الشيخ ربيع ونصحه لمن اكثر من الاخوان من مسائل الجرح وكتب الردود دون التفقه

[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم

تنبيه وقفت على نصح من الشيخ ربيع رعاه الله رشيد فلاتكن عنه ياسلفي بعيد واحذر التاويلات الفاسدة

قال امام الجرح رفع الله قدره

ليقرا طالب العلم كتب الردود
ليميز بين الحق والباطل ولايلتفت للمشغبين من اهل البدع الذين منعوا القراءة منها
ولكن لايصرف لها الوقت كله فلو كان عنده عشر ساعات يجعل ساعة
يقرأ كتب الردود وتسع لطاب العلم

انتهى كلامه مختصرا بتصرف لم يخرج عن المعنى



وقياسا على تنويره رفع الله قدره




اقول لاخواني ناصحا بادئا بنفسي
اذا جلست مع اخوانك من اهل الحديث السلفيين


فتفقهوا وثوروا القران كما قال بن مسعود
اتلوا ايات الله وانقلوا تفسير السلف وادرسوا السنة حتى لاتقعوا فيما وقع فيه اهل البدع فانهم لما اغفلوا السنن فلم يدرسوها

وقعوا في البدع


تناقلوا الفوائد المسموعة عن العلماء الراسخين ومن اثنى عليهم اكابرنا من حملة العلم
لايجعل كل المجلس او اكثره في الجرح وقال فلان ورد فلان على فلان
بل اتبعوا السلف فماكانت كل مجالسهم جرحا بل تذكير بالتوحيد والسنن واحكام الدين
والخلاق الكريمة وقصص الانبياء وفضائل قيام الليل
وحضور صلاة الفجر في جماعة


فان النفس له شر والنبي صلى الله عليه وسلم في كل خطبة كان يستعيذ من شرها
لخطرها فاحذرها ياصاحب السنة

فهي تنشط عند الجرح


ان لم تسعفها بالضبط
وخشية الرب
وعقابه والقبرواليم

عذابه سبحانه لم

اجترا على معصيته اكثر من التعديل والثناء

لمعاني


اولا :انها تطلب العلو في الارض
فتنسل من اللسان كلمات الجرح
ان لم يزكي نفسه انسلالا
حتى يقال انتي ارفع قدرا وعلما وفضلا مماجرح

فلينتبه وليخلص النية ويكون
قصده بالجرح ونقله النصح ورفع الجهل وموافقة مراد الرب القائل ليميز الخبيث من الطيب

وقول رسوله الدين النصيحة



ثانيا :لان في الجرح ذكر غرائب سير وقصص الخلق والنفس تنشط لهذا اشد النشاط فليحذر فليس المقصود التلذذ بالاخبار والسقطات لانها تتعزى عن اخطائها وسقطاتها بذكر سقطات الخلق
بل لتكن النية صادقة على ماتقدم
لتنال حظها من نعيم الاخرة بعبادة النصح
والتي هي وظيفة الرسل اصلا عليهم صلوات الله وسلامه
فاهل النصح هم الذين وصفهم الله
في ال عمران
الذين يامرون بالقسط من الناس
فدل على تميزهم وان ليس كل الناس مثلهم في الفضل والقسط العدل وهذا عام في كل مايسمى عدل وهو ماامرت به الشريعة

بخلاف مايقوله المبتدعه انهم جعلوا النصيب من الامر بالقسط بالنصح وبيان حال اهل البدع جور وظلم والزموا ذكر الحسنات خلافا لما اجمع عليه السلف
من ان العدل في اهل البدع ذكر مساوئهم تحذيرا من غير اشتراط ذكر المحاسن
كما قال عمر بن الخطاب لاتجالسوا صبيغا ولم يذكر حسنة واحدة
الا في اهل الحديث يرد على خطاه ويبقي كرامته ومكانته كما ردت عائشة بتحفظ على مكانة ابن عمر يرحم الله اباعبدالرحمن لعله نسي
او كما قالت




ثالثا : ان في ذكر الجرح والسقطات
وتعود اللسان ان لم يكن معه مراقبة حسنة
يجعله يمتد الى مالايجوز اذا غفل عن المجاهدة وضبط النفس بالنية الصادقة
فمن اصلح اول عمله صلح له اخره
ومن افسده ببدعة او رياء وسمعه فسد عليه اخره
والنار حفت بالشهوات




