|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الرد على أبي المنذر الشنقيطي في قوله بنصرة مظاهرات مصر وأن الذي يموت فيها شهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فإنه مما ابتليت به الأمة المسلمة اليوم أن ركب في بحارها المتلاطمة بالفتن واختلاط الأمور رؤوسا جهالا كراسي وهمية لافتاء الناس بالهوى في دين رب البرية بلاركن وثيق من العلم أو قواعد في العلم سوية بل تقمصوا من خلالها شخصية العلماء الربانيين الذين هم لهذه الأمة هم الناصحين و الذين هم في العلم راسخين فنصبوهم الجهال بحسن الثناء ونصبوا أنفسهم موقعين بغير علم عن رب الأرض والسماء فويل لهم مماكتبت أيديهم وويل لهم ممايكسبون وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل كما روى البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا فصورا الانتحار وقتل النفس شهادة في سبيل الله وصوروا الخروج على أئمة الجور ممن لم يحكم العلماء بكفره انكار منكر ومن مات في تلك المظلمة شهيد وصورا منهج الخوارج أنه رفع للظلم وتغيير لواقع الناس وخاضوا بغير علم وجنحوا عن الحق بغير فهم لدين السلف وعدم قناعة له بل ذم لمن يتبعهم ووصف له بالعاجزين والذين لافائدة منهم ولانصرة لدين الله حتى لورأوا الكعبة تفجر بالقنبلة الذرية كذا زعموا وكأنهم غفلوا أن الله لاينصر إلا من نصره وليس الذي ينصره بحامل للسيف الأهوج الذي لايزنه بميزان عمل السلف فقد حملت الخوارج السيوف وهم يريدون التغيير وقتلوا أهل الاسلام وتركوا أهل الأوثان وسماهم النبي صلى الله عليه كلاب النيران فما أغنت عنهم سيوفهم والتي حملهم على رفعها البدعة لاالسنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في صحيح مسلم اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك فلم يقل ان فعلوا كذلك وضيقوا عليكم فاخرجو وظلموا في عهد الحجاج فما خرجوا ولاتظاهروا ولاشغبوا ولالأنفسهم قتلوا بل صبروا لأن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسر كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم فنصرة الله هي التي تغير الواقع كما غيرته في غزوة الاحزاب فنصروا الله بترك المواجهة لأن ذلك في حقهم اتباع لامر الله فنصرهم الله بالريح من غير سيف ولارمح ولادرعان ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه فمن أولئك الرؤوس المسمى بأبي المنذر الشنقيطي وهو لمجيب: عن اللجنة الشرعية في بعض المنابر البدعية في الشبكات فقال في فتواه بسم الله الرحمن الر حيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : فقد ذكرت حكم هذه المسألة في مقال : "ثورة ضد مبارك" فقلت هناك : (إنما يحصل اليوم في بلاد الإسلام من ظلم وبغي وفجور داخل في دائرة الظلم الذي شرع الله لعباده التصدي له.. قال تعالى في وصف أهل الإيمان : {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى : 39]. وقال في إقرار المظلوم على رفع الظلم ودفعه : {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} [الشورى : 41] وقال عليه الصلاة والسلام : (قاتل دون مالك حتى تحوز مالك، أو تقتل فتكون من شهداء الآخرة) صحيح (رواه الإمام أحمد والطبراني). وقال عليه الصلاة والسلام : (من قتل دون مظلمته فهو شهيد ) رواه أحمد عن ابن عباس . وقال عليه الصلاة والسلام : «من قتل دون ماله فهو شهيد ».