الجمعة"استوصوا بالنساء خيرا " (لفضيلة الشيخ/ماهر القحطاني حفظه الله) أحمد بارعية قسم الخطب المنبرية 0 07-04-2017 08:27PM
خطبة الجمعة"شهر رجب وعِظم الذنوب والمعاصي فيه" (لفضيلة الشيخ/ماهر القحطاني حفظه الله) أحمد بارعية قسم الخطب المنبرية 0 31-03-2017 04:21PM
[صوتي] خطبة الجمعة 05 ربيع الثاني 1434هـ للشيخ ماهر القحطاني "حُـسـن الخُـلـق" أبو سارة جلال باطاهر قسم الخطب المنبرية 0 15-02-2013 02:51PM
[صوتي] خطبة الجمعة "أتقوا البدع وبدعة المولد" للشيخ ماهر القحطاني 6-3-1434هـ أبو سارة جلال باطاهر قسم الخطب المنبرية 0 24-01-2013 02:36AM
[صوتي] خطبة الجمعة "التهاون في الصلاة" للشيخ ماهر القحطاني 01-02-1434هـ أبو سارة جلال باطاهر قسم الخطب المنبرية 0 14-12-2012 04:16PM




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd