|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إتحاف الخلان بكلام أهل العلم في قاعدة الأقران
إتحاف الخلان بكلام أهل العلم في قاعدة الأقران بسم الله الرحمن الرحيم إن قاعدة " كلام الأقران يطوى و لا يروى " قاعدة صحيحة معروفة مشهورة عند أهل العلم ،إلا أنها أصبحت في الآونة الأخيرة مما يحتج به أصحاب التمييع و أهل الأهواء في عدم الرد على المخالف،و هو أصل من أصول هذا الدين،فصارت كلمة حق أريد بها باطل، و هذا بعض كلام أهل العلم في بيان هذه القاعدة و ضوابط تطبيقها، غفر الله لنا و لهم. العلامة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله السؤال: هل كلام الأقران في بعضهم يُردُّ مطلقًا ؟! الجواب: القوم يَبْغُونَ بعد أن يموتوا يُتَكلَّم فيهم، قد شَبِعُوا ولعبوا وعبثوا بأموال النَّاس، سهل حينئذٍ لو تكلّم فيهم بعد موتهم، فما يُحبّون أن يسمعوا التّجريح فيهم وهم أحياء، من أجل هذا يقولون: كلام الأقران. مع أنَّ كلام الأقران أبلغ وأعرف وأعلم من كلام من أتى بعدهم بقَرنين. فالذي هو معاصر يعرف صدق الرّاوي من كذبه، ويعرف أيضًا ما هو عليه من الضعف ومن سوء الحفظ. وأمّا الذي هو متأخِّر، فكيف يفعل؟ إن وجد له سند إلى ذلك الرَّاوي وإلاّ جمع أحاديث الرّاوي وعرضها على أحاديث الحفّاظ، فإن وافقت أحاديث الحفّاظ قبله ووثَّقه، وإن لم توافق أحاديث الحفاظ ضعّفه وردّها. فالمهم أنّ جَرْح الأقران هو أَبْلَغُ، والذي يُردّ هو النادر، إذا علم أنّ هناك بينهم عداوة من أجل التنافس، أو من أجل الدُّنيا، أو من أجل أيِّ عداوة، فهذا ربّما يقال عنه: إنه من رواية الأقران، كما حصل لأبي نُعيم(1)، وابن منده(2)، وغير واحد من العلماء، ويقول الحافظ الذهبي: “هو من رواية الأقران لا يلتفت إليه”(3) أمّا أن نقول: كلام يحيى بن معين في عمر بن هارون البَلْخِي ليس بصحيح! (4) ونقول: كلام الإمام أحمد في يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني: “إنَّه كان يكذب جهارًا” ليس بصحيح! (5)، فهذا كله باطل. اقْرَءوا، اقرءوا –يا إخوانء كتبَ التراجم تجدونهم يقول أحدهم: “قدمت إليه فوجدته يحدّث بأحاديث لم يسمعها فضربت على حديثه”، وبعضهم يقول: “فلم أسمع منه”. فالمهم أنَّ الإخوان المفلسين، وأصحاب “جمعية الحكمة” و”جمعية الإصلاح”، وكذلك “جمعية الإحسان” ليسوا من أهل هذا الفنِّ، إذا قدحوا في عالم فهم يقدحون فيه من أجل الدُّنيا. أمَّا أهل العلم إذا قدحوا فيهم، فكلامهم فيهم مؤثِّر بحمد الله، والله المستعان. وأنا أقول لكم: لو يمكن أن يشتروا سكوتنا بالملايين لفعلوا؛ ولكن هيهات هيهات أن نسكت على باطل(6). فقد كان ابن الجوزي وغيره يقول: “لا يتسنَّى لكم الكذب على رسول الله ءصلى الله عليه وسلمء وأنا حيٌّ”(7). اهـ السائل: إذًا فكلامهم في أهل العلم من الكلام المردود؛ لأنّهم تكلّموا لشيئ في نفوسهم. الشيخ: نعم، كلامهم مردود؛ لأنّهم يريدون أن يدفعوا أن يدفعوا كلام أهل العلم لشيئ في نفوسهم حتّى لا يقبل كلام أهل العلم فيهم. السائل: وهل يعتبرون من أقران أهل العلم أصلاً؟(8) الشيخ: هم يعتبرون من أقران أهل الدرهم والدينار، من أهل التجار والتلبيسات وغيرهم، وإلا فليسوا أهلاً لأن يقبل كلامهم، وهو مردود –يا إخوان- ماله أثر؛ ولكن الأسئلة تتكرَّر في هذا، وإلا فنحمد الله، قد أعطيناهم قسطهم، وقد عرفهم النّاس من بريطانيا، ومن أمريكا، ومن فرنسا، ومن ألمانيا، قد عرفوهم أنهم مبتدعة، وعرفوا أهل السنة والله المستعان. الحواشي: (1): هو الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصفهاني الصُّوفي صاحب الحلية ترجمه الذهبي في (السِّير) من الطبقة الثالثة و العشرين برقم (4194). (2): وهو الإمام الحافظ الجوَّال محدِّث الإسلام أبو عبد الله محمد بن إسحاق، ترجمته في (السير) (17 /28). (3): قال الذَّهبي -رحمه الله-: “أقذعَ الحافظ أبو نعيم في جرحه؛ لما بينهما من الوحشة، ونال منه واتّهمه فلم يلتفت إليه؛ لما بينهما من العظائم، نسأل الله العفوَ، فلقد نال ابن منده من أبي نُعيم وأسرف أيضًا” اهـ من ترجمة ابن منده من “الميزانِ”. وفي “السِّير” (17 /34) بعد أن ساق الذهبيُّ كلامَ أبي نُعيم المقذِع قي أبي عبد الله ابن مندَه، قال: “لا نَعبأُ بقولك في خصمك للعداوة السَّائرة، كما لا نسمع أيضًا قوله فيك، فلقد رأيت لابن منده حَطًّا مُقْذِعًا على أبي نعيم وتبديعًا، وما لا أحبُّ ذكره، وكلٌّ منهم فصدوق في نفسه، غير متَّهم في نقله، بحمد الله). اهـ قلتُ –أبو رواحة-: لأنَّ مثل ما بينهم من كلام الأقران الذي يطوى ولا يُرْوَى. (4): فقد تنوَّع جرح ابن معين له؛ ومن ذلك قوله فيه: “ليس بشيئ، ليس بثقة، ضعيف، كذّاب، كان يكذب …” إلخ، كما في “تهذيب الكَمَال” و “سِيَر أعلام النبلاء” (9 /272). قلت –أبو رواحة-: لم يتفرد ابن معين بتضعيفه؛ بل ضعَّفه جماعة منهم: أبو نعيم، وابن المديني، والدّارقطني، وغيرهم كما في ” السِّير”. (5): قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: “إن ابني أبي شيبة يقدمون بغداد فما ترى فيهم؟ فقال: جاء ابن الحماني إلى هاهنا فاجتمع عليه الناس وكان يكذب جِهاراً …” اهـ “السير” (10 / 530). (6): ومقالته –رحمه الله- تذكّرني بمقالة شيخ الإسلام أبي إسماعيل الهَروي، حين قال “عُرضتُ علي السَّيف خمس مرَّات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبك؛ لكن يقال لي: اسكت عمَّن خالفك، فأقول: لا أسكت” اهـ “السيّر” (18 / 503). (7): لم أرهُ من قول ابن الجوزي، وإنّما الذي رأيته بمعناه من قول الدارقطني: “يا أهل بغداد، لا تظنُّوا أنَّ أحدًا يقدر أن يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا حيُّ”. اهـ من “فتح المغيث” للسّخاوي (1 / 260). (8): وإن تعجب فَعَجَبٌ أكبر أن تعلم أنَّ صاحب هذه المداخلة هو أحمد بن منصور العديني، الذي كان يرى أنَّ كلام أصحاب الجمعيات وأهل البدع لا يعتبر من كلام الأقران للعلماء، ثمّ لو فتّشت عن حاله الآن وجدته واحدًا من ألئك الذين جعلوا أنفسهم من أقران العلماء في فتنة أبي الحسن من أجل الدِّينار والدِّرهم، فتغيرت أقوالهم وأحوالهم، وساءت مقاصدهم ومناهجهم، نسأل الله العافية. المصدر: الرد الوجيه على أهل بيت الفقيه للشيخ مقبل –رحمه الله- باعتناء أبي رواحة صفحة 36 و سئل رحمه الله :" قولهم: (فلان يأخذ من كل أحد)، وأيضًا: (فلان حاطب ليل)، هل بين هذين القولين فرق؟ وما معنى قول مطين في محمد بن أبي شيبة: (عصا موسى تلقف ما يأفكون)"؟ الجواب: الظاهر أنّها بمعنى واحد، وقول مطين في محمد تحمل على الجرح لأنه يتكلم على محمد بن أبي شيبة، ومحمد يتكلم في مطين، ولا يقبل كلامهما في بعضهما لأنه من كلام الأقران. فائدة حول رواية الأقران: جرح الأقران أثبت من غيرهم، لأنّهم أعرف بقرنائهم، فهي مقبولة إلا إذا علم أن بينهما تنافسًا وعداوةً سواء لأجل دنيا، أو مناصب، أو خطأ في فهم، ويريد أن يلزم الآخر بخطأ فهمه. فينبغي أن تعلم هذا ولا تصغ لقول المبتدعة والحزبيين والديمقراطيين: أن كلام الأقران ليس مقبولاً على الإطلاق. أسئلة في المصطلح من أبي الحسن (السؤال123) العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله يقول السائل: أحسن الله إليك صاحبالفضيلة : الآن كلما رد عالم على آخر أخطأ قالوا : هذا كلام الأقران يطوى ولا يروى، ما رأيكم في هذه القاعدة ؟ وهل هي على إطلاقها؟ الشيخ: أنا بينت لكم، يجب بيان الحق،يجب بيان الحق ورد الخطأ، وما نجامل أحداً، ما نجامل أحداً، نبين الخطأ وندل على الحق الذي يقابله، ولا لنا شأن بفلان أو علان، نعم. فلا يجوز السكوت، لأننا لوتركنا هذا الخطأ والخطأ الثاني والخطأ الثالث كثرت الأخطاء وصار الناس يظنون أنسكوت العلماء عنها يعتبرونه حجة. فلابد من البيان، لاسيما إذاكان هذا الذي أخطأ قدوة - يتخذه الناس قدوة - أو له رئاسة فالأمر أخطر، فيبين، يبينخطأه عَلَشَانَ ما يغتر به، نعم. يقال تروى ولا تطوى !! ما يقال هذا ! هذا كلام باطل، الي تروى ويُرَدُّ عليه، والذي يزعل يزعل والذي يرضى يرضى، لأن هدفنا الحق، ما هدفنا التعرض للأشخاص أو التنقص للأشخاص. نعم العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله : السائل:ما تعريف الأقران في علم الحديث؟و هل إذا طبقت قاعدة :كلام الأقران يطوى و لا يروى، أعددنا ذلك التطبيق طعنا في الشيخين؟ الشيخ : أي شيخين؟البخاري و مسلم؟ [..] ولا أبو بكر و عمر؟الشيخان مصطلح [..] أبو بكر و عمر ولا البخاري و مسلم..ها..أي شيخين؟آ شيخين متعاصرين..هذه قاعدة لا تطبق إلا في أضيق الحدود ،و إذا رأينا متخاصمين ،كل واحد منهم عندو هوى،فلا نقبل كلام أحد منهم في الآخر ،أما إذا [..] أحمد بن حنبل و يحيى بن معين و تكلموا في [..] الكرابيسي ،أو الحارث المحاسبي أقرانهما الذين عاصروهم،ما نقول هذا كلام أقران،نقبل كلام هؤلاء الأئمة بارك الله فيك ؛ في نقد و جرح مثال من ذكرنا ،و كتب الحرح و التعديل مليئة بالأقران،فلو أخذنا بهذه القاعدة ما قدمنا شيئا،فهذه يلبس بها أهل الباطل،[..] البعض يلبسون بها لإسقاط نقد أهل السنة في أهل البدع،فإذا كان واحد مبتدع ضال [..] بذاته نقول هذا أقران،[..] و لا ابن عثيمين على المالكي و أمثاله نقول [..] أقران؟كلام سخيف ! بارك الله فيكم،ومن يتكلم في الخميني نقول أقران؟ها.. من يتكلم في سيد قطب نقول أقران؟و هو يسب الصحابة و يطعن في الأنبياء و الخ [..] على أن نقد العلماء لأمثالهم الأصل أنهم يأخذوه من الكتب بارك الله فيكم،قال فلان في الكتاب الفلاني في الصفحة الفلانية،يعني كلام مدلل مثبت موثق،كيف نقول هؤلاء الأقران يلغى كلامهم؟ممن يسب أبو بكر و عمر مثلا و لا يسب عثمان و أنقل كلامه و أقدمه للناس تحذيرا من كتابه و من شخصه أيضا،يقال هذا كلام أقران؟هذه كلها من تلبيسات أهل البدع و الضلال، و من التمييع أيضا في نفس الوقت [..] التفريغ من هذه المادة ،ابتداء من الدقيقة 15 و 17ثانية العلامة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله "القدح له أسباب من الأسباب أن يكون هذا قرينًا لهذا وكون هذا قرينًا لذاك يجعل القد كح جهلاً لأن القرين يكون مع مُنَافِسِهِ القرين في تنافس، فربما أراد أن يقلبه أو أن يكون مُقَدَّمًا عليه فجعله ذلك يقدح. الإمام مالك تكلم في ابن أبي ذئب وابن أبي ذئب قال فيه الإمام مالك يستتاب مالك فإن تاب وإلاَّ قتل الإمام مالك أحد أئمة الإسلام وابن أبي ذئب ثقة غمام وهذا إمام وهذا إمام بينهم وما بين الأقران وقد قال ابن عبَّاس ما حاصله ((إنَّ العلماء أو قال نحوها ((إن العلماء ليتنافسون أو يتحاسدون كما تنافس وتحاسد التيوس في زروبها وهذا ظاهر بين فقد يكون قدح هذا في ذاك سببه أن هذا قرين لذاك والمؤمن المسدد الورع يحب من ينصر دين الله يحب من يقول الكلمة ول كان مامعه إلاَّ واحد أو ليس معه أحد، وذاك معه أمم من الناس المهم أن يكون دين الله جلّ وعلا منصورًا وأن تكون الكتاب والسنة منشورًا بين الخلق ليس اتمهم أن يكون هذا أكثر أو أنا عندي أكثر وذاك أفرح يخطئه، بل أفرح بصوابه ولو لم يكن معي أحد وأحزن لخطئه ولو كان معي أمة من الناس لهذا من أسباب القدح أن يكون هذا قرين لذاك من أسباب القدح الحسد والحسد نهى الله جلّ وعلا عنه وهو يأكل الحسنات كما جاء في الحديث قال جلّ وعلا {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وائتيناهم ملكًا عظيمًا. فمنهم من آمن به ومنهم من صدَّ عنه} وقد قال عليه الصلاة والسلام ((إيَّاكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب))." قواعد القواعد فضيلة الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله السـؤال: هل المسائلُ الخلافيةُ الواقعةُ بين العلماء في جرح وتعديل الأشخاص أو في كلام بعضهم في بعض لها أحكام المسائل الفقهية الاجتهادية من حيث ما يترتب عليها من سعة الصدر وعدم التشنيع على المخالف وحمله على أحسن المحامل والنظر في قوله تصويبًا وتخطيئًا لا قدحًا وتبديعًا؟ وجزاكم الله خيرًا. الجـواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد: فأقوالُ العلماء في الجرح والتعديلِ أو في كلامِ بعضِهم في بعضٍ أمرٌ اجتهاديٌّ يَقبلُ الإصابةَ والخطأَ، والمجتهدُ مأجورٌ على اجتهادِهِ وإن أخطأَ فله أجرٌ واحدٌ، فهو بكُلِّ حالٍ مأجورٌ، والإثمُ عنه مرفوعٌ، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ، ثُمَّ أَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ»(١)، ويترتَّب على ذلك ما ورد في السؤال من سعة الصدر وعدمِ التشنيعِ على المخالف وحملِهِ على أحسنِ المحامل؛ لأنّ الأصلَ في العلماء أنهم أهلُ عَدْلٍ وإنصافٍِ، وإنما قد يقع منهم من الطَّعن غيرِ المعتبر لِهَوًى، ومسالكُ الهوى ومساربه دقيقَةٌ، والمعصومُ من عصمه اللهُ. قال الإمام الذهبي: «لسنا ندَّعِي في أئمَّةِ الجرح والتعديل العصمةَ من الغلط النادِرِ، ولا من الكلام بنَفَسٍ حادٍّ فيمن بينه وبينهم شحناء وإحنة، وقد عُلِمَ أنّ كثيرًا من كلامِ الأقران بعضِهم في بعض مُهْدَرٌ لا عبرةَ به، لا سيما إذا وَثَّقَ الرجلَ جماعةٌ يلوح على قولهم الإنصاف»(٢)، وقال -رحمه الله- في مؤلَّف آخر: «وكلام الأقران بعضِهم في بعضٍ لا يعبأ به لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد وما ينجو منه إلاّ من عصمه الله، وما علمت أنّ عصرًا من الأعصار سَلِمَ أهلُهُ من ذلك سِوَى الأنبياءِ والصدِّيقين ولو شئتُ لسَرَدْتُ من ذلك كراريس»(٣). وقال ابنُ عبد البر: «إنّ من صحّت عدالتُهُ، وثبتت في العلم أمانتُهُ، وبانت ثقتُهُ وعنايته بالعلم لم يُلتفتْ إلى قول أحدٍ إلاّ أن يأتي في جرحه بِبَيِّنَةٍ عادلةٍ يصحُّ بها جرحه على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدات والمعاينة(٤). هذا، ولا ينبغي أن يفهم أنّ قاعدة: «الجَرْحُ مُقَدَّمٌ عَلَى التَّعْدِيلِ» على إطلاقها، بحيث ترد قاعدة: «كَلاَمُ الأَقْرَانِ فِي بَعْضٍ يُطْوَى وَلاَ يُرْوَى»؛ لأنَّ الصحيح أنه إذا لم تدلَّ على جَرحه بيِّنةٌ عادلةٌ بقيتْ عدالتُهُ قائمةً خاصّةً إذا كَثُرَ مادحوه، وقلّ جارحوه، قال التاج السبكي: «الحذر كلّ الحذر أن تفهم قاعدتهم: «الجرح مقدم على التعديل» على إطلاقها، بل الصواب أنّ من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصُّب مذهبيٍّ أو غيرِه لم يلتفت إلى جرحه»(٥)، ثمّ زاد -رحمه الله- قائلاً: «عرفناك أنّ الجارح لا يقبل منه الجرح، وإن فسّره في حقّ من غلبت طاعته على معاصيه، ومادحوه على ذامّيه، ومُزَكُّوه على جارحيه، إذا كانت هناك منافسة دنيوية، كما يكون بين النظراء أو غير ذلك، وحينئذٍ فلا يلتفت لكلام الثوريِّ وغيرِه في أبي حنيفة، وابن أبي ذئب وغيرِه في مالكٍ، وابنِ معينٍ في الشافعي، والنسائيِّ في أحمدَ بنِ صالحٍ ونحوِه، ولو أطلقنا تقديم الجرحِ لَمَا سَلِمَ لنا أحدٌ من الأئمّة، إذ ما من إمامٍ إلاّ وقد طَعَنَ فيه الطاعنون، وهَلَكَ فيه الهالكون»(٦). أمّا إذا قامت البيِّنة العادلة على خطئه أو عُرِضَ كلامُهُ على الكتاب والسُّنَّة فخالفهما فإنّ قولَه مردود، ولا يلزم -حَسَب قواعدِ أهل العلم- أن يبدّع أو يحكم بخروجه من أهل السنّة بمجرّد خطئه في المسائل العلمية والعملية، فإن أصرَّ على خطئه أو بانت معصيته فالجَرح المفسّر مقدَّمٌ على التعديل لاشتماله على زيادة علم. أمّا إن جهل مراده فينظر في سيرة المجتهد إن كانت حسنةً حمل كلامه على الوجه الحسن، لقوله تعالى: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ [الأعراف: 58]، وإن كانت سيرته غيرَ ذلك حمل كلامه على الوجه السيِّء لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا﴾ [الأعراف: 58]. أمّا إذا عرف مراد المتكلّم لكنه جهل حكم الشرع فيه، فالواجب أن يمسك عنه ولا يجوز له أن يتكلّم إلا بعلم، فالعلم ما قام الدليل عليه، وشهد له البرهان وأيّدته الحجّة. والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا. ١- أخرجه البخاري في «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ (6916)، ومسلم في «الأقضية» باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ: (4487)، وأبو داود في «الأقضية» باب في القاضي يخطئ (3574)، وابن ماجه في «الأحكام» يجتهد فيصيب الحق (2314)، وأحمد: (17360)، من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه. ٢- «سير أعلام النبلاء» للذهبي: (7/40-41). ٣- «ميزان الاعتدال» للذهبي: (1/111). ٤- «جامع بيان العلم وفضله»: (2/152). ٥- «طبقات الشافعية» للسبكي: (1/188). ٦- المصدر السابق: (1/190). فضيلة الشيخ يحيى بن علي الحجوري حفظه الله السائل : كلام الأقران يقبل ؟ الجواب : يجب أن يقبل من الأقران أو من غيرهم ، و ما يعرف القرين معرفة صحية إلا قرينه ، و لهذا يقولون البلدي أعرف ببلديّه من غيره و من علم حجة على من لم يعلم ، و العلم و المعرفة يكون عن دراية و عن معايشة ،عن مقارنة ، فكلام الأقران الباطل باطل لا يجوز أخذه و لا يجوز الالتفات إليه ، الواجب أخذ الحق ، و كلام الأقران الحق وجب أخذه ،وجب استفادته ، و لا يجوز تركه ، الله عز و جل أمر بالحق ،و سمى نفسه الحق ، و أنزل كتابه بالحق ،و هذا ذكرناه في مقدمة الرسالة المذكورة و عسى أن نعطي للإخوان منها نسخة أو يرسل لكم ففيها ما إن شاء الله فيه كفاية في هذه المسألة ،و لعلها منشورة على موقعنا[..]الأخ الذي يعني يعتني بهذا ، لعلها منشورة على موقعنا تسحبونها من موقعنا و لعلها فيها كفاية في هذا الشأن . السائل : جزاكم الله خيرا يا شيخنا ،بعض الحزبيين يستخدم هذه القاعدة للدفاع عن الشيخ الجبرين ،يقول... الشيخ يحيى : و الله يا أخي ، الشيخ الجبرين لست أنا الذي تكلمت فيه و لا أعرفه أصلا و لا أعرف ـ يعني ـ عن شؤونه إلا ما قاله أهل العلم ،تكلم فيه مثل الشيخ أحمد النجمي عليه رحمة الله و أبان ما عنده من مخالفات ،و كان يراسل شيخنا رحمه الله في حياته ،يراسله [بعض] الرسائل ،قال :تأتيني رسائل من الشيخ الجبرين فأسجرها على التنور ثم أبان الشيخ على أنه ـ يعني ـ فكره إخواني و هذا نعلمه نحن عن الشيخ [...] أبان عن ميول ابن جبرين ،وفقه الله ، إلى الحزب الإخواني و إلى مناصرة الإخوان ، و لهذا ما يجوز للإنسان أن يدافع عن شخص علم ميوله إلى الخطأ مهما كان ،نعم. تم التفريغ من هذه المادة فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله ومن القواعد والضوابط التي وضعها علماء الحديث : ١- التحري والتصور لجميع حال ذلك الإنسان . قال ابن حجر رحمه الله : (إن الذي يتصدى لضبط الوقائع من الأقوال والأفعال والرجال يلزمه التحري في النقل فلا يجزم إلا بما يتحققه ولا يكتفي بالقول الشائع ولا سيما إن ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم والصلاح ... ولذلك يحتاج المسلم أن يكون عارفا بمقادير الناس وبأحوالهم ومنازلهم فلا يرفع الوضيع ولا يضع الرفيع) اه. بواسطة "نفائس الحلة في التآخي والخلة" (ص ٩٣-٩٤) وأهل البدع لأن التعصب يدفعه إلى تجريح المعدل وتعديل المجروح، فنعوذ بالله من التعصب والهوى.قال الحافظ ابن حجر رحمه الله كما في المصدر السابق (ص ٩٤ ): (جمهور العلماء على أن الجرح لا يثبت إلا مفسرا مبين السبب لئلا يجرح بما يتوهمه جارحا وليس جارحا). ٣ - كلام الأقران بعضهم في بعض مقبول ما لم يظهر أنه ناشئ عن حقد أو حسد أو تعجل . والحكم على كلام العالم الفلاني بأنه ناشئ عما ذكرنا إنما هو لأهل العلم الثقات العدول وإلا أمكن الكثير أن يدعي أن كلام العالم الفلاني من باب الحق بل لو علم أن العالم الفلاني بينه وبين فلان عداوة وقد جاء بحق في انتقاده لخصمه قبل الحق منه. التنبيه الحسن في موقف المسلم من الفتن الشيخ أسامة بن عطايا العتيبي حفظه الله السائل:ما صحة قاعدة :كلام الأقران يطوى و لا يروى؟و ما حدود تطبيقها؟ بارك الله فيكم وأحسن إليكم الجواب: " فإن قاعدة : "كلام الأقران يطوى ولا يروى" قاعدة معروفة مشهورة، وكثيراً ما يدندنحولها الإمام الذهبي في كتبه.. ولكنها محمولة على ما إذا كان كلام القرين لقرينه بسبب المعاصرة والمنافسة في العلم والمنزلة فينزغ الشيطان بينهم، فيتكلم أحدهم في أخيه بشيء من الغلو والتعصب، أو قد يتسرع في إلقاء الأحكام بسبب ما عنده من المنافسة .. ولعل هذا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: (( لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا محدود في الإسلام ولا ذي غمر على أخيه)) ومعنى قوله: ((ذي غمرعلى أخيه)) أي ذي حقد وعداوة أو خصام.. ولكن ليس الأمر على إطلاقه، بل إذاكان سبب الكلام لحقد أو خصام أو منافسه علم ذلك بيقين وهذه الأمور قد تكون المعاصرة سبب لها أما إذا كان لا يظهر شيء من ذلك فالأصل أن العالم لا يتكلم في غيره إلابعلم وبصيرة، لا سيما إن كان يستند إلى ما قال إلى حجة وبرهان .. فلا يجوز لمسلم أن يغمض عينيه عن الحجة، أو أن يرد الحق ويسكت عن الباطل بحجة المعاصرة و أنهما من الأقران.. وأعظم من ذلك إذا كانت دعوى الأقران كاذبة كمن يزعم أن محمد حسان أو الحويني من أقران الشيخ ربيع لأجل رد كلامه فيهما ... فالمقارنة موضع اشتباه لا يجوز أن تتخذ ذريعة بحال لرد الحق ومساندة الباطل والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد" ثم سئل حفظه الله : هل تطبق هذه القاعدة على الشيخين الفوزان و الجبرين ؟ فأجاب: "الشيخ الفوزان هو من أقران الشيخ ابن جبرين هذا صحيح مع أن الشيخ الفوزان أعلم من الشيخ ابن جبرين في العقيدة، وأقعد منه في المنهج السلفي وفي الفقه وغيرذلك.. وليس الشيخ الفوزان ممن يتهم في كلامه بأن الدافع عليه المعاصرة وكون فلان من الأقران.. وكلام المشايخ في ابن جبرين بسبب ما له من فتاوى مزعجة لأهل السنة، وبسبب ما تكلم فيه من أمور تشد من عضد أهل البدع والضلال من الإخوانيين والقطبيين والحزبيين والتبليغيين بل حتى الخوارج الخلَّص.. أسأل الله له الهداية والصلاح.." وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 04-10-2010 الساعة 12:04AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|