أخرجه مسلم. وقال عليه الصلاة والسلام : (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم وليأطرنه على الحق أطرأ أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض وليلعننكم كما لعنهم) رواه الطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في السنن . وقال عليه الصلاة والسلام : (كيف تقدس أمة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم؟) رواه ابن حبان والطبراني . وقال عليه الصلاة والسلام : (إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له إنك أنت ظالم فقد تودع منهم) رواه احمد والبيهقي . قال البيهقي تعليقا على هذا الحديث : (قال أحمد و المعنى في هذا : أنهم إذا خافوا على أنفسهم من هذا القول فتركوه كانوا مما هو أشد منه و أعظم من القول و العمل أخوف و كانوا إلى أن يدعوا جهاد المشركين خوفا على أنفسهم و أموالهم أقرب و إذا صاروا كذلك فقد تودع منهم و استوى وجودهم و عدمهم) شعب الإيمان - البيهقي ) اهـ الاستشهاد . -ويجب أن نعلم أن إزاحة النظام الحاكم في مصر أمر قد يستعصي على أكبر المنظمات الجهادية,فلو نجح هؤلاء المتظاهرون في إسقاطه لكان ذالك نصرا عظيما للإسلام والمسلمين .. وقد ظهر مدى الاهتمام الغربي الشديد بهذا النظام وتخوفهم من سقوطه ..فالحكومة الأمريكية تابعت ما يحدث باهتمام شديد ولم تكف عن التعليقات وكأن الأمر يتعلق بشأن من شؤونها الداخلية !! وهذا يظهر مدى شدة اعتمادهم على هذا النظام !ولهذا فهم يقومون اليوم بتلميع البرادعي ليكون العميل المنتظر ,كمايقومون بمحاولة التمكين لبطانة مبارك الذي شعروا بأن زواله وشيك .. وإذا سقط النظام المصري بإذن الله فسوف يفقد الغرب عميلا مهما من أهم العملاء الذين كان يعتمد عليهم .. وإذا سقط النظام المصري بإذن الله فسوف تختلط الكثير من الأوراق على الحكومة الأمريكية وسوف تضطر إلى التعامل بطريقة جديدة مع شعوب المنطقة .. وإذا سقط النظام المصري بإذن الله فسوف يتغير الكثير من ظروف وأحوال العالم الإسلامي .. وإذا سقط النظام المصري بإذن الله فربما تسقط بسقوطه عدة أنظمة أخرى .. وإذا سقط النظام المصري بإذن الله فربما يحدث على مستوى المنطقة زلزال كبير شبيه بغزوة الحادي عشر من سبتمبر .. وإذا سقط النظام المصري بإذن الله فذالك يعني أن إسرائيل فقدت حارسا من أهم حراسها .. فالقضية مهمة وجوهرية وحساسة ليس بالنسبة لمصر وحدها وإنما بالنسبة للعالم الإسلامي كله ..فنحن أمام لحظة تاريخية ومرحلة حاسمة في تاريخ الأمة الإسلامية .. القضية بالنسبة للإخوة المصريين اليوم تعني انتزاع الكرامة والعزة والحرية والتخلص من عملاء الغرب ، وتعني ميلاد حقبة جديدة تمتلك مصر فيها إرادتها وتحقق ذاتها وانتماءها ..لدينها وشريعة ربها وأمتها وهي بالنسبة للغرب تعني هزيمة خطيرة وفقدان نظام عميل هو من أهم العملاء في المنطقة وخروج البلاد من قبضة يدهم .. وهذا هو ما يفسر تعلقهم الشديد ببقاء مبارك في السلطة ولولا هذا الدعم الذي يلقاه من طرفهم لما تجرأ على تحدي الجموع الغفيرة التي تصر على رحيله وترفض بقاءه في السلطة .. إن الإخوة المصريين اليوم بتصديهم لهذا النظام وإزاحته يصنعون نصرا كبيرا لبلدهم وللإسلام والمسلمين .. فهم يقفون اليوم في رباط عظيم .. ولو كان بعض المجاهدين اليوم موجودا في مصر لكان من أفضل جهادهم المشاركة في هذه الثورة المباركة .. ولو سئلت عن قيام عشرة بل مائة من خيرة المجاهدين بعملية استشهادية يقتلون فيها جميعا من أجل أن يهلك مبارك ونظامه لما رأيت في ذالك بأسا لما يترتب عليه من مصلحة للإسلام والمسلمين وهزيمة لأعداء الدين . وكم تمنينا أن نكون بين أظهر الإخوة في مصر حتى نحظى بشرف المساهمة في إسقاط هذا النظام ولو بشطر كلمة . فنسأل الله تعالى أن يتقبل كل الشهداء الذين سقطوا في مواجهة هذا الطاغية وأن يرزق أهلهم الأجر والصبر والسلوان . إن هؤلاء المتظاهرين الذين خرجوا في الشارع اليوم يرددون شعار : "الشعب يريد إسقاط النظام" قد توصلوا في الحقيقة إلى النتيجة نفسها التي توصلت إليها الجماعات الجهادية منذ عقدين من الزمن وهي ضرورة التخلص من هذه الأنظمة واعتبارها امتدادا للغرب .. وها هو الشعب اليوم يخرج إلى الشارع ليواجه الشرطة نفسها التي اتخذ المجاهدون منذ عقدين من الزمن القرار بضرورة مواجهتها ..