|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: الرواية بالمعنى متى تجوز؟ ومتى لا تجوز؟ | |||
ممتاز | 2 | 100.00% | |
جيد | 0 | 0% | |
متوسط | 0 | 0% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 2. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الرواية بالمعنى
بسم الله الرحمان الرحيم. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد: كنت أثناء تفريغي لأحد دروس الشيخ ماهر حفظه الله في الفقه، سمعته كعادته حفظه الله يسأل الطلاب عن مسائل في الدرس الذي قبله ليصقل معارفهم وينميها جزاه الله عنا وعن المسلمين خيرا فقال لهم أن يستدلوا بحديث ولو بأن يرووا ذلك الحديث بالرأي ونبه فضيلته حفظه الله على أن البخاري كان يفسر بالرأي أحيانا ولكن بشرط أن يجيد الراوي عالما لما تحيله المعاني بحيث تكون الرواية مطابقة للمعنى أو كما قال حفظه الله. فلهذا أنقل لكم ما تيسر عن الرواية بالرأي وباختصار: قال الحافظ ابن الصلاح: (إذا أراد رواية ما سمعه على معناه دون لفظه؛ فإن لم يكن عالما عارفا بالألفاظ ومقاصدها، خبيرا بما يحيل معانيها، بصيرا بمقادير التفاوت بينها؛ فلا خلاف أنه لا يجوز له ذلك، وعليه أن لا يروي ما سمعه إلا على اللفظ الذي سمعه من غير تغيير. فأما إذا كان عالما عارفا بذلك، فهذا مما اختلف فيه السلف وأصحاب الحديث وأرباب الفقه والأصول؛ فجوزه أكثرهم. ولم يجوزه بعض المحدثين وطائفة من الفقهاء والأصوليين من الشافعيين وغيرهم. ومنعه بعضهم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجازه في غيره. والأصح؛ جواز ذلك في الجميع إذا كان عالما بما وصفناه، قاطعا بأنه أدى معنى اللفظ الذي بلغه؛ لأن ذلك هو الذي تشهد به أحوال الصحابة والسلف الأولين، وكثيرا ما كانوا ينقلون معنى واحدا في أمر واحد بألفاظ مختلفة، وما ذلك إلا لأن معولهم كان على المعنى دون اللفظ). انتهى ــــــــــــــــــــــ قال الحافظ في النكت على ابن الصلاح : قلت: وما فضله به بعض المغاربة ليس راجعا إلى الأصحية، بل هو لأمور: أحدها: ما تقدم عن ابن حزم. والثاني: أن البخاري كان يرى جواز الرواية بالمعنى، وجواز تقطيع الحديث من غير تنصيص على اختصاره، بخلاف مسلم، والسبب في ذلك أمران: أحدهما: أن البخاري صنف كتابه في طول رحلته، فقد روينا عنه أنه قال: "رب حديث سمعته بالشام فكتبته بمصر، ورب حديث سمعته بالبصرة فكتبته بخراسان". فكان لأجل هذا ربما كتب الحديث من حفظه فلا يسوق ألفاظه برمتها، بل يتصرف فيه ويسوقه بمعناه. الثاني: أن البخاري استنبط فقه كتابه من أحاديثه، فاحتاج أن يقطع المتن الواحد إذا اشتمل على عدة أحكام. انتهى ـــــــــــــــــــــــــ قال المناوي في اليواقيت والدرر : وأما الرواية بالمعنى فالخلاف فيها شهير والأكثر على الجواز - أيضا - وعليه الأئمة الأربعة وأكثر السلف والخلف من الفقهاء والأصوليين والمحدثين لكن العارف بمدلولات الألفاظ ومقاصدها وما يحيل معانيها وما لا مواقع الكلام بأن يأتي بلفظ بدل آخر مساو له في المراد منه وفهمه بأن يأتي بلفظ مساو له في الفهم أي فهم المعنى منه - بأن يكون مثله في الجلاء والخفاء فلا يبدل لفظا ظاهرا لدلالة على معنى بلفظ خفي الدلالة على ذلك المعنى ولا العكس لأنه ينشأ عن ذلك تقديم ما رتبته التأخر أو العكس لوجوب تقديم أحد الخبرين المتعارضين على مخالفة قال بعض مشايخنا فعلى هذا إذا رواه غيره ممن تقوم به الحجة امتنعت عليه الرواية والمقصود المعنى واللفظ آلة له وأما غير العارف فلا يجوز له ذلك قطعا إجماعا ويشمل قولهم الجاهل بالنحو لأن اللحن يغير المعنى وحينئذ فلا بد من كونه نحويا قال أبو داود قال الأصمعي أخوف ما إخاف على الطالب العاري من النحو دخوله في قول المصطفى من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار والمصطفى محفوظ من اللحن فمن روى عنه ولحن فقد كذب عليه واللاحن يحمله لحنه أن يدخل فيه ما ليس منه ويخرج منه ما هو فيه ـــــــــــــــــــــ وجاء في شرح الشيخ عبد المحسن العباد على سنن أبي داود : قال أبو سلمة : إذا أقمت الإسناد والمعنى كفاك، أي: إذا أتى بإسناد الحديث كما هو، وأتى بمعنى الحديث فإن ذلك يكفي، ومعنى ذلك: أن الرواية بالمعنى سائغة وجائزة، لكن الأولى أن يحافظ على لفظ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يصار إلى الراوية بالمعنى إلا عند الحاجة إليها. وقد اشتهر الإمام مسلم رحمه الله بالمحافظة على الألفاظ، حتى أن الحافظ ابن حجر رحمه الله في ترجمة الإمام مسلم من (تهذيب التهذيب) أثنى عليه ثناءً عظيماً وقال: لقد حصل للإمام مسلم حظ عظيم من حيث محافظته على الألفاظ والإبقاء عليها، وعدم الرواية بالمعنى، وأن هناك جماعة من النيسابوريين أرادوا أن يحذوا حذوه فلم يفعلوا شيئاً. وإذا كان الإنسان لم يضبط اللفظ فلم يبق إلا الرواية بالمعنى، قال الله: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]. ــــــــــــــــــــــ والذي أقوله والله أعلم أن يحاول المسلم قدر المستطاع رواية الحديث بلفظه وإن تعسّر هذا أحيانا فلا باس من رواية الحديث بالمعنى على أن لا يغلب على من رواه أنه أحال المعنى الحقيقي للحديث ومن باب قوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن ( 16 ) . والله تعالى أعلم وأحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أرجو أن تتفاعل الأخوات مع هذا الموضوع.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 29-09-2010 الساعة 01:11AM سبب آخر: فاتَّقوا ـ فاتَّقوا |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الرواية بالمعنى |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|