#35
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم ( تطريز رياض الصالحين) للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك (1313هـ 1376هـ وَقالَ تَعَالَى : ﴿ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [ النساء (65) ] . سبب نزول هذه الآية : أنَّ رجلاً من الأنصار خاصمه الزبير في شراج الحرة كانا يسقيان به كلاهما ، وكان الزبير الأعلى . فقال رسول الله ﷺ : « اسقِ يَا زبير ، ثم أرسل الماء إلى جارك » فغضب الأنصاري فقال : يَا رسول الله ، أن كان ابن عمِتك ، فَتَلَوَّن وجه رسول الله ﷺ ثم قال للزبير : « اسقِ ، ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجَدْر ، فاستوعى رسول الله ﷺ حينئذ حق الزبير ، وكان رسول الله ﷺ أشار على الزبير برأي أراد سعة له وللأنصاري ، فلما أحفظ الأنصاري رسول الله ﷺ استوعى للزبير حقه ، في صريح الحكم . قال الزبير : « والله ما أحسب هذه الآية إلا نزلت في ذلك ﴿ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [ النساء (65) ] . قال ابن كثير : يُقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة ، أنه لا يؤمن أحد حتى يُحكم الرسول ﷺ في جميع الأمور ، فما حكم به فهو الحق الذي يَجِبُ الانقياد له ظاهرًا وباطنًا . كما ورد في الحديث : «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به » . وَقالَ تَعَالَى : ﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾ [ النساء (59) ] . قَالَ العلماء : معناه إِلَى الكتاب والسُنّة . وَقالَ تَعَالَى : ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله ﴾[ النساء (80) ] . أي : من يطع الرسول فيما أمر به فقد أطاع الله ؛ لأنَّ الله أمر بطاعته وإتباعه . وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [ الشورى (52) ]. يعني : دين الإسلام . وَقالَ تَعَالَى : ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [ النور (63) ] . في هذه الآية : وعيد شديد لمن خالف أمر النبي ﷺ ، إما فتنة في الدنيا أو عذاب في الآخرة . وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ ﴾ [ الأحزاب (34) ] . في هذه الآية : أمرٌ لنساء النبي ﷺ أن لا ينسيَنَّ هذه النعمة الجليلة القدر وهي ما يُتلى في بيوتهن من كتاب الله تعالى ، وسنَّة رسوله ﷺ . والآيات في الباب كثيرة . أي : في باب المحافظة على السنة والاقتداء به ﷺ واتباعه . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله- | ام عادل السلفية | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 70 | 22-01-2015 03:24AM |
مشكلة الطلاق والزواج بنية الطلاق والاختلاع عند بعض الصالحين والصالحات | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر أصول الفقه وقواعده | 1 | 09-09-2011 07:14AM |
مجاهدة النفس §من كتاب رياض الصالحين § | أم العبدين الجزائرية | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 1 | 09-04-2010 05:44AM |
شرح مسائل الجاهلية | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 8 | 25-10-2007 06:33PM |