ويقومون بحرق سياراتها وتحطيم مقراتها .. لقد كانت هذه المدة كفيلة لتتحقق الجماهير المسلمة من صواب القرار الذي اتخذه المجاهدون : ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا *** ويأتيك بالأخبار من لم تزود مع العلم أن الجماعات المجاهدة في مصر صرحت بأنها لم تلجأ إلى قرار مواجهة النظام إلا بعد أن اضطرت إليه بسبب تضييق الخناق عليها تماما كم اضطرت الجماهير اليوم إلى مواجهة النظام بسبب تضييق الخناق عليها. وها هو النظام اليوم حتى بعد انفلات الأمن وخروج الأمر من يده يصف الشعب كله بأنه مجموعة من البلطجية الخارجة على القانون ! تماما كما قال عن المجاهدين من قبل بأنهم جماعة من المخربين الإرهابيين الخارجين عن القانون ! - وإني لأستغرب من كل من يتحرج من الخروج في هذه المظاهرات ! إذا كانت هذه الأنظمة المبدلة لشرع الله والمفسدة والطاغية يشرع الخروج عليها وقتالها بالسيف كما هو شأن كل الطوائف الممتنعة عن شرع الله ، أفلا يشرع الخروج عليها بأي وسيلة أخرى كالمظاهرات شرعا .. وإذا كنا ندعي بأنا معذورون في ترك الخروج عليها لعجزنا فينبغي أن نعلم بأنا غير معذورين في ترك التظاهر ضدها لأن الميسور لا يسقط بالمعسور . وكيف يشرع لنا أن نخرج على الحاكم المحارب لدين الله بقوة السلاح ، ولا يشرع لنا أن نطالبه مجرد مطالبة بالتنحي عن السلطة ؟ إن بعض المنتسبين إلى منهج السلف اليوم أصبحوا وللأسف ينتهجون سلبية تجاه قضايا الأمة شبيهة بسلبية جماعة التبليغ التي لن تحدث أي تغيير في مسطرة عملها حتى ولو ضربت الكعبة المشرفة بالقنابل الذرية ! وقد حدث ما هو أعظم من ذالك فلم تتحرك هذه الجماعة .. لقد اعتدي على حرمات المسلمين ، وحرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة ولم تحرك الجماعه ساكنا . وهكذا فإن بعض المنتسبين إلى منهج السلف اليوم يعتزلون كل قضيا الأمة المسلمة ولا شأن لهم إلا بكتبهم وأوراقهم وحلقاتهم ، متجاهلين قول النبي صلى الله عليه وسلم : (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم). ويزداد عجبي من جرأة بعض الشباب غير الملتزمين وغيرتهم على الأمة ونصرتهم لقضاياها ، في حين أن بعض الشباب الذين يدعون بأنهم طلبة علم خيرون لا يرفعون بذالك رأسا ! وإن تكلموا أو شاركوا فحسبهم تحذير الناس من الفتنة وكأنهم لا يعلمون أن الناس غارقون في الفتنة ! وبعضهم يشاغب على المشاركة في التظاهر ضد هذه الأنظمة فيقول : - إذا أسقطتم هذا النظام فلن تحصلوا إلا على نظام علماني آخر لا يطبق شرع الله ! والجواب على ذالك أننا الآن نتحدث عن مسألة إزاحة النظام وهذا مطلب نتفق نحن وسائر الشعب حوله فينبغي أن نساهم في تحقيقه ، وبعد زوال النظام يمكن السعي إلى إقامة نظام جديد يحكم بشرع الله . فالمشاركة في إسقاط هذا النظام لا يعني إقرار ما سيتبعه من أنظمة مخالفة لشرع الله . فالأمر يتعلق بتقليل الشر وتحقيق ما يمكن تحقيقه من الخير .فالناس في ظلم وقهر واضطهاد يجب علينا المساهمة في رفعه .. السجون مليئة بالموحدين فيجب علينا المساهمة في فك أسرهم .. ويجب على كل المسلمين القنوت والدعاء من أجل سقوط هذا الطاغية ورحيله عن مصر الحبيبة.. اللهم أهلكه واقطع دابره اللهم اربط على قلوب الشباب المسلم الثائر في وجهه .. اللهم تقبل الشهداء واسكب على أمهاتهم وأخواتهم الصبر والسلوان .. اللهم أبرم لهذه الأمه أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويحكم فيه بشريعتك والله اعلم والحمد لله رب العالمين أجابه، عضو اللجنة الشرعية : الشيخ أبو المنذر الشنقيطي
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|