الرابع : أن النار حفت بالشهوات فستنشط النفس حينئذ الى استسهال التخوض في الاعراض
بخلاف الثناء على من يستحق الثناء
والذب عن عرض العلماء فانه طريق للنجاة ودخول الجنة
والجنة حفت بالمكاره فلن يجد نشاطا في الذب عن اخوانه من حملة العلم
فعليه ان يراغمها ويصدق مع الله وينصح لاخوانه ومشايخه من اهل الحق ممن وقعت منهم سقطات قابلة للتاويل ان عرفوا بموافقة السلف في اصولهم وتدينهم ودعوتهم
بالذب عن
اعراضهم ويتغافل عن حظوظ النفس وشحها وليجاهد المكاره التي حفت الجنة بها والتي تمنعه من الدفاع وحسن الثناء


فقد جاء في الحديث من ذب
عن عرض اخيه وقاه الله النار




الخامس : حظ الشيطان من النفس
والذي يجري من ابن ادم مجرى الدم
وهو يعلم ان السقطة لولد ادم في باب الغيبة
احب اليه من كثير من الابواب
لعظمة الاثم
فانه ينشط للوسوسة لافساد نيته
فيكون الجرح تفكها او طلبا للعلو

او اظهار النفس سمعة بمظهر الناصح لنيل الشهرة والمكانة العالية في قلوب الخلق
فليجاهد نفسه في باب اتباع خطوات الشيطان وليذكر قول الرحمن
ياايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولاتتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين انما يامركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله مالاتعلمون





السادس : انه محل نشاط عند الشيطان ان يولجه باب الجرح بغير علم بالوسوسة لما تقدم فيبدع بلا ضابط
وينتقد بلافهم وينقل عن المشايخ بلاحكمة
حتى بلغني انكار الشيخ ربيع الشديد
ان يحدث في مجلس خاص فيسجل كلامه وينشر بلا اذنه
وحق للشيخ لدخوله



تحت باب
من خص بالعلم قوما دون اخرين خشية الا يفهموا
ولكن نشاط النفس لطلب العلو والتسرع والعجلة


وحظ الشيطان ينسي الحكمة في هذا الباب
وفي الحديث العجلة من الشيطان




السابع : ان من مقاصد الشيطان انساء العلم وتنسخه
فهو ينشط لتسغترق اوقات المبتدئين
فيلهيهيم عن سماع اخبار التوخيد والسنن


فيشابهوا من وجه الحزبيين المشتغلين بالسياسة مع الفارق
فيصبح صاحب الحديث المبدا لايعرف مسائل الاعتقاد والتاصيل في المنهج واحكام حتى الطهارة ومبادي العلم



فاذا تنسخ العلم ظهر الشرك
كما دل عليه اثر ابن عباس
في قصة ود وسواع ويهوق ونسرا
وكيف انه لما تنسخ العلم هجم الشبطان عليهم وجعلهم يشركون
فتسال البعض اليوم متى يكون الشرك في الخوف اكبر ومتى يكون اصغر فلاتجد جواب انشغل ربما بمالايحسنه
وهل يلزم نية مجملة في الوضوء ام كل عضو له نية
فلاتجد جواب محكما الا الحيرة




الثامن : انه ينشط في هذا الباب عدو الله ليوقع الكلام فيه بغير نية صادقة او غير علم فتذهب بركة النصح ويصبح غيبة يتمزق على اثرها الصف السلفي
فلابد من الحذر ومراقبة القلب عند ولوج هذا المزلق الخطير
بان يصدق الجارح والناقل للجرح
مع ربه ويجاهد شيطانه ونفسه الامارة لتخلص دينها لله لطلب الاخرة

التاسع : ان العلماء اجازوا الجرح بقدر الضرورة وهي التحذير كما ذكره المزي
فمن سخر بشكل المبتدع وصوته وصورته
فقد سخر بالخالق

فقولهم لاغيبة رحمهم الله

لمبتدع في التحذير من بدعته

وخطاه وغفلته عن السنة في في خلقته ومشيته وبطنه

فيكون مجلس فكاهة

فيخرج عن المقصود فليحذر صاحب السنة
فقد سمعت البعض يقلد حركات المبتدع ويسخر في امر لايتعلق ببدعته
ويضحك الناس

فالشيطان يفتح تسعة
وتسعين بابا للخير

ليوقع المكلف في باب من الشر
وقد جاء في ذم السخرية والغيلة ماقد علمتم


ويكفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن هو من اعدل اهل الارض واصلحهم
لقد قلت

كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته
اي افسدته
كل البحار والمحيطات الله اكبر مااعظم جرم الغيبة


فلاتفرح المبتدع ياصاحب السنة بالخذ من حسناتك
اذا خرجت غيبتك

له على غير مقصود

الشارع من اردة التقرب للرب بالنصح لتحذير الخلق
بعلم وحكمة تامتين
ولذلك يقال لايتكلم في الرجال الاتام العلم تام الحكمة والتؤدة من اخلاق النبوة


اللهم اعصم الستنا من الزلل والفتن وقلوبنا من الرياء ومقاصد السوء يارب الارض والسماء


كتبه ابو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني