بسـم الله الرحمن الرحيم
فائدة مقتبسة من شرح فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله الفوزان لرسالة الأصول الثلاثة ،
الطبعة الأولى للعام 1429هـ لدار الفرقان بالقاهرة .
يقول الشيخ في معرض شرحه لـ ((
الصبر على الأذى فيه )) :
قوله : الصبر على الأذى فيه : معلوم أنّ من دعا النّاس وأمر بالمعروف ونها عن المنكر ، فإنّه سيتعرّض للأذى من الأشرار ؛ لأنّ كثيرًا من النّاس لا يريدون الخير بل يريدون الشهوات والمحرّمات والأهواء الباطلة ، فإذا جاء من يدعوهم إلى الله ، ويردّهم عن شهواتهم ، فلا بدّ أن يكون منهم ردّ فعلٍ بالقول أو بالفعل ، فالواجب على من يدعو إلى الله ويريد وجه الله أن يصبر على الأذى ، وأن يستمرّ في الدعوة إلى الله ، وقدوته في ذلك الرسل عليهم الصلاة والسلام وخيرتهم وخاتمهم محمد صلّى الله عليه وسلّم .
ماذا لقيَ من النّاس ؟ وكم لقيَ من الأذى بالقول والفعل؟
قالوا : ساحر وكذّاب ، وقالوا : مجنون ، وقالوا فيه الأقوال التي ذكرها الله عزّ وجلّ في القرآن ، وتناولوه بالأذى ، قذفوه بالحجارة حتّى أدموا عقبه صلّى الله عليه وسلّم لمّا دعاهم إلى الله عزّ وجلّ ، وألقوا سلا جزور على ظهره وهو ساجد عند الكعبة ، وتوعّدوه بالقتل وهدّدوه ، وفي غزوة أُحُد جرى عليه وعلى أصحابه ما جرى ، عليه الصلاة والسلام ، كسروا رباعيّته وشجّوه في رأسه صلّى الله عليه وسلّم ، وقع في حفرة ، وهو نبيّ الله كلّ هذا أذى في الدعوة إلى الله عزّ وجلّ لكنّه صبر وتحمّل عليه أفضل الصلاة والسلام ، فلا بدّ للذي يقوم بهذه الدعوة أن يتعرّض للأذى على حسب إيمانه ودعوته، لكن عليه أن يصبر ، ما دام أنّه على حقّ فإنّه يصبر ويتحمّل ، فهو في سبيل الله وما يناله من الأذى فهو في كفّة حسناته أجر من الله سبحانه وتعالى.